أبو محمد الحنبلي
3.15K subscribers
396 photos
92 videos
78 files
548 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
فائدة: ذكر الشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف في شرحه على شرح الأصفهانية الفرق بين الغيب والغائب:
يقول الله تعالى: فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ
فإذا كان المقصود بأنه غيب أنه احتجب عن الأبصار في الدنيا سبحانه بمشئيته واختياره فهذا معنى صحيح، وإذا أريد أنه غائب لا يرانا ولا يسمعنا ولا يدبر شيء في العالم وليس كل خير له سبحانه اي منقطع التأثير والفعل في العالم في كل صغيرة وكبيرة فهذا خاطئ بالطبع، وبهذا أبطل سيدنا ابراهيم ربوبية الكوكب وبالتالي استحقاقه للعبادة، أنه إذا غاب انقطع خيره الذي عُبد لأجله وجاء كوكب آخر حل محله وأخذ وظيفته في محله، بينما الله سبحانه الذي يخرج هذه الكواكب من محلها لا ينقطع فعله وتدبيره وخيره عن العالم أبدًا ولذلك هو المستحق للعبادة وحده من دونهم.

#الغيث_الشامي
____
قلت: فانظر لهذا الإمام التابعي العلم رحمه الله كيف يكره أن يسمع الشبهات، ولا شك أن علماء السلف تعرضوا للشبهات والمناظرات وردوا على أهل الباطل بأحسن البيان وبالوحي والحكمة، ولكن هذه الشبهات كانت تحصل للواحد منهم إضطرارًا، فيسمع أن قومًا قالوا كذا ثم يجد في نفسه أنه يعلم الرد أو يتكلف تعلمه من مظانه وأهله وهو أهل لأن يستنبط من الكتاب والسنة ومعروف بالعلم والعقل الوفير، يناظر بقدر الحاجة الشرعية وهو يفرق بين مقام تأسيس العقائد الشرعي ومقام الرد والنقض على الخصوم التبرعي الذي هو فرض كفاية وله حدود وشروط وليس منها أن تسترسل مع سفسطة خصمك إلى لا آخر.
فبعد أن تصله الشبهة ويعلم اشتهارها ينقب في أدلة أصحابها ويبطلها عليهم وينقض عليهم، وإلا فقبل ذلك ما الداعي لأن يتكلف البحث عن الشبهات إلا ان يكون شاكّا بدينه أصلًا وفاتحا لباب الإمكان العقلي لأن يجد ما يجعله ينقلب عن دينه إلى غيره؟!
الخلاصة:
هناك فرق بين أن تكون من أهل التخصص أو طالب علم شرعي ثم تصلك شبهة بشكل عارض فتعلم أن لهذه الشبهة أصول وجذور وأدلة مزعومة عند أصحابها فتطلب تفكيك تلك الأصول وإبطال تلك الأدلة وإلزامهم بأدلة على مذهبك، وبين أن تتطلب أنت التنقيب والبحث عن كل شبهة خفية وتطلب نقاش الفروع قبل الأصول بتسلسل لانهائي مع الخصم فهذا جدال مذموم وطلب فاسد من مبدأ الأمر، والله ولي التوفيق.
#الغيث_الشامي
شرح مختصر لقوله صلى الله عليه وسلم : "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (الجمع بين القدر وبين أفعال العباد)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: {كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغرقد في جنازة. فقال: ما منكم أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى {فأما من أعطى واتقى} {وصدق بالحسنى} {فسنيسره لليسرى} {وأما من بخل واستغنى} {وكذب بالحسنى} {فسنيسره للعسرى} } . وفي الصحيح أيضا {أنه قيل له: يا رسول الله اعلم أهل الجنة من أهل النار فقال: نعم فقيل له: ففيم العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له} فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله علم أهل الجنة من أهل النار وأنه كتب ذلك ونهاهم أن يتكلوا على هذا الكتاب ويدعوا العمل كما يفعله الملحدون. وقال: كل ميسر لما خلق له وإن أهل السعادة ميسرون لعمل أهل السعادة وأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة وهذا من أحسن ما يكون من البيان. وذلك أن الله سبحانه وتعالى يعلم الأمور على ما هي عليه وهو قد جعل للأشياء أسبابا تكون بها فيعلم أنها تكون بتلك الأسباب كما يعلم أن هذا يولد له بأن يطأ امرأة فيحبلها فلو قال هذا: إذا علم الله أنه يولد لي فلا حاجة إلى الوطء كان أحمق؛ لأن الله علم أن سيكون بما يقدره من الوطء وكذلك إذا علم أن هذا ينبت له الزرع بما يسقيه من الماء ويبذره من الحب فلو قال: إذا علم أن سيكون فلا حاجة إلى البذر كان جاهلا ضالا؛ لأن الله علم أن سيكون بذلك وكذلك إذا علم الله أن هذا يشبع بالأكل وهذا يروى بالشرب وهذا يموت بالقتل فلا بد من الأسباب التي علم الله أن هذه الأمور تكون بها.

