الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 36
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي لم تفاجئني قصتها المبتورة "دود الخل" لأنني كنت قد قرأتها سابقاً. حدث أن نشرتها في أحد المواقع الإنترنيتية تحت عنوان "عالياً في السماء". في تلك الأيام تناقشت معها طويلاً حول قصتها هذه التي لا علاقة لها بالقصة التقليدية. ومن منطلق العارف بأمور وخفايا الكون أرسلت لها إيميلاً استعراضياً عن خصائص القصة القصيرة. أخبرتها فيه كما أذكر بضرورة الدخول إلى الحدث دون مقدمة وترك الباب مفتوحاً في نهايتها وأضفت ينبغي أن تكون الحبكة مختصرة متمحورة حول عصب رئيسي والمعلومات المقدّمة عن شخصيات الحدث قليلة ووقت السرد قصير جداً وأن يكون أسلوب العرض تكثيفياً هادفاً دون قفزات زمنية كبيرة ودون تسميات لأماكن الحدث وساحات عرضه ليبقى بذلك مكان القصة مجهولاً والمجال مفتوحاً أمام القارئ للحكم على الحالة الموصوفة وتأويلها بغض النظر عن خلفيته الثقافية، نبّهتها أيضاً للابتعاد عن التركيبات اللغوية الواعظة والأخلاقية المقررة للحدث فلا ينبغي على القاص أن يلعب دور الشرطي. أذكر أنها امتعضت من إيميلي واتهمتني بأنني من يلعب دور الشرطي التقليدي الذي لا علاقة له بالأدب والنقد بل بالثرثرة. وبعد أن هدأت شكرتني على قراءتي لقصصها واهتمامي بكتاباتها وملاحظاتي وحكت لي بأن "دود الخل" هي قصة حقيقية حدثت في قرية جسر اللوز وبأن الدكتور صالح قد أصيب بشلل كامل وفقد القدرة على الكلام وبقي لأكثرمن عام طريح الفراش إلى أن وافته المنية. وأخبرتني بأنه لم يحقق حلمه بالسفر إلى ألمانيا للسياحة أو العلاج في مشافيها ولا سيما أن المبلغ الذي خبأه في كتاب قد سُرق خلال تواجده في المستشفى. وحين استفسرت منها فيما إذا تدخلت الشرطة لمعرفة السارق ومحاسبته. ضحكت إيمان وأجابتني بأن تماضر زوجة صالح وبمساعدة أمها المتدينة هما من اِكتشف السارق باستخدام وسائل بدائية عفا عنها الزمن. وتابعت حديثها بأن الإبنة الصغرى دعد بالتعاون مع زوجها يوسف هي من تجرأ على سرقة المبلغ الكبير وخسارته على طاولة القمار مع نساء حلبيات. وحين سألتها كيف تم إثبات السرقة عليها. أجابت: بوساطة مقام الشيخ "أبو طاقة" قدّس الله سره. ثم تابعت بسخرية: دعد سمينة مثل زوجها، لم يتمكن كلاهما من الخروج من الطاقة الضيقة.يتبع ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742267
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 37
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي أعتقد أن الكثير من الناس قد مرّ بتلك المرحلة أو سيمر بها قريباً، حيث تنقلب وتتبدل وتتغير فيها جملة العواطف والأفكار والمفاهيم والرؤى والمعتقدات ومعاني الرموز. ما كنا نراه في الماضي رائعاً وجديراً بالاحترام نراه لاحقاً ـ حين ننضج ـ قبيحاً لا يستحق إمعان تفكيرنا وإعجابنا، أو العكس طبعاً. يحدث أحياناً أن نُعجب حتى البكاء بمناضل سياسي يحمل العصا في مرحلة ما ثم نرفضه ونحتقره في مرحل لاحقة حين نراه يمتطي بندقية. لا أعتقد أن هناك من يختلف معي في نظرتي هذه. وهذا ما حدث معي في نظرتي إلى إيمان. خلال انشغالي بها بعد موتها صارت رؤيتي إليها ثلاثية البعد، أكثر عمقاً، في السابق كانت ثنائية البعد، سطحية غبية. مع الأيام تخلصت من تأثير خيوطها العنكبونتية. صرت أرى في شخصها ما لم أكن أرغب سابقاً في رؤيته. اكتشفت أن المرأة كائن مقرف ولا أقصد كل إمرأة .. الرجل كائن مقرف أيضاً ولا أقصد كل رجل.المرأة التي تعمل أعضاؤها بشكل طبيعي لا تتنقل بين شتلات الذرة الحاملة للعرانيس الشهية بطريقة فوضوية.والرجل أيضاً، الرجل الذي تعمل أعضاؤه بشكل سليم لا يتنقل بين شتلات البندورة المثمرة الشهية اعتباطياً. اليوم لم أعد أشعر بالتعاطف مع إيمان أبداً، تحررت منها. رميت كتابها ـ الذي تمنيت أن أحتفظ به ذات يوم حتى الممات ـ إلى موقد النار كي يتحول إلى رماد لا قيمة له.لم يخطئ ماهر، زوجها الأول، حين نصحها بالتوقف عن محاولات الكتابة كي لا يسخر الآخرون منها.