راتب شعبو : سلطات العنف، أو الشرعية المستمدة من العنف
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو كان، ولا يزال، العنف العام هو المادة الأكثر حضوراً في مجتمعنا. نتكلم هنا عن العنف الداخلي، ونحاول فصله، بقدر الإمكان، عن الحروب أو الغزوات أو التدخلات العسكرية أو الأمنية الخارجية. الحضور الطاغي للعنف مؤشر أساسي على استعصاء مشكلة السلطة السياسية عندنا، أو بالأحرى مؤشر على أن السلطة السياسية في مجتمعنا لا تزال مشكلة معقدة ولا تزال هي المشكلة الأولى سواء في سوء إدارتها البلد بسبب تهميش البعد الوطني فيها، أو في سدها أفق التغير، الأمر الذي يحرض على توسل العنف المضاد للسلطة بهدف تغييرها، أي يستدعي اللجوء إلى العنف "غير الشرعي". ومعروف أن هذا العنف يتحول، إذا نجح في حيازة السلطة، إلى "عنف شرعي" أو "عنف دولة" سوف يبقى على طول الخط مستنفراً كي يتصدى لكل عنف آخر يسعى إلى أن يصبح بدوره "شرعياً". الواقع أن كلام ماكس فيبر عن العنف الشرعي يتعثر حين نستخدمه في مجتمع لا تحوز فيه الإرادة العامة على حضور فاعل، ولا تحوز السلطة السياسية فيه بالتالي على شرعية، إلا إذا اعتبرنا أن قدرة نخبة السلطة على الوصول إلى السلطة (وغالباً بالعنف) هو مصدر كاف للشرعية. الحال لدينا هو أن العنف يفرض شرعيته ويفتح الباب، نتيجة ذلك، أمام حالات عنف مضاد له أيضاً شرعيته المستمدة من تأييد شعبي لا يقل أو ربما يتجاوز في اتساعه التأييد الشعبي لعنف الدولة. طاعة الحاكم عندنا لا تقوم على اعتراف المحكومين بشرعية الحاكم، بل تقوم على الخضوع لقوته أو على تقدير، وربما "تقديس"، هذه القوة بوصفها ضمان أمن المجتمع، في صدى عميق لفكرة هوبس عن اللوياثان، الكناية عن القوة القادرة على حماية المجتمع من "حرب الكل ضد الكل".كما لا يصح، في حالنا، كلام حنا ارنت الذي يذهب إلى أن العنف لا يمكنه أن يخلق سلطة، ذلك أنه في غياب آلية مستقرة لإنتاج السلطة، يبدو في نظر المجتمع أن قدرة نخبة معينة على السيطرة بواسطة العنف هو جواز عبور "مشروع" إلى السلطة، ذلك أن نخبة كهذه تكفي المجتمع شر الحرب الأهلية وعنف النخب الأخرى، وهكذا فإن السلطة والطاعة يمكن أن تبنى على هذا الاعتبار.*** حيازة السلطة بالعنف تحرض بصورة طبيعية ظهور عنف مضاد تستهلك السلطة جل طاقتها في منع ظهوره وفي مواجهته حين يتمكن من الظهور. أي إن السلطة السياسية في مجتمعنا تصرف جل طاقتها، وهي طاقة المجتمع بطبيعة الحال، في محاربة ما تحرض هي نفسها على بروزه، سواء بالطريقة التي جرى من خلالها استلام السلطة، أو بطريقة إدارة المجتمع ومعالجة الاختلافات فيه. على هذا تبدو السلطة السياسية هي المحظية التي يتم التنافس عليها بالعنف، ويحوزها الأقوى في العنف بصرف النظر عن مستوى قوته في السياسة، أي بصرف النظر عن مدى ملاءمة توجهاته وصلتها بالعصر، وعن اتساع أو ضيق الفئات الاجتماعية التي يمثلها فعلاً أو يخدمها نهجه السياسي. وهكذا فإن العنف السياسي (العنف الذي يستهدف الدولة) يحيّد أو يلغي السياسة بوصفها صراع أفكار وخطط وبرامج ومقترحات. وإذا جرى الاعتراض على هذا بالقول إن الأفكار التقدمية التي صعدت بها حكومات انقلابية في الكثير من البلدان العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، هي التي أعطت للعنف الانقلابي "مشروعيته"، بمعنى أن مشروعية الانقلابيين التقدميين العرب استندت أيضاً إلى أفكارهم، فإن تجربة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وتجربة "طالبان" الأفغانية تقدمان برهاناً كافياً على قدرة العنف في فرض سلطة (قبول وطاعة أو مشروعية) تتبنى أفكاراً لا صلة لها بالعصر.إذا اعتبرنا أن السلطة تستمد من شعب أو من جماعة، ومن دون ذلك لا توجد سلطة، على ما يقول الخطيب ورجل الدو ......
#سلطات
#العنف،
#الشرعية
#المستمدة
#العنف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764665
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو كان، ولا يزال، العنف العام هو المادة الأكثر حضوراً في مجتمعنا. نتكلم هنا عن العنف الداخلي، ونحاول فصله، بقدر الإمكان، عن الحروب أو الغزوات أو التدخلات العسكرية أو الأمنية الخارجية. الحضور الطاغي للعنف مؤشر أساسي على استعصاء مشكلة السلطة السياسية عندنا، أو بالأحرى مؤشر على أن السلطة السياسية في مجتمعنا لا تزال مشكلة معقدة ولا تزال هي المشكلة الأولى سواء في سوء إدارتها البلد بسبب تهميش البعد الوطني فيها، أو في سدها أفق التغير، الأمر الذي يحرض على توسل العنف المضاد للسلطة بهدف تغييرها، أي يستدعي اللجوء إلى العنف "غير الشرعي". ومعروف أن هذا العنف يتحول، إذا نجح في حيازة السلطة، إلى "عنف شرعي" أو "عنف دولة" سوف يبقى على طول الخط مستنفراً كي يتصدى لكل عنف آخر يسعى إلى أن يصبح بدوره "شرعياً". الواقع أن كلام ماكس فيبر عن العنف الشرعي يتعثر حين نستخدمه في مجتمع لا تحوز فيه الإرادة العامة على حضور فاعل، ولا تحوز السلطة السياسية فيه بالتالي على شرعية، إلا إذا اعتبرنا أن قدرة نخبة السلطة على الوصول إلى السلطة (وغالباً بالعنف) هو مصدر كاف للشرعية. الحال لدينا هو أن العنف يفرض شرعيته ويفتح الباب، نتيجة ذلك، أمام حالات عنف مضاد له أيضاً شرعيته المستمدة من تأييد شعبي لا يقل أو ربما يتجاوز في اتساعه التأييد الشعبي لعنف الدولة. طاعة الحاكم عندنا لا تقوم على اعتراف المحكومين بشرعية الحاكم، بل تقوم على الخضوع لقوته أو على تقدير، وربما "تقديس"، هذه القوة بوصفها ضمان أمن المجتمع، في صدى عميق لفكرة هوبس عن اللوياثان، الكناية عن القوة القادرة على حماية المجتمع من "حرب الكل ضد الكل".كما لا يصح، في حالنا، كلام حنا ارنت الذي يذهب إلى أن العنف لا يمكنه أن يخلق سلطة، ذلك أنه في غياب آلية مستقرة لإنتاج السلطة، يبدو في نظر المجتمع أن قدرة نخبة معينة على السيطرة بواسطة العنف هو جواز عبور "مشروع" إلى السلطة، ذلك أن نخبة كهذه تكفي المجتمع شر الحرب الأهلية وعنف النخب الأخرى، وهكذا فإن السلطة والطاعة يمكن أن تبنى على هذا الاعتبار.*** حيازة السلطة بالعنف تحرض بصورة طبيعية ظهور عنف مضاد تستهلك السلطة جل طاقتها في منع ظهوره وفي مواجهته حين يتمكن من الظهور. أي إن السلطة السياسية في مجتمعنا تصرف جل طاقتها، وهي طاقة المجتمع بطبيعة الحال، في محاربة ما تحرض هي نفسها على بروزه، سواء بالطريقة التي جرى من خلالها استلام السلطة، أو بطريقة إدارة المجتمع ومعالجة الاختلافات فيه. على هذا تبدو السلطة السياسية هي المحظية التي يتم التنافس عليها بالعنف، ويحوزها الأقوى في العنف بصرف النظر عن مستوى قوته في السياسة، أي بصرف النظر عن مدى ملاءمة توجهاته وصلتها بالعصر، وعن اتساع أو ضيق الفئات الاجتماعية التي يمثلها فعلاً أو يخدمها نهجه السياسي. وهكذا فإن العنف السياسي (العنف الذي يستهدف الدولة) يحيّد أو يلغي السياسة بوصفها صراع أفكار وخطط وبرامج ومقترحات. وإذا جرى الاعتراض على هذا بالقول إن الأفكار التقدمية التي صعدت بها حكومات انقلابية في الكثير من البلدان العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، هي التي أعطت للعنف الانقلابي "مشروعيته"، بمعنى أن مشروعية الانقلابيين التقدميين العرب استندت أيضاً إلى أفكارهم، فإن تجربة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وتجربة "طالبان" الأفغانية تقدمان برهاناً كافياً على قدرة العنف في فرض سلطة (قبول وطاعة أو مشروعية) تتبنى أفكاراً لا صلة لها بالعصر.إذا اعتبرنا أن السلطة تستمد من شعب أو من جماعة، ومن دون ذلك لا توجد سلطة، على ما يقول الخطيب ورجل الدو ......
