مهند طلال الاخرس : رغيف الثورة
#الحوار_المتمدن
#مهند_طلال_الاخرس منذ النكبة نشأ لدى الشعب الفلسطيني مصطلحات وكلمات والفاظ وتعابير جديدة لم يكن يعهدها في حياتنا، كانت النكبة اولها واقساها، كانت النكبة الفعل والمصدر الاساس لكل الكلمات والمصطلحات الناشئة، كانت تلك الكلمات وفية في وجعها لمصدر الوجع الاول(النكبة).كانت كل الكلمات والمصطلحات اللاحقة تُولد من رحم النكبة، كانت النكبة صاحبة رحم خصب، لم يكن رحم النكبة ودودا معنا لكنه كان ولودا يملأ الخيام صراخا وعويل، ويملأ الازقة شقاء منقطع النظير.كانت النكبة أُما ولودا لكل اسمائنا واشيائنا...كانت النكبة آخر عهدنا بالفرح واول ايام بؤسنا التي لا تنتهي...من رحم النكبة جاء التشريد واللجوء وبه عرفنا المنافي والشتات، مع النكبة ولدت مصطلحات لم نكن نعي منها شيئا إلا وقع اقدام خفافيش الليل واذنابهم، مع النكبة عرفنا الخيانة والجاسوس والعروش والجيوش، وتعرفنا على كل انواع الحُكام وشتى اصناف الملوك، مع النكبة عرفنا البقجة والكارة والصندقة والوكالة وكرت المؤن، مع النكبة عرفنا بحق معنى الحنين ومعنى ان تبقى الذاكرة حية ..."الحنين استرجاع للفصل الأجمل في الحكاية: الفصل الأول المرتجل بكفاءة البديهةهكذا يولد الحنين من كل حادئة جميلةولا يولد من جرحفليس الحنين ذكرىبل هو ما ينتقى من متحف الذاكرةالحنين انتقائي كبستاني ماهروهو تكرار للذكرى وقد صُفيت من الشوائبوللحنين أعراض جانبية منهاإدمان الخيال النظر الى الوراءوالحرج من رفع الكلفة مع الممكنوالإفراط في تحويل الحاضر الى ماضالحنين ندبة في القلبوبصمة بلد على الجسدلكن لا أحد يحن الى جرحهلا أحد يحن الى وجع أو كابوسبل يحن الى ما قبلهالى زمن لا ألم فيه سوى ألم الملذات الاولىالتي تذوب كقطعة سكر في فنجان شايالى زمن فردوسي الصورةوالحنين نداء الناي للنايلترميم الجهة التي كسرتها حوافر الخيلفي حملة عسكرية"ومن رحم النكبة جائت الخيمة ولان الخيمة لا تعيش منفردة فقد تجمعت وتكاثرت واصبحت خيمات، كانت الخيمات كثيرة تليق بحجم خيباتنا ومآسينا المتلاحقة، لم يكتفي القدر بتلك الخيبات والخيمات، فأراد لها مكانا يليق بها، ويكون شاهدا على كل الذي حصل، وليكتمل المشهد منحتنا النكبة كل اسباب البؤس والشقاء والجوع والحرمان، ولأن اصل الحكاية لا يستقيم إلا بدور البطل الذي يرسم ويحدد معالم الطريق، ويكون وفيا لسيرة الاجداد والبلاد، ويصلح لان يكون السادن الامين والمؤتمن على اسرار الحكاية منذ البداية وحتى ساعة النصر، فكان ان وُلد المخيم...في المخيم وجوه هائمة واقدام هشة تذروها الرياح وتتلاعب بها كيفما تشاء، في المخيم قلوب موجوعة وخطوات مكسورة تحنو على التراب وتسير على مهل، فهي منذ هذه اللحظة تعرف معنى ان تدوس اقدامها تراب ليس لها...في المخيم تتمحور الحياة حول كرت المؤن، فالايام تقاس بكمية وحجم المؤن المُستلمة، والاوقات والمواعيد والمناسبات ترتبط بالمؤن وحضوره، وكذلك حجم النشاط التجاري في المخيم وكذلك سوق العرابيات والكارات.كانت المؤن في المخيم تنظم حياة الناس حسب مواعيدها الخاصة، في المخيم كانت المؤن تقوم مقام الشمس بالنسبة للمجموعة الشمسية.كان على كل عائلة في المخيم ان تنتدب احد ابنائها المخلصين لتلك المهمة المقدسة، تلك المهمة التي تنتظرها العائلة لتسد جوعها وينتظرها المخيم بفارغ الصبر.تلك المهمة المقدسة كانت مهمتي الشاقة، وحين كنت اشكي وابكي من صعوبتها كان ابي يقول لي: تلك مهمة لا يقوم بها اي كان، تلك مه ......
#رغيف
#الثورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682890
#الحوار_المتمدن
#مهند_طلال_الاخرس منذ النكبة نشأ لدى الشعب الفلسطيني مصطلحات وكلمات والفاظ وتعابير جديدة لم يكن يعهدها في حياتنا، كانت النكبة اولها واقساها، كانت النكبة الفعل والمصدر الاساس لكل الكلمات والمصطلحات الناشئة، كانت تلك الكلمات وفية في وجعها لمصدر الوجع الاول(النكبة).كانت كل الكلمات والمصطلحات اللاحقة تُولد من رحم النكبة، كانت النكبة صاحبة رحم خصب، لم يكن رحم النكبة ودودا معنا لكنه كان ولودا يملأ الخيام صراخا وعويل، ويملأ الازقة شقاء منقطع النظير.كانت النكبة أُما ولودا لكل اسمائنا واشيائنا...كانت النكبة آخر عهدنا بالفرح واول ايام بؤسنا التي لا تنتهي...من رحم النكبة جاء التشريد واللجوء وبه عرفنا المنافي والشتات، مع النكبة ولدت مصطلحات لم نكن نعي منها شيئا إلا وقع اقدام خفافيش الليل واذنابهم، مع النكبة عرفنا الخيانة والجاسوس والعروش والجيوش، وتعرفنا على كل انواع الحُكام وشتى اصناف الملوك، مع النكبة عرفنا البقجة والكارة والصندقة والوكالة وكرت المؤن، مع النكبة عرفنا بحق معنى الحنين ومعنى ان تبقى الذاكرة حية ..."الحنين استرجاع للفصل الأجمل في الحكاية: الفصل الأول المرتجل بكفاءة البديهةهكذا يولد الحنين من كل حادئة جميلةولا يولد من جرحفليس الحنين ذكرىبل هو ما ينتقى من متحف الذاكرةالحنين انتقائي كبستاني ماهروهو تكرار للذكرى وقد صُفيت من الشوائبوللحنين أعراض جانبية منهاإدمان الخيال النظر الى الوراءوالحرج من رفع الكلفة مع الممكنوالإفراط في تحويل الحاضر الى ماضالحنين ندبة في القلبوبصمة بلد على الجسدلكن لا أحد يحن الى جرحهلا أحد يحن الى وجع أو كابوسبل يحن الى ما قبلهالى زمن لا ألم فيه سوى ألم الملذات الاولىالتي تذوب كقطعة سكر في فنجان شايالى زمن فردوسي الصورةوالحنين نداء الناي للنايلترميم الجهة التي كسرتها حوافر الخيلفي حملة عسكرية"ومن رحم النكبة جائت الخيمة ولان الخيمة لا تعيش منفردة فقد تجمعت وتكاثرت واصبحت خيمات، كانت الخيمات كثيرة تليق بحجم خيباتنا ومآسينا المتلاحقة، لم يكتفي القدر بتلك الخيبات والخيمات، فأراد لها مكانا يليق بها، ويكون شاهدا على كل الذي حصل، وليكتمل المشهد منحتنا النكبة كل اسباب البؤس والشقاء والجوع والحرمان، ولأن اصل الحكاية لا يستقيم إلا بدور البطل الذي يرسم ويحدد معالم الطريق، ويكون وفيا لسيرة الاجداد والبلاد، ويصلح لان يكون السادن الامين والمؤتمن على اسرار الحكاية منذ البداية وحتى ساعة النصر، فكان ان وُلد المخيم...في المخيم وجوه هائمة واقدام هشة تذروها الرياح وتتلاعب بها كيفما تشاء، في المخيم قلوب موجوعة وخطوات مكسورة تحنو على التراب وتسير على مهل، فهي منذ هذه اللحظة تعرف معنى ان تدوس اقدامها تراب ليس لها...في المخيم تتمحور الحياة حول كرت المؤن، فالايام تقاس بكمية وحجم المؤن المُستلمة، والاوقات والمواعيد والمناسبات ترتبط بالمؤن وحضوره، وكذلك حجم النشاط التجاري في المخيم وكذلك سوق العرابيات والكارات.كانت المؤن في المخيم تنظم حياة الناس حسب مواعيدها الخاصة، في المخيم كانت المؤن تقوم مقام الشمس بالنسبة للمجموعة الشمسية.كان على كل عائلة في المخيم ان تنتدب احد ابنائها المخلصين لتلك المهمة المقدسة، تلك المهمة التي تنتظرها العائلة لتسد جوعها وينتظرها المخيم بفارغ الصبر.تلك المهمة المقدسة كانت مهمتي الشاقة، وحين كنت اشكي وابكي من صعوبتها كان ابي يقول لي: تلك مهمة لا يقوم بها اي كان، تلك مه ......
#رغيف
#الثورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682890
الحوار المتمدن
مهند طلال الاخرس - رغيف الثورة