أبو محمد الحنبلي
3.1K subscribers
383 photos
92 videos
78 files
543 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
قال #ابن_القيم رحمه الله:

"بل الكمالات الإنسانية لا تنال إلا بالآلام والمشاق، كالعلم، والشجاعة، والزهد، والعفة، والحلم، والمروءة، والصبر، والإحسان، كما قال:

لولا المشقة ساد الناس كلهم...
الجود يفقر والإقدام قتّالُ


وإذا كانت الآلام أسباباً للذات أعظم منها وأدوم كان العقل يقضي باحتمالها."


وقال:

"وقد حجب الله - سبحانه - أعظم اللذات بأنواع المكاره، وجعله جسرا موصلًا إليه، كما حجب أعظم الآلام بالشهوات واللذات وجعلها جسرا موصلًا إليها...

ولهذا قالت العقلاء قاطبة: إن النعيم لا يدرك بالنعيم، وإن الراحة لا تنال بالراحة، وإن من آثر اللذات فاتته اللذات؛ فهذه الآلام والمشاق من أعظم النعم إذ هي من أسباب النعم".

- شفاء العليل (٤٩٨-٤٩٩)
كثير ممن ابتلي بسماع الأغاني حتى لو كان ممن يخادع نفسه بأنها "حلال" تجد عنده ما يدل على أنه يراها من الخبائث في قرارة نفسه، فتراه يتحرى عدم تشغيلها أوقات الآذان، وحتى أني أعرف أحدهم عنده عود، ولكنه في رمضان يعتزله ولا يعزف عليه، ويكأن الطيبات تحرُم طيلَة شهرِ رمضان! فهذا إقرار ضمني بأنها من الخبائث، ثم تجد بعضهم ينافح عن كونها حلالًا مع فعله لما سبق ذكره.

ويعرف كذلك في قرارة نفسه أنه لا يتحمل أن يجلس ويستمع للقرآن بصوت ليس فيه تلحين مشابه للأغاني، ولا يتنعم بالتدبر في كتاب الله وتعقُّلِ معانيه، نسأل الله السلامة والعافية، حتى لو كابر وقال لك لا أنا أقرأ القرآن والخ..، يستحيل ألا يجد في نفسه شيئا من هذا!

ويرحم الله الإمام ابنَ قيم الجوزية إذ يقول:

حُبُّ الكِتَابِ وَحُبُّ ألحَانِ الغِنَا ...
فِي قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

ثَقُلَ الكِتَابُ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا ...
تَقييدَهُ بِشَرَائِعِ الإِيمَانِ

وَاللَّهْوُ خَفَّ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا ...
مَا فِيهِ مِنْ طَرَبٍ وَمِنْ ألحَانِ

قُوتُ النُّفُوسِ وَإنَّمَا القُرْآنُ قُو ...
تُ القَلْبِ أنَّى يَسْتَوِي القُوتَانِ!

وَلِذَا تَرَاهُ حَظَّ ذِي النُّقْصَانِ كَالْـ ...
ـجُهَّالِ والصِّبْيَانِ والنِّسْوَانِ

وَأَلَذُّهُمْ فِيهِ أَقَلُّهُمُ مِنَ الْـ ...
ـعَقْلِ الصَّحِيحِ فَسَلْ أَخَا العِرْفَانِ

يَا لَذَّةَ الفُسَّاقِ لَسْتِ كَلَذَّةِ الْـ ...
أبْرارِ فِي عَقْلٍ وَلَا قُرْآنِ

وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:
الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.

قال #ابن_القيم رحمه الله في مدارج السالكين:

وهذا كلام عارف بأثر الغناء وثمرته فإنه ما اعتاده أحد إلا نافق قلبه وهو لا يشعر ، ولو عرف حقيقة النفاق وغايته لأبصره في قلبه ، فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن إلا طردت إحداهما الأخرى ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه ، وتبرمهم به ، وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم ، وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرؤه ، فلا تتحرك ولا تطرب ، ولا تهيج منها بواعث الطلب ، فإذا جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله ، كيف تخشع منهم الأصوات ، وتهدأ الحركات ، وتسكن القلوب وتطمئن ، ويقع البكاء والوجد ، والحركة الظاهرة والباطنة ، والسماحة بالأثمان والثياب ، وطيب السهر ، وتمني طول الليل ، فإن لم يكن هذا نفاقا فهو آخية النفاق وأساسه!.
Forwarded from ___
و القرآن شفاء للنوعين...

