رائد الحواري : إضاءة على كتاب -الكتابة على ضوء شمعة-
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري هذا الكتاب الذي أعده وحرره كل من حسن عبادي وفراس حج محمد، يتحدث عن رؤية الأسرى للكتابة، ودورها في تأكيد إنسانيتهم، وعلى أنهم أصحاب مشروع تحرر وطني، وليسوا مخربين/ إرهابيين، كما يدعي المحتل، وكيف أنهم يعتبرون الكتابة شكلاً آخر لمقاومة المحتل، ما يميز الكتاب أنه تناول ستة وثلاثين أسيرا، منهم أسرى ما زالوا يقبعون داخل سجون الاحتلال، وأسرى تم تحرريهم، في القسم الأول لا نجد حضورا لأي من الأديبات الأسيرات، بينما في القسم الثاني نجد مجموعة جيدة منهن، وهذا يعود إلى أن الأسيرات أقل عددا من الأسرى، وأنهن بعد أن يخرجن من الأسر يكن أكثر استعدادا للكتابة، وهذا ما وجدناه في تجربة "وداد البرغوثي، وعائشة عودة، ونادية الخياط، ومي الغصن" اللواتي قدمن أعمالا روائية متميزة.وإذا ما علمنا أن العدد بحد ذاته كبير ويحتاج إلى مجهود وطاقة استثنائية، فكيف سيكون عليه الحال إذا ما علمنا أن هؤلاء الأسرى لهم إنجازات أدبية ليس على مستوى الكمية فحسب، منهم من له أكثر من عشرة مؤلفات، بل على صعيد النوعية، كل هذا يجعل قيمة الكتاب الأدبية تتوازى وحتى تتفوق على القيمة المعرفية/ الوطنية.وهنا لا بد من الاعتذار من الأدباء والأديبات الأسرى الذين لم تتناولهم هذه المداخلة.سنحاول التوقف قليلا عند بعض الأسرى، وكيف أنهم يؤكدون إنسانيتهم من خلال الكتابة، وبأنهم أصحاب مشروع وطني ومشروع أدبي معا، جاء في شهادة الشاعر "أحمد العارضة": "ولأنك منتهك حتى في عظامك، وتكسوك قناعة بأنك مراقب حتى بانفعالاتك، تتخذ من الإرجاء هوايتك الجديدة، ربما في ذلك هروب، لا من الكتابة كفعل، إنما من الخوف على تشوه نصك حتى لا تكمله، فلا يستحيل رصيدك أنصاف قصائد، يحدث ونمزقها لأن حوافها المبتورة قد جفت وأبنت والتأمت ناقصة، فميلاد النص إن لم يكن قد استوفى شروط ابتعاثه، لن تتخلله صرخات بكائه الدالة على الحياة" ص17 و18، إذا ما توقفنا عند ما جاء في هذه الشهادة، نجد فكرة الكتابة الوافية والكاملة حاضرة، وهذا يشير إلى أن الأسرى لا يكتبون (أي شيء وكيفما كان)، بل يكتبون بإتقان وحرص واحترافية، من هنا جاء الحديث عن "ونمزقها"،رغم مشقة الكتابة في السجن، وما يلازمها من مراقبة/ مطاردة/ محاصرة المحتل، ومع هذا إذا لم تكن كتابة وافية لشروط الأدب لا يقبل بها الأديب/ الأسير، وهذا يشير إلى العناية المركزة التي يولها الأديب للكتابة.هذا على صعيد الفكرة، أما إذا ما توقفنا عند اللغة التي استخدمها الشاعر فسنجدها لغة عالية جدا، حتى أن بعض الأدباء الأحرار لا يمتلكونها ولا يقدرون عليها، فاللغة بحد ذاتها توصل للمتلقي فكرة أن كاتبها أديب محترف، ويتقن فن الكتابة الأدبية، وإلا ما كانت المتعة حاضرة في النص، ونلاحظ أن الشاعر يستخدم صيغة تداعي ضمير المخاطب، وهذا الشكل من الخطاب يجعل القارئ يشعر وكأنه هو المخاطب، ويشعره بالحميمية تجاه النص، وتجاه الكاتب الذي قدم فكرة إنسانية/ وطنية/ أدبية/ معرفية/ شخصية وممتعة في الوقت ذاته.الأسير يتعامل مع الكتابة كالولادة تماماـ وبما أنه يعيش في غابة سجون الاحتلال الذي يراقب أي مخلوق جديد ليقوم بافتراسه، فإن هاجس الخوف والقلق والترقب يبقى حاضرا/ مسيطرا على الأسير حتى يرى مولوده سالماً وآمناً.يتحدث الأديب "أسامة الأشقر" عن هذا الأمر بقوله: "يقول لي أحد الأسرى الذين يستعدون لإطلاق روايته الخاصة بأنه يخبئها في أكثر من مكان، وهو يعيش حالة من الخوف والتوتر الشديدين كلما يأتي السجانون للتفتيش داخل القسم، وهذا حال المئات من الكتاب الأسرى الذين يعتبرون إنتاجهم جزءا من شخصيتهم وذكرياتهم وتاريخهم الخاص، بل إ ......
