الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فطنة بن ضالي : - الأشجار تحلق عميقا- لسعد ياسين يوسف
#الحوار_المتمدن
#فطنة_بن_ضالي لقد شغل مفهوم الالتزام، في الشعر عند الشعراء العرب المعاصرين، النقاد كثيرا تبعا لما يشهده هذا المفهوم ومهمة الشعر من تحول جذري يظهر ذلك في دور الشاعر وعلاقته بمجتمعه وفي الشعر بوصفه إبداعا محوره رؤية الشاعر الذاتية لواقعه وتفاعله معه ومع لغته الإيحائية. 1 من هنا يطرح التساؤل حول مسؤولية الشعر والشاعر تجاه حياته وعالمه الخاص والعام، ونوع الصلة التي تربطه بمتلقيه. وقد بين عز الدين إسماعيل هذه العلاقة: "إن الشعراء - في الأغلب الأعم- لا يرون أنفسهم مصلحين مسؤولين عن إصلاح الكون، ولكنهم إذ يشعرون بالألم لفساده واختلاله وزيفه، وينجحون في نقل هذا الشعور إلى الآخرين، يكون قد بّذروا بذور التمرد عليه، وحين يشحن الشعر النفوس بالألم والأمل؛ الألم لما هو قائم، والأمل في يوم جديد، ومستقبل مشرق،" وبهذا يكون الشاعر أو الشعر قد وفى بوعده وحمل مسؤوليته. 2 غير أن أدونيس يرفض أن يكون العالم الواقعي الذي نعيش فيه غاية للشعراء، وإطارا لهم؛ لأن هذا العالم ليس إلا وسيلة لخلق عالم أنضر وأغنى و"بوابة تصلنا بالعالم الكبير الآخر. العالم الذي يفتحه الشعر ويقود إليه".3 وبهذا المعنى فالشعر رؤيا؛ أي (كشف عن عالم، يظل أبدا في حاجة إلى الكشف). وهنا تكون مهمة الشاعر أو الشعر "أن يعيد النظر أصلا في هذا العالم...أن يبدله، أن يخلق ويجدد.) وذلك عبر صور وطاقات ، ونحن هنا سنحاول أن نقبض على الرؤية والرؤيا في ديوان "الأشجار تحلق عاليا"إن أول ما يسترعي انتباه القارئ لديوان "الأشجار تحلق عميقا" للشاعر العراقي الدكتور سعد ياسين يوسف هو هذا العنوان ، ويليه النص المفتتح المقتبس من كتاب " شجرة الكون" لمحيي الدين بن عربي جاء فيه " فإني نظرت إلى الكون وتكوينه، وإلى المكنون وتكوينه، فرأيت شجرة"، فهو عتبة أخرى مؤطرة للديوان بعد العنوان ، ففيه - على حد تعبير د. صبري محمد خليل : " تشبيه يُرجع أصل الكون إلى شجرة كبرى أصلها حبه "كن الإلهية "، والتي نشأ عنها التعدد والاختلاف في الأغصان وفي الثمار ...فكذلك البشر متباينون في مراتبهم ودرجاتهم مختلفون4. وأصل نورها من حبة كن قد لقحت كاف الكونية بلقاح حبه (نحن خلقناكم)، فانعقد من ذلك البزر ثمره ( إنا كل شيء خلقناه بقدر) "5. ذلك أن الاختلاف والتعدد ناشئ من أصل واحد، فالتباين الكوني والبشري يقابل تباين أغصان وثمار الشجرة. والله تعالى يضرب المثل للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة في الآية الكريمة " ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ".6 فالشجرة مبجلة وموقرة في جل الشرائع السماوية والمعتقدات حيث ترمز إلى التبرعم والاتحاد بين الإنسان و الطبيعة، وما دام الرمز كما يُعرفه النقاد :" يعني كل ما يمكن أن يحل محل شيء آخر للدلالة عليه ، سواء تم ذلك عن طريق المطابقة التامة أو عن طريق الإيحاء، وذلك لوجود علاقة عرضية أو علاقة متعارف عليها بين الشيئين "7 فإن الشاعر استعمل "الأشجار" بكل حمولاتها التشبيهية والإيحائية والرمزية للدلالة على الإنسان، و كانت "الأشجار الإنسان" بؤرة تعبير انتظام ديوان "الأشجار تحلق عميقا" حيث يتكون الديوان من ثلاثة وثلاثين قصيدة ثمانية منها تحمل في عنوانها لفظ "شجرة" مفردا أو جمعا وتسعة منها تحمل عناوين لها صلة بالشجرة مثل : "جذور، أوراق ، خضرة ، يابس، نخلة ، فسيلة 1-2 ، غصن "، بينما تحمل قصيدة واحدة في عنوانها كلمة تحليق . هكذا فشاعرنا يرمز للإنسان العراقي بالشجرة أو الأشجار المتأصلة بجذورها في الأرض وأغصانها المتفرعة كناية عن اختلاف العمر و الأجيال، فاختار لها فعل التحليق ف ......
#الأشجار
#تحلق
#عميقا-
#لسعد
#ياسين
#يوسف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769302