مختار سعد شحاته : الإبداع في زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#مختار_سعد_شحاته أؤمن أن الكتابة إبداع خاص، ولذلك سأخلع على الإبداع ما أخلعه على الكتابة وسأتحدث عنها من خلال كلمة الإبداع.نظن نحن المشتغلون بالكتابة أننا في صراع أبدي مع الوقت، دائمًا يحدونا ونحن خلفه نسارع الأنفاس الكتابة، وكثيرًا ما نشتكي أننا لا نملك الوقت الكافي لإنجازاتنا، إلا أننا لم نختبر ذلك حقيقية، وهو ما جعل كلمتنا الدارجة "معنديش وقت" شماعة ممتازة لتعليق كثيرًا من التأخير وأسبابه عليها، بل نبالغ أحيانًا ونجعلها هاجسنا الأول والأخير، نحن لا نملك الوقت الكافي لمثل هذا الإنجاز!الحقيقة أن كثيرًا من المؤسسات العالمية في مقابلات العمل تشترط على المتقدمين أن يكونوا من أصحاب القدرات وأن يمتلكوا تلك القدرة المسماة "العمل تحت الضغط"، أي أنها تطلب أناسًا منجزين غير كسولين إن جاز التعبير، وهو ما يجعل الكثير من المبدعين دائمًا ما يفشلون في الانتماء إلى مؤسسات كبيرة تقضي منهم مثل تلك الالتزامات التي يرى فيها المبدعون أنها شرطًا مقيدًا للحرية الإبداعية، بينما يتهمها البعض بأنها تأخذ كل وقته، فتتأخر مشاريعه الإنتاجية والإبداعية كثيرًا.يواجه عالمنا الآن تحديًا إنسانيًا عظيمًا يتمثل في أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما أثر بدوره على منتج المؤسسات والأفراد بشكل عام، حتى المحترفين منهم، إذ ضاعت مئات الآلاف من فرص العمل، وتقلصت ميزانيات كثير من المؤسسات التي وجدت نفسها في مواجهة اقتصادية صعبة مع تداعيات هذا الوباء، بينما وعلى الجهة المقابلة على مستوى الفرد المبدع، فإننا يمكن أن نتفهم أمرًا غاية في الأهمية، إذ لفتنا الانتباه إلى أن مشكلة المبدع دائمًا الشكاية من الوقت وعدم توفره، ومع تداعيات الوباء العالمي، والحظر المنزلي والعزل الاختياري الذي فرضته الأزمة، يمكن أن نتساءل عن هذا الوقت الكبير الذي اكتشفناه فجأة، وليس فقط المبدعين، بل كافة البشر، فعلى الرغم من تلك الأزمة وضغوطها إلا أنها أعطت فرصة ذهبية لمن يريدون أن ينعموا بالهدوء والبعد عن ضغوط الحياة اليومية والمقابلات الاجتماعية وتداعياتها، إذن هي فرصة ذهبية للمبدعين بشكل ما وحسب الظاهر.يبدو أن المثقف والمبدع بالفعل كائن عجيب لا يمكن التنبؤ بأفعاله أو ردود أفعال تجاه الأشياء، ربما ذلك ما يحدو بالبعض أن يروجوا لمقولة مشهورة بأن "الجنون فنون"، وتصير مفردة مثل المجنون مقابلة لمفردة مثل الفنان والمبدع، بل ويرى فيها البعض ملاحة ونوعًا من التميز، وبالنظر إلى المبدعين خلال تلك الأزمة سنجد البعض منهم كما قلنا يجدها فرصة مناسبة للعمل والإنتاج، بينما البعض الآخر يأخذنا إلى ناصية من الروح لم نكن نتخيلها، إذ يشعر رغم توافر كل هذا الوقت بأنه في محبس جديد، ويبدأ في الحديث عن تلك الحبسة التي قيدت أفكاره ومشاريعه الإبداعية، وهو ما يضعنا في عجب من هؤلاء الذين كانوا دائمي الشكوى من ندرة الوقت، إذ ها هم الآن في فسحة منه، لكنهم يراوغون الآن، تحت شعور طاغ بالحبس والحظر، وأن ذلك الأمر قيد كبير على روحهم المبدعة، وحين نسمع ذلك منهم نستغربه وربما نستهجنه أو نتهمه. وهنا ينبغي أن نشير إلى أمر آخر هام إذ ربما كما أسلفنا يجد البعض تلك فرصة مناسبة لغزير الإنتاج والإبداع، مستغلا كل شيء من حوله لأجل ذلك "الإسهال الإبداعي"، وهو ما يضعنا أمام مواجهة حقيقة مع معايير إبداعية كالقيمة الفنية مثلا لمثل هذه المنتوجات الإبداعية في زمن الأزمات، ويثيؤر العديد من التساؤلات حولها، وهو ما يوازي السؤال الكبير مثلا حول الربيع العربي وثورات الشعوب، فهل يجوز أن نكتب أدب ثوراتنا خلال الفترة نفسها وخلال الحدث؟ أم يؤجل ذلك حتى يخرج ناضجًا ومكتملا؟ الإج ......