#إضاءة
#كتاب
#-الكتابة
#شمعة-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768181
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري هذا الكتاب الذي أعده وحرره كل من حسن عبادي وفراس حج محمد، يتحدث عن رؤية الأسرى للكتابة، ودورها في تأكيد إنسانيتهم، وعلى أنهم أصحاب مشروع تحرر وطني، وليسوا مخربين/ إرهابيين، كما يدعي المحتل، وكيف أنهم يعتبرون الكتابة شكلاً آخر لمقاومة المحتل، ما يميز الكتاب أنه تناول ستة وثلاثين أسيرا، منهم أسرى ما زالوا يقبعون داخل سجون الاحتلال، وأسرى تم تحرريهم، في القسم الأول لا نجد حضورا لأي من الأديبات الأسيرات، بينما في القسم الثاني نجد مجموعة جيدة منهن، وهذا يعود إلى أن الأسيرات أقل عددا من الأسرى، وأنهن بعد أن يخرجن من الأسر يكن أكثر استعدادا للكتابة، وهذا ما وجدناه في تجربة "وداد البرغوثي، وعائشة عودة، ونادية الخياط، ومي الغصن" اللواتي قدمن أعمالا روائية متميزة.وإذا ما علمنا أن العدد بحد ذاته كبير ويحتاج إلى مجهود وطاقة استثنائية، فكيف سيكون عليه الحال إذا ما علمنا أن هؤلاء الأسرى لهم إنجازات أدبية ليس على مستوى الكمية فحسب، منهم من له أكثر من عشرة مؤلفات، بل على صعيد النوعية، كل هذا يجعل قيمة الكتاب الأدبية تتوازى وحتى تتفوق على القيمة المعرفية/ الوطنية.وهنا لا بد من الاعتذار من الأدباء والأديبات الأسرى الذين لم تتناولهم هذه المداخلة.سنحاول التوقف قليلا عند بعض الأسرى، وكيف أنهم يؤكدون إنسانيتهم من خلال الكتابة، وبأنهم أصحاب مشروع وطني ومشروع أدبي معا، جاء في شهادة الشاعر "أحمد العارضة": "ولأنك منتهك حتى في عظامك، وتكسوك قناعة بأنك مراقب حتى بانفعالاتك، تتخذ من الإرجاء هوايتك الجديدة، ربما في ذلك هروب، لا من الكتابة كفعل، إنما من الخوف على تشوه نصك حتى لا تكمله، فلا يستحيل رصيدك أنصاف قصائد، يحدث ونمزقها لأن حوافها المبتورة قد جفت وأبنت والتأمت ناقصة، فميلاد النص إن لم يكن قد استوفى شروط ابتعاثه، لن تتخلله صرخات بكائه الدالة على الحياة" ص17 و18، إذا ما توقفنا عند ما جاء في هذه الشهادة، نجد فكرة الكتابة الوافية والكاملة حاضرة، وهذا يشير إلى أن الأسرى لا يكتبون (أي شيء وكيفما كان)، بل يكتبون بإتقان وحرص واحترافية، من هنا جاء الحديث عن "ونمزقها"،رغم مشقة الكتابة في السجن، وما يلازمها من مراقبة/ مطاردة/ محاصرة المحتل، ومع هذا إذا لم تكن كتابة وافية لشروط الأدب لا يقبل بها الأديب/ الأسير، وهذا يشير إلى العناية المركزة التي يولها الأديب للكتابة.هذا على صعيد الفكرة، أما إذا ما توقفنا عند اللغة التي استخدمها الشاعر فسنجدها لغة عالية جدا، حتى أن بعض الأدباء الأحرار لا يمتلكونها ولا يقدرون عليها، فاللغة بحد ذاتها توصل للمتلقي فكرة أن كاتبها أديب محترف، ويتقن فن الكتابة الأدبية، وإلا ما كانت المتعة حاضرة في النص، ونلاحظ أن الشاعر يستخدم صيغة تداعي ضمير المخاطب، وهذا الشكل من الخطاب يجعل القارئ يشعر وكأنه هو المخاطب، ويشعره بالحميمية تجاه النص، وتجاه الكاتب الذي قدم فكرة إنسانية/ وطنية/ أدبية/ معرفية/ شخصية وممتعة في الوقت ذاته.الأسير يتعامل مع الكتابة كالولادة تماماـ وبما أنه يعيش في غابة سجون الاحتلال الذي يراقب أي مخلوق جديد ليقوم بافتراسه، فإن هاجس الخوف والقلق والترقب يبقى حاضرا/ مسيطرا على الأسير حتى يرى مولوده سالماً وآمناً.يتحدث الأديب "أسامة الأشقر" عن هذا الأمر بقوله: "يقول لي أحد الأسرى الذين يستعدون لإطلاق روايته الخاصة بأنه يخبئها في أكثر من مكان، وهو يعيش حالة من الخوف والتوتر الشديدين كلما يأتي السجانون للتفتيش داخل القسم، وهذا حال المئات من الكتاب الأسرى الذين يعتبرون إنتاجهم جزءا من شخصيتهم وذكرياتهم وتاريخهم الخاص، بل إ ......
#إضاءة
#كتاب
#-الكتابة
#شمعة-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768181
الحوار المتمدن
رائد الحواري - إضاءة على كتاب -الكتابة على ضوء شمعة-