وكذلك إذا علم أن هذا يكون سعيدا في الآخرة وهذا شقيا في الآخرة قلنا: ذلك لأنه يعمل بعمل الأشقياء فالله علم أنه يشقى بهذا العمل فلو قيل: هو شقي وإن لم يعمل كان باطلا؛ لأن الله لا يدخل النار أحدا إلا بذنبه كما قال تعالى: {لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} فأقسم أنه يملؤها من إبليس وأتباعه ومن اتبع إبليس فقد عصى الله تعالى ولا يعاقب الله العبد على ما علم أنه يعمله حتى يعمله. ولهذا لما {سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين. قال: الله أعلم بما كانوا عاملين} يعني أن الله يعلم ما يعملون لو بلغوا وقد روي أنهم في القيامة يبعث إليهم رسول فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار فيظهر ما علمه فيهم من الطاعة والمعصية. وكذلك الجنة خلقها الله لأهل الإيمان به وطاعته فمن قدر أن يكون منهم يسره للإيمان والطاعة. فمن قال: أنا أدخل الجنة سواء كنت مؤمنا أو كافرا إذا علم أني من أهلها كان مفتريا على الله في ذلك فإن الله إنما علم أنه يدخلها بالإيمان فإذا لم يكن معه إيمان لم يكن هذا هو الذي علم الله أنه يدخل الجنة بل من لم يكن مؤمنا بل كافرا فإن الله يعلم أنه من أهل النار لا من أهل الجنة. ولهذا أمر الناس بالدعاء والاستعانة بالله وغير ذلك من الأسباب. ومن قال: أنا لا أدعو ولا أسأل اتكالا على القدر كان مخطئا أيضا؛ لأن الله جعل الدعاء والسؤال من الأسباب التي ينال بها مغفرته ورحمته وهداه ونصره ورزقه. وإذا قدر للعبد خيرا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم فإنما قدره الله بأسباب يسوق المقادير إلى المواقيت فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب والله خالق الأسباب والمسببات."

مجموع الفتاوى ( القدر 8/ 68)

#الغيث_الشامي
الأفكار الوسواسية بين النسبية والإطلاق

كثيرًا ما أجيب بعض الإخوة على أسئلة ثم ألاحظ أن طريقة السؤال وكثرة التنقير في المسألة وعدم القناعة بالدليل الصحيح مع إقرارهم بصحته مع عدم قدرتهم على القدح فيه بمجرد أن نفسهم لم ترتاح وتكرار نفس الاستشكالات بشكل مستمر لكن مع إعادة الصياغة اللفظية وكثرة الجدل حول الأمر مع وضوحه وبدهيته.

فبعد أن أجيبه أقول له أنت موسوس في المسألة، هل تستطيع أن تتوقف عن الجدل والتفكير فيها لمدة أسبوع فقط؟ أنا مستعد أن أناقشك في المسألة بعد أسبوع أو أسبوعين وأن أعطيك ما تريد من الأدلة والنقولات لكن بشرط أن تسكت عنها أسبوع أو أسبوعين.

فيرى ذلك ثقيلًا جدّا عليه فهذه الفكرة مستحوذة على تفكيره تمامًا وهو يظن أن المسألة مجرد بحث علمي.

والوسواس كما ذكرت خطورته أنه لا يقتصر على مسألة بل هو يتعامل مع مصادره كحبال طرزان كلما قطعت واحدة تمسك بالأخرى لأنه خلل في الدماغ والعادات السلوكية المرافقة لذلك.

وقد يقال لي كيف تزعم أن هذه الفكرة وسواسية وقد ناقشها بعض العلماء والمسألة خلافية فعلًا وعليها نزاع.

فأقول نعم هناك أفكار هي بطبيعتها خلقها الله بحيث تقوم مقامًا وسواسيّا في عقول النوع البشري، فلا تخطر على البال إلا وتقوم في النفس مقام الوسواس ولا تأتي إلا من أسباب ورود الوساوس ولا إشكال، فهذه تكون وسواسية بالنسبة للنوع البشري كله وهذا طبعًا مثل بعض الأسئلة التي جاء النص الشرعي بأنها وسواس من الشيطان.

