الحوار المتمدن
3.1K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية التاسعة - سيدي العربي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية التاسعة – سيدي العربيوقف العربي مشدوها أمام هذا المشهد الذي لم يتخيله أبدا، كان منظر رجل الأمن مرعبا، فقد كان متوسط القامة، ممتلئ الجسم، له بطن كبير كأنه حامل في شهرها التاسع، يحيط ببطنه حزام عسكري عريض، وكانت بدلته العسكرية قد فقدت لونها الأصلي بفعل الزمن، وينتعل حداء عسكريا ضخما مصنوعا من الجلد الذي زال أديمه وأصبح خشنا رغم محاولات تلميعه. قطع رجل الأمن السكون المطبق بصوت مجلجل: من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟بدون تفكير، وكأنه خطط للإجابة من قبل، رد العربي متصنعا الهدوء والوقار: أنا السي العربي، حفيد مولاي علي بوعلام، ولدي شجرة العائلة التي تثبت ذلك، فأنا العربي بن الجيلالي، بن سعيد، بن عبد الله، بن عبد العزيز، بن عبد الرحمان، بن الشيخ الفقيه سيدي سعيد بن مولاي علي بوعلام.نظر رجل الأمن في وجه القيم على الضريح كأنه ينتظر رأيه، فأطرق هذا الأخير برأسه قليلا وكأنه يحاول أن يتذكر، كان الجميع ينتظر ما سيقوله، هز رأسه وتمتم بصوت غير مسموع، كادت الآذان أن تطير من الرؤوس لتلقف ما همس به.أخذ يمسح بيسراه على لحيته البيضاء، وبيده اليمنى سبحته التي يمرر حباتها تباعا بين إبهامه وسبابته، ثم قال: لعل ما قاله الفتى صحيح، فسجل عائلة الولي سيدي علي بوعلام يقول بأن أحد أبنائه ويدعى سعيد، كان قد وقع بينه وبين إخوته شنآن فقرر الرحيل، لم يعلم أحد بوجهته منذ ذلك الحين، وقد بدل إخوته كل جهدهم للبحث عنه دون جدوى، ولعل الله سبحانه و تعالى، وبركة مولاي علي بوعلام قد أرسلا إلينا بحفيده ليضيء تلك العتمة التي بقيت في سلالة مولانا الشريف، ثم مد القيم يده مصافحا يد العربي وانحنى لتقبيلها، في لحظة هم فيها العربي بانتزاع يده، لكن عدل عن الفكرة ليعطي للمسرحية مصداقية أكثر.أما رجل الأمن فقد وقف معتدلا وقدم التحية العسكرية للعربي، وعون السلطة بدأ في تقبيل يد العربي ورأسه وكتفيه، وهو يقول: بركاتك سيدي العربي.أما الجماهير التي كانت غاضبة بالخارج تنتظر فرصة التنكيل بالدخيل، فقد بدأت تهلل وتصيح: بركاتك يا مولاي العربي، بركاتك يا حفيد مولاي علي بوعلام، وبدأت النسوة في إطلاق الزغاريد والصلاة والسلام على النبي.يبدو أن الجماهير صدقت الأمر، فهي سهلة التصديق، وميالة بالفطرة إلى صناعة الوهم، إنها الأوهام الأربعة التي تحدث عنها فرانسيس بيكون في الأورغانون الجديد، خاصة أوهام القبيلة، التي يلتف حولها العامة للإحساس بالوحدة، والقوة، والانتماء... هل فعلا انطلت الحيلة على هؤلاء؟ الجواب هو نعم.لكن ماذا عن القيم وعون السلطة، ورجل الأمن؟لا أظن ذلك.لكن لماذا صدقوا أو تظاهروا بالتصديق؟كي تكتمل الأسطورة، فهي تحتاج إلى الكثير من الكذب، وتحتاج من يصدق هذا الكذب، كما تحتاج من يضفي المشروعية على الكذبة، وهذا ما فعله الثلاثي، طبعا بدون اتفاق مسبق حتى يتخذ المشهد مصداقية أكثر، فكأن كل واحد منهم يقول في نفسه، أعرف أنك تعرف الحقيقة، والآخر يرد في نفسه: وأنا أيضا أعرف أنك عرفت أنني أعرف الحقيقة، فيرد الآخر في نفسه مرة أخرى: وأنا عرفت أنك عرفت أنني عرفت أنك تعرف أنني عرفت أنك تعرف أنني أعرف....إنها دوامة لا متناهية في العمق، الكل يعرف أن الكل يعرف، لكن لا ينبغي التصريح بهذه المعرفة، إنها تدخل في باب المسكوت عنه، ويستمر الوضع هكذا طالما أنه يخدم استمرار الأسطورة. غادر الثلاثي المكان، بعد أن سلموا على سيدي العربي، وطلبوا منه أن يدعو لهم ويباركهم، ثم جاء الدور على الحشد الغفير الذي بدأ يتوافد، بل سرعان ما بدأ الخبر ينحرف عن أصله بالانتق ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#التاسعة
#سيدي
#العربي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763383