أحمد عبد المنصف 🔻
Photo
مع كل رمضان، ومع كل موسم طاعة أقرأ مثل هذا الكلام أو شبيهًا به، أنكم حوّلتم مواسم الطاعات إلى فلكلور شعبي ومعاصٍ وملهيات، وفرّغتموه من المعاني الإيمانية الجميلة،
وفي هذا الكلام الذي بالإسكرين خلطٌ في الأوراق بين مباحات جميلة، ومعاصٍ مشغِلة، وفرصة لأقول كلمتين في نفسي:
.
1- أما المسلسلات المصرية وبرامج المقالب وغيره = فهذه لا أقرّ أغلب ما فيها أصلا، ولا أشاهده غالبًا، لا في رمضان ولا في غيره، ليس فقط لما فيها من مخالفات شرعية معروفة، ولكن لرداءة الصنعة الفنيّة في غالب ما يُنتَج، والنادر لا حُكم له.
وتحويل رمضان خصوصًا إلى (موسم مسلسلات) ظاهرة خبيثة سيئة أنقدها في كل عام حدّ الملل، لكنْ قد علمتُ أن هذه الصناعة لن تتوقف بهذا، والناس لن يتوقفوا عن المشاهدة لأسباب أعقد بكثير وتحتاج إلى بحث نفسي واجتماعيّ طويل ودراسة جادة، لا أن نستسهل كالمعتاد ونرمي المجتمع بالفسق والفجور والبُعد عن الدين وخلافه من الأدبيات السطحية التي روّجها بعض الوعّاظ سامحهم الله.
.
2- أما الحلويات والديكورات والزينة والفوانيس = فما المشكلة فيها؟
هكذا يعبر الناس عن فرحتهم بهذه المواسم، يعبّرون عنه بالزينة والإطعام والأناشيد والتواشيح وخلافه.. فما الإشكال؟
فإن أقعد الناسَ كثرةُ الطعام والحلويات عن العبادة فنذم (الإكثار) لا الطعام ذاته، وإن شغلهم تزيين البيوت عن تزيين القلوب بالذكر والقرآن والصلاة = فنذمّ الانشغال والتلهّي، لا زينة البيوت والشارع المبهجة.
.
3- ويبنغي أن نُدركَ أن كل عبادة نقوم بها بشكل دوريّ -يوميّ أو أسبوعيّ أو سنويّ- تتحول عند الناس إلى عادة، والعادة إذا لم نغذّيها بالمعنى، ستتحول مع طول العهد إلى سلوك ظاهرٍ منزوع المعنى، نفعله من قبيل العُرف والعادة، لكن لا نجد حرارته في قلبنا.. وهو أمر طبيعيّ في السلوك البشري.
.
ومن مهام الإعلام والمساجد والبيوت والعلماء والمربّين والوعّاظ = أن يحيوا تلكم المعاني الإيمانية في هذه العبادات ومواسمها (الصلاة-الزكاة-الصيام-الحج-...) بدروس التزكية والفقه والعقيدة والتفسير والحديث وغيره، وكذا بالفنّ الذي يدعم هذه المعاني الإيمانية وينشرها ويُظهِرها في ثوب جميل.
.
4- ومهم ونحن نحيي هذه المعاني الإيمانية الجميلة في قلوبهم = ألا نزايد على فرحتهم، وألا نُشعرهم أن طبق الحلويات والفوانيس والزينة والأناشيد الجميلة = إثم أو تفريغ لرمضان من محتواه الإيمانيّ والعياذ بالله، بل نخبرهم أن هذا من تذوق الجمال، ومن الفرحة بشعائر الله سبحانه، وعلامة خير في قلوبهم، وينبغي أن نروي هذا الخير ونغذّيه ونهذّبه بالاجتهاد في العبادة والإكثار من الواجبات والمستحبات الشرعية لا من مطلق المباحات فقط.. وأن ننبهم على أنّ المباحات إنما هي بمثابة واحة في الصحراء يتزود بها المسلم في طريق عبادته، ليعود إلى مساحة (الواجبات والمستحبات) بنشاط وقوة، لا أن تتحول المباحات إلى مقصد في ذاتها، وورب إكثار من المباحات وغرق فيها = كان بابًا للدخول في المكروهات والمحرّمات.
.
5- وأهمّ قيمة ينبغي أن نعلمهم إياها أنّ (التدين) لا يعني أن يكون المسلم كئيبًا، ولا أن يكون ضد الفرحة ومظاهرها أو مزايدًا على أهلها، ولا ضد المباحات بألوانها، ولا أن يطالب الناس كلها بما يطيقه هو من المستحبات، بل الأصل أن يرى الخير في الناس ويذيعه ويُكثّره ويغذّيه ويوجّهه بحكمة وعلم.
.
الخلاصة: افرحوا يا جماعة، واعملوا حلويات، وعلّقوا الزينة والفوانيس، واسمعوا التواشيح والأناشيد، واقرأو القرآن ولا تهجروه، وصوموا بالقلوب والجوارح، وأكثروا من الصلاة والتراويح والقيام والصدقة وقضاء حوائج الناس، واسمعوا دروس العلم والتزكية، وعمّروا قلوبكم بالإيمان في هذه المناسبات.. وسلوا الله لنا ولكم الفتح والمغفرة والقبول.
وفي هذا الكلام الذي بالإسكرين خلطٌ في الأوراق بين مباحات جميلة، ومعاصٍ مشغِلة، وفرصة لأقول كلمتين في نفسي:
.
1- أما المسلسلات المصرية وبرامج المقالب وغيره = فهذه لا أقرّ أغلب ما فيها أصلا، ولا أشاهده غالبًا، لا في رمضان ولا في غيره، ليس فقط لما فيها من مخالفات شرعية معروفة، ولكن لرداءة الصنعة الفنيّة في غالب ما يُنتَج، والنادر لا حُكم له.
وتحويل رمضان خصوصًا إلى (موسم مسلسلات) ظاهرة خبيثة سيئة أنقدها في كل عام حدّ الملل، لكنْ قد علمتُ أن هذه الصناعة لن تتوقف بهذا، والناس لن يتوقفوا عن المشاهدة لأسباب أعقد بكثير وتحتاج إلى بحث نفسي واجتماعيّ طويل ودراسة جادة، لا أن نستسهل كالمعتاد ونرمي المجتمع بالفسق والفجور والبُعد عن الدين وخلافه من الأدبيات السطحية التي روّجها بعض الوعّاظ سامحهم الله.
.
2- أما الحلويات والديكورات والزينة والفوانيس = فما المشكلة فيها؟
هكذا يعبر الناس عن فرحتهم بهذه المواسم، يعبّرون عنه بالزينة والإطعام والأناشيد والتواشيح وخلافه.. فما الإشكال؟
فإن أقعد الناسَ كثرةُ الطعام والحلويات عن العبادة فنذم (الإكثار) لا الطعام ذاته، وإن شغلهم تزيين البيوت عن تزيين القلوب بالذكر والقرآن والصلاة = فنذمّ الانشغال والتلهّي، لا زينة البيوت والشارع المبهجة.
.
3- ويبنغي أن نُدركَ أن كل عبادة نقوم بها بشكل دوريّ -يوميّ أو أسبوعيّ أو سنويّ- تتحول عند الناس إلى عادة، والعادة إذا لم نغذّيها بالمعنى، ستتحول مع طول العهد إلى سلوك ظاهرٍ منزوع المعنى، نفعله من قبيل العُرف والعادة، لكن لا نجد حرارته في قلبنا.. وهو أمر طبيعيّ في السلوك البشري.
.
ومن مهام الإعلام والمساجد والبيوت والعلماء والمربّين والوعّاظ = أن يحيوا تلكم المعاني الإيمانية في هذه العبادات ومواسمها (الصلاة-الزكاة-الصيام-الحج-...) بدروس التزكية والفقه والعقيدة والتفسير والحديث وغيره، وكذا بالفنّ الذي يدعم هذه المعاني الإيمانية وينشرها ويُظهِرها في ثوب جميل.
.
4- ومهم ونحن نحيي هذه المعاني الإيمانية الجميلة في قلوبهم = ألا نزايد على فرحتهم، وألا نُشعرهم أن طبق الحلويات والفوانيس والزينة والأناشيد الجميلة = إثم أو تفريغ لرمضان من محتواه الإيمانيّ والعياذ بالله، بل نخبرهم أن هذا من تذوق الجمال، ومن الفرحة بشعائر الله سبحانه، وعلامة خير في قلوبهم، وينبغي أن نروي هذا الخير ونغذّيه ونهذّبه بالاجتهاد في العبادة والإكثار من الواجبات والمستحبات الشرعية لا من مطلق المباحات فقط.. وأن ننبهم على أنّ المباحات إنما هي بمثابة واحة في الصحراء يتزود بها المسلم في طريق عبادته، ليعود إلى مساحة (الواجبات والمستحبات) بنشاط وقوة، لا أن تتحول المباحات إلى مقصد في ذاتها، وورب إكثار من المباحات وغرق فيها = كان بابًا للدخول في المكروهات والمحرّمات.
.
5- وأهمّ قيمة ينبغي أن نعلمهم إياها أنّ (التدين) لا يعني أن يكون المسلم كئيبًا، ولا أن يكون ضد الفرحة ومظاهرها أو مزايدًا على أهلها، ولا ضد المباحات بألوانها، ولا أن يطالب الناس كلها بما يطيقه هو من المستحبات، بل الأصل أن يرى الخير في الناس ويذيعه ويُكثّره ويغذّيه ويوجّهه بحكمة وعلم.
.