وبعض الأفكار تكون وسواسية بالنسبة لبعض الناس دون بعض، فهي وسواسية لأن دماغك أقامها هذا المقام، لا لأنها في ذاتها فكرة وسواسية فهي من حيث هي محايدة لا تتصف بصفات أزيد من كونها فكرة قد تكون صحيحة أو خاطئة من حيث مطابقتها للواقع، فلا نقول لك أنها وسواسية في عالم المثل الذي تعيش فيه الأفكار بشكل مستقل!

إنما نقول لك أننا لاحظنا أنك أنت أصبحت توسوس في هذه الفكرة فوجب عليك أن تتعامل مع هذا بجدية لأن الترسل مع الوساوس قد ينتهي بأن تصاب أنت شخصيّا بمرض الوسواس القهري وهو مرض سيضر تفكيرك بالكامل ويعيق دراستك وإنتاجيتك وتفكيرك بعموم ويجعلك تحارب طواحين هواء وتضيع الكثير من عمرك وراء أمور ستراها في قمة السخف بعد أن تُشفى، بحقيقة الأمر مرض الوسواس سيشوه ويخرب طريقة تفكيرك وهذا يعلمه كل من أصيب بهذا المرض الخبيث أبعده الله عن المسلمين.

وهذا جدول مختصر يفي بالغرض مبدئيّا للتعامل مع الفكرة إذا شعرت أنها بدأت تسيطر وتستحوذ على تفكيرك بشكل قهري بحيث لا تستطيع دفعها كما تفعل مع الأفكار التي لا تريدها في العادة.

برنامج منع الإستجابة وإعادة التركيز:

1- إعادة التصنيف، وهو أمر شعوري محض ستعتاد عليه مع الوقت وهو أن تستطيع أن تستبصر نفسك وتميز الفكرة الوسواسية من الفكرة الطبيعية وهذا يحصل بشكل شعوري تمامًا بحيث تشعر أن هذه الفكرة مزعجة ولا تريدها وقد ناقشتها مرارًا ولا فائدة فهي حاضرة في وعيك بشكل قهري وتضرب في خطوطك الحمرا وبدهياتك الأولى مع كونها سخيفة وغير طبيعية، فالأمر لا يجب أن يتحول لنقاش وتقييم في نفسك وإنما يكفي أن تستشعر بذلك، لأن نقاش هل هي وسواسية أم لا يعني تفرع آخر للوسواس وخضوع لشرطه.

2- عدم الاستجابة الإرادية، بمجرد الانتباه لكون الفكرة وسواسية فلا تفعل شيء لأجل ذلك ولا تترك شيء كنت تفعله، بل استمر فيما كنت تفعله وحاول أن تركز على الأشياء من حولك ولا تغرق في جانبك الفكري الداخلي ولا تحاول فهم أي شيء عن الفكرة الوسواسية مهما رافقتها مشاعر مزيفة من الخوف والقلق.

3- إعادة التركيز، لابد أن مجرد أن تخطر على بالك الفكرة الوسواسية فهي ستشد انتباهك بقوة ما إليها (بحسب مدى قوة الوسواس) فهنا أنت مطالب أن تتكلف إعادة توجيه تركيزك لما كنت تفعله والإصرار فقط على التركيز به.

وطبعًا لكون الدماغ يعتبر الفكرة الوسواسية أمر مهم وخطير فالجدول هذا سيزيد من قوة إزعاجها في الفترة الأولى حتى يعتاد الدماغ على أنك لا تعتبرها مهمة فتبدأ تضعف تدريجيّا حتى يصبح حضورها في الوعي غير مهم بتاتًا ومع الوقت ستعتاد أنت على تطبيق على البرنامج فستعود لحالة الشخص الطبيعي لأن الشخص الطبيعي فعليّا هكذا يتعامل مع الأفكار التي لا يريدها، فهو لا يركز على استحضار فكرة أنه لا يريد التفكير فيها والتأكد هل هي حاضرة في وعيه باستمرار (وهو ما يعني إنعاشها أصلًا!) إنما فقط ينصرف لشيء آخر.

وكما ترى فالجدول مبني على أنك تفعل شيء أصلًأ فإن كانت حياتك مليئة بالفراغ فأنت مطالب أن تفعل شيء مهم حتى لا يختلق ذهنك أمور غير مهمة ويشغلك بها هروبًا من الواقع ومشاكله الحقيقية ليشعرك بانتصارات وهمية بعد كل مرة تتغلب فيها على الفكرة الوسواسية الخطيرة (يزعم) للمرة المليون : )

هناك المزيد من التعليمات حول هذا ولي مواد سابقة لعلي أجمعها لاحقًا في منشور واحد لكن يكفي هذا الآن ان شاء الله.

#الغيث_الشامي
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM