الحوار المتمدن
3.09K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 6
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي نهاركم جميل،ثمار الفرح التي أقطفها وأتلذذ بها في غير مواسمها لا يمكن أن تستمر. أكره من يحصل على ما يحلم به دون تعب. أكره نفسي هذا اليوم. فاجأتني تلك النخزة اللئيمة دون رحمة.كل المؤشرات توحي بأني سأموت قريباً. أسمع صوت الموت قادماً لمعانقتي. الموت كائن حي. لا أحد غيري يسمع في هذه اللحظة ترددات صوته لأنه لا يقصد سواي. الموت خطوة إلى الأمام. قلبي لن يحزن على موتي لأني عيناي لا تراه. ما لا تراه العين، لا يحزن عليه القلب. وقد لا أموت حتى لو مات جسدي. الحياة أوسع وأكبر وأغمض بكثير مما نعتقد.لا أرغب في الخروج من غرفتي، لكن ينبغي أن أفعل، أشعر بالسقف قد شارف بالسقوط على رأسي، أشعر بالجدران تزحف باتجاهي تهم بهصري.سأخرج بإذن الله من مصابي وألمي النفسي هذا مبرياً حاداً كقلم رصاص.مات صديقي الطيب "أبو كلسون" وأورثنا فرحاً إضافياً لن يتحمله قلبي الصغير. كنا سوية في مقر شركة "أودي" في مدينة "إنغولشتات". استلمنا سيارتي "أودي إيه8" دون طقوس تُذكر. توجهنا بعدها إلى مدينة "ميونخ" كي يُحضر "أبو كلسون" غرضه الخاص من شقته الصغيرة التي لا يستعملها إلا لأغراض سياحته في ميونخ. تناولنا طعام الغداء في مطعم بريطاني وسط المدينة. هو من اقترح المكان لعلاقته الحميمة به. كان قد اعتاد هنا على تناول طعامه ومشروبه مع صديقه الإنكليزي الذي أحبه لسنوات طويلة وبقي وفياً له إلى أن غادر هذا الدنيا بفعل المرض.صعد "أبو كلسون" شقته وحيداً، ذهبت مع زوجتي لشراء قهوة وماء لنا نحن الثلاثة. حين عدنا كان "أبو كلسون" ينتظرنا أمام مدخل البناية وبين قدميه حقيبة سوداء كبيرة مستطيلة الشكل. طلب مني أن أساعده في حمل الحقيبة. كانت ثقيلة وكانت خطوات صديقي ثقيلة. بدا منهكاً ساهماً. لم يشرب قهوته بل كأس ماء. أعطيته المفتاح لقيادة السيارة باتجاه منازلنا في الغابة السوداء لكنه رفض العرض وطلب مني السياقة بحذر. تمتم: "جسدي متعب، سأغفو قليلاً في المقعد الخلفي."آن انطلقنا بالسيارة قال "أبو كلسون" مبتسماً: "إذا حدث لي مكروه فالحقيبة ذكرى مني لكم". وصلنا المنزل متأخرين، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً، لم يستيقظ "أبو كلسون" من غفوته، لم نحركه من مكانه، بدا كأنه يتنزه في دروب جنة الخلد، تابعنا طريقنا إلى مستشفى المدينة. هناك قمنا بتسليمه بعد تسجيل أقوالنا في بروتوكول خاص بحضور الشرطة.بعد أن أرسلت زوجتي الأولاد إلى الحضانة جلسنا نفطر ونعيد ترتيب ما حدث ويحدث معنا. همست زوجتي بحزن: "ماتت الحركة في منزل صديقنا". هززت رأسي بالموافقة. نهضت وأحضرتُ حقيبته الثقيلة جداً ورجوت زوجتي أن تفتحها لنرى ما فيها! إلى اللقاء في تفصيل لاحق. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760198
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 7
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الفرح، أعتقد أن الكثير من الأصدقاء يظن أني أكتب لهم قصة خيالية مسلية عن المال والجوائز والمصادفات الإيجابية، وقسم قليل منهم يؤمن بأني أكتب حقائق وتفاصيل حياتية عائلية تحصل معي في الزمن الحاضر، والأقلية دائماً على حق كما تعلمون.نعود إلى تفاصيل الحياة بعد ورقة اليانصيب الرابحة:حين فتحت زوجتي حقيبة صديقنا "أبو كلسون" لمحت على الفور نوراً ذهبياً وهَّاجاً، أعماني، أهلكني ذلك البريق، أحسست بدوخة طيرتني إلى مطار بعيد ثم أعادتني مهموماً. رأينا فيها خمس سبائك، أكثر من ستين كيلو غرام من الذهب عالي النقاوة.عدت للتدخين بعد انقطاعي عنه لمدة طويلة جداً.حين استنكرت زوجتي الأمر لما رأت سيجاراً بين شفتي قلت لها بوقار فرويديّ: "لن أتوقف عن التدخين طالما كان فمي قادراً على حمل السيجار."ردّت زوجتي: "وهل ترغب مثله باستئصال فكك وإحلال فك اصطناعي مكانه؟"أجبتها ساخراً وواثقاً من نفسي: "ما زال في جعبتي أربعين عاماً حتى أصير في عمره حين استبدلَ فكه". جارتنا إديلتراوت، يهودية، عندها مع زوجها خمّارة ومحل لتصنيع المشروبات الروحية المقطرة من التفاح والعنب، ولديهم أيضاً عدة شقق سكنية للتأجير. غداً مساء السبت سنذهب مع إديلتراوت وزوجها لحضور كونسيرت "موسيقى كليتسمر" مع عازف الكلارينيت، اليهودي الأرجنتيني جيورا فايدمان، سنسهر سوية بعد انتهاء الحفل الموسيقي.في الأسبوع الأول من شهر مايو وأنا في طريقي إلى العمل صباحاً، أدرت الراديو على إذاعتي الألمانية المفضّلة "بث الجنوب الغربي ـ البرنامج الثقافي"، كان ثمة تقرير ممتع عن مذكرات المحللة النفسية آنا فرويد حول أبيها الطبيب سيغموند فرويد بمناسبة ذكرى ميلاده. ما لفت نظري هو حديثها عن تلك الندوات الدورية التي كان سيغموند يعقدها في منزله اللندني داعياً إليها أتباعه وطلابه. كان زواره يستثمرون هذه اللقاءات للتعلم وممارسة التحليل النفسي. دأبوا خلالها على نقد وتحليل ممارسات وسلوكيات وآراء بعضهم البعض بكل صراحة. وكانت الندوات غالباً ما تنتهي بالمودة والاحترام المتبادل. حينها خطر ببالي بأننا نمتلك اليوم منصة كبيرة للنقاش وتبادل الآراء علانية، ما الذي قد يحدث لو حاولنا في فضائنا الأزرق تطبيق فكرة الندوات الفرويدية!؟ الحبل السري الأزرق في يومنا هذا هو شجرة معاوية الأخيرة التي تربط الناس ببعض. علينا ألا نقتلعها. تعلمنا من إديلتراوت ألا نستثمر ما ربحناه باليانصيب بما تجري الريح من تحته.تعلمنا منها أن نحوّل كل ما نربحه من نقود ـ مهما كان المبلغ تافهاً ـ إلى ذهب، كما يفعل اليهود في كل أنحاء العالم. تعلمنا منها أن اليهودي يتأمل صباح كل يوم الذهب الذي يراكمه، يأكل ملعقة عسل كبيرة ثم يفتح محله التجاري قبل الآخرين، وإذا ما نظر إليه جاره غير اليهودي ليصبّحه بالخير عليه أن يسارع بالقول: "لا أراك الله ما أراني ولا أطعمك ما أطعمني". حينها سيرد جاره: "آمين".تعلمنا منها أننا قد نترتكب حماقة كبيرة حين نساعد إنسان لمدة طويلة، أكثر من ساعة مثلاً، دون مقابل، وحماقة أكبر حين نعطيه فرصة للظهور لا يستحقها بجدارة.وتعلمنا منها أن نزيّن مدخل بيتنا بأشجار الزيتون والتين. سأوافيكم بالمزيد من التفاصيل. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760445
