الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حامد الزبيدي : التوبة المستحيلة
#الحوار_المتمدن
#حامد_الزبيدي التوبة المستحيلة ..كان يا ما كان .. في بلاد طواها النسيان .. ولم يعد يحيا فيها لا انس ولا جان ..كانت هناك مدينة صغيرة وادعة .. انتشر فيها خبر قط شرس يهاجم الفئران بلا هوادة ولن يغنيه لحم الغزال عن طعم لحم الفئران لدرجه انه اصبح مطلوبا ومشهورا جدا ومرغوبا به من كافة الاسر التي كانت تشتكي من عبث الفئران في مخزونهم الغذائي .. فكانت تقدم له تسهيلات مهمة واغراءات لغرض قدومه ليخلص العوائل من الاعمال المضرة التي تقوم بها فئران المحلة التي جبلت على اذية السكان .. وامام هذا الترحاب والوفود التي ارسلت داعية لقدومه الميمون المبارك لهذا البيت او ذاك .. شعر الفئران ان هذا العتوي يشكل خطرا على وجودهم في هذه المحلة فتناخوا ودعا حكمائهم الى عقد اجتماع موسع عاجل لدراسة المخاطر والتفكير في وسائل للتخلص من هذا الخطر .. وفعلا اجتمعوا في تنور ام عباس البعيد عن الانظار .. وحافظوا على سرية الاجتماع لئلا يصل الى اسماع عتوي ام جبار .. وبعد اخذ ورد اقتنعوا باقتراح حكمائهم بأن لا يغادرون جحورهم ابدا وان يخزنوا من الطعام ما يمكنهم من الصمود لفترة طويلة كي يحرموا عتوي ام جبار من لحمهم لربما يلجأ الى صيد الدجاج او الطيور او يترك المحلة الى محلة اخرى .. وفعلا التزم الجميع بالاوامر.. ومكثوا في جحورهم لا يغادروها ابدا .. واستمرت هذه المقاطعة اكثر من شهر .. الامر الذي اضر بصحة العتوي وبانت على وجهه علامات الهزال والشحوب .. ففكر مليا بهذا الامر ليجد له حلا .. وتوصل الى حيلة تفكك كل مخططاتهم وينتقم منهم اشد انتقام .. فاعلن التوبة عن صيد واكل الفئران وانه تاب توبة خالصة .. وقرر ان يبتعد عن اذى الفئران .. فجلس في اليوم الثاني امام اكبر جحورهم واخذ يسبح ويردد ادعية التوبة ومد سجادة الصلاة .. وبدأ يصلي .. اندهش الفئران الذين كانوا يراقبون المشهد باستغراب واهتمام شديدين .. فقال البعض .. يبدو اننا انتصرنا فاجبرناه على تغيير سلوكه .. واخر يقول ناصحا .. لا تستعجلوا لربما هذه خدعة .. وامام انقسامهم طلبوا ان يتطوع احد الفئران من المرضى الضعاف .. ليرسلوه فدائيا عن بقية الفئران .. ليتقرب من العتوي ومن ثم يدرسون النتائج وردود الافعال .. وفعلا تطوع احد الفئران المرضى فخرج من الجحر خائفا مرعوبا يقدم رجل ويؤخر الاخرى لدرجة انه تبول على نفسه ما ان اصبح قريبا منه .. الا ان العتوي كان منصرفا عنه بالتعبد رافعا ذراعيه لطلب العفو والمغفرة والتوبة .. عاد الفار المذعور لجحره غير مصدق انه عاد سالما .. كما لم يصدق الحكماء فاقترح احدهم ان يرسلوا فأر اخر يكون سمين وبصحة جيدة معللا اقتراحه بأنه ربما راه ضعيف لا يستحق المجازفة .. وفعلا تشجع احد الفئران وكان سمينا ويافعا .. ودع اهله وكاد ابوه ان يغمى عليه اما امه فقد رمت خلفه طاسة ماء ليعود اليها سالما .. ذهب هذا الاخير ليقترب من العتوي وفعلا اقترب منه داعبه .. داس على ذيله .. فلم يبدي العتوي اي تصرف يعبر عن انزعاجه .. ابدا فهو مستغرق في العبادة .. عاد الفار الفتي الى جماعته ليخبرهم انه كان مرعوبا لكن تبدد خوفه حينما راى العتوي يتعبد غارقا بحب وعبادة رب السموات والارض .. امام هذه الوقائع الدامغة .. خرج الجميع من جحورهم محتفلين بهذه الفرحة الكبيرة والتغير الذي لم يكن احدا يتوقعه ولا بالاحلام .. التفت العتوي لحكماء الفئران القريبين منه .. وقال لهم عندي مقترح .. فاجابوه ..تفضل قول .. رد عليهم انه يقترح ان يعقدوا اجتماعا موسع في تنور ام عباس كونه كبير ويتسع للجميع .. شريطة ان لا يتخلف احد لأهمية ما سيتخذ من قرارات تهم الجميع و ليتوصلوا الى اتفاق مكتوب و ......
#التوبة
#المستحيلة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681752