كلكامش نبيل : ما الذي تخبرنا عنه أسماء الشعوب: ذاتية أم مصطنعة
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل يجادل الكثير من الناس في التاريخ اعتمادًا على أسماء الشعوب، وأن كل اسم يعني بالفعل شعبًا منفصلا، مع أن الأمر ليس كذلك في واقع الأمر. الكثير من الشعوب تحمل أسماءً أطلقتها عليها شعوب أخرى، ولا يسمّون أنفسهم بذلك ولم يفعلوا، وبعض الأسماء أوصاف لمجموعات ضمن ذات الشعب، ولا تعني مطلقا كتلة عرقية أو ثقافية منفصلة.قبل أيام، كنتُ في جولة مع زميلي من مصر، الدكتور جون كمال، ودخلنا إحدى الكنائس الأرمنية في شارع استقلال في إسطنبول. كانت الكنيسة مغلقة، وقال الرجل المُسن أن القدّاس في الساعة التاسعة والنصف مساءً. سألنا بعد ذلك: هاياس؟ فلم يعرف صديقي معنى السؤال، فقلتُ له لا، نحن من العراق ومصر، فرحّب بنا. عند خروجنا أوضحتُ له أن هاياس، وهاياستان هو الاسم الأصلي للأرمن، ومشتق من التسمية الأقدم هايك، ولكن العالم كله يعرف هذا الشعب باسم الأرمن والبلاد باسم أرمينيا. ومثل ذلك اسم اليونان، المشتق من إيونيا، في العربية والتركية، وغريس Greece في أغلب اللغات الغربية أو الإغريق في العربية، في حين أن الشعب لا يصف نفسه بأيّ من هذين الاسمين، ويستخدم اسم هيلاّس Ἑλλάς والجمهورية الهيلينية اليوم، ومنها الثقافة الهلنستية، لكن الجميع يستخدم اسمًا آخر لوصف الشعب اليوناني. بالمثل، نقول ألمانيا وجرمانيا Germany وغيرها من أسماء للإشارة إلى ذلك البلد الأوروبي، ولكن الألمان يصفون أنفسهم بأنهم Deutch وبلادهم بأنها دويتشلاند. يصرّ الكثير من العراقيين على استخدام وتكرار اسم بابل والبابليين، والكثير منهم لا يعرف أن هناك بابل الأولى "الأمورية/ العمورية"، وبابل الثانية الكلدية، بل وهناك من يسمّي الكاشيين غير الساميين بالعصر البابلي الوسيط، وعليه أن كل هذه الأسماء سياسية وليست عرقية ولا تعني أبدًا وجود شعب اسمه الشعب البابلي لأنه مجموعة قبائل سامية مختلفة وتحدثت رسميًا الأكدية، وحمل ملوك بابل أسماء أموريّة في بعض الأحيان. المفارقة أن العموريين أو الأموريين ليسوا إلا صفة تعني الغربيين باللغة الأكدية، وكأننا نقول سكّان الغربية اليوم (وهم عرب وبعضهم من ذات عشائر الجنوب ولا يعني الاسم أنهم شعب منفصل)، بالمثل الأموريين صفة لأنهم وفدوا إلى بلاد النهرين من الغرب، وأطلق الآخرون عليهم اسم الغربيين، وما هؤلاء الأموريين إلا فرع من الكنعانيين. أي أنّ الكنعاني الذي هاجر ودخل العراق الحالي من جهة الغرب أصبح اسمه أموري/ عموري، وجاء الآثاريون ليسمونه بابلي، وجاءت الأساطير الوطنية لتخترع شعب اسمه الشعب البابلي، مع أنه امتداد لجغرافيا المنطقة في الأمس واليوم. بالمثل، ما الفينيقيين إلا جزء من الكنعانيين، ولم يستخدموا هذا الاسم أبدًا، بل أطلقه عليهم اليونانيون نسبة للصباغ الإرجواني الذي اشتهروا بتصنيعه وبيعه إلى أنحاء العالم. تخيلوا أن إسمًا أطلق على جزء من الكنعانيين يُستخدم اليوم لبناء هوية ثقافية منفصلة والتعامل معه كحقيقة لتأكيد هوية منفصلة تماما عن المحيط الأوسع. الأدهى من ذلك الإصرار على استخدام اسم سومر من قبل أشخاص يعلمون جيدًا أنهم من مجتمعات عشائرية عربية وهو إسم أنثروبولوجي مندثر لم نكن نعرفه قبيل منتصف القرن الماضي، لأن الكتاب المقدس نفسه لم يتحدث عنهم ولم يذكر غير الآشوريين والكلديين، وكان علماء الآثار الأجانب يطلقون اسم بلاد الكلدان على كامل جنوب العراق بتأثير من الكتاب المقدس، ووصف القدماء منهم الآثار السومرية بالكلدانية لعدم معرفة الاسم قبيل القرن الماضي، ويأتي اليوم من يريد إنشاء إقليم سومر. والطريف أن الكلديين ربما يكون موطن هجرتهم بالفعل من شرق ال ......