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 8
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء النور لكل من يتابعنا!تأخرت بالكتابة لكم.أعرف أن بعضكم ينتطر بفارغ الصبر وقائع الأحداث والمستجدات التي وعدت بنقلها. أرجو المعذرة. كنا غارقين في العمل والتفكير والتنقل بحثاً عن فرص ومشاريع لاستثمار الثروة التي منحها الله لنا. نعم، لقد حدثت معنا أشياء كثيرة في هذه الفترة الزمنية القصيرة، بينما ما زال الآخر منشغلاً بمسائل سطحية ومواضيع فارغة لا تمت له بصلة. أسمع بعضكم يتمتم "لا وقت لنا للأحاجي والحزازير .. ما الذي يقصده كاتب هذه الكلمات؟".سأجيبكم لا داعي للانفعال، عليكم بالصبر. غالباً ما أرى الآخر ـ على سبيل المثال ـ منشغلاً بالمقارنات وحملات التعازي والندب على أشخاص من كل حدب وصوب: التيزيني والعظم والنواب ومينة ودرويش وعامل ومروة ومارادونا وغيفارا والأسد والناصر وكاسترو وماركس وإنجلز ولينين وغيرهم الكثير. يتباكى الآخر عليهم معتبراً رحيلهم خسارة ما بعدها خسارة للفكر والمعرفة والتنوير والقيادة. هذا مجرد مثال كما قلت لكم. أعود معكم إلى انشغالاتنا:بفضل الله ومنته وكرمه ورحمته ورزقه تمكنا ـ أنا وزوجتي مناصفة ـ من توقيع ثلاثة عقود لم يكن الفوز بها سهلاً على الإطلاق. شاركنا بمزاد علني لبيع غابة مساحتها مائة هكتاراً في محيط مدينة هامبورغ ورسا المزاد علينا. في العقد الثاني اشترينا عقاراً معداً للبناء في إحدى ضواحي مدينة كارلسروه بلغت مساحته حوالي خمسة آلاف متراً مربعاً، على هذه الأرض سنبني شركة الآلات الزراعية. أما فرصتنا الثالثة فتمثلت بشراء خمس أبنية عتيقة جداً في القسم الشرقي من ألمانيا ـ ألمانيا الشيوعية سابقاً ـ تحديداً في مدينتي لايبتزغ وكيمنتس. سنعمل أيضاً في مجال ترميم وتجديد الأبنية وتأجير الشقق السكنية، كما تلاحظون. وها نحن الآن بصدد تأسيس شركة بناء وتعهدات. بعد أن علمت من الشيخ فادي الدين دقاق عن ضرورة تخميس المال، أعجبتني الفكرة جداً، أقنعت زوجتي بها، ولأننا نرغب بتنفيذها بشكل مختلف فقد اجتمعنا اليوم ظهراً مع مجموعة من الهاربين السوريين، الذين يعيشون مع عائلاتهم وينبسطون في ألمانيا منذ عام 2015 دون أن يبدأوا بالبحث الجاد عن فرصة عمل تتناسب وإمكانياتهم، إذ أن معظمهم لا يرغب بالعمل إلا بصفة مدير. كانوا تسعة أشخاص من أصحاب المهن كما يدعون: بلّاط ودهّان ونجّار ومعمرجي وسمكري وكهربجي. للأسف لم تكن نتائج اجتماعنا الأولي إيجابية. السوري كائن غريب الأطوار. أنا أعرفه جيداً. لا شبيه له. في داخله كل التناقضات. لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. إذا قلت له "الصيف جميل" يعارضك بالقول "الشتاء أجمل بكثير يا أخي"، والعكس بالعكس.تواعدنا على اللقاء مرة ثانية في الأسبوع القادم. سأخبركم بما سيحدث .. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760764
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 9
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي صباح النور يا أصدقاء، أكثر ما أخشاه في الحقيقة أن يكون ما أكتبه لكم عن متغيرات حياتنا بعد ورقة اليانصيب الرابحة سطحياً وخادشاً لمشاعركم، أرجو المسامحة إذا كان الأمر كذلك. ثمة ظاهرة تستحق الوقوف. وصلتنا رسائل عديدة في الأيام الأخيرة، قاسمها المشترك الأكبر هو الحاجة للمال، وهذا أمر بديهي. رسائل تدعونا لعمل الخير لوجه الله، رسائل تحضنا على الاهتمام بالأيتام والمسنين وإعالة أسر فقيرة، رسائل تطلب منا التبرع بمنح مالية للدراسة في الجامعات الغربية، رسائل تسألنا المساعدة في تأمين فرص وعقود عمل، رسائل ترجونا دفع تكاليف إجراء عمليات جراحية في المشافي الألمانية لحالات مرضية مستعجلة ورسائل تحثنا على رصد جوائز مالية تشجيعية للمتفرغين في مجالات الكتابة والترجمة والرسم والموسيقى. من أمتع الرسائل التي وصلت بريدنا رسالتان. الأولى مهذبة جداً فيها رجاء قلبي للتضامن المالي مع فريق عمل عربي يسعى لمقاضاة أصحاب أغان قديمة من مثل: أغنية "يسمعني حين يراقصني"، "عيناك وتبغي وكحولي" وكذلك "شنطة سفر" بحجة أن هذه الأغاني قد لعبت دوراً سلبياً في رفع سوية المزاج الرومانسي الماسوشي في المجتمعات الناطقة بالعربية. أما الرسالة الأخرى فقد جاءت من مجموعة شباب سوريين متحمسين لإعادة إنتاج الماضي، ينوون رفع قضيتين قانونيتين في محاكم أوروبية: الأولى لمحاسبة بعض اليساريين المتطرفين من الصف القيادي الماضوي، بحجة أن أطروحاتم السياسية غير الناضجة قد ساهمت بعرقلة وفرملة عجلة التطور المجتمعي الثوري. في القضية الثانية ارتأوا محاسبة النظام السوري متمثلاً بمستشاري الرئيس حافظ الأسد الذين اقترحوا عليه فكرة السجن للمعارضين الإسلامويين واليساريين المتطرفين بدل نفيهم بطريقة محترمة إلى الباكستان، أندونيسيا، أفغانستان، كوبا، فنزويلا وكوريا الشمالية وتزويدهم بمنح مالية لدراسة علوم الاجتماع والسياسة والدين. معللين ذلك بالقول : "إذا كان من الصعب على المسلمين المتشددين بناء دولتهم الإسلامية المنشودة على امتداد أراضي بلدهم ـ وهذا حق لهم بالمعنى الديمقراطي ـ فهذا لا يمنعهم أبداً من المشاركة في بناء هذه الدولة في رقعة جغرافية أخرى، والأمر ذاته ينطبق على اليساريين المتطرفين". أصدقائي الأعزاء،نريد استثمار أموالنا قبل أن نتبرع بها لليتامى والمساكين والأرامل والمرضى والراغبين بالدراسة والتسكع. ثم أنه كما تعرفون لا يجوز لنا التباهي بأعمال الخير، إلا أننا نجد انفسنا في هذه اللحظة مضطرين لإخباركم ببعض إنجازاتنا، لعل ما قدمناه ما زال قليلاً جداً، طاقة البؤس في مجتمعاتنا تفوق طاقتنا الفردية بأضعاف مضاعفة. وكما قال الشاعر: "لا تكن حلواً فتسترط ولا مرّاً فتعقى".من يعمل بجد وصدق وأخلاق لا يكفيه الوقت لإنجاز وظيفته وبلوغ هدفه. هذا ما دفعنا لتوظيف ثلاثة أشخاص: السيدة المصرية ـ الألمانية ليلى (متزوجة من رجل ألماني يعمل في الزراعة) بصفتها إمراة قانون، السيد الألماني كلاوس (متزوج من طبيبة سورية) بصفته أخصائي في إدارة المشاريع والسيد الألماني يورغن المختص بالمحاسبة المالية والضرائب. أول عمل مشترك أنجزناه هو تقديم منحة دراسية لمدة سنة واحدة لعشرة أشخاص سوريين من الشريحة الدنيا تم اختيارهم بدقة. بعد انقضاء مدة السنة الأولى وتعلمهم للغة الألمانية سيحصل هؤلاء عندنا على فرص عمل طلابية (حوالي عشرين ساعة عمل في الأسبوع) في مجال البناء والزراعة وسيكونون بذلك قادرين فيما بعد على تمويل دراستهم ذاتياً. سنسعى بأقصى جهد لنا على ترميم إحدى البنايات التي اشترين ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760986