#الإبداع
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755634
#الحوار_المتمدن
#مختار_سعد_شحاته أؤمن أن الكتابة إبداع خاص، ولذلك سأخلع على الإبداع ما أخلعه على الكتابة وسأتحدث عنها من خلال كلمة الإبداع.نظن نحن المشتغلون بالكتابة أننا في صراع أبدي مع الوقت، دائمًا يحدونا ونحن خلفه نسارع الأنفاس الكتابة، وكثيرًا ما نشتكي أننا لا نملك الوقت الكافي لإنجازاتنا، إلا أننا لم نختبر ذلك حقيقية، وهو ما جعل كلمتنا الدارجة "معنديش وقت" شماعة ممتازة لتعليق كثيرًا من التأخير وأسبابه عليها، بل نبالغ أحيانًا ونجعلها هاجسنا الأول والأخير، نحن لا نملك الوقت الكافي لمثل هذا الإنجاز!الحقيقة أن كثيرًا من المؤسسات العالمية في مقابلات العمل تشترط على المتقدمين أن يكونوا من أصحاب القدرات وأن يمتلكوا تلك القدرة المسماة "العمل تحت الضغط"، أي أنها تطلب أناسًا منجزين غير كسولين إن جاز التعبير، وهو ما يجعل الكثير من المبدعين دائمًا ما يفشلون في الانتماء إلى مؤسسات كبيرة تقضي منهم مثل تلك الالتزامات التي يرى فيها المبدعون أنها شرطًا مقيدًا للحرية الإبداعية، بينما يتهمها البعض بأنها تأخذ كل وقته، فتتأخر مشاريعه الإنتاجية والإبداعية كثيرًا.يواجه عالمنا الآن تحديًا إنسانيًا عظيمًا يتمثل في أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما أثر بدوره على منتج المؤسسات والأفراد بشكل عام، حتى المحترفين منهم، إذ ضاعت مئات الآلاف من فرص العمل، وتقلصت ميزانيات كثير من المؤسسات التي وجدت نفسها في مواجهة اقتصادية صعبة مع تداعيات هذا الوباء، بينما وعلى الجهة المقابلة على مستوى الفرد المبدع، فإننا يمكن أن نتفهم أمرًا غاية في الأهمية، إذ لفتنا الانتباه إلى أن مشكلة المبدع دائمًا الشكاية من الوقت وعدم توفره، ومع تداعيات الوباء العالمي، والحظر المنزلي والعزل الاختياري الذي فرضته الأزمة، يمكن أن نتساءل عن هذا الوقت الكبير الذي اكتشفناه فجأة، وليس فقط المبدعين، بل كافة البشر، فعلى الرغم من تلك الأزمة وضغوطها إلا أنها أعطت فرصة ذهبية لمن يريدون أن ينعموا بالهدوء والبعد عن ضغوط الحياة اليومية والمقابلات الاجتماعية وتداعياتها، إذن هي فرصة ذهبية للمبدعين بشكل ما وحسب الظاهر.يبدو أن المثقف والمبدع بالفعل كائن عجيب لا يمكن التنبؤ بأفعاله أو ردود أفعال تجاه الأشياء، ربما ذلك ما يحدو بالبعض أن يروجوا لمقولة مشهورة بأن "الجنون فنون"، وتصير مفردة مثل المجنون مقابلة لمفردة مثل الفنان والمبدع، بل ويرى فيها البعض ملاحة ونوعًا من التميز، وبالنظر إلى المبدعين خلال تلك الأزمة سنجد البعض منهم كما قلنا يجدها فرصة مناسبة للعمل والإنتاج، بينما البعض الآخر يأخذنا إلى ناصية من الروح لم نكن نتخيلها، إذ يشعر رغم توافر كل هذا الوقت بأنه في محبس جديد، ويبدأ في الحديث عن تلك الحبسة التي قيدت أفكاره ومشاريعه الإبداعية، وهو ما يضعنا في عجب من هؤلاء الذين كانوا دائمي الشكوى من ندرة الوقت، إذ ها هم الآن في فسحة منه، لكنهم يراوغون الآن، تحت شعور طاغ بالحبس والحظر، وأن ذلك الأمر قيد كبير على روحهم المبدعة، وحين نسمع ذلك منهم نستغربه وربما نستهجنه أو نتهمه. وهنا ينبغي أن نشير إلى أمر آخر هام إذ ربما كما أسلفنا يجد البعض تلك فرصة مناسبة لغزير الإنتاج والإبداع، مستغلا كل شيء من حوله لأجل ذلك "الإسهال الإبداعي"، وهو ما يضعنا أمام مواجهة حقيقة مع معايير إبداعية كالقيمة الفنية مثلا لمثل هذه المنتوجات الإبداعية في زمن الأزمات، ويثيؤر العديد من التساؤلات حولها، وهو ما يوازي السؤال الكبير مثلا حول الربيع العربي وثورات الشعوب، فهل يجوز أن نكتب أدب ثوراتنا خلال الفترة نفسها وخلال الحدث؟ أم يؤجل ذلك حتى يخرج ناضجًا ومكتملا؟ الإج ......