#الذي
#تخبرنا
#أسماء
#الشعوب:
#ذاتية
#مصطنعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764193
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل يجادل الكثير من الناس في التاريخ اعتمادًا على أسماء الشعوب، وأن كل اسم يعني بالفعل شعبًا منفصلا، مع أن الأمر ليس كذلك في واقع الأمر. الكثير من الشعوب تحمل أسماءً أطلقتها عليها شعوب أخرى، ولا يسمّون أنفسهم بذلك ولم يفعلوا، وبعض الأسماء أوصاف لمجموعات ضمن ذات الشعب، ولا تعني مطلقا كتلة عرقية أو ثقافية منفصلة.قبل أيام، كنتُ في جولة مع زميلي من مصر، الدكتور جون كمال، ودخلنا إحدى الكنائس الأرمنية في شارع استقلال في إسطنبول. كانت الكنيسة مغلقة، وقال الرجل المُسن أن القدّاس في الساعة التاسعة والنصف مساءً. سألنا بعد ذلك: هاياس؟ فلم يعرف صديقي معنى السؤال، فقلتُ له لا، نحن من العراق ومصر، فرحّب بنا. عند خروجنا أوضحتُ له أن هاياس، وهاياستان هو الاسم الأصلي للأرمن، ومشتق من التسمية الأقدم هايك، ولكن العالم كله يعرف هذا الشعب باسم الأرمن والبلاد باسم أرمينيا. ومثل ذلك اسم اليونان، المشتق من إيونيا، في العربية والتركية، وغريس Greece في أغلب اللغات الغربية أو الإغريق في العربية، في حين أن الشعب لا يصف نفسه بأيّ من هذين الاسمين، ويستخدم اسم هيلاّس Ἑλλάς والجمهورية الهيلينية اليوم، ومنها الثقافة الهلنستية، لكن الجميع يستخدم اسمًا آخر لوصف الشعب اليوناني. بالمثل، نقول ألمانيا وجرمانيا Germany وغيرها من أسماء للإشارة إلى ذلك البلد الأوروبي، ولكن الألمان يصفون أنفسهم بأنهم Deutch وبلادهم بأنها دويتشلاند. يصرّ الكثير من العراقيين على استخدام وتكرار اسم بابل والبابليين، والكثير منهم لا يعرف أن هناك بابل الأولى "الأمورية/ العمورية"، وبابل الثانية الكلدية، بل وهناك من يسمّي الكاشيين غير الساميين بالعصر البابلي الوسيط، وعليه أن كل هذه الأسماء سياسية وليست عرقية ولا تعني أبدًا وجود شعب اسمه الشعب البابلي لأنه مجموعة قبائل سامية مختلفة وتحدثت رسميًا الأكدية، وحمل ملوك بابل أسماء أموريّة في بعض الأحيان. المفارقة أن العموريين أو الأموريين ليسوا إلا صفة تعني الغربيين باللغة الأكدية، وكأننا نقول سكّان الغربية اليوم (وهم عرب وبعضهم من ذات عشائر الجنوب ولا يعني الاسم أنهم شعب منفصل)، بالمثل الأموريين صفة لأنهم وفدوا إلى بلاد النهرين من الغرب، وأطلق الآخرون عليهم اسم الغربيين، وما هؤلاء الأموريين إلا فرع من الكنعانيين. أي أنّ الكنعاني الذي هاجر ودخل العراق الحالي من جهة الغرب أصبح اسمه أموري/ عموري، وجاء الآثاريون ليسمونه بابلي، وجاءت الأساطير الوطنية لتخترع شعب اسمه الشعب البابلي، مع أنه امتداد لجغرافيا المنطقة في الأمس واليوم. بالمثل، ما الفينيقيين إلا جزء من الكنعانيين، ولم يستخدموا هذا الاسم أبدًا، بل أطلقه عليهم اليونانيون نسبة للصباغ الإرجواني الذي اشتهروا بتصنيعه وبيعه إلى أنحاء العالم. تخيلوا أن إسمًا أطلق على جزء من الكنعانيين يُستخدم اليوم لبناء هوية ثقافية منفصلة والتعامل معه كحقيقة لتأكيد هوية منفصلة تماما عن المحيط الأوسع. الأدهى من ذلك الإصرار على استخدام اسم سومر من قبل أشخاص يعلمون جيدًا أنهم من مجتمعات عشائرية عربية وهو إسم أنثروبولوجي مندثر لم نكن نعرفه قبيل منتصف القرن الماضي، لأن الكتاب المقدس نفسه لم يتحدث عنهم ولم يذكر غير الآشوريين والكلديين، وكان علماء الآثار الأجانب يطلقون اسم بلاد الكلدان على كامل جنوب العراق بتأثير من الكتاب المقدس، ووصف القدماء منهم الآثار السومرية بالكلدانية لعدم معرفة الاسم قبيل القرن الماضي، ويأتي اليوم من يريد إنشاء إقليم سومر. والطريف أن الكلديين ربما يكون موطن هجرتهم بالفعل من شرق ال ......
#الذي
#تخبرنا
#أسماء
#الشعوب:
#ذاتية
#مصطنعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764193
الحوار المتمدن
كلكامش نبيل - ما الذي تخبرنا عنه أسماء الشعوب: ذاتية أم مصطنعة!