إيمان غير قادرة على الكتابة حقاً، كتاباتها لا تستحق القراءة، نصوصها سطحية غير مكتملة، قصصها غير قابلة للنشر. أحد العاميلن في دور النشر الرخيصة هو من تبنى طباعة كتابها كعربون سلام معها بعد أن قضى وطره منها. إيمان تكتب وكأن ثمة مكابس هيدروليكية تضغط على رأسها بغية تشكيله، الكلمات لا تنبع من خلاياها بل من إكراه القلم أو لوحة المفاتيح على الكتابة، لعلها أرادت أن توجه رسالة لمن لم يثق بها "ها أنا قد كتبت". إيمان خانت زوجها الأول ـ بموافقته ـ مع حبيب سابق لها، وضعت زوجها تحت خط النار، ما زال حائراً إن كان الولد منه أم من حبيبها السابق، وهذا ما كان يدفعه لنيكها الحاقد ـ برضاها ـ من مؤخرتها بشكل يومي انتقاماً منها كمن يمارس العادة السرية انتقاماً من النساء اللواتي لا يستطيع أن يلتقيهن في الواقع. حين التقينا في محطة القطار لأول مرة اِلتهمتني ... ولجتني من اللحظة الأولى! يتبع ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742453
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 38
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي خلال لقائي مع رهان في بيتها بمناسبة رأس السنة وبعد أن اِتصلتْ بأبيها مصطفى تعلمه ـ بشكل غير صادق ـ بزيارتي "الفجائية" لها وبأنني مقيم في "فندق" قريب من بيتها، دأب مصطفى منذ تلك اللحظة يتدخل بعلاقتنا عبر الهاتف كل يوم مرة بشكل "أبويّ" صادق ومرة بشكل "مخابراتيّ" سافِر. راح يطلب مني خطوبة ابنته رسمياً في أسرع وقت ممكن ويهددني إن لم أفعل، العائلة في برلين غاضبة جداً كما يدّعي، لابنته أربعة أعمام والكثير من أبناء العمومة المتعصبين للعرض، صرت في حيرة من أمري، التهديد والخوف الخفيف من جهة وخسارة رهان من جهة أخرى، ناهيكم عن شعوري الماسوخي ذاك بأني بت أحب تلك المرأة الغبية الساذجة نصف بلهاء وقد حدّدت لنفسي هدفاً هو مساعدة هذه المرأة التي رأيت فيها صورة المضطهدة المحتاجة إلى من يساندها، ولعلها كانت هي من أبحث عنها في اللاوعي دون أن أدري. وعدت والدها بأنني سأخاطب ابنته وفق العادات والتقاليد كما يرغب في جوّ رسميّ في منزل شقيقه في برلين، لم يكن لدي ما يكفي من المال في حسابي، كنت قد استثمرت كل ما أملك في تجارة الأسهم البنكية، ولم يكن هذا بالقليل نهائياً، الهدايا والذهب والملابس الجديدة والمواصلات مكلفة، سألت صديقي منير علّه يقرضني قليلاً من النقود لكنه اعتذر بحجة أنه قد أرسل ما وفّره إلى أهله ليبنوا له بيتاً في الضيعة، أخيراً تمكنت من استدانة ما أحتاج من صديقين آخرين. اشتريت بالمبلغ كله مجوهرات لأميرتي البلهاء النحيلة صغيرة القدّ، رتبت طقوس الخطوبة في أقل من يومين، سافرت برفقتها إلى برلين، في محطة القطار اِلتقينا بأخوتها، هناك من محلات المحطة المعروفة بماركاتها الشهيرة اشتريت لها فستان خطوبة وحذاء سندريلا ولنفسي بنطالاً وقميصاً وربطة عنق وحذاء، ثم ذهبنا سوية إلى الكوافير في المحطة، بعد ذلك استأجر همّام ـ أكبر إخوتها ـ سيارة خاصة وانطلقنا إلى بيت عائلة أكبر أعمامها المقيم في ضواحي برلين. خلال يومين كنت قد أنفقت على أميرتي البلهاء آلاف اليوروهات، لا سامحها الله ولا عفا عنها، فهذه المصاريف لم تكن إلا بداية لانطلاق منحنى الهبوط المآساوي في حياتي. يتبع ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742629
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 39
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي استقبلنا عبد السلام، العم الأكبر لرهان، صاحب البيت وربّ العائلة، إلى جانبه وقفت زوجته سهيلة وابنه الأكبر، حين لمحته ابتسمتُ في سري، ذكرتني ملامحه بالممثل المصري "علي الشريف"، كان عبد السلام يعمل في مهنة المطاعم، افتتح مطعماً للمأكولات العربية بعد أن حصل على أوراق الإقامة، كانت سهيلة تسانده في المطعم بالإضافة إلى ترتيب أمور بيتها. لم تقتنع سهيلة بالطبخ والجلي والمسح والتنظيف في المطعم والبيت ناهيك عن أعباء الحمل والولادة والتربية، بل أخذت تقدّم خدماتها لزُبُن المطعم في قراءة الطالع باستخدام الفنجان أو راحة اليد، العمل الذي أدرَّ عليها أموالاً طيبة. حالما وفَّرا مبلغاً كافياً من المال اشتريا بعد مساومة طويلة منزلاً كبيراً مع حديقة بسعرٍ معقول، كانت ملكية المنزل تعود إلى عجوز ألمانية في سنواتها الأخيرة وكانت قد اشترته بدورها في عام 1954 وفرشته بعناية، ولأنه ليس للعجوز من يرثها ولأنها