=فكما ترون ظاهره لما علم النهي ترك الخضاب بالسواد ، وفي إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال لمغلطاي (المتوفى: 762هـ) (8/222) وعن أبي هلال قال: كان عبد الملك بن جريج أحمر الخضاب.
سادسا : الراوي قد يحدث وينسى وهذا كثير وهذا منها ، فغايته صحة النقل عن أبي الزبير في الوجهين.
قال الخطيب في الكفاية (ص: 138): " ما قولكم فيمن أنكر شيخه أن يكون حدثه بما رواه عنه؟ قيل: إن كان إنكاره لذلك إنكار شاك متوقف، وهو لا يدرى هل حدثه به أم لا فهو غير جارح لمن روى عنه، ولا مكذب له، ويجب قبول هذا الحديث والعمل به؛ لأنه قد يحدث الرجل بالحديث وينسى أنه حدث به، وهذا غير قاطع على تكذيب من روى عنه".اهـ
وقال الحافظ السيوطي في تدريب الراوي (٢٩١): إذا روى ثقة عن ثقة حديثاً ثم نفاه المسمع لما رُوجع فيه فالمختار عند المتأخرين أنه إن كان جازماً بنفيه بأن قال: ما رويته أو كذب علي ونحوه وجب رده لتعارض قولهما…. فإن قال الأصل لا أعرفه أو لا أذكره أو نحوه مما يقتضي جواز نسيانه لم يقدح فيه ولا يرد بذلك ، ومن روى حديثاً ثم نسيه جاز العمل به على الصحيح وهو قول الجمهور .اهـ
سابعا:وهو وجه قوي بل أقوى الوجوه أن أبا الزبير لم ينس لفظة "وجنبوه السواد"أو "وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ". وزهير يعلم أنها ثابتة عنه ، وأنه رواها وسمعها زهير غير زهير منه ، بل زهير نفسه حدث بها مرة عن أبي الزبير ، بدلالة أنه سأله عنها ، مما يدل بمعرفته حديث أبي الزبير ، وعلل زهير إنكار أبي الزبير لها من أجل خوفه من الخليفة هشام بن عبد الملك لأنه كان يخضب بالسواد فأنكرها خوفا منه.
قال محققو مستخرج أبي عوانة (16/698) على الحديث (9158) تعليقا على قول زهير " قال زهير: وقلت له – يعني أبا الزبير - : وجنبوه السواد؟ قال: لا ". قال محققو النسخة ": في الأصل بعده زيادة مشار عليها بالحذف، ولم ترد في بقية النسخ، وهي: "رواه عمرو بن جبلة عن زهير قال قلت لأبي الزبير قال: وجنبوه السواد. قال فسكت، فسألته ثانية فقال: لا، فظننت أن ذلك كان (...) من هشام بن عبد الملك، وقال: هشام يخضب بالسواد".اهــ وهذا دليل أن زهير نفسه يصححها ، ويعترف أن أبا الزبير رواها ، وهذا يدل على قلة دين أبي الزبير كما قال شعبة فيه.
ومما يدل على ذلك أن زهير بن معاوية رواها عن أبي الزبير :رواها عنه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/1036) قال حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إسحاق ابن مهران، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ عَامَ الْفَتْحِ لِيُبَايِعَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا ثَغَامَةٌ- يَعْنِي شَجَرَةً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ. وهذا إسناد صحيح إلى زهير.
وأشار إليها أبو نعيم عقب رواية: لفظ " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ تُغَيِّرُهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ " (4913) وقال: رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ نَحْوَهُ
* ثامنا: توبع أبو الزبير عن جابر على لفظة "وجنبوه السواد" أو "وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ". ولم ينفرد تابعه عليها جماعة:
1- أبو سفيان طلحة بن نافع، وروايته:
أخرجها ابن جميع في معجم الشيوخ (ص 228 - 229) ، ومحمد بن مخلد الدوري في المنتقى (23) والخطيب في الجامع (883) وأبو الحسين الصيداوي في معجم الشيوخ (182).
2- عطاء:
أخرجه الطبراني في الأوسط (5160) : بلفظ "ولا تقربوه السواد". وهو وهم والصحيح طريق أبي الزبير عن جابر.
قال أبو عمر ابن حيويه في مشيخته (5) - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا حَمٌّ، ثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تُغَيِّرُوا بِالسَّوَادِ، وَلا تَشَبَّهُوا بِأَعْدَائِكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَخَيْرُ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»
3- أَبو رَجَاءٍ:
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4914) .
4- أبو سليمان:
قال الخطيب في الجامع (883) - أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن مخلد ، نا علي بن أحمد السواق ، نا آدم بن أبي إياس ، نا أبو عمر البزار ، عن سليمان الشيباني ، عن أبي سليمان ، عن جابر ، قال : جيء بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكأن رأسه ولحيته ثغامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « غيروه ، وجنبوه السواد ».
سادسا : الراوي قد يحدث وينسى وهذا كثير وهذا منها ، فغايته صحة النقل عن أبي الزبير في الوجهين.
قال الخطيب في الكفاية (ص: 138): " ما قولكم فيمن أنكر شيخه أن يكون حدثه بما رواه عنه؟ قيل: إن كان إنكاره لذلك إنكار شاك متوقف، وهو لا يدرى هل حدثه به أم لا فهو غير جارح لمن روى عنه، ولا مكذب له، ويجب قبول هذا الحديث والعمل به؛ لأنه قد يحدث الرجل بالحديث وينسى أنه حدث به، وهذا غير قاطع على تكذيب من روى عنه".اهـ
وقال الحافظ السيوطي في تدريب الراوي (٢٩١): إذا روى ثقة عن ثقة حديثاً ثم نفاه المسمع لما رُوجع فيه فالمختار عند المتأخرين أنه إن كان جازماً بنفيه بأن قال: ما رويته أو كذب علي ونحوه وجب رده لتعارض قولهما…. فإن قال الأصل لا أعرفه أو لا أذكره أو نحوه مما يقتضي جواز نسيانه لم يقدح فيه ولا يرد بذلك ، ومن روى حديثاً ثم نسيه جاز العمل به على الصحيح وهو قول الجمهور .اهـ
سابعا:وهو وجه قوي بل أقوى الوجوه أن أبا الزبير لم ينس لفظة "وجنبوه السواد"أو "وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ". وزهير يعلم أنها ثابتة عنه ، وأنه رواها وسمعها زهير غير زهير منه ، بل زهير نفسه حدث بها مرة عن أبي الزبير ، بدلالة أنه سأله عنها ، مما يدل بمعرفته حديث أبي الزبير ، وعلل زهير إنكار أبي الزبير لها من أجل خوفه من الخليفة هشام بن عبد الملك لأنه كان يخضب بالسواد فأنكرها خوفا منه.
قال محققو مستخرج أبي عوانة (16/698) على الحديث (9158) تعليقا على قول زهير " قال زهير: وقلت له – يعني أبا الزبير - : وجنبوه السواد؟ قال: لا ". قال محققو النسخة ": في الأصل بعده زيادة مشار عليها بالحذف، ولم ترد في بقية النسخ، وهي: "رواه عمرو بن جبلة عن زهير قال قلت لأبي الزبير قال: وجنبوه السواد. قال فسكت، فسألته ثانية فقال: لا، فظننت أن ذلك كان (...) من هشام بن عبد الملك، وقال: هشام يخضب بالسواد".اهــ وهذا دليل أن زهير نفسه يصححها ، ويعترف أن أبا الزبير رواها ، وهذا يدل على قلة دين أبي الزبير كما قال شعبة فيه.
