الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية العاشرة - القربان
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية العاشرة – القربانبعد الوليمة الدسمة، وحفاوة الاستقبال، حان الوقت لينصرف الجميع إلى حال سبيله، عندئذ وقف العمدة، وقال مخاطبا العربي: انتظر يا سيدي العربي، توقف العربي الذي كان قد هم بالرحيل، ورد بأدب: أمرك سيدي العمدة. اسمع يا بني، أنت ضيف في بلدتنا، وأنا حاكم البلدة، لهذا فأنت ضيف عندي، أتعلم؟ لدي مجموعة من الشقق و البيوت، عادة أخصصها للإيجار، في الأسبوع الماضي فرغت شقة بعد انتقال مدرس كان يستأجرها إلى بلدة أخرى، وهي الآن شاغرة، وسيشرفني أن تقبل السكن فيها هدية مني حتى تقرر العودة إلى أهلك، سر العربي كثيرا لهذا الأمر، لكن قال في نفسه: ما سر كل هذا الكرم؟ أنا متشرد وأعلم أنني متشرد، وهم أيضا يعلمون ذلك، نظراتهم توحي بالأمر، وباستثناء العامة الذين يبدو الصدق في أعينهم، والذين يصلون من السذاجة مبلغا يجعلهم يصدقون أكثر من هذه القصة، أما هؤلاء فلا، إنهم ماكرون ويخططون لغاية في نفس يعقوب. لكن علي أن أواصل اللعبة، وعلي أن أكون حذرا.شكر العربي العمدة، ودعا له بالصلاح والفلاح وسعة الرزق، وإن كان في الحقيقة لا يحتاج إلى أي من هذه الدعوات، اللهم الدعوة الأولى المتعلقة بالصلاح، فهو كان فعلا، فالحا، واسع الرزق، لكن لم يكن أبدا صالحا.تناول العربي مفاتيح الشقة شاكرا، وخرج في أعقاب السائق الذي أمره العمدة بإيصاله إلى الشقة والاطمئنان على راحته قبل أن يتركه.ركب العربي سيارة ألمانية فاخرة إلى جانب السائق، أحس وكأنه يطير في السماء، فقد كانت مقاعدها الجلدية ذات تكييف حراري يحد من حرارة الصيف، ووثيرة، ومريحة جدا، كما أن الهواء الداخلي مكيف ومنعش، تدكر العربي شاحنة صهره، أو على الأصح من سيصبح صهره، وكيف كانت مقاعدها مهترئة، تخرج منها لوالب تكاد تدمي مؤخرة من يجلس عليها، خصوصا وأن الطريق مليء بالمطبات والحفر، ناهيك عن رائحة بول الأغنام والحمير وروث البقر....حاول طرد هذه الذكريات من رأسه، قائلا بينه وبين نفسه: لعن الله تلك الأيام، لا عادت ولا أعادها الله. حاول السائق أن يكسر الصمت وقال: هل أنت مرتاح يا سيدي؟ رد العربي: نعم الحمد لله، وهو يكتم نصف الجواب الذي أسره في نفسه قائلا: كيف لا وأنا في هذا النعيم.ثم رأى العربي أنه من اللائق أن يتبادل الحديث مع السائق الذي أبدى رغبة أكثر في التواصل، وفي نفس الوقت يأخذ منه أكبر قدر من المعلومات التي قد يحتاجها، خصوصا وأن السائق يبدو من طائفة العامة والمصدقين، فبادره بالسؤال: لم تخبرني ما اسمك حتى أعرف كيف أناديك؟رد السائق: اسمي سعيد.وهل تشتغل عند العمدة؟في الحقيقة نعم ولت.كيف ذلك؟هل رأيت عدد الخدم الذين كانوا في العشاء؟ أعتقد أن عددهم كان أربعة، وهناك أيضا بستانيين وسائقين، كما هناك خادم لرئيس الأمن، وآخر للفقيه، وثالث للقيم....وغيرهم كثير، يصل العدد حوالي الأربعين خادما، وانا واحد منهم، نحن في الحقيقة موظفون بالبلدية ( الإدارة التي تسير شؤون المدينة ويرأسها العمدة الذي ينتخب من طرف الساكنة)، نتقاضى أجورنا من خزينتها، لكن نشتغل لصالح العمدة وأصدقائه من الأعيان، وذلك في إطار خطة رشيدة نهجها السيد العمدة للقضاء على البطالة.رد العربي: أمر جميل.في تلك اللحظة، توقفت السيارة، وترجل منها العربي وسعيد، ثم فتح سعيد باب عمارة من أربعة طوابق، وكل طابق يتكون من أربعة شقق، صعدا السلم للطابق الأول، وفتح سعيد شقة من بين الشقق الأربعة، وقال للعربي تفضل هذه شقتك، إنها مفروشة.شكره العربي، وقال: إذا لم تكن مستعجلا هلا قضيت معي بعض الوقت فقد جفى النوم مقلتي؟ر ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#العاشرة
#القربان

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763502