الخلاصة: افرحوا يا جماعة، واعملوا حلويات، وعلّقوا الزينة والفوانيس، واسمعوا التواشيح والأناشيد، واقرأو القرآن ولا تهجروه، وصوموا بالقلوب والجوارح، وأكثروا من الصلاة والتراويح والقيام والصدقة وقضاء حوائج الناس، واسمعوا دروس العلم والتزكية، وعمّروا قلوبكم بالإيمان في هذه المناسبات.. وسلوا الله لنا ولكم الفتح والمغفرة والقبول.
هل البودكاست/المسامرة مذمومة؟ أو تقدّم وجبات ثقافية ضحلة؟
منذ مدّة وأنا ألتقطُ من الخطابات العامة بعض تلميحات أو تصريحات تستبطنُ هذا المعنى.. وأرى الأمرَ يحتاج إلى شيء من التفصيل.
أولًا - ليست المسامرة (البودكاست) اختراعًا جديدًا، وإنما هي كلمة يُراد منها الحوارات الإذاعية المصورة التي عهدناها، ولكن بمصطلح جديد!
بالضبط كـ (العمل الحُر) الذي خبرناه، ولكنه ارتدى بدلة أفرنجية وصار (فريلانس)، فتشعر أنه اكتسب وجاهةً اجتماعيةً ما، والمضمون واحد! المهم.
.
ثانيًا - المسامرات القيّمة التي اطّلعتُ عليها على الأقل، تنتمي عندي إلى أحد حقلين معرفيين:
1- السير الذاتية،
إما أن يحكي الضيفُ تجربته الخاصة بشكل شخصيّ، مع إضاءات يمكن أن يُنتفع بها، وإما أن يتخذ سيرته منطلقًا لمناقشة أفكار ومفاهيم عامة، على طريقة د المسيري رحمه الله: (سيرة غير ذاتية وغير موضوعية).
.
2- تطبيقات تحليلية،
كأن تحاور باحثًا في اللغة أو الشريعة أو التربية أو الساسية وتطلب منه تحليلًا للمشهد الراهن، أو إبداء رأيه في بعض خطابات وأفكار وأسئلة منثورة في الطريق.
.
فإن كان الضيف عالِمًا متقنًا لما يتكلم فيه، وإن كان المُحاور قريبًا منه فكرًا، ويُحسن المحاورة وفنّ طرح الأسئلة = فأمامك مجلس علمٍ ثريٍّ بحق!
.
ولكم خرجتُ من هذه المجالس النقاشية الحُرة المفتوحة مع أساتذتي ومشايخي، والتي تُعقد أحيانا في غُرف الأساتذة وساعاتهم المكتبية، أو في الطرقات وعلى سلالم الكلية، أو في المنازل، أو غير ذلك... لكم خرجتُ بها بكنوز أعظم أضعاف المرات من كلامهم في المقررات الرسمية، والمحاضرات الأساسية!
.
والسؤال هو: لماذا؟ ما الإضافةُ التي وجدتَها هنا ولم تجدها هناك؟
والجواب باختصار يكمن في كلمتين: التطبيق، والربط!
.
في المدارس والجامعات نحن لا ندرس العلم، وإنما ندرس تاريخ العلم، وفارق هائل بين الأمرين،
فإن جئتَني مثلًا تطلب أن أعلّمك اللغة العربية، فهذا الطلب يعني عندي أحد أمرين:
1- أن أحدثك نظريًا عن أهمية اللغة العربية، وتاريخ نشأتها وتطورها، وعلومها وآدابها، وأعلم بعض القواعد النحوية، والصرفية، والبلاغية، والإملائية وغيرها من قواعد العلم، وأمتحنك في فهم وتحصيل هذه المعلومات.. وستخرج وقد تحسن الدندنة عن العربية والتزيّ بزيّ علماء العربية والتكلم بمصطلحاتهم... إلخ، لكن!
هل انطبع هذا العلم في نفسك بعد رحلة التعلم الطويلة هذه؟
هل صرتَ تتكلم وتقرأ وتكتب بلسان عربي؟
هل صرتَ أحرص على قضايا العربية وأكثر شغفًا بها؟
هل أصبحتَ أكثر وعيًا باللغة وأهميتها وأثرها في النفس وفي الآخر وفي المجتمع؟
هل ازدادت حساسيتك واحترازك وتدقيقك في التعامل مع الكلمات، وانتقاء الألفاظ والمصطلحات؟
هل صرتَ أقدر على تفكيك وتحليل النصوص واستخراج الكامن فيها؟
هل بتّ تفطن للألاعيب والحيل اللُّغوية؟
هل صرتَ أعمق وعيًا بشبكة العلاقات التي تربط اللغة بشتّى مناحي العلوم والفكر والحياة؟
هل يمكنك أن تُحلل المشهد اللُّغوي أو الأدبيّ في حيّك أو قريتك أو مجتمعك الصغير؟
هل نمى ذوقك اللُّغوي وصِرتَ أقدر على تذوق العالي من البيان؟
.
هذه النواتج والآثار التي أعدها أثر انطباع العلم في النفس، أن تعيش بهذا العلم، أن يهبك العلمُ عدسةً جديدة، نافذةً أخرى، تنظر بها ومنها إلى العالم بعينٍ مختلفة، وبرؤية أعمق رأسيًا، وأشمل وأوسع أُفقيًا.. بعقل يستطيع أن يربط أمورًا كثيرة قد يراها الناس بعيدةً كل البُعد عن اللغة، وتراها أنتَ تجليًا ونموذجًا عظيمًا للغة!
.
وقل مثل هذا في دراستك للفلسفة أو علم النفس أو الرياضيات أو الفيزياء، بين علم يُدرسك تاريخ هذه العلوم ومدارسها وفروعها وقوانينها، وبين أن تمارس أنتَ هذه العلوم، أن تمارس أنتَ التحليل النفسيّ والاجتماعيّ والرياضيّ والفيزيائيّ للمشهد الذي أمامك! أن ينطبع العلم في نفسك!
من أين أحصّل هذه الثمرة إذن؟
منذ مدّة وأنا ألتقطُ من الخطابات العامة بعض تلميحات أو تصريحات تستبطنُ هذا المعنى.. وأرى الأمرَ يحتاج إلى شيء من التفصيل.
أولًا - ليست المسامرة (البودكاست) اختراعًا جديدًا، وإنما هي كلمة يُراد منها الحوارات الإذاعية المصورة التي عهدناها، ولكن بمصطلح جديد!
بالضبط كـ (العمل الحُر) الذي خبرناه، ولكنه ارتدى بدلة أفرنجية وصار (فريلانس)، فتشعر أنه اكتسب وجاهةً اجتماعيةً ما، والمضمون واحد! المهم.
.
ثانيًا - المسامرات القيّمة التي اطّلعتُ عليها على الأقل، تنتمي عندي إلى أحد حقلين معرفيين:
1- السير الذاتية،
إما أن يحكي الضيفُ تجربته الخاصة بشكل شخصيّ، مع إضاءات يمكن أن يُنتفع بها، وإما أن يتخذ سيرته منطلقًا لمناقشة أفكار ومفاهيم عامة، على طريقة د المسيري رحمه الله: (سيرة غير ذاتية وغير موضوعية).
.
2- تطبيقات تحليلية،
كأن تحاور باحثًا في اللغة أو الشريعة أو التربية أو الساسية وتطلب منه تحليلًا للمشهد الراهن، أو إبداء رأيه في بعض خطابات وأفكار وأسئلة منثورة في الطريق.
.
فإن كان الضيف عالِمًا متقنًا لما يتكلم فيه، وإن كان المُحاور قريبًا منه فكرًا، ويُحسن المحاورة وفنّ طرح الأسئلة = فأمامك مجلس علمٍ ثريٍّ بحق!
.
ولكم خرجتُ من هذه المجالس النقاشية الحُرة المفتوحة مع أساتذتي ومشايخي، والتي تُعقد أحيانا في غُرف الأساتذة وساعاتهم المكتبية، أو في الطرقات وعلى سلالم الكلية، أو في المنازل، أو غير ذلك... لكم خرجتُ بها بكنوز أعظم أضعاف المرات من كلامهم في المقررات الرسمية، والمحاضرات الأساسية!
.
والسؤال هو: لماذا؟ ما الإضافةُ التي وجدتَها هنا ولم تجدها هناك؟
والجواب باختصار يكمن في كلمتين: التطبيق، والربط!
.
في المدارس والجامعات نحن لا ندرس العلم، وإنما ندرس تاريخ العلم، وفارق هائل بين الأمرين،
فإن جئتَني مثلًا تطلب أن أعلّمك اللغة العربية، فهذا الطلب يعني عندي أحد أمرين:
1- أن أحدثك نظريًا عن أهمية اللغة العربية، وتاريخ نشأتها وتطورها، وعلومها وآدابها، وأعلم بعض القواعد النحوية، والصرفية، والبلاغية، والإملائية وغيرها من قواعد العلم، وأمتحنك في فهم وتحصيل هذه المعلومات.. وستخرج وقد تحسن الدندنة عن العربية والتزيّ بزيّ علماء العربية والتكلم بمصطلحاتهم... إلخ، لكن!
هل انطبع هذا العلم في نفسك بعد رحلة التعلم الطويلة هذه؟
هل صرتَ تتكلم وتقرأ وتكتب بلسان عربي؟
هل صرتَ أحرص على قضايا العربية وأكثر شغفًا بها؟
هل أصبحتَ أكثر وعيًا باللغة وأهميتها وأثرها في النفس وفي الآخر وفي المجتمع؟
هل ازدادت حساسيتك واحترازك وتدقيقك في التعامل مع الكلمات، وانتقاء الألفاظ والمصطلحات؟
هل صرتَ أقدر على تفكيك وتحليل النصوص واستخراج الكامن فيها؟
هل بتّ تفطن للألاعيب والحيل اللُّغوية؟
هل صرتَ أعمق وعيًا بشبكة العلاقات التي تربط اللغة بشتّى مناحي العلوم والفكر والحياة؟
هل يمكنك أن تُحلل المشهد اللُّغوي أو الأدبيّ في حيّك أو قريتك أو مجتمعك الصغير؟
هل نمى ذوقك اللُّغوي وصِرتَ أقدر على تذوق العالي من البيان؟
.