ومما يدل على ذلك أن زهير بن معاوية رواها عن أبي الزبير :رواها عنه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/1036) قال حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إسحاق ابن مهران، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ عَامَ الْفَتْحِ لِيُبَايِعَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا ثَغَامَةٌ- يَعْنِي شَجَرَةً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ. وهذا إسناد صحيح إلى زهير.
وأشار إليها أبو نعيم عقب رواية: لفظ " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ تُغَيِّرُهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ " (4913) وقال: رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ نَحْوَهُ
* ثامنا: توبع أبو الزبير عن جابر على لفظة "وجنبوه السواد" أو "وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ". ولم ينفرد تابعه عليها جماعة:
1- أبو سفيان طلحة بن نافع، وروايته:
أخرجها ابن جميع في معجم الشيوخ (ص 228 - 229) ، ومحمد بن مخلد الدوري في المنتقى (23) والخطيب في الجامع (883) وأبو الحسين الصيداوي في معجم الشيوخ (182).
2- عطاء:
أخرجه الطبراني في الأوسط (5160) : بلفظ "ولا تقربوه السواد". وهو وهم والصحيح طريق أبي الزبير عن جابر.
قال أبو عمر ابن حيويه في مشيخته (5) - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا حَمٌّ، ثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تُغَيِّرُوا بِالسَّوَادِ، وَلا تَشَبَّهُوا بِأَعْدَائِكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَخَيْرُ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»
3- أَبو رَجَاءٍ:
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4914) .
4- أبو سليمان:
قال الخطيب في الجامع (883) - أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن مخلد ، نا علي بن أحمد السواق ، نا آدم بن أبي إياس ، نا أبو عمر البزار ، عن سليمان الشيباني ، عن أبي سليمان ، عن جابر ، قال : جيء بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكأن رأسه ولحيته ثغامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « غيروه ، وجنبوه السواد ».
= وأما ادعائهم أن الخضاب بالسواد مذهب جماهير الصحابة وغيرهم ، فهذه دعوة منقوضة مردودة بما نقل عطاء بن أبي رباح عن الصحابة.
قال محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) تهذيب الآثار (الجزء المفقود) (846) وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا عبد الْملك، عَن عَطاء، قَالَ: " سَأَلته عَن الخضاب بِالسَّوَادِ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَا رَأَيْت أحدا من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخضب بِالسَّوَادِ. إِنَّمَا كَانَ خضابهم بِالْحِنَّاءِ، وَهَذِه الصُّفْرَة ".
قال محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) تهذيب الآثار (الجزء المفقود) (846) وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا عبد الْملك، عَن عَطاء، قَالَ: " سَأَلته عَن الخضاب بِالسَّوَادِ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَا رَأَيْت أحدا من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخضب بِالسَّوَادِ. إِنَّمَا كَانَ خضابهم بِالْحِنَّاءِ، وَهَذِه الصُّفْرَة ".
جواب الخضاب بالسواد
[ أسئلة البوت @alkulifyQ_bot ]
https://t.me/swteat_k
السؤال #رقم_[732] :
يسأل بعض الناس عن الجمع بين أمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتناب السواد في الخضاب
و بين ما ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يخضبون بالسواد بل و يحس عليه بعضهم...
https://t.me/swteat_k
السؤال #رقم_[732] :
يسأل بعض الناس عن الجمع بين أمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتناب السواد في الخضاب
و بين ما ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يخضبون بالسواد بل و يحس عليه بعضهم...
Forwarded from قناة أبي حمزة
[إعادة نشر]
جزءٌ في الرّكعتين بعد صلاة المغرِبِ وما جَاءَ فيهما مِنَ الأخبَار
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا جزء لطيف فيه ما وقفت عليه مما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام وأصحابه والتابعين والأئمة بعدهم في الركعتين بعد صلاة المغرب ..
وما روي فيهما من الأخبار الدالة على تأكيد استحبابهما وكذلك متى تصليان وما يستحب أن يقرأ فيهما وغير ذلك..
وجعلت ذلك على أبواب.
جمعتها راجيًا من الله الثواب، فأسأل الله أن ينفعني بها ومن يقرؤها وأن يجمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين في جنات النعيم، آمين..
👇🏼👇🏼
جزءٌ في الرّكعتين بعد صلاة المغرِبِ وما جَاءَ فيهما مِنَ الأخبَار
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا جزء لطيف فيه ما وقفت عليه مما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام وأصحابه والتابعين والأئمة بعدهم في الركعتين بعد صلاة المغرب ..
وما روي فيهما من الأخبار الدالة على تأكيد استحبابهما وكذلك متى تصليان وما يستحب أن يقرأ فيهما وغير ذلك..
وجعلت ذلك على أبواب.
جمعتها راجيًا من الله الثواب، فأسأل الله أن ينفعني بها ومن يقرؤها وأن يجمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين في جنات النعيم، آمين..
👇🏼👇🏼
Forwarded from مدونة | أبي جابر محمد العتيبي
-من قِبَل التوحيد لن تَخِر إلا قائما-
جاء في مصنف ابن ابي شيبة:
حدثنا يزيد بن هارون قال:
أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا:
كانت بين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وبين المشركين هدنة،
فكان بين بني كعب وبين بني بكر قتال بمكة.
فقدم صريخ بني كعب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:
اللهم إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر هداك اللَّه نصرا عتدا… وادع عباد اللَّه يأتوا مددا
فمرت سحابة فرعدت فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"إن هذه لترعد بنصر بني كعب".
ثم قال لعائشة:
"جهزيني، ولا تُعلِمنَّ بذلك أحدًا"،
فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها،
فقال:
"ما هذا؟"
قالت:
"أمرني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن أجهزه"،
قال:
"إلى أين؟"
قالت:
"إلى مكة"،
قال:
"فواللَّه ما انقضت الهدنة بيننا وبينهم بعد"
فجاء أبو بكر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر له فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"إنهم أول من غدر"،
ثم أمر بالطرق فحبست،
ثم خرج وخرج المسلمون معه،
فغم لأهل مكة لا يأتيهم خبر،
فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام:
"أي حكيم واللَّه لقد غُمِمْنا واغتممنا فهل لك أن تركب ما بيننا وبين مر، لعلنا أن نلقى خبرا؟"
فقال له بديل بن ورقاء الكعبي من خزاعة:
"وأنا معكم"،
قالا:
"وأنت إن شئت"،
قال:
فركبوا حتى إذا دنوا من ثنية مَر وأظلموا فأشرفوا على الثنية،
فإذا النيران قد أخذت الوادي كله،
قال أبو سفيان لحكيم:
"أي حكيم ما هذه النيران؟"
قال بديل ابن ورقاء:
"نيران بني عمرو، جوعتها الحرب"،
قال أبو سفيان:
"لا وأبيك لبنو عمرو أذل وأقل من هؤلاء"،
فتكشف عنهم الأراك،
فأخذهم حرس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفر من الأنصار،
وكان عمر بن الخطاب تلك الليلة على الحرس،
فجاؤا بهم إليه
فقالوا:
"جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة"،
فقال عمر وهو يضحك إليهم:
"واللَّه لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم"،
قالوا:
"قد واللَّه أتيناك بأبي سفيان"
فقال:
"احبسوه"،
فحبسوه حتى أصبح،
فغدى به على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقيل له:
"بايع"،
فقال:
"لا أجد إلا ذاك أو شرا منه"
فبايع،
ثم قيل لحكيم بن حزام:
"بايع"،
فقال:
"أبايعك ولا أَخِر إلا قائمًا"،
قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"أما من قِبَلَنا فلن تَخِر إلا قائما".