كلكامش نبيل : تبدل اللغات والهويات عبر الأزمنة: الهويات المنقرضة والهوية الحيّة
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل في حديثٍ طويل مع صديق أميركي يهودي عن الحياة والعمل والكتب والتاريخ، تطرق فجأة لكشف آثاري جديد قام به جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي بالصدفة، في شوهام، حيث وجد الجنود، في أثناء حفريات عابرة، ديرًا بيزنطيًا للراهبات، ذي أرضية مزينة بفسيفساء جميلة، يعتقد أنه قبر حنة والدة النبي صموئيل. في الواقع، يقول آثاريون أن الموقع معروف وتم دفنه سابقًا من جديد بهدف حمايته. علق الصديق فجأة أنه فكّر لوهلة: لم يكن أيّ من أجداد هؤلاء الجنود في تلك الأرض قبل قرن من الزمن مثلاً، وبغض النظر عن الجدل التاريخي، اتساءل عمّا يشعر به هؤلاء وهم يكتشفون أثرًا مسيحيًا تحت الأرض! ألا تجد الأمر تناقضًا؟ قلتُ: ليس كذلك، جميعنا يعرف أن العثمانيين حكموا تلك الأرض، وقبلهم المماليك والأيوبيون، والفرنجة في الحملات الصليبية، والعرب، وقبل ذلك البيزنطيين، وعاش اليهود هناك، وحكم الأرض الآشوريون والكلديون والمصريون، وعاش الكنعانيون قبل ذلك. ما التناقض في العثور على أثر بيزنطي هناك؟ يحصل هذا في كل مكان. قال: أقصد، ألا يجعلهم يفكرون في هويتهم، في حقيقة الأمر؟ ألا يعيدون التفكير في بعض المرويات؟ ويشبه ذلك، عثور شخص مسلم في أي دولة عربية على آثار من عصور ما قبل الإسلام؟ ألا يفكّر في هويته ويعيد نقد ما اعتاد على سماعه؟قلتُ: لا أظن أن أحدًا يقرأ بعمق لا يعرف أن هذه الأديان جاءت بالتعاقب وأن أجداده بالتأكيد كانوا من دينٍ آخر ذات يوم، وقد يعتنق أحفادهم أديان أخرى، وقد ينبذون الأمر برمته، ولا يعود الدين يهمهم في شيء. هناك عرب قبل الإسلام، وهناك عرب مسيحيون، وليس بالضرورة أن يشكل أي كشف أثري لحظة حقيقة مع الذات، ولكن بالتأكيد الهويات تتغير عبر الأزمنة. ليس هناك تناقض في ذلك.قال: عندما أفكر في اسم أحد أجدادي زولتان، أتساءل عن معنى الهوية!قلتُ: أظنه اسمٌ سلافي؟ هل كان من صربيا؟قال: لقد اقتربت. في الواقع كان من سلوفاكيا الحالية. لنتخيل أنه كان قد ولد في عصر آل هابسبورغ كمواطن ضمن إمبراطورية المجر والنمسا، ومن ثم أصبح مواطنا ضمن تشيكوسلوفاكيا، ومن ثم مواطنا سلوفاكيا! هل سيشعر بالفعل بصلة بسلوفاكيا اليوم!؟ لا أظن ذلك، لأنه في النهاية كان من الناطقين بالألمانية. اللغة هي ما تهم. اللغة هي الهوية، وهذا يتجاوز الدين أيضًا. هل اليهود الحاليون بالفعل شديدو الشبه بقدماء اليهود؟قلتُ: نعم اللغة هي ما يهم. ذكرتي بما قرأته قبل أيام في كتاب العاقل ليوفال نوح حراري، وسأذكر موضوعين ذوي صلة بهذا النقاش. قال: لم أقرأ لحراري! لكن يبدو الأمر مثيرًأ للاهتمام. أخبرني رجاءً! قلتُ: لقد تحدث حراري عن نومانتيا القديمة، وهم شعب سلتي في هسبانيا القديمة، وعن ثورتهم ضد الرومان، ومقاومتهم الحكم الروماني لمدة 20 عام، وكيف تم حصارهم في النهاية ليقتلوا أنفسهم بعد جوعٍ طويل خشية الوقوع كأسرى وعبيد بيد الرومان. يقول حراري أن قصتهم انتهت، وحضارتهم اختفت، ولم نعرف عنهم إلاّ من خلال قصص الرومان أنفسهم، ومع ذلك استلهم الإسبان تلك القصة وجعلوها محورا لبناء هوية وطنية ورمزا وطنيا ضد الهيمنة الأجنبية، بل أن الكاتب الشهير ميغيل دي ثيربانتس، مؤلف دون كيخوته، قد كتب عنهم رواية "حصار نومانتيا". الطريف أن ثيربانتس كتب عنهم باللاتينية، والإسبانية الحالية ابنة اللاتينية التي جاء بها الرومان، والإسبان اليوم يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وكل تفاصيل حياتهم شكلتها الإمبراطورية الرومانية، وربما جينيا هم من الرومان أكثر من صلتهم بنومانتيا والثقافة السلتية المنقرضة. بالم ......