هذه النواتج والآثار التي أعدها أثر انطباع العلم في النفس، أن تعيش بهذا العلم، أن يهبك العلمُ عدسةً جديدة، نافذةً أخرى، تنظر بها ومنها إلى العالم بعينٍ مختلفة، وبرؤية أعمق رأسيًا، وأشمل وأوسع أُفقيًا.. بعقل يستطيع أن يربط أمورًا كثيرة قد يراها الناس بعيدةً كل البُعد عن اللغة، وتراها أنتَ تجليًا ونموذجًا عظيمًا للغة!
.
وقل مثل هذا في دراستك للفلسفة أو علم النفس أو الرياضيات أو الفيزياء، بين علم يُدرسك تاريخ هذه العلوم ومدارسها وفروعها وقوانينها، وبين أن تمارس أنتَ هذه العلوم، أن تمارس أنتَ التحليل النفسيّ والاجتماعيّ والرياضيّ والفيزيائيّ للمشهد الذي أمامك! أن ينطبع العلم في نفسك!
من أين أحصّل هذه الثمرة إذن؟
أحد الروافد الأساسية هي مناقشة الإنسان/الباحث نفسه أو قراءة سيرته الذاتية، وملاحظة كيف سار به مركب الحياة؟ كيف فكّر واختار؟ وكيف ناقش وانتقد واشتبك؟ ومن الذين يحترمهم ويُقدّرهم أو لا، ولماذا؟ كيف صنّف الناس وبوَّبَ مراتبهم في نفسه؟
كيف خاض صراع الواقع بأمواجه العاتية؟ وكيف نظر إلى هذا الأمر أو ذاك؟ وإلى هذا الخطاب؟ وكيف تعاطى مع هذا الموقف الهامشيّ العابر، حتى لو كان أمرًا تافهًا في عُرف الناس.. لكنه -عند المتأمل- يقول الكثير!
.
هذه إحدى الثمار التي ألتمسها في كل طريقٍ وبستان، فهذه اللقاءات هي -من جهةٍ- تمرين للذهن، ومثال عمليّ لكيف تُطبق المعرفة، وكيف يخرج قماش النظرية من ماكينة العقل في ثوبٍ بهيّ من التحليل العلميّ الدقيق الرصين المتكامل!
ومن جهةٍ أخرى، هي مغناطيس يربط ويلمّ شعث ما تناثر عندي من معلومات ومعارف متطايرة في فضاء الذهن دون أصول وجذور تربطها بالأرض، فتعيد تشكيلها، وتمدها بالماء والزاد لتطاول السماء!
.
كريشة فنان محترفٍ، أمام لوحة يتناثر على صفحتها البيضاء نقاطٌ سوداء متفرّقة، لا ناظم لها ولا جامع، فيأتي بريشته ليصنع من هذه النقاط خيوطًا ينسج بها فتتضح لوحة بهيّة تتضح لك معالمُها شيئًا فشيئًا، حتى تصل إلى لحظة ما وكأنه قد أضاء لك غرفتك المعتمة ونظم لك حروفك البعثرة في جُملةٍ مفيدة!
.
بقي لنا إذن أن نقول إنّ هذه الثمار العلمية الثرية يمكن أن تخرج بها من هذه المسامرات بشروط ثلاث:
1- أن يكون الضيف عالِمًا بحقٍ متقنًا لفنّه،
2- وأن يُحسن المُحاورُ فنون المحاورة وطرح الأسئلة وحبذا لو كان قريب الصلة بالحقل المعرفيّ للضيف،
3- وأن يملِكَ المستمعُ أساسًا معرفيًا يُمكّنه من فهم الإطار العامّ للحوار على الأقل،
وهذا قليلٌ في المطروح، لكنه -في تقديري- موجود.
.
فإن فقدنا هذه الشروط فنعم، يمكن أن تتحول هذه المسامرات إلى مواد استهلاكية أخرى يتغذّى عليها أهل المعرفة الضحلة لأنهم كسالى لا يريدون خوض رحلة التعلم الطويلة، ولكن يريدون وجبات سريعة ساخنة ممتعة لا أكثر وهنا يكمن خطرها..
ولينظر كل إنسان في حاله، وكلٌ على نفسه بصيرٌ.
كيف خاض صراع الواقع بأمواجه العاتية؟ وكيف نظر إلى هذا الأمر أو ذاك؟ وإلى هذا الخطاب؟ وكيف تعاطى مع هذا الموقف الهامشيّ العابر، حتى لو كان أمرًا تافهًا في عُرف الناس.. لكنه -عند المتأمل- يقول الكثير!
.
هذه إحدى الثمار التي ألتمسها في كل طريقٍ وبستان، فهذه اللقاءات هي -من جهةٍ- تمرين للذهن، ومثال عمليّ لكيف تُطبق المعرفة، وكيف يخرج قماش النظرية من ماكينة العقل في ثوبٍ بهيّ من التحليل العلميّ الدقيق الرصين المتكامل!
ومن جهةٍ أخرى، هي مغناطيس يربط ويلمّ شعث ما تناثر عندي من معلومات ومعارف متطايرة في فضاء الذهن دون أصول وجذور تربطها بالأرض، فتعيد تشكيلها، وتمدها بالماء والزاد لتطاول السماء!
.
كريشة فنان محترفٍ، أمام لوحة يتناثر على صفحتها البيضاء نقاطٌ سوداء متفرّقة، لا ناظم لها ولا جامع، فيأتي بريشته ليصنع من هذه النقاط خيوطًا ينسج بها فتتضح لوحة بهيّة تتضح لك معالمُها شيئًا فشيئًا، حتى تصل إلى لحظة ما وكأنه قد أضاء لك غرفتك المعتمة ونظم لك حروفك البعثرة في جُملةٍ مفيدة!
.
بقي لنا إذن أن نقول إنّ هذه الثمار العلمية الثرية يمكن أن تخرج بها من هذه المسامرات بشروط ثلاث:
1- أن يكون الضيف عالِمًا بحقٍ متقنًا لفنّه،
2- وأن يُحسن المُحاورُ فنون المحاورة وطرح الأسئلة وحبذا لو كان قريب الصلة بالحقل المعرفيّ للضيف،
3- وأن يملِكَ المستمعُ أساسًا معرفيًا يُمكّنه من فهم الإطار العامّ للحوار على الأقل،
وهذا قليلٌ في المطروح، لكنه -في تقديري- موجود.
.
فإن فقدنا هذه الشروط فنعم، يمكن أن تتحول هذه المسامرات إلى مواد استهلاكية أخرى يتغذّى عليها أهل المعرفة الضحلة لأنهم كسالى لا يريدون خوض رحلة التعلم الطويلة، ولكن يريدون وجبات سريعة ساخنة ممتعة لا أكثر وهنا يكمن خطرها..
ولينظر كل إنسان في حاله، وكلٌ على نفسه بصيرٌ.
الشيءُ الذي ينبغي أن يلفت أنظارنا جميعًا، وألا نختلف فيه وإن اختلفنا في آحاد المسائل والتريندات الدائرة، أنّ الجوّ العام، والتيار العام، والمِزاج العام عندنا متعطّشٌ للدين، وأن ثمَّ صحوة مبثوثة في جيلنا الجديد ترغب في الاستزادة من كل ما يتعلق بثقافتنا وهُويتنا،
- هذا الإقبال التاريخيّ الذي تراه على أروقة الجامع الأزهر الشريف، لأناس أتوا من كل حدب وصوب كبيرهم وصغيرهم لحفظ القرآن وتعلم العلوم العربية والشريعة والخط العربيّ وغيره.
- وهذا الإقبال العجيب على الأكاديميات الشرعية الأونلاين.. والبرامج الدينية الشبابية.
- وهذا الإقبال المُدهش على المؤسسات الخيرية والتطوعية والإنفاق في سبيل الله.
- وهذه الحفاوة العجيبة والإقبال اللافت للنظر على برامج ودورات تعلّم اللغة العربية، والتي فاقت كل توقعاتي.
- وهذا الاهتمام البالغ من أولياء الأمور بشأن تعليم أولادهم العلوم العربية والعلوم الإسلامية وكل ما يتصل بثقافتنا، والأسئلة التي تصِلني شبه يوميًا في هذا الأمر.
- وهذا الاهتمام البالغ الذي رأيته في عيون الناس بمعارض الكتاب، والمنشورات والفيديوهات والتطبيقات الدائرة حول الكتب والقراءة والتعلم وتحسين النفس.
- وهذا الاحتفاء الرائع بقرّاء القرآن وأئمة الجامع الأزهر في التراويح، وتطويرات وبرامج وتلاوات إذاعة القرآن الكريم، ومنشورات وزارة الأوقاف، وحتى تفاعل الناس مع صفحات العلماء والوعّاظ وغير ذلك.
- وهذا الاهتمام العام المتزايد بشئون البلاد العربيّة والإسلامية وحتى الأوربية والذي نراه في تفاعل الناس مع البرامج والمواد الإخبارية على اليوتيوب وتيك توك وغيره.
- وهذا التفاعل المدهش على المسامرات (البودكاست) والحلقات النقاشية العلمية والشرعية والأدبية وقُلْ ما بدا لك! حتى نرى اليوم حلقات حوارية تتجاوز الثلاث والأربع والخمس والست ساعات وعليها ملايين المشاهدات!