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 10
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي نهاركم جميل بإذن الله، عدنا إلى منزلنا بعد رحلة سريعة إلى العاصمة السويسرية. هناك اِلتقينا بتاجر يهودي عريق، عمره تجاوز الثمانين بقليل، يعمل بالذهب منذ طفولته، ورث المهنة عن أبيه، تعرفنا إليه بوساطة جارتنا إديلتراوت. خلال ساعة من الزمن اتفقنا معه على بيع السبائك الذهبية، أعطانا سعراً جيداً لم نحصل عليه في ألمانيا، ثمانية وخمسين ألف يورو لكل كيلوغرام، حوالي ثلاثة ملايين ونصف يورو للسبائك الخمس. لم نرض أن نحمل المال معنا. مشينا معه عدة خطوات إلى البنك الألماني وحوّل المبلغ المطلوب على حسابنا مباشرة. وهو يودعنا رفع عكازه عالياً وقال لنا موصياً "الطريق إلى المجد يثقبه الإنسان بوطءِ قدميه، وإذا ما فقدهما لسبب ما فبوطء عكازاته. لا تهدروا وقتكم مهما سئمتم من الحياة!"في البيت فتحت زوجتي صندوق البريد، برقت عيناها فرحاً، فقد وصلتنا موافقة البنك على منحنا قرض بقيمة ثلاثين مليون يورو لترميم المنازل الخمسة التي اشتريناها في لايبتزغ وكيمنتس.نتائج لقائنا الثاني مع الأخوة السوريين "الحرفيين" ـ الذين يفهمون بكل شيء إلا بحرفتهم ـ لم تكن أفضل من اللقاء الأول. أعتقد أن السوري في الغربة، في ألمانيا تحديداً، يحتاج إلى عشر سنوات على الأقل كي يعرف موضع رأسه من قدميه. ما نسمعه عن "قدرات وتفوق" الأجنبي بعد مضي سنتين أو أربع على إقامته في ألمانيا مجرد وهم وسراب .. والله أعلى وأعلم.فشل محاولة العمل المشترك مع السوري لم تحزنني أبداً، بل على العكس، حررتني. قد يتساءل أحدكم عن سبب هذه الخيبة. لن أتعبكم بالإجابة لأنكم قادرون بالتأكيد على التنبؤ بالأسباب. فاجأنا السيد كلاوس الأخصائي في إدارة المشاريع والذي يعمل معنا منذ بضعة أيام بأنه أعد الخطة ب في حال فشل الخطة أ. فقد اتفق مع ورشتي بناء الأولى بولونية والثانية رومانية. سيبدأون العمل "دون شروط سورية تعجيزية" في مطلع الأسبوع القادم. لم أفكر مثله بالتحضير لخطة بديلة. لا يمكن للأجنبي المقيم في ألمانيا ـ ومهما بذل من طاقة ومجهود ـ أن يتفوق على الألمان، لكنه يستطيع أن يتميز بينهم في ميدان محدد. وصلني بريد إلكتروني من شخص سوري معروف جيداً، كان عضواً سابقاً في مجلس الشعب السوري، سخر في إيميله من تفكيري السطحي ـ كما وصفه ـ في فن الاستثمارات. كتب بالحرف الواحد: "مقهى ثقافي دفعة واحدة يا رجل!؟ لو وزعت هذا المال على إخوتك أليس أفضل لك ولهم؟ ثم ما الذي يمنعك من المجيء إلى سوريا وبناء شركة لتصنيع العنفات الهوائية مثلاً؟ وأنت العارف كم موجعة هي أزمة الكهرباء في وطنك! لماذا تتخلون عن بلدكم الذي كبّركم وصرف عليكم وأوصلكم إلى ما أنتم فيه؟"دراسة وتخطيط وتصميم وتصنيع وتركيب وتشغيل عنفة هوائية وحمايتها وضبط آلية عملها ومراقبة إنتاجها والاستفادة الفعلية منه هي جملة من المراحل الإنتاجية المعقدة والعظيمة. للأسف الشديد ـ ومهما قيل وقيل وقيل ـ لا يمكن تحقيق ذلك أبداً أبداً في بلدان زراعية خفيفة ذات نظم سياسية واقتصادية بالية. التفكير ببناء صناعة ثقيلة متكاملة في بلدان العالم الثالث - قبل التفكير بالاستثمار في بناء الإنسان - هو ضرب من الخيال؛ على الأقل في العقود الخمسة القادمة. غياب الحريات الفردية والمؤسسات الديمقراطية مقبرة التفكير بالاستثمار الثقيل. فقط في الأنظمة الرأسمالية عالية التطوُّر يمكن الحديث عن حريةٍ فردية، لهذه الأنظمة مصالح كبيرة في التداول الديمقراطي للسلطة، في اِحتضان الفن والأدب والفلسفة، في تنمية المواهب ودعم المبادرات الذاتية، في تشجيع التعددية الثقافية والديمقراطية متعدد ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761451
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 11
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الورد والأحلام يا أصدقائي،أنا عبد الرؤوف عبّاس، عمري اليوم أربعة وأربعون عاماً، متزوج من تماضر النجّار، لدينا خمسة أولاد أكبرهم عدنان، خمسة عشر عاماً، وُلدت ونشأت في إحدى قرى الساحل السوري، في التاسعة عشر وصلت إلى ألمانيا للدراسة، باع أبي يومها كل ما نملك ليدرّسني على نفقته، كنت الأصغر عمراً بين إخوتي السبعة، أرادني أن أصير طبيباً، توفي أبي قبل أن يسمع أني تخرجت من الجامعة، خنت أمنيته وأمانته، درست علوم الورق والكرتون وصرت مهندس ورق، كلمة "خيانة" مرعبة، أقصد أنني لم أُخلق لدراسة الطب لارتباطه بالدم وأنا أخاف الدم، في ألمانيا تعمّقت عندي ثقافة التفكير خارج الصندوق، خرجت أكثر فأكثر عن مسار القطيع، آلاف الطلبة من البلدان الناطقة بالزراعة والحصاد يحلمون بدراسة الطب أو الهندسة، مع العلم أن الجامعات الألمانية تحتوي على أكثر من 16400 قسم للدراسة بعد الباكالوريا، اخترت هندسة الورق لحلم راودني بإنقاذ "معمل ورق دير الزور في سوريا"، كنت وأنا طالب في المرحلة الثانوية قد تعرّفت إلى المعمل وآلاته وعماله عن كثب بوساطة أخي الأوسط أسامة الذي درس هندسة ميكانيك الآلات في جامعة حلب ليُعيّن لاحقاً في معمل الورق بعد أداء خدمته الإلزامية، حين أخبرت أسامة بأنني قد سجّلت في قسم "تقنية الورق وآلاته" كاد عقله يطير من الفرح، لم يبخل عليّ برسائله التشجيعية المكتوبة بخط يده الجميل، وفي كل رسالة كان يحكي لي عن الفساد والأعطال وانعدام الخبرات في المعمل، حين نضجت أكثر بقيت في ألمانيا ورميت أحلامي الوطنية خلف ظهري، أعمل الآن في معمل كبير لإنتاج الورق ومقره الغابة السوداء، في الوقت نفسه أحاضر مادة "تقنيات الورق وآلاته" في بعض الجامعات الألمانية والنمساوية، بعد تخرجي من جامعة "دارمشتات" التقنية زرت سوريا برفقة أستاذي المشرف، سافرنا سوية إلى مدينة دير الزور لزيارة معمل الورق، اِلتقينا يومها محافظ المدينة وأمين فرع الحزب، تكلمنا كثيراً، بعد يومين ضحك أستاذي ضحكة عالية وقال: "لا أحد يقدر على إنقاذ هذا المصنع، يجب على القيادة بناء مصنع جديد".