#بطاقات #ابن_القيم #القرآن
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته

(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) (هود:90)

قال #ابن_جرير_الطبري في تفسيره:
ذو محبة لمن أناب وتاب إليه، يودُّه ويحبُّه.

قال #ابن_القيم رحمه الله:

قلت: الوَدُود من صفات الله عز وجل، أصله من المَوَدَّة، واختُلِفَ فيه على قولين:
فقيل: هو وَدودٌ بمعنى وادٍّ..... وقيل: بل هو بمعنى مَوْدُود وهو الحبيبُ......

والأوَّل أظهرُ؛ لاقترانه بالغفور في قوله: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾ [البروج/١٤]، وبالرحيم في قوله: ﴿إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ [هود/٩٠]، وفيه سرٌّ لطيف، وهو: أنَّه يحبُّ عبدَه بعد المغفرة، فيغفرُ له ويحبُّه، كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾ [البقرة/٢٢٢]، فالتائب حبيبُ الله. فالودُّ: أصفى الحبِّ وألطفُه.

- روضة المحبين ونزهة المشتاقين
هذا، وإن القرآن وحده - لمن جعل الله له نورًا - أعظم آيةٍ ودليلٍ وبرهانٍ على هذه المطالب (إثبات صحة الرسالة وما تضمنتها)، وليس في الأدلة أقوى ولا أظهر ولا أصح دلالة منه من وجوهٍ متعددةٍ جدًّا. كيف وقد أرشد ذوي العقول والألباب فيه إلى أدلة هي للعقل مثل ضوء الشمس للبصر، لا يلحقها إشكال، ولا يغبِّر في وجه دلالتها إجمال، ولا يعارضها تجويز واحتمال، تلج الأسماع بلا استئذان، وتحل من العقول محل الماء الزُّلال من الصادي الظمآن، فضلها على أدلة أهل العقول والكلام كفضل الله على الأنام، لا يمكن أحدًا أن يقدح فيها قدحًا يوقع في اللبس إلَّا إن أمكنه أن يقدح بالظهيرة صحوًا في طلوع الشمس.

ومن عجيب شأنها أنها تستلزم المدلول استلزامًا بينًا، وتُنبِّه على جواب المعترض تنبيهًا لطيفًا، ففيها إقامة الدلالة، والجواب عن المعارضة والشُّبهة. وهذا الأمر إنما هو لمن نوَّر الله بصيرته، وفتح عين قلبه لأدلة القرآن، وآتاه فهمًا في كتابه، فلا يعجب من منكرٍ أو معترضٍ أو معارضٍ.

وَقُلْ لِلْعُيُونِ الْعُمْيِ لِلشَّمْسِ أَعْيُنٌ ... سِوَاكِ تَرَاهَا فِي مَغِيبٍ وَمَطْلَعِ
وَسَامِحْ نُفُوسًا أَطْفَأَ اللهُ نُورَهَا ... بِأَهْوَائِهَا لَا تَسْتَفِيقُ وَلَا تَعِي

