الحوار المتمدن
3.1K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
الحبيب حميدي : مقتطف من روايتي رحلة في الذاكرة في ليبيا
#الحوار_المتمدن
#الحبيب_حميدي يذكر أنه كان هناك فندقان بوسط العاصمة متجاورين، أحدهما افريقيا والاخر أوروباّ، كانا يبرزان له من بعيد.نزل بفندق أوروبا. كان فندقا سياحياّ مكلف الإقامة، صعد الدّرج مسرعا حتىّ أدرك الغرفة بعد إجراءات التسّجيل ولم يكد ينهي قراءة الرّسوم المطلوبة على صفحة الباب: ثلاثة جنيهات لليلّة الواحدة حتى أغلق الغرفة وخرج للتوّ.كان ذلك كافيا ليعود أدراجه. هي كلفة باهظة أغرب من خياله تكاد الليّلة الواحدة تذهب بثلث ماله. نزل مسرعا وهيأّ نفسه وصاحبه للبحث عن وكالة شعبيةّ بأقلّ كلفة.أدرك صاحب الفندق انّ الزّائر طالب علم وأنّ الرّحلة غير مقدور عليها في مثل سنهّ وحاله بالكلفة المطلوبة، فقدّر ظرفه وهجرته في سبيل العلم فمكّنه ومكّن صاحبه من الإقامة بمعلوم رمزي وبأقلّ من كلفة الوكالة ثم دعا لهما بالإقامة الطّيبة.اشتدّ فرحه بيسر الإقامة في فندق فخم، وحمله طيب المقام على أن يسعى في المدينة الصّاخبة صباح مساء لا يعرف فيها إلاّ قهوة الصّباح لذّة فإذا رمته الطّرق وملتهّ وكالات الأسفار يسأل فيها مواعيد السفر إلى تركيا وضجّ بالخطب تأتيه من هنا وهناك، عاد برغيف خبز عصا مفرد يهشّ به في الطّريق.كان يرضى من اللحّم بأكل الرّقبة لو كانت هناك رقبة ولكن كسيرة يابسة كأبي حيانّ سبعة عشر يوما قضّاها بطرابلس. طعامه حليب ورغيف خبز يابس ثم قدّر الله له قارورتين من عسل وسمن.هما قارورتان، قارورة من عسل وقارورة من سمن، جاء بهما رفيقه معدما غير ممتعّ إلاّ منهما كان أوكل له بهما صديق استحثهّ راجيا أن يحملهما بدلا عنه تخففّا من متاعه وتبرّكا برحلة المعرفة إلى الشّرق أعدّهما الصّديق مؤونة للسّفر استباقا للخير واقتصادا في النفّقة، لكنّ الحاجة أبت والظّرف أبى والنفّس أمّارة بالسّوء فما اقتدر الواحد على تحمّل الجوع وقد بان التعبّ وبدا الهزال على الأبدان.لذلك أتيا عليهما لحسا لحسا، لعقا لعقا، وهما بين من لا يكاد يوقن ومن لا يكاد يشكّ في أنّ ثالثهما لاحق لا محالة، فحملا نفسيهما على انقطاع خبره فقد دفعهما يسير ما في الجيب وعوز المؤونة إلى الدّعاء عليه حتىّ لا يلحق.كان كلمّا احتاج الواحد منهما إلى طعام آوى إلى القارورتين، أمّا هو فكان بهما كبخيل المسرجة يطوّف بما يقتطع من رغيفه وعلى ملمس العسل والسّمن يلعق هبابا هبابا ولا يكاد يغمّس فلا يقطف من رحيقهما إلاّ قدر ما تحمل النحّلة من رحيق الزّهر، ولقد خشي كما خشي صاحبه أن يتبذّلا في الأمانة لكنهّما أتيا عليها وقد كان لابدّ ممّا لم يكن منه بدّ. لقد أتت عليهما الاياّم قليلا قليلا، سبعة عشر يوما لم تبق منهما إلاّ النزّر القليل وما هضمهما على قول الجاحظ إلاّ الضّحك.وكدأبه مازحا معلقّا قال: ليس هنا من يقول من لم يكن عنده مثلي نظر مثلك! قال صاحبه: تلك ثورتنا على البورجوازيةّ! يجب أن نتقاسم الثرّوة، نحن في بلد الثوّرة على الرّأسماليةّ والرّجعيةّ والإمبرياليةّ نحن في زمن الاشتراكيةّ.رد ّضاحكا: هذه وصيةّ الحطيئة لأبناء اليتامى، لقد أكلنا ماله ولم يبق إلاّ أن ........... أمه! لم يستجب الله على كل حال للدّعاء، فقد التحق الصّديق واستشرى غيظه واغتاظ على من أمّنه وتحسر على ما تبدّد من القارورتين يضرب كفاّ بكفّ اشتدّ النزّاع فتغاضبا وتراذلا حتىّ تلاكما.وتهشّم القارورعلى ريح الغضب، ولم يهدآ حتى بادر أحدهما يقول: قــلــت والإسلام ديني ليتني كنت تراباتلك أياّم طرافة من سرور المراهقة وملح الشّبيبة هادئة جميلة. أياّم للمغامرة واللّامبالاة والعناد انتهت في ميناء طرابلس. ......
#مقتطف
#روايتي
#رحلة
#الذاكرة
#ليبيا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748529
الحبيب حميدي : حليمة
#الحوار_المتمدن
#الحبيب_حميدي كان شاهده من بعيد يتلوى. يسوق دراجته العتيدة على غير العادة في مشقة وعسر. يدفعها فتتلوى بين يديه عصية عسيرة غير مبالية بجهده. كان يقيمها ذات اليمين وذات اليسار فلا تستقيم ولا تستقر على حال فما ثبتت له وما أمكن له أن يثبت عليها. كان كلما حادت به عن الطريق وخطرت هنا أو هناك وخشي ارتطامها بالطوار ومن الله عليه بالجهد الذي بقي فيه من تعب هذا الصباح في رحي القهوة دافع لسلامته فتباعد وتوسط حتى إذا استوت على المعبد او كادت عادت عليه من جديد تتأبى وتتعنت. تتعوج وتنثني حتى تكاد تهوي به.تحسبها في سلوكها منحرفة تكره الاستقامة او تتعمد إيذاءه ولعلها لا تحتمله او تكره أن يضمها ويعتليها. هي تناور وتداور تتمنع وتستعصي وهو يعالج. يحاور ويجاهد بالثبات والعزم. يراودها باللين والعطف تارة وربما استمالها بالغضب والسخط تارة أخرى. يسب الوالد والمولود يلعن الصانع والتاجر والشاري والنهار الذي عرفها فيه. أما هي فغير مبالية بسخطه فلا تفعل غير أن تجنح وتعرض. هي لا تسمعه ولا تراه ولا تشعر به. هي لا تكاد ترضخ وهو لا يكاد يمل. يدفع ويدفع ويدفع. وربما غفل أثناء صراعه وحماسه وسبابه عن أخطار الطريق، عن تلك العربات المسرعة وهي تقف وراءه شدا وزحفا فيفزع ويرتاع ويتدكدك ويتبعثر حتى ينال منه التراب وربما صاح به سائق غاضب يستبعده ويشتمه بما اعتاد عليه العامة من الشتم بقبيح الكلام وبذيئه فلا يسلم له عرض ولا شرف ثم يدعو عليه بالهلاك وينصرف حتى إذا ما انتفض بعد الفزعة والهلعة وراح يتثبت ويتلفت ويقلب كفيه وأطراف ثوبه صاح يردد بالمثل ويقذع أيما إقذاع ثم يلتفت إلى الدراجة يستكمل حنقه بكلام فسوق. ينحني يهزها هزا ويرفعها رفعا ويرجها رجا وقد اشتد به الغضب فإذا استقوى واستمسك وأمسك بالمقود وضغط على الدواسةانصاعت واستسلمت وقرت عينا واستوت ساكنة فإذا ما استقر عليها هادئا واستأنس بسكونها وسالت بهما الطريق خفق عندئذ كالطائر باسطا جناحيه يشق العباب بقدر الجهد والريح وهو يردد في غمرة البهجة بالنصر بصوت عال: يا اسم السماء ويا اسم الأرض. قد كان لابد لها من وقفة حازمة. لعنة الله عليها إنها لا تعرف إلا القوة هكذا حليمة كم قلت لها إنك امرأة عنود جموح لا تثبت على حال هكذا النساء هكذا الدنيا ثم يصمت ولا يعود إلى التسخط ثم يطلق وجهه بابتسامة عريضة يبسمل ويحوقل باسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله. ليتها تعرف معنى الحلم. ......
#حليمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749550
الحبيب حميدي : من بغداد الى القيروان طيب المسك
#الحوار_المتمدن
#الحبيب_حميدي في القيروان ذاكرته الشخصية وحلاوة طفولته التقط في شوارعها كل الابتسام وفي ازقتها كل الزهرفي القيروان طيب خاص لم يعثر عليه في كل المدن التي زارها هي فكره ومجده ترابها مسك وحصاها جوهريات يذكر القيروان فيبكيها كما بكاها الحصريكان لا يستيقظ الا وهي في نور عينيه ولا تسبل سدول ليلها عليه الا وهي في خافق قلبه فلا الطرقات إذا تفرقت او تجمعت الا وهي فانوسه الأسنى ولا النوافذ ان فتحت او اغلقت الا كانت بطيب بيوتها الاذكى في انفاسه.وعلى الجدران البيضاء اينما حل ارتسمت شعورها واسحارها وانضارها اطيافا تناديه لم تكن تبتسم الاله ولم يكن يبتسم الا لها وكم ود ود ابن شرف طائرا يراها باحثا يتأمل. يتذكرها فيرى شارع المر وباب الجلادين وباب تونس واسراب الحمائم في كل المساءات والاعياد وايام المولد النبوي فرادى وجماعات الى جامع ابي زمعة البلوي.يرى روحه في الحشود تتدفق إلى القيروان رجالا ونساء تغبطه نشوة الاستماع الى الاناشيد الصوفية.المولد هناك مناسبة عظيمة للصلاة والذكر لمن شاء أن يتذكر وفرصة لمن لا يريد أن تنفعه الذكرىفمن الزقاق إلى الزقاق شباب يدفعه عبث ويدفئه سمر. حفيف على الأبواب وتحت النوافذ.هناك في الظلمة وعلى فوانيس خافتة تحيا قلوب وتموت قلوب. وفي الشوارع المؤدية إلى جامع أبي زمعة والى جامع عقبة سيل أجساد حامية وأرواح ذوابل وأفئدة وطيس. أمان على الله للعباد أن يرزق وهو خير الرازقين وأن يرحم وهو خير الراحمين. للأتقياء رزق مما كتب الله وللنساء والرجال الطيبين والطيبات والعابدين والعابدات والخبيثين والخبيثات رزق مما كتب الله. وهجرة كل عابد إلى ما هاجر إليه. مصلون ومصليات ومسبحون ومسبحات لترانيمهم صدى ولأدعيتهم نشر طيب يسري في المؤمنين رحمة ونورا بقلوب تخفق وعيون تدمع وهي تنشد وقوفا على دفوف الشيوخ: ولد الهدى.و تسترجع في زواياها: اين من نحل وذاب اين من شفه الوداد . لابي علي القيرواني الصوفي اين من همه الحبيب واين من دهره غريبوقول ابي عبد الله الصولي: يا من اذاب فؤادي في محبته وأضرم النار في قلبي واحشائي ما ان ذكرتك الا بت في خلدي بموضع الماء من قلبي واعضائييحضر ذلك مستمتعا.ثم إذا هو خرج وإذا سار وإذا انعطف حسنا رأى وفي نفسه خير هذا بشر ذا فاذا الله قد عفا.قتيل شهيد من تتصباه حسان القيروان وقتيل شهيد من قتله اللعس وتكسير الجفون.قال الباشا حسن حسني عبد الوهاب : هن حسان من اصول شتى بربريات وعربيات وفارسيات وروميات.كن حيث شئت في القيروان هذا بين البخور والعطور وهي تفوح على أنوف ووجوه قرصها برد الليل وقد زفت في رحابها واسواقها وبيوتها اطباق العصائد والمحلى فهو منها في لذة نعيم.