أنا سعيد اليوم بقراراتي الصغيرة والكبيرة وبما وصلت إليه من استقرار ومعرفة وخبرة، حين تزوجت لم أتزوج عن حب، خلال زيارتي اليتيمة تلك لأمنا سورية تعرفت إلى زوجتي تماضر، حصل هذا مصادفة، وجدتها في منزل أختي سلمى، ابنة أختي صديقتها، كانتا تحضّران سوية لامتحان الباكالوريا، أعجبتني تماضر، بعد امتحان الثانوية ذهب أخي الكبير سالم مع أختي ليطلبا لي يدها من أبيها. دخلت تماضر إلى منزلي من الباب الرئيسي ومعها دخل الحظ والأمان وضجيج الأولاد من النوافذ كلها، شخصية تماضر قيادية، قدراتها التنظيمية عالية، هوايتها المفضلة المطالعة وما زالت، تحب الطبخ ومطبخها، لم ترغب بالدراسة الجامعية، كان في داخلها ما يحركها لتصير أماً، أسعدني قرارها، تشربته حتى الثمالة، هكذا أرى المرأة، كنت وما زلت فخوراً بها، كلما أنجبت لنا طفلاً أهديتها جزءاً من أملاكي، مع الأيام ناصفتها كل شيء بكامل الحرية: نصف المنزل الريفي، نصف شقة المدينة، حساب بنكي مشترك، نصف جائزة اليانصيب، نصف السبائك الذهبية، نصف ما نستثمره ونصف كل ما سنربحه ونشتريه في المستقبل. لم أفعل ما فعلته وما أفعله بدافع "مساواة المرأة مع الرجل" ـ المبدأ الذي أرفضه ـ بل بدافع "الثقة الكبيرة" و"الأولاد" و"قانون الضرائب" الذي لن يرحم عائلتي إن مت. لا أبشع من تكريم الأشخاص بعد موتهم إلا سرقتهم. يقولون: "من يناصف زوجته المال والرزق عن إرادة ووعي سيموت قبلها بكثير". والله أعلى وأعلم، منه الهداي ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761844
علي دريوسي : خواطر قارئ تحت ظلال رواية المُكْتَوي
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي الشاعر والكاتب السوري شاهر خضرة يكتب: منذ زمن بعيد قرأت في كتاب (زمن الشعر) فكرة تقول: إن موضوع القصيدة لا يجعلها شعرا فقصيدة عن عصفور أزرق قد تكون شعرية أكثر من قصيدة عن فدائي استشهد من أجل وطنه، وقصد المنظّر أن الشعر ليس بموضوعه بل بما يبث الشاعر فيه من ذاته الشاعرة بلغة ابتدعها وقد يكون الموضوع يزيده إشعاعا إن كان الشاعر حقيقيا .هذا القول أستشهد به كمثال في المجمل حول الكتابة وليس تخصيصا هنا عن الشعر، لأن ما بين يدي رواية قصيرة أو قصص بنفَس روائي. قرأت الليلة الماضية رواية قصيرة كما يسميها المؤلف الأديب القاص علي إبراهيم دريوسي وهي بعنوان المُكتَوى والكاتب كما جاء في التعريف :((علي إبراهيم دريوسي، بروفيسور دكتور مهندس وكاتب قصصي، مقيم في ألمانيا، من مواليد سوريا /اللاذقية/ بسنادا، حائز على شهادات عليا في مجال تصميم وحسابات الآلات الميكانيكية من جامعات ألمانيا، أستاذ وباحث في جامعة أوفنبورغ الألمانية للعلوم التقنية، لديه اهتمامات في الشأن السياسي- الاجتماعي، في الحقل الإيكولوجي-السياسي وفي مجال قراءة الأدب وكتابته))عرفت الكاتب على صفحات الأنترنت منذ سنوات وازدادت علاقتي الطيبة به على الفيسبوك كونه من المقيمين في ألمانيا منذ عقود وقد حقق إنجازات علمية في دراساته وفي عمله وتلك لها مكان آخر من الاهتمام حول الأفراد العظماء الذين جاؤوا من العالم العربي وحققوا إنجازات عظيمة نحمل معهم الفخار بما حققوه وما وصلوا إليه من مراتب علمية وعملية .ولكني هنا أكتب خواطري عنه كأديب سوري، كأديب من أدباء المهجر المعاصرين (لديه اهتمامات في الشأن السياسي- الاجتماعي، في الحقل الإيكولوجي-السياسي وفي مجال "قراءة الأدب وكتابته") وهذا ما يعنيني خاصة أي في مجال قراءة الأدب وكتابته. حمّلت الرواية المعروضة للتحميل لمن يشاء من صفحته وقلت لنفسي كنت أقرأ وأتابع ما ينشره الكاتب على صفحته من مقتطفات من قصصه ومن رواياته ، وها أنا الآن متاح لي قراءة رواية كاملة.كنت مشدودا مسبقا لمعرفة تجربته في ألمانيا وبالتأكيد ستكون مختلفة تماما عن تجربتي، فأنا جئت إلى ألمانيا ولم يكن يوما في نيّتي أن أكون مقيما فيها، إنما بعد سبع سنوات من العيش فيها كان لابد لي من الاطّلاع على تجارب من سبقوني هنا وخاصة ممن يكتبون تجاربهم وما عاشوه من غربة ومن معاناة ومن تحقيق للذات، وعلي إبراهيم دريوسي من أهمّهم.قرأت للروائي السوري الألماني المشهور رفيق الشامي عدة روايات وغيره من الكتاب في المهجر، ولكل منهم تجربته وخلفياته، فلا أحد يختصر أحدا، أو ينوب عن الآخر، أو يلغيه، فللكاتب الحقيقي بصمة تميّزه عن غيره، وفي هذا الجانب أقول كما قال الأقدمون النقاد: (الشعر من أنت في شعره) وكذلك الرواية والقصة (فالرواية من أنت في روايته).السؤال الذي أطرحه على نفسي دائما: هل استطاعت الرواية بعد قراءة عدة صفحات منها أن تمسك باهتمامي وتجعلني مشدودا أقرأ وأتابع بمتعة؟ نعم لقد حصل لي ذلك معي، لقد أردت أن أبدأ وأنا في السهرة ونيّتي أن أكملها غدا ، ولكن علي دريوسي منذ بدايتها لم يكتب تمهيدا للرواية أو يستدرجني كقارئ ، فقد وضعني فورا في لب الحكاية (كنت في رحلة بحث دائم عن زوجة.) وتتالى شخوص الرواية ليشعر القارئ أنه أمام شخصيات نسائية من الواقع، وهذا ما يؤكد عليه الكاتب، أنه يكتب رواية فيها من الخيال والبعد الأدبي أكثر مما قد يظن المتعجّل أنها وثائق من ذكرياته، لكي نحاسبه على كل اسم وكل موقف وكل معاناة، معظم شخصيات الرواية من النساء، وكل منهن لها خل ......