انتقلت للسكن في دار رعاية المسنين فقد أعطتهما أيضاً أثاث البيت برمته. رغم أعمال عبد السلام وسهيلة المتعددة والمنهكة تمكّنا من إنجاب خمسة أولاد وتربيتهم وتعليمهم. ونحن جالسون في الصالون الكبير نشرب الشاي حكيا لي الكثير عن رحلة كفاحهما المشتركة، وفي سياق الحديث دبَّ الحماس وسرت الحيوية في سهيلة فراحت تحكي بأنها قد وجدت في درفة إحدى الخزانات عشرة آلاف ماركاً... وقبل أن تنهي جملتها قاطع عبد السلام ثرثرتها قائلاً: "لا تصدّق هذه المزحة يا عمي". ثم راح يحكي لي عن بدايات حياته في ألمانيا فقال:بعد انقضاء حوالي ستة أشهر على وصولي إلى ألمانيا تم الاعتراف بي كلاجئ سياسي، حصلت على سرير للنوم في غرفة مشتركة ضمن إحدى الأبنية المخصصة للجوء وعلى ما يلزمني من طعام ومصاريف، بقيت مقيماً في الغرفة لعدم استطاعتي كسب ثقة الألمان كمستأجر لديهم، مع العلم أني حاولت أن ألعب دور الشاب الحضاري الأخلاقي الخدوم ولا سيما لشريحة كبار العمر، بعد مضي أكثر من سنة على وضعي المذري تمكنت من استئجار غرفة في منزل قروي قديم جداً يسكنه رجل مسن مريض بالكاد يقوى على الاستحمام، فرحت بالغرفة وانتقلت إليها فوراً رغم ما تحتاجه من دهان وتنظيف، منذ اليوم الأول استيقظ حسي البوليسيّ وأخذت أبحث عن وسيلة لاستعطاف المؤجر الذي لا عائلة له طمعاً بهداياه وعطاياه، بدأت بحملة تنطيف شاملة للمنزل المؤلف من طابقين وقبو وحديقة كبيرة، بعد الأسبوع الأول من نشاطي تفاجأت بأن البيت عتيق جداً يملؤه العفن وتفوح منه رائحة الرطوبة والقذارة والحفر الصحية، وقد أُهمل بشكل كامل بسبب مرض المالك وعجزه عن الاهتمام بأعمال النظافة والصيانة الواجبة. طلبت من المالك السماح لي بدعوة أخي "عمك أبو رهان" لمساعدتي في أعمال التنظيف التي أنتويها طوعياً، وافق المالك برحابة صدر شاكراً إياي على مبادرتي الراقية، ليس هذا كل شيء بل سمح لأخي بالمبيت لمدة أيام ثلاثة.في اليوم المحدد لوصول أخي غادر المالك بيته برفقة جيرانه لقضاء يومين على شاطىء البحيرة، تاركاً لنا حرية الحركة والتنقل أثناء تأدية عملنا، بعد أن طبخنا وأكلنا وشربنا الشاي استأنفنا العمل، بحلول المساء لم تبق لدينا في الطابق الثاني إلا غرفة نوم المال، دخلناها برهبة ووقار، كانت رائحتها مستهجنة وأقذر من رائحة الغرف الأخرى، فتحنا النوافذ للتهوية ونظفنا الخزانة والمكتبة والسرير والكنبة، ثم حدث معنا ما لم يكن بالحسبان حقاً!وجدنا تحت السرير حقيبة سفر بنية اللون، حقيبة جلدية كبيرة، عتيقة ومثيرة انبعثت منها رائحة السعادة، عثرنا على حقيبة مكدسة بالأوراق النقدية، أكثر من ربع مليون مارك ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742833
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 40
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي بعد فترة وجيزة من الخطوبة اِختفت رهان دون حس أو خبر، هاتفها مقفل، غرفتها معتمة مقفلة، مصطفى من غرفة تحكمه في السعودية في حالة قلق مخيفة، قمر أصابتها وعكة صحية مع إسهال حاد، أخوتها في ألمانيا غير متأثرين بغيابها وكأنهم اعتادوا على مثل هذه الحركات المهبولة، كانت إجابة منير عن غيابها صفراء كضحكته الساخرة "وهل أنا خطيبها كي أعرف مكانها!". بعد أكثر من سبعة أيام ظهرت رهان فجاة كما اِختفت، كانت تضحك ببلاهة وهي تقول: "كنت في زيارة مهمة لأستاذ جامعي كبير في جنوب ألمانيا". كانت مهووسة بكلمة "بروفيسور"، وللحق كنا جميعنا كطلاب ماجستير أو دكتوراه نكن الاحترام والتقدير لهذه الكلمة، كانت رهان تبحث عن الأسماء اللامعة في اختصاصها الهندسي، مواد بناء، ثم تبدأ بمراسلتهم بطريقة تفخيمية قل نظيرها وصارت طي النسيان في اللغة الألمانية، تشرح لهم في رسائلها ولعها بالهندسة واهتمامها الشديد بنظرياتهم ومقالاتهم وكتبهم، تكتب لهم حتى لو كانوا في زمن التقاعد، وكانت تتلقى منهم ردوداً إيجابية تعجبها وتسعدها كما أسعدتهم، وكان البروفيسور ألبيرت فريدريش المتقاعد من جامعة كونستاتنس هو واحد من هؤلاء الذين وصلهم بريدها الشرقيّ العربي الساحر، كان في الخامسة والسبعين من عمره، يعيش وحيداً في بيت كبير، أرسل لها رداً على رسالتها مع دعوة لزيارته لعدة أيام، وضمّن الرسالة قسيمة لشراء بطاقة سفر