علي الجنابي : شَيّءٌ مِنَ الأُف
#الحوار_المتمدن
#علي_الجنابي (خاص بجيل الستينيات : جوازُ عتريس من فؤادة باطلٌ)هَمَسَ لخليلهِ خفيّاً لِيحاوِرَهُ عن حصادِ دهرِهما وإرصاده، وإذ هما يَستَرخَيان على وريقاتِ خَريفِ العُمُرِ ويسترعِيان غرغرةَ غابةِ الصمتِ وإمتداده، وإذ صَيّرَت عَبَراتُهما صرصرةَ الأيامِ فُرُشاً وخرخرتها وسادة، وإذ حيَّرَت نَظَراتُهما سَبْتَ كلِّ مُتَلَبِّدٍ في تَأمِّلٍ، وكَبْتَ كلِّ مُتَكَبِّدٍ في (يوغا)، وخَبْتَ مُتَعَبِّدٍ في عبادة، همسَ لِخِلِّهِ فقال:-( أُفّ ياخَلّ ! قدِ إستَحضَرَ فؤادي “شيئاً من الخوفِ” فلبئسَ الخوفُ ولبئس دُسرهُ و أوتاده. لاتَوجلْ ياخِلُّ! وإنّما أحَدِّثُكَ عن”فِيلمٍ في سيلما”وما ضخَّهُ ونضخَّهُ الفيلمُ آنئذٍ في الوجد من تمرُّدٍ وعناده ! فهَوِّن عليكَ وأهجرْ الخوف وأكفر بإرتعاده ! فما عادَ في ديارنا ميدانُ حربٍ ولادرعٌ ولاعتاده. وماعاد فيها تبخترٌ لخطىً بعلوٍّ في عينِ دخيلٍ، ولا تمخترٌ لسعفٍ بسموٍّ في نخيلٍ وإعتداده، أفَتذكرُ ياخِلُّ فيلم “جوازُ عتريس باطلٌ من فؤادة” ؟ فلَنِعمَ الفنُّ ذاك، ولنِعمَ الصنعةُ والإجادة ؟ فهلّا -خِلَّ- أولو بقيةٍ من وَجْدٍ يَزأرُ الآن بِعنفوانٍ ولانبغي زيادة: “لا هوانَ وجوازُ عتريسَ باطلٌ من فؤادة”؟ أفَترى الزئيرَ قد خَنَسَ في ضميرِ إبنِ الضادِ وغطسَ في نكيرهِ وفَطَسَ في فُؤاده؟ أوَتَرى الصفيرَ قد طَمَسَ هديرَ شبلِ الضادِ وكنَسَ سطرَ الإجادة والإفادة : “لاخنوعَ، فإمّا نصرٌ مبينٌ وإمّا شهادة”)؟-(مهلاً وعلى رسلِكَ ياخِلّ! فلا خنسٌ ولا كنسٌ في أمّةِ عدنانَ وقريش والشام والقيروان، ثمَّ بغدادَ: مدادُ القلمِ ومنها رحيقه وإستزاده. نحنُ -يا خِلّ- أمّةٌ بقرآنٍ مُعجِزٍ عَجَب، وبيانٍ موجزٍ وحسبٍ، ونسبٌ يعلو الإشادة. أمّةٌ كفرت بالغرانيق، وظفرت ببيتٍ عتيقٍ، وروضةٍ ببريقٍ، وأقصىً عريق : وذلك تثليثُ السيادة. نحنُ -ياخِلُّ- أمّةٌ سَلَفُها اُسْدٌ وخَلَفُها أُورِثُوا رُشدَ الريادة، يرضعُ العرشَ لبناً ولايَتقَلّدُ إلا عِزَّتَهُ قِلادة. أمةُ تأبى خُنوعاً وتَخشَاها الجَهالةُ والرَّمادة. أمَّةٌ لا تَعرفُ همّاً ولاغمّاً ولاعجزاً ولاحجزاً أو بَلادة).-( إذاً فماليَ -ياخِلّ- أرى أمّتي تتباهى بأمّةٍ “آرب تالنت” وزرعِهِ وحَصاده؟ أفَتظنُّ ياخِلُّ أنَّها رَكَنَتْ فَسَكَنَت إلى “عصابةِ توتو واللّمبيّ وحَمادة” ؟ أوَما تَرى عِلمَها باتَ “شَخبط لخابيط” وإستمرأت لهوَهُ ولغوَهُ وفَسَادَه ؟