الحوار المتمدن
3.09K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
إدريس غازي : فوكو وإبستيميات العصور الثلاثة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ( الجزء الثالث )وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في &#1649-;-ن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ......
#فوكو
#وإبستيميات
#العصور
#الثلاثة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677578
إدريس غازي : مشيل فوكو وايبيستيميات العصور الثلاث
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي (الجزء الثالث)وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في &#1649ن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ال ......
#مشيل
#فوكو
#وايبيستيميات
#العصور
#الثلاث

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677572
إدريس غازي : فوكو وإبيستيميات العصور الثلاثة: 2 العصر الكلاسيكي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي تناولنا في مقالتنا السابقة حول إبيستيميات العصور الثلاثة: العصر الوسيط، كيف تشكل إبيستيمي هذه الحقبة، وبينا فيها تحول العلاقة بين الكلمات والأشياء من العصر الوسيط إلى العصر الكلاسيكي، ودشنا معالجة تلك العلاقة في العصر الكلاسيكي كما سنرى. إن هذه العلاقة بالنظام العام للأشياء ،أو نسق الأشياء ، هي التي تميز إبيستيمي العصر الكلاسيكي، كما أن التأويل اللانهائي يميز إبيستيمي العصور الوسطى ،حتى نهاية القرن السادس عشر . وبما أن المعرفة في تلك الحقبة كانت تعتمد على التشابه ودراسة أوجه التماثل بين الأشياء ،فإن معرفة العصر الكلاسيكي أصبحت تعتمد على العلامات signes بصفتها وسائل لتشكيل المعارف التجريبية عن طريق دراسة أوجه التماثل والاختلاف ؛ لكن يتساءل مشيل فوكو عما تعنيه العلامة في العصر الكلاسيكي ؟ فيلاحظ أن الذي تغير في النصف الأول من القرن السادس عشر ، هو النظام الكامل للعلامات ، والشروط التي من خلالها تكون مرآة للعالم ، إذ لم تعد العلامة تحيل إلى التشابه، كما كان الأمر إبان العصر الوسيط بل أصبحت مع بداية القرن السابع عشر أداة لتحليل الواقع وتنضيد أجزاءه وفرزها وترتيبها على هيئة جدول تصنيفي عام . يرى م. فوكو أن الشيء الجديد الذي جعل الإبستيمي الكلاسيكي ممكن الوجود ، والشيء الذي جعله مشروع علم عام ، بل ونظرية عامة العلامات ممكنة الوجود ، هو استخدام مقياس التمييز والقياس الرياضي كما سبقت الإشارة إلى ذلك لقياس البنى البسيطة ( انظر المقال السابق حول ابيستيمي العصر الوسيط). وعندئذ يصبح الواقع والعالم من بدايته إلى نهايته قابلا للتصنيف والتحليل .ومع ثورة هذا العصر خرجت الكلمات من العالم الذي كانت تحيى فيه لتصبح ممثلة للعالم ،هو نفسه قيد التمثيل، يقول فوكو عن هذا الانفصال " ستنفصل الكلمات عن الأشياء وستنصرف العين للرؤية والرؤية فقط، والأذن للسماع فقط، وستكون مهمة الخطاب هي قول ما هو كائن، إلا أنه لن يكون غير ما يقوله " ، فابتداء من القرن السابع عشر انقلب وضع العلامات وغدت مزدوجة . إن إعادة الترتيب هاته ، في ثقافة العصر الكلاسيكي، والتي كانت تشكل مرحلة أولى ، كان لها الدور الأبرز في تشكيل إبستيمي جديد، يقول م. فوكو بهذا الصدد، أن النظام لم يعد كامنا في الحركة المتواصلة للتشابهات ، بل في إقامة المتواليات والجداول والتي تتعاقب فيها التمثلات وتتجاور ...ويرى أيضا أن مغامرات " دون كيشوت Don Quichotte هي التي رسمت الحد : عندها كفت اللعبة القديمة للتشابه والعلامات ،وهنا ولدت علاقة جديدة في شخصية " دون كيشوت " إنها ليست شخصية شادة كما ساد الإعتقاد، أو إنسان خارق للعادة extravagance بل إنه رجل شديد التدقيق، خطى خطوة هامة أمام كل مظاهر المحاكاة ." إن دون كيشوت هو الكتاب الذي يتم فيه التعبير عن هذا الانتقال من التشابه إلى الجنون ... ويدخل التشابه هنا عصرا ،هو عصر الحمق والخيال ( الكلمات والأشياء.ص.62 ) .. ولعل هذا العصر الذي صار تحليليا من هذه الحقبة فصاعدا ،لا يريد أن يعرف غير شكلين من أشكال المقارنة هما : "مقارنة القياس la mesure " و " مقارنة النظام Ordre" ، في هذه اللحظة بالذات ولد الانسان أمام ذاته، وأصبح موضوعا للمعرفة. إن هذه الطفرة ،كما قلنا ،افتتحها " دون كيشوت " الذي حاول أن يقرأ العالم لكي يبرهن على صحة الكتب، لكنه سرعان ما اصطدم بعدم التوافق بين العلامات ( الكلمات ) والواقع ،لقد كان يفسر العالم عبر منظار ضيق وبائد ، هذا وإن انقلاب الأطوار الذي يعيشه " دون كيشوت " وانفصاله عن الواقع، وانفصام العلا ......
#فوكو
#وإبيستيميات
#العصور
#الثلاثة:
#العصر
#الكلاسيكي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677599