أحمد عبد المنصف 🔻
20K subscribers
47 photos
1 file
44 links
كاتبٌ، ومحاضرٌ، وباحثٌ في اللسانيات والعلوم العربية والإسلامية، ومصمم مناهج لغوية، ومهتم بشئون التربية والتعليم وبناء الإنسان، ومُحبٌ للعلم وأهله.
Download Telegram
❶ عندي مذاكره كتير جداً ومضغووط جداً جداً .. بس بهرب من كم الحاجات دي للنوم والامتحانات قربت ومش عارف اعمل ايه 😢😢

ج / الدراسة نفسها لا تُشكل ضغطا في نظري.

الضغط يأتي من تصورك إنك لازم تدخل سباق مع الي حواليك وتحافظ على مكانك وسطهم
أو إنك عايز تخلي الي حواليك ديما سعيد ومبسوط وفخور بيك وبدرجاتك
أو إنك مركز على النتائج أكثر من الاستمتاع بالطريق، وعايز تجيب تقديرات معينة بأي شكل
أو مش سامح لنفسك -نفسيا- إنك تغلط وتُقصر فتتعلم، وساجن نفسك داخل تصورات مثالية دائمًا

دي في نظري أهم العوامل الي شوفتها بتسبب الضغط والتوتر والخنقة ليّ ولأغلب الطلاب، وبمجرد ما أنا قررت أفك الإشكالات الي فوق دي كلها = بقيت أشوف الموضوع عادي، وأحطه في موضعه المناسب دون تهوين أو تهويل.

........

❷ وهو غلط إني يكون هدفي تقدير معين؟

ج / لا مش غلط.
بس الغلط إنك تعتبر النتائج معبرة بالضرورة عن مقدار السعي.
الغلط إن المُسلم يحول مفهوم "الإنجاز" في حياته من كونه (بيسعى) في حياته (تعبدًا( لله سبحانه وتعالى، إلى تحصيل (إنجازات مادية) معينة تتمثل في تقدير ما مثلا، فإن قدّر الله له ألا يُحصّل هذا التقدير -بعد أن بذل ما في وسعه- = سخط على قدر الله، واعتبر أن جهده كله ضاع وعمره راح هدر، والدنيا تضلم في وشه، ويدخل في وصلة من جلد الذات!.
.
المسلم = يعني ساعٍ إلى الله بقلب مطمئن مستسلم له.
ليه؟ .. لأنه موقن أنه محاسب على سعيه وما في وسعه فقط
ولأنه موقن أن الحساب عند الله بمسطرة أو موازين أخرى غير موازين البشر المادية
ولأنه موقن أن أقدار الله كلها خير للمؤمن إن صبر وشكر.
ولأنه موقن أن الدنيا أصلا دار ابتلاء لا جزاء، وليست جنة، فطبيعي يحصل حاجات تخالف هواه.
ولأنه موقن أن التميز الحقيقي والنجاح والفلاح الوحيد العظيم في أن يُزحزح عن النار ويكون من أهل الجنة!.
.
دي كلها وغيرها بتُشكل منظومة مفاهيم عقدية كُليّة تمنع المُسلم من إنه يعيش في حالة هلع وخوف وضغط وقلق، أو احتقار وخزي وجلد ذات، وغيرها من سكك الضلمة.

.............

❸ الإجابة دي أصدق إجابة ... من شخص مجرب كل كلمة في الإجابة دي وإن لازم نجيب تقدير وتحافظ على ترتيبك كواحد من أوائل الدفعة ومينفعش تقل درجة عن السنة اللي قلبها ... بدأت آخد مهدئات من سن صغير جدًا وتعب جسدي ونفسي وربنا وحده عالم آخره إيه!

ج / عارف والله، والردود بسيطة:
لازم تجيب تـ ..
لا مش لازم.
.
المفروض إنك تـ ..
لأ مش مفروض عليّ.
.
المواد كتير؟
ناخد الي نقدر عليه ونأجل الباقي
.
هتتأخر عن صحا..
إحنا مش في سباق عشان أتأخر عن حد
.
ابن/بنت خالتك ..
ربنا يوفقه، ربنا مش هيحاسبني يوم القيامة بمسطرته، هتحاسب لوحدي.
.
ماينفعش تقل عـ..
ينفع عادي، جربتها ونفعت.
.
الي بتعمله ده تضيـ ..
ماطلبتش رأيك في الي بعمله.
.
أمراض وكلاكيع وعُقد وضغط ملهوش أي تلاتين لازمة والله.

