أبو محمد الحنبلي
2.95K subscribers
354 photos
80 videos
71 files
484 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
تفاخرك الدائم بأنّ السلفيّة (المُتّبعين للكتاب والسُنّة بفهم سلف الأُمّة في القرون الخيريّة الثلاثة الأولى) والأشاعرة يحتارون دائمًا في موقفك الصريح مِنهم؛ ليس إنجازًا، ولا إنصافًا، ولا حيادًا؛ بل هو إمّا تقيّة تُريد مِن وراءها كسب ودّ الطرفين على حساب عقيدتك، وإمّا أنّك جاهلٌ لا تعرف حقيقة الخِلاف ولا تداعياته! ..... لا يُوجد خيار ثالث!.

قد يقول قائل: "أنتَ تُبالغ يا عِمران، وهذا اتهامٌ خطير!".

قُلت: لِنرى ما إذا كُنتُ أبالغ ام أقول الحق؟!.

نحن كأهل السُنّة والجماعة نختلف مع الأشاعرة في ثلاثة أبواب عقديّة رئيسيّة:

1- أسماء الله تعالى وصفاته.
2- الإيمان.
3- القدر.

جميل؟ جميل!.

نحن كأهل السُنّة والجماعة نتعامل مع هذه الأبواب كما تعامل معها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته رضوان الله عليهم، والتابعين، وتابعيهم، وأئمة أهل الحديث والأثر.

أمّا الأشاعرة؛ فيتعاملون مع هذه الأبواب بنهجهم الكلامي الّذي لم يكن عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلًم- ولا صحابته رضوان الله عليهم، ولا التابعين، ولا تابعيهم، ولا أئمة اهل الحديث والأثر، وهذا باعتراف علمائهم.

والّذي سيعترض على ذلك، أقول له: هل كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته والتّابعين -رضوان الله عليهم- يعرفون شيئًا عن عِلم الكلام؟!.

إن قلت نعم؛ فقد كذبت، وإن قلت لا؛ فقد انتهى النقاش!.

فالسؤال هنا:

إن كُنتَ لست سلفيًا (واعيد وأكرر، السلفيّة المقصودة هم المُتّبعين للكتاب والسُنّة بفهم سلف الأمّة بعيدًا عن أي تيّارات حركيّة معاصرة), ولست أشعريًا كلاميًًا؛ فماذا أنت؟!.

هل تعرف نهجًا غير نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وغير نهج أهل الكلام؛ تأخذ مِن خلاله دينك؟!.

وإن قُلتَ لا هذا ولا ذاك، فيُصبح السؤال:

هل تعرف نبيًّا غير الّذي نعرفه؟! هل تعرف صحابةً غير الّذين نعرفهم؟! هل تعرف علماءً عاشوا في القرون الثلاثة الأولى غير الّذين نعرفهم؟! أخبرنا، أنرنا، أتحفنا!.

أمّا الجواب الترقيعي بأنني مُسلم ولا أنتمي لأيّ فِرقة؛ فهذا هراء وسذاجة!.

المُسلم هو لفظ عام ينتسب إليه كُلّ مَن هبَّ ودب؛ كالشيعة، والنصيريّة، والدرزيّة، والإسماعيليّة، وغيرهم الكثير.

المُسلم بلا نهج هذا ليس بمسلم، هذا مرحلة متطوّرة مِن الإرجاء لم يعرفها حتّى غُلاة المرجئة!.
..........
29 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يا إلهي كم نحن ظالمون في حقّ أبناءنا وبناتنا!.

علّقناهم بالدنيا أيّما تعليق.

غرسنا في عقولهم وقلوبهم الهوس بالأسباب الدنيويًة مع تهميش معاني التوكّل على الله وحُسن الظنّ بالله.

صيّرنا لهم المدرسة والجامعة على أنّها معيار نجاح الإنسان وفلاحه في حياته.

هوّنًا لهم ما خُلِقوا لأجله، عبادة الله سبحانه وتعالى، وعظّمنا في المُقابل الالتزام بالشؤون الدنيويّة ولو على حساب آخرتهم.

أهملنا في توعيتهم عن البلاء، والتعامل مع البلاء، والصبر على البلاء، وكيف تنظر للبلاء؟.

