نفسٌ حالمة..
4 subscribers
65 photos
15 videos
3 files
8 links
- طيّب الله البقاء، عمّر الله الأثر.
Download Telegram
يا من ثنى عِطفه زهوًا بشمائله، وخامر العُجب سويداء قلبه…
تذكّر من دانت له العرب قاطبة، وعاد إلى مكة حاملا لواء نصره، فما كان إلا أن دخلها متواضعًا، خافضًا رأسه، حتى كادت لحيته تمس راحلته تواضعًا لربه.

أطلّ النظر، وتدبّر، واقطع نياط العُجب، وتحرر.
https://x.com/ufchud51897/status/1925760303863640496?s=12&t=8ai_tK9Ic285Xypq7WxMKg




أول ما يُلفت في هذا الطرح هو أسلوبه الاستفزازي، وادعاؤه الجازم في مسألة خلافية، والخلاف هنا لا شأن لي به، وإنما الأخطر من ذلك استغلاله لنصوص قطعية في قضايا خلافية.

فاستدلاله بقصة رفع عيسى عليه السلام – وهي من مسلمات العقيدة، بنص: {بل رفعه الله إليه} – في نقاش علمي، يوهم بأن من يقر بكروية الأرض كمن يُنكر رفع المسيح! وهذا خلط فادح؛ لأن إنكار رفع عيسى تكذيب للوحي، بينما الحديث عن شكل الأرض مسألة علمية اجتهادية، لا تُدخل صاحبها في دائرة الإيمان والكفر.

أما استشهاده بآية: {يا معشر الجن والإنس…}، فهو أعجب.

فالآية في سياق أخروي، يبدأ بـ: {سنفرغ لكم أيها الثقلان}، أي: سنفرغ لحسابكم، والحساب يكون بالآخرة لا في الدنيا، ثم يتبعه قوله سبحانه: {يا معشر الجن والإنس، إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان}، أي: إن استطعتم أن تجدوا لكم مخرجًا من نواحي السماوات والأرض للهروب من الحساب، فافعلوا.

وثم تبعه قوله سبحانه: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران…}، وهو ما لا يمكن أن يُقال في الدنيا. بل إن تخصيص الآية بالجن أليق، لأنهم هم من يسترقون السمع، فتتبعهم الشهب، لا الإنس. فكيف تُسقط هذه الآيات على مسألة دنيوية، كالصعود للفضاء؟
“والفجر، وليالٍ عشر”
لا يُقسم الله إلا بعظيم،
وفي هذا القسم تذكيرٌ بقدر هذه الليالي ومكانتها.


ومن تجليات رحمة الرحيم بهذه الأمة، أن جعل لها مواسمَ تضاعف فيها الأجور، وتعوَّض فيها قِصَر الأعمار.

أيامٌ قليلة، لكنها تُضاهي سنين.
تُفتح فيها أبواب الرحمة، وتُسكب فيها النفحات، وتُضاعف فيها الحسنات.

أعاننا الله وإياكم على حسن اغتنامها.
ما إن تقع عيني على هذا المشهد المهيب، حتى أتذكّر هذه الآية الكريمة.
{يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}

هذا الجمع الغفير، يسير إلى الله زُرَافَاتٍ وَوُحْدَانًا،
قلوبٌ موحَّدة، وأعناقٌ مشرئبّة، وألسنةٌ ملتهجة،
وكلٌّ منهم يحمل سلاحًا قد شحذ شفرته: الدعاء،
يتلمّسون في هذا اليوم نفحاتُ من رحمته.

قصدوه وحده، وإن تفرّقت حوائجهم، واختلفت أمانيهم، وتنوّعت مشاربهم.
قصدوا من إذا أعطى كلّ سائلٍ مسألته، ما نقص من ملكه شيء.
وهو سبحانه كلّ يومٍ في شأن، لا يعجزه أمر، ولا تحيّره مسألة.

وأما حظّنا من هذا الفضل، فهو عظيم:
إذ تُمحى فيه الذنوب، وتُكفَّر السيئات، وتُستجاب الدعوات،
وهذه من تجلّيات رحمته، وآثار فضله ومَنّه على خلقه.