#تبدل
#اللغات
#والهويات
#الأزمنة:
#الهويات
#المنقرضة
#والهوية
#الحيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764250
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل في حديثٍ طويل مع صديق أميركي يهودي عن الحياة والعمل والكتب والتاريخ، تطرق فجأة لكشف آثاري جديد قام به جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي بالصدفة، في شوهام، حيث وجد الجنود، في أثناء حفريات عابرة، ديرًا بيزنطيًا للراهبات، ذي أرضية مزينة بفسيفساء جميلة، يعتقد أنه قبر حنة والدة النبي صموئيل. في الواقع، يقول آثاريون أن الموقع معروف وتم دفنه سابقًا من جديد بهدف حمايته. علق الصديق فجأة أنه فكّر لوهلة: لم يكن أيّ من أجداد هؤلاء الجنود في تلك الأرض قبل قرن من الزمن مثلاً، وبغض النظر عن الجدل التاريخي، اتساءل عمّا يشعر به هؤلاء وهم يكتشفون أثرًا مسيحيًا تحت الأرض! ألا تجد الأمر تناقضًا؟ قلتُ: ليس كذلك، جميعنا يعرف أن العثمانيين حكموا تلك الأرض، وقبلهم المماليك والأيوبيون، والفرنجة في الحملات الصليبية، والعرب، وقبل ذلك البيزنطيين، وعاش اليهود هناك، وحكم الأرض الآشوريون والكلديون والمصريون، وعاش الكنعانيون قبل ذلك. ما التناقض في العثور على أثر بيزنطي هناك؟ يحصل هذا في كل مكان. قال: أقصد، ألا يجعلهم يفكرون في هويتهم، في حقيقة الأمر؟ ألا يعيدون التفكير في بعض المرويات؟ ويشبه ذلك، عثور شخص مسلم في أي دولة عربية على آثار من عصور ما قبل الإسلام؟ ألا يفكّر في هويته ويعيد نقد ما اعتاد على سماعه؟قلتُ: لا أظن أن أحدًا يقرأ بعمق لا يعرف أن هذه الأديان جاءت بالتعاقب وأن أجداده بالتأكيد كانوا من دينٍ آخر ذات يوم، وقد يعتنق أحفادهم أديان أخرى، وقد ينبذون الأمر برمته، ولا يعود الدين يهمهم في شيء. هناك عرب قبل الإسلام، وهناك عرب مسيحيون، وليس بالضرورة أن يشكل أي كشف أثري لحظة حقيقة مع الذات، ولكن بالتأكيد الهويات تتغير عبر الأزمنة. ليس هناك تناقض في ذلك.قال: عندما أفكر في اسم أحد أجدادي زولتان، أتساءل عن معنى الهوية!قلتُ: أظنه اسمٌ سلافي؟ هل كان من صربيا؟قال: لقد اقتربت. في الواقع كان من سلوفاكيا الحالية. لنتخيل أنه كان قد ولد في عصر آل هابسبورغ كمواطن ضمن إمبراطورية المجر والنمسا، ومن ثم أصبح مواطنا ضمن تشيكوسلوفاكيا، ومن ثم مواطنا سلوفاكيا! هل سيشعر بالفعل بصلة بسلوفاكيا اليوم!؟ لا أظن ذلك، لأنه في النهاية كان من الناطقين بالألمانية. اللغة هي ما تهم. اللغة هي الهوية، وهذا يتجاوز الدين أيضًا. هل اليهود الحاليون بالفعل شديدو الشبه بقدماء اليهود؟قلتُ: نعم اللغة هي ما يهم. ذكرتي بما قرأته قبل أيام في كتاب العاقل ليوفال نوح حراري، وسأذكر موضوعين ذوي صلة بهذا النقاش. قال: لم أقرأ لحراري! لكن يبدو الأمر مثيرًأ للاهتمام. أخبرني رجاءً! قلتُ: لقد تحدث حراري عن نومانتيا القديمة، وهم شعب سلتي في هسبانيا القديمة، وعن ثورتهم ضد الرومان، ومقاومتهم الحكم الروماني لمدة 20 عام، وكيف تم حصارهم في النهاية ليقتلوا أنفسهم بعد جوعٍ طويل خشية الوقوع كأسرى وعبيد بيد الرومان. يقول حراري أن قصتهم انتهت، وحضارتهم اختفت، ولم نعرف عنهم إلاّ من خلال قصص الرومان أنفسهم، ومع ذلك استلهم الإسبان تلك القصة وجعلوها محورا لبناء هوية وطنية ورمزا وطنيا ضد الهيمنة الأجنبية، بل أن الكاتب الشهير ميغيل دي ثيربانتس، مؤلف دون كيخوته، قد كتب عنهم رواية "حصار نومانتيا". الطريف أن ثيربانتس كتب عنهم باللاتينية، والإسبانية الحالية ابنة اللاتينية التي جاء بها الرومان، والإسبان اليوم يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وكل تفاصيل حياتهم شكلتها الإمبراطورية الرومانية، وربما جينيا هم من الرومان أكثر من صلتهم بنومانتيا والثقافة السلتية المنقرضة. بالم ......