في المقابل؛ صوّرنا لهم الدنيا بصورةٍ ورديّة مزركشة في حال تحصّلهم على الشهادة الفلانيًة أو الوظيفة الفلانيّة.

لم نعلّمهم أنّ الله تبارك وتعالى قد وعدنا بالبلاء الّذي سيختبرنا به: (ولنبلونكم بشيءٍ مِن الخوف والجوع ونقصٍ مِن الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}.

فما إن تعصف بهم الدنيا سقطوا كأوراق الخريف الصفراء.

ثنينا ركبنا بجوارهم لنعلّمهم جدول الضرب ونحل لهم واجاباتهم المدرسيّة، وقَلّ مَن ثنى ركبتيه بجوار أولاده ليعلّمهم القرآن وسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

كم مِنّا تحدّث مع أولاده عن عاقبة الفشل الأخروي بالمقدار الّذي يُحدّثهم فيه عن الفشل في الامتحان المدرسي أو الجامعي؟!.

كم مِنّا تحدّث مع أولاده عن النعيم الأخروي بالمقدار الّذي تحدّث فيه عن النعيم الدنيوي الحالم؟!.

علّمناهم أن يجتهدوا في دراستهم، ولكن لِمن؟!.

لأجل أنفسهم، لأجلنا كأباء وأمهات، لأجل المجتمع ونظرته، ولم نعلّمهم أن تكون نيّتهم في ذلك إرضاء الله سبحانه وتعالى والعمل بمقتضى أمره.

علّمناهم أنً مكانتك كإنسان تُقاس بمكانة شهادتك في نظر المجتمع وما تملكه مِن المال في البنك.

فصِرنا نُرهبهم إن قصًروا بعبارات "تريد أن تكون زبّالًا أو سبّاكًا؟!".

وكم مِن زبًالٍ وسبّاكٍ هو عِند الله أقرب مِن كثيرٍ مِن حملة الشهادات العليا!.

اتخذنا المجتمع طاغوتًا، وعلى أساسه ربّينا أولادنا وعشنا حياتنا، والله المستعان.

لا أدري إن كنت أبالغ؟ ولكن والله رغم قسوة الدنيا إلّا أنّها أهون مِمّا انتهجناه في عيشنا فيها ولها.
.........
18 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
غدًا هو أول أيّام شهر رجب، وهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة {رجب، المحرم، ذو القعدة، ذو الحجة}.

في هذه الشهور تعظم فيها الحسنات وكذلك السيّئات!.

فالعمل الصالح في هذه الشهور يكون أجره أعظم مِن غيرها، وكذلك الذنوب والمعاصي تكون أعظم مِن أن ترتكبها في غير هذه الشهور.

فانتبه واحذر وجاهد نفسك ما استطعت أن تأتي بالطاعات والأعمال الصالحة، وأن تجتنب الذنوب والمعاصي قدر الإمكان.

وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
.........
29 - جمادى الأخرة - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
بقيَ قرابة الشهر على دخول رمضان المبارك، نسأل الله أن يُبلّغنا إيّاه ويُبارك لنا فيه.

ما معنى هذا؟!.

معناه أنّ أمامك شهرٌ كامل لِتُمرّن قلبك وعقلك وبدنك على خطتك الرمضانيّة الّتي تضعها كلّ عام، ثمّ لا تُنفّذ منها شيئًا، وإن نفّذت؛ فبعد يومين أو ثلاثة ستسقط وتتعثّر، ثمّ تقنط وتتذمّر، ثمّ تُمنّي نفسك بالتعويض في رمضان المُقبل!.

العِبادة يا كِرام هي كأيّ شيءٍ آخر يتطلّب مجهودًا ذهنيًا وبدنيًا لأدائه.

فكما أنّ لاعب الكرة لا يبدأ المباراة دون إحماء، وكما أنّ العدّاء لا يبدأ العدو دون إحماء، وكما أنّ حامل الأثقال لا يحملها قبل الإحماء، وكما أنّ الطالب لا يدخل الامتحان دون استعداد ومذاكرة؛ فكذا هي العِبادة!.