أوَما تَرى شروقَها أضحَى كَسُرْوٍ مُتنططٍ يتقافز تيهاً بين الأمم، والسُروُ إبنُ الجرادة؟ أوَما تَرى غُروبَها أمسى بلا نُكرانَ لتَدليكٍ بين ذُكرانٍ وإناثٍ, سواءً على الوِسادة؟ أما تراها قد إستَلطَفَت عباءةَ “شاهدٍ مشافشِ حاجة” لِتَتَغشّى بها من جورِ السلطانٍ, ولتَتَمشّى بها في ظلالِ حِياده)؟-( كلا ياخِلُّ كلا، فلا تَخاطبْها بعصابة توتو، أو بسروٍ لجرادة، بل عاتبْها:” ألم يَأنِ لكِ أن تَعتَبِري من أممٍ فَقَدَت الحِكمَةَ والحُلمَ والقيّادة؟ من أمَّة نَحَتَت من الجَبلِ بَيتاً وقَصراً وعِمادَه، وإنْ بَطَشَت فجبَّارةً على الضعيفِ ظلماً تبغي أضطهادَه، فكانَت عاقبتُها صيحةً تَدميرٍ وإبادة. ومن أمّةٍ زَنَت، ومَا زَنَت مِكيالَها تَرنو استزادَه، فأخذَتْها رجفةٌ دَمَّرَتِ حرثَها والنسلَ إلا فضاءً أو جَماده. ومن أمّةٍ شَيَّدَتْ صرحاً إلى إلإلهِ تبغي إنتقاده، بأيديَ قومٍ وبخنوعهِ وبإنقيادِه، وكنزتْ كُنوزَاً وزينةً بِخُيَلاء ووهمٍ من سعادة، فكانَ جَزاؤُها خَسْفاً أطاحَ بالنفسِ والدَّارِ فما كان من حَولٍ ولا إر ......
#شَيّءٌ
#مِنَ
#الأُف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709565
#الحوار_المتمدن
#علي_الجنابي (خاص بجيل الستينيات : جوازُ عتريس من فؤادة باطلٌ)هَمَسَ لخليلهِ خفيّاً لِيحاوِرَهُ عن حصادِ دهرِهما وإرصاده، وإذ هما يَستَرخَيان على وريقاتِ خَريفِ العُمُرِ ويسترعِيان غرغرةَ غابةِ الصمتِ وإمتداده، وإذ صَيّرَت عَبَراتُهما صرصرةَ الأيامِ فُرُشاً وخرخرتها وسادة، وإذ حيَّرَت نَظَراتُهما سَبْتَ كلِّ مُتَلَبِّدٍ في تَأمِّلٍ، وكَبْتَ كلِّ مُتَكَبِّدٍ في (يوغا)، وخَبْتَ مُتَعَبِّدٍ في عبادة، همسَ لِخِلِّهِ فقال:-( أُفّ ياخَلّ ! قدِ إستَحضَرَ فؤادي “شيئاً من الخوفِ” فلبئسَ الخوفُ ولبئس دُسرهُ و أوتاده. لاتَوجلْ ياخِلُّ! وإنّما أحَدِّثُكَ عن”فِيلمٍ في سيلما”وما ضخَّهُ ونضخَّهُ الفيلمُ آنئذٍ في الوجد من تمرُّدٍ وعناده ! فهَوِّن عليكَ وأهجرْ الخوف وأكفر بإرتعاده ! فما عادَ في ديارنا ميدانُ حربٍ ولادرعٌ ولاعتاده. وماعاد فيها تبخترٌ لخطىً بعلوٍّ في عينِ دخيلٍ، ولا تمخترٌ لسعفٍ بسموٍّ في نخيلٍ وإعتداده، أفَتذكرُ ياخِلُّ فيلم “جوازُ عتريس باطلٌ من فؤادة” ؟ فلَنِعمَ الفنُّ ذاك، ولنِعمَ الصنعةُ والإجادة ؟ فهلّا -خِلَّ- أولو بقيةٍ من وَجْدٍ يَزأرُ الآن بِعنفوانٍ ولانبغي زيادة: “لا هوانَ وجوازُ عتريسَ باطلٌ من فؤادة”؟ أفَترى الزئيرَ قد خَنَسَ في ضميرِ إبنِ الضادِ وغطسَ في نكيرهِ وفَطَسَ في فُؤاده؟ أوَتَرى الصفيرَ قد طَمَسَ هديرَ شبلِ الضادِ وكنَسَ سطرَ الإجادة والإفادة : “لاخنوعَ، فإمّا نصرٌ مبينٌ وإمّا شهادة”)؟-(مهلاً وعلى رسلِكَ ياخِلّ! فلا خنسٌ ولا كنسٌ في أمّةِ عدنانَ وقريش والشام والقيروان، ثمَّ بغدادَ: مدادُ القلمِ ومنها رحيقه وإستزاده. نحنُ -يا خِلّ- أمّةٌ بقرآنٍ مُعجِزٍ عَجَب، وبيانٍ موجزٍ وحسبٍ، ونسبٌ يعلو الإشادة. أمّةٌ كفرت بالغرانيق، وظفرت ببيتٍ عتيقٍ، وروضةٍ ببريقٍ، وأقصىً عريق : وذلك تثليثُ السيادة. نحنُ -ياخِلُّ- أمّةٌ سَلَفُها اُسْدٌ وخَلَفُها أُورِثُوا رُشدَ الريادة، يرضعُ العرشَ لبناً ولايَتقَلّدُ إلا عِزَّتَهُ قِلادة. أمةُ تأبى خُنوعاً وتَخشَاها الجَهالةُ والرَّمادة. أمَّةٌ لا تَعرفُ همّاً ولاغمّاً ولاعجزاً ولاحجزاً أو بَلادة).-( إذاً فماليَ -ياخِلّ- أرى أمّتي تتباهى بأمّةٍ “آرب تالنت” وزرعِهِ وحَصاده؟ أفَتظنُّ ياخِلُّ أنَّها رَكَنَتْ فَسَكَنَت إلى “عصابةِ توتو واللّمبيّ وحَمادة” ؟ أوَما تَرى عِلمَها باتَ “شَخبط لخابيط” وإستمرأت لهوَهُ ولغوَهُ وفَسَادَه ؟أوَما تَرى شروقَها أضحَى كَسُرْوٍ مُتنططٍ يتقافز تيهاً بين الأمم، والسُروُ إبنُ الجرادة؟ أوَما تَرى غُروبَها أمسى بلا نُكرانَ لتَدليكٍ بين ذُكرانٍ وإناثٍ, سواءً على الوِسادة؟ أما تراها قد إستَلطَفَت عباءةَ “شاهدٍ مشافشِ حاجة” لِتَتَغشّى بها من جورِ السلطانٍ, ولتَتَمشّى بها في ظلالِ حِياده)؟-( كلا ياخِلُّ كلا، فلا تَخاطبْها بعصابة توتو، أو بسروٍ لجرادة، بل عاتبْها:” ألم يَأنِ لكِ أن تَعتَبِري من أممٍ فَقَدَت الحِكمَةَ والحُلمَ والقيّادة؟ من أمَّة نَحَتَت من الجَبلِ بَيتاً وقَصراً وعِمادَه، وإنْ بَطَشَت فجبَّارةً على الضعيفِ ظلماً تبغي أضطهادَه، فكانَت عاقبتُها صيحةً تَدميرٍ وإبادة. ومن أمّةٍ زَنَت، ومَا زَنَت مِكيالَها تَرنو استزادَه، فأخذَتْها رجفةٌ دَمَّرَتِ حرثَها والنسلَ إلا فضاءً أو جَماده. ومن أمّةٍ شَيَّدَتْ صرحاً إلى إلإلهِ تبغي إنتقاده، بأيديَ قومٍ وبخنوعهِ وبإنقيادِه، وكنزتْ كُنوزَاً وزينةً بِخُيَلاء ووهمٍ من سعادة، فكانَ جَزاؤُها خَسْفاً أطاحَ بالنفسِ والدَّارِ فما كان من حَولٍ ولا إر ......
#شَيّءٌ
#مِنَ
#الأُف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709565
الحوار المتمدن
علي الجنابي - شَيّءٌ مِنَ الأُف