الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد الكريم يوسف : غريب هو وجودنا على هذه الأرض
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف البرت اينشتاين ترجمة محمد يوسف غريب هو وجودنا هنا على الأرض. يأتي كلٌّ منَّا في زيارة قصيرة، دون أن يدري لماذا، لكنه يبدو وكأنه يحدس غاية ما. غير أن ثمة شيئًا واحدًا نعرفه فعلاً من وجهة نظر الحياة اليومية: الإنسان هنا من أجل غيره من البشر – وبخاصة من أجل أولئك الذين تتوقف سعادتُنا على ابتسامتهم وهنائهم، وكذلك من أجل النفوس المجهولة التي لا تحصى و التي نرتبط بمصيرها برباط من التعاطف. أدرك مرات عديدة كلَّ يوم إلى أيِّ حدٍّ حياتي الداخلية والخارجية مبنية على كدِّ نظرائي البشر، الأحياء منهم والأموات، وإلى أيِّ حدٍّ ينبغي أن أبذل قصارى جهدي بصدق لكي أعطي بالمقابل بمقدار ما أخذت. وغالبا ما تتكدر راحة بالي مرارًا بالإحساس المُغِمِّ بأني أخذت أكثر مما ينبغي من عمل بشر آخرين. لا أعتقد بأننا نستطيع أن نتمتع مطلقًا بأية حرية بالمعنى الفلسفي؛ إذ إننا لا نعمل تحت الضغط الخارجي وحسب، بل وبالضرورة تحت الضغط الداخلي. لقد انطبعتُ في شبابي بعبارة شوبنهاور التي يقول فيها : "بمقدور الإنسان قطعًا أن يفعل ما يريد أن يفعله، لكنْ ليس في وسعه أن يحدد ما يريد" وتمنحني العزاء كلما واجهت صعوبات الحياة أو كابدتُ مشقاتها. وهذه القناعة تولد التسامح المستدام؛ إذ إنها لا تُجيز لنا أن نأخذ أنفسنا أو غيرنا على محمل الجدِّ أكثر مما ينبغي: إنها بالأحرى تؤدي إلى التحلِّي بحسِّ الفكاهة. يبدو لي أن تفكُّرُ المرء بلا انقطاع في علَّة وجوده أو في معنى الحياة بعامة، من وجهة نظر موضوعية، هي ضرب من الحماقة المحضة. ومع ذلك يعتنق كلُّ واحد منا مُثُلاً معينة يسترشد بها في إلهامه وأحكامه. والمُثُل التي تبدَّتْ لي على الدوام وأترعتْني بفرح الحياة هي الخير والجمال والحق. أما اتخاذ الراحة أو السعادة هدفًا فلم يستهوِِيني قط؛ إذ أن القطيع من الماشية وحده يكتفي بمنظومة أخلاقية قائمة على هذا الأساس. و لولا حسُّ التعاون مع كائنات تشبهني ذهنيًّا في السعي إلى ما لا سبيل إلى بلوغه أبدًا في الفنِّ والبحث العلمي لكانت حياتي خاوية. و منذ الطفولة ازدريتُ الحدود المطروقة التي كثيرًا ما تقف عائقا أمام الطموح البشري. فالممتلكات، والنجاح الخارجي، والشهرة، ورغد العيش – كانت تستحق بنظري الاحتقار دومًا. أعتقد أن طريقة حياة بسيطة ومتواضعة هي الأفضل للجميع و الأفضل لكل من الجسم والعقل. لقد قادني اهتمامي الشَّغوف بالعدالة الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية دومًا إلى تبايُن عجيب مع قصور واضح في الرغبة بالاختلاط المباشر بالرجال والنساء. فأنا حصان مخصَّص للعمل المنفرد، ولا أصلح للعمل المترادف أو الجماعي. لم أشعر بحاجة قط من صميم قلبي للإنتماء لبلد أو لدولة أو لحلقة أصدقائي أو حتى لأسرتي نفسها. فهذه الروابط ترافقت دائمًا باستعلاء غامض، وطلبُ الانكفاء على نفسي يتنامى على مرِّ السنين. إن مثل هذا الاعتزال مرير أحيانًا، لكنني لست نادمًا على انقطاعي عن تفهُّم غيري من البشر وعن تعاطفهم. لا ريب في أن ذلك يُفقِدُني شيئًا ما، لكنني أستعيض عنه باستقلالي عن أعراف الآخرين، وآرائهم، وأحكامهم المجحفة، ولا يشوقني أن أقيم راحة بالي على مثل هذه الأسُس الواهية. مثالي السياسي الذي أؤمن به ويسكنني هو الديموقراطية. فكلُّ امرئ يجب أن يُحترَم كفرد، لكن بدون أن يُتَّخذ أحدٌ وثنًا. وإنه لمن سخريات القدر أنني غُمِرتُ بكلِّ هذا الإعجاب والتقدير اللذين لا داعي لهما ولا أستحقهما. ولعلَّ هذا التملُّق ينبع من رغبة الجمهور غير المحققة في فهم بضعة الأفكار التي ......
#غريب
#وجودنا
#الأرض

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768374