أقول:
من هذا الأثر يتبين أن التوحيد أو الإسلام أو العقيدة الصحيحة تستلزم لمُعْتَقِدُها أمور مميزة يمتاز بها عن غيره؛
منها أنه لن يَخِر أو لن يسقط أو يموت إلا وهو قائم،
فإن قيل كيف ذلك؟ وهل من يَخِر إلا من هو خلاف القائم؟
قيل؛ رحمك الله عندما كانت الأمور ترجع إلى حقائقها، فإن عند تحقيق التوحيد لا يوجد فشل أو خسران أو سقوط بأي وجه من الوجوه،
ذلك أن كل أمر المؤمن كله خير عند تحقيقه للتوحيد، كما في الصحيح:
"عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛
إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ،
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"
فالسراء والضراء تشمل السقوط والموت وغيرها من باب أولى، فهي أسماء واسعة،
وتدبر استثناء النبي عليه الصلاة والسلام تلك الأحوال للمؤمن،
وهذا تصديق قول الله عز وجل:
وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ
فهذا تعميم واستثناء،
تعميم بأن حال الإنسان في خسران من كل وجه،
واستثناء المؤمن من تلك الحال يدل على أنه خلاف ذلك،
فهو بحسب تحقيق إيمانه يكون في زيادة وخير من كل وجه،
كما قال تعالى:
{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}
أطلق الله سبحانه وتعالى الزيادة للعبد الشكور،
وهذا يدل على الزيادة من كل وجه خير،
فإن الزيادة إما أن تكون وجودية أو عدمية،
والعدمية ليست بزيادة حقيقةً،
وإذا كان الخير يدور مع أوجه الوجود،
فإن الزيادة هنا هي في كل أوجه الخير،
فإذا فهمت هذا بارك الله فيك،
عَلِمت كيف كان المؤمن الموحد قائما حتى في سقوطه أو موته،
فهو قائم على الحق دائما وأبدا،
وكل حال سقوط أو موت في أي درجة من درجاته هو في الحقيقة خير له،
إما من ابتلاء تمحيصي أو عقاب تأديبي
أو سلب دنيوي نافع له في الآخرة
أو تخصيص تشريفي
أو غيرها من أفعال الرحمن الرحيم
الذي خصّ عبده المؤمن برحمة خاصة،
والخير يستلزم العلو والقيام،
فلذلك كانت حقيقة حاله القيام،
وبهذا أيضا تفهم كيف أن كثير من أصحاب الشرف والمروءة لم يدركوا ويميزوا خصائص التوحيد،
وأنه لا يستلزم أي وجه ذل أو استسلام إلا لمن يستحقه ولمن ذلت له الخلائق كلها طوعا وكرها،
فتجد كثير من الكفار ومن تشبه بهم يقولون هذه المقولة:
"أُفَضّل أن أموت قائما على رجلي من أن أموت وأنا على ركبتي"
جاء في مصنف ابن ابي شيبة:
حدثنا يزيد بن هارون قال:
أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا:
كانت بين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وبين المشركين هدنة،
فكان بين بني كعب وبين بني بكر قتال بمكة.
فقدم صريخ بني كعب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:
اللهم إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر هداك اللَّه نصرا عتدا… وادع عباد اللَّه يأتوا مددا
فمرت سحابة فرعدت فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"إن هذه لترعد بنصر بني كعب".
ثم قال لعائشة:
"جهزيني، ولا تُعلِمنَّ بذلك أحدًا"،
فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها،
فقال:
"ما هذا؟"
قالت:
"أمرني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن أجهزه"،
قال:
"إلى أين؟"
قالت:
"إلى مكة"،
قال:
"فواللَّه ما انقضت الهدنة بيننا وبينهم بعد"
فجاء أبو بكر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر له فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"إنهم أول من غدر"،
ثم أمر بالطرق فحبست،
ثم خرج وخرج المسلمون معه،
فغم لأهل مكة لا يأتيهم خبر،
فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام:
"أي حكيم واللَّه لقد غُمِمْنا واغتممنا فهل لك أن تركب ما بيننا وبين مر، لعلنا أن نلقى خبرا؟"
فقال له بديل بن ورقاء الكعبي من خزاعة:
"وأنا معكم"،
قالا:
"وأنت إن شئت"،
قال:
فركبوا حتى إذا دنوا من ثنية مَر وأظلموا فأشرفوا على الثنية،
فإذا النيران قد أخذت الوادي كله،
قال أبو سفيان لحكيم:
"أي حكيم ما هذه النيران؟"
قال بديل ابن ورقاء:
"نيران بني عمرو، جوعتها الحرب"،
قال أبو سفيان:
"لا وأبيك لبنو عمرو أذل وأقل من هؤلاء"،
فتكشف عنهم الأراك،
فأخذهم حرس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفر من الأنصار،
وكان عمر بن الخطاب تلك الليلة على الحرس،
فجاؤا بهم إليه
فقالوا:
"جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة"،
فقال عمر وهو يضحك إليهم:
"واللَّه لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم"،
قالوا:
"قد واللَّه أتيناك بأبي سفيان"
فقال:
"احبسوه"،
فحبسوه حتى أصبح،
فغدى به على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقيل له:
"بايع"،
فقال:
"لا أجد إلا ذاك أو شرا منه"
فبايع،
ثم قيل لحكيم بن حزام:
"بايع"،
فقال:
"أبايعك ولا أَخِر إلا قائمًا"،
قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"أما من قِبَلَنا فلن تَخِر إلا قائما".