- الإمام #ابن_القيم، كتاب الصواعق المرسلة (801/2 - 803) ط دار عطاءات العلم
أبو محمد الحنبلي
Voice message
إذا عزم العبدُ على السفر إلى الله تعالى وإرادته عرضَتْ له الخوادع والقواطع، فينخدع أولًا بالشهوات والرئاسات والملاذِّ والمناكح والملابس. فإن وقف معها انقطع، وإن رفضها ولم يقف معها وصدق في طلبه ابتُلِي بوطء عقبه وتقبيل يده والتوسعة له في المجلس والإشارة إليه بالدعاء ورجاء بركته ونحو ذلك. فإن وقف معه انقطعَ به عن الله وكان حظّه منه، وإن قطعهُ ولم يقفْ معه ابتُلِي بالكرامات والكشوفات. فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه، وإن لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلي ولذة الجمعية وعزة الموحدة والفراغ من الدنيا. فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود، وإن لم يقف معه وسار ناظرًا إلى مراد الله منه وما يحبه منه؛ بحيث يكون عبده الموقوف على محابِّه ومراضيه أين كانت وكيف كانت؛ تعبَ بها أو استراح، تنعَّم أو تألم، أخرجتْه إلى الناس أو عزلتْه عنهم، لا يختار لنفسه غيرَ ما يختاره له وليُّه وسيدُه، واقفٌ مع أمره ينفذه بحسب الإمكان، ونفسه عنده أهونُ عليه أن يُقدِّم راحتَها ولذَّتها على مرضاة سيده وأمرِه؛ فهذا هو العبد الذي قد وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيءٌ البتة. وبالله التوفيق.

- الفوائد للإمام #ابن_القيم رحمه الله (1/251)


نصيحة جميلة جدا، ومهمة جدا كذلك، والوقوف والسير المذكوران هما في الصراط المستقيم.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
قال #ابن_القيم رحمه الله:

ثم نبغت نابغةٌ منهم في رأس القرن الثَّامن، فأقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيميَّة - قدَّس الله روحه - فأقام على غزوهم مدة حياته، باليد والقلب واللسان، وكشف للناس باطلهم، وبيَّن تلبيسهم وتدليسهم، وقابلهم بصريح المعقول، وصحيح المنقول، وشفى واشتفى. وبيَّن مناقضتهم ومفارقتهم لحكم العقل، الذي به يُدِلُّون، وإليه يدعون، وأنهم أترك النَّاس لأحكامه وقضاياه، فلا وحي ولا عقل، فأرداهم في حُفَرهم، ورشقهم بسهامهم. وبيَّن أن صحيح معقولاتهم خَدَمٌ لنصوص الأنبياء، شاهدة لها بالصحة. وتفصيل هذه الجملة موجودة في كتبه، فمن نصح نفسه ورغب عن قوله: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٢] يتبيَّن له حقيقة الأمر: ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اِللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النور: ٣٩].
والمقصود أن كل بليةٍ طرقت العالم عامَّةً أو خاصَّةً فأصلها من معارضة الوحي بالعقل، وتقديم الهوى على الأمر، والمعصوم من عصمه الله.

- الصواعق المرسلة (2/700) طـ عطاءات العلم

وهذه أبيات له من النونية في مدحه رحمه الله
فَلَمّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ ﷺ اسْتَجابَ لَهُ ولِخُلَفائِهِ بَعْدَهُ أكْثَرُ أهْلِ الأدْيانِ طَوْعًا واخْتِيارًا، ولَمْ يُكْرِهْ أحَدًا قَطُّ عَلى الدِّينِ، وإنَّما كانَ يُقاتِلُ مَن يُحارِبُهُ ويُقاتِلُهُ، وأمّا مَن سالَمَهُ وهادَنَهُ فَلَمْ يُقاتِلْهُ ولَمْ يُكْرِهْهُ عَلى الدُّخُولِ في دِينِهِ امْتِثالًا لِأمْرِ رَبِّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى حَيْثُ يَقُولُ: ﴿لا إكْراهَ في الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ﴾

وَهَذا نَفْيٌ في مَعْنى النَّهْيِ، أيْ لا تُكْرِهُوا أحَدًا عَلى الدِّينِ، نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في رِجالٍ مِنَ الصَّحابَةِ كانَ لَهم أوْلادٌ، قَدْ تَهَوَّدُوا وتَنَصَّرُوا قَبْلَ الإسْلامِ، فَلَمّا جاءَ الإسْلامُ أسْلَمَ الآباءُ وأرادُوا إكْراهَ الأوْلادِ عَلى الدِّينِ، فَنَهاهُمُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى عَنْ ذَلِكَ حَتّى يَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ يَخْتارُونَ الدُّخُولَ في الإسْلامِ.

والصَّحِيحُ: الآيَةُ عَلى عُمُومِها في حَقِّ كُلِّ كافِرٍ، وهَذا ظاهِرٌ عَلى قَوْلِ مَن يُجَوِّزُ أخْذَ الجِزْيَةِ مِن جَمِيعِ الكُفّارِ، فَلا يُكْرَهُونَ عَلى الدُّخُولِ في الدِّينِ، بَلْ إمّا أنْ يَدْخُلُوا في الدِّينِ، وإمّا أنْ يُعْطُوا الجِزْيَةَ، كَما تَقُولُهُ أهْلُ العِراقِ، وأهْلُ المَدِينَةِ، وإنِ اسْتَثْنى هَؤُلاءِ بَعْضَ عَبْدَةِ الأوْثانِ.

وَمَن تَأمَّلَ سِيرَةَ النَّبِيِّ ﷺ تَبَيَّنَ لَهُ أنَّهُ لَمْ يُكْرِهْ أحَدًا عَلى دِينِهِ قَطُّ، وأنَّهُ إنَّما قاتَلَ مَن قاتَلَهُ، وأمّا مَن هادَنَهُ فَلَمْ يُقاتِلْهُ ما دامَ مُقِيمًا عَلى هُدْنَتِهِ، لَمْ يَنْقُضْ عَهْدَهُ، بَلْ أمَرَهُ اللَّهُ تَعالى أنْ يَفِيَ لَهم بِعَهْدِهِمْ ما اسْتَقامُوا لَهُ، كَما قالَ تَعالى: ﴿فَما اسْتَقامُوا لَكم فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ﴾.

فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ صالَحَ اليَهُودَ وأقَرَّهم عَلى دِينِهِمْ، فَلَمّا حارَبُوهُ ونَقَضُوا عَهْدَهُ وبَدَءُوهُ بِالقِتالِ قاتَلَهُمْ، فَمَنَّ عَلى بَعْضِهِمْ، وأجْلى بَعْضَهُمْ، وقاتَلَ بَعْضَهم.

وَكَذَلِكَ لَمّا هادَنَ قُرَيْشًا عَشْرَ سِنِينَ لَمْ يَبْدَأْهم بِقِتالٍ حَتّى بَدَءُوا هم بِقِتالِهِ ونَقْضِ عَهْدِهِ، فَحِينَئِذٍ غَزاهم في دِيارِهِمْ، وكانُوا هم يَغْزُونَهُ قَبْلَ ذَلِكَ كَما قَصَدُوهُ يَوْمَ الخَنْدَقِ، ويَوْمَ بَدْرٍ أيْضًا هم جاءُوا لِقِتالِهِ ولَوِ انْصَرَفُوا عَنْهُ لَمْ يُقاتِلْهم.

- #ابن_القيم
ومن أسمائه جلّ جلاله : الحليم.

هو الذي لا يُعجل العقوبة على عباده مع قدرته على عقابهم، بل يصفح عنهم ويغفر لهم إذا استغفروه

قال #ابن_القيم رحمه الله:
وهو الحليم فلا يعاجل عبده
بعقوبة ليتوب من عصيان

قال الطبري في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾: «يعني: أنه ذو أناة، لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم».

وقال في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾: «إن الله كان حليمًا لا يعجل على خلقه الذين يخالفون أمره، ويكفرون به، ولولا ذلك لعاجل هؤلاء المشركين الذين يدعون معه الآلهة والأنداد بالعقوبة».


#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
قال الإمام #ابن_القيم رحمه الله:

"عشرة أشياء ضائعةٌ لا يُنتفعُ بها:

- علم لا يُعمل به،

- وعملٌ لا إخلاص فيه ولا اقتداء،

- ومالٌ لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة،

- وقلب فارغٌ من محبة الله والشوق إليه والأنس به،

- وبدنٌ معطَّل من طاعته وخدمته،

- ومحبةٌ لا تتقيد برضى المحبوب وامتثال أوامره،

- ووقت معطّل عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربة،

- وفكر يجول فيما لا ينفع،

- وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك،

- وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضه ولا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.

- وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إضاعة: إضاعة القلب وإضاعة الوقت؛

- فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت من طول الأمل."


- الفوائد (١٦٢)
أصل الخير والشر من قِبَل التفكر؛ فإن الفكر مبدأ الإرادة والطلب والزهد والترك والحب والبغض.
وأنفع الفِكر: الفِكر في مصالح المعَاد وفي طرق اجتلابها، وفي دفع مفاسد المعاد وفي طرق اجتنابها؛ فهذه أربعة أفكار هي أجلُّ الأفكار. ويليها أربعة: فكرٌ في مصالح الدنيا وطرق تحصيلها، وفكر في مفاسد الدنيا وطرق الاحتراز منها. فعلى هذه الأقسام الثمانية دارت أفكار العقلاء.

ورأس القسم الأول: الفكر في آلاء الله ونعمه، وأمره ونهيه، وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته من كتابه وسنة نبيه وما والاهما. وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة؛ فإذا فكّر في الآخرة وشرفها ودوامها وفي الدنيا وخستها وفنائها؛ أثمر له ذلك الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، وكلما فكر في قصر الأمل وضيق الوقت أورثه ذلك الجدّ والاجتهاد وبذل الوسع في اغتنام الوقت. وهذه الأفكار تعلي همّته، وتحييها بعد موتها وسفولها، وتجعله في واد والناس في واد.

- الفوائد للإمام #ابن_القيم رحمه الله ص287، وذكر بعدها طرفا من الأفكار الرديئة التي ينبغي للإنسان أن ينشغل عنها ويتحرى تجنب الخوض في الفكر فيها.
من مداخل الشيطان على العبد: بدعة التفريط والإضاعة، وبدعة المجاوزة والإسراف والجور على النفس.

قال #ابن_القيم رحمه الله في مدارج السالكين:

والسلف يذكرون هذين الأصلين كثيرا، وهما الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة.

فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضا عن كمال الإنقياد للسنة؛ أخرجه عن الاعتصام بها.

وإن رأى فيه حرصا على السنة، وشدة طلب لها ولم يظفر به منقطعا عنها؛ أمره بالاجتهاد، والجور على النفس، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور، ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج عن هذا الحد، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر، وكلا الأمرين خروج عن السنة إلى البدعة، لكنّ هذا إلى بدعة التفريط والإضاعة، والآخر إلى بدعة المجاوزة والإسراف.

وقال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط، وإما إلى مجاوزة، وهي الإفراط، ولا يبالي بأيهما ظفر، زيادة أو نقصان.
قال #ابن_القيم رحمه الله:

أقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة والوقوف معها في الظاهر والباطن،

ودوام الافتقار إلى الله...

وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال،

وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة،

وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها أو عن أحدها.

- الفوائد (١٥٧)
"اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له"

- رسول الله ﷺ.

فمن كان من أهل الجنة يُسّر لعمل أهل الجنة.

ومن كان من أهل النار يُسّر لعمل أهل النار.

ومن كان سيتزوج من فلانة يسّر لسبل الزواج منها، ومن ضمن أسباب وسبل الزواج : الدعاء، وهذا فيه جواب السؤال المعروف ما داعي الدعاء بالزواج إن كان أمرا مكتوبا؟

فكما أنك تسعى للزواج وهو مكتوب فكذلك الدعاء من ضمن هذا السعي ومن ضمن الأسباب، وكذلك التوكل، قال #ابن_القيم :
فالتوكُّل من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب، ويندفع بها المكروه، فمن أنكر الأسباب لم يستقم منه التّوكُّل.اه‍

وقد يكون مكتوبًا أنك ستتزوج باستجابة الله لدعائك.

