الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد الرحيم طالبي : وظيفة العلم والفلسفة في عصرنا الراهن
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الرحيم_طالبي يعتقد معظم الناس أن الفلسفة في عصرنا الراهن قد ماتت؛ لأنه لم يعد لها أي دور في حياة الإنسان، بحجة أن العلم الحديث قد اكتسح كل مجالات الحياة، وهؤلاء الأشخاص الذين يتبنون هذا الرأي يطرحون على معارضيهم، سؤالا جوهريا مفاده؛ في خضم هذا التقدم العلمي والتقني الهائل الذي تعرفه الحضارة الإنسانية في عصرنا الراهن، ماذا يمكن أن تقدم الفلسفة من خدمات ومنافع للإنسان المعاصر مادام العلم يستطيع أن يجيبنا عن كل الأسئلة التي تخطر في بالنا، ومادامت كل الخدمات التي يستفيد منها الإنسان في عصرنا إنما يستفيد منها بفضل العلم وليس بفضل الفلسفة؟ جوابا عن هذا السؤال لا بد أن نوضح بشكل دقيق وظيفة العلم ووظيفة الفلسفة، ومن تم نبين حدود اشتغال كل واحد منهما. إن تحديد وظيفة العلم والفلسفة يقتضي منا أولا وقبل كل شيء، تحديد موضوع اشتغال كل واحد منهما، فمواضيع اشتغال العلم هو العالم المادي المحسوس(باستثناء بعض العلوم النظرية مثل الرياضيات)، أما مواضيع اشتغال الفلسفة هي مواضيع قائمة على التأمل المجرد في عدد من المفاهيم. إذا كان الموضوع الذي يهتم العلم بدراسته هو العلاقات السببية التي تربط بين الأشياء في العالم المادي المحسوس، فهذا يعني أن مجال اشتغاله لا يتعدى العالم المادي، والأسئلة التي يستطيع أن يجيبنا عنها هي فقط الأسئلة التي تتعلق بدراسة العلاقات السببية في العالم المادي، مثل دراسة قوانين حركة الاجسام. أما المواضيع التي تهتم الفلسفة بدراستها فهي في أغلب الأحيان لا يمكن دراستها بالمنهج التجريبي مثل السياسة أو الدين، فكيف يمكن للعلم مثلا أن يقترح علينا النموذج المثالي للنظام السياسي الذي يجب علينا تطبيقه في الدولة، إن العلم لا يستطيع أن يقترح علينا القوانين الوضعية التي تهتم بتنظيم الشأن العام للمواطنين لأن ذلك ليس من اختصاصه. ونفس الأمر ينطبق على موضوع الأخلاق والجمال والمنطق، ففي الطبيعة لا توجد معايير أخلاقية أو جمالية أو منطقية، لأن هذه المعايير إنسانية، لنأخذ على سبيل المثال موضوع الأخلاق، ففي الطبيعة لا يوجد شيء شرير أو شيء خير، بل إننا ننظر إلى الأشياء انطلاقا من منظورنا الخاص هذا المنظور قائم على مصلحتنا الخاصة، فكل شيء يفيدنا نعتبره خير وكل شيء يلحق بنا الضرر نعتبره شر. ولا يستطيع العلم أن يجيبنا أيضا عن الأسئلة الجوهرية في الحياة، وعلى رأسها الأسئلة الوجودية مثل: سؤال ما معنى الحياة؟ وأين كان الإنسان قبل أن يولد؟ وأين سيذهب بعد وفاته إن كانت هناك حياة أخرى؟ وما الأنا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يوجد الكثير، لا يستطيع العلم بأي حال من الأحوال أن يجيب عنها. إن الفكرة القائلة بأن الفلسفة لا جدوى منها في عصرنا الراهن لأن العلم بفضل تقدمه الهائل في كل مجالات الحياة يستطيع أن يجد حلا لكل مشكلة تعترض الإنسان وتعكر صفوه، هي فكرة غير صحيحة، ليس فقط لأن العلم لن يستطيع أن يجيبنا عن الأسئلة الجوهرية في الحياة، مثل سؤال معنى الحياة، بل أيضا لأن التقدم العلمي الذي عرفته الإنسانية قد تسبب في إنتاج مشاكل كثيرة (لم تكن موجودة في العصور السابقة) لم يستطع أن يعثر على حلول لها، كالمعضلات الأخلاقية التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي. ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته البشرية بتوفيرها لكل الوسائل اللازمة لتحقيق رفاهية الإنسان وسعادته، إلا أن العلم عجز عن إدراك ماهية الأشياء الجوهرية في الحياة، وكما قال هيدجر العلم لا يفكر بل يتساءل عن طريقة اشتغال الأشياء وليس عن ماهية الأشياء، بمعنى أن العلم يجيبنا عن سؤال كيف؟ وليس عن سؤال لماذا؟ فالفلسفة هي التي تجيبنا عن هذا النوع من الأ ......
#وظيفة
#العلم
#والفلسفة
#عصرنا
#الراهن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762113