.......

❹ بس احنا فعلاً في سباق مع الوقت يامنصف، لو تأخرت انت نفسك مش هتحس انك سوي، علي المستوي العام حتي، وثقتك بنفسك غصب عنك ممكن تتهز..يعني كلهم ماشين ف الرتم الطبيعي وانت لا..واصلك الاحساس؟

ج / لا مش في سباق مع الوقت ولا حاجة.
ده وهم آخر صنعته فينا الرأسمالية الحالية.. إنها تخليك ديما حاسة إنك بتجري ورا قطر، ولازم تجري عشان تحسي إنك موجودة وليك قيمة!، ولو وقفت وسألت نفسك أنا بجري ليه = هيفوتك وهتفقدي معنى حياتك!.
ده وهم صدقيني!.

لو اتأخرت عن إيه؟؟؟
ومين الي بيحدد الرتم "الطبيعي"؟؟
طبيعي بالنسبة لمين؟
ومين قال إن "كلهم" معيار للصح؟

اقفي شويه مع الأسئلة دي وحاولي تتأملي في إجابتها، هتلاقيك بتوصلي لنقطة انطلاق أنشأت كل هذه المفاهيم، وملهاش أي علاقة بالمرجعية الإسلامية الي المفروض ننطلق منها.

.........

❺ بالظبط هي دي! كل انطلاقك من المرجعية الاسلامية والناحية الدينية والهدف الاساسي اللي جينا عشانه بس هو دا ف حد ذاته صح اصلا !... يعني الناحية الدنيوية مش مهمة ولازم نعملها اعتبار؟

ج / مين قالك إن الناحية الدينية حاجة والناحية الدنيوية حاجة تانية عشان تحطيهم في وجه مقارنة؟
الفصل بين الدين والدنيا ده أصلا مش عندنا في الإسلام!.. ده ثقافة تانية ناشئ من مرجعية تانية.
أمور الدنيا معتبرة طبعًا بالضوابط التي يسمح بها شرعنا.

الشرع الإسلامي قالك اسعي وإنت محاسبة على سعيك.
وقالك إنك أفضل مخلوق وربنا خلقك وكرمك ونفخ فيك من رُوحه واستخلفك في الأرض.

الدين المادي هيقولك إن مفيش رب ومفيش غيب، وإنت مجرد حيوان أعلى رُتبة وأكثر تطورًا، والأقوى من حقه يلتهم الضعيف، وبالتالي قيمتك الذاتية هتستمديها من إنتائجك المادي لا غير، فإن لم يكن لك نتاجًا ماديًا معينًا يُمكن الاعتراف به، فـ مُحصلة سعيك وبذلك ومحاولاتك وإخلاصك = صفر.. وإنت كائن عالة على البشرية وليس لك أي قيمة.
.
دول رؤيتين كليتين للعالم، أو نضارتين تقدري تبصي منهم على نفسك وعلى الحياة.
شوفي هتختاري أنهي نضارة تبصي منها.

..........
❻ غ.س أنا متفقة تماماً مع كل إلي حضرتك قولته في الثريد ده، بس حابة أقول لحضرتك إن ممكن حد ياخد الكلام ده حجة للدلع والكسل وعدم تحمل المسؤلية عشان يريح ضميره....!

ج / كلامي واضح: قلت اسع وابذل "كل ما في وسعك" تعبدًا بغض النظر عن النتائج، ولا تُحمل نفسك فوق ما تطيق، ودي مساحة نسبية كل واحد أعلم فيها بحاله.

واحد بيستهبل وفهم من الجملة دي إني بشجعه ع الكسل والتسويف = ملناش دعوة بيه، وهو مسكين يخادع الله ولا يخدع إلا نفسه.

وعموما حتى لو الي هنقوله قرآن .. ففي ناس لديها زيغ في قلوبها هيتبعوا ما تشابه من القول، وهيحملوا الكلام على خير محمله.

