داود السلمان : أخطر عشر كتّاب قرأت لهم الأخير
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان طه حسين...لماذا عميد الأدب؟ الألقاب الحقيقية لا تأتي اعتباطًا، أو على حين غرة، بل لابدّ من مقدمات تسبق إعطاء اللقب كنوع من الشهادة، أو نوع من العرفان لما قدّم هذا الذي استحق أن يتوسم بوسام الشّرف، والمنزلة العلمية والأدبية. ما قدّم طه حسين من نتاج فكري وعلمي، يستحق أن يكون أهلاً لهذا اللقّب "عميد الأدب العربي"، وهل هذا الذي قدمه يتصف بـ "القليل" قياسًا لبعض الكتّاب من الذين نالوا شهرة واسعة؟، وليس هذا فحسب، فثمّة "كمية ونوعية" وهذا الرجل قدّم الكمية والنوعية معًا. إنّ غزارة النتاج الذي قدمّه تملأ الخافقين، وفي مختلف العلوم، فهو لم يختصر على نوع أو نوعين من أنواع العلوم المختلفة (في السياسة وفي التاريخ وفي الأدب، والرواية والنقد والفنون والفلسفة والأخلاق والتربية، وكذلك في الترجمة) وكلها علوم زاخرة. فضلا عن ذلك، فأنّ في بعض كتبه ما أثار سخط الكثير من المتأسلمين، ومن الأزهريين وزاد حنقهم عليه، ككتاب "في الشعر الجاهلي" حيث شكك بما يطلق عليه بـ "الشعر الجاهلي" واعتبر أنّه شعرًا منحولًا يعود إلى الفترة الإسلامية، ذلك كون بعض المفردات، التي لم يجد المفسرون للقرآن معنى لها في أشعار العرب، فقامت فئة مأجورة بوضع ابيات على لسان بعض شعراء فترة ما قبل الإسلام، لمداراة خيباتهم. وعلى إثر ردود الأفعال تلك، قدموه إلى المحاكم بذريعة التشكيك في الدين، ورموه بالألحاد، وكادوا أن يخرجونه من الملة. فلولا المتفهمين العقلانيين من حملة الفكر، لرموا الكاتب في عقور السّجن، حاله حال الكثير ممن اتهموهم بالمروق من الدين، وهي تهمة جاهزة يستعملها المتطرفون ضد خصومهم. البنية الفكرية لطه حسين لا يمكن اختزالها بمقال أو بمقالين، فالرجل يمتلك حنكة فكرية رفيعة المستوى، وهو بحق فيلسوف عصره، ويستحق الثناء والعرفان. كان تأثير أبي العلاء المعري واضحًا على فكر طه حسين، إن لم نقُل أنّه تأثر به تأثيرًا عميقًا، فثمة قاسم مشترك بين الرجلين، ألّا وهو العمى، فالأول أصُيب به مبكرًا والثاني كذلك، كأنّ القدر جمع بينها بصورة تراتبية، حتى أنّ لغتهما تكاد أن تكون واحدة، وكان طه حسين دائمًا ما يذكره في المحافل والمؤتمرات الأدبية والعلمية، ويستشهد بأبياته وأقواله، والدليل أنّه ألف كتابين عنه، الأول "في ذكرى أبي العلاء" والثاني "مع أبي العلاء في سجنه، ولا أعلم أنّ كاتبًا كتب عن شخصية أدبية أو فكرية أو سياسية في كتابين آنٍ، كما فعل طه حسين مع المعرّي. وهذا يعود إلى الرأي الذي تبنيناه، وهو أن طه حسين كان معجبًا أشد الاعجاب بأستاذه المعري، فأخذ من ذلك الفكر الوهاج. وفي هذين الكتابين حلل المؤلف نفسية أستاذه، وقرأ مدى الحزن الذي كان جاثمًا على صدره، حتى مماته، والمعاناة التي كان يحملها في قلبه الخافق بالمحبة للناس جميعًا. وأدرك حجم المأساة التي كانت تكتنفه جرّاء الوضع العالم لطبيعة ذلك العصر الذي عاشه المعرّي بكل تناقضاته، وخصوصًا رجالات عصره من الذي اتهموه بدينه، وقالوا بحقه كلام لا ينبغي أن يقال لشخص كالمعري، وهو الأديب والمفكر والإنسان. فقد كان من أروع كتب المعرّي هو كتابه "الفصول والغايات" وهو آية من آيات البلاغة والفكر الجياش، وهو، بعدُ، لم يُكتب مثله كتابًا بهذا الجمال. وكان عميد الأدب العربي يعرف ذلك ويدرك المغزى. ......