#سلطات
#العنف،
#الشرعية
#المستمدة
#العنف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764665
الحوار المتمدن
راتب شعبو - سلطات العنف، أو الشرعية المستمدة من العنف
راتب شعبو : ليالي السجن، العازل والاسمنت
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو في لحظة، ينكمش العالم كله ليصبح فراشاً وسخاً إلى جوار تواليت عربي. تُحشر حياتك فجأة في مساحة ضيقة محاطة بعدوانية نزقة. أربعة جدران متقاربة كأنها كانت تريد أن تتعانق، فأطبق عليها السقف في اللحظة الأخيرة ومنع عناقها، وظل ما يفصل بينها كافياً لاستيعاب فراش متسخ وتواليت عربي. بعد قليل، يهمد انفعالك المكظوم، وتستسلم. تقول في نفسك "جيد، بعد كل شيء، أن هناك صفيحة معدنية تستر التواليت". ترتب الفراش، وتجعل الرأس، كما لو على نحو غريزي، أبعد ما يمكن عن الباب الذي يفصلك عن العدوانية المباشرة. هكذا يصبح الرأس في تجاور مباشر مع التواليت. لا تهم مجاورة التواليت، المهم أن تسمح لك الوضعية باحتياط أكبر ضد ما يمكن أن يأتيك من الباب. تكتشف، بعد حين، أنك الوحيد الذي اختار أن يكون رأسه بعيداً عن الباب، وأن بقية المنكوبين جعلوا رأسهم من جهة الباب كي يكون أبعد ما يمكن عن التواليت. خوفهم من الباب كان أقل من نفورهم من التواليت. الخوف متأصل فيك أكثر، قد يكون هذا هو التفسير.تستلقي على الفراش. لماذا تقول "الفراش"؟ ليس هذا سوى عطالة في اللغة. ابتكر أي كلمة! هذا ليس فراشاً على أي حال. الفراش قد يوحي بأشياء جميلة لا وجود لها في المكان الذي صرت إليه، مثل الأمان، أو الاسترخاء، أو الرفاه، أو المرأة ... في السجن باتت اللغة أكثر قدرة على استيعاب نقص الحياة. في لغة السجن هذا مجرد "عازل"، ليس أكثر من بطانية مهترئة مخاطة إلى قطعة شادر مستطيلة كافية لاستلقاء انسان تعزل جسم المنكوب بهذا المكان، عن الاسمنت. حين تهترئ البطانيات والخيم العسكرية تتحول إلى "عوازل". استفادة قصوى من المواد التي تخنق الروح.سوف تعلم لاحقاً إن العازل يمكن أن يكون رفاهية يحلم بها من يُرمون في مثل هذا المكان في عز الشتاء دون أي عازل يقيهم الاسمنت. روى أحد هؤلاء المنكوبين أن أحد عناصر الشرطة ألقى عليه نظرة وهو في مثل هذا المكان، وحين رآه يرتجف من البرد القارس عارياً بعد أن جرد من ملابسه، وواقفاً لا يجرؤ على الجلوس على الاسمنت، أخذته الشفقة، فرمى له شيئاً تبين أنه طبق بيض فارغ، كان بالنسبة له هدية رائعة وذات قيمة كبيرة، فهي توفر له مكاناً "معزولاً" إلى حد ما، لكي يجلس وينطوي على نفسه.العازل ليس فراشاً، صحيح، ولكن حين ينكمش العالم إلى هذا الحد، يكون العازل مهماً أكثر مما نعتقد. صحيح إنه لا يحمي الورك من قساوة الاسمنت، ولكن مع الوقت، بعد قليل من الألم فوق عظمة الورك، سوف يتسمك الجلد في هذه المنطقة وينعدم الإحساس فيه، بعد ذلك لن تكترث لحقيقة أن العازل لا يحميك من قساوة الاسمنت، ما يهمك هو أن يحافظ على دوره في التخفيف من تسرب برودة الاسمنت إلى دمك، فيسمح لك أن تستلقي وتتكور في ليلة باردة، وقد يسمح لك بالنوم حين يمكن للنوم بلا عازل، في مثل هذه الليالي الباردة، أن يكون بلا يقظة.في أعلى الجدار الخلفي لهذا العالم المنكمش، توجد فتحة صغيرة تدخل منها حزمة من الضوء وتستقر على الحائط المقابل على شكل دائرة بمحيط غير منتظم. كان الصيف يافعاً في الخارج حين انهار عالمك فجأة. تعبر ذهنك فكرة تجدها ممتعة وتتسلى بها: الضوء كائن ضعيف يمكن حجبه بسهولة، ولكن لا يمكن حبسه، إذا أطبقت الحصار حول الضوء فإنه يختفي. وهو بالمقابل كائن مشاغب لا يسمح بأي قدر من الخطأ، إنه سوف يتسلل من الشقوق والثقوب والفتحات مهما تكن صغيرة، ولن يتوقف حتى يصطدم بحاجز. تكمل مسار تفكيرك: هذا يعني أن الضوء هو الأصل، حيثما لا يوجد حاجز يكون الضوء. جيد أن اختناق هذا المكان ليس كاملاً، وأن هناك ثغرة يغزوها الضوء. ثغرة صغيرة تكسر شيئاً من عزلة المكان. تستع ......