العِبادة المكثّفة تحتاج إلى إحماءٍ قلبي وبدني لئلا تُرهق وتضجر حين تفاجئ قلبك وبدنك بكثافة عالية مِن الطاعات لم يعتد عليها مِن قبل!.

- حسنًا، وماذا أفعل؟!.

1- صُم الاثنين والخميس مِن الآن.

2- حاول أن تختم القرآن مرتين خلال شعبان، القرآن فيه 30 جزءًا، اقرأ كل يوم جزئين، والجزئين أربعون صفحة لن تأخذ منك إلّا ساعة يوميًا، وبهذا ستختم القرآن خلال 15 يوم، يعني مرتين في الشهر.

3- قم الّليل بالتدريج؛ ابدأ بركعتين وأوتر بثالثة، ثمّ بعد عِدّة أيّام زدها إلى أربع ركعات وأوتر بخامسة، ثمّ بعد عِدّة أيّام زدها إلى سبع، ثمّ إلى تسع، ثمّ إلى إحدى عشر، وهكذا ستصل إلى رمضان وجسدك متهيّئ ومعتاد على القيام، ولن تواجه صعوبة وثِقل في قيام رمضان بإذن الله.

4- صلً السُنن الرواتب، ولو لم تكن معتادًا عليها قد تثقل عليك بادئ الأمر، ثمّ بعد قليل ستشعر بأنّك لا تستغني عنها صدّقني.

5- في آخر أسبوع مِن شعبان حاول أن تُقلّل مِن الطعام والشراب خلال النهار قدر المستطاع.

وسل الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق في كلّ هذا وتوكّل عليه.

والحمد لله ربّ العالمين.
.........
28 - رجب - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مِن الأمور المُلاحظة في تفكير كثير مِن النًاس، هي أنهم في الجوانب الدنيويّة يُقارنون أنفسهم مع من هم أفضل منهم، وفي المقابل يُقارنون أنفسهم في الجوانب الدينيّة بمن هم دونهم!.

على سبيل المثال:

ترى أحدهم يُقارن ما يملكه من بيت أو نوع سيارة أو قدر راتبه مع من هو أفضل منه، وتجده مهمومًا يتشوّف ويتطلع لأن يكون معه مثله، فيجتهد -أو ربما يسلك مسلكًا حرامًا- لينال ذلك.

وفي المقابل، تجده هو هو يُقارن تقصيره في صلاته أو حلق لحيته أو عدم التزامها بحجابها بمن هم دونهم مِن المسرفين على أنفسهم بالذنوب، ويُمنّي نفسه بذلك ولا يسعى للاجتهاد ليسابق من هو أفضل منه دينيًا في الخيرات!.

وهذا من أعظم مداخل الشيطان الرجيم لتثبيط الهِمم، وتحقير الذنوب في نفس مرتكبها ليستمر عليها، ونزع القناعة والرضى بقسمة الله تعالى مِن القلب.

والحمدُ لله ربّ العالمين.
.........
25 - شعبان - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
عندما تُقصّر أو تُسرف على نفسك في الذنوب، ومع ذلك تشعر بالندم والحسرة والضيق؛ تذكّر شيئًا مهمًا للغاية ولا تغفل عنه ...

هذا الندم ليس شعورًا اختياريًا يشعر به الإنسان متى شاء! هذا الضيق ليس شعورًا إراديًا متى ما ارتكبت ذنبًا أحسست به! هذه الحسرة ليست إحساسًا تتحكم به متى قصّرت!.

قلبك بيدِ الله تبارك وتعالى، وهو الذي يُقلّبه كيف يشاء، ويقذف فيه ما يشاء؛ فلو شاء لما شعرت بالندم والحسرة والضيق عند التقصير والوقوع في الخطايا!.

وهذه والله نعمةٌ لو تعلم عظيمة!.

فهناك من هو غارقٌ في الكبائر ولا يتحرك قلبه شعرةً تجاه جرمه بحق نفسه، وما ذلك إلّا لأنّ الله تعالى قد ختم على قلبه لغيّه وضلاله!.

فشعورك بالندم والضيق والحسرة رغم ألامها؛ إلّا أنها دليلٌ على حياة قلبك وخيرٍ فيك، وكأنّ الله سبحانه حين يقذف في قلبك مثل تلك المشاعر يقول لك:

أن يا عبدي عُد إليَّ، يا عبدي استغفرني لأغفر لك، يا عبدي تُب إليَّ فإني أُحِبُّ التوابين.