#أخطر
#كتّاب
#قرأت
#الأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768348
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان طه حسين...لماذا عميد الأدب؟ الألقاب الحقيقية لا تأتي اعتباطًا، أو على حين غرة، بل لابدّ من مقدمات تسبق إعطاء اللقب كنوع من الشهادة، أو نوع من العرفان لما قدّم هذا الذي استحق أن يتوسم بوسام الشّرف، والمنزلة العلمية والأدبية. ما قدّم طه حسين من نتاج فكري وعلمي، يستحق أن يكون أهلاً لهذا اللقّب "عميد الأدب العربي"، وهل هذا الذي قدمه يتصف بـ "القليل" قياسًا لبعض الكتّاب من الذين نالوا شهرة واسعة؟، وليس هذا فحسب، فثمّة "كمية ونوعية" وهذا الرجل قدّم الكمية والنوعية معًا. إنّ غزارة النتاج الذي قدمّه تملأ الخافقين، وفي مختلف العلوم، فهو لم يختصر على نوع أو نوعين من أنواع العلوم المختلفة (في السياسة وفي التاريخ وفي الأدب، والرواية والنقد والفنون والفلسفة والأخلاق والتربية، وكذلك في الترجمة) وكلها علوم زاخرة. فضلا عن ذلك، فأنّ في بعض كتبه ما أثار سخط الكثير من المتأسلمين، ومن الأزهريين وزاد حنقهم عليه، ككتاب "في الشعر الجاهلي" حيث شكك بما يطلق عليه بـ "الشعر الجاهلي" واعتبر أنّه شعرًا منحولًا يعود إلى الفترة الإسلامية، ذلك كون بعض المفردات، التي لم يجد المفسرون للقرآن معنى لها في أشعار العرب، فقامت فئة مأجورة بوضع ابيات على لسان بعض شعراء فترة ما قبل الإسلام، لمداراة خيباتهم. وعلى إثر ردود الأفعال تلك، قدموه إلى المحاكم بذريعة التشكيك في الدين، ورموه بالألحاد، وكادوا أن يخرجونه من الملة. فلولا المتفهمين العقلانيين من حملة الفكر، لرموا الكاتب في عقور السّجن، حاله حال الكثير ممن اتهموهم بالمروق من الدين، وهي تهمة جاهزة يستعملها المتطرفون ضد خصومهم. البنية الفكرية لطه حسين لا يمكن اختزالها بمقال أو بمقالين، فالرجل يمتلك حنكة فكرية رفيعة المستوى، وهو بحق فيلسوف عصره، ويستحق الثناء والعرفان. كان تأثير أبي العلاء المعري واضحًا على فكر طه حسين، إن لم نقُل أنّه تأثر به تأثيرًا عميقًا، فثمة قاسم مشترك بين الرجلين، ألّا وهو العمى، فالأول أصُيب به مبكرًا والثاني كذلك، كأنّ القدر جمع بينها بصورة تراتبية، حتى أنّ لغتهما تكاد أن تكون واحدة، وكان طه حسين دائمًا ما يذكره في المحافل والمؤتمرات الأدبية والعلمية، ويستشهد بأبياته وأقواله، والدليل أنّه ألف كتابين عنه، الأول "في ذكرى أبي العلاء" والثاني "مع أبي العلاء في سجنه، ولا أعلم أنّ كاتبًا كتب عن شخصية أدبية أو فكرية أو سياسية في كتابين آنٍ، كما فعل طه حسين مع المعرّي. وهذا يعود إلى الرأي الذي تبنيناه، وهو أن طه حسين كان معجبًا أشد الاعجاب بأستاذه المعري، فأخذ من ذلك الفكر الوهاج. وفي هذين الكتابين حلل المؤلف نفسية أستاذه، وقرأ مدى الحزن الذي كان جاثمًا على صدره، حتى مماته، والمعاناة التي كان يحملها في قلبه الخافق بالمحبة للناس جميعًا. وأدرك حجم المأساة التي كانت تكتنفه جرّاء الوضع العالم لطبيعة ذلك العصر الذي عاشه المعرّي بكل تناقضاته، وخصوصًا رجالات عصره من الذي اتهموه بدينه، وقالوا بحقه كلام لا ينبغي أن يقال لشخص كالمعري، وهو الأديب والمفكر والإنسان. فقد كان من أروع كتب المعرّي هو كتابه "الفصول والغايات" وهو آية من آيات البلاغة والفكر الجياش، وهو، بعدُ، لم يُكتب مثله كتابًا بهذا الجمال. وكان عميد الأدب العربي يعرف ذلك ويدرك المغزى. ......
#أخطر
#كتّاب
#قرأت
#الأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768348
الحوار المتمدن
داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ الأخير