#الإبداع
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755634
الحوار المتمدن
مختار سعد شحاته - الإبداع في زمن الكورونا
عباس عبيد : من الألواح الطينية إلى الوسائط الذكية: عن التعليم في زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد يبدو أننا الآن شهود لحظة تاريخية فريدة. قلت ذلك في نفسي، وأنا أرقب أولادي ينجزون واجباتهم الدراسية، ويرسلونها إلى أساتذتهم، بواسطة أجهزة ذكية بحجم الكف، بعدما صار التعليم الإلكتروني واقعاً لا بديل عنه، إثر اجتياح وباء كورنا لعالمنا بلا رحمة. أتذكر السنوات الطويلة التي قضيتها في الدراسة، والتي كانت ـ باستثناء مرحلة الدراسات العليا- تستند لوسائل تقليدية. أذهب إلى ما هو أبعد منذ ذلك التاريخ بكثير، فأتخيل ملامح ذلك التلميذ الذي طلب من والدته أن تعد له وجبة طعام كي يتناولها في المدرسة، وترجاها أن تسرع، ليصل إلى مدرسته في الوقت المناسب. ولكن، ما الجديد في الأمر، ما دام كثير من الطلبة يفعلون ذلك في كل عصر؟الحق، أنني لا أتحدث هنا عن أي تلميذ، وإنما عن التلميذ الأول، الذي عاش قبل الألف الثالث للميلاد، هنا؛ فوق أديم بلاد ما بين النهرين التي تأسست فيها قواعد الكتابة، ولقد قدر لحكايته المكتوبة فوق رقيم طيني أن تصلنا سالمة، وأن يُعثر عليها وتحظى بالترجمة والدراسة، بجهود علماء كبار أدركوا سرّ عظمة الحضارة السومرية. ولعل في مقدمة من يمكن الاستشهاد بهم هنا هو عالم السومريات الأكثر شهرة (صموئيل نوح كريمر).ينقل لنا كريمر في كتابه – صغير الحجم كبير الفائدة – (هنا بدأ التاريخ. طبعة بغداد، بترجمة ناجية المراني)، لا بقية تفاصيل اليوم الدراسي في الحكاية الطريفة المتقدمة، وكيف كانت زيارة الأستاذ إلى بيت التلميذ للالتقاء بوالديه فحسب، بل معلومات غنية أيضاً عن طبيعة نظام التعليم السومري، حيث نشأت أولى المدارس، قبل خمسة آلاف عام، ولعل من لطيف ما أورده أيضأً أن مدير المدرسة كان يلقب ب(أبي المدرسة)، والمدرس ب(الأخ الكبير)، أما التلميذ فكان يسمى (ابن المدرسة). وتبقى احالات هذه الدوال السيمائية المتمثلة في التسمية بحاجة لمعرفة السياق الذي ولدت فيه، لنفهم إن كانت مصممة في الأساس لجعل فضاء التعلم سهلاً ومسؤولاً في آن واحد، يذَّكّر بالألفة، وبالأجواء الحميمية التي يشيعها جو الأسرة الواحدة، أم هي منبثقة من روح الثقافة المجتمعية ذات الطابع الأبوي (patriarchal)، وإن كان الاحتمال الثاني لا يلغي الأول بالضرورة.ومهما يكن من أمر فإن ما يستدعي الانتباه حقاً، يتمثل أيضاً فيما ينقله كريمر عن رغبة الأسلاف بتطوير أساليب التعلم، يقول: (إن أجدادنا كانوا يفكرون بطرق التدريس منذ الألف الثالث قبل الميلاد….وإن عدد الذين مارسوا فن الكتابة آنذاك يزيد على الآلاف. نفسه :8ـ9). وعلى الرغم من أن النهر قد جرت فيه مياه كثيرة بعد ذلك العهد، لكننا كنا بحاجة إلى أن ندشن الألفية الجديدة لنشهد تطوراً غير مسبوق في الوسائط التعليمية، تلك التي كانت في البدء لوحاً طينياً (رقيماً)، يقوم المدرس (الأخ الكبير) بمهمة اعداده (ينظر:نفسه:11ـ12) ثم أخذت و لقرون طويلة شكل الكتاب الورقي، إلى أن صارت اليوم متمثلة بوسائط ذكية تفوق غيرها في سرعة ومرونة الاستخدام، بما توفره من إمكانات خزن واسترجاع لمعلومات واسعة بسرعة فائقة، مع ما يتصل بها من صور ورسوم و جداول إحصائية، وملفات صوتية وفيديوهات، فضلاً عن إمكانية إنشاء صفوف تعليمية تامة بصيغة إلكترونية، وكل ذلك بتكلفة مادية يسيرة. وإن كانت بعض تلك الوسائط الحديثة، مثل الأجهزة اللوحية الذكية لا تزال في دائرة التسمية ذاتها (tablets).(العرب والتعليم الإلكتروني)لا تهدف هذه الوقفة لتقديم دراسة جدوى تكشف عن مزايا التعليم الإلكتروني، الذي يعتمد على تلك الوسائط الذكية، لكثرة ما كتب في الموضوع طيلة الأشهر الماضية التي أعقبت ظهور وباء كورونا، وبدء تطبيق إجراءا ......
#الألواح
#الطينية
#الوسائط
#الذكية:
#التعليم
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765466
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد يبدو أننا الآن شهود لحظة تاريخية فريدة. قلت ذلك في نفسي، وأنا أرقب أولادي ينجزون واجباتهم الدراسية، ويرسلونها إلى أساتذتهم، بواسطة أجهزة ذكية بحجم الكف، بعدما صار التعليم الإلكتروني واقعاً لا بديل عنه، إثر اجتياح وباء كورنا لعالمنا بلا رحمة. أتذكر السنوات الطويلة التي قضيتها في الدراسة، والتي كانت ـ باستثناء مرحلة الدراسات العليا- تستند لوسائل تقليدية. أذهب إلى ما هو أبعد منذ ذلك التاريخ بكثير، فأتخيل ملامح ذلك التلميذ الذي طلب من والدته أن تعد له وجبة طعام كي يتناولها في المدرسة، وترجاها أن تسرع، ليصل إلى مدرسته في الوقت المناسب. ولكن، ما الجديد في الأمر، ما دام كثير من الطلبة يفعلون ذلك في كل عصر؟الحق، أنني لا أتحدث هنا عن أي تلميذ، وإنما عن التلميذ الأول، الذي عاش قبل الألف الثالث للميلاد، هنا؛ فوق أديم بلاد ما بين النهرين التي تأسست فيها قواعد الكتابة، ولقد قدر لحكايته المكتوبة فوق رقيم طيني أن تصلنا سالمة، وأن يُعثر عليها وتحظى بالترجمة والدراسة، بجهود علماء كبار أدركوا سرّ عظمة الحضارة السومرية. ولعل في مقدمة من يمكن الاستشهاد بهم هنا هو عالم السومريات الأكثر شهرة (صموئيل نوح كريمر).ينقل لنا كريمر في كتابه – صغير الحجم كبير الفائدة – (هنا بدأ التاريخ. طبعة بغداد، بترجمة ناجية المراني)، لا بقية تفاصيل اليوم الدراسي في الحكاية الطريفة المتقدمة، وكيف كانت زيارة الأستاذ إلى بيت التلميذ للالتقاء بوالديه فحسب، بل معلومات غنية أيضاً عن طبيعة نظام التعليم السومري، حيث نشأت أولى المدارس، قبل خمسة آلاف عام، ولعل من لطيف ما أورده أيضأً أن مدير المدرسة كان يلقب ب(أبي المدرسة)، والمدرس ب(الأخ الكبير)، أما التلميذ فكان يسمى (ابن المدرسة). وتبقى احالات هذه الدوال السيمائية المتمثلة في التسمية بحاجة لمعرفة السياق الذي ولدت فيه، لنفهم إن كانت مصممة في الأساس لجعل فضاء التعلم سهلاً ومسؤولاً في آن واحد، يذَّكّر بالألفة، وبالأجواء الحميمية التي يشيعها جو الأسرة الواحدة، أم هي منبثقة من روح الثقافة المجتمعية ذات الطابع الأبوي (patriarchal)، وإن كان الاحتمال الثاني لا يلغي الأول بالضرورة.ومهما يكن من أمر فإن ما يستدعي الانتباه حقاً، يتمثل أيضاً فيما ينقله كريمر عن رغبة الأسلاف بتطوير أساليب التعلم، يقول: (إن أجدادنا كانوا يفكرون بطرق التدريس منذ الألف الثالث قبل الميلاد….وإن عدد الذين مارسوا فن الكتابة آنذاك يزيد على الآلاف. نفسه :8ـ9). وعلى الرغم من أن النهر قد جرت فيه مياه كثيرة بعد ذلك العهد، لكننا كنا بحاجة إلى أن ندشن الألفية الجديدة لنشهد تطوراً غير مسبوق في الوسائط التعليمية، تلك التي كانت في البدء لوحاً طينياً (رقيماً)، يقوم المدرس (الأخ الكبير) بمهمة اعداده (ينظر:نفسه:11ـ12) ثم أخذت و لقرون طويلة شكل الكتاب الورقي، إلى أن صارت اليوم متمثلة بوسائط ذكية تفوق غيرها في سرعة ومرونة الاستخدام، بما توفره من إمكانات خزن واسترجاع لمعلومات واسعة بسرعة فائقة، مع ما يتصل بها من صور ورسوم و جداول إحصائية، وملفات صوتية وفيديوهات، فضلاً عن إمكانية إنشاء صفوف تعليمية تامة بصيغة إلكترونية، وكل ذلك بتكلفة مادية يسيرة. وإن كانت بعض تلك الوسائط الحديثة، مثل الأجهزة اللوحية الذكية لا تزال في دائرة التسمية ذاتها (tablets).(العرب والتعليم الإلكتروني)لا تهدف هذه الوقفة لتقديم دراسة جدوى تكشف عن مزايا التعليم الإلكتروني، الذي يعتمد على تلك الوسائط الذكية، لكثرة ما كتب في الموضوع طيلة الأشهر الماضية التي أعقبت ظهور وباء كورونا، وبدء تطبيق إجراءا ......
