فريدة حسين : تعويم العقل وتعقيم الفكر في عصر التفاهة
#الحوار_المتمدن
#فريدة_حسين "لن يفنى العالم بسبب قنبلة نووية بل بسبب الابتذال والإفراط في التفاهة التي ستحوّل العالم إلى نكتة سخيفة".. هكذا عبر الروائي الإسباني الشهير "كارلوس زافون"، الذي توفي الأسبوع المنصرم، في كتابه "ظل الريح"، وهي الفكرة التي صاغها أيضا الفيلسوف الكندي "ألان دانو" في كتابه "تفاهة نظام التفاهة"، الذي حذر فيه من ترذيل الأكاديمية، وتعويم الثقافة، واستبدال رجل العلم بالخبير، وتهميش العقل والفكر، مشددا على ضرورة التحرّر من الاغتراب والاستبلاه والاستغفال والتتفيه لترسيم القطيعة مع نظام التفاهة، والانخراط في ثورة فكرية تنويرية تنهي كل ما يضر بالصالح العام في سبيل إنقاذ العالم من الدمار والفناء.إن الفوضى المعممة التي بلغها العالم الآن هي نتيجة حتمية للعولمة باعتبارها مفهوما شاملا لتطور الرأسمالية والنيو ليبرالية المتطرفة، التي هيمن - من خلالها - التافهون على كل مفاصل العالم في غفلة المثقفين المهمّشين بسبب تقزيم مسؤولياتهم وتعويضهم بالخبراء التكنوقراطيين لتدبير الأزمات بعيدا عن التحليل والتفكيك في سبيل البحث عن الحلول الجذرية لمشاكل المجتمعات - حسب ما أشار إليه "ألان دانو" - الذي انتقد بشدة سيطرة التافهين على العالم بسبب النظام الرأسمالي الذي يهدف إلى استغلال الإنسان، وتحقيق الربح دون إعطاء الأهمية للإنسان وتنميته وتطويره، ما أدى إلى تفكيك منظومة القيم وتهميش الكفاءات وتكريس الثقافة التبسيطية والخطاب التبريري الفاقد للمنطق العلمي والعقلي، لا سيّما أن هذا الواقع، الذي يقدس الجهل والتخلف، اخترق المشهد السياسي العام بوصول أنظمة تافهة إلى السلطة والحكم في أوروبا وأمريكا وقبلهما العالم الثالث، مستغلة في ذلك الديمقراطية والشعبوية والأزمات الاقتصادية ووسائل الإعلام، التي أصبحت أهم محاور اللعبة من خلال تكريس التبسيط والبهرجة والابتذال لإحكام السيطرة على المجتمع الذي يميل إلى كل ما هو سهل وسخيف، والفئة الصغيرة الواعية بما حولها تهمّش وتُدفع للدخول في قوقعتها الخاصة والانسحاب من المشهد العام لتعيش صمتها دون مخاطر التأثير في الآخرين.التفاهة حجبت عصر الأنوار والخبير أزاح المفكرويعبر هذا المشهد العام للعالم التافه عن مدى خطورة هيمنة التفاهة على عصر الانحطاط والتراجع إلى الوراء من خلال الانقلاب على ما وصل إليه المفكرون والتنويريون في عصر النهضة في أوروبا، الذين تمكنوا من التنظير لحرية التعبير والاختلاف والتسامح وتقبّل الآخر واحترام الراي والرأي الآخر، على غرار "جون جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيو" وغيرهم من المفكرين الذين أسسوا قواعد استعمال العقل في القضايا العامة والشأن العام بكل استقلالية ومسؤولية، كما دعا إليه الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط". إن عصر التفاهة والتتفيه الذي نعيش فيه يبيّن التراجع عن كل هذا الذي اشتغل عليه المفكرون الأوروبيون في عصر التنوير، وهذا لم يكن عبثا بل هو نتيجة الانقلاب على دور المثقف واستبداله بالخبير وانحطاط المجتمع الإنساني المعاصر، حيث أن مسلسل التفاهة بدأ باستبدال الإرادة الشعبية والناشطين السياسيين والمواطنين بمفاهيم المقبولية المجتمعية والتوافق والتسوية، ومنها إفراغ السياسة من المفاهيم الكبرى التي تعتبر الركائز المؤسسة لها كالحقوق والواجبات والقيم والصالح العام. وحسب تعبير "ماكس فيبر"، فإن السياسة محكومة بهاجس الحكامة والمنفعة الخاصة للسياسيين ليتحول اهتمامهم من الصالح العام والقيم الإنسانية النبيلة إلى التعامل مع مؤسسات الدولة باعتبارها مشروعا تجاريا مربحا لا يخضع لمنظومات أخلاقية ولا لقيم عليا.ابتذال الس ......
#تعويم
#العقل
#وتعقيم
#الفكر
#التفاهة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683465
#الحوار_المتمدن
#فريدة_حسين "لن يفنى العالم بسبب قنبلة نووية بل بسبب الابتذال والإفراط في التفاهة التي ستحوّل العالم إلى نكتة سخيفة".. هكذا عبر الروائي الإسباني الشهير "كارلوس زافون"، الذي توفي الأسبوع المنصرم، في كتابه "ظل الريح"، وهي الفكرة التي صاغها أيضا الفيلسوف الكندي "ألان دانو" في كتابه "تفاهة نظام التفاهة"، الذي حذر فيه من ترذيل الأكاديمية، وتعويم الثقافة، واستبدال رجل العلم بالخبير، وتهميش العقل والفكر، مشددا على ضرورة التحرّر من الاغتراب والاستبلاه والاستغفال والتتفيه لترسيم القطيعة مع نظام التفاهة، والانخراط في ثورة فكرية تنويرية تنهي كل ما يضر بالصالح العام في سبيل إنقاذ العالم من الدمار والفناء.إن الفوضى المعممة التي بلغها العالم الآن هي نتيجة حتمية للعولمة باعتبارها مفهوما شاملا لتطور الرأسمالية والنيو ليبرالية المتطرفة، التي هيمن - من خلالها - التافهون على كل مفاصل العالم في غفلة المثقفين المهمّشين بسبب تقزيم مسؤولياتهم وتعويضهم بالخبراء التكنوقراطيين لتدبير الأزمات بعيدا عن التحليل والتفكيك في سبيل البحث عن الحلول الجذرية لمشاكل المجتمعات - حسب ما أشار إليه "ألان دانو" - الذي انتقد بشدة سيطرة التافهين على العالم بسبب النظام الرأسمالي الذي يهدف إلى استغلال الإنسان، وتحقيق الربح دون إعطاء الأهمية للإنسان وتنميته وتطويره، ما أدى إلى تفكيك منظومة القيم وتهميش الكفاءات وتكريس الثقافة التبسيطية والخطاب التبريري الفاقد للمنطق العلمي والعقلي، لا سيّما أن هذا الواقع، الذي يقدس الجهل والتخلف، اخترق المشهد السياسي العام بوصول أنظمة تافهة إلى السلطة والحكم في أوروبا وأمريكا وقبلهما العالم الثالث، مستغلة في ذلك الديمقراطية والشعبوية والأزمات الاقتصادية ووسائل الإعلام، التي أصبحت أهم محاور اللعبة من خلال تكريس التبسيط والبهرجة والابتذال لإحكام السيطرة على المجتمع الذي يميل إلى كل ما هو سهل وسخيف، والفئة الصغيرة الواعية بما حولها تهمّش وتُدفع للدخول في قوقعتها الخاصة والانسحاب من المشهد العام لتعيش صمتها دون مخاطر التأثير في الآخرين.التفاهة حجبت عصر الأنوار والخبير أزاح المفكرويعبر هذا المشهد العام للعالم التافه عن مدى خطورة هيمنة التفاهة على عصر الانحطاط والتراجع إلى الوراء من خلال الانقلاب على ما وصل إليه المفكرون والتنويريون في عصر النهضة في أوروبا، الذين تمكنوا من التنظير لحرية التعبير والاختلاف والتسامح وتقبّل الآخر واحترام الراي والرأي الآخر، على غرار "جون جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيو" وغيرهم من المفكرين الذين أسسوا قواعد استعمال العقل في القضايا العامة والشأن العام بكل استقلالية ومسؤولية، كما دعا إليه الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط". إن عصر التفاهة والتتفيه الذي نعيش فيه يبيّن التراجع عن كل هذا الذي اشتغل عليه المفكرون الأوروبيون في عصر التنوير، وهذا لم يكن عبثا بل هو نتيجة الانقلاب على دور المثقف واستبداله بالخبير وانحطاط المجتمع الإنساني المعاصر، حيث أن مسلسل التفاهة بدأ باستبدال الإرادة الشعبية والناشطين السياسيين والمواطنين بمفاهيم المقبولية المجتمعية والتوافق والتسوية، ومنها إفراغ السياسة من المفاهيم الكبرى التي تعتبر الركائز المؤسسة لها كالحقوق والواجبات والقيم والصالح العام. وحسب تعبير "ماكس فيبر"، فإن السياسة محكومة بهاجس الحكامة والمنفعة الخاصة للسياسيين ليتحول اهتمامهم من الصالح العام والقيم الإنسانية النبيلة إلى التعامل مع مؤسسات الدولة باعتبارها مشروعا تجاريا مربحا لا يخضع لمنظومات أخلاقية ولا لقيم عليا.ابتذال الس ......
#تعويم
#العقل
#وتعقيم
#الفكر
#التفاهة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683465
الحوار المتمدن
فريدة حسين - تعويم العقل وتعقيم الفكر في عصر التفاهة