بالقطار ذهاباً وإياباً وبالدرجة الأولى. رجعت رهان من منزل البروفيسور مشرقة سعيدة فخورة بصديقها الناضج، راحت تحدثني كيف استقبلها في محطة القطار مع باقة ورد خلابة وكيف ضمّها إلى صدره بحنان وقبّل جبينها برقة تنم عن فخامته وأرستقراطيته، ثم تغزّلت بأناقة منزله والحديقة وغرف النوم والصالون الفسيح والمسبح مع غرفة الساونا في الطابق الأرضي ولم تنس رهان إظهار إعجابها بحداثة وتصاميم المراحيض والحمّامات الموّزعة في الطوابق الثلاثة واستمتاعها برذاذ الماء الساخن ومواد العناية بشعر الرأس والبشرة والموسيقى الخفيفة التي تصدح من كل زاوية وكذلك زيوت التدليك ذات الروائح الطيبة وقدرة البروفيسور على التمسيج التايلاندي الاحترافي الأبوي، وأضافت أنه راقص بارع علّمها بعض خطوات الرقص.في ذلك المساء هززت رأسي لحديثها المستهجن، تمنيت لو خلعتها كفاً قوياً يُسقطها أرضاً، فالكف يكف كما يقول المثل، لكني لم أفعل ما اشتهيت فعله، بسبب عيشي في ألمانيا وخوفي من القانون صرت مجبراً أن أكون حضارياً مع النساء رغم قناعاتي المخالفة لذلك، هذا من جهة ومن جهة أخرى قلت في نفسي "لا أريد تخريب مزاجي، ذيل الكلب دوماً أعوج".في ذلك المساء كنت متواعداً في إحدى الخمّارات مع إمرأة ألمانية جميلة تعرفت عليها حديثاً، ولا أعرف إلى اليوم ما هو السبب الذي جعلني اصطحب رهان معي رغم خصوصية الموعد ورغم أن خطيبتي الراقية رهان لا تدخن ولا تشرب! لعلها من إحدى علامات غضب الله على عبده أحمد.في ذلك المساء جلسنا نحن الثلاثة حول الطاولة، الألمانية الغاضبة والمتخلف أنا كنا نحتسي الخمر والخطيبة الحضارية ترتشف الشاي الأخضر، بادرت رهان بالحديث عن الألمان مظهرة احترامها لهم وإعجابها بطريقة حياتهم وعند نهاية كل جملة راحت تمد راحة يدها من تحت الطاولة وتضعها على فخذ الألمانية، تفرك فخذ الألمانية بشكل عفوي وهي تبتسم بغباء وتقول: "والله أشعر أني أعرفك منذ زمن طويل".بعد فركتين أو أكثر نهضت الألمانية وهي تقول: "أحمد، ألا ترغب بتدخين سيجارة؟"ونحن ندخن خارج الخمّارة سألتني: "من تكون هذه المعتوهة؟"أجبتها: "خطيبتي".ردّت بعصبية: "أنت أكثر غباء منها، هل يُع ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743016
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 41
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي عادت رهان تتشاجر معي يومياً، تارة بشكل غير مباشر عبر الهاتف وتارة كلما اِلتقينا، صارت تهدّدني بالقتل إذا لم أتزوجها، كانت ترسل لي ليس أقل من عشر رسائل هاتفية قصيرة وقحة كل يوم والمضمون واحد: "عائلتي ستقتلك إذا خطر لك لمرة واحدة ألا تتزوجني وفقاً للقانون الألماني". اتصلت بوالدها وطلبت منه توبيخ ابنته وبدلاً من مساندتي وجدته يقف في صفها مردّداً تهديداتها: "نعم العائلة غاضبة جداً لأن الخطوبة قد طالت، عليك أن تحدد موعداً للزواج في مكتب التسجيل وفق القانون الألماني حصراً، أنت معك الجنسية الألمانية ولزوجتك الحق بالتمتع بها قريباً، لا نريد مهراً بل زواجاً ألمانياً". حين تجاهلت تهديداتهم الغبية صارت رهان أكثر ليناً ورقة، غيّرت لهجتها وأخذت ترسل لي قلوباً ووروداً وكلمات عسلية، ولما نلتقي تضمني بشدة إلى قلبها ثم تبكي من شدة الحب، راحت تطبخ لي وتنظف الشقة الصغيرة، أخذت تردّد في كل مناسبة "سأكون زوجتك المطيعة، سأحبك دائماً مهما حصل، عائلتي تحبك وتفخر بك، سأخدمك في الليل والنهار وأنجب لك أجمل الأطفال، مما أنت خائف؟ ما الذي تريده أكثر؟". وكانت تضيف فوق ذلك "والله لا المال يغريني ولا الجنسية الألمانية، أحبك أنت لشخصك وحسب، ولا أتخيل أن أكون زوجة لرجل آخر".