#خواطر
#قارئ
#ظلال
#رواية
#المُكْتَوي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765642
علي دريوسي : قطار آخن 1
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي صعد إلى إحدى عربات القطار المسافر من محطة القطارات الرئيسية في مدينة آخن إلى مدينة دورتموند في مقاطعة "نورد راين فيستفالن" في ألمانيا. حركة الناس في المساء بطيئة، العربة فارغة إلا من بضعة مسافرين جلسوا متفرقين وقد أمسك أغلبهم في يده كتاباً. كان يومه متعباً أمضاه بالقراءة الجافة. للقراءة أنواعها ونماذجها وسرعاتها، منها تلك القاسية البطيئة المُضنية ومنها تلك المرنة السريعة الخفيفة، منها التحليلية الإبداعية ومنها الترفيهية الانتقائية.بحثَ بعينيه الذكيتين عن تقاسيمَ وجوه فيها من المرونةِ والطيبة ما يكفي كي يتشجع مسافر على محادثة أصحابها، وهو الذي يعلمُ تماماً عدم رغبة الناس هنا بالحديث إليه أو إلى غيره من الغرباء أو أهل البلد الأصليين بعد يوم عملٍ مضنٍ، لمح امرأة جالسة في مقعدٍ مزدوجٍ، مشى باتجاهها، اقتربَ منها وجلس قبالتها.نظر صوبها خلسةً، لم تعره انتباهاً، احتار بأمره، أصدر ضجيجاً مفتعلاً علّه يلفت انتباهها، لم تحرك ساكناً، نهض، وضع حقيبته على الرف المعدني فوق المقعد، لفّ رجلاً على رجلٍ وراح يتأمّلها، كانت ترتدي فستاناً أسود أنيقاً يغطي جسدها المكتنز من أعلاه إلى أسفله، يغطي كتفيها وذراعيها وركبتيها، ربطت شعرها الطويل الكثيف، ارتدت نظّارة بإطارٍ سميك أحمرَ اللّون وانغمست بقراءة كتاب.على المقعد قربها ثمّة كيسٌ زهري اللّون أنيقٌ التصميم، وحقيبة يدوية مملوءة بأشياءٍ لا يعرف كنهها سواها، أنفها جميل، شفتاها عذبتان، من خلف نظارتها استطاع أن يلمح لون عينيها الأخضرَ الزيتوني، نهض من جديد، أنزل حقيبته اليدوية، وضعها جانبه، فتحها، أخرج كتاباً، تنحنح، لم تعره انتباهاً، فتح الكتاب وشرع بالقراءة.نظرت إليه بعد برهة، سألته: عمّ تقرأ؟ابتسم منتصراً وأجابها بفوقيةٍ: كتاب علمي اختصاصي، وأنت ماذا تقرئين؟ ـ قصصاً خفيفة عن الحب والنساء والعذاب والعزاء.استراح كتابها في حضنها، رفعت نظارتها، وضعتها فوق شعرها الخرنوبي، بانت عيناها الواسعتان، أعجبته، دفش كتابه جانباً، دنا بجسده منها، لم يجد ما يسألها إلا: ما اسمك؟ ـ سابينه، وأنت هل لك اسم؟ ـ إبراهيم. وأردف بحشريةٍ: ومن تكونين؟ ـ صاحبة شركة مهمة للترجمة والعلاقات العامة. مدّت أصابعها إلى حقيبتها وأخرجت بطاقة تعريفٍ بشخصها، قدّمتها له.قرأ اسم الشركة واسمها، هزّ رأسه سعيداً وسألها متذاكياً: ولماذا تسافرين بالقطار في هذا الوقت المتأخر نسبياً؟ـ كي أقرأ وأصادفك! وأنت؟ من أين أنت؟- أنا من من المشرق العربي. - شكراً لهذه المعلومة القيّمة. ما هو اسم بلدك؟ مدينتك؟ - أنا من سوريا، من مدينة مصياف، هل تسمعين بها؟ - سافرت إلى سوريا مع أخي وأصدقاء لنا في رحلة سياحية قبل سنوات.- ما الذي زرته هناك؟ - زرت كل القلاع الأثرية التي تهمني: قلعة مصياف وقلعة أبو قبيس وقلعة المضيق وقلعة الرصافة وقلعة شيزر وقلعة العليقة وقلعة القدموس وقلعة الكهف وقلعة الخوابي.- للأسف لم يتسنَّ لي خلال حياتي في سوريا أن أزور كل هذه المواقع دفعة واحدة، لكني ـ على الأقل ـ أعرف ما هو القاسم المشترك بينها. ـ ماذا تعني بالقاسم المشترك؟ـ لا شيء يستحق الذكر. - ماذا تفعل في هذه الدنيا؟- أعيش في آخن وأعمل في الجامعة.- في الجامعة!؟ أين بالضبط؟- في شارع بونت، معهد تصميم الآلات، البناء رقم 49.- بالقرب من مؤسستي! إِذَنْ نحن جيران، بوسعك زيارتي في أقرب فرصة والتعرُّف على الشركة.- شكراً للعرض، سأكون سعيداً باللقاء معك.- لا داعي للشكر، قد نحتاج إلى خدمات ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767946
علي دريوسي : قطار آخن 2
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مضت أيام على لقائه الأول معها في القطار، كان يذهب كل يوم بعد انتهاء دوامه باتجاه مقر شركتها الكائن في بناية ضخمة وعالية، وفي كل مرة يعود خائباً إذ لم يجرؤ على دخول البناية والوصول إلى باب شركتها. عصر يوم جمعة حسم أمره أخيراً، طرق بابها، فُتح الباب، وجد نفسه في مكتبٍ فخم، اللون البني يغطي تفاصيل المكان: طاولة المكتب من الخشب البني، الكراسي، اللوحات، الديكورات والسجادة المفروشة في أرض المكتب. رائحة التبغ تضفي على المكان سحراً استثنائياً. خلف الطاولة جلست السيدة، ما إن رأته حتى نهضت، تقدمت باتجاهه لاستقباله، عانقته، شكرته للمجيء ودعته للجلوس. - أتشرب القهوة؟ - بكل سرور. - تستطيع أن تدخّن، فأنا أدخّن في مكتبي، لا أحد يمنعني.شكرها ومَدّ يده إلى جيب سترته، أوقفته، أوقفت حركة يده، قدّمت له علبة تبغها ماركة "غارغويل"، أشعلت له السيجارة، وذهبت تُعدّ القهوة، سحب أنفاساً متلاحقة من سيجارته ليغطي على قلقه، شعر بنشوة غريبة، شعر بارتياح، جاء فنجان القهوة، تحادثا عن أشياء لا معنى لها، بردت القهوة قليلاً، أخذ الرشفة الأولى، مذاقها غريبٌ طيب، استعذبها، أخذ الرشفة الثانية ولحقها بالثالثة، خفّ توتره حتى تلاشى، ودّ تدخين السّيجارة الثانية، سبقت يدها حركة يديه إلى جيبه وقدّمت له سّيجارة جديدة.ـ ليس من اللائق في عرف الضيافة أن أجلس خلف المكتب وأنت أمامه، سأعمل استثناءً لهذا اليوم وأجلس قربك، هل تُمانع؟جلست قبالته، رفعت فستانها إلى ما فوق ركبتيها وطوته على فخذيها وبينهما، أرخت ثقل ظهرها إلى مسند المقعد، باعدت ساقيها، أشعلت سيجارتها واسترخت.ـ هذا ما ينبغي أن نعمله بعد نهاية أسبوع عمل، علينا بالاسترخاء. صبّت له فنجان قهوة آخر، دخّنا كلاهما بتتابعٍ، اقترب منها، حذّرته: ـ لا تقترب، ستحترق!