.......
➐ طب بالنسبة للأهل وكلامهم و التوقعات العالية اللي حطينها؟

ج/ براحتهم.
كل واحد من حقه يحط التوقعات الي عايزها في أي حد.. وينسج في خياله أحلامه وطموحاته.
المهم مايلزمنيش بيها..ولا أنا مطالب أحققها له أو حتى أشيل همها.
أنا كمان من حقي أحط أهداف وأحلام وطموحات وتوقعات مختلفة تناسب حياتي وإمكاناتي بكل هدوء واطمئنان وراحة بال.
....
➑ دايماً أبويا بيقولي عايز تقدير، مع العلم إني اشتغلت مع الدراسة وبقعد من الشغل أيام الامتحانات وكلمته دي عاملالي ضغط رهيب غير خوفي إني أدبلر

ج/ طب ما يعوز إيه المشكلة؟
إنت مالك بالي هو عايزه؟
إنت بتحاول تعمل الي تقدر عليه والي ربنا هيسألك عنه.
جبت تقدير ماجبتش،نجحت سقطت = مش قصتك!.
هو إنتو ليه بتشيّلوا نفسكم هموم مش بتاعتكم؟
وبتحطوا نفسكم في ضغط إنتم في غنى عنه؟
.....
➒ أهالينا اللي بيحطونا يامنصف، ما بنحبش نشوف نظرة العتاب أو خيبة الأمل ناحيتنا في عيونهم، ومابنحبش نسمع كلامهم اللي بيتقال أوقات فيسمم البدن

ج/ أهو ده بيسموه ابتزاز عاطفي.
شفت زي الي يبقى في علاقة محرمة مع واحدة ويطلب منها الزنا ولو رفضت تبقى مش بتحبه ويا عيني تشوف في عينيه نظرات العتاب والتألم وخيبة الألم!.
.
أهو الي تقع في فخ هذا الابتزاز تبقى عبيطة وساذجة!.
.
والي بتقوليه ده مشهد شبيه مع الفارق.
تتشقلب وتعصر دماغك وتهلك نفسك وتعيش في حالة من الهلع والقلق والاضطراب والخنقة عشان تحققلنا طموحاتنا وتوقعاتنا وتبقى عند حسن ظننا وتشوف مننا كلمة حلوة ونظرة قبول... ولا تبقى العاق مصذر الخزي والعار وخيبة الأمل؟.
والعاقل الواعي الي يوقف الناس عند حدها ومايقعش في هذا الفخ ويسيطر على أفكاره ومشاعره ومايسمحش لحد يبتزه بهذه الطريقة الرخيصة السخيفة... عشان يعيش في هدوء.
......
➓ انا واحده من الاهل اللي بتتكلموا عنهم زوجي شايف انه نجاح ولادنا و تحقيقهم لطموحه في تعليمهم هو اهم تقدير لتعبه و مجهوده معاهم

ج/ غلط يا سيدتي.
تقدير تعبه في مش إنهم يحققوا "طموحه" مش طموحهم!.
تقدير تعبه إنه يشوف ولاده ناس أسوياء ممتلئين نفسيا بالتقدير والاحترام والاعتداد بالذات، مش عايشين مهزوزين في ضغط وخوف وقلق وشعور بالنقص.
إنه يربي إنسان فاهم حقوقه وواجباته وإمكاناته ونقاط قوته وضغطه وفُرصه ويعرف يستغلهم صح في المكان الي يناسبه.
إنه يربي إنسان بيعرف يفكر ويقرر ويختار ويتحمل مسئولية اختياراته ويرسم طريقه وطموحه بنفسه ويغلط ويتعلم من أخطائه بدون مكابرة ويستمع لنيصحة الغير بأدب ويسعى لتحقيق ما يرضي الله تعالى بما في وسعه.
تقدير تعبه لما يطلع مسلمين موحدين بالله جل وعلا.
وتقدير تعبه في النهاية هيلاقي جزاءه عند ربنا، لأن الي بيعمله مع أولاده ده بيعمله تعبدًا لله سبحانه وليس تفضلًا، والمفروض أنه يبتغي الأجر والثواب من الله، فالله خير حافظًا له ولهم.
نجاح المسلم الحقيقي في دنياه مش إنه يحقق طموح والده فيه، وإنما يفهم مراد الله سبحانه وتعالى من خلقه فيسعى بقلب مطئمن لتحقيق عبوديته لله بما في وسعه من أدوات وبما يسر الله إليه من سُبل.
بعد أن سمعت مؤخرًا عن كثير من "التريندات" التي أثارت الجدل في الشأن العام، وعلى اختلاف موضوعاتها (ظاهريًا)، إلا أنه من أمعن النظر فيها لوجد رابطًا مشتركًا واضحًا فيما بينهم جميعًا، وأنها مجرد فروع لأصل واحد فاسد، ومن ثم أنتج كل هذه الإشكالات في أذهان الناس، لذلك كان السبيل الصحيح لتصحيح هذه الأفكار لا أن ننشغل بهذه الفروع قبل أن نعالج هذا الأصل الفاسد، فحابب أشارككم بعض الخواطر والدردشة المتفرقة حول هذا الأصل.
===
❶ إذا علمنا أن رجلًا متزوجًا قد زنى.