مرة كتبت لي رسالة بخط اليد وأرسلتها بالبريد المضمون، هذه نصها الحرفي دون تغيير: "حبيبي أحمد، أقسم بالله العظيم أني لا أندم على أي قبلة تبادلتها معك وأعتبر كل لحظة مرت بحياتي معك شيئاً رائعاً لا يُقدّر بثمن وأن حالة الحب التي عشتها وما زلت أعيشها والتي سأعيشها معك في المستقبل وعلى مر السنين إنما هي أجمل حالة تمر في حياتي. كل اللحظات التي قضيتها معك أعتبرها شيئاً هاماً في حياتي لأنها لحظات ممزوجة بالحب الصادق نحوك. لم أعرف معنى الحب إلا معك ولم أحس ما معنى القبلة إلا معك. لا أندم على الساعات والدقائق والثواني التي قضيتها وسأقضيها معك لأني أعتبرها جزءاً من كرامتي التي أعتز بها ولن أساوم عليها مهما كان الثمن. أعدك أنك ستبقى الرجل الأول والأخير في حياتي. حبيبتك رهان، الأربعاء 28. كانون الثاني". ثم حدث ـ كما يفعل الألمان ـ أن تركت لي رسالة ورقية قصيرة في صندوق بريدي مرفقة مع دعوة لحضور حفلة موسيقية في دار "أوبرا سمبر". كتبت في رسالتها:"يزداد حبك في قلبي وشوقي إليك، يعذبني بعدك عني مع أني في قرارة نفسي متأكدة أننا ـ إن شاء الله ـ سنصير جسداً واحداً بعد الزواج، حاولت أن أشفى منك سابقاً، لكن بلا فائدة، حاولت مراراً إقناع نفسي أن أكتب لك كصديق فقط، لكن لم أستطع، أنت تسكن قلبي، يا إلهي، لا تتصور مدى العذاب الذي أعيشه حين يمر يوم دون أن أراك فيه". "حبيبي أحمد، سأكون ممنونة لقبولك دعوتي".بعد هذا السيل الرقراق من الكلمات اللطيفة والمشاعر قررت أن أصير أكثر مرونة. حين التقيتها صباح اليوم التالي، قبل يومين من موعد حضور الأوبرا، أعطيتها كل ما في حقيبتي من نقود "سبعمائة يورو". وقبل دخولنا إلى دار الأوبرا جلسنا في المقهى، طلبت كأس بيرة لي وفنجان قهوة لها، وحين أردت دفع الحساب ببطاقتي البنكية اعتذر النادل إذ لم يكن الدفع بالبطاقة متاحاً لمبلغ أقل من عشرة يورو. حين رجوت رهان أن تدفع نظرت إلى وجهي ببراءة وقالت بطريقة إنسانية مقيتة: "لقد التقيت البارحة متشرداً عجوزاً ينام تحت الجسر، أحسست أنه كان جائعاً وهكذا فقد أعطيته كل النقود التي أعطيتني إياها، أرجو أن تعذرني".كانت قد أضاعت هاتفها، استثمرت الحالة في عيد ميلادها وأهديتها جهاز هاتف محمول مع عقد موقع باسمي لمدة سنتين، بعد عدة أشهر سأكتشف أنها تجري م ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743201
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 42
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي أخبرتني رهان أن المستندات الخاصة بها قد وصلت كاملة من دمشق بعد أن تم توقيعها وتصديقها من وزارة الخارجية. حينها شعرت بتأنيب الضمير فقد تأخرت حقاً بطلب أوراقي، في اليوم نفسه بعثت إلى أهلي في سوريا رسالة رجوتهم فيها السعي لتأمين المستندات (شهادة ولادة، وثيقة غير متزوج، وثيقة لا حكم عليه) التي أحتاجها للزواج في ألمانيا للمرة الثانية.مع الأيام أخذ مصطفى يتجادل معي طوال الوقت حول تأخر وصول الأوراق الضرورية لتسجيل زواجي من رهان، كان يعتقد أن ابنته على اتصال جنسي معي وهذا ما كان يرعبه، صار يتهمني بأنني كذبت عليها وعلى والديها وأنني ألعب بعقل ابنته، وبدأ يهددني من جديد بعصبية عائلته التي ستقتلتي حتماً إذا اكتشفت أنني لن أتزوج حبيبة قلبهم رهان. أحياناً كنت آخذ هذه التهديدات على محمل الجد وأحياناً لم أفعل ذلك. بعد حوالي أربعة أشهر صرّحت رهان أنها لم تعد قادرة على تحمل الحياة في ألمانيا وأنها تفكر جدياً بالانتحار. حدث هذا الأمر بعد أن داعبت يدي الثقيلة وجهها وجسدها، كنا في السوق نمشي ونشاهد واجهات المحلات، بدت لي هادئة مطمئنة، استغليت الفرصة ورحت انتقد بعض سلوكياتها مع الأمل بالتغيير نحو الأفضل، لكنها لم تتحملني على ما يبدو، جلست أميرتي البلهاء على أرض الشارع أمام الناس وراحت تشهق وتبكي وكأن أمها قمر ماتت للتوّ، نهضت فجأة وهربت، ركضت حوالي أربعين متراً ثم صعدت إلى سيارة خاصة مفتوحة الأبواب، حين رآها الرجل صاحب السيارة الذي كان ينتوي شراء علبة تبغ اتصل على الفور بالبوليس، في هذا الوقت كنت قد وصلت إلى السيارة، اعتذرتُ من الرجل، لكن رهان كانت قد مدّت رأسها في تلك اللحظة وقالت: "لا أعرفه .. أريد أن أذهب معك".على الرغم من أنني لست طبيباً نفسياً، إلا أنني أسمح لنفسي بتدوين هذه الملاحظة: "راقبت سلوك رهان بوضوح شديد على مدار الأشهر الأخيرة، ثمة شيء ما يحدث بشكل دوري خاطئ، فهي تتصرف دائماً بشكل غريب وبحساسية شديدة، حالما يأتي يوم الخميس تتغير نفسيتها، تصبح أكثر اكتئاباً وحزناً، يستمر سلوكها هذا حتى بعد ظهر يوم الأحد. أنا على يقين من أنها كانت بحاجة إلى استشارة طبية نفسية سريعة وأجرؤ على الشك في أن هذا الكائن قد تعرّض للإيذاء الجنسي في طفولته". بعد أيام قليلة من تصريحها بشأن الانتحار جاء أخوتها إلي وصدف أن كانت رهان قد أمضت الليل عندي، قال أكبرهم بتهذيب: "ليس لدينا شيء ضدك، عندما تكتمل أوراق الزواج تستطيع أن تتصل بنا".شربوا القهوة وغادروا مصطحبين إختهم إلى برلين.كنت في الواقع سعيداً للغاية لأنني رأيت في هذا التصرف نهاية حتمية لعلاقة مريضة بيني وبينها، في نفس الوقت كنت قد اعتدت على التعايش مع هذا المرض الخبيث، فقد أردت حقاً دعم هذا الكائن الفضائي لأن النضال من أجل تحقيق الديمقراطية والعمل على تحسين ظروف المرأة العربية ومساواتها مع الرجل هو جزء من مبادئي التي أعتز بها وأعمل على نشرها في صحافة الإنترنت العربية.من برلين سافرت رهان وإخوتها إلى المملكة العربية السعودية، كانت إقامتها في ألمانيا قد شارفت على النهاية، والدها مصطفى كان قد نظّم كل شيء من غرفة تحكمه في الرياض، لم تكن رهان تعلم أنه لم يعد مسموحاً لها بالعودة إلى ألمانيا. في الواقع لم أكن على دراية بالأحداث التي أصفها الآن، فقد حطّم أخوها هاتفها المحمول وعطّل لها كلمة المرور إلى صندوق إيميلها الخاص، اكتشفت هذا الأمر وأشياء أخرى لاحقاً.بعد عدة أيام أرسلت لي رسالة قصيرة ـ يبدو أنها أخذت رقمي من تلفون أبيها ـ كتبت فيها: "أنا رهان، حاولت الابتعاد عن مهاتفتك، لكن على ما يبدو أن القدر ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743386
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 43
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في المملكة العربية السعودية، سافرت رهان مع والدها في رحلة حج إلى مكة، دون والدتها. مع والدها كان لديها هناك سرير مشترك في غرفة فندق. اتصل بي مصطفى، بكى من شدة الإيمان وقال لي إنه يريد إعادة ابنته إلى ألمانيا، كما طلب مني بأدب الزواج من ابنته: "تزوجها يا عمي، أرسل الله لك صبية عذراء جميلة شريفة، صبية تربت في بيت الأخلاق والعزة والشرف، الصبية تحبك يا عمي، لا تضيّع الفرصة من يدك". كان مصطفى يتنفس بصعوبة وهو يتكلم وكأنه سيودّع الحياة في أي لحظة وفي الحقيقة لم أستطع أن أحسم الأمر فيما إذا كان يمثّل عليّ مشهداً درامياً عبر الهاتف أم كان صادقاً: "يا ابني لا تكن معتداً بنفسك، العزة لله وحده، لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ، الخطأ من سمات البشر، خطأ رهان الأول والأساسي هو أنها ظلمت نفسها وأعطت العمل والدراسة والعائلة ومساعدة الناس الفقراء معظم وقتها ولم تتفرغ أبداً لحياتها الخاصة بل أهملتها إلى أبعد حد ممكن، لم تنفق في حياتها كلها بضع دقائق لتكلم أي رجل في مواضيع خاصة أو لتقبل النقاش مع أحدهم في موضوع خارج نطاق العمل أو الدراسة، كانت دائماً تتجاهل نظرات الإعجاب والمودة، لم تكن تريد أن يقف أي شيء في طريق تحقيق طموحاتها العلمية وخاصة أن السفر إلى ألمانيا كان أحد هذه الطموحات، وعندما قرّرت أن تلتفت إلى حياتها الخاصة واعتقدت أن الوقت قد حان وربما وجدت الشخص المناسب وأرادت أن تفسح له فرصة النقاش لم تتوفق بل صُدمت في أول جولة، صدّقت من لا تعرفه فعلاً ووثقت به وبكلامه ونسيت الدنيا لتتذكّره فقط، وها هي تعيش بسببه حالة عذاب أرهقتها إلى حد كرهت فيه نفسها وجعلتها تفكر بالانتحار." كان قراره بإعادة ابنته إلى ألمانيا أمراً بديهياً بالنسبة لي، لأنني أعرف بالضبط ما يعني بالنسبة له ولأولاده أن يحصلوا على تصريح إقامة دائمة، بالإضافة إلى ذلك، ليس من السهل على الأجنبي "العربي" الحصول على إقامة في السعودية.لم أقل شيئاً مميزاً، بقيت واقفاً في منطقة الحياد كما أمرني القدر، كنت خائفاً من التقدم خطوة إلى الأمام أو التراجع خطوة للوراء، كنت واثقاً أن الوقت قد حان للاستيقاظ من الكابوس الذي أرهقني لمدة أحسبها عمراً كاملاً لأعود إلى دراستي وأصدقائي وإلى طبيعتي وأموري الخاصة. تعلمت خلال فترة علاقتي القصيرة بها كيف يُصاب الإنسان بحالة ضعف مهما كان قوياً وكيف تهزه الريح في لحظة مباغتة لا يعرف موعدها ولم يتهيأ لها من قبل. معرفتي بها كانت وما زالت قدرية وخارجة عن إرادتي، لم أسع لها ولم أنتظرها ولم أتوقعها وحاولت أن أهرب منها مرات ومرات، شاء لي القدر أن أتعثر بها وأن يحدث معي كل هذا، أراد الله لي أن أتألم وأنا راض بمشيئته. لا أعرف كيف دخلت حياتي التي حصنتها ضد النساء بعد وفاة أغلى الناس على قلبي. سأحاول أن أنساها وسألعن لحظة تعارفي بها كلما تذكرتها. في اليوم التالي وصلني إيميلاً من رهان، حين قرأته شككت في أن يكون أسلوبها، أعتقد أن مصطفى من كتبه بالاتفاق معها. كتبت بالأحرى كتب: " في البداية لا بد أن أقول السلام عليكم لأنه كما يقال السلام لله وليس لك.