وهذا كذلك فهم الصحابة للأحاديث التي تبشر بعضهم بالجنة، وأخرى فيها وعد بالمغفرة لفئات منهم كأهل بدر، فإنهم يعرفون حق المعرفة أن دخول أحدهم الجنة يكون بتيسير الله له لأسباب دخولها، لا أن يعمل المنكرات ويترك الطاعات لأن الله قال لهم مثلا "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، أو لأنه مبشرٌ بالجنة، كما ذكر هذا ودلل عليه ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد.

وللاستزادة :

🔹 شرح الشيخ عبد الرحمن السعدي للحديث :
https://t.me/abimhmdalhanbali/1904

🔹 مواد في القدر لأخينا الغيث الشامي
https://t.me/AboObadaShami/4047

🔹 الاحتجاج بالقدر على المعاصي
https://t.me/abimhmdalhanbali/1899

🔹 جواب شيخ الإسلام لسؤال المعاند "كيف أترك الكفر وقد حكم الله به علي؟"
https://t.me/abimhmdalhanbali/1901

🔹 هل إثبات الأسباب ينافي الإيمان بالقدر؟

جواب الشيخ السعدي رحمه الله
https://t.me/abimhmdalhanbali/1854

تفصيل الإمام ابن القيم رحمه الله
https://t.me/abimhmdalhanbali/1820

جواب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
https://t.me/abimhmdalhanbali/2414

🔹 شرح القصيدة التائية في القدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد
https://t.me/c/1269314107/140718

🔸 متى يسوغ الاحتجاج بالقدر ؟
https://t.me/abimhmdalhanbali/1989


🔹 نقض ابن القيم والطبري لعقيدة التدخل الإلهي عند النصارى
https://t.me/abimhmdalhanbali/2076


🔹قصور في فهم توفيق الله وخذلانه:
https://t.me/abimhmdalhanbali/2157

🔹التعليق على قاعدة لابن القيم في الأسباب
https://t.me/abimhmdalhanbali/2159
ولا يوحشنَّه انفرادُه في طريق سفره، ولا يغترَّ بكثرة ‌المنقطعين، فألمُ انقطاعه وبعاده واصلٌ إليه دونهم، وحظُّه من القرب والكرامة مختصٌّ به دونهم، فما معنى الاشتغال بهم والانقطاع معهم؟

وليعلمْ أنَّ هذه الوحشة لا تدوم، بل هي من عوارض الطريق، فسوف تبدو له الخيام، وسوف يخرج إليه المتلقون يهنئونه بالسلام والوصول إليهم. فيا قرَّةَ عينه إذ ذاك، ويا فرحته إذ يقول: {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس/ 26 - 27].

ولا يستوحشْ ممَّا يجده من كثافة الطبع، ودرَن النفس، وبطءِ سيرها. فكلَّما أدمن السير وواظبَ عليه غدوًّا ورواحًا وسحرًا قرُبَ من المنزل، وتلطفت تلك الكثافة، وذابت تلك الخبائث والأدران، وظهرت عليه همَّة المسافرين وسيماهم، فتبدَّلت وحشتُه أُنسًا، وكثافتُه لطافة، ودرنُه طهارة!
#رقائق #ابن_القيم
وصية لمن سلك في طريق الالتزام
إذا عزم العبدُ على السفر إلى الله تعالى وإرادته عرضَتْ له الخوادع والقواطع، فينخدع أولًا بالشهوات والرئاسات والملاذِّ والمناكح والملابس. فإن وقف معها انقطع، وإن رفضها ولم يقف معها وصدق في طلبه ابتُلِي بوطء عقبه وتقبيل يده والتوسعة له في المجلس والإشارة إليه بالدعاء ورجاء بركته ونحو ذلك. فإن وقف معه انقطعَ به عن الله وكان حظّه منه، وإن قطعهُ ولم يقفْ معه ابتُلِي بالكرامات والكشوفات. فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه، وإن لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلي ولذة الجمعية وعزة الوحدة والفراغ من الدنيا. فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود، وإن لم يقف معه وسار ناظرًا إلى مراد الله منه وما يحبه منه؛ بحيث يكون عبده الموقوف على محابِّه ومراضيه أين كانت وكيف كانت؛ تعبَ بها أو استراح، تنعَّم أو تألم، أخرجتْه إلى الناس أو عزلتْه عنهم، لا يختار لنفسه غيرَ ما يختاره له وليُّه وسيدُه، واقفٌ مع أمره ينفذه بحسب الإمكان، ونفسه عنده أهونُ عليه أن يُقدِّم راحتَها ولذَّتها على مرضاة سيده وأمرِه؛ فهذا هو العبد الذي قد وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيءٌ البتة. وبالله التوفيق.