- في دين الإنسانوية = سيسمّون هذه الجريمة (خيانة زوجية)، وتعدي على (حق الزوجة) بإقامة علاقة مع أخرى.

- في دين الإسلام = سنسمي هذه الجريمة (زنا) وتعدي على (حد من حدود الله)، ويستوجب العقوبة التي أقرها شرع الله.

===
❷ فإذا علمنا أن هذا الزاني كان أعزبًا وقد زنى بامرأة عزباء.

- في دين الإنسانوية = سيعتبرونها (حقًا مكفولًا لهما) مادام الأمر برضاهما.. ما لم يتعدّيا على (حق إنسان آخر).

- في دين الإسلام = سنسمي هذه الجريمة أيضًا زنا كما أسماها ربنا، وتعدي على حد من حدود الله، وتستوجب العقوبة، والاختلاف فقط عندنا في نوعية العقوبة على الزاني المُحصن (المتزوج) وغير المحصن، فالأول حده الرجم، والثاني الجلد.
===
❸ فإذا علمنا أن رب العزة الذي خلقنا قد وضع عقوبة كحد الزنا أو القتل أو السرقة أو غيره من حدود الله.

- في دين الإنسانوية = لِمَ هذه القسوة؟ .. هم أحرار في غُرفهم المُغلقة أن يمارسوا الزنا أو الشذوذ الجنسي كما يحبون، لا يجب معاقبتهم ما لم يؤذوا غيرهم من بني الإنسان أذى مادي نحن نُحدد مواصفاته ومعاييره .. نحن أعلم من الخالق سبحانه بما يُصلح البلاد والعباد، ونحن الذي نُشرّع ونحكم، نحن أحكم من الله، وأرحم من الله بعباده.. إلخ.

- في دين الإسلام = نعوذ بالله من أن نتعدى حدودنا! .. فنحن لسنا الإله .. نحن عبيد لله تعالى، الذي بيده الخلق والأمر سبحانه!، لا يُسأل عما يفعل ونحن المسئولون!، سبحانه لا علم لنا إلا ما علّمنا، سبحانه له ما في السماوات وما في الأرض!، سبحانه لا يجب عليه شيء!، فنحن نعرف قدرنا فلا نتألى على الله في مُلك الله!، بجهل وغباء وكِبر وعجرفة حمقاء.

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا


فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

وهو الأعلم سبحانه بما يصلح به حال البلاد والعباد
(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
===
❹ فإذا سألنا عن مفهوم الحُرية:

- دين الإنسانوية = أنت حُر ما لم تتعد على حقوق الآخرين المادية التي نُحددها نحن لهذا الإنسان!.

- دين الإسلام = أنت حُر في مساحة (المباح) الذي أباحه الله لك، وتتوقف حُريتك عند حدود الله تعالى.
===
❺ فإن سألنا عن مفهوم النجاح:

- دين الإنسانوية = النجاح هو أن يُحقق الإنسان ما يريد، أو ما يريده الناس أو سوق العمل منه.

- دين الإسلام = الفلاح هو أن يسعى الإنسان ليحقق ما أراده الله منه في هذه الحياة، أن يُحقق العبودية والتوحيد لله تعالى، فيُزحزح في الآخرة عن النار ويكون من أهل الجنة بفضل الله ورحمته.
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
===
❻ فإن سألنا عن مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- دين الإنسانوية = قلنا لك أننا حددنا حقوق الإنسان كما نراها، وكل إنسان حر ما لم يتعد على تلك الحدود التي رسمناها، وبالتالي خليك في حالك!.. إنت مالك؟! .. إذا رأيت منكرًا "من وجهة نظرك" فماتفتحش فمك، وخليك إنسان كويس وصالح مع نفسك.