فاللهَ اللهَ في صيام يوم عرفة،
وعليكم بهذا الدعاء، فهو خير ما قاله النبي ﷺ، والنبيّون من قبله:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"
ليس بشرط رؤية نتائج إيمانك والثبات على الحق الآن أو بعد حين.. فالنتائج ليست بيدك، ولستَ مسؤولا عنها، إنما الهدف السعي والعمل على المبادئ الحسنة حتى اليقين.
فالعمل شرط للثمرة، والثمرة ليست شطا للعمل.
لا أدري كم مرة دفعتُ دفعا لقراءة كتبٍ قطعت مديحا، وإذا بي لا أجد ما يوازي ذلك الثناء.
تُرى أهي اختلاف الأذواق؟ أم هالة الشهرة التي تسبق المحتوى؟

غبار السنين أحد تلك الكتب، ولا أقول أنه ممل ولا مشوقا، هو بين بين.

ما جذبني فيه صدق التجربة، في غربته حيث اعتزازه بدينه، وبسالته في طلب العلم والصبر عليه، وقد قيل" إذا انطلق عمر فروخ لا يتوقف" وهذا بينٌ في تصانيفه.

وقد تركتُ لكم اقتباسات من كلامه، والتي تجلّت فيها حكمته في تربية النفس، وصرامته في تربية الأطفال؛ إذ لا يصح أن نترك الحبل على غارب الطفل لسنوات، ثم إذا صدر منه أفعال سوء عاتبناه عليها!

وقد أنهى كتابه في موقفٍ مؤثر لم يكن ليفطن له لولا بصيرة معلمه، إذ لمح فيه روح المؤرخ منذ أن كان طالبا، ومن هنا بدأت رحلته.

وختاماً، إلى أولئك المعلمين: أنتم على ثغرٍ عظيم، فجاهدوا به جهادا عظيما، ولا تلتفتوا لأصوات المثبطين من خلفكم.
تغييرُ الأجيال لا يُرى في حينه، ولكنه يؤتي أكله بعد حين.


فتوكلوا على الله واحتسبوا الأجر عنده.
“ من الغريب والمألوف معاً أنك إذا ذكرت الفقر والغنى لم يذهب فكر معظم الناس إلا إلى قلة المال وكثرته.
مع أن الفقر الحقيقي إنما هو في عقول الناس لا في جيوبهم" ص٣١
" إذا لم تكن سعيدا في بيتك، فإنك لن تستطيعَ أن تكون سعيداً في مكانٍ آخر، وإذا لم تكن سعيداً في نفسك فإنك لن تستطيعَ أن تحملَ شيئا من السعادة إلى الآخرين". ص١٧٥
" إذا امرؤ أسدى إليك صنيعة
من جاهه فكأنها من ماله"


قلتُ: وهذه حقيقة، فالكرم ليس محصورا في المال، بل هو أوسع من ذلك بكثير، والمال جزء منه.
هذا الجيل، مشكلتنا معه تكمن في رمي سهام التقصير عليه، ونهرب عن مواجهة حقيقة تقصيرنا تجاهه، ونلوذ عن اتهام أنفسنا أننا سبب في ضياعه.

ولعمري، إن إلصاق التهم عليهم إنما هو هروب من الحقيقة المرة، وهي – بلا ريب – كامنة في قرارة نفوسنا: أن التقصير بدأ منا.
{بل الإنسان على نفسه بصيرة}، {ولو ألقى معاذيره}.

ولبُّ التغيير وأوّله: معرفة المشكلة.
وثانيه: استشعار الهدف الأسمى من التربية، وأنهم أمانة في أعناقنا.
وثالثه: البدء في التغيير، وحمل المسؤولية، والتركيز على استخراج مكامن القوة فيهم، واستخدامها لصالح ديننا العظيم، الذي من شأنه أن يعلي من دور الأسرة في نشأة جيل صالح مصلح.

فنحنُ الأساس.
فبإصلاح المشكلة الأساسية يصلح الباقي تباعًا.

لنصير قدوة لهم بالأقوال والأفعال، فهذا الجيل هو مرآةٌ لنا، نرى في تصرفاتهم تصرفاتنا.
قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-:

‏«من عجيب ما رأيت ونقدت من أحوال الناس: كثرة ما ناحوا على خراب الديار، وموت الأقارب والأسلاف، والتحسر على قلة الأرزاق، وذم الزمان وأهله، وذكر نكد العيش فيه، والحديث عن غلاء اﻷسعار، وجور الحكام.

‏وقد رأوا من انهدام الإسلام، والبعد عن المساجد، وموت السنن، وتفشي البدع، وارتكاب المعاصي، فلا أجد منهم من ناح على دينه، ولا بكى على تقصيره، ولا آسى على فائت دهره، وما أرى لذلك سببا إلا قلة مبالاتهم بدين اﻹسلام، وعظم الدنيا في عيونهم».

