لخضر خلفاوي : مَمِّي ..
#الحوار_المتمدن
#لخضر_خلفاوي ****ـ سرد واقعي من الماضي لـ : لخضر خلفاوي ـ باريس الكبرى ـ جنويا****.. في الابتدائي اقترحت معلمتي الحبيبة و تُدعى "خَضِرة" تفويتي ـ اجتيازي ـ من الرابعة إلى السادسة .. أذكر أنها فاتحتني في الموضوع بكل تحمّس منها و تحدثت معي بعدما تناقشت مع المدير.. ثم بعد ذلك حدثت تعقيدات و إهمال غير - مقصود - و دُفن الأمر .. أذكر أني فرحت كثيرا بالفكرة .. و أذكر رغم جودة التعليم وقتها في البلد؛ كانت النية و الفكرة و الجو العام غير منسجمين و لا مواتيين !- معلمتي " خضرة " طيب الله الثرى الذي تطأ عليه أينما حلّت ؛ كانت تحبّني كإبنها ربما لتفوقي و لخلقي المتميز ، لم أكن أزكي نفسي لكني كنت أراني من خلال عيون محيطي المدرسي و المجتمعي .. الأستاذة « خَضِرة » هي واحدة من نساء هذا الكون اللائي ساقهن إليّ الله ليقعن في حبي و ودي .. قدري بشقيه؛ ـ في شقه الأول يتمثل في شيء غريب يجعل معظم نساء الدنيا يحببني و يصطاد قلوبهن، لا أدري حتى كتابة هذه الأسطر إن كانت شفقة أو عطفا أو تشجيعا لتميزي و لتفوقي أو لكل هذه الأسباب مجتمعة! نساء قلبي الرائعات المعلمات في مرحلة الإبتدائي كـالـ « حمامة » و الـ « فريدة » و الـ « رشيدة »، و غيرهن .. كأن الله أراد بي السلام و التفرّد و الرشاد على أيديهن حمّالات البرّ الهاطل من صدورهن النقية و المخلصة لأمانة تعليم النشء! كنتُ أرضع فيهن الحب فَنَمَت إنسانيتي نموا سليما مع فطرتي التي حافظن عليها. أذكر أن " خضراء" معلمة العربية و أستاذة الفرنسية "الرشيدة" .. كانتا ( تحتي البطينين لقلبي ) .. أذكر مرارا لما كانتا يتشاجران ممازحتاني مشجعتاني مفتخرتان بأذكى تلميذ تجود به باديتي على مدينتهم .. و لأول مرة عرفت منهما أن النزوح الريفي فيه فوائد كثيرة لمدارس المُدن، فكنت أعزي بذلك قلبي أني لست دخيلا غير مرغوب فيه!، كانتا يراناني كأنما أسقطتني عليهما السماء مع برَدِها سهوا، معلّمتاي لم تعلما أن البرد في باديتي قسم ظهري و شقق جلد أناملي فتقول أولاهما:- : هذا خضري .. الخضر الجميل .. هاذ إبني .. هاذا إبني و ليس إبنك ! و أُخراها كانت ترد بالمثل ممازحة .. أو تقترح اقتسامي بالقسط كـأخذ : شيء من شعري الغجري و عيني الكتسنائتين أو شفتي البارزتين و « ضحكتي » البريئة المصحوبة بالحياء و الخجل و ـ التى كنت أشعر كلما أطلقت سراحها في داخل نفسي ـ أنها أسقطت فيلقا من الملائكة فيغشى عليهم لِتَدَفُّق النقاء من قلبي اليتيم وقتها ـ كان عقلي النجيب ضمن دفتر شروط إقتسامي بين معلمتي الحبيبتين… والله .. كنت منشطرا بينهما بكل فرح الدنيا .. و كنت أشعر بالسعادة و العزة و بالغلى بعد بخس الدنيا لطفولتي ، فأقول في نفسي لقد: فرّقني الله عن أمي و رزقني بأكثر من « أم » ..و امرأة .. عندما أدخل البيت بعد الدوام أَجِد أمّي " شويخة" بالتبني العاطفي و الإجتماعي ـ رحمة الله عليها ـ تنتظرني.. تقول لي بكل حبور لقد جئت يا « مَمّي* » .. آملُ أن دوامك في المدرسة كان كالعادة جميلا و ثريا !. » ـ أما في الشق الثاني النقيض من قدري فهو مرّ و مؤلم جدا؛ ببساطة تخطف مني الدنيا كل نسائي التي أحبها قلبي و أحببنه !ــــ ـ *:( تصغير لغوي محلي لإبني)ـ 25 أوت 2020 ......