أقول:
من هذا الأثر يتبين أن التوحيد أو الإسلام أو العقيدة الصحيحة تستلزم لمُعْتَقِدُها أمور مميزة يمتاز بها عن غيره؛
منها أنه لن يَخِر أو لن يسقط أو يموت إلا وهو قائم،
فإن قيل كيف ذلك؟ وهل من يَخِر إلا من هو خلاف القائم؟
قيل؛ رحمك الله عندما كانت الأمور ترجع إلى حقائقها، فإن عند تحقيق التوحيد لا يوجد فشل أو خسران أو سقوط بأي وجه من الوجوه،
ذلك أن كل أمر المؤمن كله خير عند تحقيقه للتوحيد، كما في الصحيح:
"عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛
إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ،
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"
فالسراء والضراء تشمل السقوط والموت وغيرها من باب أولى، فهي أسماء واسعة،
وتدبر استثناء النبي عليه الصلاة والسلام تلك الأحوال للمؤمن،
وهذا تصديق قول الله عز وجل:
وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ
فهذا تعميم واستثناء،
تعميم بأن حال الإنسان في خسران من كل وجه،
واستثناء المؤمن من تلك الحال يدل على أنه خلاف ذلك،
فهو بحسب تحقيق إيمانه يكون في زيادة وخير من كل وجه،
كما قال تعالى:
{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}
أطلق الله سبحانه وتعالى الزيادة للعبد الشكور،
وهذا يدل على الزيادة من كل وجه خير،
فإن الزيادة إما أن تكون وجودية أو عدمية،
والعدمية ليست بزيادة حقيقةً،
وإذا كان الخير يدور مع أوجه الوجود،
فإن الزيادة هنا هي في كل أوجه الخير،
فإذا فهمت هذا بارك الله فيك،
عَلِمت كيف كان المؤمن الموحد قائما حتى في سقوطه أو موته،
فهو قائم على الحق دائما وأبدا،
وكل حال سقوط أو موت في أي درجة من درجاته هو في الحقيقة خير له،
إما من ابتلاء تمحيصي أو عقاب تأديبي
أو سلب دنيوي نافع له في الآخرة
أو تخصيص تشريفي
أو غيرها من أفعال الرحمن الرحيم
الذي خصّ عبده المؤمن برحمة خاصة،
والخير يستلزم العلو والقيام،
فلذلك كانت حقيقة حاله القيام،
وبهذا أيضا تفهم كيف أن كثير من أصحاب الشرف والمروءة لم يدركوا ويميزوا خصائص التوحيد،
وأنه لا يستلزم أي وجه ذل أو استسلام إلا لمن يستحقه ولمن ذلت له الخلائق كلها طوعا وكرها،
فتجد كثير من الكفار ومن تشبه بهم يقولون هذه المقولة:
"أُفَضّل أن أموت قائما على رجلي من أن أموت وأنا على ركبتي"
Forwarded from مدونة | أبي جابر محمد العتيبي
يريدون أن العبادة والتدّين من أفعال الضعفاء العاجزين،
وأن القوة والشجاعة هي في التمرد والإنحلال،
وهذا من سوء الفهم والله،
فهم لا يعلمون فضائل وخصائص الإسلام،
كما لا يعلمون حقائق الأمور وأصولها وما تعود إليه،
فإنه كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام:
"أما من قِبَلَنا فلن تَخِر إلا قائما".
تنبيه:
الحديث مرسل،
إلا أن هذا إرساله سالك بالجملة لأنه من أخبار السيرة،
والمعنى يعضده شواهد كثيرة.
وأن القوة والشجاعة هي في التمرد والإنحلال،
وهذا من سوء الفهم والله،
فهم لا يعلمون فضائل وخصائص الإسلام،
كما لا يعلمون حقائق الأمور وأصولها وما تعود إليه،
فإنه كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام:
"أما من قِبَلَنا فلن تَخِر إلا قائما".
تنبيه:
الحديث مرسل،
إلا أن هذا إرساله سالك بالجملة لأنه من أخبار السيرة،
والمعنى يعضده شواهد كثيرة.
Forwarded from طلّاع أنجد
اجعل لك عملًا صالحًا تواظب وتداوم عليه ولو كان قليلًا؛ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ». رواه مسلم.
فاجعل لك وردًا من القرآن والسنة تستمر عليه ولو كان صفحة واحدة فقط، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، ولا تفوّته مهما كان، ومع استمرارك ستُقْبِلُ نفسك وتطلب المزيد من الخير.
فاجعل لك وردًا من القرآن والسنة تستمر عليه ولو كان صفحة واحدة فقط، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، ولا تفوّته مهما كان، ومع استمرارك ستُقْبِلُ نفسك وتطلب المزيد من الخير.
Forwarded from مُهَاجِرٌ
[ مركزية معرفة الله - الميزان الذي يقاس به الناس ]
قال البخاري في صحيحه: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهﷺ: ينادي مناد: «ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون».
فيذهب كل قوم لما عرفوا من معبوداتهم فمن عرف الله وعبده ينتظر الله الذي عرفه وبينه وبين الله آية الساق، قال النبيﷺ: حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟
فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإنا سمعنا مناديا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر، ربنا قال: فيأتيهم الجبار فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه، فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن.
أما من لم يكن يعرفه بأسمائه وصفاته كالجهمية وأضرابهم فهم كما قال أبو بكر الخلال في السنة: أخبرني عبد الله بن أحمد، أن البندنجي قال: ثنا عبد الله بن الحسن الزراد الهمذاني، قال: ثنا محمد بن يعقوب البغدادي، قال: سمعت أبا بكر الأثرم، يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: رأيت ابن أبي داود -الجهمي- في المنام، فقلت: ما فعل بك ربك؟
فقال: ما فعل لي قال لي: «انطلقوا إلى ما كنتم تعبدون»، يا أحمد، تمسك بما أنت عليه، فإنه الحق.
فلهذا كانت أس العبادة وغاية الخلق معرفة الله، قال إسحاق البستي في تفسيره: حدثنا قتيبة، نا الحجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ليعرفوني.
لهذا المعنى جرى أئمة أهل السنة قديما وحديثا على جعل معرفة الله ميزانا يقاس به الخلق.
قال محمد بن نصر المروزي في تعديم قدر الصلاة: حدثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أحمد بن عاصم الأنطاكي، يقول: «من كان بالله أعرف كان من الله أخوف»، قال أحمد ابن حنبل: صدق والله.
قال البيهقي في شعب الإيمان «باب الخوف من الله»: قال أحمد ابن حنبل: «وكل ذلك يدل على أن كل من كان بالله عز وجل أعرف، كان منه أخوف».
قال ابن القيم في مقدمة النونية: ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب.
وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد.
والله تعالى ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه.
فمن كان لذكر أسمائه وصفاته مبغضا، وعنها معرضا نافرا ومنفرا، فالله له أشد بغضا، وعنه أعظم إعراضا، وله أكبر مقتا.
قال ابن رجب في الذل والانكسار للعزيز الجبار: وأصل الخشوع الحاصل في القلب، إنما هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله، فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع.
لهذا يقول الدارمي في نقضه على المريسي: «وأنت قد شبهت إلهك في يديه وسمعه وبصره بأعمى وأقطع، وتوهمت في معبودك ما توهمت في الأعمى والأقطع فمعبودك مجدع منقوص، أعمى لا بصر له، وأبكم لا كلام له، وأصم لا سمع له، وأجذم١ لا يدان له، ومقعد لا حراك به، وليس هذا بصفة إله المصلين؟».
فالدارمي لم يعد هؤلاء من المصلين لأن المصلي حقا من يعرف من يصلي له، وكلما زادت معرفته زاد خشوعه، فمن بلغ جهله بالله غايته كانت صلاته كعدمها ولم يدخل في زمرة المصلين.
لهذا قال البخاري في خلق أفعال العباد: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم».
قال البخاري في صحيحه: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهﷺ: ينادي مناد: «ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون».
فيذهب كل قوم لما عرفوا من معبوداتهم فمن عرف الله وعبده ينتظر الله الذي عرفه وبينه وبين الله آية الساق، قال النبيﷺ: حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟
فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإنا سمعنا مناديا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر، ربنا قال: فيأتيهم الجبار فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه، فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن.
أما من لم يكن يعرفه بأسمائه وصفاته كالجهمية وأضرابهم فهم كما قال أبو بكر الخلال في السنة: أخبرني عبد الله بن أحمد، أن البندنجي قال: ثنا عبد الله بن الحسن الزراد الهمذاني، قال: ثنا محمد بن يعقوب البغدادي، قال: سمعت أبا بكر الأثرم، يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: رأيت ابن أبي داود -الجهمي- في المنام، فقلت: ما فعل بك ربك؟
فقال: ما فعل لي قال لي: «انطلقوا إلى ما كنتم تعبدون»، يا أحمد، تمسك بما أنت عليه، فإنه الحق.
فلهذا كانت أس العبادة وغاية الخلق معرفة الله، قال إسحاق البستي في تفسيره: حدثنا قتيبة، نا الحجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ليعرفوني.
لهذا المعنى جرى أئمة أهل السنة قديما وحديثا على جعل معرفة الله ميزانا يقاس به الخلق.
قال محمد بن نصر المروزي في تعديم قدر الصلاة: حدثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أحمد بن عاصم الأنطاكي، يقول: «من كان بالله أعرف كان من الله أخوف»، قال أحمد ابن حنبل: صدق والله.
قال البيهقي في شعب الإيمان «باب الخوف من الله»: قال أحمد ابن حنبل: «وكل ذلك يدل على أن كل من كان بالله عز وجل أعرف، كان منه أخوف».
قال ابن القيم في مقدمة النونية: ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب.
وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد.
والله تعالى ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه.
فمن كان لذكر أسمائه وصفاته مبغضا، وعنها معرضا نافرا ومنفرا، فالله له أشد بغضا، وعنه أعظم إعراضا، وله أكبر مقتا.
قال ابن رجب في الذل والانكسار للعزيز الجبار: وأصل الخشوع الحاصل في القلب، إنما هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله، فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع.
لهذا يقول الدارمي في نقضه على المريسي: «وأنت قد شبهت إلهك في يديه وسمعه وبصره بأعمى وأقطع، وتوهمت في معبودك ما توهمت في الأعمى والأقطع فمعبودك مجدع منقوص، أعمى لا بصر له، وأبكم لا كلام له، وأصم لا سمع له، وأجذم١ لا يدان له، ومقعد لا حراك به، وليس هذا بصفة إله المصلين؟».
فالدارمي لم يعد هؤلاء من المصلين لأن المصلي حقا من يعرف من يصلي له، وكلما زادت معرفته زاد خشوعه، فمن بلغ جهله بالله غايته كانت صلاته كعدمها ولم يدخل في زمرة المصلين.
لهذا قال البخاري في خلق أفعال العباد: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم».
Forwarded from محمد بن رمضان
ومن يمدح العروس غير أمها وأختها
قال ابن المِبرَد في رده على استدلال ابن عساكر بكلام بعض الأشاعرة في مدح الأشاعرة: (وهذا الذي قال لا يُقبل قوله، لأنه من جملة أتباع الأشعري، ومن يمدح العروس غير أمها وأختها)
جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر (ص١٣١).
قال ابن المِبرَد في رده على استدلال ابن عساكر بكلام بعض الأشاعرة في مدح الأشاعرة: (وهذا الذي قال لا يُقبل قوله، لأنه من جملة أتباع الأشعري، ومن يمدح العروس غير أمها وأختها)
جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر (ص١٣١).
Forwarded from طلّاع أنجد
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة في قول اللَّه عز وجل: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) قال: كان طويل الصلاة في الرخاء، قال: وإن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا صرع وجد متكئًا.
[ الزهد (44) ]
[ الزهد (44) ]
Forwarded from أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي (عِمران عامر)
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}.
1- عن الصحابيّ الجليل سيّدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال: قوله: {الرجال قوامون على النساء} يعني: أمراء، عليها أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته، وطاعته أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله وفضله عليها بنفقته وسعيه.
2- عن التابعيّ الجليل الضحّاك رضي الله عنه: وقوله: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} يقول: الرجل قائم على المرأة يأمرها بطاعة الله، فإن أبت، فله أن يضربها ضربا غير مبرح، وله عليها الفضل بنفقته وسعيه.
3- قال الإمام السدّي رحمه الله: {الرجال قوامون على النساء} قال: يأخذون على أيديهن ويؤدبونهن.
4- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (الرجال قوامون على النساء) أي: الرجل قيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت.
5- قال الإمام البغوي رحمه الله: مُسلّطون على تأديبهن، والقوام والقيم بمعنى واحد، والقوام أبلغ وهو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب.
6- قال الإمام الطبري رحمه الله: الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن، فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم.
وما يعضد هذه التفاسير هو قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
{كلُّ نفسٍ من بني آدمَ سَيِّد، [فالرجلُ سيِّدُ أهلِه]، والمرأةُ سيِّدةُ بيتِها} صحيح الجامع.
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: {قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: التي تسرُّه إذا نظر, [وتطيعُه إذا أمر]، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره}. صحيح الإمام النسائي.
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: {إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها [وأطاعت زوجَها] قيل لها ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ} رواه الإمام أحمد..
والأحاديث والآثار والاخبار عن ذلك كثيرة، وأمّا الشعارات الاستحقاقيّة للرخويات والمتدثّرات؛ كالنديّة، والتكافؤ، والمساواة فذلك ليس مِن دين الله تعالى في شيء.
على المرأة أن تدرك أنّها تبعٌ لزوجها فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى، وأنّها مِن رعيّته، وهو سيّدها وأميرها والحاكم عليها.
وهذه المنزلة للرجل على المرأة ليست مِن كيس الرجل أو عنديّاته؛ بل هو أمر الله سبحانه وتعالى لكِ، وإعراضك عن ذلك هو مخالفةٌ لأمر الله تبارك وتعالى وليس للرجل فحسب!.
وأمّا الّتي تُدلّس على كذبها ودجلها بالنديًة والتكافؤ ونحو هذا الهراء وتستدل بقوله سبحانه:
{ولهنّ مِنثل الّذي عليهنّ بالمعروف}.
- فالردّ بإكمال الآية {وللرجال عليهنّ درجة}.
والمماثلة هنا تعني أنّ لهنً حقوقًا على أزواجهنّ كما لأزواجهنَّ حقوقًا عليهن، وكلٌ يؤدي واجبه الّذي عليه للأخر.
وكذا الّتي تستدل بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {النساء شقائق الرجال}.
فهذه العبارة قد قالها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في سياق بيانه لحكم اغتسال الرجل مِن الجنابة، فقال (النساء شقائق الرجال) وهو يُبيّن أنًه حتّى المرأة عليها غسلٌ كما على الرجل غسل.
ومعنى (النساء شقائق الرجال): أنّ النساء نظائر وأمثال الرجال في الأحكام المشتركة بينهما.
وكذا الّتي تستدل بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (واستوصوا بالنساء خيرًا}.
- والردّ بإكمال الحديث: {فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا} صحيح البخاري.
فهذا فيه بيانٌ صريح على أنّ النساء خُلِقن مِن ضلعٍ أعوج، وأنّ فيهنّ اعوجاجٌ يجب ضبطه دون إفراط ولا تفريط، ولا يضبط ذلك إلّا وليّ أمرها، أبًا كان أو زوجًا.
فكيف تكون الّتي فيها اعوجاج نِدًا وكفؤًا لراعيها ووليّ أمرها؟!.
لذلك أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الرجال بالنساء، بأن يكونوا ذوي حلمٍ وحكمه وقوامة وسيادة ورياسة في التعامل مع النساء، لأنّ اعوجاجهنّ إن أفرطن فيه هلكن.
وإنّا لله الواحد القهّار
.........
6 - ربيع الثاني - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
1- عن الصحابيّ الجليل سيّدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال: قوله: {الرجال قوامون على النساء} يعني: أمراء، عليها أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته، وطاعته أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله وفضله عليها بنفقته وسعيه.
2- عن التابعيّ الجليل الضحّاك رضي الله عنه: وقوله: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} يقول: الرجل قائم على المرأة يأمرها بطاعة الله، فإن أبت، فله أن يضربها ضربا غير مبرح، وله عليها الفضل بنفقته وسعيه.