.
كل هذا وأكثر يقول ماذا؟
يقول إننا -نحن العربَ والمسلمين- نعيش حالة عظيمة من الوعي والصحوة وتغيُّر المفاهيم والاهتمامات والقيم والميول والتوجهات، وأن الأجيال الجديدة في مُجملها تتعطش لما هو أفضل، لما يُرجعها إلى أصلها ويُجذّرها في أرضها، وليست ضائعة مفقود الأمل فيها كما صُوّر لنا،
وتقول إن الظروف مواتية، والأجواء مناسبة، والأرض خصبة لأهل العلم والفكر والإصلاح ليبذروا فيها صالح فِكرهم ومشاريعهم العلمية والتربوية والخيرية التي تصلح لهذا الزمان.
وأنّ في الأمة خيرًا عظيمًا يحتاج إلى عينٍ تُبصره، وقلبٍ يتلقّفه وينثره، ولسانٍ يدعمه ويؤازره، وعليم أمين يوجّهه فيُثمره.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرَ رُشد.
- هذا الإقبال التاريخيّ الذي تراه على أروقة الجامع الأزهر الشريف، لأناس أتوا من كل حدب وصوب كبيرهم وصغيرهم لحفظ القرآن وتعلم العلوم العربية والشريعة والخط العربيّ وغيره.
- وهذا الإقبال العجيب على الأكاديميات الشرعية الأونلاين.. والبرامج الدينية الشبابية.
- وهذا الإقبال المُدهش على المؤسسات الخيرية والتطوعية والإنفاق في سبيل الله.
- وهذه الحفاوة العجيبة والإقبال اللافت للنظر على برامج ودورات تعلّم اللغة العربية، والتي فاقت كل توقعاتي.
- وهذا الاهتمام البالغ من أولياء الأمور بشأن تعليم أولادهم العلوم العربية والعلوم الإسلامية وكل ما يتصل بثقافتنا، والأسئلة التي تصِلني شبه يوميًا في هذا الأمر.
- وهذا الاهتمام البالغ الذي رأيته في عيون الناس بمعارض الكتاب، والمنشورات والفيديوهات والتطبيقات الدائرة حول الكتب والقراءة والتعلم وتحسين النفس.
- وهذا الاحتفاء الرائع بقرّاء القرآن وأئمة الجامع الأزهر في التراويح، وتطويرات وبرامج وتلاوات إذاعة القرآن الكريم، ومنشورات وزارة الأوقاف، وحتى تفاعل الناس مع صفحات العلماء والوعّاظ وغير ذلك.
- وهذا الاهتمام العام المتزايد بشئون البلاد العربيّة والإسلامية وحتى الأوربية والذي نراه في تفاعل الناس مع البرامج والمواد الإخبارية على اليوتيوب وتيك توك وغيره.
- وهذا التفاعل المدهش على المسامرات (البودكاست) والحلقات النقاشية العلمية والشرعية والأدبية وقُلْ ما بدا لك! حتى نرى اليوم حلقات حوارية تتجاوز الثلاث والأربع والخمس والست ساعات وعليها ملايين المشاهدات!
.
كل هذا وأكثر يقول ماذا؟
يقول إننا -نحن العربَ والمسلمين- نعيش حالة عظيمة من الوعي والصحوة وتغيُّر المفاهيم والاهتمامات والقيم والميول والتوجهات، وأن الأجيال الجديدة في مُجملها تتعطش لما هو أفضل، لما يُرجعها إلى أصلها ويُجذّرها في أرضها، وليست ضائعة مفقود الأمل فيها كما صُوّر لنا،
وتقول إن الظروف مواتية، والأجواء مناسبة، والأرض خصبة لأهل العلم والفكر والإصلاح ليبذروا فيها صالح فِكرهم ومشاريعهم العلمية والتربوية والخيرية التي تصلح لهذا الزمان.
وأنّ في الأمة خيرًا عظيمًا يحتاج إلى عينٍ تُبصره، وقلبٍ يتلقّفه وينثره، ولسانٍ يدعمه ويؤازره، وعليم أمين يوجّهه فيُثمره.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرَ رُشد.
إنّ أخشى ما أخشاه فقط أن تُسلّع القيمة..
.
في إحدى حلقات مسلسل أجنبي ما، كانت الحلقة تصوّر قُبح العصر الاستهلاكيّ المادي في المستقبل، حيث كل قيمة صارت سلعةً تباع،
إلا أنّ بطل الحلقة قد فاض به الكيل وأراد أن يصرخ صرخة في وجه هذا المجتمع المجنون،
وبالفعل، استطاع أن يحقق حلم الملايين، ويظهر في أشهر برنامج مواهب، وبدلًا من أن يُقدّم موهبته للجنة التحكيم، خرج عن النص وألقى خطابًا ناريًا مؤثرًا ضد هذا العالم الزائف، والزومبيز الذين يلهثون خلف المادة والنجومية الزائفة بأي وسيلة، صالحة أو طالحة، والكلمة زلزلت الدنيا وحصلت على أعلى نسبة مشاهدة وتفاعل على الإطلاق.
.
وكانت الصدمة الحقيقية أنّ صُنّاع هذه البرامج أعجبهم هذا التفاعل وقرروا أن يصمموا له برنامجًا آخر خاصًا به، ليخرج إلى الناس أسبوعيًا ينتقد معهم المجتمع الاستهلاكيّ وأنا وإنت والمنتج والمشاهد يطلع مبسوط.
ليتحول صاحبنا إلى ترسٍ في الآلة، ويتحول النقد من صفعة تُفيق الناس من غيبوبتهم وتوقظ ضمائرهم، إلى (توك شو) و(مادة استهلاكية أخرى) ومختلفة، وأكثر رواجًا.
هذه الخاتمة المأساوية ليست بعيدة عما نعيشه وسنعيشه، وهي شرّ ما نبغضه ولا نريد أن نصل إليه!
المؤمن كيّس فطِن، ولا بُد أن نفطن إلى أن أهل السوق إذا تخلّوا عن مبادئهم -وكثيرٌ هم للأسف- فليست عندهم مشكلة في تحويل (أي شيء) إلى سلعة!
أي شيء حتى أقدس الأمور في حياتنا كالأخلاق والدين وفعل الخير،
أي شيء حتى انتقادنا للمجتمع وللأفكار السيئة، هذا الانتقاد في ذاته قد يتحول في نفوسنا مع الوقت -سواء شعرنا أو لم نشعر- إلى سلعة جديدة في أسواق الأموال أو الريأكشنات والتفاعلات والمشاهدات والريتش.
هذا الكلام لا أريد به أحدًا بعينه، ولا أُسقطه على أي تريند سائر في الناس اليوم أو غدًا، بل أذكّر به نفسي المسكينة لأني أول من وجدتُ هذا الأمر في نفسي لما همّت نفسي أن تكتب نقدًا لبعض الأفكار ثم لمّا حاولتُ أن أمحّص نيتي لم أجدها خالصة كما كنتُ أزعم، وكل إنسان على نفسه بصيرة.
وما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
.
في إحدى حلقات مسلسل أجنبي ما، كانت الحلقة تصوّر قُبح العصر الاستهلاكيّ المادي في المستقبل، حيث كل قيمة صارت سلعةً تباع،
إلا أنّ بطل الحلقة قد فاض به الكيل وأراد أن يصرخ صرخة في وجه هذا المجتمع المجنون،
وبالفعل، استطاع أن يحقق حلم الملايين، ويظهر في أشهر برنامج مواهب، وبدلًا من أن يُقدّم موهبته للجنة التحكيم، خرج عن النص وألقى خطابًا ناريًا مؤثرًا ضد هذا العالم الزائف، والزومبيز الذين يلهثون خلف المادة والنجومية الزائفة بأي وسيلة، صالحة أو طالحة، والكلمة زلزلت الدنيا وحصلت على أعلى نسبة مشاهدة وتفاعل على الإطلاق.
.
وكانت الصدمة الحقيقية أنّ صُنّاع هذه البرامج أعجبهم هذا التفاعل وقرروا أن يصمموا له برنامجًا آخر خاصًا به، ليخرج إلى الناس أسبوعيًا ينتقد معهم المجتمع الاستهلاكيّ وأنا وإنت والمنتج والمشاهد يطلع مبسوط.
ليتحول صاحبنا إلى ترسٍ في الآلة، ويتحول النقد من صفعة تُفيق الناس من غيبوبتهم وتوقظ ضمائرهم، إلى (توك شو) و(مادة استهلاكية أخرى) ومختلفة، وأكثر رواجًا.
هذه الخاتمة المأساوية ليست بعيدة عما نعيشه وسنعيشه، وهي شرّ ما نبغضه ولا نريد أن نصل إليه!
المؤمن كيّس فطِن، ولا بُد أن نفطن إلى أن أهل السوق إذا تخلّوا عن مبادئهم -وكثيرٌ هم للأسف- فليست عندهم مشكلة في تحويل (أي شيء) إلى سلعة!
أي شيء حتى أقدس الأمور في حياتنا كالأخلاق والدين وفعل الخير،
أي شيء حتى انتقادنا للمجتمع وللأفكار السيئة، هذا الانتقاد في ذاته قد يتحول في نفوسنا مع الوقت -سواء شعرنا أو لم نشعر- إلى سلعة جديدة في أسواق الأموال أو الريأكشنات والتفاعلات والمشاهدات والريتش.
هذا الكلام لا أريد به أحدًا بعينه، ولا أُسقطه على أي تريند سائر في الناس اليوم أو غدًا، بل أذكّر به نفسي المسكينة لأني أول من وجدتُ هذا الأمر في نفسي لما همّت نفسي أن تكتب نقدًا لبعض الأفكار ثم لمّا حاولتُ أن أمحّص نيتي لم أجدها خالصة كما كنتُ أزعم، وكل إنسان على نفسه بصيرة.
وما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
أظنّ أنْ قد مضى الزمان الذي تقول للناس فيه اسمعوا لفلان واحذروا من علّان، أو أن تحجب الدُول بعض المواقع والكتب والمنصات، أو أن تقول أنتَ لولدك لا تفتح هذه المواقع ولا تسأل في هذه القضايا.
لم نعد في زمان الحجب والمنع والتخويف والتحذير..
وإن كنا قد تجاوزنا هذا الزمان بأميالٍ بعد (جوجل) و(فيس بوك والسوشال ميديا)، فقد تجاوزناه اليوم بسنين ضوئية بعد (شات جي بي تي وأخواته).
كان السؤال قديما: كيف أحجب عن ابني المشاهد والمواقع الإباحية؟
وسؤال اليوم: كيف أؤهّل ابني للتصرف مع الإباحيات لمّا تقع أمامه عنوة؟
كان السؤال قديمًا: كيف أعصم نفسي من سماع الجُهّال والمتعالمين؟
وسؤال اليوم: كيف أميّز العالِم من بين كل هؤلاء المتعالمين والدجالين؟
كان الشيخ علاء عبد الحميد يقولها لنا مرة في بَدء دراستنا للعلم الشرعيّ ما معناه:
(هذا العصر عصرُ التفاصيل، لم نعد نملك رفاهية الكلام المُجمل، والنصائح والمواعظ العامة، وتجنب فتح هذا الباب أو ذاك استحياءً؛ لأنه سيُكسر عليك بعد قليل).
جيل أهلنا كان يستقي معارفه عن العالم من بعض صُحفٍ وقنوات وإذاعة وأفلام ودور نشر مُراقَبَة وموجَّهة بإحكام، واليوم قد اتسع الخرق على الراقع.
ولا سبيل إلا العلم والاستزادة منه وتحصين العقول والنفوس بعلوم التحليل والتفكير والنقد وضبط النظر، لشدة الاشتباه والالتباس والزخم المعرفيّ؛ ولأن العبث واللغو والجهل سنسمعه لا محالة.
ونقد الأفكار والتنبيه على الصالح والطالح منها مهم جدًا، والأهم هو البناء والتأسيس، واستصلاح جذر وأصل فاسد تصلح به فروعٌ لا حدّ لها.
لم نعد في زمان الحجب والمنع والتخويف والتحذير..
وإن كنا قد تجاوزنا هذا الزمان بأميالٍ بعد (جوجل) و(فيس بوك والسوشال ميديا)، فقد تجاوزناه اليوم بسنين ضوئية بعد (شات جي بي تي وأخواته).
كان السؤال قديما: كيف أحجب عن ابني المشاهد والمواقع الإباحية؟
وسؤال اليوم: كيف أؤهّل ابني للتصرف مع الإباحيات لمّا تقع أمامه عنوة؟
كان السؤال قديمًا: كيف أعصم نفسي من سماع الجُهّال والمتعالمين؟
وسؤال اليوم: كيف أميّز العالِم من بين كل هؤلاء المتعالمين والدجالين؟
كان الشيخ علاء عبد الحميد يقولها لنا مرة في بَدء دراستنا للعلم الشرعيّ ما معناه:
(هذا العصر عصرُ التفاصيل، لم نعد نملك رفاهية الكلام المُجمل، والنصائح والمواعظ العامة، وتجنب فتح هذا الباب أو ذاك استحياءً؛ لأنه سيُكسر عليك بعد قليل).
جيل أهلنا كان يستقي معارفه عن العالم من بعض صُحفٍ وقنوات وإذاعة وأفلام ودور نشر مُراقَبَة وموجَّهة بإحكام، واليوم قد اتسع الخرق على الراقع.
ولا سبيل إلا العلم والاستزادة منه وتحصين العقول والنفوس بعلوم التحليل والتفكير والنقد وضبط النظر، لشدة الاشتباه والالتباس والزخم المعرفيّ؛ ولأن العبث واللغو والجهل سنسمعه لا محالة.
ونقد الأفكار والتنبيه على الصالح والطالح منها مهم جدًا، والأهم هو البناء والتأسيس، واستصلاح جذر وأصل فاسد تصلح به فروعٌ لا حدّ لها.
قد نقض البُعدا عهودهم كعادتهم، وعادت الحرب المستعرة على إخواننا على أشد ما تكون بل وبقوة (مضاعفة) كما يصرّح البُعدا، و34 شهيدًا حتى الآن غير الجرحى.
وفي الحلق مرارة وفي النفس حسرة ولا أدري والله ما يُقال.
يا رب أنتَ حسبنا ونعم الوكيل!
يا رب احفظهم وانصرهم وآوِهم والطف بهم وردّ كيد عدوّنا وعدوّهم.
وفي الحلق مرارة وفي النفس حسرة ولا أدري والله ما يُقال.
يا رب أنتَ حسبنا ونعم الوكيل!
يا رب احفظهم وانصرهم وآوِهم والطف بهم وردّ كيد عدوّنا وعدوّهم.
إن خارت قواك، وضاق صدرك، وعجزت عن كل عبادة، فدونك عبادة سهلة ميسورة، قليلة الجهد، عظيمة الأجر.. الذِّكْر!
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ألا أنبّئكم بخير أعمالك، وأزكاها عند مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهب والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلْقَوا عدّوكم، فتضرِبوا أعناقَهُم، ويضربوا أعناقكم؟
قالوا: بلى
قال: ذِكر الله!
- وتسأل أمنا عائشة رضي الله عنها: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها؟
قال: قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي
- ويقول سيدنا أبو أمامة رضي الله عنه: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرّك شفتي، فقال لي: بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة؟
فقلتُ: أذكر الله يا رسول الله،
فقال: ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذِكرك بالليل والنهار؟
قلتُ: بلى يا رسول الله،
قال: تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله مِلء ما خلق، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء، سبحان الله عدد ما أحصى كتابُه، سبحان الله ملء ما أحصى كتابُه، سبحان الله عدد كل شيء، سبحان الله ملء كل شيء، الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء، والحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله ملء ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء.
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ألا أنبّئكم بخير أعمالك، وأزكاها عند مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهب والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلْقَوا عدّوكم، فتضرِبوا أعناقَهُم، ويضربوا أعناقكم؟
قالوا: بلى
قال: ذِكر الله!
- وتسأل أمنا عائشة رضي الله عنها: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها؟
قال: قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي
- ويقول سيدنا أبو أمامة رضي الله عنه: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرّك شفتي، فقال لي: بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة؟
فقلتُ: أذكر الله يا رسول الله،
فقال: ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذِكرك بالليل والنهار؟
قلتُ: بلى يا رسول الله،
قال: تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله مِلء ما خلق، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء، سبحان الله عدد ما أحصى كتابُه، سبحان الله ملء ما أحصى كتابُه، سبحان الله عدد كل شيء، سبحان الله ملء كل شيء، الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء، والحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله ملء ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء.
أنت لستَ في سباقٍ مع أحد.. ابذل ما في وسعك فيما تملكه هنا والآن، ولا تمدّن عينيك، وانشغل بواجب الوقت الذي ستُسأل عنه في حضرة سيّدك ومولاك.
أطلع زكاة الفطر حبوب ولا مال، ليست معركة فيسبوكية موسمية تتعلق بالزكاة فقط، ولا تُحلّ بـ (طلعوا الاتنين وحبوا بعض يا جماعة وخلينا في الأهم)، ولا تُحلّ بـ (خليك في الأسلم وابعد عن الشُبهات).
.
وليس في العلم شيءٌ خفيف، ومن ظنّ أن هذه المعركة تبعد عن معركتنا مع البُعدا فهذا لضيق نظره ولعدم فِقهه لماهية العلم وعمق أثره.
.
فهذه -وغيرها- معركة حقيقية وخطيرة مع قومٍ لا يعترفون بالعلم، وعلمائه، ولا يكترثون لتراكمية البحث والنقد العلمي عبر القرون، ولا يفقهون أدوات العلم ومناهجه، ولا يفهمون قيمة تمخضات الزمان وثمرتها..
ولا يعترفون بتعدد أفهام البشر، واختلاف عقولهم واستدلالاتهم، ولا يرون في الدنيا إلا أبيض وأسود، ولا يرون في الدين إلا كلمتي (حق وباطل) والحق قطعًا ما فهِمُتُه أنا، أو سمعتُه من شيخي، وما سواه باطل وبدعة وتحريف وتفريط أو في أحسن الأحوال هي منطقة شُبهات فاحذر منها، ومن اتّقى الشُبهات فقد سَلِم.
يعني مش منطقة جهل وحضرتك محتاج تتعلم وتوسع عقلك وصدرك؟ لأ، هي شبهات، والواحد يتّقيها ويحافظ على جهله أقصد عقله ودينه أسلم.
.
وهذه العقلية إذا تسلّطت على الدين أفسدته، وإذا تسلّطت على السياسة أفسدتها، وإذا تسلطت على العباد في هذا أو ذاك خرّبت البلاد وأهلكت العباد، وقد رأينا وتجرعنا إفسادها في هذا وذاك.
فإذا أعدنا الناس إلى الشريعة السمحة الواسعة المنضبطة، وإلى المنهجية العلمية وأدوات الفهم والنظر، وإلى احترام التراكم العلمي والمذهبية العلمية المعتدلة، وإلى تقدير اختلاف الناس، وإلى فهم أن الاختلاف المعتبر رحمة واسعة.
وأفهمناهم أن التطرّف بالإباحة المُطلقة أو المنع المُطلق هي حيلة البليد الضعيف عقلًا وعلمًا، ويُحسنه كل أحد، وإنما الاعتدال يتطلب علمًا وصبرًا.
وعلّمناهم أن المسألة إذا جهِلتها فأنت بحاجة إلى أن تتعلمها بشكل منهجي، لا أن تعتبرها مساحة (شبهات) يجب أن تحذر منها وتكنسها تحت السجاد بغموضها.
وإذا علّمناهم شروط وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وتعليم الناس..
وإذا أبعدناهم عن الفهم الضيق والسطحي للنصوص والواقع = فقد أنقذنا الأرواح والبيوت والمجتمعات.
فنعم، حدّثوا الناس عن زكاة الفِطر، وعن مذاهب المسلمين وسعتها، وعن الاختلاف العلميّ بين الأئمة، وعن التأهل العلمي وأهمية اكتساب علوم الآلة والمنهج الذي نفكر وننظر ونُحلل ونستنبط به الأحكام الشرعية من الكتاب والسُنة، وندعو إلى الله (على بصيرة).
فإن بنيتم هذه العقول والنفوس = أراحتْنَا بعد ذلك إذا تصدَّرَتْ في ميادين علم النفس والتربية والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيره.
والعلم نور في العقول.. وسعة في الصدور.
.
وليس في العلم شيءٌ خفيف، ومن ظنّ أن هذه المعركة تبعد عن معركتنا مع البُعدا فهذا لضيق نظره ولعدم فِقهه لماهية العلم وعمق أثره.
.
فهذه -وغيرها- معركة حقيقية وخطيرة مع قومٍ لا يعترفون بالعلم، وعلمائه، ولا يكترثون لتراكمية البحث والنقد العلمي عبر القرون، ولا يفقهون أدوات العلم ومناهجه، ولا يفهمون قيمة تمخضات الزمان وثمرتها..
ولا يعترفون بتعدد أفهام البشر، واختلاف عقولهم واستدلالاتهم، ولا يرون في الدنيا إلا أبيض وأسود، ولا يرون في الدين إلا كلمتي (حق وباطل) والحق قطعًا ما فهِمُتُه أنا، أو سمعتُه من شيخي، وما سواه باطل وبدعة وتحريف وتفريط أو في أحسن الأحوال هي منطقة شُبهات فاحذر منها، ومن اتّقى الشُبهات فقد سَلِم.
يعني مش منطقة جهل وحضرتك محتاج تتعلم وتوسع عقلك وصدرك؟ لأ، هي شبهات، والواحد يتّقيها ويحافظ على جهله أقصد عقله ودينه أسلم.
.
وهذه العقلية إذا تسلّطت على الدين أفسدته، وإذا تسلّطت على السياسة أفسدتها، وإذا تسلطت على العباد في هذا أو ذاك خرّبت البلاد وأهلكت العباد، وقد رأينا وتجرعنا إفسادها في هذا وذاك.
فإذا أعدنا الناس إلى الشريعة السمحة الواسعة المنضبطة، وإلى المنهجية العلمية وأدوات الفهم والنظر، وإلى احترام التراكم العلمي والمذهبية العلمية المعتدلة، وإلى تقدير اختلاف الناس، وإلى فهم أن الاختلاف المعتبر رحمة واسعة.
وأفهمناهم أن التطرّف بالإباحة المُطلقة أو المنع المُطلق هي حيلة البليد الضعيف عقلًا وعلمًا، ويُحسنه كل أحد، وإنما الاعتدال يتطلب علمًا وصبرًا.
وعلّمناهم أن المسألة إذا جهِلتها فأنت بحاجة إلى أن تتعلمها بشكل منهجي، لا أن تعتبرها مساحة (شبهات) يجب أن تحذر منها وتكنسها تحت السجاد بغموضها.
وإذا علّمناهم شروط وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وتعليم الناس..
وإذا أبعدناهم عن الفهم الضيق والسطحي للنصوص والواقع = فقد أنقذنا الأرواح والبيوت والمجتمعات.
فنعم، حدّثوا الناس عن زكاة الفِطر، وعن مذاهب المسلمين وسعتها، وعن الاختلاف العلميّ بين الأئمة، وعن التأهل العلمي وأهمية اكتساب علوم الآلة والمنهج الذي نفكر وننظر ونُحلل ونستنبط به الأحكام الشرعية من الكتاب والسُنة، وندعو إلى الله (على بصيرة).
فإن بنيتم هذه العقول والنفوس = أراحتْنَا بعد ذلك إذا تصدَّرَتْ في ميادين علم النفس والتربية والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيره.
والعلم نور في العقول.. وسعة في الصدور.
يارب أشهدك أني وإن لم أستطع قولَ كل الحقّ فلم أصفّق للباطل وأهله.. ولم أرض عنهم بلساني وقلبي.
وإن لم أستطع نصرة إخواني بيدي، فلم يكفّ لساني عند الدعاء لهم..
وإن لم أستطع أن أقتص ممن يفعل بهم هذا، أو يرضى به، أو كان بوسعه أن يمنع عنهم هذا وتخاذل.. فإني لم أكفّ عن الدعاء عليه واحتقاره في كل حيّ ونادٍ.
ولم أكف عن مقاطعة منتجات كل من يجاهر بدعم هؤلاء البُعدا..
ولم أكف عن بذل ما في وُسعي الآن من قولٍ وعمل لعلّ الله ينجينا من لعنة هذا الذي يحدث أمامنا.
يا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، واستخدمنا ولا تستبدلنا، وبصّرنا بما نستطيع، واصرفنا عما لا نستطيع، وأعنّا يا رب ولا تُعِن علينا، برحمتك يا أرحم الرحمين!
وإن لم أستطع نصرة إخواني بيدي، فلم يكفّ لساني عند الدعاء لهم..
وإن لم أستطع أن أقتص ممن يفعل بهم هذا، أو يرضى به، أو كان بوسعه أن يمنع عنهم هذا وتخاذل.. فإني لم أكفّ عن الدعاء عليه واحتقاره في كل حيّ ونادٍ.
ولم أكف عن مقاطعة منتجات كل من يجاهر بدعم هؤلاء البُعدا..
ولم أكف عن بذل ما في وُسعي الآن من قولٍ وعمل لعلّ الله ينجينا من لعنة هذا الذي يحدث أمامنا.
يا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، واستخدمنا ولا تستبدلنا، وبصّرنا بما نستطيع، واصرفنا عما لا نستطيع، وأعنّا يا رب ولا تُعِن علينا، برحمتك يا أرحم الرحمين!
من ألطاف الله بنا أن جعل ختام شهره الكريم عيدا نفرح به، بل ويحرم علينا الصيام فيه، رفقا بقلوب عباده.
وأمرنا في عز فرحنا ألا ننسى غيرنا.. بل نحفظ له ماء وجهه ونغنيه عن السؤال.
.
غدا الأحد المتمم لشهرنا الكريم الذي مر كلمح البصر فتقبله اللهم منا على ضعفنا وقلة حيلتنا وسوء بضاعتنا، ولا تخرجنا منه إلا وقد أعتقتنا من النار وكتبت لنا مقعدنا من الجنة،
والعيد الاثنين..
كل عام أنتم بألف خير وعافية يا رفاق.. وعيدكم سعيد مبارك يا رب ❤️
وأمرنا في عز فرحنا ألا ننسى غيرنا.. بل نحفظ له ماء وجهه ونغنيه عن السؤال.
.
غدا الأحد المتمم لشهرنا الكريم الذي مر كلمح البصر فتقبله اللهم منا على ضعفنا وقلة حيلتنا وسوء بضاعتنا، ولا تخرجنا منه إلا وقد أعتقتنا من النار وكتبت لنا مقعدنا من الجنة،
والعيد الاثنين..
كل عام أنتم بألف خير وعافية يا رفاق.. وعيدكم سعيد مبارك يا رب ❤️
كل يومٍ يُمد لك في هذا الشهر عيد!
فأمامك ليلة جديدة لها عتقاء عند ربنا!
وأمامك نهار جديد للصائم فيه دعوة مقبولة!
ثم هو فرصة لإخراج زكاتك في هدوء..
ولتنظيف وتحضير بيتك دون ضغط وارتباك..
وفرصة للآباء لتحضير العيدية من الفلوس الجديدة الي بتخربش ")
وفرصة للأبناء للتفكير والبحث عن مكان للاحتفاظ بالعيدية خارج جيوب الآباء حيث الذهاب بلا عودة 😁
رمضانكم كريم وعيدكم سعيد ❤️
فأمامك ليلة جديدة لها عتقاء عند ربنا!
وأمامك نهار جديد للصائم فيه دعوة مقبولة!
ثم هو فرصة لإخراج زكاتك في هدوء..
ولتنظيف وتحضير بيتك دون ضغط وارتباك..
وفرصة للآباء لتحضير العيدية من الفلوس الجديدة الي بتخربش ")
وفرصة للأبناء للتفكير والبحث عن مكان للاحتفاظ بالعيدية خارج جيوب الآباء حيث الذهاب بلا عودة 😁
رمضانكم كريم وعيدكم سعيد ❤️
الحقيقة، وفي ختام الشهر، عايز أشكر 4 مؤسسات دينية مصرية:
📌 1- الأزهر الشريف
✅ شكرًا لأن صفحتكم صوت من لا صوت له، شكرًا لأنكم صرّحتم في هذه الظروف العصيبة بلغة لا نسمعها من غيركم.