#الألواح
#الطينية
#الوسائط
#الذكية:
#التعليم
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765466
الحوار المتمدن
عباس عبيد - من الألواح الطينية إلى الوسائط الذكية: عن التعليم في زمن الكورونا
عباس عبيد : هل كان إلكترونياً حقا؟ عن التعليم في زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد 1 - قبيل الوباء: النظام الوحيدهل تتذكرون الإنكار الكبير الذي كان يُواجَه به أولئك الذين حصلوا على شهاداتهم بنظام المراسلة؟ كان انكاراً مشوباً بشيء من الاستخفاف أيضاً. لا أتحدث هنا عن تاريخ بعيد، بل عن بضعة أشهر فقط، تلك المتمثلة بالشهور التي شهدت التفشي الكبير والمخيف لوباء (كوفيد 19). كان يكفي أن نسمع بالأمر حتى نقتنع تماماً بأن محدثنا لا يحمل مؤهلاً علمياً يستحق الاهتمام. ليس لجهة عدم اعتراف وزارتي التربية والتعليم برصانة هكذا نمط من التعلّم، وبالشهادة التي تترتب عليه فحسب، بل لأننا – في الأساس – نجهل الكثير من أساليب التعليم الأخرى. ولم يكن الفضول ليدفعنا حتى نعرف من المقابل شيئاً عن طبيعة دراسته، أو اسم المؤسسة التي منحته الشهادة في الأقل. لقد بدا وكأنّ الأمر برمته لا يحتاج لهذا العناء. ويبدو إننا – في الأصل – لم نكن نتخيل جدوى الاعتماد على أية صيغة أخرى لا تسير وفقاً لأسلوب التعليم الاعتيادي المباشر، الذي تربينا عليه يوم كنا طلاباُ، ثم رحنا نُربّي به تلامذتنا حين أصبحنا أساتذة. كانت جولة بسيطة في أية مكتبة مثلاً يمكن لها أن توفر للباحث عشرات من المصادر المخصصة لدراسة جميع ما له صلة بالأسلوب التقليدي للتعليم (تاريخ نشأته، مسارات تطوره، فوائده وسلبياته) مهما اختلفنا في تقدير القيمة العلمية لتلك المصادر. وفي المقابل لم تتأسس مساحة تستحق الذكر لما سوى ذلك، إلا في استثناءات نادرة جداً. أذكر يوم كنت في المرحلة الابتدائية مطلع ثمانينيات القرن الماضي أنني لمحت بالمصادفة إعلاناً عن التعليم بالمراسلة في إحدى المجلات العربية القليلة المسموح بتداولها. كانت المجلة تصدر من لندن. لم أكن قادراً وقتها على استيعاب فكرة أن يكون الأستاذ في مكان جغرافي ويكون طلبته في مكان آخر. وإذ سألت عن ذلك قريباً لي يحمل مؤهلاً علمياً عالياً في تخصص نادر، وسبق له أن سافر إلى بلدان غربية عديدة، قال بثقة وحزم: (كلاوات)، وهي عبارة قدحية باللهجة العراقية تعني الخداع والاحتيال. لقد تركني جواب قريبي الذي أثق بخبرته في حيرة حقيقية. ففضلاً عن إنه لم يوفر إجابة عن سؤالي، أسهم أيضاً في جعل الصورة المثالية المترسخة في متخيلنا عن أولئك الذين تحصلوا على شهاداتهم بالدراسة في الغرب غير ما كانت عليه من أهلية وفرادة. ومهما يكن من أمر فإن مئة عام من الاعتياد على نظام ما تجعل من الصعب تقبل التفكير بجدوى أية أساليب أخرى، أو حتى تطوير النظام القديم نفسه. هذا إذا خصصنا الكلام هنا عن عمر التعليم المصاحب لولادة أنموذج الدولة الحديثة في الكثير من البلدان العربية مطلع عشرينيات القرن الماضي (العراق وسوريا ولبنان والأردن) إذ أن لذلك النمط التعليمي الذي يتطلب تواجد المعلم والطلاب معاً في قاعة دراسية ضمن مدرسة أو جامعة ما امتداداً تاريخياً طويلاً وراسخاً. من غير أن يعني ذلك تجاهل المنجز الكبير لأساتذة مؤسسين، نجحوا في بناء نظم تعليمية كانت تُعد وقتها نظماً حديثة بحق، وقد أسهمت نخبة من الذين تخرجوا فيها بتنمية بلدانهم بكل براعة، قبل أن يأخذ مشروع النهضة بالتراجع، وتبدأ أفكار الحداثة بالانزواء في الخمسين سنة الأخيرة لأسباب كثيرة. يكفي هنا استذكار مثال من الحالة العراقية، يتجسد فيما آل إليه مصير رائدين من الآباء المؤسسين للتعليم الحديث، أولهما (ساطع الحصري) في مرحلة نشأة الدولة العراقية، وثانيهما (فاضل الجمالي) في مرحلة التحديث الرائدة والجريئة المصاحبة لعهد الازدهار والنمو. ومما يؤسف له أن مصير كلّ منهما كان محزناً للغاية حقاً. أما سبب ذلك فلم يكن مستغرباً مطلقاً، وإن بدا كذلك للبعض، إذ في اللحظ ......