- دين الإسلام = تلك من أعظم شعائر الإسلام، ومناط خيرية الأمة (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، والسكوت عن المنكر من أعظم الذنوب التي أهلكت أقواما قبلنا بسببها!، (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، لذلك فالمسلم لا يكفي أن يكون صالحًا سلبيًا، بل عضوًا فعالًا مُصلحا في مجتمعه (بالضوابط الدقيقة التي وضعها الشرع حتى لا يُفسد من حيث أراد الإصلاح).
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).
====
❼ فإن سألنا عن مفهوم التحرش:

- دين الإنسانوية = هذه جريمة لأن فيها اعتداء ماديًا على الآخرين غصبًا.

- دين الإسلام = هذه جريمة لأن فيها تعديًا على حدود الله تعالى، وارتكاب لإثم عظيم، حتى وإن كان برضا الطرف الآخر!.
===

❽ فإن سألنا عن مفهوم التبرج:

- دين الإنسانوية = من حق المرأة أن تلبس ما تشاء، وتتزين كيفما تشاء، وعلى الرجل أن يغض بصره.

- دين الإسلام = إنما المرأة المُسلمة أَمَة لله تعالى، مستسلمة لأمره، فلا تعيش إلا وفق المنهج الرباني الذي أنزله الله ليضبط لنا الحياة، فتلتزم بالضوابط التي شرّعها الله في ملبسها، وكذلك الرجل، وكٌل يلتزم بحدود الله في تعامله.
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ
===
❾ فإن سألنا عن مفهوم الكفر والإيمان.
دين الإنسانوية = لكل إنسان الحق في أن يعبد ما يشاء من بشر أو حيوان أو حجر، لا يهمنا، فقط يجب أن (نحترم وجهة نظره) و(نحترم اعتقاده)، ونتعامل معه وفق رباط الإنسانية الذي حددناه نحن، ما لم يتعد على حق من حقوق بني البشر التي حددناها أيضًا.

دين الإسلام = إن أشد وأقبح وأبشع وأشنع (جريمة)، وأفجر وأحقر جُرم في هذا الوجود = هو الكفر برب العزة جل وعلا!.. وجحود نعمه!.. والافتراء عليه! .. وتكذيب كُتبه ورُسله!، ولو اجتمعت كل جرائم الإنسان في كفة من سفك للدماء وهتك للأعراض وزنا وشذوذ وغيرها= فلا تُقارن من قريب أو بعيد بكفة فيها الكفر بالله جل وعلا!!.
ولو اجتمعت أعمال الخير جميعًا وفي القلب كفر وجحود به سبحانه = ما أغنت عنا من الله شيئًا، يجعلها الله هباء منثورًا.

فقلب المؤمن بالله يتميّز من الغيظ والغضب من فعل الكفر، وينظر إلى الفاعل بقلبٍ في غاية الأسف والشفقة عليه، يريد أن ينتشله من دنس الكفر وظُلمة الضلال ووعيد الآخرة، إلى نور التوحيد والهداية، ولكن يتعايش مع الكافر بجوارحه بالبر والقسط -ما لم يكن معتديًا- ملتزمًا بأوامر وأحكام الله سبحانه وتعالى.
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

وبالتالي فليس كل كلام أو كل اعتقاد يجب أن يُحترم لمجرد أن تفوّه به إنسان!.
وليس من حقنا أن نُجبر أحدًا على الإيمان! .. فالله غني عن العالمين!.. من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها!..
فقط نُحذره من مصير هذا الكفر من هلاك الآخرة! كما قال ربنا سبحانه:
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا).
===
وهكذا يا صديقي… إن تأملت في كل الإشكالات المهترئة التي تثير الجدل هذه الأيام، وفي مختلف العصور، لوجدت أن منبتها واحد، تأليه الإنسان! (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)، حين يظن الإنسان أنه هو الإله الحكيم الخبير العليم المُدبر الملك الذي بيده الأمر والنهي! .. هو الذي يُشرّع كما يهوى .. وهو الذي يحدد ما ينبغي أن يكون في مُكله المتوهم، وهو الذي يمنح الحقوق ويفرض الواجبات، وهو الذي يحدد معيار الخير والشر، وميزان الحق والباطل، ومقياس الجمال والقُبح، وهو الذي يُعرّف ما هو الأهم والأولى والأصلح والأنفع والأفضل!.

وما إن يكف الإنسان عن عجرفته الفارغة، وكِبره الساذج، ويفيق من غفلته وجهله الأحمق، ويتوقف عن التألي على رب العزة سبحانه، ويعرف لنفسه قدرها، ويتواضع لجبار السماوات والأرض الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر!، الذي يخلق ما يشاء ويحكم بما يشاء، لا مُعقب لحكمه،
وما إن يفقه مقام عبوديته حقًا = حتى تنحل كل هذه الإشكالات الواهية عنده في لمحة بصر، ويُسلم لأمر الله، ويقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير!.

#بين_الإنسانوية_والإسلام
#فقه_المعادلة
دخل على سيدي رسول الله، فسأله: متى الساعة؟
فقال: ما أعددت لها؟
==
سؤال بسيط للغاية أوجز فيه رسول الإسلام ﷺ فلسفة الإسلام ورؤيته للحياة، فلسفة الاطمئنان، ومنهج العمل الذي نحتال على أنفسنا لنفر منه بكثرة التنظير والجدل!.
منهج الإسلام لا يشغلك بأشياء لن تُسأل عنها أمام ربك، ولا يُحمّلك فوق ما تطيق، بل يخرجك من وحل المخاوف والتكهنات والتنظيرات الفارغة، ويوجهك فقط لما يخص ورقة امتحانك هنا، ويُكلّفك بما هو داخل حيز تأثيرك ومجال مسئوليتك.

حتى وإن بلغ الفساد والظلم مبلغه .. بل حتى ولو قامت الساعة! .. هل كانت في يدك فسيلة حينها؟ .. نعم؟ = إذًا فاغرسها إن استطعت!.. لماذا يا رسول الله؟! .. ليس من شأنك .. هي من ورقة امتحانك، واختبار عبوديتك .. ولعلها تكون النقطة التي تُثقل ميزان حسناتك فتفوز بفارق نقطة عن ميزان سيئاتك فتنجو! .. فأقبل على شأنك يا صديقي وأصلح ما استطعت .. عسى أن تلقى الله تعالى بقلب سليم يحب الله ورسوله.

هكذا أجاب الأعرابي على سؤال الرسول: حُبُّ اللَّهِ ورسولِهِ
فـ قال سيدي ﷺ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ").
بمناسبة قُرب معرض الكتاب بالقاهرة، وبما إني فاضي دلوقتي، وقد وجدت في نفسي رغبة مُلحّة إني أدردش معاكم دردشة صوتية طويلة حبتين -بما إني مكسل أكتبها- حول القراءة، والكتب، ومنهجية التعلم، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأشياء أخرى، بما يناسب مقام قعدة صحاب في الغيط بيدردشوا وبياكلوا قصب وبيتأملوا في الطبيعة، ليس أكثر.
.
فإن شاء الله هطلع بث مباشر "لايف" النهاردة، بعد صلاة العصر مباشرة، بتوقيت القاهرة "على أساس إني حد مهم وعالمي وكده"، في تمام الساعة 3:15 بإذن المولى، ولمدة ساعة أو اتنين وهنحاول -خد بالك من هنحااول دي- مانزدش عن كده بعون الله ").
لايف فين؟ .. لايف من حساب فيسبوكي آخر، هبقى أحط لينك اللايف هنا لما أبدأ بإذن الله، لمن يهتم، وسيُحفظ بإذن الله لمن أراد الاستماع إليه لاحقًا.

دمتم بخير ^^
ملخص للأفكار الرئيسية الي قلناها في البث باختصار شديد وفي جُمل موجزة:
1. المُسلم قبل أن يُقدم على أي فعل في الحياة لازم يسأل نفسه أسئلة رئيسية:
1. سؤال الغاية | ليه هعمل الشيء ده؟ وإيه هي رُتبته في سُلم أولوياتي؟
2. سؤال الماهية | إيه الي هعمله بالظبط لتحقيق هذه الغاية؟
3. سؤال الكيفية | إزاي هعمله بشكل تفصيلي؟
4. سؤال البناء | ماذا بعد هذا الفعل؟ .. ما الخطوة التي ستنبني عليه؟