✅ شكرًا للمائدة الرمضانية التي أطعمتم فيها آلاف الطلاب الوافدين طوال الشهر الكريم.
✅ شكرًا لما أمتعتمونا به من قراء شباب جُدد بالجامع الأزهر الذين أثبتوا أن المدرسة المصرية في القراءة مازالت قائمة وولّادة، ولتنظيم صلاة التراويح والدروس.
✅ شكرًا للأروقة الأزهرية بالجامع الأزهر التي تُعلّم الناس العلوم العربية والشرعية والقرآن مجانًا للجميع.
✅ شكرًا لكلية أصول الدين بالقاهرة، وكلية اللغة العربية لما طرأ عليهما من تجديدات لافتة وجميلة، وفتح الباب لتقديم دورات ومجالس لُغوية وشرعية حُرة داخل ساحات جامعة الأزهر للجميع، لا لطلاب الجامعة أو الكلية فقط.
.
📌 2- إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة
✅ شكرًا لمنع الإعلانات السخيفة.
✅ شكرًا لأنكم أمتعتمونا بسماع قراء مصر القدامى، وتلاواتهم النادرة الجديدة، والاستمتاع بالمدرسة المصرية العريقة.
✅ شكرًا لأنكم أعدتم صوتَ الإذاعة إلى البيوت والشوارع من جديد بارتياح شديد.
.
📌 3- وزارة الأوقاف المصرية
✅ شكرًا لإعادة مشروع الكتاتيب بمِصر.
✅ شكرًا للخطاب الجديد البسيط والجميل، والنشاط الفعّال واللافت للنظر على صفحة الوزارة على الفيس، على غير ما عهدناه من قبل.
✅ شكرًا لعدد من القرارات الموفّقة التي صدرت عن الوزارة مؤخرًا.
.
📌 4- دار الإفتاء المصرية
✅ شكرًا للشفافية والدقة في توضيح مسائل جدلية في كل عامٍ كزكاة الفطر وإعلان موعد العيد بلغة بسيطة للناس.
✅ شكرًا للجهود التي تقدّمونها عمومًا، وخاصةً بعد تولي سماحة المفتي الجديد د. نظير عياد، ولفتة خارطة فلسطين والدعاء لهم في كلمة الإعلان عن العيد لفتة طيبة جميلة، جزاكم الله خيرًا.
✅ونرجو المداومة على هذا المستوى من الدقة العلمية ومراعاة المحتوى واللغة المناسبة على الصفحة والسوشال ميديا، فجميعنا لا يرجو لهذه المؤسسة الكبيرة إلا كل خير يليق بها وبمِصر.
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم وسدد خطاكم.
📌 1- الأزهر الشريف
✅ شكرًا لأن صفحتكم صوت من لا صوت له، شكرًا لأنكم صرّحتم في هذه الظروف العصيبة بلغة لا نسمعها من غيركم.
✅ شكرًا للمائدة الرمضانية التي أطعمتم فيها آلاف الطلاب الوافدين طوال الشهر الكريم.
✅ شكرًا لما أمتعتمونا به من قراء شباب جُدد بالجامع الأزهر الذين أثبتوا أن المدرسة المصرية في القراءة مازالت قائمة وولّادة، ولتنظيم صلاة التراويح والدروس.
✅ شكرًا للأروقة الأزهرية بالجامع الأزهر التي تُعلّم الناس العلوم العربية والشرعية والقرآن مجانًا للجميع.
✅ شكرًا لكلية أصول الدين بالقاهرة، وكلية اللغة العربية لما طرأ عليهما من تجديدات لافتة وجميلة، وفتح الباب لتقديم دورات ومجالس لُغوية وشرعية حُرة داخل ساحات جامعة الأزهر للجميع، لا لطلاب الجامعة أو الكلية فقط.
.
📌 2- إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة
✅ شكرًا لمنع الإعلانات السخيفة.
✅ شكرًا لأنكم أمتعتمونا بسماع قراء مصر القدامى، وتلاواتهم النادرة الجديدة، والاستمتاع بالمدرسة المصرية العريقة.
✅ شكرًا لأنكم أعدتم صوتَ الإذاعة إلى البيوت والشوارع من جديد بارتياح شديد.
.
📌 3- وزارة الأوقاف المصرية
✅ شكرًا لإعادة مشروع الكتاتيب بمِصر.
✅ شكرًا للخطاب الجديد البسيط والجميل، والنشاط الفعّال واللافت للنظر على صفحة الوزارة على الفيس، على غير ما عهدناه من قبل.
✅ شكرًا لعدد من القرارات الموفّقة التي صدرت عن الوزارة مؤخرًا.
.
📌 4- دار الإفتاء المصرية
✅ شكرًا للشفافية والدقة في توضيح مسائل جدلية في كل عامٍ كزكاة الفطر وإعلان موعد العيد بلغة بسيطة للناس.
✅ شكرًا للجهود التي تقدّمونها عمومًا، وخاصةً بعد تولي سماحة المفتي الجديد د. نظير عياد، ولفتة خارطة فلسطين والدعاء لهم في كلمة الإعلان عن العيد لفتة طيبة جميلة، جزاكم الله خيرًا.
✅ونرجو المداومة على هذا المستوى من الدقة العلمية ومراعاة المحتوى واللغة المناسبة على الصفحة والسوشال ميديا، فجميعنا لا يرجو لهذه المؤسسة الكبيرة إلا كل خير يليق بها وبمِصر.
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم وسدد خطاكم.
لا إله إلا الله وحده.. صدق وعده.. ونصر عبده.. وأعز جنده.. وهزم الأحزاب وحده،
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون،
اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا!
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد!
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون،
اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا!
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد!
كذا بوست بيتكلم عن الازعاج الشديد من (الرسائل الجماعية) التي نُرسلها في مثل هذه المناسبات، ويقولون: إما أن تكلّف نفسك وترسل رسالة خاصة متعوب فيها، وإما ألا ترسل!
وقد تعجبتُ من هذا والله، وبهذه المناسبة أقول:
شكرًا لكل من أرسل لي رسالة جماعية عامة لجميع أحبابه الذين أحبَّ أن يُعيّد عليهم ويذكرهم بالخير ويدعو لهم في هذه الأيام الكريمة، وأدرج اسمي في هذه القائمة الكريمة.
شكرًا إنك خصصت وقتًا وذهنًا في هذا الزمان، وتكلّفت عناء الرسالة، وتكلّفت عناء إرسالها للجميع، واحتفظت برقمي أو بروفايلي عندك وتذكّرتني في وسط الجميع.
هذا والله أمرٌ عظيمٌ عندي.. أثمّنه وأقدّره وأبذل له مُهجتي وعظيم وُدي.
وأقول لهم: أنا أحبكم والله، وألتمس لكم ألف عذر وكل عذر، ولستَ مطالبًا بتكلف عناءٍ جديد لترسل لي رسالة "خاصة".. فالوُد يلتمس لأدنى من ذلك وأهون، والإشارة تُغني عن العبارة.
الحياة صعبة يا جماعة وبتزداد على الناس صعوبة، فكنْ أنتَ الجانب السهل الذي فيها.
وأنا والله دائمًا ما أدعو للناس البسيطة "السهلة" الي مرّوا في حياتي،
السهلة في نقاشها وفي معاملتها.. سهلة في كلامها وعباراتها وتعليقاتها ونظراتها.. سهلة في خلافها.. سهلة في التماس الأعذار للناس.. سهلة في قضاء حوائج الناس دون مقدمات... سهلة في الصفح والعفو.. سهلة في التغافل.. سهلة في العموم!
فهؤلاء والله أحسبهم من النعيم المعجّل للمؤمن في الدنيا.
وقد صدق رسول الله ﷺ إذ قال: حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ.
شكرًا ليكم ")
وقد تعجبتُ من هذا والله، وبهذه المناسبة أقول:
شكرًا لكل من أرسل لي رسالة جماعية عامة لجميع أحبابه الذين أحبَّ أن يُعيّد عليهم ويذكرهم بالخير ويدعو لهم في هذه الأيام الكريمة، وأدرج اسمي في هذه القائمة الكريمة.
شكرًا إنك خصصت وقتًا وذهنًا في هذا الزمان، وتكلّفت عناء الرسالة، وتكلّفت عناء إرسالها للجميع، واحتفظت برقمي أو بروفايلي عندك وتذكّرتني في وسط الجميع.
هذا والله أمرٌ عظيمٌ عندي.. أثمّنه وأقدّره وأبذل له مُهجتي وعظيم وُدي.
وأقول لهم: أنا أحبكم والله، وألتمس لكم ألف عذر وكل عذر، ولستَ مطالبًا بتكلف عناءٍ جديد لترسل لي رسالة "خاصة".. فالوُد يلتمس لأدنى من ذلك وأهون، والإشارة تُغني عن العبارة.
الحياة صعبة يا جماعة وبتزداد على الناس صعوبة، فكنْ أنتَ الجانب السهل الذي فيها.
وأنا والله دائمًا ما أدعو للناس البسيطة "السهلة" الي مرّوا في حياتي،
السهلة في نقاشها وفي معاملتها.. سهلة في كلامها وعباراتها وتعليقاتها ونظراتها.. سهلة في خلافها.. سهلة في التماس الأعذار للناس.. سهلة في قضاء حوائج الناس دون مقدمات... سهلة في الصفح والعفو.. سهلة في التغافل.. سهلة في العموم!
فهؤلاء والله أحسبهم من النعيم المعجّل للمؤمن في الدنيا.
وقد صدق رسول الله ﷺ إذ قال: حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ.
شكرًا ليكم ")
آن الأوان أن نعلم أنفسنا وأولادنا كلمة لم يسمعوها كثيرا في المدرسة أو لم يسمعوها مطلقا!
