الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
خليد البرنوصي : لا تُعر الكتب أبدًا
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي "لا تُعر الكتب أبدًا، فلا أحد يرجعها، والكتب الوحيدة التي أحتفظ بها في مكتبتي هي الكتب التي أعارني إياها الآخرون."* ليس هناك من نصيحة أفضل وأجدى من هذه، لا شك أن صاحبها مرت عليه تجارب عديدة، ليختصر الأمر في هذا الدرس البليغ. ومع أني افتتنت بها، فعلى غير عادتي في مقاسمة النصائح المهمة مع معارفي وأصدقائي، فإن هذه بالذات أخفيها عنهم. خططتها بالحرف العثماني، ووضعتها في إطار مذهب خلف أحد أبواب خزانة كتبي. صارت تنبيها محسوسا لي عند كل حالة سهو ما، قد أفقد بسببها واحدا من كتبي، بالإضافة أنها تشعرني بالطمأنينة حين أجد فيها مسوغا حكيما لما أحتفظ به من كتب غيري. إنها ما يشبه صك براءة مع نفسي لنفسي.صار لي مع القراءة والكتب علاقة وطيدة. ها أنا أتوفر على مكتبة تليق بشخصي، وبطموحاتي التي لا حدود لها. تشكلت عبر سنين، وفضاءات مختلفة. أتذكر من بدايات عشقي للحرف أن طلبت من أستاذي بعض الكتب، خاصة وأنه كان يشجعنا كثيرا على البحث والقراءة. دعاني مرة بعد ألحاح مني إلى مكتبته، وقال: لك أن تختار ما تشاء، حين تنهي قراءتها، يمكن لك أن تستعير أخرى. أخذت بضعة كتب قيمة، وانصرفت على أمل أن أعود سريعا.ولم أعد أبدا...مسارات الدراسة قادتني بعيدا، لم يكن أمامي وأنا أحمل معي رزم الكتب حيثما ارتحلت من مسكن إلى أخر، إلا أن أسجل في أعلى الصفحة الأولى من الكتب إسمي الثلاثي، وأدمغ أسفله توقيعي. توقيعي الذي تعبت من صباي على رسمه على الطاولات وأغلفة الدفاتر، حتى صرت مدمن على خطه الآن على أي بياض تصله أصابعي بأريحية، ما عدا بياض الشيك فلا زال يرعبني.أيام الجامعة كنت شغوفا بالكتب. أقرأ كل ما يصل يدي من عند رفاقي وصديقاتي. وكان كل كتاب جديد لا يفارقني إلا وقد ملأت معظم فقراته سطورا، وبالهوامش على حواف الصفحات، حتى يكاد متنه يغيب بين تعليقاتي. وما أن أقترب من إنهاء قراءته، وبدون شعور أدمغه بتوقيعي، فيصير كما لو أنه جزء مني، ويحوي قدرا من كينونتي.إنه لي وجزء مني، فكيف لي أن أتخلى عن بعضي.لا أحد يمكن له أن يقنعني بغير ذلك، صديقاتي كن أكثر تفهما للوضع .- لا بأس.. سأخذ نسخة أخرى، دع هذه لك.في الغالب الى هنا ينتهي أي جدال مع الصديقات، إنهن لطيفات حقا، وأكثر تفهما.بالنسبة لرفاقي، وإن كان الوضع يختلف قليلا، وحدث أن احْتدّ الجدال، والأخذ والرد، فغالبا ما ينتهي الأمر من جهتهم بقسم على أن لا يعيرو لي أي كتاب، ومن جهتي بمكسب لي أسر به كثيرا. كتاب جديد يضاف إلى مكتبتي.لا شيء أغلى من أن تكسب كتابا. أوليس "خير جليس في الزمان كتاب".*لاحقا في العمل مع رفاقي وزملائي، بسرعة تأقلموا مع طباعي، وصفها أحدهم مرة دون خجل بالسيئة. وصاروا يأخذون حذرا واضحا من إعارة الكتب لي، صحيح أني تهذبت كثيرا، وحاولت أن أتجاوز هذا الوضع المربك لي ولهم، فاهتدينا الى ما يشبه المقايضة، كتاب مقابل كتاب. ولكن لا أخفي عليكم أني كنت ذكيا في إنهاء ما يشبه تلك التجارة البدائية بمكاسب لي مهما بدت لهم بسيطة، تتعلق تحديدا في أهمية تلك الكتب التي أفوز بها، في تجويد مهامي الوظيفية وتعزيزها، أو بقيمتها المعرفية. لقد كنت تحت تأثير الطباع السيئة هذه، خبيرا في تعظيم قيمة الكتاب الذي ارتأيته أضحية للحصول على غنيمة أفضل، وأجعل صاحبها يتخلص منها وهو في كامل سعادته.هذه التجربة التي وصفها أحد أصدقائي باللاأخلاقية والبعيدة عن الروح الإيجابية، كنت أحاول دائما وضعها في سياقاها، وفهم دوافعها، التي غالبا ما كنت أستسيغها، لأصل إلى ما يشبه رضى نفسي عن تصرفاتي.يحدث أحيانا إن ......
ُعر
#الكتب
#أبدًا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678294