دي المفاتيح الأولى، وأي بداية تتجاوز هذه الأسئلة الأولى = هو عبث منزّه عنه العُقلاء.
2. كل فعل من أفعالنا (كمسلمين) في هذه الحياة = لله فيه حُكم علمه من علمه وجهله من جهله.. الدين ليس مقصورا في دائرة العبادات، وإنما الدين جاء بمنهج ليضبط الحياة لا لينعزل عن الحياة... فـ أكلنا/شربنا/لبسنا/زواجنا/طلاقنا/سفرنا/عملنا/دراستنا = كل شيء يصدر عنا لله فيه حُكم شرعي يجب الالتزام به سواء كان واجبًا أو مستحبًا أو مباحًا أو مكروهًا أو حرامًا .. وكذلك القراءة والتعلم... فالمسلم لا يسير في حياته كالكائن البُهيمي يفعل ما يحلو له!، وإنما هو عبد لله تعالى يُفعل ما أُمر به من رب العزة سبحانه.
3. القراءة وسيلة لا غاية.
والوسيلة تحت لمنهج يضبطها على طريق الحق حتى لا تكون وسيلة إضلال وإفساد، فالسكين وسيلة/أداة، قد تطهو طعاما أو تقتل إنسانا، فيلزم من مستخدمها أن يلتزم بالمنهج الربّاني لكي يُفعّل هذه الوسيلة فيما يُرضي الله سبحانه لا في الضلال والحيد عن صراطه المستقيم.
4. ولأن القراءة وسيلة لم يكن أمر الله سبحانه لنا بالقراءة مجردًا، وإنما جاء مقيدًا بأهم قيد (اقرأ باسم ربك الذي خلق) = أي مستعينًا بالله سبحانه، قاصدًا به تحقيق مراد الله من خلقك هنا.

فما مراد الله؟ = في نهاية السورة = (واسجد واقترب)، فالقراءة المطلوبة شرعًا هي التي تكون وسيلة للتقرب إلى الله خُطوة، وتحقيق عبوديته في الأرض، وإلا؟
كانت سببًأ للطغيان والفساد والضلال وتوهم الاستغناء عن الله جل وعلا! = (كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى).
5. لا بديل عن القراءة.
الأمر الإلهي الأول = كان اقرأ = اقرأ باسم ربك.
والأمر الإلهي الثاني = كان اقرأ = اقرأ وربك الأكرم.

وأي أداة أُخرى نُحصّل منها المعرفة، فهي أداة تكميلية، قد نبدأ بها (تمهيدًا) لدخول عالم القراءة، لا لتكون (بديلًا) عنه!.
6. إنما الأعمال بالنيات.
العقل المُسلم هو عقل مقاصدي، يسأل أولًا بـ (لماذا؟) قبل أن يسأل (كيف؟)، يبحث عن المقصد والغاية والهدف ليستحضر نيته أولًا قبل الفعل، فهو ليس بإمعة! ينساق مع أي تيار لسهولته أو لكثرة الخائضين فيه!.
ونية المسلم يجب أن تكون أولًأ تحصيل الأجر والثواب من الله عز وجل.
المسلم لا يعبد المعلومة .. وإنما يعبد الله!.
فإن سعى لطلب المعرفة = احتسب الأجر والثواب عند الله، وإن غاب الأستاذ أو صعُب الامتحان أو ضعف الفهم! = فتلك عقبات لا تُقلقه ولا توتره.. إنما هو يسعى للتعلم وهو موقن أن الفهم من الله، وأنه يتعبد بهذا السعي إلى الله، وإن لم يصل.
7. احذر من تحول الوسائل إلى غايات.
عندما تغيب الغاية الكبرى التي يسعى إليها الإنسان، تتحول الوسائل أو الأدوات في ذهنه إلى غايات في حد ذاتها!
فيُصبح جمع المعرفة = غاية!
وحصد الأرقام والكميات= غاية!
والفوز بالإعجابات والمشاركات = غاية
والمال والبنون غاية! .. وإنما هي مجرد وسائل لا بد أن تُوضع في سياقها السليم في القلب حتى لا تُطغيه فتشوش بوصلته.
أو كما رُوي عن الفضيل رحمه الله:
إنما نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملاً!

فدائمًا ذكّر نفسك بغاية الطريق ومبتغاك، حتى لا تتخذ وسيلة المواصلات غايتك ومنتهاك!.
8. فخلاصة الإجابة على السؤال الأول: لماذا القراءة؟
أقول من حيث كوني (إنسانًا): القراءة تشبع حاجة إنسانية مشتركة وهي فضول المعرفة وشغف البحث عن المجهول.