#ليالي
#السجن،
#العازل
#والاسمنت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764748
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو في لحظة، ينكمش العالم كله ليصبح فراشاً وسخاً إلى جوار تواليت عربي. تُحشر حياتك فجأة في مساحة ضيقة محاطة بعدوانية نزقة. أربعة جدران متقاربة كأنها كانت تريد أن تتعانق، فأطبق عليها السقف في اللحظة الأخيرة ومنع عناقها، وظل ما يفصل بينها كافياً لاستيعاب فراش متسخ وتواليت عربي. بعد قليل، يهمد انفعالك المكظوم، وتستسلم. تقول في نفسك "جيد، بعد كل شيء، أن هناك صفيحة معدنية تستر التواليت". ترتب الفراش، وتجعل الرأس، كما لو على نحو غريزي، أبعد ما يمكن عن الباب الذي يفصلك عن العدوانية المباشرة. هكذا يصبح الرأس في تجاور مباشر مع التواليت. لا تهم مجاورة التواليت، المهم أن تسمح لك الوضعية باحتياط أكبر ضد ما يمكن أن يأتيك من الباب. تكتشف، بعد حين، أنك الوحيد الذي اختار أن يكون رأسه بعيداً عن الباب، وأن بقية المنكوبين جعلوا رأسهم من جهة الباب كي يكون أبعد ما يمكن عن التواليت. خوفهم من الباب كان أقل من نفورهم من التواليت. الخوف متأصل فيك أكثر، قد يكون هذا هو التفسير.تستلقي على الفراش. لماذا تقول "الفراش"؟ ليس هذا سوى عطالة في اللغة. ابتكر أي كلمة! هذا ليس فراشاً على أي حال. الفراش قد يوحي بأشياء جميلة لا وجود لها في المكان الذي صرت إليه، مثل الأمان، أو الاسترخاء، أو الرفاه، أو المرأة ... في السجن باتت اللغة أكثر قدرة على استيعاب نقص الحياة. في لغة السجن هذا مجرد "عازل"، ليس أكثر من بطانية مهترئة مخاطة إلى قطعة شادر مستطيلة كافية لاستلقاء انسان تعزل جسم المنكوب بهذا المكان، عن الاسمنت. حين تهترئ البطانيات والخيم العسكرية تتحول إلى "عوازل". استفادة قصوى من المواد التي تخنق الروح.سوف تعلم لاحقاً إن العازل يمكن أن يكون رفاهية يحلم بها من يُرمون في مثل هذا المكان في عز الشتاء دون أي عازل يقيهم الاسمنت. روى أحد هؤلاء المنكوبين أن أحد عناصر الشرطة ألقى عليه نظرة وهو في مثل هذا المكان، وحين رآه يرتجف من البرد القارس عارياً بعد أن جرد من ملابسه، وواقفاً لا يجرؤ على الجلوس على الاسمنت، أخذته الشفقة، فرمى له شيئاً تبين أنه طبق بيض فارغ، كان بالنسبة له هدية رائعة وذات قيمة كبيرة، فهي توفر له مكاناً "معزولاً" إلى حد ما، لكي يجلس وينطوي على نفسه.العازل ليس فراشاً، صحيح، ولكن حين ينكمش العالم إلى هذا الحد، يكون العازل مهماً أكثر مما نعتقد. صحيح إنه لا يحمي الورك من قساوة الاسمنت، ولكن مع الوقت، بعد قليل من الألم فوق عظمة الورك، سوف يتسمك الجلد في هذه المنطقة وينعدم الإحساس فيه، بعد ذلك لن تكترث لحقيقة أن العازل لا يحميك من قساوة الاسمنت، ما يهمك هو أن يحافظ على دوره في التخفيف من تسرب برودة الاسمنت إلى دمك، فيسمح لك أن تستلقي وتتكور في ليلة باردة، وقد يسمح لك بالنوم حين يمكن للنوم بلا عازل، في مثل هذه الليالي الباردة، أن يكون بلا يقظة.في أعلى الجدار الخلفي لهذا العالم المنكمش، توجد فتحة صغيرة تدخل منها حزمة من الضوء وتستقر على الحائط المقابل على شكل دائرة بمحيط غير منتظم. كان الصيف يافعاً في الخارج حين انهار عالمك فجأة. تعبر ذهنك فكرة تجدها ممتعة وتتسلى بها: الضوء كائن ضعيف يمكن حجبه بسهولة، ولكن لا يمكن حبسه، إذا أطبقت الحصار حول الضوء فإنه يختفي. وهو بالمقابل كائن مشاغب لا يسمح بأي قدر من الخطأ، إنه سوف يتسلل من الشقوق والثقوب والفتحات مهما تكن صغيرة، ولن يتوقف حتى يصطدم بحاجز. تكمل مسار تفكيرك: هذا يعني أن الضوء هو الأصل، حيثما لا يوجد حاجز يكون الضوء. جيد أن اختناق هذا المكان ليس كاملاً، وأن هناك ثغرة يغزوها الضوء. ثغرة صغيرة تكسر شيئاً من عزلة المكان. تستع ......
#ليالي
#السجن،
#العازل
#والاسمنت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764748
الحوار المتمدن
راتب شعبو - ليالي السجن، العازل والاسمنت
راتب شعبو : عن انتفاضة الصدريين في العراق
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو بالقياس مع بقية التيارات والأحزاب الشيعية، يبدو التيار الصدري جهة شيعية ذات نزوع "عراقي"، سواء في موقفه من الاحتلال الأميركي أو من التدخلات والتبعيات الإيرانية أو في علاقته بالقوى العراقية الأخرى، العربية السنية والكردية ورفضه المحاصصة الطائفية. ولكن "عراقية" هذا التيار لا تؤسس لوطنية عراقية كما يتردد في خطاب الصدر وأنصاره، هذا لأن الوطنية العراقية تصطدم مع المرجعية المذهبية التي يستندون إليها، من جهة، ومع التبعية المطلقة "للقائد" من جهة أخرى، وهذا ما يجعل الطاقة الشعبية التي يتمتع بها هذا التيار، قليلة الفائدة، إذا كنا نسعى إلى نظام سياسي وطني يتمتع بقدر معقول من العدالة والتوازن السياسي.يحار المرء عن أي تغيير جذري يتحدث السيد مقتدى الصدر حين يطلب من أنصاره مواصلة الاحتجاج معتبراً ذلك "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي" في العراق. معروف إن الصدر هو من الأسس الثابتة لهذا النظام، وأن السبب الأول لخروج أنصاره إلى الشارع واقتحام المنطقة الخضراء واحتلال مبنى البرلمان، هو الضغط على شركائه في "النظام"، بسبب عدم رضاه عن الحكومة التي تنوي تشكيلها مجموعة الكتل البرلمانية الشيعية المتحالفة تحت اسم "الاطار التنسيقي"، الذي سبق، بدوره، أن عطل على الصدر، صاحب أكبر كتلة برلمانية في انتخابات أكتوبر/تشرين أول الفائت (73 نائباً من أصل 329)، وصاحب أكبر تحالف نيابي (175 نائباً باسم "انقاذ وطن"، مع الحزب الديموقراطي الكردستاني والنواب العرب السنة)، تشكيل حكومة أرادها، كما قال، حكومة "أغلبية وطنية" مقابل إصرار خصوم الصدر، ذوي النزوع السياسي الطائفي والتبعية الإيرانية، على حكومة توافقية يشارك فيها الجميع. وعلى كل حال، كان من المفهوم أن يفشل "الإطار" في تشكيل الحكومة ضمن مهلة الأربعين يوماً التي "منحها" لهم الصدر، لأنه لا يمكن تشكيل حكومة توافقية إذا كان تيار الصدر لا يريد المشاركة فيها.أمام هذه الإعاقة المتبادلة، ومع الفشل في تشكيل حكومة عراقية بعد ثمانية أشهر من الانتخابات النيابية، طالب الصدر نوابه بالاستقالة، فاستقالوا كلهم في حزيران/يونيو الماضي، في خطوة غريبة أدت إلى تفكك تحالف "إنقاذ وطن"، وسمحت لقوى "الإطار"، خصوم الصدر، بإمكانية تشكيل حكومة، بعد أن أصبح الصدر خارج البرلمان، غير أن الصدر لم يرض عن رئيس الحكومة المقترح، فلجأ إلى منع تشكيلها في الشارع، مستفيداً من شعبيته. لكي ندرك المسافة التي تفصل حركة الصدر عن مسار بناء نظام وطني عراقي، يكفي أن نتذكر الاعتداءات المسلحة للصدريين ضد انتفاضة أكتوبر/تشرين أول 2019، ذات المرجعية الوطنية المستقلة عن "القادة" المعممين وغير المعممين، الانتفاضة التي كانت، لذلك، عرضة ليس فقط لرصاص أجهزة الأمن بل ولرصاص المسلحين التابعين للأحزاب الشيعية ومنها تيار الصدر. يكفي أن نتخيل رد فعل أجهزة الدولة العراقية لو اقترب المنتفضون التشرينيون من المنطقة الخضراء، دع عنك احتلال مجلس النواب والاعتصام فيه. أجهزة الأمن العراقية تعاملت مع الصدريين باستيعاب "حضاري" لأنهم في الحقيقة من أهل النظام ولأن احتجاجهم مدفوع برغبة "القائد" في أن يكون سيد النظام، الرغبة التي يمكن أن تقود إلى مجازر وليس إلى "تغيير جذري" للنظام. أما المتظاهرون الذين خرجوا في 2019 ضد النظام من خارج النظام، فقد كانوا يُقتلون بمجرد اقترابهم من جسر الجمهورية الذي يفضي إلى المنطقة الخضراء. وقد واجه هؤلاء كل النداءات الداعية إلى دخول المنطقة الخضراء واعتبروها فخاً واتفقوا على عدم دخولها، لانهم يدركون أن الرصاص سيكون بانتظارهم. يحق للمتابع أن يتساءل ما هو النظام ......
