الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
راتب شعبو : السوريون في أوروبا، هل يتحول المنفى إلى وطن؟
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو طالت السنون باللاجئين السوريين الذين فروا من جحيم بلادهم، وتشتتوا في أصقاع الأرض. وصل مئات الآلاف منهم إلى أوروبا وحصلوا فيها على حق اللجوء والحماية، لأسباب إنسانية أو سياسية. ربما اعتقد الكثير من هؤلاء أن عودتهم إلى بلادهم لن تكون بعيدة، وهذا يشمل بوجه خاص اللاجئين المبكرين الذين لم يكن في حسبانهم أن العالم، على اختلاله، يمكن أن يتفرج على كارثة مستمرة بهذا الشكل، أو يمكن أن يتساهل ويستوعب طغمة ترتد على محكوميها بالطائرات والبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي. غير أن هذا ما حصل، وراحت سنون اللجوء تتناسل وتطرح على اللاجئين مشاكل جديدة وجدية، مثل اللغة والعمل، ثم مشاكل الاندماج (integration) والاتساق مع معايير السلوك والحياة في المجتمع الجديد، وهذا لا يكفي من وجهة نظر اليمين المتطرف الأوروبي الذي راح يطالب اللاجئين بالذوبان (assimilation) بما يتضمن التخلي عن الثقافة الأصلية للاجئ. لنضع جانباً أسئلة مثل: ما هي حدود الاندماج، دع عنك "الذوبان"؟ وهل يقع هذا في مجال إرادة اللاجئ أصلاً؟ وهل جاء هؤلاء السوريون إلى أوروبا كي يندمجوا؟ ما جرى أنه طال الزمن، وبدأ كثير من اللاجئين السوريين يحققون الشروط ويحصلون على جنسية البلدان التي لجأوا إليها. وترانا نفرح ببطاقة الجنسية كما يفرح طالب بتخرجه من الجامعة بعد سنوات الدراسة. هذا الواقع يحرض في الذهن أسئلة مثل: ما هو مصدر السعادة التي تشمل السوري، أو غيره من أمثاله، حين يحوز على جنسية أو قومية (من اللافت أن العربية تترجم nationality بكلمة مشتقة من الجنس وليس من القومية) البلد الذي لجأ إليه؟ هل يتعلق الأمر بالجانب المادي من الموضوع، أي بالتسهيلات التي يمكن أن يحوز عليها بعد أن صار من مواطني الدولة الجديدة وحاملاً لجواز سفرها، وقادراً بالتالي على السفر حيث يشاء دون عوائق، بوصفه "غير سوري"؟ أم من انتسابه في هذا الفعل إلى أمة جديدة لها مكانة أفضل بين الأمم، وأن هذا الانتماء "الورقي" يمكن أن يرمي غلالة، مهما تكن شفافة، على شعور مزمن بالدونية لدى أبناء العالم "المتخلف" تجاه العالم المتحضر؟ أم لأنه بات قادراً أن يورث أبناءه انتماء أفضل ومفتوح على آفاق نجاح أوسع؟ هل في هذه السعادة ظل من فرحة التميز عن أبناء جلدته الذين ظلوا في "جلدهم" القديم؟ أم أن الأمر أبسط من كل هذا، وأنه شعور سعادة غريزي بأن هناك "عائلة" جديدة تنسبه إليها، أو تقبل انتسابه إليها، وفي هذا، بحد ذاته، مصدر سعادة؟ ولكن هل ترى الفرنسي أو الألماني سيجد مصدر فرح في حصوله على الجنسية السورية؟من زاوية أخرى، ألا تنطوي سعادة السوري بحصوله على جنسية أوروبية، على قدر من التعاسة العميقة؟ تعاسة نابعة من حقيقة أن كل الأوراق لا تستطيع أن تجعلك من "الجنس" الذي تفرح بالانتماء الجديد إليه، ليس فقط في عيون أبناء هذا "الجنس"، فأوروبا قارة قديمة لا تمتلك مجتمعاتها قوة هضم عناصر جديدة إليها، بل أيضاً في عين ذاتك. تعاسة ناجمة عن التنافر بين انتماءك العميق وانتماءك الجديد، تنافر يفرضه الواقع السياسي الذي يتخذ بعداً نفسياً لأنه يلامس حس الانتماء. الجديد الذي يفرحك يتطلب منك إهمال أو التخلي عن شيء من ذاتك. التعاسة تنبع، إلى ذلك، من شعور ثابت، لا تنفع معه الأوراق، بأنك لست من هنا. تجاوز حاجز البطاقة القومية، لا يعني بحال تجاوزَ حاجز الانتماء النفسي. فوق هذا، لا يمكن فصل بطاقات الجنسية التي بدأ يحوزها السوريون الذين نهضوا بثورة لتغيير البؤس السياسي في بلدهم، عن الفشل في التغيير. يشبهون في ذلك من سبقهم من أصحاب القضايا. كما لو أن البطاقة نفسها التي تعطي شعوراً بالسعا ......
#السوريون
#أوروبا،
#يتحول
#المنفى
#وطن؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768352