إلى المنضمات إلينا في قافلة "زوجات الشهداء"
أنتن وحيداتٌ لولا أنس الله.. ضعيفاتٌ لولا قوته.. عاجزاتٌ لولا تدبيره.. مارسن طقوس حزنكن، بكاءً وعُزلةً، تأملن واقعكن الجديد المفروض عليكن، لتدركن أنه لا مفرّ من التعايش.

لكن اعلمن يقيناً أنه..
للحزن أجل كأجل الموت..
إما أن تمرُرْن عليه وتدسنه، أو سيسحقكن ليمرّ هو على أرواحكن، واقرأن عليها السلام حينها،
أتممن العدة.. و اسعينَ إلى إكمال ما بُتر من دروبكن..

وإن أردتن السلامة..
ارفضن الشفقة جملةً وتفصيلاً !!
لا تسمحي لامرأة لم تذق من كأس قهرك، أن تعبث نهاراً في سلام روحك بلفظٍ أو فعلٍ أو إيماءة.. ثم تسكن لأُنس زوجها في ليله.. إلا من هم أهلُ ثقةٍ وعَون.

الله قدّر هذا يا صديقتي.. الله كفيلٌ بقلبك، وليٌ لأطفالك.. الله اختارك لاختباره، قولي "رضيت يا رب.. رضيت بالله رباً وبمحمد نبياً وبالإسلام ديناً ثم سمّي حبيبك شهيداً"..
سيرضيك ويدهشك بعطائه ويجبرك جبراً يليق بك.

- يسرى، زوجة الشهيد أسامة الزبدة

كلمات الشهداء نور ينير الدرب....
الشهيد القائد تيسير الجعبري....

عزيزِي المُتابع، هذه الجُملة تقُولها عندما يتصافح عبَّاس مع السيسي وبشَّار مع بوتين، أمَّا القادة في فلسطِين فهُم أول من يدفعُون الثمن، لا يجلِسون بينَ جدرانِ قصورِهم ولا على وثيرِ أرائِكهم، بل متَى ما نادَى مُنادٍ للجهاد وجدتهُم في أولى جبهاتِ القِتال، بينَ الخنادِق والثغُور، بأجسادٍ مُغبرة وأيادٍ لا تُفصح إلا عن باعٍ طوِيل في ميادِين الإعدَاد، قادَة فلسطِين هُم من يبتدِئ بهم عدَّاد الشهادة في كُل جولة، فدَع عنكَ تزوِير قصيدة دروِيش وانظُر لغزَّة تعرِف الحقِيقة.

‏انتهت الحرب، وقُتلَ القادة ولن يجدوا من يصافحهم أو يودعهم وما كانوا يجدون خلال السلم من يأويهم ويحتضنهم، وتبقى أبناءهم أيتام ضحايا لوعة الشوق المستمر، ستفقدهم زوجاتهم وأمهاتهم، يبكون غيابهم بحرقة تعصر القلوب، انتهت الحرب وارتحل المجاهد والقائد وبقيّ في الأرض دونه بعض من الجهلة يتناولون عِرضه بكل حقد!
أعلَم مَن باع الوطن! ورأيتُ جيدًا من دفع الثمن.

كنت في زيارة إلى مشافي قطاع غزة ظهر اليوم لأربط على قلوب المصابين، وأخفف عنهم، وأقدم لهم بعض الواجب، فوالله ما رأيت أحداً من المصابين جزع ولا سخط، ولا شكى ولا تأفف، كلهم راضون بقضاء الله، مسلمون لقدره !!
حتى قالت لي إحدى المصابات: ليس المهم أن نرضى المهم أن الله يرضى !!
فخرجتُ من المشفى ولسان حالي يقول، ذهبت لأواسيهم فواسوني ولأربط على قلوبهم فربطوا على قلبي وعلموني درساً كبيراً !!
الحمد لله الذي أنزل السكينة والطمأنينة على قلوب أهل غزة !!
اللهم اشفهم شفاء لا يغادر سقما، واجعل ما أصابهم رفعة في درجاتهم وتكفيرا لسيئاتهم، وأعدهم إلى بيوتهم سالمين غانمين !!

"القُلُوب في حالةِ دُعاءٍ مُستَمِرٍّ، تُشبِهُ حالَةَ الطَوَارِئ والإستِنفَار، آمِلَةً خَيرًا في رَبٍّ أبدًا لا يُعدَمُ الخَير.. ما زالَ رَجَائُنا في وَجه رَبٍّ كريم، ومَن أودَعَ رَجاءَه في وَجهِ رَبّهِ أبدًا لَن يَضِيعَ، ولن يَخيبَ، وهذا حُسنُ ظَنّنا بكَ يا رب، يا أكرمَ الأكرمين.

اروِ خَوَاطِرَنا جَبرًا، واملأ قُلُوبَنا صَبرًا، وزِدنا منكَ قُربًا وحُبًّا، وحَقِّق لنا مَطلَبَنا، نُناجيكَ بكل ذَرّةٍ فينا يا رجائَنا و سيِّدَنا، نُناجيكَ وقَد أفرَغنا كُل مَقصودٍ سِواك مِن أيادِينا."

- أحمد عبد اللطيف

‏أشد ايام الحرب وجعًا هي الأيام التي تلي الحرب الأيام التي يبدأ الناس فيها بحساب الخسارات ولملمة الأوجاع ورتق القلوب التي أصبحت كخرقة ممزقة لفرط الألم!

حينها يكبر الفزع وتصبح الفجيعة أشد وضوحًا، وتتلمس الثمن المدفوع بيدك وترى العقاب الجماعي بعينك، تتجمد الدماء السائلة لتنحت قصصاً لا تنسى، وكأن ظلال الحرب أصعب بكثير من الحرب نفسها!..

‏تشابهت الصباحات علينا في ‎غزة، فصباحُ المجد للنّاجين من الحياةِ للشَّهَادة، صباح الخير وغزّة تعرِف نفسها.

‏صباحُ الخير للدّماء المطهِّرة أرضنا،
للرّجال الحامية ظهرنا، للمُقاوِمِ في ثغرهِ، ولِمَن ضرَبَ العدوّ في نحره،

صباحُ الخير لغزّة؛
لمن وُلِد، وعاشَ، وماتَ عزيزًا فيها.

"إن يسألوكَ عن الصمودِ فإنَّهُ
لم يرضَ إلا أن يُقيمَ بغَزَّة
لا يجزعونَ إذا يُصابُ صغيرُهُم
وعدُوِّهِمْ جزِعٌ لأدنىٰ هَزِّة."

سلامُ اللّٰه وأمنهُ وأمانهُ على قلوب الأهالي المتعبَين المقهورين المكلومين المتضررين، ربطَ اللّه على قلوبهم وألهمهم صَبرًا وسلوانًا كبيرًا.

سلامُ اللّٰه وأمنهُ وأمانهُ على مُجاهدينا الثوّار، باركَ اللّٰه في صَنيعكُم، ووفقكُم لمزيدٍ من الإعداد والمعجزَات.

سلامُ اللّٰه وأمنهُ وأمانهُ على غزّتنا، أمُّ المجدِ وأمّ الكرامَات، خيرُ البلادِ وأحبّها إلى قلوبنَا رغمَ خرابها. 💚

هذه غزة التي انقلبت رأسًا على عقب على غفلة!

‏احفظوا الوجوه، القصص، والأسماء، لا تصافح يدكم يد القاتل، يد من قصف البيت والمسجد والمقبرة، وقتل البشر والشجر والحيوان والحجر، لا تفرطوا بقطرة دم، والسنين التي مزجت الكثير من الأبيض بالأسود على رؤوسنا، لا تسامحوا من سرقهم قتلًا أو أسرًا أو قهرًا.. واعلموا أنّ الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات، كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.. فربوا الحقد من الآن كي نُحسن الثأر.

لا يكون البطل دائماً في قلب المعركة،
فقد يكون على هيئة طبيب أو رجل إسعاف.

في غزّة ..
أنا الجريح و أنا المُسعف!
حين يقاوم الجميع لانتزاع الحياة..
الجنود الذين حملوا أرواحهم على أكفهم في المواجهة والتصدي.. السواعد التي حاربت وواصلت الليل بالنهار لإنقاذ الأرواح.. الأبطال الذين بذلوا جهدًا في مداواة جريح أو مساندة مُصاب، ‏و هم في الترتيب الثاني بعد مَن يُقاتل ويستشهد.. فكيف اذا كانوا دون موارد وامكانيات!!
طبتم وطابت جهودُكُم. 💚

"ولَنا مِن صَبرِنا عَناقِيد فرج
وفوقَ كل ضائقةٍ: اللهُ أكبَر.."

- سعاد حسونة، طالبة متفوقة طمس الاحتلال فرحتها بنجاحها بالثانوية العامة بقتل أخيها وإصابة والدها وهدم منزلها على رأسها في رفح جنوب قطاع غزة.

‏فيس بوك موقع اسرائيلي صهيوني بامتياز، يحارب المحتوى الفلسطيني ويدعم رواية الاحتلال !
حتى لو كان كل العالم ضدنا، حسبنا أن الله معنا هو مولانا نعم المولى ونعم النصير !!

يا ويلكم أيها العملاء من الله، يا ويلكم يا ويلكم، جهنم تشتاق لكم !!

‏هل تعلم أن إبراهيم النابلسي الذي أهان الجيش الذي لا يُقهر، ومرغ أنفه في التراب، ومسح في كرامته الأرض، حتى صار المطلوب الأول للاحتلال في الضفة، وعجز عن اغتياله مرات عديدة، هو شاب عادي لم يتجاوز عمره 23 عاما !!
شتان بين شاب هذه همته وهمه، وبين شاب الرقص على التيك توك هو أكبر همه !!

الجموع الغفيرة في نابلس تبايع نهج التصدي للاحتتلال
شعبنا موحد خلف من يقارع ويصمد ويشتبك.

‏حقٌ على الأمة أن تعرف أبطالها !!
ابراهيم lڷـنـابـڶـسـې، أسد فلسطيني مطارد لعدو.نا منذ سنوات طويلة، كان لوحده جيشاً جراراً في مقارعة عدو.نا، وإثخان الجراح فيه، وتمريغ أنفه، وإلصاق كرامته في التراب، حتى صار المطلوب الأول له في الضفة !!
حاصر عدو.نا صباح اليوم مكانه واشتبك معه لساعات طويلة، ثم ارتقى إلى العلا مقبلا غير مدبر !!
رحمك الله يا بطل فلسطين، وعوض الأمة بفقدك الموجع خيرا ، عزاؤنا وظننا في الله أنك في الفردوس الأعلى من الجنة بإذن الله، بل أحياء عند ربهم يُرزقون، وأن الله سيعوضنا ويخلفنا أبطالا مثلك !!

والدة الشهيد النابلسي تحمل أبنها على كتفها وتسير به مبتسمة.