#انتفاضة
#الصدريين
#العراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764817
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو بالقياس مع بقية التيارات والأحزاب الشيعية، يبدو التيار الصدري جهة شيعية ذات نزوع "عراقي"، سواء في موقفه من الاحتلال الأميركي أو من التدخلات والتبعيات الإيرانية أو في علاقته بالقوى العراقية الأخرى، العربية السنية والكردية ورفضه المحاصصة الطائفية. ولكن "عراقية" هذا التيار لا تؤسس لوطنية عراقية كما يتردد في خطاب الصدر وأنصاره، هذا لأن الوطنية العراقية تصطدم مع المرجعية المذهبية التي يستندون إليها، من جهة، ومع التبعية المطلقة "للقائد" من جهة أخرى، وهذا ما يجعل الطاقة الشعبية التي يتمتع بها هذا التيار، قليلة الفائدة، إذا كنا نسعى إلى نظام سياسي وطني يتمتع بقدر معقول من العدالة والتوازن السياسي.يحار المرء عن أي تغيير جذري يتحدث السيد مقتدى الصدر حين يطلب من أنصاره مواصلة الاحتجاج معتبراً ذلك "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي" في العراق. معروف إن الصدر هو من الأسس الثابتة لهذا النظام، وأن السبب الأول لخروج أنصاره إلى الشارع واقتحام المنطقة الخضراء واحتلال مبنى البرلمان، هو الضغط على شركائه في "النظام"، بسبب عدم رضاه عن الحكومة التي تنوي تشكيلها مجموعة الكتل البرلمانية الشيعية المتحالفة تحت اسم "الاطار التنسيقي"، الذي سبق، بدوره، أن عطل على الصدر، صاحب أكبر كتلة برلمانية في انتخابات أكتوبر/تشرين أول الفائت (73 نائباً من أصل 329)، وصاحب أكبر تحالف نيابي (175 نائباً باسم "انقاذ وطن"، مع الحزب الديموقراطي الكردستاني والنواب العرب السنة)، تشكيل حكومة أرادها، كما قال، حكومة "أغلبية وطنية" مقابل إصرار خصوم الصدر، ذوي النزوع السياسي الطائفي والتبعية الإيرانية، على حكومة توافقية يشارك فيها الجميع. وعلى كل حال، كان من المفهوم أن يفشل "الإطار" في تشكيل الحكومة ضمن مهلة الأربعين يوماً التي "منحها" لهم الصدر، لأنه لا يمكن تشكيل حكومة توافقية إذا كان تيار الصدر لا يريد المشاركة فيها.أمام هذه الإعاقة المتبادلة، ومع الفشل في تشكيل حكومة عراقية بعد ثمانية أشهر من الانتخابات النيابية، طالب الصدر نوابه بالاستقالة، فاستقالوا كلهم في حزيران/يونيو الماضي، في خطوة غريبة أدت إلى تفكك تحالف "إنقاذ وطن"، وسمحت لقوى "الإطار"، خصوم الصدر، بإمكانية تشكيل حكومة، بعد أن أصبح الصدر خارج البرلمان، غير أن الصدر لم يرض عن رئيس الحكومة المقترح، فلجأ إلى منع تشكيلها في الشارع، مستفيداً من شعبيته. لكي ندرك المسافة التي تفصل حركة الصدر عن مسار بناء نظام وطني عراقي، يكفي أن نتذكر الاعتداءات المسلحة للصدريين ضد انتفاضة أكتوبر/تشرين أول 2019، ذات المرجعية الوطنية المستقلة عن "القادة" المعممين وغير المعممين، الانتفاضة التي كانت، لذلك، عرضة ليس فقط لرصاص أجهزة الأمن بل ولرصاص المسلحين التابعين للأحزاب الشيعية ومنها تيار الصدر. يكفي أن نتخيل رد فعل أجهزة الدولة العراقية لو اقترب المنتفضون التشرينيون من المنطقة الخضراء، دع عنك احتلال مجلس النواب والاعتصام فيه. أجهزة الأمن العراقية تعاملت مع الصدريين باستيعاب "حضاري" لأنهم في الحقيقة من أهل النظام ولأن احتجاجهم مدفوع برغبة "القائد" في أن يكون سيد النظام، الرغبة التي يمكن أن تقود إلى مجازر وليس إلى "تغيير جذري" للنظام. أما المتظاهرون الذين خرجوا في 2019 ضد النظام من خارج النظام، فقد كانوا يُقتلون بمجرد اقترابهم من جسر الجمهورية الذي يفضي إلى المنطقة الخضراء. وقد واجه هؤلاء كل النداءات الداعية إلى دخول المنطقة الخضراء واعتبروها فخاً واتفقوا على عدم دخولها، لانهم يدركون أن الرصاص سيكون بانتظارهم. يحق للمتابع أن يتساءل ما هو النظام ......
#انتفاضة
#الصدريين
#العراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764817
الحوار المتمدن
راتب شعبو - عن انتفاضة الصدريين في العراق
راتب شعبو : هذه الفتاوى والتابوهات
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو لو أعاق أمر ما وصول الجاني إلى المركز الثقافي في تشوتاكوا في شمال ولاية نيويورك، مكان انعقاد الندوة التي يشارك بها سلمان رشدي، أو لو أن موجة من التردد والجبن شملت قلبه حين عزم على تنفيذ فعلته الشنيعة، لكان العالم تابع انشغاله بما هو منشغل فيه، ساه عن الجريمة المستمرة التي تعيش في ثنايا العالم، وتجري في دمه كالسم. في دهشة العالم مما أصاب الكاتب البريطاني الهندي على يد الجاني، ما يدعو للتأمل. ربما كان على العالم أن يندهش أكثر لأن ما حدث في 13 آب/أغسطس من هذا العام، على مسرح في نيويورك، تأخر لأكثر من ثلاث وثلاثين سنة عن فتوى القتل. خلال هذه السنوات الطويلة، كان العالم غافلاً، أو شبه غافل، عن السم الذي يواكب زمن العالم ثانية بثانية، ويتحين القتل، حتى إذا حدث القتل أو محاولة القتل (عبر المجرم الذي حاول قتل سلمان رشدي، عن تفاجئه من أن ضحيته نجت من الموت)، استيقظ العالم. لا يختلف ما حدث لصاحب "آيات شيطانية"، عما حدث لصاحب "أولاد حارتنا" في القاهرة في 1994، دافع الجريمة في الحالتين هو "إدانة" الكاتب بالاعتداء الكتابي على المقدسات. وبالمناسبة، يلفت النظر تشابه طريقة محاولة القتل في الحالتين، بما يدفع للتفكير بأن الأمر لا يتعلق فقط بالسهولة الأمنية لاستخدام السكين، بقدر ما يتعلق أيضاً بإشباع رغبة المجرم الموتور بالتماس المباشر مع ضحيته "المعتدي الثقافي" وطعنه، في ذلك ما يشفي غليل هؤلاء. من حق أي منا أن يتساءل: كيف يمكن لشخص واحد، مهما علا شأنه، أن يحدد المقدسات نيابة عن الملايين؟ ألا يمكن أن ترى الملايين، ممن يفترض هذا الشخص أنه يمثلهم، أن حياة الانسان مقدسة وتعلو على أي اعتبار، وأن الاعتداء عليها هي اعتداء على المقدسات أيضاً؟ وحتى لو اتفقنا على تحديد مقدساتنا، كيف يمكن لشخص واحد، أو مجموعة أشخاص، أن يحدد شكل الدفاع عن هذه المقدسات نيابة عن الملايين؟ هل يكون الدفاع بتخويف الآخرين أم بتفنيد "إساءاتهم"؟تأتي إدانة الكتّاب أو "المعتدين الثقافيين" من جانب مُفتين يمتلكون من سبل الرد على ما يرون أنه اعتداء كتابي، أضعاف ما يمتلك هؤلاء الكتاب "المعتدين"، فأصحاب الفتاوى يمتلكون معظم المنابر الشفهية والكتابية، ويمتلكون كل إمكانات النشر والتوزيع ووسائل الإعلام والوصول إلى الجمهور، ولكن لماذا لا يشبعهم سوى القتل؟ لماذا يشعرون بهذا القدر من خطورة القول الذي لا يراعي إيمانهم وقناعاتهم؟ كيف يرضون بأن يكون الخوف وحده هو ما يجعل الناس "يحترمون" مقدساتهم؟ مع ذلك هناك فارق يشد الانتباه، بين حالة رشدي وحالة محفوظ، في الأولى كانت الفتوى علنية توازي المستوى المعنوي والمؤسساتي لمطلقها. لم تكن الفتوى بحق رشدي صادرة، كما هو الحال غالباً، عن منظمات سرية أو دون دولتية، يُكلف بتنفيذها مُنتسبٌ ما و"يتشرف" بهذا التكليف، وينفذه بإخلاص، بل كانت فتوى معلنة موجهة إلى العامة من قبل رجل له اعتبار ديني عام وكبير، وكان أن توفي هذا الرجل بعد أقل من أربعة أشهر من إطلاقه الفتوى (صدرت الفتوى في 14 شباط/فبراير 1989، وتوفي الخميني في 3 حزيران/يونيو من العام نفسه). على هذا، فإن فتوى إعدام رشدي صارت أكثر شبهاً باللعنة التي لا يمكن ردها، فلا يبطل مفعولها بالقضاء على التنظيم الذي أصدر الفتوى مثلاً، وبالتالي شل قدرة التنظيم على تنفيذ الفتوى. كما لا يمكن ردها بأن يقوم من أصدرها بإبطالها، أو بأمر عناصره بالكف عن محاولة تنفيذها. هذا فضلاً عن أن توبة المحكوم بهذه الفتوى لا تنفع في ردها، ذلك أن "سلمان رشدي حتى لو تاب واضحى زاهد عصره، فانه يجب على كل مسلم أن يجنّد روحه وماله وكل همّه لإرساله ......
