اتريس سعيد : العقلانية المعاصرة و أسطورة الطوفان
#الحوار_المتمدن
#اتريس_سعيد في نهاية عام 1872 في لندن، قام عالم الآثار جورج سميث، أمام جمعية علم آثار الكتاب المقدس، بتقديم محاضرة تضمنت عرض ترجمة لبعض الرُقم الطينية المكتشفة من آثار نينوى والتي تتضمن اللوح الحادي عشر لملحمة جلجامش الذي يسرد قصة الطوفان، وقارنها بقصة الطوفان الواردة في الكتاب المقدس، وأوضح بأن الرب لم يكتب هذه القصة في الكتاب المقدس بل نُقلت حرفياً من ملحمة الطوفان البابلية الأصل وذات الجذور السومرية. كان ذلك بمثابة الصدمة التي أفزعت رجال الدين، ووضعت الكنيسة في موقف لا تحسد عليه.بعد هذه المحاضرة توالت الكشوفات التي أوضحت أن أغلب روايات وشخصيات الكتاب المقدس كانت موجودة في التراث البابلي والآشوري، والتي نبتت من أصول سومرية.إن الشيء المذهل في الإنسان هو قدرته على الإعتقاد بشيء سخيف. ألا تلاحظ أن أديان كثيرة في هذا العالم تتسم بالسخافة والسذاجة، ويبقى الناس متمسكين بها. يؤمنون بها بعمق و يدافعون عنها في معركة يدركون أنها خاسرة أمام العلم والثقافة المعاصرة المنطق. لكن حاجتهم إلى الإيمان بها أقوى من تلك السخافات التي في تلك الأديان والتي قد تجعلهم يتخلون عن إيمانهم بمصداقيتها. هناك من المتعلمين الحاصلين على أعلى الشهادات العلمية، ومع ذلك عقولهم ليست مدربة للتفريق بين قصة ممكنة وقصة مستحيلة الحدوث.مثال على إحدى القصص الخيالية التي تنتعش بها الأساطير القديمة هي قصة الطوفان وسفينة النبي الذي أنقذ الحياة من خلالها, والتي تنتشر أيضاً في الأديان السماوية تلك التي سقطت من السماء تحت إسم فلك النبي نوح.تنص القصة بإختصار أن النبي نوح قام ببناء سفينة عظيمة ليختبئ فيها هو وأهله بعد أن قرر إلهه الشرير إغراق كوكب الأرض بما فيه بسبب قوم خرجوا عن الإيمان ورفضوا تصديق إدعاءات نوح ولا أحد يدري ما العبرة من إغراق كوكب بأكمله بسبب هؤلاء الجماعة.يطرح العقل والمنطق السليمين مجموعة من التساؤلات على هؤلاء الذين يصدقون هذه القصة، فلا بد من وضع النقاط على الحروف، لعلهم يستفيقون ويدركون أنهم يصدقون سخافة ما هي إلا أسطورة يهودية مسروقة من الأسطورة السومرية.هل سأل هؤلاء أنفسهم كيف إستطاع نوح جلب الحيوانات القابعة في القارات الأخرى إليه؟ كيف عبرت الحيوانات التي تعيش في أستراليا وأمريكا المحيطات لتصل إليه ومن ثم عادت إلى موطنها مرة أخرى؟كيف يستطيع الوصول إلى عمق الصحراء لإحضار زوجين من الحيوانات التي تعيش في الحر الشديد، وإلى عمق الجليد لإنقاذ زوجين من الحيوانات تعيش في البرد الشديد؟هل سأل هؤلاء أنفسهم كم من فصيلة يوجد في النوع الواحد من الحيوانات؟ فهل أنقذ كل الفصائل؟ هل بحث عن كل الفصائل الموجودة عبر العالم؟هل سأل هؤلاء أنفسهم كيف عادت كل هذه الحيوانات إلى مواطنها الأصلية؟ هل عبر الدب القطبي، الصحاري و المحيطات ليصل إلى القطب الشمالي؟ هل سبح التمساح في المحيطات ليصل إلى موطنه؟هل سأل هؤلاء أنفسهم كيف إستطاعت أسماك المياه العذبة البقاء بعد أن إختلطت المياه المالحة بها على أثر الفيضانات؟هل سأل هؤلاء أنفسهم من أين جاء نوح بكل الطعام اللازم لذلك الكم الهائل من الحيوانات؟ وكيف إستطاع حمايتها من بعضها؟ وكيف إستطاع تبريد أقفاص الحيوانات التي تعيش في البرد وتدفئة أقفاص الحيوانات التي تعيش في الحر؟إن هؤلاء الذين يصدقون هذه القصة يبدون غارقين في الشماتة من الكفار الذين راحوا ضحية الفيضان، ولم ينتبهوا إلى سخافة الفكرة؟ إنه لمن الشيء المخزي أن تسمع أي شخص وهو يحاول أن يفسر هذه السخافات علمياً. أليس من الأجدى لهؤلاء الإعجازيين أن يقولوا للناس أن الله أرسل ......
