الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
منير المجيد : آخر يوم في 2021
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد وهكذا صرنا على بعد ساعات قليلة من السنة الثالثة للجائحة وأشهر قلائل لتدخل المقتلة السوريّة عقدها الثاني.بداية يومي لم تكن مُشجّعة على الإطلاق. كأس الشاي الذي اعتدت شربه بعد الإفطار منذ نصف قرن انشطر بفرقعة صغيرة وسال الماء المغلي في كل مكان وعلى قدمي. إنكسر الشر؟ أي شرّ؟ الشرّ لا ينكسر بل يمتدّ سرطانياً. انكسرت الكاسة وأحمرّ جلد قدمي قليلاً. قليل من التفاؤل يعني أن يحدث هذا اليوم أُفضل من أن يحدث في آخر يوم من السنة.للمرّة الألف سأتحدّث عن نفسي. يُرجى عدم المُؤاخذة، فأنا أعرف إسرافي في هذا لإرضاء «أناي»، ومن ناحية اخرى لا مجال كبير لطرح مواضيع شيّقة بسبب الحجر والإغلاق وهيك شغلات. مجالي وفضائي المُريح هو رواية قصص أسفاري في المقام الأول، وبسبب عدم توفّرها لجأتُ إلى أحاديث عن مواقفي الغبيّة وترهاتي ووعكاتي وتجارب زياراتي للأطباء والمستشفيات، كوني في خضمّ «سنّ التصليحات» مؤخّراً. لم يكن القصد من أحاديثي إثارة قلق بعض الأصدقاء، أو تصيّد «سلامتك من كل شرّ» أبداً. كل ما هُناك أنني وجدت فيها، بالرغم من كلّ شيء، جانباً من المتعة والتسلية، خلافاً لوجهة نظر البعض.السفر الذي كنتُ أمارسه بشغف كبير تفرمل بين ثانية واخرى. ومنه، بطبيعة الحال، إدماني لجولات وصولات اليابان. أيضاً الزيارات الساتيلاتية القصيرة للمدن الأوروبية.هناك بعض المدن التي لم أزرها بعد. أيضاً كندا ونيوزيلندا كانتا على قائمتي. أمريكا؟ لا شكراً. البلد الذي لا أتطلّع لزيارته، لكن نيويورك، وفقط نيويورك، أردت أن أمنهحا فرصة.قبل بدء الجائحة بقليل إزداد عدد أفراد أسرتي بحفيدين.سُعدنا وفرحنا، لكن تباعدنا فيما بعد. فاتني الكثير من الوقت في متابعة نموّهما ورؤية أول إبتسامة لهما، كما كان الأمر مع الحفيدين الأولين.الإغلاق الشامل في البلاد تطلّب بقاء الجميع في البيت، وكان تأثير ذلك على الوليدين الجديدين مُلفتاً.المعروف أن الأطفال الصغار هم قنابل نوويّة صغيرة من البكتيريا والجراثيم المُغلّفة في جلدهم الناعم الرائع، لأنّهم يرتادون الحضانات. ولهذا فائدة وضرورة لأنهم كلما اختلطوا بالآخرين، كلما قويَ جهاز مناعتهم. مواليد فترة الحجر ظلّوا محميين في حضن أمهاتهم لفترة طويلة، وكأنهم عاشوا في جهاز مُعقّم.وحينما خُفّفت القيود والحجر الصحي اضطر الأولياء للذهاب إلى العمل تاركين أطفالهم تحت رحمة عدوى الأمراض التي تمرح في رياض الأطفال. وهكذا كان أمر الحفيدين. مرضا بشكل لا يوصف، سال إنفاهما بالمخاط وارتفعت درجات حرارتهما، واضّطررتُ إلى الذهاب إلى كوبنهاغن مرّات عديدة لتنطيف مؤخراتهما وتبديل قماطاتهم المليئة بالإسهال. كان هناك مشكلة صغيرة اخرى تعلّقت بعدم كفاية معرفتهما بي كي أبقى معهما طيلة اليوم. لحسن الحظ، زالت بتكرار الزيارات.أربكني الوضع الجديد لأنه فُرض عليّ الإقلال من الإختلاط بأفراد العائلة والأصدقاء، والإبتعاد عن الذين لا أعرفهم وكأنهم مجزومون. ماذا أفعل؟ انصرفت إلى الكتابة كفشّة خلق ومشاهدة عشراة الأفلام، حتّى الهوليودية التافهة، والمسلسلات غير العربيّة وبرامج عن الحيوانات البريّة والأسماك، مُكتسباً عادات جديدة: ذرف الدموع لأتفه الأسباب. إذا بكت الممثلّة ساندرا بولوك أجهش بدوري في البكاء، وكذلك إن تاه طفل عن أمّه في مسلسل نيتفليكسي. في جيوبي محارم على الدوام.كأنني خرجتُ من حياتي وصرت مُجرّد متفرج عليها. هي ليست مسرحية أو ما يشبه، فأنا أعرف أنهّا حياتي، بيد أنني خارجها على نحو ما. كيف أشرح الموقف؟ لا أستطيع التطلّع إلى المستقبل، كما كنتُ أفعل مسبقاً. لم ......
#2021

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742472