#مَمِّي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690540
#الحوار_المتمدن
#لخضر_خلفاوي ****ـ سرد واقعي من الماضي لـ : لخضر خلفاوي ـ باريس الكبرى ـ جنويا****.. في الابتدائي اقترحت معلمتي الحبيبة و تُدعى "خَضِرة" تفويتي ـ اجتيازي ـ من الرابعة إلى السادسة .. أذكر أنها فاتحتني في الموضوع بكل تحمّس منها و تحدثت معي بعدما تناقشت مع المدير.. ثم بعد ذلك حدثت تعقيدات و إهمال غير - مقصود - و دُفن الأمر .. أذكر أني فرحت كثيرا بالفكرة .. و أذكر رغم جودة التعليم وقتها في البلد؛ كانت النية و الفكرة و الجو العام غير منسجمين و لا مواتيين !- معلمتي " خضرة " طيب الله الثرى الذي تطأ عليه أينما حلّت ؛ كانت تحبّني كإبنها ربما لتفوقي و لخلقي المتميز ، لم أكن أزكي نفسي لكني كنت أراني من خلال عيون محيطي المدرسي و المجتمعي .. الأستاذة « خَضِرة » هي واحدة من نساء هذا الكون اللائي ساقهن إليّ الله ليقعن في حبي و ودي .. قدري بشقيه؛ ـ في شقه الأول يتمثل في شيء غريب يجعل معظم نساء الدنيا يحببني و يصطاد قلوبهن، لا أدري حتى كتابة هذه الأسطر إن كانت شفقة أو عطفا أو تشجيعا لتميزي و لتفوقي أو لكل هذه الأسباب مجتمعة! نساء قلبي الرائعات المعلمات في مرحلة الإبتدائي كـالـ « حمامة » و الـ « فريدة » و الـ « رشيدة »، و غيرهن .. كأن الله أراد بي السلام و التفرّد و الرشاد على أيديهن حمّالات البرّ الهاطل من صدورهن النقية و المخلصة لأمانة تعليم النشء! كنتُ أرضع فيهن الحب فَنَمَت إنسانيتي نموا سليما مع فطرتي التي حافظن عليها. أذكر أن " خضراء" معلمة العربية و أستاذة الفرنسية "الرشيدة" .. كانتا ( تحتي البطينين لقلبي ) .. أذكر مرارا لما كانتا يتشاجران ممازحتاني مشجعتاني مفتخرتان بأذكى تلميذ تجود به باديتي على مدينتهم .. و لأول مرة عرفت منهما أن النزوح الريفي فيه فوائد كثيرة لمدارس المُدن، فكنت أعزي بذلك قلبي أني لست دخيلا غير مرغوب فيه!، كانتا يراناني كأنما أسقطتني عليهما السماء مع برَدِها سهوا، معلّمتاي لم تعلما أن البرد في باديتي قسم ظهري و شقق جلد أناملي فتقول أولاهما:- : هذا خضري .. الخضر الجميل .. هاذ إبني .. هاذا إبني و ليس إبنك ! و أُخراها كانت ترد بالمثل ممازحة .. أو تقترح اقتسامي بالقسط كـأخذ : شيء من شعري الغجري و عيني الكتسنائتين أو شفتي البارزتين و « ضحكتي » البريئة المصحوبة بالحياء و الخجل و ـ التى كنت أشعر كلما أطلقت سراحها في داخل نفسي ـ أنها أسقطت فيلقا من الملائكة فيغشى عليهم لِتَدَفُّق النقاء من قلبي اليتيم وقتها ـ كان عقلي النجيب ضمن دفتر شروط إقتسامي بين معلمتي الحبيبتين… والله .. كنت منشطرا بينهما بكل فرح الدنيا .. و كنت أشعر بالسعادة و العزة و بالغلى بعد بخس الدنيا لطفولتي ، فأقول في نفسي لقد: فرّقني الله عن أمي و رزقني بأكثر من « أم » ..و امرأة .. عندما أدخل البيت بعد الدوام أَجِد أمّي " شويخة" بالتبني العاطفي و الإجتماعي ـ رحمة الله عليها ـ تنتظرني.. تقول لي بكل حبور لقد جئت يا « مَمّي* » .. آملُ أن دوامك في المدرسة كان كالعادة جميلا و ثريا !. » ـ أما في الشق الثاني النقيض من قدري فهو مرّ و مؤلم جدا؛ ببساطة تخطف مني الدنيا كل نسائي التي أحبها قلبي و أحببنه !ــــ ـ *:( تصغير لغوي محلي لإبني)ـ 25 أوت 2020 ......
#مَمِّي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690540
الحوار المتمدن
لخضر خلفاوي - مَمِّي ..