للأسف على ما يبدو حتى الآن لم تستوعب نوعية الإنسانة التي تتحدث معها، لن ألومك لأنك كنت الشخص الوحيد الذي تعاملت معه ببساطة شديدة، سيأتي اليوم الذي تتأكد فيه بنفسك أنني لست تلك الساذجة الراغبة بالتسلية وإضاعة الوقت، إذا كنت تبحث عن تسلية تخفّف عنك فلن تجدها عندي، إذا كنت تريد تعويض شيء ما تفتقده ابحث عنه في مكان أخر وإذا كنت مزاجياً هذا لا يعني أن تطبّق مزاجيتك على الناس الذين تتعامل معهم، أنا إنسانة أحب الناس وأقدّس العلاقا ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743552
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 44
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الصيف وصل مصطفى وزوجته قمر إلى مطار برلين قادمين من العاصمة رياض. كان حلماً لهما أن أكون بانتظارهما، كما عبّرت رهان، لكني رفضت تحقيق رغبتهما لأسباب كثيرة كان أهمها ضيق الوقت. في تلك الأيام كنت قد وجدت وظيفة رئيس قسم التطوير في شركة كبيرة لإنتاج المكابح والقوابض، في مدينة تقع على الحدود الألمانية الهولندية، حصلت على الوظيفة بعد إجراءات تعيين واختبارات قاسية، رغم وحشية الضغوطات النفسية التي كنت أعيش في كهفها. هناك وبسبب ندرة وغلاء الشقق المعروضة للتأجير اشتريت شقة من ثلاث غرف في بناية قديمة. أخبرتهما عبر التلفون بوضوح بأنني وابنتهما رهان ما زلنا نحتاج إلى الوقت لنتعارف على بعض بشكل أفضل. وكان جواب مصطفى صاحب الدموع السخية حاضراً: "أتيت إلى برلين لا لأحتفل بزواجكما وحسب بل لأموت، لا أعتقد أني سأراكما وأرى برلين مرة ثانية، ما لا تعرفه عني يا ابني هو أني رجل يعيش منذ طفولته بقلب مثقوب وهذا الثقب اللعين آخذ بالتوسع، لقد حجزت موعداً للعملية في برلين، دعونا نفرح بزفافكما قبل أن يخذلني قلبي وتحزنوا لموتي، حتى قمر مهمومة ومتوترة جداً وصارت عصبية في الأيام الأخيرة، تريد أن ترى ابنتها في فستان العرس وهذا حقها، منذ شهر وهي تسهر الليالي للإشراف على خياطة بذلة زفاف حبيبة قلبها". هكذا وبدون موعد مُتفق عليه قابلت عائلة رهان بأكملها أمام باب البناية حيث أسكن. في الثامن من شهر أغسطس/آب جاؤوا لزيارتي مشكورين، للاطمئنان والمباركة، جاؤوا ليتفقوا معي على موعد الزفاف، استقبلتهم بود وأقسمت عليهم ألا يحجزوا بالفندق، كان مصطفى قد حجز للعائلة في فندق قريب، بعد أخذٍ وردٍّ وافق مصطفى على مبيت رهان في شقتي.كنا نلتقي جميعنا كل يوم بعد أن أعود من عملي، كان الطقس صيفياً مشرقاً، نذهب عصراً لنأكل البوظة ونشرب القهوة في مركز المدينة وفي المساء ننتاول طعامنا ونحتسي البيرة في أحد المطاعم، كنا نتكلم بأريحية ونتسامر حتى وقت متأخر، لم أسمح للسيد مصطفى ولا مرة أن يمد يده إلى جيبه ليحاسب في مطعم أو مقهى. عندما عدت إلى بيتي في السابع عشر من أغسطس حوالي الساعة الحادية عشر مساءً قادماً من رحلة عمل في مدينة لايبتزيغ لم أجد رهان، اتصلت بأهلها في الفندق، قال مصطفى بأن أولاده الثلاثة سافروا إلى برلين، وبعد حوالي الساعة على سفرهم، استدعى سيارة الإسعاف لأن رهان كانت تعاني من النزيف المعتاد وآلام الظهر وستمضي ليلتها في المستشفى.في منتصف الليل توجهت بالسيارة إلى المستشفى، لم أكن قلقاً على رهان، لأني شعرت بأن سلوكها هذا هو واحد من جنونياتها وألاعيبها الحمقاء، صرت أعرفها، لعلها أحسّت بالضجر والإهمال أو لعلها اشتاقت للتكلم مع شخص ما، وبلمح البصر رأيتها في نهاية الكوريدور تتحدث إلى رجل عجوز، ضحكت ساخراً وأنا أتمتم: "صدق حدسي". أعدتها إلى المنزل بعد أن سمح لها الأطباء بذلك، بعد أن كانت قد فقدت عقلها ليوم كامل. في اليوم التالي ونحن نتناول البيتزا ونشرب النبيذ مساءً تبجَّحَ مصطفى: "سألت ابنتي العذراء الشريفة لماذا ترغبين بالزواج من أحمد!؟" صمت مصطفى وهو يتأمل نظراتنا إليه وفضولنا لسماع الإجابة وتابع حديثه كأنه رجل دين ومواعظ: "أجابتني: سأتزوجه يا أبي الغالي على قلبي لأنني لن أنجب منك أي أطفال!".في الحادي والعشرين من أغسطس، دعوت العائلة إلى المطعم الإيطالي "من الشمس وإليها"، وصلنا متأخرين قليلاً لأن رهان كانت مع أمها قمر في صالون حلاقة وتجميل. أثناء شرب البيرة والدردشة، بدأت رهان تبكي وتوبخني، لأنني لم أنتبه لقصة شعرها ومكياجها. من جهة أخرى أخذت أمها تنتحب ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743725