- الفوائد للإمام #ابن_القيم رحمه الله (1/251)


وصية جليلة غاية في النفع في التنبيه على مداخل شيطانية في طريق العبد إلى ربه.
• الاجتماعُ بالإخوانِ قسمانِ:
أحدُهُما: اجتماعٌ على مؤانسةِ الطبع وشُغْل الوقتِ؛ فهذا مَضَرَّتُهُ أرجحُ من منفعتِهِ، وأقلُّ ما فيه أنَّه يُفْسِدُ القلبَ ويُضيِّعُ الوقتَ.
الثاني: الاجتماعُ بهم على التعاونِ على أسباب النَّجاةِ والتَّواصي بالحقِّ والصبر؛ فهذا من أعظم الغنيمةِ وأنفعها، ولكنَّ فيه ثلاث آفاتٍ: إحداها: تزيُّنُ بعضهم لبعضٍ. الثانيةُ: الكلامُ والخِلْطة أكثر من الحاجةِ. الثالثةُ: أن يصيرَ ذلك شهوةً وعادةً ينقطعُ بها عن المقصود.
وبالجملةِ فالاجتماعُ والخِلْطَةُ لِقاحٌ: إما للنفس الأمَّارةِ، وإما للقلبِ والنفس المطمئنَّةِ، والنتيجةُ مستفادةٌ من اللِّقاحِ؛ فمن طابَ لِقاحُهُ طابتْ ثمرتُهُ. وهكذا الأرواح الطيبةُ لِقاحُها من المَلكِ، والخبيثةُ لِقاحُها من الشيطان، وقد جعلَ الله سبحانه بحكمتِهِ الطَّيِّباتِ للطَّيِّبين والطَّيِّبينَ للطَّيِّباتِ، وعَكْسَ ذلك.

- الفوائد للإمام #ابن_القيم رحمه الله.
وكانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِرِضاكَ مِن سُخْطِكَ، وأعُوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنكَ».

فَتَأمَّلْ ذِكْرَ اسْتِعاذَتِهِ ﷺ بِصِفَةِ الرِّضا مِن صِفَةِ السُّخْطِ وبِفِعْلِ المُعافاةِ مِن فِعْلِ العُقُوبَةِ، فالأوَّلُ لِلصِّفَةِ، والثّانِي لِأثَرِها المُتَرَتِّبِ عَلَيْها، ثُمَّ رَبَطَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِذاتِهِ سُبْحانَهُ، وأنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ راجِعٌ إلَيْهِ وحْدَهُ، لا إلى غَيْرِهِ، فَما أعُوذُ مِنهُ واقِعٌ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، وما أعُوذُ بِهِ مِن رِضاكَ وُمُعافاتِكَ هُوَ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، إنْ شِئْتَ أنْ تَرْضى عَنْ عَبْدِكَ وتُعافِيَهُ، وإنْ شِئْتَ أنْ تَغْضَبَ عَلَيْهِ وتُعاقِبَهُ، فَإعاذَتِي مِمّا أكْرَهُ وأحْذَرُ، ومَنعُهُ أنْ يَحِلَّ بِي هُوَ بِمَشِيئَتِكَ أيْضًا، فالمَحْبُوبُ والمَكْرُوهُ كُلُّهُ بِقَضائِكَ ومَشِيئَتِكَ، فَعِياذِي بِكَ مِنكَ عِياذِي بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ ورَحْمَتِكَ وإحْسانِكَ مِمّا يَكُونُ بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ وعَدْلِكَ وحِكْمَتِكَ، فَلا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن غَيْرِكَ، ولا أسْتَعِيذُ إلّا بِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وخَلْقِكَ، بَلْ هُوَ مِنكَ، ولا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وقَضائِكَ، بَلْ أنْتَ الَّذِي تُعِيذُنِي بِمَشِيئَتِكَ مِمّا هُوَ كائِنٌ بِمَشِيئَتِكَ، فَأعُوذُ بِكَ مِنكَ.