#الفتاوى
#والتابوهات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766624
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو لو أعاق أمر ما وصول الجاني إلى المركز الثقافي في تشوتاكوا في شمال ولاية نيويورك، مكان انعقاد الندوة التي يشارك بها سلمان رشدي، أو لو أن موجة من التردد والجبن شملت قلبه حين عزم على تنفيذ فعلته الشنيعة، لكان العالم تابع انشغاله بما هو منشغل فيه، ساه عن الجريمة المستمرة التي تعيش في ثنايا العالم، وتجري في دمه كالسم. في دهشة العالم مما أصاب الكاتب البريطاني الهندي على يد الجاني، ما يدعو للتأمل. ربما كان على العالم أن يندهش أكثر لأن ما حدث في 13 آب/أغسطس من هذا العام، على مسرح في نيويورك، تأخر لأكثر من ثلاث وثلاثين سنة عن فتوى القتل. خلال هذه السنوات الطويلة، كان العالم غافلاً، أو شبه غافل، عن السم الذي يواكب زمن العالم ثانية بثانية، ويتحين القتل، حتى إذا حدث القتل أو محاولة القتل (عبر المجرم الذي حاول قتل سلمان رشدي، عن تفاجئه من أن ضحيته نجت من الموت)، استيقظ العالم. لا يختلف ما حدث لصاحب "آيات شيطانية"، عما حدث لصاحب "أولاد حارتنا" في القاهرة في 1994، دافع الجريمة في الحالتين هو "إدانة" الكاتب بالاعتداء الكتابي على المقدسات. وبالمناسبة، يلفت النظر تشابه طريقة محاولة القتل في الحالتين، بما يدفع للتفكير بأن الأمر لا يتعلق فقط بالسهولة الأمنية لاستخدام السكين، بقدر ما يتعلق أيضاً بإشباع رغبة المجرم الموتور بالتماس المباشر مع ضحيته "المعتدي الثقافي" وطعنه، في ذلك ما يشفي غليل هؤلاء. من حق أي منا أن يتساءل: كيف يمكن لشخص واحد، مهما علا شأنه، أن يحدد المقدسات نيابة عن الملايين؟ ألا يمكن أن ترى الملايين، ممن يفترض هذا الشخص أنه يمثلهم، أن حياة الانسان مقدسة وتعلو على أي اعتبار، وأن الاعتداء عليها هي اعتداء على المقدسات أيضاً؟ وحتى لو اتفقنا على تحديد مقدساتنا، كيف يمكن لشخص واحد، أو مجموعة أشخاص، أن يحدد شكل الدفاع عن هذه المقدسات نيابة عن الملايين؟ هل يكون الدفاع بتخويف الآخرين أم بتفنيد "إساءاتهم"؟تأتي إدانة الكتّاب أو "المعتدين الثقافيين" من جانب مُفتين يمتلكون من سبل الرد على ما يرون أنه اعتداء كتابي، أضعاف ما يمتلك هؤلاء الكتاب "المعتدين"، فأصحاب الفتاوى يمتلكون معظم المنابر الشفهية والكتابية، ويمتلكون كل إمكانات النشر والتوزيع ووسائل الإعلام والوصول إلى الجمهور، ولكن لماذا لا يشبعهم سوى القتل؟ لماذا يشعرون بهذا القدر من خطورة القول الذي لا يراعي إيمانهم وقناعاتهم؟ كيف يرضون بأن يكون الخوف وحده هو ما يجعل الناس "يحترمون" مقدساتهم؟ مع ذلك هناك فارق يشد الانتباه، بين حالة رشدي وحالة محفوظ، في الأولى كانت الفتوى علنية توازي المستوى المعنوي والمؤسساتي لمطلقها. لم تكن الفتوى بحق رشدي صادرة، كما هو الحال غالباً، عن منظمات سرية أو دون دولتية، يُكلف بتنفيذها مُنتسبٌ ما و"يتشرف" بهذا التكليف، وينفذه بإخلاص، بل كانت فتوى معلنة موجهة إلى العامة من قبل رجل له اعتبار ديني عام وكبير، وكان أن توفي هذا الرجل بعد أقل من أربعة أشهر من إطلاقه الفتوى (صدرت الفتوى في 14 شباط/فبراير 1989، وتوفي الخميني في 3 حزيران/يونيو من العام نفسه). على هذا، فإن فتوى إعدام رشدي صارت أكثر شبهاً باللعنة التي لا يمكن ردها، فلا يبطل مفعولها بالقضاء على التنظيم الذي أصدر الفتوى مثلاً، وبالتالي شل قدرة التنظيم على تنفيذ الفتوى. كما لا يمكن ردها بأن يقوم من أصدرها بإبطالها، أو بأمر عناصره بالكف عن محاولة تنفيذها. هذا فضلاً عن أن توبة المحكوم بهذه الفتوى لا تنفع في ردها، ذلك أن "سلمان رشدي حتى لو تاب واضحى زاهد عصره، فانه يجب على كل مسلم أن يجنّد روحه وماله وكل همّه لإرساله ......
#الفتاوى
#والتابوهات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766624
الحوار المتمدن
راتب شعبو - هذه الفتاوى والتابوهات
راتب شعبو : هل من مخرج للعراق؟
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو يمر العراق هذه الأيام بواحدة من ذرى البؤس الذي يعيشه، البؤس الذي عاشه، في الواقع، منذ 2003، بما لا يقل، ولعله يزيد، عما عاشه من قبل، حين كان ثمة ديكتاتور اسمه صدام حسين، ينتهي إليه الأمر في العراق، وينتهي إليه أيضاً كل نقد، بوصفه السبب في تعاسة العراقيين وتشردهم. منذ حوالي عقدين من الزمن، دخل الجيش الأميركي بغداد، ولم يكتف بخلع صدام حسين، بل فكك نظامه المعتمد أساساً على الجيش وأجهزة الأمن، ولم ينج حزب البعث الحاكم هناك من قرارات النزع والتفكيك. لم يعد إذن لناقد أن يقول إن الأمر لا يتعلق بالخلاص من الديكتاتور، بل يتطلب تحطيم الدولة المستبدة كي لا تنتج مستبداً جديداً. وهو نقد معقول على كل حال، فلا يفتقر إلى المنطق السليم القولُ إن مقاومة جهاز الدولة المصرية كان من بين أسباب تعثر أول رئيس منتخب في مصر، وقد جاء هذا الرئيس من خارج بنية الدولة، وأن جهاز الدولة العريق هذا، والذي بقي على حاله، ساهم في إفشال ذلك الرئيس، واستعاد السيادة لذاته عبر انقلاب عسكري على يد أحد "أبنائه"، هكذا يمكن القول إن جهاز الدولة نجح بذلك في الالتفاف على الثورة المصرية رغم قوتها. أي إن التليد تغلب على الطارف، إذا استخدمنا حوشي الكلام.في العراق، لم يفض إسقاط المستبد العراقي وتفكيك جهاز دولته، إلى تأسيس آلية سياسية معقولة تساعد العراقيين على الخروج من بؤسهم العام. الفراغ السياسي الذي نجم عن تفكيك الدولة العراقية، ملأته مع الوقت مجموعات سياسية دينية لا تتمحور حول بناء دولة، بل تنشدّ إلى قوى مضادة بالأحرى لبناء دولة متماسكة، فمن هذه المجموعات ما يدور في فلك الدولة الإيرانية، ومنها ما يرتهن إلى "قائد" متقلب يضع نفسه فوق الدولة، ويجمع الروحي إلى السياسي، والشخصي إلى العام، في خلطة عجيبة. في الحالتين نحن أمام قوى لا تساهم في انتظام دولة جديدة، ذلك أن انشداد كل مجموعة إلى مرجعيتها أو "دولتها" الخاصة يتفوق على وحدة الدولة العراقية وقوة تماسكها والتمامها على ذاتها، وهو ما يخلق "ازدواجية الدولة واللادولة"، حسب تعبير مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق.ويزيد تسلح هذه المجموعات وانتظامها في "جيوش"، في مفعولها النابذ للدولة. الأخطر من هذا هو أن استيعاب الجيش العراقي لهذه المجموعات المسلحة أدخل الانقسامات إلى داخل الجيش بما يهدد بانفجاره هو الآخر، على الطريقة اللبنانية. على هذا نلاحظ أن الدولة العراقية لا تكتسب أي تماسك مع الزمن، وأنها تبقى قابلة في كل لحظة إلى التعطل والانفراط. وأن مؤسساتها الأساسية من برلمان وحكومة ورئاسة، يمكن أن تصبح تحت أقدام أنصار هذا الطرف أو ذاك، بما يعطي فكرة كافية عن هشاشتها وعن قوة المرجعيات الفاعلة خارجها قياساً على مرجعيتها بوصفها دولة العراق. المفارقة المؤلمة في مثل هذه الحال هي أن الجماعات السياسية العسكرية ذات النفوذ الشعبي غير القليل، تتغذى على الدولة وتستجر منها قوة مالية واعتبارية، وهي نفسها التي تدوس على مؤسسات الدولة وعلى القيمة الاعتبارية للدولة حين تشاء، دون أن تمتلك الدولة، بوصفها مؤسسة عامة ومجمع إرادة العراقيين، ما يكفي من القوة لرد الاعتبار لذاتها. إرادة العراقيين بقيت مهدورة، أكان في الفترة الديكتاتورية حين كانت المناصب في الدولة تمتلئ بقرارات لا راد لها، أو في الفترة التالية حين يعجز العراقيون عن الاتفاق على حكومة بعد حوالي عشرة أشهر من الانتخابات النيابية. في الإذعان الديكتاتوري المفروض على العراقيين، كما في التحاقهم الأعمى بمرجعيات سياسية ودينية تتصارع على الدولة من خارج الدولة، تبقى إرادة العراقيين مهدورة. في صمتهم السابق، كما في ......