في ذاك المساء احترقا سويةً على السجّادة الممدودة في أرض مكتبها الذي يكتنفه الغموض. بعد الحريق غادرَ إلى غرفته الطلابية بابتسامة ورأس مملوء برائحة القهوة وطعم سجائر "غارغويل" والشهوة لحرائقَ قادمة.**مرّت عليه عطلة نهاية الأسبوع طويلةً وثقيلة، اشتاق للّون البنّيّ، ما أن عاد إلى عمله في أول أيام الأسبوع حتى حاول جاهداً الاتّصال بها دون جدوى، اتّصل في اليوم الثاني والثالث والرابع والخامس دون جدوى، اتّصل عدة مرات في اليوم الواحد دون جدوى.عصر يوم الجمعة - وكأنه كلب بافلوف - توجّه إلى حيث مقر عملها، طرق الباب متردداً، فُتِحَ الباب، سمعَ صوتها مُرحِّباً: ـ خمَّنت أنّك ستأتي في هذا الوقت. قدّمت سجائرها وطلبت منه أن يهدأ قليلاً، كي تُكمل ما بين يديها من عمل. بعد بضع دقائق نهضت باتجاهه ويدها اليسرى تخلع سروالها الداخلي، حين اقتربت منه كان سروالها الأسود قد صار بين أصابعها. قرّبته من أنفه وقالت بصوت واثق: ـ سأكون لك الليل بأكمله إن أحببت، أين ستأخذني؟ كيف ستحرقني؟ وقبل أن يفتح فمه ليتفاعل مع سؤالها أردفت: ـ دقائق وأعود إليك. اختفت لوهلة في غرفةٍ جانبية لتخرج مرتديةً فستاناً مريحاً لنزهةٍ ليلية وعلّقت على كتفها حقيبة يدوية أنيقة.تنزّها في شوارع المدينة المضاءة، سألته إن كان يشعر بالجوع، كانا قد اقتربا في تلك اللحظة من أحد المطاعم اليونانية والتركية المنتشرة في المدينة التي تقدّم وجباتٍ مسائيةً سريعة وثقيلة، دخلا إلى المطعم، لحقهما الجرسون بكأسين من الشاي وتمنى لهما أمسيةً لطيفة.في ظُلمة شارع، تحت غطاء أشجاره، على الرصيف أشعلا سيجارتين وراحا يدخنان ويمشيان بهدوء، أخرجت من جزدانها قطعتي شوكولاتة وأع ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768156
علي دريوسي : قطار آخن 3
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي رجع إلى الغرفة وأقفل الباب، جلس قبالتها، رفعت ساقيها وأرختهما فوق فخذيه، مدّت يديها إلى حقيبتها، أخرجت منها علبة تبغٍ معدنية فاخرة بأناقتها وغليون تدخين أنثوي التصميم ماركة "غارغويل" وسألت: ـ أتأذن لي أن أدخّن في غرفتك؟ ودون أن تنتظر إجابته استأنفت: ـ الحياة قاسية، علينا أن نسترخي، الإنسان الطبيعي لا يعمل في المساء، بل يتمتع، الإنسان يكافئ نفسه في المساء على عملٍ قام به في النهار.كان كمن فقد النطق والقدرة على قول كلماتٍ بلغةٍ أجنبية، كان حائراً، لم يفهم سؤالها، فهو يدخّن في الغرف منذ بزوغ الشعر تحت إبطه، ارتبك قائلاً: ـ بالطبع تستطيعين، فأنا دخّنت في مكتبك أيضاً. فتحت غطاء العلبة الفاره، كانت مؤلفة من حجرتين، في الحجرة الأولى تبغ، وفي الثانية كمية قليلة من مسحوق أبيض اللون، حشرت قليلاً من التبغ في تجويف الغليون وفوقه رشّت بقايا الشيء الأبيض، حرقته، استنشقته، أخذته، فتحت ساقيها أكثر، نظرت إليه، سألت بعينيها الدائختين: ـ أترغب أن تجربه؟ إنه قرارك وحريتك، لا أنصحك به الليلة، لديك على الطاولة علبة سجائري، تستطيع أن تمد يدك وتأخذ منها ما ترغب، ليست ثقيلة.تحرك الشرقي العنيد فيه، كبّر رأسه وقال: ـ بل سأفعل مثلك، أتسمحين أن أجرّب غليونك؟ ـ تفضل، لا تسحب بشدة، خذ نَفَسَاً خفيفاً، هذا يكفي في المرة الأولى. غضب الشرقي في رأسه، سحب الدخان بكل طاقته إلى جوفه وكأنّه يتحدّاها.ابتسمت، نهضت، همست: ـ لست سهلاً أيّها الشرقيّ الخبيث. دفعته إلى السرير، انتفض الشيطان من جوفها، دخلت فيه، ليسقطا معاً في جنة الجسد. شارفت الساعة على الرابعة صباحاً، نظر إليها بعينين هائمتين مخدّرتين راجيتين رائحة تبغها مجدَّداً، دفّأته بجسدها وهمست بأذنه: ـ يكفي ما تناولتَه، انتهى ما كان في جعبتي لهذا اليوم من مخصصات.فجأةً بَرد جسدُه، تسارعت نبضات قلبه، ارتعد من هذا الإحساس المفاجئ، ضمّها أكثر: ـ دفئيني، لا تتركيني لوحدي، أحتاج هواءً ساخناً. نهض متوتراً، فتح النافذة على مصراعيها، استنشق هواءً بارداً. ـ كم أرغب بالصراخ في وجه القباحة، في وجه الدم والقتل والتشويه والفقر والتجويع والرعب والخوف والتهجير والقلق والترقب.ـ والآن ما العمل؟ ـ لا أعرف، اسألي فلاديمير لينين. ألسنا نهوي بشكلٍ مستمر؟ ـ فريدريش نيتشه. ومن بعدنا الطوفان.ـ مدام دي بومبادور. أتعلمين أنّ هذه المقولات الثلاث تُعتبر من أهم معالم ومميزات الدرب الأساسية التي يتسم بها هذا العصر الجديد الذي نعيشه عالمياً؟ مشت عاريةً باتجاه النافذة المفتوحة على سكن الطلاب وعنفوانهم، وضعت يديها على إفريز النافذة، نظرت للبعيد المعتم وهمهمت كمن يخاطب نفسه: ـ صدق مارميلادوف، لم يعد هناك طريق آخر يقصده العشّاق إلا الانتحار.ـ ما الذي تفكرُ به امرأة شابة تقفُ أمام نافذة بيضاء مفتوحة على مصراعيها في بناية طلابية عالية؟ـ ربّما ستطير مثل فراشات غارسيا ماركيز الصفراء، ربّما ستحلِّق عالياً جداً جداً كإمرأة تنشر غسيل غارسيا على سطح بيت العائلة في يومٍ غائم. ـ لعلّها تتكلم مع طالبٍ وسيمٍ على الرصيف المقابل من النافذة، شابٌ تعتريه الحيرة، يقفُ أمام الخمّارة الطلابية الليلية، ولا أحد يراهُ سواها. ـ بل لعلّها ترغب أنْ تسمعَ روّاد الخمّارة أسفل النافذة يهمسون: ثمة امرأة مشطورة شطرين بالنافذة. ـ كأني قرأت شيئاً مشابهاً، في إشارة لزواج الوعي من اللاوعي. ـ قد يكون الفرنسي أندريه بريتون!ـ لعلّ الواقفة خلف النافذة مجرد اِمرأة شرقيّة من ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768440
علي دريوسي : قطار آخن 4