ولا يَعْلَمُ ما فِي هَذِهِ الكَلِماتِ - مِنَ التَّوْحِيدِ والمَعارِفِ والعُبُودِيَّةِ - إلّا الرّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ بِاللَّهِ ومَعْرِفَتِهِ، ومَعْرِفَةِ عُبُودِيَّتِهِ.
وأشَرْنا إلى شَيْءٍ يَسِيرٍ مِن مَعْناها، ولَوِ اسْتَقْصَيْنا شَرْحَها لَقامَ مِنهُ سِفْرٌ ضَخْمٌ، ولَكِنْ قَدْ فُتِحَ لَكَ البابُ، فَإنْ دَخَلْتَ رَأيْتَ ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ.

📚 [تهذيب مدارج السالكين، عبد المنعم صالح العلي العزي]

https://t.me/abimhmdalhanbali

#ابن_القيم
قال #ابن_القيم :

فصل في الأسباب الجالبة للمحبة(محبة الله) والموجبة لها، وهي عشرة :

أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.

الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.(أي : أن يحبه الله بعد أن أحبه العبد)

الثالث: دوام ذكره على كل حال: باللسان والقلب، والعمل والحال.
فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.

الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.

الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة. ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.

السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته.

السابع: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكليته بين يديه، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.

الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتأدب بين يديه. ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلماتهم كما تنتقي أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.

العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.

فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب. وملاك ذلك كله أمران: استعداد الروح لهذا الشأن، وانفتاح عين البصيرة، وبالله التوفيق.

#التوحيد
#ابن_القيم يذم من يرى ولاية من يقلد الجهم وشيعته من "العميان"!

قال رحمه الله ورضي عنه :

مَنْ ذَا عَلَى دِينِ الخَوَارج بَعْدَ ذَا
أَنتُمْ أمِ الحَشْوِيُّ مَا تَرَيَانِ؟

واللَّهِ مَا أنْتُمْ لَدَى الحَشْويِّ أَهْـ
ـلًا أنْ يُقَدَّمَكُمْ عَلَى عُثْمانِ

فَضْلًا عَنِ الْفَارُوقِ والصِّدِّيقِ فَضْـ
ـلًا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَالْقُرْآنِ

واللهِ لَوْ أَبْصَرْتُمُ لَرَأَيْتُمُ الْـ
ـحَشْوِيَّ حَامِلَ رَايةِ الإيمَانِ

وكَلَامُ رَبِّ العَالَمِينَ وعَبْدِه
فِي قَلْبهِ أعْلَى وأكْبَرُ شَانِ

مِنْ أَنْ يُحَرَّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وأنْ
يُقْضَى لَهُ بالعَزْلِ عَنْ إيقَانِ

وَيرَى الوِلَاية لابْنِ سِينَا أَوْ أبي
نَصْرٍ أوِ الموْلُودِ مِنْ صَفْوَانِ

أوْ مَنْ يُتَابِعُهُمْ عَلَى كُفْرَانِهِمْ
أَوْ مَنْ يُقَلِّدُهُمْ مِنَ العُمْيَانِ


يا قَوْمَنَا باللهِ قُومُوا وانْظُرُوا
وَتفَكَّرُوا فِي السِّرِّ والإعْلَانِ

نَظَرًا وإنْ شِئْتُمْ مُنَاظَرَةً فَمِنْ
مَثْنى عَلَى هَذَا وَمِنْ وُحْدَانِ

أيُّ الطَّوائِفِ بَعْد ذَا أدْنَى إلَى
قَوْلِ الرَّسُولِ وَمُحْكمِ القُرْآنِ