#تبدل
#اللغات
#والهويات
#الأزمنة:
#الهويات
#المنقرضة
#والهوية
#الحيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764250
الحوار المتمدن
كلكامش نبيل - تبدل اللغات والهويات عبر الأزمنة: الهويات المنقرضة والهوية الحيّة!
كلكامش نبيل : الآثار أم الإنسان: أيهما أهم من المنظور الإنساني والآثاري
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل طوال سنوات، وبسبب اهتمامي بالآثار والتاريخ القديم، كنتُ أجد أن الآثار واللقى والمباني التاريخية طويلة العمر أهم من الإنسان الفاني وأهم من مصالحه الراهنة. ففي النهاية، هذه الآثار حصيلة ما تركه البشر، وهي أبقى منهم على مستوى الأفراد. لذات السبب، كنت احترق ألما، وأذرف الدموع لتدمير الآثار في العراق وسوريا على يد الجماعات الإسلامية المتطرفة. لقد كان ذلك إعتداءً على الإنسان وما يتجاوز الإنسان: ذاكرته الخالدة ووجوده الجماعي.لذات الأسباب، كنتُ أواجه نفسي أمام تناقضٍ أقع فيه: حزني على المدن التي تضم آثارًا مهمة مثل نينوى وحلب وغيرها، وقلة اكتراثي بما يجري في بلدة صغيرة لا تاريخ لها، أو منطقة لا تضم معالم بارزة. كشخص يؤمن بالإنسانية Liberal Humanism، كنتُ أقف أمام تناقض تأليه الإنسان ومركزيته، وبين عدم الاكتراث به أمام الذاكرة، أو الجمادات التي تحمل ذاكرة الإنسان. ذات مرّة، في تلك الفترة العصيبة، سألني الصديق المقرب، الذي أدعوه أنكيدو: لو كان هناك إرهابي يمسك بإنسان وقطعة أثرية، وخيّرك بين إنقاذ أحدهما فقط، ماذا ستختار؟ قلتُ: سوف أحاول إنقاذ الإثنين، لأن هذا المجرم هو من يدمر الإثنين. ربما يجب التخلص منه بدلاً من الاختيار. قال: لا يمكن، لديك خيارٌ واحد فقط: الإنسان أم القطعة الأثرية. قلتُ: "لن أجيب على سؤالٍ افتراضي غير واقعي". لقد كانت تلك الإجابة هروب من مواجهتي لتناقضي مع مبدئي الإنساني، لأنني كنتُ سأفضل القطعة الأثرية التي تحمل ذاكرة حقبة كاملة على فردٍ عادي، ومجرد نسخة من الكثير من البشر. في ذات الوقت، كان صديقي المهندس المعماري، الذي يشاطرني عشقه للآثار، أكثر ثقة وجرأة في التعبير عن تفضيله للآثار على الإنسان، وقد أخبرني قبل فترة أنه واجه ذات السؤال من صديقٍ له، ولكن بصيغة أخرى. فقد سأله صديقه قائلا: لو كنتُ أسيرًا بيد مجموعة مسلحة وتركت لك الخيار بين قتلي أو تدمير قطعة أثرية، ما الذي ستختاره؟ أجاب صديقي: يعتمد ذلك على طبيعة القطعة الأثرية، لو كانت مجرد قطعة مكررة، كسرة فخار، أو لوح طيني مكرر، سأختار إنقاذك، أما إذا كانت قطعة فنية ضخمة وفريدة من نوعها، كثور مجنح أو فازة مميّزة، فسوف أضطر للتضحية بك، بكل أسف. في النهاية، كان صديقي أكثر جرأة في التعبير عن موقفه، وكلانا اعتمد على التضحية بما هو متكرر وممل، قطعة أثرية أو إنسان، والتركيز على الفريد والمميز. وهذا بحد ذاته سقوط لمبدأ تقديس الإنسان، لا يمكن أن أكون إنسانيا وأفكر للحظة في عدم إنقاذ الإنسان. مؤخرًا، شارك معي الصديق المعماري تغيّر رؤاه بعد تجربة غريبة له في آخر زيارةٍ له إلى بغداد. هناك، وقف فوق سطح خان مرجان، الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، وإذا به يسمع أصوات تكسّر للطابوق. فكر فجأة في أنه سيتسبب في إنهيار سقف مبنى تاريخي وأنه لن يغفر لنفسه، لكنه بعد لحظات قال: ليذهب المبنى إلى الجحيم، ربما أسقط وأموت! من أهم: أنا أم المبنى؟. في لحظة الصدق تلك، وجد صديقي أنه يرى أن حياته أهم، وسارع في النزول من أجل إنقاذ نفسه، أكثر من خوفه من التسبب في تداعي السقف. لستُ أدري إن كانت الأنانية وحب الذات قد قادته لتغيّر فكرته، وهل هو تغيّر آني، وسيعود لتفضيل الأثر على الإنسان، أم أنها تجربة حية ستخلق تغيرًا دائما في المفاهيم والأحكام. في النهاية، المركزية الإنسانية نابعة من أنانية جماعية للمجموعة التي نمثلها، وهي إنعكاس لأنانية الأفراد في طبيعة الأمر. المفارقة أنني، وصديقي، نتفق اليوم على أن الإنسان مهم، كما الآثار، وقد نختار إنقاذه أولاً، مع حرصنا الد ......