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي عادَ للنوم وحيداً، حلم في ذاك الليل بتفاصيل المكان والزمان في رواية الجريمة والعقاب التي كان قد أنهى قراءتها منذ يومين، حلم بالقوة الغريبة للشاب الجامعي الموهوب رسكولينكوف مرهف المشاعر، المغامر والراغب بالانتحار، القادر على ارتكابِ الجريمة وقتل المرابية العجوز وشقيقتها.أفاق متأخراً، لم ينهض، جلس على حافة السرير، استرجعَ تفاصيل الليل وأحلامه، ابتسم لفكرةٍ راودته بأنَّ المرأة الواقفة أمام نافذة بيضاء ترغب منه أن ينشغل بمفهوم المسافة وذاكرة الشم أو أن يَعُدّ مثلاً خطوات أقدامه الفاصلة بين نافذتها وأقرب محطة توصله إلى موقع عملها، قبل أن تُلّوح له بيدها اليمنى مودّعةً، بينما تسترخي سيجارة غارغويل بين أصابع يدها اليسرى، لتلاحقه غمائم دخانها وتستوطن بين ثنايا ذاكرته الشّمّيّة. أفاقَ من أحلام يقظته، اِستحمَّ، ارتدى أجمل ما عنده وغادر سَكَّ العقرب إلى الجامعة، شعر بنفسه مثل مراهقٍ يتيم، هجّره العنف وضاع في زحمة شوارع المدينة، هكذا بدأ يومه الأول بعد أن غادرته دون أن تلحظ الخوف في عينيه والشوق ليبقى معلّقاً بطيات فستانها الأزرق، تركته ينام وحيداً ليستيقظ متلهِّفاً لرائحة سجائرها ومذاق قطعة الشوكولاتة.بحث بعينيه عن كُشْك الجرائد الذي اعتاد أن يشتري منه علب سجائره، اندفع إليه مسرعاً وطلب من البائع دون تفكير علبة سجائر غارغويل، أعطاه البائع علبة سجائر مالبورو خفيفة.قال بصوتٍ عالٍ: أرغب بشراء سجائر غارغويل. نظر البائع إليه متحشراً: لكنّك لا تدخن إلا سجائر مالبورو الخفيفة.ردّ بعصبية: واعتباراً من هذه اللحظة سأدخن سجائر غارغويل، هل تمانع؟ رائحتها ومذاقها ينعشاني. هزّ البائع رأسه وأعطاه ما يرغب. وبسرعة البرق أشعل السيجارة الأولى، سحبها بعمق، نظر إلى السماء، إلى السُحب، إلى الأشجار، إلى الناس، لم يشعر بما شعر به ليلة البارحة، أو ليلة الأسبوع الفائت، أشعل السيجارة الثانية، وراح يتمشّى في طريقه إلى مكتبه في الجامعة، خطر له أن يتّصل بها ليسألها عن سر السعادة في الشوكولاتة وفي سجائرها. أراد أن يعاتبها لأنها نسيت قبل فرارها أن تهدهد له في المهد لينام، عساه يستريح من ذكرياته البائسة، من ثرثراته ومن أحلامه صعبة المنال في أن يصبح روائياً مرموقاً تنشغل أقلام النقاد بكتبه ومهندساً لامعاً تنشغل المجلات والمؤتمرات العلمية بنتائج بحوثه الباهرة. أراد أن يخبرها بإنّ الشّغف قد وصل به لدرجة أن قاس بخطوات أقدامه المسافة الفاصلة بين مكتبه ومدخل شركتها عدة مرات، بلغت قرابة 969 خطوة تروح وتجيء في قلبه الصغير.وصل إلى مكتبه في الجامعة، خطّ على ورقة بيضاء مفردات الجمل التي سيستخدمها كي يقلل من أغلاطه اللغوية في حضرتها، أدار رقمها، الهاتف أخرس، أعاد الكرّة وبقي الهاتف مشلولاً.فقد القدرة على التركيز، أضاع الرغبة بالعمل، ذاكرته منهمكة في البحث عن روائح مشابهة لروائح الأمس، نظر إلى التقويم على طاولة مكتبه، اكتشف أنّ اليوم هو يوم العطلة الأسبوعية، خرج من مكتبه متوجِّهاً إلى أقرب مطعم تركي، طلب بيتزا، أكل ثم عاد إلى سكنه الطّلّابيّ. **مضت الأيام التالية بطيئة، حاول فيها الابتعاد عن سجائر غارغويل وطعم الشوكولاتة واشتياقه للمرأة ذات الفستان الأزرق، مضى عليه أسبوع من الزمن، لم يصله منها مهاتفة ولا بريد إلكتروني، جاء يوم الجمعة، تمّشى كلب بافلوف الجائع باتجاه شركتها، كلّ النوافذ معتمة، لا أثر لأحد في الشركة، قَرع الجرس، ما من مجيب. عاد أدراجه جارّاً أذيال الخيبة. ليس في جعبته إلا رقم تلفون مكتبها.مضى الأسبوع الثاني والثالث، كاد الشوق يقت ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768654
علي دريوسي : قطار آخن 5
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي انتظر إبراهيم في اليوم التالي رسالةً منها توضّح فيها تفاصيل اللقاء، لم يصله شيء، ظهر يوم الجمعة وضّب حقيبة سفره وقرَّر المرور بمكتبها ومتابعة سفره إلى مدينة دورتموند القريبة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقائه هناك.اِلْتَقاها في مكتبها بأجمل حلّتها، سحرته رائحتها، نظر بعينيه إلى علبة سجائرها، رمقته بحنان، أخرجت السيجارة الوحيدة المتبقية في علبتها، أشعلتها وقالت: لم يتبقَّ شيءٌ من سجائري لهذا اليوم. اقترب منها، حاول أن يشمّ رائحة أنفاسها، رمت عليه من جديد نظرةَ رأفة ممزوجة بتسلّطٍ غريب، أعطته نصف السيجارة المتبقية ليدخنها. تناولها شاكراً، دخّنها ثم سألها: ماذا قرَّرت لهذا المساء؟ ردّت على سؤاله بسؤال: وأنت؟ أين تعتزم الذهاب؟ أراك وقد جلبت معك حقيبتك.ـ أردتُ أن ألتقيكِ وأتابع طريقي إلى أصدقائي في دورتموند.ـ تستطيع فعل ذلك لكنّك ستمضي المساء في شقّتي، أليس كذلك؟ هناك من ينتظرك، سنتناول عشاءنا سويةً ثمّ تتابع سفرتك حيث تريد إن أحببت وإذا ما تأخرنا في السهرة وكنت راضياً تستطيع النوم في شقتي، لدي غرفة خاصة للضيوف.أطفأت سابينه النور في مكتبها، أحكمت إغلاق أبواب شركتها وخرجت معه، مشيا صوب محطة قطار آخن. **بهيّة هي محطات قطارات الغرب. لها سحرها، أصالتها، غرابتها وظلمتها. هي محرك الانفعالات الاجتماعية والعاطفية النفسية في كل مدينة. حركة القطارات تعني الحياة والتواصل، التطوُّر والتقدُّم، الربط والارتباط بين المدن في البلد الواحد ومع البلدان ا&#65271خرى، حركة القطارات تعني احترام الشعوب لبعضها وتبادلها للثقافات. محطات القطارات هي من الأماكن الحميمة للتأمُّل والكتابة، للعشق والتّشرّد، للانتظار والنشوة. كان بإمكان الكاتب النمساوي جوزيف روت ـ كما يقول ـ أنْ يبقى في منزله بكامل الرضى وطيب الخاطر لسنواتٍ عديدة يقرأ ويكتب فيه دون أن يغادره لو لم يوجد هذا الاختراع المسمى محطة قطار التي أبت أن تحرمه متعة مراقبة البشر. كل أدباء الغرب عرفوا ولمسوا هذه الحقيقة وعلى رأسهم ليو تولستوي.