#إلكترونياً
#حقا؟
#التعليم
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765556
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد 1 - قبيل الوباء: النظام الوحيدهل تتذكرون الإنكار الكبير الذي كان يُواجَه به أولئك الذين حصلوا على شهاداتهم بنظام المراسلة؟ كان انكاراً مشوباً بشيء من الاستخفاف أيضاً. لا أتحدث هنا عن تاريخ بعيد، بل عن بضعة أشهر فقط، تلك المتمثلة بالشهور التي شهدت التفشي الكبير والمخيف لوباء (كوفيد 19). كان يكفي أن نسمع بالأمر حتى نقتنع تماماً بأن محدثنا لا يحمل مؤهلاً علمياً يستحق الاهتمام. ليس لجهة عدم اعتراف وزارتي التربية والتعليم برصانة هكذا نمط من التعلّم، وبالشهادة التي تترتب عليه فحسب، بل لأننا – في الأساس – نجهل الكثير من أساليب التعليم الأخرى. ولم يكن الفضول ليدفعنا حتى نعرف من المقابل شيئاً عن طبيعة دراسته، أو اسم المؤسسة التي منحته الشهادة في الأقل. لقد بدا وكأنّ الأمر برمته لا يحتاج لهذا العناء. ويبدو إننا – في الأصل – لم نكن نتخيل جدوى الاعتماد على أية صيغة أخرى لا تسير وفقاً لأسلوب التعليم الاعتيادي المباشر، الذي تربينا عليه يوم كنا طلاباُ، ثم رحنا نُربّي به تلامذتنا حين أصبحنا أساتذة. كانت جولة بسيطة في أية مكتبة مثلاً يمكن لها أن توفر للباحث عشرات من المصادر المخصصة لدراسة جميع ما له صلة بالأسلوب التقليدي للتعليم (تاريخ نشأته، مسارات تطوره، فوائده وسلبياته) مهما اختلفنا في تقدير القيمة العلمية لتلك المصادر. وفي المقابل لم تتأسس مساحة تستحق الذكر لما سوى ذلك، إلا في استثناءات نادرة جداً. أذكر يوم كنت في المرحلة الابتدائية مطلع ثمانينيات القرن الماضي أنني لمحت بالمصادفة إعلاناً عن التعليم بالمراسلة في إحدى المجلات العربية القليلة المسموح بتداولها. كانت المجلة تصدر من لندن. لم أكن قادراً وقتها على استيعاب فكرة أن يكون الأستاذ في مكان جغرافي ويكون طلبته في مكان آخر. وإذ سألت عن ذلك قريباً لي يحمل مؤهلاً علمياً عالياً في تخصص نادر، وسبق له أن سافر إلى بلدان غربية عديدة، قال بثقة وحزم: (كلاوات)، وهي عبارة قدحية باللهجة العراقية تعني الخداع والاحتيال. لقد تركني جواب قريبي الذي أثق بخبرته في حيرة حقيقية. ففضلاً عن إنه لم يوفر إجابة عن سؤالي، أسهم أيضاً في جعل الصورة المثالية المترسخة في متخيلنا عن أولئك الذين تحصلوا على شهاداتهم بالدراسة في الغرب غير ما كانت عليه من أهلية وفرادة. ومهما يكن من أمر فإن مئة عام من الاعتياد على نظام ما تجعل من الصعب تقبل التفكير بجدوى أية أساليب أخرى، أو حتى تطوير النظام القديم نفسه. هذا إذا خصصنا الكلام هنا عن عمر التعليم المصاحب لولادة أنموذج الدولة الحديثة في الكثير من البلدان العربية مطلع عشرينيات القرن الماضي (العراق وسوريا ولبنان والأردن) إذ أن لذلك النمط التعليمي الذي يتطلب تواجد المعلم والطلاب معاً في قاعة دراسية ضمن مدرسة أو جامعة ما امتداداً تاريخياً طويلاً وراسخاً. من غير أن يعني ذلك تجاهل المنجز الكبير لأساتذة مؤسسين، نجحوا في بناء نظم تعليمية كانت تُعد وقتها نظماً حديثة بحق، وقد أسهمت نخبة من الذين تخرجوا فيها بتنمية بلدانهم بكل براعة، قبل أن يأخذ مشروع النهضة بالتراجع، وتبدأ أفكار الحداثة بالانزواء في الخمسين سنة الأخيرة لأسباب كثيرة. يكفي هنا استذكار مثال من الحالة العراقية، يتجسد فيما آل إليه مصير رائدين من الآباء المؤسسين للتعليم الحديث، أولهما (ساطع الحصري) في مرحلة نشأة الدولة العراقية، وثانيهما (فاضل الجمالي) في مرحلة التحديث الرائدة والجريئة المصاحبة لعهد الازدهار والنمو. ومما يؤسف له أن مصير كلّ منهما كان محزناً للغاية حقاً. أما سبب ذلك فلم يكن مستغرباً مطلقاً، وإن بدا كذلك للبعض، إذ في اللحظ ......