وأقول من حيث كوني (مُسلمًا): أقرأ لأني أُمرت بالقراءة والتعلم المنضبط بالمنهج الرباني، والذي يوصل إلى الإيمان، إلى معرفة الله جل وعلا وخشيته، والسجود والقُرب منه سبحانه. وتلك أسمى غاية للذين يعلمون حقًا، كما قال ربنا:
1. أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
2. يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
3. وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
= قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ!
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
9. وأما إجابة السؤال الثاني: ماذا اقرأ؟
فاعلم أن لله تعالى كتابين:
الكتاب المنظور = خلق الله
والكتاب المسطور = أمر الله (الوحي: قرآنًا وسُنّة).

وبالتالي فالقراءة قراءتان:
قراءة آيات الله المتلوة
وقراءة آيات الله المجلوة

والهدف:
1. أن نفقه أولًا مُراد الله من خلقنا، أي نتعلم علوم الكتاب المسطور/الوحي لنفهم مُراد الله منا، ومنهجه الذي ارتضاه لنا لنضبط به حياتنا، وبذلك نُكوّن (الفلتر) أو المِصفاه، التي نمرر عليها أي أفكار سنقرأها أو نتعرّض لها فيما بعد، أو الميزان الشرعي الذي سنزن عليه هذه الأفكار، لنعرف صحيحها من فاسدها، أي لنكتسب الأدوات والمناهج التي نُميّز بها الحق من الباطل، والخبيث من الطيّب، حتى لا نكون ريشة تميل مع كل ريح!.

2. ثم نتعلم علوم الكتاب المنظور، أو علوم الواقع، لنفقه الواقع بمتغيراته وأبعاده وأدواته.

3. ومن ثم نكتسب الأدوات التي ننزّل بها النص على الواقع، فنُصلح خلق الله وفق أمر الله ومراده. (ألا له الخلق والأمر).

وقد بيّنا هذه النقطة تفصيلًا في خاطرة سابقة (بين_العلم_والجهل)، فليراجعها من طلب مزيد فهم.
10. فإذا كوّنت (الفِلتر) السابق ذكره، فقد فقهت ما يُسمى بـ (فقه الأولويات) عندنا كمسلمين، أي أصبح لديك سُلم واضح من الأولويات والمراتب التي تُسكَّن فيها كل أفعالك في الحياة.
.
فلا تحتار حينها في سؤال (من أين أبدأ؟) ولا (ما هو الأنسب لحالي الآن؟) لأن الشرع هو ما يجيبك تفصيلًا بالجواب الذي يناسب حالك فيُقدّم لك الدواء المناسب، أما تقديم أي دواء لأي مريض = هو عبث وإفساد من حيث أردنا الإصلاح.
.
سلم يبدأ من
فرض العين
ثم فرض الكفاية
ثم السُنن والنوافل أو المستحبات
ثم المباحات
ثم المكروهات
ثم المحرمات، وحتى هذه على درجات في حتى نصل إلى الكبائر، ثم الشرك، ثم الكفر والعياذ بالله!
سُلم واضح، ومراتب حددها العلماء بدقة لا نظير لها، ولا بد أن تبحث عن الفعل الذي تُقبل عليه كمسلم في هذا السُلم وتعلم درجة أولويته وهل يناسبه التقديم أم التأخير؟ .. بحيث لا تنشغل بالنوافل على حساب الفرائض!، ولا تنشغل بفرض الكفاية وأنت مُقصّر في فرض العين!، وهكذا.. فتلتزم ما أُمرت به، وتجتنب ما نُهيت عنه.

وأيضًا تكتسب أدوات الترجيح!، عندما يتحتم عليك اختيار واحد بين أمرين لا تستطيع الجمع بينهما وتسأل عن (الأصلح والأنفع والأنسب لي) = أيضًا يجيبك الشرع الشريف بقواعد منهجية رصينة تُرجّح بها خير الخيرين وشر الشرين، وتعرف الإجابة التي تُناسبك.

وهكذا يتشكل العقل المُسلم المنهجي الذي لا يسير في حياته خبط عشواء! أو اتباعا للهوى.
11. فخلاصة الإجابة على سؤال (ماذا أقرأ أو أتعلم؟)
بعد أن تكتسب أدوات النظر الشرعية
تظهر لك قاعدة عامة تقول: (كل ما وجب عمله = وجب علمه).

كل ما وجب عليك عمله _كما ستعلم من الخُطوة السابقة_ من كسب أو زواج أو دراسة أو قراءة ثقافية عامة أو سفر أو تربية .. إلخ = وجب عليك أن تقرأ فيه وتتعلمه، بحسب درجة أولويته وأهميته في السلم السالف ذكره.