الحوار المتمدن
3.09K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نوفل شاكر : ليس لدى الكولونيل من يعاتبه
#الحوار_المتمدن
#نوفل_شاكر كانت ليلة الخامس من كانون الأول عام 1989 ليلة باردة في مدينة دريسدن فيما كان يُعرف سابقاً ب " ألمانيا الشرقية" في ذات امبراطورية كانت تسمى يوما ما ب " الاتحاد السو&#1700-;-ياتي".حوّل سقوط جدار برلين هذه الليلة الباردة إلى ليلة ملتهبة، حوّلَ أيضاً معه مصير المقدم الشاب في " الستازي" (جهاز الاستخبارات السو&#1700-;-ياتي في ألمانيا الشرقية)، الجهاز الأقوى من بين أجهزة الاستخبارات الشيوعية بأسرها وقتذاك.كانت الحشود الثائرة قد نزلت إلى الشوارع في كل أرجاء ألمانيا الشرقية، هاجت وماجت، وجرفت معها كل النظام القديم، ومعه رموز الشيوعية وتماثيلها، في تلك الليلة، وفي دريسدن، تمّ تحديد الهدف: مبنى الستازي.تمكنت مجموعة من تطويق المبنى ومع مضي الوقت، كانت الأعداد تتزايد باضطراد، وتتحول إلى حشدٍ غاضب وشرس. كذئبٍ جريح ومحاصر، محدقاً من خلال الستائر، كان المقدم الشاب والذي اسمه &#1700-;-لاديمير پوتين يراقب بحذرٍ ما يدور في الخارج، بوصفه ضابطاً مساعداً، فقد استلم زمام الأمور بنفسه في تلك الساعة الخطيرة بعد غياب مديره.ونظراً لحاجته إلى المساعدة؛ اتصل بمركز الاستخبارات السو&#1700-;-ياتي ال" K.G.B” في موسكو مراراً وتكراراً بدون نتيجة، أخيراً جاءه ردٌ غير مكترث بما يجري، قائلاً: " إن موسكو صامتة"! وهكذا وجد المقدم الشاب نفسه لوحده في هذا الموقف الكبير والخطير!نزل إلى أسفل المبنى، متوجهاً حيث القبو، مشعلاً الفرن، ممزقاً آلاف الصفحات من التقارير السرية، والوثائق الاستخبارية التي تكمن في فحواها آلاف الأسماء للعملاء السريين، وآلاف التفاصيل عما كان يجري في أوربا في الحرب الباردة، وهكذا تحولت هذه الأوراق المهمة إلى قصاصات صغيرة بيد المقدم، الذي أخذ يطعمها للنيران المشتعلة في الفرن، والتي كلما ازداد توقُّدها كلما ازدادت الحشود اقتراباً من المبنى… ترك ألسنة اللهب تتعالى، وبأعصاب باردة، وقلب تدرب لسنوات في الردهات السرية في مراكز الكي جي بي على تأخير الشعور بالخوف، خرج إلى الحشود وصرخ بهم مهدداً: " هناك حراس مسلحون في الداخل، سيردونكم قتلى"!!تعاقبت المشاهد التراجيدية أمام عين المقدم الذي أصبح الآن عقيداً؛ ليرى أكبر كارثة جيوسياسية تحدث في القرن العشرين بعد عامين من سقوط الجدار، انهيار الاتحاد السو&#1700-;-ياتي الرهيب!توارى ميخائيل غورباتشوف، وتوارى معه الاتحاد السو&#1700-;-ياتي، وتقاسم الأخوة الأعداء إرثه تقاسماً مجحفاً، وتعهد جيمس بيكر شامتاً بعدم تقدم حلف الناتو شرقاً.كانت التسعينيات سنوات الضياع، ضياع البلاد التي كسرت _ يوماً ما_ نابوليون بونابرت، مُحيلةً حملته ذات الستمائة ألف جندي، إلى ثلاثين ألفاً فقط، مُثخنين بالجراح والأمراض وصقيع موسكو، هاربين من غارات فرسان القوزاق على امتداد طريق الهزيمة، ولازالت مدافعهم تقبع ذليلة في حديقة الكرملين. البلاد التي قهرت أدولف هتلر الذي أصيب بجنون العظمة، واجتاحها ب " عملية بارباروسا" ذات الخمسة ملايين جندي، فهزمت فرق ال&#1700-;-رماخت، والتي كانت من أفضل الجيوش في العالم وأكثرها كفاءة ودقة في تنفيذ العمليات؛ تحطمت على مقتربات موسكو، وطاردتها فرق الجيش الأحمر وصولاً إلى الرايخستاج، فغيّرت ملامح أوربا بأسرها.أوربا تلك القارة العجوز، التي ما برح رجل اليانكي المغتر بشبابه، يغويها بمشروع مارشال من هنا، ومبدأ ترومان من هناك، ثورات ملونة من هنا، وغرس لقواعد الناتو من هناك، والغاية دوماً هي تطويق " امبراطورية الشر" _ الوصف الذي أطلقه الرئيس ريغان على الاتحاد السو&#1700-;-ياتي_ لم يكن هذا المغوي ......
#الكولونيل
#يعاتبه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751288