‏الآداب الشرعية (240/3)
الإنسانية المستغنية كامنة في نفوس الناقدين للدين.
‏بشرى..
إليكم هذا التطبيق المبارك الذي شرفت بالإشراف عليه ومراجعته والتأكد من مصادره.
تطبيق (فاذكروني)
- يشتمل على الصحيح من أذكار الصباح والمساء، والنوم، والصلاة، وأدعية نبوية مختارة.
- من اختيارات الشيخ ابن باز رحمه الله، موثقة بالأحاديث وتخريجها.
مميزات البرنامج :
- عدّاد ميسر للأذكار كثيرة العدد.
- لا توجد فيه الإعلانات والاشعارات المزعجة.
- يعمل مباشرة عبر المتصفح دون حاجة إلى تثبيت.
- يمكن تثبيته كتطبيق على جهازك دون متجر.

رابط البرنامج:
athkar.qz.org.sa

أتعلم أن كل من ذكر الله باستخدام هذا التطبيق يكتب لك مثل أجره؟
استعمله، وانشره بقدر ما تستطيع، لتكون سببا في كثرة الذاكرين لله..
اللهم تقبل هذا العمل، واجعل لمن نشره مثل أجر من عمله..
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}

ما أجمله من خطابِ تودّدٍ حانٍ على عباده، ألم يأنِ الوقتُ لقلوبكم أن تلين، ولجوارحكم أن تخشع، ولشعثكم أن يلمّ؟

فخذوا كتابي بقوة، وتعاهدوه وتدبروا آياته؛ فكما أن الجسد إذا تعاهدته بالتغذية قوي واشتد، وإن أهملته ضعف ووَهَن، كذلك القلب إن طال به الأمد وأُهمل ريّه اضمحل الإيمان منه ثم قسا.

فاللهم اجعله ربيع قلوبنا، وريَّ صدورنا، ولا تجعلنا ممن قال فيهم نبيك: {يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا}
لذةُ مخالفة الهوى لا تُعادِلها لذائذُ فانية، وإن كانت فيما أُبيح لنا، فكيف بما نُهينا عنه؟ لا شك أن وقعها مختلف.
وقد ألمح إلى ذلك ابنُ الريب في مرثيته، حين صوّر صراعه الداخلي بين لذائذ الدنيا وكراهية خوض غمار الموت، عندما فارق أهله وقبيلته وماله وأصحابه، وفلذة كبده ابنته التي كانت تنهاه عن سفره، مستشعرةً أنه سفرُ الوداع.
وأخذ أهله يثنونه عن المضيّ بعد أن أيقنوا أن حتفه ملاقيه.
فصوّر ابن الريب في أبياته ذلك الصراع بين لذة القرب من الأهل والمال، وكراهية الإقدام على الموت، لكنه آثر مخالفة هواه، وأنشد مادحًا نفسه طروبا بفعله، مستأنسا بغلبته على هواه.

فللّهِ دَرِّي يومَ أتركُ طائعاً
بَنِيَّ بأعلى الرَّقْمَتَيْنِ ومالِيا

ودَرُّ الظِّبَاءِ السانحاتِ عشيَّةً
يُخَبِّرْنَ أنّي هالِكٌ مَنْ وَرائيا

ودَرُّ كَبِيرَيَّ اللذينِ كِلاهما
عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لو نَهانِيا

ودَرُّ الهوى من حيثُ يَدعو صِحابتي
ودَرُّ لَجاجاتي، ودَرُّ انتِهائيا.
«عرفتُ ذات مرّة رجلًا شحيحًا، كان كثيرًا ما يردّد: “اذا حرصت على البنسات فالجنيهات ستعتني بنفسها!”. وهذه عبارة صائبة ومعقولة في فم بخيل. أما أنا فأنصحك أن تحرص على الدقائق، [فإن فعلت]؛ فالساعات ستنضبط من تلقاء نفسها. وأنا على يقين أن كثيرًا من الناس يُهدرون ساعتين أو ثلاثًا من يومهم، فقط لأنهم لا يعتنون بالدقائق. فلا تظنّ أبدًا أن زمنًا -مهما قَصُر- لا يُنتفع به؛ إذ في كل لحظة متّسع لشيء يُنجز، مهما بدا صغيرًا».

Philip Dormer Stanhope,
Nov. 6, 1747.
والله، ما ضاقت بي نفسي، ولا مستني لفحة من هموم الدنيا وأكدارها، إلا أنزلتها على كتاب الله، فتتلاشى وتتوارى كأنها ما كانت كبيرةً كما خُيّل إليّ.

‏يا رب، قرّبنا من نور كتابك، وافتح لنا به فتحًا مبينًا.