#مخرج
#للعراق؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767446
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو يمر العراق هذه الأيام بواحدة من ذرى البؤس الذي يعيشه، البؤس الذي عاشه، في الواقع، منذ 2003، بما لا يقل، ولعله يزيد، عما عاشه من قبل، حين كان ثمة ديكتاتور اسمه صدام حسين، ينتهي إليه الأمر في العراق، وينتهي إليه أيضاً كل نقد، بوصفه السبب في تعاسة العراقيين وتشردهم. منذ حوالي عقدين من الزمن، دخل الجيش الأميركي بغداد، ولم يكتف بخلع صدام حسين، بل فكك نظامه المعتمد أساساً على الجيش وأجهزة الأمن، ولم ينج حزب البعث الحاكم هناك من قرارات النزع والتفكيك. لم يعد إذن لناقد أن يقول إن الأمر لا يتعلق بالخلاص من الديكتاتور، بل يتطلب تحطيم الدولة المستبدة كي لا تنتج مستبداً جديداً. وهو نقد معقول على كل حال، فلا يفتقر إلى المنطق السليم القولُ إن مقاومة جهاز الدولة المصرية كان من بين أسباب تعثر أول رئيس منتخب في مصر، وقد جاء هذا الرئيس من خارج بنية الدولة، وأن جهاز الدولة العريق هذا، والذي بقي على حاله، ساهم في إفشال ذلك الرئيس، واستعاد السيادة لذاته عبر انقلاب عسكري على يد أحد "أبنائه"، هكذا يمكن القول إن جهاز الدولة نجح بذلك في الالتفاف على الثورة المصرية رغم قوتها. أي إن التليد تغلب على الطارف، إذا استخدمنا حوشي الكلام.في العراق، لم يفض إسقاط المستبد العراقي وتفكيك جهاز دولته، إلى تأسيس آلية سياسية معقولة تساعد العراقيين على الخروج من بؤسهم العام. الفراغ السياسي الذي نجم عن تفكيك الدولة العراقية، ملأته مع الوقت مجموعات سياسية دينية لا تتمحور حول بناء دولة، بل تنشدّ إلى قوى مضادة بالأحرى لبناء دولة متماسكة، فمن هذه المجموعات ما يدور في فلك الدولة الإيرانية، ومنها ما يرتهن إلى "قائد" متقلب يضع نفسه فوق الدولة، ويجمع الروحي إلى السياسي، والشخصي إلى العام، في خلطة عجيبة. في الحالتين نحن أمام قوى لا تساهم في انتظام دولة جديدة، ذلك أن انشداد كل مجموعة إلى مرجعيتها أو "دولتها" الخاصة يتفوق على وحدة الدولة العراقية وقوة تماسكها والتمامها على ذاتها، وهو ما يخلق "ازدواجية الدولة واللادولة"، حسب تعبير مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق.ويزيد تسلح هذه المجموعات وانتظامها في "جيوش"، في مفعولها النابذ للدولة. الأخطر من هذا هو أن استيعاب الجيش العراقي لهذه المجموعات المسلحة أدخل الانقسامات إلى داخل الجيش بما يهدد بانفجاره هو الآخر، على الطريقة اللبنانية. على هذا نلاحظ أن الدولة العراقية لا تكتسب أي تماسك مع الزمن، وأنها تبقى قابلة في كل لحظة إلى التعطل والانفراط. وأن مؤسساتها الأساسية من برلمان وحكومة ورئاسة، يمكن أن تصبح تحت أقدام أنصار هذا الطرف أو ذاك، بما يعطي فكرة كافية عن هشاشتها وعن قوة المرجعيات الفاعلة خارجها قياساً على مرجعيتها بوصفها دولة العراق. المفارقة المؤلمة في مثل هذه الحال هي أن الجماعات السياسية العسكرية ذات النفوذ الشعبي غير القليل، تتغذى على الدولة وتستجر منها قوة مالية واعتبارية، وهي نفسها التي تدوس على مؤسسات الدولة وعلى القيمة الاعتبارية للدولة حين تشاء، دون أن تمتلك الدولة، بوصفها مؤسسة عامة ومجمع إرادة العراقيين، ما يكفي من القوة لرد الاعتبار لذاتها. إرادة العراقيين بقيت مهدورة، أكان في الفترة الديكتاتورية حين كانت المناصب في الدولة تمتلئ بقرارات لا راد لها، أو في الفترة التالية حين يعجز العراقيون عن الاتفاق على حكومة بعد حوالي عشرة أشهر من الانتخابات النيابية. في الإذعان الديكتاتوري المفروض على العراقيين، كما في التحاقهم الأعمى بمرجعيات سياسية ودينية تتصارع على الدولة من خارج الدولة، تبقى إرادة العراقيين مهدورة. في صمتهم السابق، كما في ......
#مخرج
#للعراق؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767446
الحوار المتمدن
راتب شعبو - هل من مخرج للعراق؟
راتب شعبو : نحن وغورباتشوف
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو في 10 آذار/مارس 1985، كنا في الجماعية التحتانية في سجن أو "كركون" الشيخ حسن في باب مصلى في دمشق، حين انتخب المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، بالإجماع، ميخائيل غورباتشوف ليكون الأمين العام، وكان الأصغر سناً بين أعضاء المكتب السياسي، بعد أن رشحه لهذا المنصب اندريه غروميكو وزير الخارجية التاريخي للاتحاد السوفييتي. وقد كان غروميكو، لو أراد، هو الأوفر حظاً لشغل هذا المنصب، الذي كان قد غدا كأنه منصب يُمنح من أجل تكريم أعضاء المكتب السياسي قبل موتهم. فقد شغله قبل ذلك يوري أندروبوف، وتوفي بعد حوالي 14 شهراً، ثم شغله قسطنطين تشيرنينكو الذي توفي بعد أقل من 13 شهراً، قضى معظمها في المستشفى. على هذا كان غورباتشوف صغيراً حين وصل إلى الأمانة العامة بعمر 54 سنة، وقد شاعت، بعد انتخابه، نكتة تقول إن عجائز المكتب السياسي باركوا له، بقرص وجنتيه.وفي 25 كانون أول/ديسمبر 1991، كنا في سجن دمشق المركزي (عدرا)، حين جرى إنزال علم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية عن سارية العلم في الكرملين واستبداله بالعلم الروسي، بعد أن أعلن غورباشتوف في خطاب مباشر على التلفزيون من الكرملين (وقيل من استوديو كان مجهزاً لهذا الغرض في مبنى التلفزيون) إنهاء عمله كرئيس لهذا الاتحاد. أقل من سبع سنوات بقليل، غيرت وجه العالم، وعصفت برؤوسنا كما لم يحدث لأصحاب قناعة عقائدية في التاريخ.مع وصول غورباتشوف، وتغير المناخ السياسي السوفييتي، فلم يعد الأمين العام رجلاً شمعياً يتسمم بالأكسجين، بل رجلاً نشيطاً وسيماً يضحك ويلتقي الناس في الشوارع، ويمنع عرض صوره في احتفالات الساحة الحمراء، كما أنه رجل يقول بحماس كلاماً عن إعادة بناء و"تفكير سياسي جديد" يتسم بالانفتاح، أقول مع هذا التغير، تفتحت قلوبنا، نحن الشيوعيين المسجونين، لما بدا لنا حيوية بدأت تدب في أوصال العملاق السوفييتي الكسول الذي كنا، رغم كل نقدنا لعيوبه، وكل الإحباط الذي كان يثابر هذا العملاق على حقنه في عروقنا، نعتقد، وإن بجهد غير قليل، أنه بوابة عالم جديد أكثر إنسانية خال من الاستغلال وخالص من دوافع الربح والجشع وسباق التسلح ... الخ. هكذا كنا نعتقد ببساطة، كما هو الحال عادة مع أصحاب المعتقدات كافة. بعضنا كانت تنقبض قلوبهم بالأحرى لهذه التغيرات. ذات يوم حاول كبير الشيوعيين في السجن حينها، المناضل النقابي والسياسي السوري الشهير عمر قشاش، أن يخفف من تفاؤلي، وقد كان متحفظاً منذ البداية تجاه ما يجري في الاتحاد السوفييتي، هناك حيث شارك قشاش في خمسينات وستينات القرن الماضي، بعدة دورات حزبية ونقابية، ويحتفظ بمودة عميقة لتلك البلاد وأهلها، مع قلق لا يقل عمقاً على مستقبلها. قال لي بلهجة من لا يرغب في النقاش، أو من يعبر عن إحساس أو حدس لا يجد حججاً كافية لدعمه: "يا رفيق، ما يجري هناك لا يطمئن أبداً". قلت في نفسي صحيح، ولكن لا يطمئن من؟ مفارقة غورباتشوفالمفارقة أن غورباتشوف صعد في سلم القيادة السوفييتية لأنه كان في شخصيته التي عرضها قبل وصوله إلى المنصب الأول في الحزب، معاكساً لما عرضه بعد ذلك من ثورية وتمرد على السائد. معروف عنه أنه كان دائماً مسايراً للتيار العام والجو السائد حوله، وهذا، معطوفاً على شبابه ونشاطه والنتائج الجيدة التي حققها في المجال الزراعي في منطقته حين استلم موقعاً قيادياً هناك، دفع مسؤولين أساسيين في الحزب، مثل سميّه وابن منطقته ميخائيل سوسلوف، ومثل يوري أندروبوف، إلى ترقيته في سلم القيادة، وصولاً إلى المكتب السياسي في 1979. إذا علمنا أن سوسلوف هو منظر الحزب وعضو مكتبه السياسي لحوالي 30 عاماً وممن شار ......
#وغورباتشوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768277
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو في 10 آذار/مارس 1985، كنا في الجماعية التحتانية في سجن أو "كركون" الشيخ حسن في باب مصلى في دمشق، حين انتخب المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، بالإجماع، ميخائيل غورباتشوف ليكون الأمين العام، وكان الأصغر سناً بين أعضاء المكتب السياسي، بعد أن رشحه لهذا المنصب اندريه غروميكو وزير الخارجية التاريخي للاتحاد السوفييتي. وقد كان غروميكو، لو أراد، هو الأوفر حظاً لشغل هذا المنصب، الذي كان قد غدا كأنه منصب يُمنح من أجل تكريم أعضاء المكتب السياسي قبل موتهم. فقد شغله قبل ذلك يوري أندروبوف، وتوفي بعد حوالي 14 شهراً، ثم شغله قسطنطين تشيرنينكو الذي توفي بعد أقل من 13 شهراً، قضى معظمها في المستشفى. على هذا كان غورباتشوف صغيراً حين وصل إلى الأمانة العامة بعمر 54 سنة، وقد شاعت، بعد انتخابه، نكتة تقول إن عجائز المكتب السياسي باركوا له، بقرص وجنتيه.وفي 25 كانون أول/ديسمبر 1991، كنا في سجن دمشق المركزي (عدرا)، حين جرى إنزال علم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية عن سارية العلم في الكرملين واستبداله بالعلم الروسي، بعد أن أعلن غورباشتوف في خطاب مباشر على التلفزيون من الكرملين (وقيل من استوديو كان مجهزاً لهذا الغرض في مبنى التلفزيون) إنهاء عمله كرئيس لهذا الاتحاد. أقل من سبع سنوات بقليل، غيرت وجه العالم، وعصفت برؤوسنا كما لم يحدث لأصحاب قناعة عقائدية في التاريخ.مع وصول غورباتشوف، وتغير المناخ السياسي السوفييتي، فلم يعد الأمين العام رجلاً شمعياً يتسمم بالأكسجين، بل رجلاً نشيطاً وسيماً يضحك ويلتقي الناس في الشوارع، ويمنع عرض صوره في احتفالات الساحة الحمراء، كما أنه رجل يقول بحماس كلاماً عن إعادة بناء و"تفكير سياسي جديد" يتسم بالانفتاح، أقول مع هذا التغير، تفتحت قلوبنا، نحن الشيوعيين المسجونين، لما بدا لنا حيوية بدأت تدب في أوصال العملاق السوفييتي الكسول الذي كنا، رغم كل نقدنا لعيوبه، وكل الإحباط الذي كان يثابر هذا العملاق على حقنه في عروقنا، نعتقد، وإن بجهد غير قليل، أنه بوابة عالم جديد أكثر إنسانية خال من الاستغلال وخالص من دوافع الربح والجشع وسباق التسلح ... الخ. هكذا كنا نعتقد ببساطة، كما هو الحال عادة مع أصحاب المعتقدات كافة. بعضنا كانت تنقبض قلوبهم بالأحرى لهذه التغيرات. ذات يوم حاول كبير الشيوعيين في السجن حينها، المناضل النقابي والسياسي السوري الشهير عمر قشاش، أن يخفف من تفاؤلي، وقد كان متحفظاً منذ البداية تجاه ما يجري في الاتحاد السوفييتي، هناك حيث شارك قشاش في خمسينات وستينات القرن الماضي، بعدة دورات حزبية ونقابية، ويحتفظ بمودة عميقة لتلك البلاد وأهلها، مع قلق لا يقل عمقاً على مستقبلها. قال لي بلهجة من لا يرغب في النقاش، أو من يعبر عن إحساس أو حدس لا يجد حججاً كافية لدعمه: "يا رفيق، ما يجري هناك لا يطمئن أبداً". قلت في نفسي صحيح، ولكن لا يطمئن من؟ مفارقة غورباتشوفالمفارقة أن غورباتشوف صعد في سلم القيادة السوفييتية لأنه كان في شخصيته التي عرضها قبل وصوله إلى المنصب الأول في الحزب، معاكساً لما عرضه بعد ذلك من ثورية وتمرد على السائد. معروف عنه أنه كان دائماً مسايراً للتيار العام والجو السائد حوله، وهذا، معطوفاً على شبابه ونشاطه والنتائج الجيدة التي حققها في المجال الزراعي في منطقته حين استلم موقعاً قيادياً هناك، دفع مسؤولين أساسيين في الحزب، مثل سميّه وابن منطقته ميخائيل سوسلوف، ومثل يوري أندروبوف، إلى ترقيته في سلم القيادة، وصولاً إلى المكتب السياسي في 1979. إذا علمنا أن سوسلوف هو منظر الحزب وعضو مكتبه السياسي لحوالي 30 عاماً وممن شار ......
#وغورباتشوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768277
الحوار المتمدن
راتب شعبو - نحن وغورباتشوف
راتب شعبو : السوريون في أوروبا، هل يتحول المنفى إلى وطن؟
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو طالت السنون باللاجئين السوريين الذين فروا من جحيم بلادهم، وتشتتوا في أصقاع الأرض. وصل مئات الآلاف منهم إلى أوروبا وحصلوا فيها على حق اللجوء والحماية، لأسباب إنسانية أو سياسية. ربما اعتقد الكثير من هؤلاء أن عودتهم إلى بلادهم لن تكون بعيدة، وهذا يشمل بوجه خاص اللاجئين المبكرين الذين لم يكن في حسبانهم أن العالم، على اختلاله، يمكن أن يتفرج على كارثة مستمرة بهذا الشكل، أو يمكن أن يتساهل ويستوعب طغمة ترتد على محكوميها بالطائرات والبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي. غير أن هذا ما حصل، وراحت سنون اللجوء تتناسل وتطرح على اللاجئين مشاكل جديدة وجدية، مثل اللغة والعمل، ثم مشاكل الاندماج (integration) والاتساق مع معايير السلوك والحياة في المجتمع الجديد، وهذا لا يكفي من وجهة نظر اليمين المتطرف الأوروبي الذي راح يطالب اللاجئين بالذوبان (assimilation) بما يتضمن التخلي عن الثقافة الأصلية للاجئ. لنضع جانباً أسئلة مثل: ما هي حدود الاندماج، دع عنك "الذوبان"؟ وهل يقع هذا في مجال إرادة اللاجئ أصلاً؟ وهل جاء هؤلاء السوريون إلى أوروبا كي يندمجوا؟ ما جرى أنه طال الزمن، وبدأ كثير من اللاجئين السوريين يحققون الشروط ويحصلون على جنسية البلدان التي لجأوا إليها. وترانا نفرح ببطاقة الجنسية كما يفرح طالب بتخرجه من الجامعة بعد سنوات الدراسة. هذا الواقع يحرض في الذهن أسئلة مثل: ما هو مصدر السعادة التي تشمل السوري، أو غيره من أمثاله، حين يحوز على جنسية أو قومية (من اللافت أن العربية تترجم nationality بكلمة مشتقة من الجنس وليس من القومية) البلد الذي لجأ إليه؟ هل يتعلق الأمر بالجانب المادي من الموضوع، أي بالتسهيلات التي يمكن أن يحوز عليها بعد أن صار من مواطني الدولة الجديدة وحاملاً لجواز سفرها، وقادراً بالتالي على السفر حيث يشاء دون عوائق، بوصفه "غير سوري"؟ أم من انتسابه في هذا الفعل إلى أمة جديدة لها مكانة أفضل بين الأمم، وأن هذا الانتماء "الورقي" يمكن أن يرمي غلالة، مهما تكن شفافة، على شعور مزمن بالدونية لدى أبناء العالم "المتخلف" تجاه العالم المتحضر؟ أم لأنه بات قادراً أن يورث أبناءه انتماء أفضل ومفتوح على آفاق نجاح أوسع؟ هل في هذه السعادة ظل من فرحة التميز عن أبناء جلدته الذين ظلوا في "جلدهم" القديم؟ أم أن الأمر أبسط من كل هذا، وأنه شعور سعادة غريزي بأن هناك "عائلة" جديدة تنسبه إليها، أو تقبل انتسابه إليها، وفي هذا، بحد ذاته، مصدر سعادة؟ ولكن هل ترى الفرنسي أو الألماني سيجد مصدر فرح في حصوله على الجنسية السورية؟من زاوية أخرى، ألا تنطوي سعادة السوري بحصوله على جنسية أوروبية، على قدر من التعاسة العميقة؟ تعاسة نابعة من حقيقة أن كل الأوراق لا تستطيع أن تجعلك من "الجنس" الذي تفرح بالانتماء الجديد إليه، ليس فقط في عيون أبناء هذا "الجنس"، فأوروبا قارة قديمة لا تمتلك مجتمعاتها قوة هضم عناصر جديدة إليها، بل أيضاً في عين ذاتك. تعاسة ناجمة عن التنافر بين انتماءك العميق وانتماءك الجديد، تنافر يفرضه الواقع السياسي الذي يتخذ بعداً نفسياً لأنه يلامس حس الانتماء. الجديد الذي يفرحك يتطلب منك إهمال أو التخلي عن شيء من ذاتك. التعاسة تنبع، إلى ذلك، من شعور ثابت، لا تنفع معه الأوراق، بأنك لست من هنا. تجاوز حاجز البطاقة القومية، لا يعني بحال تجاوزَ حاجز الانتماء النفسي. فوق هذا، لا يمكن فصل بطاقات الجنسية التي بدأ يحوزها السوريون الذين نهضوا بثورة لتغيير البؤس السياسي في بلدهم، عن الفشل في التغيير. يشبهون في ذلك من سبقهم من أصحاب القضايا. كما لو أن البطاقة نفسها التي تعطي شعوراً بالسعا ......
#السوريون
#أوروبا،
#يتحول
#المنفى
#وطن؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768352
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو طالت السنون باللاجئين السوريين الذين فروا من جحيم بلادهم، وتشتتوا في أصقاع الأرض. وصل مئات الآلاف منهم إلى أوروبا وحصلوا فيها على حق اللجوء والحماية، لأسباب إنسانية أو سياسية. ربما اعتقد الكثير من هؤلاء أن عودتهم إلى بلادهم لن تكون بعيدة، وهذا يشمل بوجه خاص اللاجئين المبكرين الذين لم يكن في حسبانهم أن العالم، على اختلاله، يمكن أن يتفرج على كارثة مستمرة بهذا الشكل، أو يمكن أن يتساهل ويستوعب طغمة ترتد على محكوميها بالطائرات والبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي. غير أن هذا ما حصل، وراحت سنون اللجوء تتناسل وتطرح على اللاجئين مشاكل جديدة وجدية، مثل اللغة والعمل، ثم مشاكل الاندماج (integration) والاتساق مع معايير السلوك والحياة في المجتمع الجديد، وهذا لا يكفي من وجهة نظر اليمين المتطرف الأوروبي الذي راح يطالب اللاجئين بالذوبان (assimilation) بما يتضمن التخلي عن الثقافة الأصلية للاجئ. لنضع جانباً أسئلة مثل: ما هي حدود الاندماج، دع عنك "الذوبان"؟ وهل يقع هذا في مجال إرادة اللاجئ أصلاً؟ وهل جاء هؤلاء السوريون إلى أوروبا كي يندمجوا؟ ما جرى أنه طال الزمن، وبدأ كثير من اللاجئين السوريين يحققون الشروط ويحصلون على جنسية البلدان التي لجأوا إليها. وترانا نفرح ببطاقة الجنسية كما يفرح طالب بتخرجه من الجامعة بعد سنوات الدراسة. هذا الواقع يحرض في الذهن أسئلة مثل: ما هو مصدر السعادة التي تشمل السوري، أو غيره من أمثاله، حين يحوز على جنسية أو قومية (من اللافت أن العربية تترجم nationality بكلمة مشتقة من الجنس وليس من القومية) البلد الذي لجأ إليه؟ هل يتعلق الأمر بالجانب المادي من الموضوع، أي بالتسهيلات التي يمكن أن يحوز عليها بعد أن صار من مواطني الدولة الجديدة وحاملاً لجواز سفرها، وقادراً بالتالي على السفر حيث يشاء دون عوائق، بوصفه "غير سوري"؟ أم من انتسابه في هذا الفعل إلى أمة جديدة لها مكانة أفضل بين الأمم، وأن هذا الانتماء "الورقي" يمكن أن يرمي غلالة، مهما تكن شفافة، على شعور مزمن بالدونية لدى أبناء العالم "المتخلف" تجاه العالم المتحضر؟ أم لأنه بات قادراً أن يورث أبناءه انتماء أفضل ومفتوح على آفاق نجاح أوسع؟ هل في هذه السعادة ظل من فرحة التميز عن أبناء جلدته الذين ظلوا في "جلدهم" القديم؟ أم أن الأمر أبسط من كل هذا، وأنه شعور سعادة غريزي بأن هناك "عائلة" جديدة تنسبه إليها، أو تقبل انتسابه إليها، وفي هذا، بحد ذاته، مصدر سعادة؟ ولكن هل ترى الفرنسي أو الألماني سيجد مصدر فرح في حصوله على الجنسية السورية؟من زاوية أخرى، ألا تنطوي سعادة السوري بحصوله على جنسية أوروبية، على قدر من التعاسة العميقة؟ تعاسة نابعة من حقيقة أن كل الأوراق لا تستطيع أن تجعلك من "الجنس" الذي تفرح بالانتماء الجديد إليه، ليس فقط في عيون أبناء هذا "الجنس"، فأوروبا قارة قديمة لا تمتلك مجتمعاتها قوة هضم عناصر جديدة إليها، بل أيضاً في عين ذاتك. تعاسة ناجمة عن التنافر بين انتماءك العميق وانتماءك الجديد، تنافر يفرضه الواقع السياسي الذي يتخذ بعداً نفسياً لأنه يلامس حس الانتماء. الجديد الذي يفرحك يتطلب منك إهمال أو التخلي عن شيء من ذاتك. التعاسة تنبع، إلى ذلك، من شعور ثابت، لا تنفع معه الأوراق، بأنك لست من هنا. تجاوز حاجز البطاقة القومية، لا يعني بحال تجاوزَ حاجز الانتماء النفسي. فوق هذا، لا يمكن فصل بطاقات الجنسية التي بدأ يحوزها السوريون الذين نهضوا بثورة لتغيير البؤس السياسي في بلدهم، عن الفشل في التغيير. يشبهون في ذلك من سبقهم من أصحاب القضايا. كما لو أن البطاقة نفسها التي تعطي شعوراً بالسعا ......
#السوريون
#أوروبا،
#يتحول
#المنفى
#وطن؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768352
الحوار المتمدن
راتب شعبو - السوريون في أوروبا، هل يتحول المنفى إلى وطن؟