#إلكترونياً
#حقا؟
#التعليم
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765556
الحوار المتمدن
عباس عبيد - هل كان إلكترونياً حقا؟ عن التعليم في زمن الكورونا
عباس عبيد : امتحان بلا مراقبة: عن التعليم الإلكتروني في زمن الكورونا
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد أحياناً تبدو لنا الحياة وكأنها سلسلة طويلة لا تنتهي من الامتحانات، لا نكاد نخرج من أحدها حتى يداهمنا الآخر. وما بين ربح وخسارة، ومواجهة وهروب، قد تتاح لنا فرصة لالتقاط الأنفاس، وتقييم النتائج. لكن لا أحد سيمنحنا شهادة نجاح. ذلك أننا وحدنا من سنقرر إن كان من الأنسب لنا خوض التحدي أم الانسحاب منه. مثلما أننا المسؤولون عن مراقبة أنفسنا أثناء ذلك، وعن إعطائها نسبة النجاح أيضاً. هذا إن لم تلهنا التفاصيل اليومية عن فعل ذلك. لكن ماذا عن الامتحانات التي تجريها معاهد التربية والتعليم؟ فالحديث عنها سيستدعي التفكير بسياقات وأجواء وآليات أخرى لها صلات وثقى بمستقبلنا جميعاً، وإن كانت في حقيقتها إحدى الصور اللامتناهية لامتحانات الحياة. ثم ماذا أيضاً عن الامتحانات الإلكترونية التي لجأت لها أنظمة التعليم في العالم العربي – اضطراراً لا خياراً – بعد أن اجتاح فايروس كورونا كل زاوية من زوايا العالم، وجعل من شبه المستحيل إنجاز الامتحانات الدراسية بالصيغة المتعارف عليها لسنين طويلة؟ وفي كل الأحوال، لابدّ لمن يريد النزول إلى البحر من أن يتقن السباحة أولاً، وإلا فإن فرص بقائه على قيد الحياة لن تكون واعدة. وما لم يتم البدء من الآن بمراجعة التجربة الجديدة، وجمع البيانات عنها، ودراستها بمنهجية علمية حقيقية، فلا أتصور أن الأمور ستمضي وفقاً لما تنشده المؤسسات التعليمية العربية، تلك التي تواجه في الأصل، وقبل تبنيها للتعليم الإلكتروني قائمة طويلة من المشاكل، فيما يتصل بفلسفة النظام التعليمي القائم الذي لم يشهد مراجعة منذ عقود، وبنيته التحتية ومناهجه وكوادره، فضلاً عن مخرجاته التي تُركت بلا خطط تحديثية.ضرورة الامتحان وشرعية المراقبةيعد الامتحان آلية مفيدة لقياس الأداء. فهو يتيح للأستاذ التعرف على نسبة تحصيل الطلبة من نواتج التعلم، ويوفر له فرصة لاكتشاف مواهبهم، وامكاناتهم المتباينة بحكم الفروق الفردية، لكي يتيسر له العمل على تنمية وتطوير قابليات تلامذته. وبالرغم من وجود الكثير من الأشكال التي يمكن بوساطتها أداء الامتحان (أفضل تسميته اختباراً)، إلا أن نظم التعليم العربية بقيت تفضل نمط الامتحان الكلاسيكي التحريري، أي أن يستخدم الطالب قلماً وورقة (دفتراً في الامتحان النهائي) ليجيب على أسئلة تتصل بمواد المنهج الدراسي. في حين لم تكن تولي نموذج الامتحان الشفوي الأهمية ذاتها، فكانت درجات التقييم المخصصة له لا تتعدى العشرة بالمئة من مجموع الدرجة، وقد لا نجد من يعتمده إلا في المراحل التي تسبق الدخول إلى الجامعة. أما الامتحانات العملية ذات التوجه التطبيقي فليس لها وجود معتد به إلا في أقسام العلوم الصرفة، وكأننا نتناسى أن توفيرها والاهتمام بها في حقول العلوم الإنسانية له فوائد حقيقية أيضاً. أما المراقبة (أفضل تسميتها بالإشراف) فمع كل التداعيات ذات السمة الاكراهية المهددة للأمن، والمنتهكة للخصوصية والحرية الفردية التي لحقت بها في ذهن الإنسان العربي لارتباطها بهيمنة نظم الحكم الدكتاتورية التي تحصى على الفرد أنفاسه، أقول مع ذلك كله إلا أننا سنستبق تفاصيل الحديث لنؤكد إنه ليس في الوسع اجراء امتحان ناجح من غير توفر مراقبة ناجحة، ما دمنا نلجأ لأساليب امتحانية بذاتها. ولعل من المفيد هنا استذكار مغزى المراقبة وما يمكن أن تنتجه من آثار، بحكم اعتمادها في سياقات عمل مختلفة، وفي ألوان الحياة الاجتماعية أيضاً. وسنتأكد لحظتها أنها ليست شراً مطلقاً، بل إن في وسعها أن تكون ضامناً لنجاح كثير من الأعمال والمشاريع التي تستدعي الاشراف والمتابعة الميدانية المباشرة. وقبل كل شيء لا ......