#الآثار
#الإنسان:
#أيهما
#المنظور
#الإنساني
#والآثاري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764439
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل طوال سنوات، وبسبب اهتمامي بالآثار والتاريخ القديم، كنتُ أجد أن الآثار واللقى والمباني التاريخية طويلة العمر أهم من الإنسان الفاني وأهم من مصالحه الراهنة. ففي النهاية، هذه الآثار حصيلة ما تركه البشر، وهي أبقى منهم على مستوى الأفراد. لذات السبب، كنت احترق ألما، وأذرف الدموع لتدمير الآثار في العراق وسوريا على يد الجماعات الإسلامية المتطرفة. لقد كان ذلك إعتداءً على الإنسان وما يتجاوز الإنسان: ذاكرته الخالدة ووجوده الجماعي.لذات الأسباب، كنتُ أواجه نفسي أمام تناقضٍ أقع فيه: حزني على المدن التي تضم آثارًا مهمة مثل نينوى وحلب وغيرها، وقلة اكتراثي بما يجري في بلدة صغيرة لا تاريخ لها، أو منطقة لا تضم معالم بارزة. كشخص يؤمن بالإنسانية Liberal Humanism، كنتُ أقف أمام تناقض تأليه الإنسان ومركزيته، وبين عدم الاكتراث به أمام الذاكرة، أو الجمادات التي تحمل ذاكرة الإنسان. ذات مرّة، في تلك الفترة العصيبة، سألني الصديق المقرب، الذي أدعوه أنكيدو: لو كان هناك إرهابي يمسك بإنسان وقطعة أثرية، وخيّرك بين إنقاذ أحدهما فقط، ماذا ستختار؟ قلتُ: سوف أحاول إنقاذ الإثنين، لأن هذا المجرم هو من يدمر الإثنين. ربما يجب التخلص منه بدلاً من الاختيار. قال: لا يمكن، لديك خيارٌ واحد فقط: الإنسان أم القطعة الأثرية. قلتُ: "لن أجيب على سؤالٍ افتراضي غير واقعي". لقد كانت تلك الإجابة هروب من مواجهتي لتناقضي مع مبدئي الإنساني، لأنني كنتُ سأفضل القطعة الأثرية التي تحمل ذاكرة حقبة كاملة على فردٍ عادي، ومجرد نسخة من الكثير من البشر. في ذات الوقت، كان صديقي المهندس المعماري، الذي يشاطرني عشقه للآثار، أكثر ثقة وجرأة في التعبير عن تفضيله للآثار على الإنسان، وقد أخبرني قبل فترة أنه واجه ذات السؤال من صديقٍ له، ولكن بصيغة أخرى. فقد سأله صديقه قائلا: لو كنتُ أسيرًا بيد مجموعة مسلحة وتركت لك الخيار بين قتلي أو تدمير قطعة أثرية، ما الذي ستختاره؟ أجاب صديقي: يعتمد ذلك على طبيعة القطعة الأثرية، لو كانت مجرد قطعة مكررة، كسرة فخار، أو لوح طيني مكرر، سأختار إنقاذك، أما إذا كانت قطعة فنية ضخمة وفريدة من نوعها، كثور مجنح أو فازة مميّزة، فسوف أضطر للتضحية بك، بكل أسف. في النهاية، كان صديقي أكثر جرأة في التعبير عن موقفه، وكلانا اعتمد على التضحية بما هو متكرر وممل، قطعة أثرية أو إنسان، والتركيز على الفريد والمميز. وهذا بحد ذاته سقوط لمبدأ تقديس الإنسان، لا يمكن أن أكون إنسانيا وأفكر للحظة في عدم إنقاذ الإنسان. مؤخرًا، شارك معي الصديق المعماري تغيّر رؤاه بعد تجربة غريبة له في آخر زيارةٍ له إلى بغداد. هناك، وقف فوق سطح خان مرجان، الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، وإذا به يسمع أصوات تكسّر للطابوق. فكر فجأة في أنه سيتسبب في إنهيار سقف مبنى تاريخي وأنه لن يغفر لنفسه، لكنه بعد لحظات قال: ليذهب المبنى إلى الجحيم، ربما أسقط وأموت! من أهم: أنا أم المبنى؟. في لحظة الصدق تلك، وجد صديقي أنه يرى أن حياته أهم، وسارع في النزول من أجل إنقاذ نفسه، أكثر من خوفه من التسبب في تداعي السقف. لستُ أدري إن كانت الأنانية وحب الذات قد قادته لتغيّر فكرته، وهل هو تغيّر آني، وسيعود لتفضيل الأثر على الإنسان، أم أنها تجربة حية ستخلق تغيرًا دائما في المفاهيم والأحكام. في النهاية، المركزية الإنسانية نابعة من أنانية جماعية للمجموعة التي نمثلها، وهي إنعكاس لأنانية الأفراد في طبيعة الأمر. المفارقة أنني، وصديقي، نتفق اليوم على أن الإنسان مهم، كما الآثار، وقد نختار إنقاذه أولاً، مع حرصنا الد ......