لمحطات القطارات أفلامها، قصائدها، حكاياتها، رواياتها، أقلامها، رومانسيتها، أحقادها، ذاكرتها، حوادثها، حنينها، أسرارها، خياناتها، عربداتها، أحزانها، أفراحها، دموعها، مخاوفها، فصولها، ثلجها، شمسها، مواعيد رحلاتها، جداولها، أرقام أرصفتها، مواقف دراجاتها، أغراضها، أعمارها، هياكلها المعدنية، وصلات براشيمها وبراغيها، أشكالها، سقوفها القرميدية، تصاميمها، أحجامها، أرصفتها، سككها، صرير حديدها، سلالمها، ألوانها، مقاعدها، حقائبها، أبوابها، نوافذها، إضاءاتها، لوحات إعلاناتها، قاطعو تذاكرها، مفتشوها، مسافروها، عابروها، جنودها، عشّاقها، مجانينها، عمالها، متسكعيها، حشَّاشيها، سجائرها، دورات مياهها، مخابزها، رائحة خبزها، خمّاراتها، رائحة خمّرها، مقاهيها، رائحة قهوتها، باقات زهورها وجنونها ... ولمحطات القطارات ساعات جدرانها المستديرة بمينائها الأبيض، بعقرب ثوانيها باللّون الأحمر وعقربي ساعاتها ودقائقها بالأسوّد.**في الطريق دمدم إبراهيم: لا أذكر أنَّنا تعلمنا في المدارس شيئاً عن معجزة بناء سكة حديد قطار بغداد-إسطنبول ولا عن سكة حديد الحجاز، كل ما حفظناه هو كلمات ثلاث: قطار الشرق السريع، لا لشيء إلا لأنّ جريمة أغاثا كريستي قد وقعت فيه. حكايات محطات القطارات في الشرق العربي حزينة جداً كحكايات الناس هناك. قطاراتنا متخلفة، فقيرة، بائسة، قذرة بشكل مرعب لا يصدّقه حتى الخيال! كل شيء يشير إلى التوقُّف والانفكاك والعزلة والموت. لم يفعل أولاد الحلال شيئاً لتحديثها، ل ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768948
علي دريوسي : قطار آخن 6
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي وصل القطار إلى محطة مدينة "مورس"، كان الجو عاصفاً، نزلا من القطار، أحاطت ذراعه اليسرى بيدها اليمنى، ضغطت عليها برفق، شعر بالخوف من القادم. خرجا من المحطة وتوجها إلى محطة الباص، وقفا يحتميان من شراهة السماء، نظرت إلى مواعيد رحلات الباص، قالت: سيأتي الباص بعد بضع دقائق، أسند إبراهيم حقيبة ملابسه وكيس المشتريات على مقعد الانتظار، فتحت سابينة حقيبتها اليدوية، حقيبة أسرارها، أخرجت شيئاً وحشرته في جيب سترته، همست: الطقس بارد، أشعلْ لنا سيجارتين. مدّ يده إلى جيبه وأخرج ما وضعته فيه، لم تدهشه علبة غارغويل الأنيقة بلونها البني الممزوج باللون الخمري. فتحها بهدوء، وضع سيجارتين بين شفتيه وأشعلهما، احترقتا جزئياً، من طرفٍ واحد، سحب منهما نفساً ثم قدّم لها نصيبها من العشق. شعر بأنفاسها الساخنة تقترب من وجنتيه، نفخت دخان سيجارتها بوجهه ثم قبضت على شفتيه.همست بأُذنه: لشهوة الرجال رائحة لا تخطئها النساء، سأطبخكَ هذه الليلة، سأحيلك أشلاء. ثم أضافت وهي تغمزه بعينيها الجميلتين: ستفرح ضيفتي في البيت لرؤياك.**لم يقل شيئاً إنما خاطب نفسه: هل يعقل أن تأكلانني الليلة هاتين المرأتين! أتراهما من آكلةِ لحوم البشر؟وجدَ نفسه يحمل رأسه في يده اليسرى وينظر إليه، شعر كمن يذهب للفناء بقدميه وكامل طواعيته، تخيّل نفسه بجسدٍ مقطّع، شاهدهما تطبخانه، تتذوقانه، سمعهما تشكرانه لتبرعه بطعام المساء. رغبتهما بتقطيعه وطبخه ليست مستبعدة، يحدث في هذا العالم أن يطبخ الصديق صديقه من شدة الوفاء للصداقة أو حتى الحبيبة حبييها من شدة الوفاء للحب. كان إبراهيم قد قرأ قبل بضعة أيام في إحدى المجلات الألمانية أن رجلاً قارب الستين من العمر، سبق له أن كان متزوجاً ولديه طفلة في العشرين من عمرها، يعيش في مدينة درسدن، عقد اتفاقاً غريباً مع رجل من مدينة هانوفر لتقطيع جسده وطبخ الرأس في طنجرة وتركه يغلي في المرق ثم ليأكله لاحقاً، وقد وافق الرجل الهانوفري على الاتفاق طواعية. هذا حدث ويحدث وسيحدث في الشرق والغرب على حد سواء. ألم تُغتصب ـ على سبيل المثال ـ "ليلى بنت سنان" بينما كان رأس زوجها الشاعر "مالك بن نويرة التميمي" يغلي في طنجرة أمام عينيها!أعادته سابينه من يَمّ خيالاته: أين رحلتَ!؟ اِقترب مني أكثر، أرغب بشمك، لك رائحة لا تتكرر، لا تدع النساء تقربك لدائرة قطرها عشرة أمتار، ولا تثر غيرتي، لأنني كلي غيرة عليك، ها أنا اُحذرك. بقي إبراهيم صامتاً حائراً، هبت ريح باردة، اِقشَعَرَّ بدنه، دنا بجسده منها، عانقها، ضمها بقوة كمن يريد الدخول إلى أحشائها، بلغ اللذة في سرواله، وصل الباص، تنهد مرتاحاً ودمدم: أخيراً وصل الباص. **صعدا إلى الباص من الباب الأمامي، ابتسم لها السائق، قال لها شيئاً، ابتسمت له وأجابته على الشيء الذي قاله بشيء مشابه، لم يفهم عليهما، لعل الكلمات لم تصله واضحة، أغاظته الابتسامات المتبادلة، والكلمات التي لم يفهمها، يبدو أنها تعرف هذا السائق الغليظ جيداً، دفعت له نقوداً واشترت بطاقتي سفر، جلسا في مقعدين متقابلين، كجلستهما في اللقاء الأول في قطار آخن.همس بخجل: متشوق لرؤية منزلك.أجابت بطريقة لا تدعه يسأل ثانية: أنا إمرأة بسيطة، لا مال لي، وشقتي متواضعة، بالكاد تكفيني.نظر أسفلاً، إلى قدميها، إلى حذائها الشتوي المسطح، أمعن النظر كأنه يكتشف بين قدميها زهرة برية، سألها ليداري إحراجه: لماذا لم تكن الأحذية المسطحة قضية في عالم الموضة حتى الآن؟أجابت ضاحكة، وكأنها تضحك للسائق وتتآمر معه على مرافقها الضائع في حذائها، أجابته وكأنها الإيطالية فيرا جوستي مصم ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769147