3- قال الإمام السدّي رحمه الله: {الرجال قوامون على النساء} قال: يأخذون على أيديهن ويؤدبونهن.
4- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (الرجال قوامون على النساء) أي: الرجل قيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت.
5- قال الإمام البغوي رحمه الله: مُسلّطون على تأديبهن، والقوام والقيم بمعنى واحد، والقوام أبلغ وهو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب.
6- قال الإمام الطبري رحمه الله: الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن، فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم.
وما يعضد هذه التفاسير هو قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
{كلُّ نفسٍ من بني آدمَ سَيِّد، [فالرجلُ سيِّدُ أهلِه]، والمرأةُ سيِّدةُ بيتِها} صحيح الجامع.
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: {قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: التي تسرُّه إذا نظر, [وتطيعُه إذا أمر]، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره}. صحيح الإمام النسائي.
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: {إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها [وأطاعت زوجَها] قيل لها ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ} رواه الإمام أحمد..
والأحاديث والآثار والاخبار عن ذلك كثيرة، وأمّا الشعارات الاستحقاقيّة للرخويات والمتدثّرات؛ كالنديّة، والتكافؤ، والمساواة فذلك ليس مِن دين الله تعالى في شيء.
على المرأة أن تدرك أنّها تبعٌ لزوجها فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى، وأنّها مِن رعيّته، وهو سيّدها وأميرها والحاكم عليها.
وهذه المنزلة للرجل على المرأة ليست مِن كيس الرجل أو عنديّاته؛ بل هو أمر الله سبحانه وتعالى لكِ، وإعراضك عن ذلك هو مخالفةٌ لأمر الله تبارك وتعالى وليس للرجل فحسب!.
وأمّا الّتي تُدلّس على كذبها ودجلها بالنديًة والتكافؤ ونحو هذا الهراء وتستدل بقوله سبحانه:
{ولهنّ مِنثل الّذي عليهنّ بالمعروف}.
- فالردّ بإكمال الآية {وللرجال عليهنّ درجة}.
والمماثلة هنا تعني أنّ لهنً حقوقًا على أزواجهنّ كما لأزواجهنَّ حقوقًا عليهن، وكلٌ يؤدي واجبه الّذي عليه للأخر.
وكذا الّتي تستدل بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {النساء شقائق الرجال}.
فهذه العبارة قد قالها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في سياق بيانه لحكم اغتسال الرجل مِن الجنابة، فقال (النساء شقائق الرجال) وهو يُبيّن أنًه حتّى المرأة عليها غسلٌ كما على الرجل غسل.
ومعنى (النساء شقائق الرجال): أنّ النساء نظائر وأمثال الرجال في الأحكام المشتركة بينهما.
وكذا الّتي تستدل بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (واستوصوا بالنساء خيرًا}.
- والردّ بإكمال الحديث: {فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا} صحيح البخاري.
فهذا فيه بيانٌ صريح على أنّ النساء خُلِقن مِن ضلعٍ أعوج، وأنّ فيهنّ اعوجاجٌ يجب ضبطه دون إفراط ولا تفريط، ولا يضبط ذلك إلّا وليّ أمرها، أبًا كان أو زوجًا.
فكيف تكون الّتي فيها اعوجاج نِدًا وكفؤًا لراعيها ووليّ أمرها؟!.
لذلك أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الرجال بالنساء، بأن يكونوا ذوي حلمٍ وحكمه وقوامة وسيادة ورياسة في التعامل مع النساء، لأنّ اعوجاجهنّ إن أفرطن فيه هلكن.
وإنّا لله الواحد القهّار
.........
6 - ربيع الثاني - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
Forwarded from أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي (عِمران عامر)
ومَا مِن شيءٍ تأخذُ بهِ المرأةُ مجامعَ قلبِ زوجها وعقله كطَاعِتها له وانقيادها إليه، فالسيادةُ والرياسةُ فيه فِطرة، والفطِنة هي مَن أشبعت شهوة السُلطة لديه بامثتالها لأمره، والعزوف عن كثرة مجادلته، والثناء والمديح برجولته.
فإن كانت كذلك؛ رأته يأخذ برأيها، ويستمع لمشورتها، ويُلّبي طلبها -حسب استطاعته- تودّدًا وتحبّبا إليها جزاءً على طاعتها.
ولا تأبهي لقول السلفع المتسلفعة بأنًك إن فعلت ذلك؛ فستكونين جارية أو عديمة الشخصيًة أو عبدة!.
فهذه السلفعة قد فشلت بتسخير أنوثتها، وفهم مكامن قوّتها عِنده زوجها، فلجأت إلى التمرّد والنديّة والمجابهة؛ لِذلك جميع ااسلافع إمّا مُطلّقات أو يعشن في كنف أشباه الرجال!.
وما أقبح الرجل الإمّعة في نظر المرأة السويّة!.
..........
6 - ربيع الثاني - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
فإن كانت كذلك؛ رأته يأخذ برأيها، ويستمع لمشورتها، ويُلّبي طلبها -حسب استطاعته- تودّدًا وتحبّبا إليها جزاءً على طاعتها.
ولا تأبهي لقول السلفع المتسلفعة بأنًك إن فعلت ذلك؛ فستكونين جارية أو عديمة الشخصيًة أو عبدة!.
فهذه السلفعة قد فشلت بتسخير أنوثتها، وفهم مكامن قوّتها عِنده زوجها، فلجأت إلى التمرّد والنديّة والمجابهة؛ لِذلك جميع ااسلافع إمّا مُطلّقات أو يعشن في كنف أشباه الرجال!.
وما أقبح الرجل الإمّعة في نظر المرأة السويّة!.
..........
6 - ربيع الثاني - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
Forwarded from طلّاع أنجد
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-:
"وقد منّ الله عليكم بإقرار علماء المشركين بهذا كله، سمعتم إقرارهم أن هذا الذي يفعل في الحرمين، والبصرة، والعراق، واليمن، أن هذا شرك بالله، فأقروا لكم أن هذا الدين الذي ينصرون أهله، ويزعمون أنهم السواد الأعظم، أقروا لكم أن دينهم هو الشرك.
وأقروا لكم أيضا أن التوحيد الذي يسعون في إطفائه، وفي قتل أهله وحبسهم، أنه دين الله ورسوله؛ وهذا الإقرار منهم على أنفسهم، من أعظم آيات الله، ومن أعظم نعم الله عليكم، ولا يبقى شبهة مع هذا إلا للقلب الميت، الذي طبع الله عليه، وذلك لا حيلة فيه.
ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة، فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير، والقتال; والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا! إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره، وقتل من أمر به وحبسهم، كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟! كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك، يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم؟! ويحثهم على قتل الموحدين، وأخذ مالهم، كيف لا يكفر، وهو يشهد أن هذا الذي يحث عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره ونهى عنه؟! وسماه الشرك بالله، ويشهد أن هذا الذي يبغضه، ويبغض أهله، ويأمر المشركين بقتلهم، هو دين الله ورسوله!.
واعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم.