فلا يخدعنّك الشيطان بأنه غضبٌ وسخطٌ من الله عليك؛ فتقنط وتيأس وتركن إلى ضعفك، واجعل من هذه المشاعر السلبية -ظاهرًا- إيجابية بعودتك إلى الركن الركين، إلى الغفور الرحيم سبحانه وتعالى.

ولكن احذر أن تأخذك الأماني وتظنّ أنّ تلك الأحاسيس ستعود إليك في كل مرة تتهاون فيها وتتمادى في غفلتك، فمن جعلك تشعر بها قادرٌ على أن يسلبها من قلبك، والموت يحوم وينتظر أمر الواحد القهار!.
..............
27 - شوال - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
أريد تأمين مستقبلي!.

هذه عبارة شائعة بين النساء في عصرنا هذا لتبرير ذهابهنّ إلى الجامعات المختلطة والحصول على الشهادات، ومزاحمة الرجال في سوق العمل.

ويكثر تستّرهنّ بهذه الحجّة الواهية إذا ما اقترن المستقبل بالزواج واحتمالية الطلاق.

والسؤال هنا:

"من الّذي أمرك بالقرار في منزلك ونهاك عن مخالطة الرجال وأسقط عنك السعي للكسب؟!".

الجواب: الله تبارك وتعالى.

جميل! بما أنك تعتقدين فكرة "ضمان المستقبل" فأنتِ الآن أمام الخيارات الآتية:

1- أنّ شرع الله سبحانه وتعالى لا يُناسب كلّ زمان ومكان.

2- أنّ الله سبحانه وتعالى لم يكن يعلم بأنّنا سنعيش في زمانٍ مثل زماننا الّذي أصبح فيه عمل المرأة ضرورة (في نظر الإنسان المادي) لذلك أمر النساء بالقرار في منازلهن منذ 14 قرن.

3- أنّ الله سبحانه وتعالى قد كلّفك بالقرار في المنزل دون أن يضمن لكِ رزقك في المستقبل، وهذا ظلم.

وجميع هذه الخيارات {كـ " ـر} بواح، وغالبًا أنتِ لا تعتقدين ذلك إن كنت مسلمة، فلم يبقَ إلّا الخيار الرابع:

4- تتبعين الهوى!.

{قل هل عندكم مِن علمٍ فتخرجوه لنا إن تتبعون إلّا الظنّ وإن أنتم إلّا تخرصون} الأنعام.

ملاحظات بدهية:

1- عدم الذهاب إلى الجامعات الفاسدة المختلطة لا يلزم منه حرمان المرأة مِن التعليم، فالعلم ليس حِكرًا على المدارس والجامعات، وسُبل تحصيله عديدة -ولله الحمد- في زمن الإنترنت.

2- يُستثنى مِن هذا المنشور المِهن الّتي لا يُمكن أن يمتهنها إلّا النساء مع مراعاة كون ذلك [فرض كفاية] وأن يأمنّ الفتنة والالتزام بالضوابط الشرعيّة.

3- ويُستثنى مِن ذلك أيضًا النساء المضطرات إلى العمل ضرورة [حقيقيّة] كأن لا يكون لها وليٌّ يُنفق عليها أو أنّ وليّها عاجز أو أنّ وليّها لا يستطيع تأمين الضرورات الّتي لا يقدر الإنسان على العيش بدونها لا الكماليات.

4- يُمكن للمرأة أن تتعلم علومًا ومِهن منزليّة تكون لها عونًا في حال تعرضت لظروف قاهرة؛ كالبرمجة، الخياطة، تعلّم اللّغة لترجمة الكتب والمقالات ونحو ذلك، وهذا متعارف عليه وبكثرة بين النساء اللّاتي يُعاونّ أزواجهنّ في المصاريف مِن خِلال عملهنّ مِن المنزل.

الحلال بيّن والحرام بيّن، ولكنّ اتّباع الهوى قد طغى، والله المستعان.

والحمد لله ربّ العالمين.
........
4 - رجب - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي