محمد علي الشبيبي : انقلاب 8 شباط 1963 الدموي قلوب تحترق
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_الشبيبي يستذكر العراقيون يوم 8 شباط من كل عام أحداث جريمة انقلاب شباط الدموي عام 1963. حيث قام الانقلابيون باعتقال الاف الوطنيين وزجهم في السجون وتعريضهم للتعذيب والتصفيات بأبشع وسائل التعذيب الفاشية، فخسر العراق خيرة أبنائه الوطنيين. وكانت عائلتنا الصغيرة من بين آلاف العوائل العراقية التي تعرضت لحملة الانقلابيين في إرهابهم البربري. تناول والدي -طيب الله ثراه- بتواضع وحذر شديد بعض أحداث وتبعات هذا الانقلاب الدموي في مخطوطته (ذكريات معلم)، ولكنه حاول أن يكون حذرا وتجنب الكثير من التفاصيل والشواهد بسبب ما كان يتعرض له من مضايقات وضغوط مستمرة من الأجهزة الأمنية البعثية والعارفية ... تكللت جهودي بجمع مخطوطات الوالد (ذكريات معلم) ونقلها على الوورد ومن ثم مراجعتها وتنقيحها وإملاء الفراغات الضرورية، وطباعتها عام 2012 بعنوان (الرائد علي محمد الشبيبي/ ذكريات التنوير والمكابدة). وللأسف كان نشرها جداً محدودا لضعف إمكانياتي وعدم تواجدي في الوطن. وفي عام 2021 عرض عليّ الاستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة دار المدى بإعادة طباعة ونشر المذكرات وفاءً منه للوالد، فوافقته شاكرا مبادرته الطيبة. وهكذا صدرت الطبعة الثانية عام 2021 من دار المدى مشكورة لهذه المبادرة الرائدة بحلة جديدة تم فيها تنقيح الأخطاء الفنية والتقنية التي وقعت فيها الطبعة الأولى، وهي متوفرة الآن في بيت المدى في شارع المتنبي (بغداد) أو في غيرها من المكتبات التي تتعامل مع دار المدى في المدن الأخرى. سأنشر بعض ما كتبه الوالد في -ذكريات التنوير والمكابدة- عن أحداث انقلاب شباط وتبعاته. وأدناه الحلقة الرابعة تحت عنوان "قلوب تحترق!". السويد/ 7 شباط 2022 محمد علي الشبيبي كتب المربي الراحل علي الشبيبي تحت عنوان "قلوب تحترق بصمت!" ذات يوم وقد خرجنا من الزنزانة لقضاء الحاجة. الأمهات والآباء خلف السياج في الشارع. بعض الآباء أيضا يمتعون أنظارهم برؤية فلذات أكبادهم. يسألونهم عن حالهم وما يحتاجون. أسمع صوتا شجيا، وكلمات تعبر عن أسىً عميق. إنها أم، صوتها الهادئ يصل سمعي كلحن كمان حزين. كان رأسها يميل يمينا وشمالا مع لحن كلماتها. شُغِلتُ عن كل ما حولي. ذلك الصوت وحده كان يحز في قلبي. الله ما أقسى الإنسان مع أخيه الإنسان!حين عدنا إلى الزنزانة، عاد الشباب إلى شؤونهم. بعضهم يلزم السكون دائما، آخرون يتحدثون، بعضهم يحب الهزل والضحك، آخرون يطالعون. أنا، ما يزال صوت تلك الأم يرن في رأسي. كدت أبكي. لكن بعد هذا بقليل بكيت شعراً. كان خلفي اثنان من فرس كربلاء، قال أحدها لرفيقه، أتذكر الشاب الأشقر "همام" قالوا عنه إنه قتل! أجابه صاحبه بالفارسية "حَرفْ نَزَنْ، إنْ بُبُاشْ!" ومعناها أسكت هذا أبوه. أدرت وجهي إليهما، وقلت ما يملك أبوه لنفسه أمرا، ولا أنتما، مصيرنا بيد القدر. وثارت أشجاني، فناديت اليراع، ليحول دموعي شعرا، فكتبت: بُـنَـيَّبُني لقد أمسـى فؤادي مقسمـا فعندكمـو شطر وعندي هنا شطرُوفي كل شطر يـوغـل الداء إنما يصارع هذا الداء في محنتي الصبرُأقـول لدهري: كفَّ يا ويك وارتدع وحسبك إني ليس يثنيني الذعرُويـكفيك إنـا قد تشتت شـمـلنـا وان دجـانـا غاب عن افقه بـدرُولا تـنتظـر منا أنـينـا وادمعـاً وانْ نـزلتْ فـالحـر أدمعه جمرُبني تـحمل ما تـلاقيه بـاسـمـاً فـأنت فتى فيمـا تـوارثـته حرُّودعني بـأشـواقي أذوب وحسـرتي تزيـد و يذكيها من اللـوعة الفكرُ كتبت في معتقل مركز شرطة كربلاء 27/04/1963 و ......
#انقلاب
#شباط
#1963
#الدموي
#قلوب
#تحترق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746661
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_الشبيبي يستذكر العراقيون يوم 8 شباط من كل عام أحداث جريمة انقلاب شباط الدموي عام 1963. حيث قام الانقلابيون باعتقال الاف الوطنيين وزجهم في السجون وتعريضهم للتعذيب والتصفيات بأبشع وسائل التعذيب الفاشية، فخسر العراق خيرة أبنائه الوطنيين. وكانت عائلتنا الصغيرة من بين آلاف العوائل العراقية التي تعرضت لحملة الانقلابيين في إرهابهم البربري. تناول والدي -طيب الله ثراه- بتواضع وحذر شديد بعض أحداث وتبعات هذا الانقلاب الدموي في مخطوطته (ذكريات معلم)، ولكنه حاول أن يكون حذرا وتجنب الكثير من التفاصيل والشواهد بسبب ما كان يتعرض له من مضايقات وضغوط مستمرة من الأجهزة الأمنية البعثية والعارفية ... تكللت جهودي بجمع مخطوطات الوالد (ذكريات معلم) ونقلها على الوورد ومن ثم مراجعتها وتنقيحها وإملاء الفراغات الضرورية، وطباعتها عام 2012 بعنوان (الرائد علي محمد الشبيبي/ ذكريات التنوير والمكابدة). وللأسف كان نشرها جداً محدودا لضعف إمكانياتي وعدم تواجدي في الوطن. وفي عام 2021 عرض عليّ الاستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة دار المدى بإعادة طباعة ونشر المذكرات وفاءً منه للوالد، فوافقته شاكرا مبادرته الطيبة. وهكذا صدرت الطبعة الثانية عام 2021 من دار المدى مشكورة لهذه المبادرة الرائدة بحلة جديدة تم فيها تنقيح الأخطاء الفنية والتقنية التي وقعت فيها الطبعة الأولى، وهي متوفرة الآن في بيت المدى في شارع المتنبي (بغداد) أو في غيرها من المكتبات التي تتعامل مع دار المدى في المدن الأخرى. سأنشر بعض ما كتبه الوالد في -ذكريات التنوير والمكابدة- عن أحداث انقلاب شباط وتبعاته. وأدناه الحلقة الرابعة تحت عنوان "قلوب تحترق!". السويد/ 7 شباط 2022 محمد علي الشبيبي كتب المربي الراحل علي الشبيبي تحت عنوان "قلوب تحترق بصمت!" ذات يوم وقد خرجنا من الزنزانة لقضاء الحاجة. الأمهات والآباء خلف السياج في الشارع. بعض الآباء أيضا يمتعون أنظارهم برؤية فلذات أكبادهم. يسألونهم عن حالهم وما يحتاجون. أسمع صوتا شجيا، وكلمات تعبر عن أسىً عميق. إنها أم، صوتها الهادئ يصل سمعي كلحن كمان حزين. كان رأسها يميل يمينا وشمالا مع لحن كلماتها. شُغِلتُ عن كل ما حولي. ذلك الصوت وحده كان يحز في قلبي. الله ما أقسى الإنسان مع أخيه الإنسان!حين عدنا إلى الزنزانة، عاد الشباب إلى شؤونهم. بعضهم يلزم السكون دائما، آخرون يتحدثون، بعضهم يحب الهزل والضحك، آخرون يطالعون. أنا، ما يزال صوت تلك الأم يرن في رأسي. كدت أبكي. لكن بعد هذا بقليل بكيت شعراً. كان خلفي اثنان من فرس كربلاء، قال أحدها لرفيقه، أتذكر الشاب الأشقر "همام" قالوا عنه إنه قتل! أجابه صاحبه بالفارسية "حَرفْ نَزَنْ، إنْ بُبُاشْ!" ومعناها أسكت هذا أبوه. أدرت وجهي إليهما، وقلت ما يملك أبوه لنفسه أمرا، ولا أنتما، مصيرنا بيد القدر. وثارت أشجاني، فناديت اليراع، ليحول دموعي شعرا، فكتبت: بُـنَـيَّبُني لقد أمسـى فؤادي مقسمـا فعندكمـو شطر وعندي هنا شطرُوفي كل شطر يـوغـل الداء إنما يصارع هذا الداء في محنتي الصبرُأقـول لدهري: كفَّ يا ويك وارتدع وحسبك إني ليس يثنيني الذعرُويـكفيك إنـا قد تشتت شـمـلنـا وان دجـانـا غاب عن افقه بـدرُولا تـنتظـر منا أنـينـا وادمعـاً وانْ نـزلتْ فـالحـر أدمعه جمرُبني تـحمل ما تـلاقيه بـاسـمـاً فـأنت فتى فيمـا تـوارثـته حرُّودعني بـأشـواقي أذوب وحسـرتي تزيـد و يذكيها من اللـوعة الفكرُ كتبت في معتقل مركز شرطة كربلاء 27/04/1963 و ......
#انقلاب
#شباط
#1963
#الدموي
#قلوب
#تحترق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746661
الحوار المتمدن
محمد علي الشبيبي - انقلاب 8 شباط 1963 الدموي/ قلوب تحترق!