وذاك بين أصوات الأذكار تصدح من الجوامع فتسري في سائر البدن حرارة وغبطة واطمئنانا فهو منها في دفء الإيمان.ذاك بين القدود والنهود والخدود والأبكار فهو منها في عيشة راضية.وهذا بالدعاء والصلاة يدخل في عباد الله في جنة راضية. كل في شأن فان شئت حييت وان شئت حييت ولله في خلقه شؤون فكل أمرئ يومئذ في شان يغنيه.تمر بك العذارى والصبايا وذوات القدود كلمى وكأن قد....يذكر القيروان كما عاش فيها صبيا ببهائها وجمال أسواقها ونشاط حركتها وسطوة جوامعها وطيب ريحها تنام وتصحو عواطف. تنفق الأموال والأدعية وتغتبط النفوس والى الله يصعد الكلم الطيب.يحضره وهو في غرفة الحجز كيف ......
#بغداد
#القيروان
#المسك

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752219
الحبيب حميدي : ساعة الصفر ساعة الهجوم
#الحوار_المتمدن
#الحبيب_حميدي حين دلف من القطار عند محطة الوصول ود لو تنطبق كل ابواب الحديد بقوة تنخلع لها الافئدة وتقوم لها ريح صرصر. كان في كل خطوة يخطوها إلى سيارته المنتظرة الرابضة أمام المحطة منذ أيام يستنزل غضب السماء ويستدعي حجارة الأرض وبقوة شيطانية رجيم في عجاج كالثعبان تتنزل السماء هطلا حجرا ونفخا نارا فلا تبقي ولا تذر ويلقفها الغور ثم تزحف فوقها الجبال ويل امها ويل ام فاعلها. يلعن الإنجليز والامريكان والساسة والسياسيين والناس اجمعين اقتحم المحطة وتوسط البهو لم يبال بأحد حتى أولئك الذين هاتفوه بالتحية "يا أستاذ. يا استاذ." لم ينتبه إليهم. لم يشعر بوجودهم قط. لم يكن يرى. لم يكن يسمع. اتجه مسرعا نحو باب الخروج. سحب الباب في انفعال ثم اندفع في عجل يمرق الى الشارع يطلب السيارة. ما كاد يمد الخطى حتى اصطدم بالباب الخارجي. لم يعرف ان كان زلق او أخطا السير فوضع القدم في غير الموضع فعثر وتداعى وتدكدك بالدرج سمعه الناس يتسخط ويلعن. أسرعوا اليه " لا بأس. لا بأس يا أستاذ" لكنه عالج نفسه حتى استوى قائما "لا بأس. شكرا. الحمد لله " كانت النظرات من حوله تخترق كنهه وحجبه. شعر انه تبعثر وتبعثرت اوراقه واطرافه ولم يدر ان بعضه قد علق وتلطخ وان بعض اطرافه قد أصابه مكروه حين لج. كان امله وهو يسرع ان يلحق بأخبار منتصف الليل. ساعة الصفر ساعة الهجوم على المدينة وكله حماس في ان يشاهد الطائرات تتهاوى كالفراش المبثوث والدبابات تحترق كالعهن المنفوش. كان به في مثل الزهو والاعتداد وهو يردد جاء شقيق عارضا رمحه ان بني عمك فيهم رماح.أيكون اليوم ...