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 45
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي حدث ما قدّره الله معي، والحياة كلها عبارة عن اختبارات يومية نجتازها ونحن غير راضين ولا قانعين بما قسمه الله لنا. لا أظنكم تعتقدون أنني الوحيد الذي مر بتجربة اجتماعية مؤلمة، تابعوا هذا المسلسل وستجدون في كل يوم قصة جديدة وفشل جديد وألم جديد. هي الحياة هكذا مسيرة ألم علينا تحمله، ونحن نستطيع تجاوزه بشيء من الأمل والإيمان بقضاء الله وقدره فالآتي لا بد كما نأمل أن يكون أجمل. الإنسان في الغربة، أقصد في بيئة مختلفة عن بيئته، لا يعيش دائماً حياة طبيعية، في مرحلة عمرية محدّدة يخاف من خياله، من الموت وحيداً، يشك حتى بقدراته الذاتية ويشيب مبكراً. لا تقل لي أيها المغترب الغريب ذكراً كنت أم أنثى أنك سعيد حقاً، نظراتك تفضحك، صوتك يبوح بكل ما أنت فيه، وأنا أكثر الناس معرفة وإحساساً بك وبأحوالك وآلامك حتى لو حاولت أن تظهر العكس، الألم واضح على وجهك وفي نبرة صوتك حزن كبير.ثمة إمرأة لا تشبه إلا زنبقة حزينة أسمعها تقول لي:صباح الخير أيها الألم، كل صباح وأنت بخير يا أحمد! أنت لن تعرف الحب الحقيقي لأنك تشك بكل نساء العالم وقد يكون من الصعب أن تعيش حالة حب ناجحة في الغربة. لا تحزن ولا تعتبر كلامي بقصد التجريح بل هو من شدة خوفي وحرصي عليك، ستبقى وحيداً تعيش عقدة اسمها المرأة وعلاقتك بها، المرأة هي النعمة وهي الحنان والملجأ في الأيام الصعبة إذا كنت قادراً على الاختيار الصحيح. المرأة ليست جسداً لتفريع شهوة، ليست رحماً وحسب وإنما هي إحساس بالدفء والأمان، هي رفيقة العمر دون الشعور بالملل، هي نبع عطاء، هي الأم، هي طمأنينة واستقرار، هي الزوجة، هي حب وتضحية، هي الأخت والصديقة، وعدا عن ذلك فهنّ شواذ. أراك افتقدت في طفولتك ومراهقتك الحب والحنان والعناية والرعاية والاهتمام، والأسباب كثيرة، وكل هذا جعلك في حالة بحث عن حب لن تجده أبداً طالما أنك تبحث عنه عند كل النساء. من أين لك كل هذه القسوة؟ لا يعنيني أن تحب النساء أو تكرههن، أعرف حقيقة واحدة وهي أنك حاقد عليهن دون أن تعلم، وتعتقد بأن حقدك هذا حب. أتعلم أنني كنت مستعدة أن أمنحك الكثير من الحب، أن أضمد جراحك وأعوضك عن كل ما افتقدته وأن أكون الأم والصديقة والحبيبة. بعد أن عرفتك جيداً أدركت أن ابتعادي عنك هو الأفضل.لم تحمل في داخلك حباً لي وأعذرك، لأنه ليس بمقدورك أن تحبني أو تحب غيري، فالحياة قست عليك، ظلمتك وأوجعتك وجعلتك غير مبال بمن أحبوك ولم تتردد بظلمهم، جبلتك الحياة بالقسوة دون أن تشعر بذلك. لا ألومك فأنا متأكدة بأن تجاربك المريرة قد حولتك إلى شخص عاجز عن فهم معنى الحب الحقيقي، تتوهم أنك تحب كل عابرة، تحولت إلى إنسان صلف لا يخاف على قلبه ومشاعره ولا يهتم لمشاعر الآخرين. أنت ببساطة إنسان غير حقيقي، مجرد وهم سيطر على تفكيري لدرجة أنني تخيلته جزء من الواقع.طالما سألتني ما الذي أعجبني بك، سأصدقك القول وأخبرك بأن أمور كثيرة في حياتك لم تعجبني، لكنني لمست فيك شيئاً من الطيبة والصدق والجرأة وهذا يكفيني، توفرت فيك بعض المواصفات التي أتمنى أن أجدها عند كل شاب وأهمها الجرأة والصراحة والتعبير عما تريد بقوة ودون تردد. أحترم العصامي الذي يبني نفسه بنفسه، ولا أجد نفسي قادرة على التفكير بشخص يعتمد على أهله ليبدأ حياته. شدتني الصعوبات التي واجهتها في حياتك لتصل إلى هنا، هناك ما هو مشترك بيننا، أنا أيضاً لم أصل إلى هنا على بساط السندباد. أعجبني أن أشعر بالأمان وأنا أتحدث معك، أشعر بأنني أعرفك منذ ولادتي، أعجبني أننا نتقاطع بنقاط كثيرة ونختلف بالبعض وهذا ضروري، أعجبني لطفك وحنانك الذي قلما يتوفر عند الرجال، أع ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743945