#العقلانية
#المعاصرة
#أسطورة
#الطوفان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761001
#الحوار_المتمدن
#اتريس_سعيد في نهاية عام 1872 في لندن، قام عالم الآثار جورج سميث، أمام جمعية علم آثار الكتاب المقدس، بتقديم محاضرة تضمنت عرض ترجمة لبعض الرُقم الطينية المكتشفة من آثار نينوى والتي تتضمن اللوح الحادي عشر لملحمة جلجامش الذي يسرد قصة الطوفان، وقارنها بقصة الطوفان الواردة في الكتاب المقدس، وأوضح بأن الرب لم يكتب هذه القصة في الكتاب المقدس بل نُقلت حرفياً من ملحمة الطوفان البابلية الأصل وذات الجذور السومرية. كان ذلك بمثابة الصدمة التي أفزعت رجال الدين، ووضعت الكنيسة في موقف لا تحسد عليه.بعد هذه المحاضرة توالت الكشوفات التي أوضحت أن أغلب روايات وشخصيات الكتاب المقدس كانت موجودة في التراث البابلي والآشوري، والتي نبتت من أصول سومرية.إن الشيء المذهل في الإنسان هو قدرته على الإعتقاد بشيء سخيف. ألا تلاحظ أن أديان كثيرة في هذا العالم تتسم بالسخافة والسذاجة، ويبقى الناس متمسكين بها. يؤمنون بها بعمق و يدافعون عنها في معركة يدركون أنها خاسرة أمام العلم والثقافة المعاصرة المنطق. لكن حاجتهم إلى الإيمان بها أقوى من تلك السخافات التي في تلك الأديان والتي قد تجعلهم يتخلون عن إيمانهم بمصداقيتها. هناك من المتعلمين الحاصلين على أعلى الشهادات العلمية، ومع ذلك عقولهم ليست مدربة للتفريق بين قصة ممكنة وقصة مستحيلة الحدوث.مثال على إحدى القصص الخيالية التي تنتعش بها الأساطير القديمة هي قصة الطوفان وسفينة النبي الذي أنقذ الحياة من خلالها, والتي تنتشر أيضاً في الأديان السماوية تلك التي سقطت من السماء تحت إسم فلك النبي نوح.تنص القصة بإختصار أن النبي نوح قام ببناء سفينة عظيمة ليختبئ فيها هو وأهله بعد أن قرر إلهه الشرير إغراق كوكب الأرض بما فيه بسبب قوم خرجوا عن الإيمان ورفضوا تصديق إدعاءات نوح ولا أحد يدري ما العبرة من إغراق كوكب بأكمله بسبب هؤلاء الجماعة.يطرح العقل والمنطق السليمين مجموعة من التساؤلات على هؤلاء الذين يصدقون هذه القصة، فلا بد من وضع النقاط على الحروف، لعلهم يستفيقون ويدركون أنهم يصدقون سخافة ما هي إلا أسطورة يهودية مسروقة من الأسطورة السومرية.هل سأل هؤلاء أنفسهم كيف إستطاع نوح جلب الحيوانات القابعة في القارات الأخرى إليه؟ كيف عبرت الحيوانات التي تعيش في أستراليا وأمريكا المحيطات لتصل إليه ومن ثم عادت إلى موطنها مرة أخرى؟كيف يستطيع الوصول إلى عمق الصحراء لإحضار زوجين من الحيوانات التي تعيش في الحر الشديد، وإلى عمق الجليد لإنقاذ زوجين من الحيوانات تعيش في البرد الشديد؟هل سأل هؤلاء أنفسهم كم من فصيلة يوجد في النوع الواحد من الحيوانات؟ فهل أنقذ كل الفصائل؟ هل بحث عن كل الفصائل الموجودة عبر العالم؟هل سأل هؤلاء أنفسهم كيف عادت كل هذه الحيوانات إلى مواطنها الأصلية؟ هل عبر الدب القطبي، الصحاري و المحيطات ليصل إلى القطب الشمالي؟ هل سبح التمساح في المحيطات ليصل إلى موطنه؟هل سأل هؤلاء أنفسهم كيف إستطاعت أسماك المياه العذبة البقاء بعد أن إختلطت المياه المالحة بها على أثر الفيضانات؟هل سأل هؤلاء أنفسهم من أين جاء نوح بكل الطعام اللازم لذلك الكم الهائل من الحيوانات؟ وكيف إستطاع حمايتها من بعضها؟ وكيف إستطاع تبريد أقفاص الحيوانات التي تعيش في البرد وتدفئة أقفاص الحيوانات التي تعيش في الحر؟إن هؤلاء الذين يصدقون هذه القصة يبدون غارقين في الشماتة من الكفار الذين راحوا ضحية الفيضان، ولم ينتبهوا إلى سخافة الفكرة؟ إنه لمن الشيء المخزي أن تسمع أي شخص وهو يحاول أن يفسر هذه السخافات علمياً. أليس من الأجدى لهؤلاء الإعجازيين أن يقولوا للناس أن الله أرسل ......
#العقلانية
#المعاصرة
#أسطورة
#الطوفان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761001
الحوار المتمدن
اتريس سعيد - العقلانية المعاصرة و أسطورة الطوفان