ربما. ماتزال في اليوم بقية باقية على كل حال وربما انتهت الساعات الأخيرة بخير. هكذا حدث نفسه ثم تحامل على بعضه يخفي غضبه ويبدد انفعاله لكن الذي سرعانما أفسد عليه باعث زهوه وقطع شيئا من اطمئنانه وغاضة ايما اغضاء في قلبه وعقله ما راعه وهو يستبق لحظة امله ما رأى من محفظته وهي تتهاوى وتسقط وتتلطخ. محفظته تلك التي طالما تأبطها ورعاها واعتز بها كيف لها ان تنفلت وتنفصل. انسلت كما لو كانت تتنصل وتفر بينما كان يجهد نفسه لالتقاطها. لم يبد الامر هينا ولا مقبولا. كان فاجعة بالنسبة اليه. كان كما لو ان طودا عظيما يتهاوى امامه او ينجرف في انزلاق خطير يجرفه ويجرف كل من حوله لذلك ازداد غضبا وتبرما وبدا عليه القلق والارتباك. لقد سقطت في عينيه كل الحروف والكلمات ودوى صوت الانهيار العظيم في راسه ونفسه واكتنفه إحساس بشؤم قادم يأتي على ايامه القاتمة. تلك الأيام التي لم تتبدل منذ سنين. ألم تصبه النكسة في الصميم منذ زمن وماتزال تهزه الى الان وتجيش العذاب في صدره حتى كأنها البارحة. قبض الألم والتعب والخذلان روحه وما سئم واشتكى حتى طابت شكواه وما يئس ثم سعى وجاهد ليوم أمجد لم يظهر له فيه افق وهو في كل ذلك صابر ومنتظر لكن سقوط المحفظة على الأرض وامام العالم لم يبق فيه باقية لبشرى او صبر. ان هو الا علامة من علامة الساعة ونذير اخر يستدعيه للزمن رديء. وقف بالطوار بعد ان التقط أنفاسه ولملم جراحه وحواشيه. التفت يمينا والتفت يسارا. سرب يده اليمنى في جيوبه ثم سرب اليسرى. حفر هنا. ثم حفر هناك. تلمس أطراف لباسه. تحسس وتجسس. قلب في أعماق سراويله. لاشي ء. كان يستغيث بالسماوات العلى تنجده بالمفاتيح. يعرف ان هذه المفاتيح كثيرا ما ازعجته وكثيرا ما التمسها فلم يجدها وكثيرا ما أخسرته الجهد والمال والساعات. عبثا حاول. اتكون سقطت أ تكون انسلت ام سرقت. عجبا... اللعنة. سقطت كل المراجع. قالها وتسخط.لم يدر كم مضى عليه من الوقت يستجلي كل شيء فيه حتى امتدت اليه ......
#ساعة
#الصفر
#ساعة
#الهجوم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753812
الحبيب حميدي : مقتطف من كتابي رحلة في الذاكرة في الكتاب شد على التاء
#الحوار_المتمدن
#الحبيب_حميدي .....حفظ القرآن والمناجاة الكبرى وقصّة رأس الغول وشمس المعارف الكبرى ونهج البردة ومتن ابن عاشر والزّير سالم و ... كانت تلك مكتبته العصريةّ. لم يكن ذلك محض اختياره في الحقيقة بل كانت تلك وصيةّ والده فكم كان والده ولوعا شغوفا بالقراءة والقرآن بعد أن حرم التعّلمّ.لم تكن هناك مدرسة غير كتاّب القرية الصّغير، لم يحصل منه والده إلاّ على سورتي الفاتحة والإخلاص. حفظهما وهو ينصت من وراء نافذة المؤدّب. ردّدهما مع أطفال في مثل سنهّ ربمّا لم يكن بإمكان الجدّ تعليمه ولعله لم يشأ أن يلحقه بالكتاّب، فظلّ الأب بتينك السّورتين من القرآن معونة وزادا في تقواه وصلاته. تقوّى بهما طول عمره وكلهّ حسرة وأسف على هذه النقّيصة لذلك أصرّ واشتدّ إلحاحه على ابنيه فيما بعد في طلب العلم وحرّضهما عليه لينا لا النصّيب الأوفر فحفظا القرآن في الكتاّب وتعلمّا فكّ الخطّ ومعناه في لغته تعلمّ القراءة ولا يهمّ إن لم يتعلمّا الحساب والهندسة ففي الكتاب كلّ العلوم على قول سيدّنا الشيخ غير ان سيدّنا الشيخّ لا يعلمّ الحساب ولا الهندسة إذ الحساب ليوم الحساب.