#الآثار
#الإنسان:
#أيهما
#المنظور
#الإنساني
#والآثاري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764439
الحوار المتمدن
كلكامش نبيل - الآثار أم الإنسان: أيهما أهم من المنظور الإنساني والآثاري!
كلكامش نبيل : 536 ميلادية: العام الذي غابت فيه الشمس وجموح الخيال التاريخي
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل نشهد اليوم ثوران بركان فاغرادالسفيال Fagradalsfjall، الذي يقع على بعد 32 كم جنوب غربي العاصمة الآيسلندية ريكيافيك. يذكرنا هذا بثوران بركان إيافيالايوكل Eyjafjallajökull في نيسان/ أبريل عام 2010، الذي تسبب في إغلاق مطول للمجال الجوي الأوروبي، حيث ألغيت 100,000 رحلة جوية خلال أزمة الرماد البركاني التي أثرت على حياة أكثر من 10 ملايين شخص.يذكرنا ذلك، بما حصل في التاريخ في عام 536 للميلاد، حيث حل الظلام الدامس في مصر لمدة ثلاثة أيام. في ذلك العام، ظل معظم العالم مظلماً لمدة 18 شهرًا كاملة، حيث انتشر ضباب غامض في أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا. أدى الضباب إلى حجب أشعة الشمس أثناء النهار، مما تسبب في انخفاض درجات الحرارة وفشل المحاصيل وموت الناس. في حينها، لم يعرف الناس سبب ذلك الظلام. في عام 2018، وصف مايكل ماكورميك، الباحث في تاريخ العصور الوسطى، عام 536 على أنه "أسوأ عام يمكن أن تكون فيه على قيد الحياة" بسبب الظواهر الجوية الشديدة، وعزا ذلك إلى ثوران بركاني محتمل في وقتٍ مبكر من العام، مما تسبب في انخفاض متوسط درجات الحرارة في أوروبا والصين، وفشل المحاصيل وحدوث المجاعة لأكثر من عام. مع ذلك، لا يزال هذا التفسير مجرد فرضية في الواقع، ولكن الكثير من كتاب السوشيال ميديا انطلقوا لبناء فرضيات كبرى في عام 2018 لتفسير ما يحلو لهم من أمور.ذكر أحدثهم أن ذلك تسبب في استيراد القمح من مصر وأن هذا القمح جلب معه الطاعون الذي ضرب بيزنطة في عهد جستنيان، وقد يكون ذلك ممكنًا، ولكنه يبقى فرضية. لأن طاعون جستنيان حدث ما بين 541 و549 للميلاد، وكان أول تفشٍ كبير لوباء الطاعون، وأول جائحة للطاعون في العالم القديم. اعتراف بخطأعند نشر الأخبار في عام 2018، تبنى البعض فرضية أن ذلك الطاعون والمجاعة الناجمة عن غياب الشمس قد تسببا في إضعاف بيزنطة وبلاد فارس وأن هذا هو السبب الذي مكّن المسلمين من هزيمة جيوش الإمبراطوريتين. في تلك الفترة تبنيت هذه النظرية ووجدتها مقنعة للغاية. قبيل أسابيع، وفي نقاش مع صديقٍ مسلم، أخبرته عن هذه الفرضية فطالبني بمصدر وكانت الصدمة. ما أن شاركت الروابط معه، حتى قال: لكنك تتحدث عن العام 536 للميلاد! قلتُ: نعم، وأين الخلل؟ قال: لقد ولد محمّد في مكة في حدود العام 570 أو 571 للميلاد!فكرتُ في نفسي، وبحثتُ عن التواريخ، فوجدت أن محمّد قد توفي في عام 632 للميلاد، وقد بدأ الإسلام عندما كان في سن الأربعين، أي أن الفاصل بين بدء الإسلام وحادثة غياب الشمس حوالي 75 عامًا، وهناك قرن من الزمان تقريبًا بين ذلك الحدث والحروب الإسلامية في القرن السابع للميلاد. شعرتُ بالاحراج بصراحة، لأنني لم أدقق في صحة تلك الفرضية وفاتني وضوح عدم دقتها، وتنبهت إلى مدى خطورة أن نسرح في خيالنا لربط الأحداث التاريخية ونتائجها كما نشاء، ونبني عليها فرضيات تتجاهل الواقع، وتبني واقعًا جديدًا نصدره كحقائق، مع أنه أضعف بكثير من كل التاريخ المدون الذي نعرفه، ومبنٍ على أسس هشة وخيالية للغاية. نصيحتي أن نتحقق من كل شيء، ولا ننجرف بسرعة وراء الفرضيات المعاصرة لتفسير أسباب أحداثٍ قديمة، لأننا في الواقع عاجزون عن تفسير أحداث راهنة نمر بها، ولا نتفق على رؤية واحدة لتفسير أسبابها، فضلاً عن أن لكل حدث تاريخي جملة متداخلة من الأسباب، لا سبب واحد يمكن تبسيطه بهذا الشكل. ......
#ميلادية:
#العام
#الذي
#غابت
#الشمس
#وجموح
#الخيال
#التاريخي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764483
#الحوار_المتمدن
#كلكامش_نبيل نشهد اليوم ثوران بركان فاغرادالسفيال Fagradalsfjall، الذي يقع على بعد 32 كم جنوب غربي العاصمة الآيسلندية ريكيافيك. يذكرنا هذا بثوران بركان إيافيالايوكل Eyjafjallajökull في نيسان/ أبريل عام 2010، الذي تسبب في إغلاق مطول للمجال الجوي الأوروبي، حيث ألغيت 100,000 رحلة جوية خلال أزمة الرماد البركاني التي أثرت على حياة أكثر من 10 ملايين شخص.يذكرنا ذلك، بما حصل في التاريخ في عام 536 للميلاد، حيث حل الظلام الدامس في مصر لمدة ثلاثة أيام. في ذلك العام، ظل معظم العالم مظلماً لمدة 18 شهرًا كاملة، حيث انتشر ضباب غامض في أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا. أدى الضباب إلى حجب أشعة الشمس أثناء النهار، مما تسبب في انخفاض درجات الحرارة وفشل المحاصيل وموت الناس. في حينها، لم يعرف الناس سبب ذلك الظلام. في عام 2018، وصف مايكل ماكورميك، الباحث في تاريخ العصور الوسطى، عام 536 على أنه "أسوأ عام يمكن أن تكون فيه على قيد الحياة" بسبب الظواهر الجوية الشديدة، وعزا ذلك إلى ثوران بركاني محتمل في وقتٍ مبكر من العام، مما تسبب في انخفاض متوسط درجات الحرارة في أوروبا والصين، وفشل المحاصيل وحدوث المجاعة لأكثر من عام. مع ذلك، لا يزال هذا التفسير مجرد فرضية في الواقع، ولكن الكثير من كتاب السوشيال ميديا انطلقوا لبناء فرضيات كبرى في عام 2018 لتفسير ما يحلو لهم من أمور.ذكر أحدثهم أن ذلك تسبب في استيراد القمح من مصر وأن هذا القمح جلب معه الطاعون الذي ضرب بيزنطة في عهد جستنيان، وقد يكون ذلك ممكنًا، ولكنه يبقى فرضية. لأن طاعون جستنيان حدث ما بين 541 و549 للميلاد، وكان أول تفشٍ كبير لوباء الطاعون، وأول جائحة للطاعون في العالم القديم. اعتراف بخطأعند نشر الأخبار في عام 2018، تبنى البعض فرضية أن ذلك الطاعون والمجاعة الناجمة عن غياب الشمس قد تسببا في إضعاف بيزنطة وبلاد فارس وأن هذا هو السبب الذي مكّن المسلمين من هزيمة جيوش الإمبراطوريتين. في تلك الفترة تبنيت هذه النظرية ووجدتها مقنعة للغاية. قبيل أسابيع، وفي نقاش مع صديقٍ مسلم، أخبرته عن هذه الفرضية فطالبني بمصدر وكانت الصدمة. ما أن شاركت الروابط معه، حتى قال: لكنك تتحدث عن العام 536 للميلاد! قلتُ: نعم، وأين الخلل؟ قال: لقد ولد محمّد في مكة في حدود العام 570 أو 571 للميلاد!فكرتُ في نفسي، وبحثتُ عن التواريخ، فوجدت أن محمّد قد توفي في عام 632 للميلاد، وقد بدأ الإسلام عندما كان في سن الأربعين، أي أن الفاصل بين بدء الإسلام وحادثة غياب الشمس حوالي 75 عامًا، وهناك قرن من الزمان تقريبًا بين ذلك الحدث والحروب الإسلامية في القرن السابع للميلاد. شعرتُ بالاحراج بصراحة، لأنني لم أدقق في صحة تلك الفرضية وفاتني وضوح عدم دقتها، وتنبهت إلى مدى خطورة أن نسرح في خيالنا لربط الأحداث التاريخية ونتائجها كما نشاء، ونبني عليها فرضيات تتجاهل الواقع، وتبني واقعًا جديدًا نصدره كحقائق، مع أنه أضعف بكثير من كل التاريخ المدون الذي نعرفه، ومبنٍ على أسس هشة وخيالية للغاية. نصيحتي أن نتحقق من كل شيء، ولا ننجرف بسرعة وراء الفرضيات المعاصرة لتفسير أسباب أحداثٍ قديمة، لأننا في الواقع عاجزون عن تفسير أحداث راهنة نمر بها، ولا نتفق على رؤية واحدة لتفسير أسبابها، فضلاً عن أن لكل حدث تاريخي جملة متداخلة من الأسباب، لا سبب واحد يمكن تبسيطه بهذا الشكل. ......
#ميلادية:
#العام
#الذي
#غابت
#الشمس
#وجموح
#الخيال
#التاريخي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764483
الحوار المتمدن
كلكامش نبيل - 536 ميلادية: العام الذي غابت فيه الشمس وجموح الخيال التاريخي