وأنا أذكر لكم آية من كتاب الله، أجمع أهل العلم على تفسيرها، وأنها في المسلمين، وأن من فعل ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ﴾ إلى آخر الآية وفيها ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾؛ فإذا كان العلماء، ذكروا أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة; وذكروا: أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه، مع بغضه لذلك وعداوة أهله، لكن خوفا منهم، أنه كافر بعد إيمانه; فكيف بالموحد في زماننا، إذا تكلم في البصرة، أو الإحساء، أو مكة، أو غير ذلك خوفا منهم، لكن قبل الإكراه; وإذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟
فأنتم وفقكم الله تأملوا هذه الآية، وتأملوا من نزلت فيه، وتأملوا إجماع العلماء على تفسيرها، وتأملوا ما جرى بيننا وبين أعداء الله، نطلبهم دائما الرجوع إلى كتبهم التي بأيديهم، في مسألة التكفير والقتال، فلا يجيبوننا إلا بالشكوى عند الشيوخ، وأمثالهم; والله أسأل أن يوفقكم لدينه القيم، ويرزقكم الثبات عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
[ الدرر السنية ]
"وقد منّ الله عليكم بإقرار علماء المشركين بهذا كله، سمعتم إقرارهم أن هذا الذي يفعل في الحرمين، والبصرة، والعراق، واليمن، أن هذا شرك بالله، فأقروا لكم أن هذا الدين الذي ينصرون أهله، ويزعمون أنهم السواد الأعظم، أقروا لكم أن دينهم هو الشرك.
وأقروا لكم أيضا أن التوحيد الذي يسعون في إطفائه، وفي قتل أهله وحبسهم، أنه دين الله ورسوله؛ وهذا الإقرار منهم على أنفسهم، من أعظم آيات الله، ومن أعظم نعم الله عليكم، ولا يبقى شبهة مع هذا إلا للقلب الميت، الذي طبع الله عليه، وذلك لا حيلة فيه.
ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة، فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير، والقتال; والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا! إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره، وقتل من أمر به وحبسهم، كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟! كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك، يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم؟! ويحثهم على قتل الموحدين، وأخذ مالهم، كيف لا يكفر، وهو يشهد أن هذا الذي يحث عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره ونهى عنه؟! وسماه الشرك بالله، ويشهد أن هذا الذي يبغضه، ويبغض أهله، ويأمر المشركين بقتلهم، هو دين الله ورسوله!.
واعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم.
وأنا أذكر لكم آية من كتاب الله، أجمع أهل العلم على تفسيرها، وأنها في المسلمين، وأن من فعل ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ﴾ إلى آخر الآية وفيها ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾؛ فإذا كان العلماء، ذكروا أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة; وذكروا: أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه، مع بغضه لذلك وعداوة أهله، لكن خوفا منهم، أنه كافر بعد إيمانه; فكيف بالموحد في زماننا، إذا تكلم في البصرة، أو الإحساء، أو مكة، أو غير ذلك خوفا منهم، لكن قبل الإكراه; وإذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟
فأنتم وفقكم الله تأملوا هذه الآية، وتأملوا من نزلت فيه، وتأملوا إجماع العلماء على تفسيرها، وتأملوا ما جرى بيننا وبين أعداء الله، نطلبهم دائما الرجوع إلى كتبهم التي بأيديهم، في مسألة التكفير والقتال، فلا يجيبوننا إلا بالشكوى عند الشيوخ، وأمثالهم; والله أسأل أن يوفقكم لدينه القيم، ويرزقكم الثبات عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
[ الدرر السنية ]
Forwarded from قناة د. أحمد الخليل 📚
لماذا كان الإمام أحمد يأخذ بأقوال التابعين؟
بيَّن الإمامُ أحمد السبب فقال:
«لا يكاد يجيء عن التابعين شيء؛ إلا يوجد فيه عن أصحاب النبي ﷺ».
أي أن أقوالهم مأخوذة عن الصحابة غالبًا.
#فقه_الإمام_أحمد
(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية)
بيَّن الإمامُ أحمد السبب فقال:
«لا يكاد يجيء عن التابعين شيء؛ إلا يوجد فيه عن أصحاب النبي ﷺ».
أي أن أقوالهم مأخوذة عن الصحابة غالبًا.
#فقه_الإمام_أحمد
(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية)
Forwarded from عتيق 📜
{ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (٧٠) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ (٧١) } [ المؤمنون ]
من أقر بعجزه عن تدبير أمور السماوات والأرض وإقامتها بالحق فضلا عن خلقها، وأنها لو وكلت إليه لفسدت، كيف له ألا يتهم رأيه إذا خالف أمر خالقها وقيومها الذي أقامها بالحق ؟
{ لخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
من أقر بعجزه عن تدبير أمور السماوات والأرض وإقامتها بالحق فضلا عن خلقها، وأنها لو وكلت إليه لفسدت، كيف له ألا يتهم رأيه إذا خالف أمر خالقها وقيومها الذي أقامها بالحق ؟
{ لخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
Forwarded from أبو سفيان
إذا تعبت وأرهقت وضاقت بك الدنيا ... فتذكر هذا الأثر الذي اعتبره من أعظم الآثار التي قرأتها في حياتي والتي أتذكرها كلما ضاقت بنا الدنيا .... روى ابو نعيم في الحلية عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " شَكَى نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى اللهِ تَعَالَى الْجُوعَ وَالْعُرْيَ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: أَمَا تَرْضَى أَنِّي سَدَدْتُ عَنْكَ بَابَ الشِّرْكِ " . (قلت) فمن أعظم النعم أن يسد الله عنك باب الشرك والكفر ، بل يعتبر في آخر الزمان هذا من الكرامات ، فنسأل الله أن يسد عنا باب الشرك ويميتنا على الإسلام والسنة .
Forwarded from قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
رؤيا الفضيل في أبي إسحاق الفزاري ودلالتها على فضل العالم على العابد وترتيب الأولويات
قال أبو نعيم في حلية الأولياء: "(8/254): حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري، سمعت أبا أسامة، سمعت الفضيل بن عياض، يقول: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وإلى جنبه فرجة فذهبت لأجلس، فقال: "هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري""، فقلت لأبي أسامة: أيهما أفضل قال: كان فضيل رجل نفسه وكان أبو إسحاق رجل عامة".
أقول: هذا إسناد قوي.
والفضيل بن عياض صاحب الرؤيا من العباد الزهاد الذين عليهم اتفاق الناس جميعًا، لا يكاد يوجد كتاب يذكر الزهاد والعباد إلا ويذكره. وله كلمات سيَّارة في الوعظ والنصح، وما أكثر ما تُذكَرُ أحواله تنشيطًا لأهل العبادة ووعظًا لأهل المعصية، فنفع الله به على مر القرون خلقًا لا يعلمهم إلا الله عز وجل.
وأما أبو إسحاق الفزاري الذي يظهر في الرؤيا على أنه أقرب منزلة من النبي صلى الله عليه وسلم من الفضيل بن عياض فلا يعرفه إلا قلة من طلبة العلم.
ولكنه كان محبًّا لاعتقاد أهل الحديث وفقههم ذابًّا عنهم أمام أهل الكلام وأهل الرأي كما أنه كان يُحذِّر من الكذابين في الحديث.
وهذا قد لا يرى العامة أنه أنفع لهم من أحوال الفضيل، ولكنه عند عامة أهل العلم أنفع لهم لأنه يقيهم من الانحراف العقدي والفقهي ومن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أحمد بن عبد الله العجلى: "كان ثقة رجلا صالحا صاحب سنة وهو الذى أدب أهل الثغر، وعلمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه، وكان عربيا فزاريا أمر سلطانا
ونهاه فضربه مئتى سوط، فغضب له الأوزاعى، وتكلم فى أمره".