في الكتاّب وبين يدي المؤدّب وهو يملي على الأطفال في مسجد القرية وعلى حصير الحلفاء، تلقىّ الطّفل أولى دروسه وعلى لوح مطليّ بحجر الطّفل خطّ أولى معارفه بمداد الصّوف المحروق وكتب أولى آيات الحمد والنعّمة فحفظ القرآن وسبحّ لله. كان للمؤدّب في كلّ حزب يختمه الطّالب بين يديه حقّ الختم من مأكل وملبس وبعض النقّود وتلك عادة جارية على كلّ من يحفظ حزبا من القرآن، سنة واجبة على الآباء في حقّ الأبناء هي منحة لا يثبت لها وقت ولا معلوم توهب على قدر ما أنعم الله على صاحبها. هي حقّ للمؤدب لا يتنازع فيه وواجب ثقيل عسير على والده لابد منه فاذا بلغ الطّفل بعد ذلك سنّ المدرسة العصريةّ المستحدثة بالقرية بداية الاستقلال بلغها حافظا قارئا يفكّ الخط.لم يكن على المؤدّب إلاّ تحفيظ القران ، يجلس على الدّكة بعد أن يكون قد بسط فوقها شيئا من فراش وثوب يرتاح إليه ،ثمّ يسند ظهره إلى حائط كان ضرب عليه حصيرا يحميه برد الشّتاء يبسمل ويحوقل ويحمدل ثم يتبسّط في جلسته أو تربيعته ثم يبسمل من جديد ويمسك بعصا طويلة تكاد لطولها تبلغ أنحاء القرية وفي القاعة قبالته ودون الدّكّة زمر الأطفال في جلساتهم وأعمارهم المختلفة على فرش من حصير الحلفاء قد استمسكوا بالواح خشبيةّ مطليةّ وأقلام قدّت من قصب وشقتّ، سامعين مردّدين طائعين كلّ وسورته يعيد الواحد منهم على المؤدّب ما أملاه عليه من آياتها يستزيده لفظا أو آية فيخطّها على لوحه فإذا استزاد آية أخرى بعد ذلك رفع صوته نعم سيدي فينعم عليه المؤدّب مستجيبا يملي . ولم يكن على الصّبيّ إلاّ أن يردّد الآية ويشدّ السّمع فلا يخطئ الإملاء.يقرأ على سيدّنا المؤدّب آخر ما بلغ منه يستكمله الآية فيكملها له. كان المؤدّب حافظا ثبتا تتجاوب الأصوات حوله تختلط وتتعالى، وهو في كلّ ذلك هادئ يرسل آياته على جميع من حوله فلا يتبسم ولا يتبسّط حتى ينتهي درس الإملاء فاذا انتهى راجعه الأطفال عند الخروج وعرضوا عليه ما أملي عليهم ولا يخرجون إلاّ كراما حافظين. أمّا من كذّب وتولىّ فقد كفل له المؤدّب على الفلقة سائقا وشهيدا قوييّن يقومان زبانيةّ. وصوت العصا أكبر من الصّراخ والعويل. وليت ضعيف الذّاكرة لم تلده أمّه. وعلى قرب المسجد الجامع من مسكنه في القرية كان يتأففّ من القيام باكرا ومن الذّهاب والإياب إلى الكتاّب وتكرار الآيات يستعرضها نهارا على المؤدّب ويكرّرها ليلا على مسمع أبيه. كان واجبا لا يعرف له سببا ولا غاية إلاّ استرضاء والده، فقد كان أبوه يحبّ سماع القر ......
#مقتطف
#كتابي
#رحلة
#الذاكرة
#الكتاب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761235