#امتحان
#مراقبة:
#التعليم
#الإلكتروني
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765688
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد أحياناً تبدو لنا الحياة وكأنها سلسلة طويلة لا تنتهي من الامتحانات، لا نكاد نخرج من أحدها حتى يداهمنا الآخر. وما بين ربح وخسارة، ومواجهة وهروب، قد تتاح لنا فرصة لالتقاط الأنفاس، وتقييم النتائج. لكن لا أحد سيمنحنا شهادة نجاح. ذلك أننا وحدنا من سنقرر إن كان من الأنسب لنا خوض التحدي أم الانسحاب منه. مثلما أننا المسؤولون عن مراقبة أنفسنا أثناء ذلك، وعن إعطائها نسبة النجاح أيضاً. هذا إن لم تلهنا التفاصيل اليومية عن فعل ذلك. لكن ماذا عن الامتحانات التي تجريها معاهد التربية والتعليم؟ فالحديث عنها سيستدعي التفكير بسياقات وأجواء وآليات أخرى لها صلات وثقى بمستقبلنا جميعاً، وإن كانت في حقيقتها إحدى الصور اللامتناهية لامتحانات الحياة. ثم ماذا أيضاً عن الامتحانات الإلكترونية التي لجأت لها أنظمة التعليم في العالم العربي – اضطراراً لا خياراً – بعد أن اجتاح فايروس كورونا كل زاوية من زوايا العالم، وجعل من شبه المستحيل إنجاز الامتحانات الدراسية بالصيغة المتعارف عليها لسنين طويلة؟ وفي كل الأحوال، لابدّ لمن يريد النزول إلى البحر من أن يتقن السباحة أولاً، وإلا فإن فرص بقائه على قيد الحياة لن تكون واعدة. وما لم يتم البدء من الآن بمراجعة التجربة الجديدة، وجمع البيانات عنها، ودراستها بمنهجية علمية حقيقية، فلا أتصور أن الأمور ستمضي وفقاً لما تنشده المؤسسات التعليمية العربية، تلك التي تواجه في الأصل، وقبل تبنيها للتعليم الإلكتروني قائمة طويلة من المشاكل، فيما يتصل بفلسفة النظام التعليمي القائم الذي لم يشهد مراجعة منذ عقود، وبنيته التحتية ومناهجه وكوادره، فضلاً عن مخرجاته التي تُركت بلا خطط تحديثية.ضرورة الامتحان وشرعية المراقبةيعد الامتحان آلية مفيدة لقياس الأداء. فهو يتيح للأستاذ التعرف على نسبة تحصيل الطلبة من نواتج التعلم، ويوفر له فرصة لاكتشاف مواهبهم، وامكاناتهم المتباينة بحكم الفروق الفردية، لكي يتيسر له العمل على تنمية وتطوير قابليات تلامذته. وبالرغم من وجود الكثير من الأشكال التي يمكن بوساطتها أداء الامتحان (أفضل تسميته اختباراً)، إلا أن نظم التعليم العربية بقيت تفضل نمط الامتحان الكلاسيكي التحريري، أي أن يستخدم الطالب قلماً وورقة (دفتراً في الامتحان النهائي) ليجيب على أسئلة تتصل بمواد المنهج الدراسي. في حين لم تكن تولي نموذج الامتحان الشفوي الأهمية ذاتها، فكانت درجات التقييم المخصصة له لا تتعدى العشرة بالمئة من مجموع الدرجة، وقد لا نجد من يعتمده إلا في المراحل التي تسبق الدخول إلى الجامعة. أما الامتحانات العملية ذات التوجه التطبيقي فليس لها وجود معتد به إلا في أقسام العلوم الصرفة، وكأننا نتناسى أن توفيرها والاهتمام بها في حقول العلوم الإنسانية له فوائد حقيقية أيضاً. أما المراقبة (أفضل تسميتها بالإشراف) فمع كل التداعيات ذات السمة الاكراهية المهددة للأمن، والمنتهكة للخصوصية والحرية الفردية التي لحقت بها في ذهن الإنسان العربي لارتباطها بهيمنة نظم الحكم الدكتاتورية التي تحصى على الفرد أنفاسه، أقول مع ذلك كله إلا أننا سنستبق تفاصيل الحديث لنؤكد إنه ليس في الوسع اجراء امتحان ناجح من غير توفر مراقبة ناجحة، ما دمنا نلجأ لأساليب امتحانية بذاتها. ولعل من المفيد هنا استذكار مغزى المراقبة وما يمكن أن تنتجه من آثار، بحكم اعتمادها في سياقات عمل مختلفة، وفي ألوان الحياة الاجتماعية أيضاً. وسنتأكد لحظتها أنها ليست شراً مطلقاً، بل إن في وسعها أن تكون ضامناً لنجاح كثير من الأعمال والمشاريع التي تستدعي الاشراف والمتابعة الميدانية المباشرة. وقبل كل شيء لا ......
#امتحان
#مراقبة:
#التعليم
#الإلكتروني
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765688
الحوار المتمدن
عباس عبيد - امتحان بلا مراقبة: عن التعليم الإلكتروني في زمن الكورونا