أقول: هذه الشدة على أهل البدع والقوة أمام السلطان هي التي قربته من النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الرؤيا، واليوم الكثير من العامة يحبون القوة أمام السلطان ولكنهم يكرهون الشدة على المبتدعة إذا كان الخلاف معهم ليس له متعلق دنيوي فيما يرون.
وأنا هنا لا أزهِّد بأحوال أمثال الفضيل، بل الناس اليوم أحوج ما يكونون إلى مثل هذا، غير أنهم إلى أحوال الفزاري أحوج.
وتأمَّل سلامة صدر الفضيل وتحديثه بهذه الرؤيا التي تُظهِر فضل أحد أقرانه عليه، وقارن هذا بأحوال بعض الناس اليوم ممن لم يصل إلى عبادة الفضيل وأمثاله غير أنه يستخدم الحديث في الفضائل والتزكية للحط على من ينتصر للعقيدة ويشتد على أهل البدع وينتصر لفقه أهل الحديث.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: "ذكره أبي نا محمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي قال سمعت أبا صالح الفراء - يعني محبوب بن موسى - قال سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت رجلا أفقه من أبي إسحاق الفزاري، قال أبو محمد وقد رأى ابن المبارك سفيان الثوري والاوزاعي ومالك ابن أنس والخلق".
وقد تكلم الخطيب البغدادي في كتابه [الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع] فذكر أن مِن العلماء مَن كان لا يحدِّث السلاطين، وذكر منهم من لا يحدِّث أهل الرأي فكان أولَ من ذكر أبو إسحاق الفزاري.
وللفزاري كتاب مطبوع بعنوان [السير] وهو في أعلى أسانيده يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطتين، وله ترجمة حافلة في تقدمة الجرح والتعديل.
لما تكلم عنه أبو نعيم في الحلية قال: "أبو إسحاق الفزاري ومنهم تارك القصور والجواري ونازل الثغور والبراري أبو إسحاق إبراهيم الفزاري. كان لأهل الأثر والسنة إماما وعلى أهل الزيغ والبدعة زماما".
وصفه بأنه "تارك للقصور ونازل الثغور" لأنه أمير عربي كلُّ فزارة كانت تنزل على قوله، وجدُّه عيينة بن حصن الفزاري سيدُ فزارة في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وتركُ القصور ونزولُ الثغور محل تقدير عظيم عند العامة والخاصة في زماننا، غير أن نصرة السنة مع الشدة على أهل البدعة (دون ظلم) هذا محل استنكار عندهم، وقد كان هذا من أعظم ما يُمدَح به الرجل في زمانه حتى لو تُرجِم له في كتب الزهاد والعباد، فقد كانت هذه ثمرة التزكية عندهم أن يغضب المرء لله عز وجل.
قال أبو نعيم في حلية الأولياء: "(8/254): حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري، سمعت أبا أسامة، سمعت الفضيل بن عياض، يقول: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وإلى جنبه فرجة فذهبت لأجلس، فقال: "هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري""، فقلت لأبي أسامة: أيهما أفضل قال: كان فضيل رجل نفسه وكان أبو إسحاق رجل عامة".
أقول: هذا إسناد قوي.
والفضيل بن عياض صاحب الرؤيا من العباد الزهاد الذين عليهم اتفاق الناس جميعًا، لا يكاد يوجد كتاب يذكر الزهاد والعباد إلا ويذكره. وله كلمات سيَّارة في الوعظ والنصح، وما أكثر ما تُذكَرُ أحواله تنشيطًا لأهل العبادة ووعظًا لأهل المعصية، فنفع الله به على مر القرون خلقًا لا يعلمهم إلا الله عز وجل.
وأما أبو إسحاق الفزاري الذي يظهر في الرؤيا على أنه أقرب منزلة من النبي صلى الله عليه وسلم من الفضيل بن عياض فلا يعرفه إلا قلة من طلبة العلم.
ولكنه كان محبًّا لاعتقاد أهل الحديث وفقههم ذابًّا عنهم أمام أهل الكلام وأهل الرأي كما أنه كان يُحذِّر من الكذابين في الحديث.
وهذا قد لا يرى العامة أنه أنفع لهم من أحوال الفضيل، ولكنه عند عامة أهل العلم أنفع لهم لأنه يقيهم من الانحراف العقدي والفقهي ومن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أحمد بن عبد الله العجلى: "كان ثقة رجلا صالحا صاحب سنة وهو الذى أدب أهل الثغر، وعلمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه، وكان عربيا فزاريا أمر سلطانا
ونهاه فضربه مئتى سوط، فغضب له الأوزاعى، وتكلم فى أمره".
أقول: هذه الشدة على أهل البدع والقوة أمام السلطان هي التي قربته من النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الرؤيا، واليوم الكثير من العامة يحبون القوة أمام السلطان ولكنهم يكرهون الشدة على المبتدعة إذا كان الخلاف معهم ليس له متعلق دنيوي فيما يرون.
وأنا هنا لا أزهِّد بأحوال أمثال الفضيل، بل الناس اليوم أحوج ما يكونون إلى مثل هذا، غير أنهم إلى أحوال الفزاري أحوج.
وتأمَّل سلامة صدر الفضيل وتحديثه بهذه الرؤيا التي تُظهِر فضل أحد أقرانه عليه، وقارن هذا بأحوال بعض الناس اليوم ممن لم يصل إلى عبادة الفضيل وأمثاله غير أنه يستخدم الحديث في الفضائل والتزكية للحط على من ينتصر للعقيدة ويشتد على أهل البدع وينتصر لفقه أهل الحديث.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: "ذكره أبي نا محمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي قال سمعت أبا صالح الفراء - يعني محبوب بن موسى - قال سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت رجلا أفقه من أبي إسحاق الفزاري، قال أبو محمد وقد رأى ابن المبارك سفيان الثوري والاوزاعي ومالك ابن أنس والخلق".
وقد تكلم الخطيب البغدادي في كتابه [الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع] فذكر أن مِن العلماء مَن كان لا يحدِّث السلاطين، وذكر منهم من لا يحدِّث أهل الرأي فكان أولَ من ذكر أبو إسحاق الفزاري.
وللفزاري كتاب مطبوع بعنوان [السير] وهو في أعلى أسانيده يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطتين، وله ترجمة حافلة في تقدمة الجرح والتعديل.
لما تكلم عنه أبو نعيم في الحلية قال: "أبو إسحاق الفزاري ومنهم تارك القصور والجواري ونازل الثغور والبراري أبو إسحاق إبراهيم الفزاري. كان لأهل الأثر والسنة إماما وعلى أهل الزيغ والبدعة زماما".
وصفه بأنه "تارك للقصور ونازل الثغور" لأنه أمير عربي كلُّ فزارة كانت تنزل على قوله، وجدُّه عيينة بن حصن الفزاري سيدُ فزارة في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وتركُ القصور ونزولُ الثغور محل تقدير عظيم عند العامة والخاصة في زماننا، غير أن نصرة السنة مع الشدة على أهل البدعة (دون ظلم) هذا محل استنكار عندهم، وقد كان هذا من أعظم ما يُمدَح به الرجل في زمانه حتى لو تُرجِم له في كتب الزهاد والعباد، فقد كانت هذه ثمرة التزكية عندهم أن يغضب المرء لله عز وجل.