نعلمهم العزة!
العزة، الكرامة، الكبرياء، الإباء، رفض الظلم والضعة والهوان..
فأنا لا أذكر أني سمعت بهذه الكلمات في المدرسة، ولا في المسجد ولا الإعلام،
لأنهم كانوا مشغولين أو مُجبرين على أن يحدّثونا كثيرًا عن (التسامح) و(المحبّة) و(احترام الآخر) و(التغافل)،
وعن خرافة اليh ـودي الذي كان يضع المخلفات أمام بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما مرض ذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لزيارته،
ليُظهِروا لنا وجه الإسلام الوسطي الجميل، نعم هذا تصورهم عن الوسطية والتسامح!
.
وصدعونا في مناهجنا وإعلامنا وأفلامنا بدروس وقصص تدندن كلها حول: الإسلام ليس دين إره.اب، والإسلام لم ينتـ.شر بالسيـ.،ـف، والإسلام أن تسالم الناس،
.
وكتبوا على حوائط مدرستي (لا للعـ،ــنف)، و(صوتك العالي دليل على ضعف موقفك)،
.
وقالوا لنا إن لما حد يضربك ماتضربهوش لأننا مش عايشين في غابة،
وزمن العبودية والغز.وات انتهى،
والبشرية تطورت وارتقت وبقينا في عصر الدولة الحديثة حيث سيادة القانون والعهود والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان ومجلس الأمن والأمم المتحدة وقوات حفظ السلام والقانون الدولي،
وإن الجـh ـاد في هذا الزمان المتقدم هو جـhـاد النفس يا مسكين!
وعدنا من الأصغر إلى الأكبر والقصص الي كلنا طفحناها،
.
وكبرنا لنكتشف أننا تجرعنا الذل باسم التسامح، والمهانة باسم التواضع، والرضا بالهوان والظلم باسم الرضا بالقضاء والقدر، ووُضعنا دون وعي في قفص المتّهم المطالب منه أن يدافع عن نفسه وينفي عنها التُهم، رغم كونه الضحية المستباحة وسط الذئاب التي تجلس أمامه في لباس القُضاة!
.
كبرنا واكتشفنا أن قانون الغاب هو هو، والفكر الإمبراطوري هو هو، ويزداد وجهه وضوحًا للأعمى كل يوم، واكتشفنا أن هذه النظم والقوانين الدولية وُضعت فقط لحماية الجبابرة، وضمان فرض هيمنتهم على الضعفاء في هذا الكوكب من بعد حرو. بهم العالمية.
فآن الأوان أن نُضيف إلى معجمنا ومعجم أولادنا كلماتٍ جديدة قد مُحيت من لُغتهم وذاكرتهم وغابت أن أسماعهم واستؤصِلت من وجدانهم.
آن الأوان أن ننظف أدمغتهم من الأكاذيب التي حُشيت بها.. وأن نعلمهم ألا يرضوا بالدون والمذلة والضِعة والهوان في أتفه الأشياء قبل عِظامها؛ حتى لا يصيروا مثلنا، يرون ما نرى ولا يتحرك فيهم ما كان ينبغي أن يفور فينا!
آن الأوان أن نريهم الوجه الحقيقي للعالم الذي نعيشه.. دون مكياج!
آن الأوان أن نعلمهم الفرق بين التواضع والضِعة، وبين التسامح والهوان، وبين المحبة والمذلة، وبين الحِكمة والجُبن الذي يتوارى في لباسها، وبين الشجاعة والتهور، وبين التمتع بالمباح والتكالب على الدنيا، وبين الحرية الحقيقية والعبودية المُقنّعة!
آن الأوان أن نذكر أنفسنا ونذكرهم أن حب الدنيا والتكالب عليها رأس كل فساد وشر وذل..
وأنّ لله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. وإن ابتغينا العزة فيما سواه.. أذلنا الله!
غفر الله لنا وأصلح قلوبنا وعقولنا.
نعلمهم العزة!
العزة، الكرامة، الكبرياء، الإباء، رفض الظلم والضعة والهوان..
فأنا لا أذكر أني سمعت بهذه الكلمات في المدرسة، ولا في المسجد ولا الإعلام،
لأنهم كانوا مشغولين أو مُجبرين على أن يحدّثونا كثيرًا عن (التسامح) و(المحبّة) و(احترام الآخر) و(التغافل)،
وعن خرافة اليh ـودي الذي كان يضع المخلفات أمام بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما مرض ذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لزيارته،
ليُظهِروا لنا وجه الإسلام الوسطي الجميل، نعم هذا تصورهم عن الوسطية والتسامح!
.
وصدعونا في مناهجنا وإعلامنا وأفلامنا بدروس وقصص تدندن كلها حول: الإسلام ليس دين إره.اب، والإسلام لم ينتـ.شر بالسيـ.،ـف، والإسلام أن تسالم الناس،
.
وكتبوا على حوائط مدرستي (لا للعـ،ــنف)، و(صوتك العالي دليل على ضعف موقفك)،
.
وقالوا لنا إن لما حد يضربك ماتضربهوش لأننا مش عايشين في غابة،
وزمن العبودية والغز.وات انتهى،
والبشرية تطورت وارتقت وبقينا في عصر الدولة الحديثة حيث سيادة القانون والعهود والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان ومجلس الأمن والأمم المتحدة وقوات حفظ السلام والقانون الدولي،
وإن الجـh ـاد في هذا الزمان المتقدم هو جـhـاد النفس يا مسكين!
وعدنا من الأصغر إلى الأكبر والقصص الي كلنا طفحناها،
.
وكبرنا لنكتشف أننا تجرعنا الذل باسم التسامح، والمهانة باسم التواضع، والرضا بالهوان والظلم باسم الرضا بالقضاء والقدر، ووُضعنا دون وعي في قفص المتّهم المطالب منه أن يدافع عن نفسه وينفي عنها التُهم، رغم كونه الضحية المستباحة وسط الذئاب التي تجلس أمامه في لباس القُضاة!
.
كبرنا واكتشفنا أن قانون الغاب هو هو، والفكر الإمبراطوري هو هو، ويزداد وجهه وضوحًا للأعمى كل يوم، واكتشفنا أن هذه النظم والقوانين الدولية وُضعت فقط لحماية الجبابرة، وضمان فرض هيمنتهم على الضعفاء في هذا الكوكب من بعد حرو. بهم العالمية.
فآن الأوان أن نُضيف إلى معجمنا ومعجم أولادنا كلماتٍ جديدة قد مُحيت من لُغتهم وذاكرتهم وغابت أن أسماعهم واستؤصِلت من وجدانهم.
آن الأوان أن ننظف أدمغتهم من الأكاذيب التي حُشيت بها.. وأن نعلمهم ألا يرضوا بالدون والمذلة والضِعة والهوان في أتفه الأشياء قبل عِظامها؛ حتى لا يصيروا مثلنا، يرون ما نرى ولا يتحرك فيهم ما كان ينبغي أن يفور فينا!
آن الأوان أن نريهم الوجه الحقيقي للعالم الذي نعيشه.. دون مكياج!
آن الأوان أن نعلمهم الفرق بين التواضع والضِعة، وبين التسامح والهوان، وبين المحبة والمذلة، وبين الحِكمة والجُبن الذي يتوارى في لباسها، وبين الشجاعة والتهور، وبين التمتع بالمباح والتكالب على الدنيا، وبين الحرية الحقيقية والعبودية المُقنّعة!
آن الأوان أن نذكر أنفسنا ونذكرهم أن حب الدنيا والتكالب عليها رأس كل فساد وشر وذل..
وأنّ لله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. وإن ابتغينا العزة فيما سواه.. أذلنا الله!
غفر الله لنا وأصلح قلوبنا وعقولنا.
منذ أمس وأنا أشاهد مقطع م. ابتهال أبو السعد عدة مرات، وأقرأ عن موقفها، وأنا في ذهول وصدمة وتوقف، لا أبالغ لو قلتُ إنه توقف عميق أحاول أن أراجع فيه حياتي بوجه عام!
.
هذه الفتاة الشابة، على مقاييس النجاح المادية التي حُشينا بها منذ نعومة أظفارنا، مرورًا بأيام كلية الهندسة = قد بلغت ذروة المجد بوجه ما!
.
مهندسة برمجيات، خريجة جامعة هارفارد، تعيش بأمريكا، وتعمل في مايكروسوفت، مرتّب مادي مجزٍ، ووضع اجتماعي مرموق، ومواليد 99! = عبارات مختصرة كافية لتصوغ حلمًا يداعب خيال الملايين في بلادنا هنا، ولو بلغه أحدنا لصار أيقونة عائلته ومنطقته وربما قريته ومدينته، ولطاروا به فخرًا ولدندنوا باسمه في المحافل بسبب ودون سبب!
.
وهذه الفتاة تضحي بكل شيء، تضحي بأمانها، وسُمعتها، ومنصبها، وحساباتها، وعلاقاتها، وربما مستقبلها المِهنيّ، وربما تُعتقل أو تُرحَّل، وغير ذلك من مغارم! لأجل كلمة! كلمة لا ينتظرها جمهورها فيشكلون عليها ضغطًا ما! ولو سكتَت -أو حتى امتنعت عن الحضور لأي عذرٍ- ما التفت إليها أحد!
لكنَّ صوت ضميرها الداخليّ كان أشد عليها من كل هذا! هكذا قالت!
.
وهذه الفتاة لن تجد لها دورات عقيدة وتزكية على اليوتيوب تحدثك فيها عن الزهد في الدنيا.. وعن الولاء والبراء.. وعن المبادئ والقيم.. وعن كلام كثير أحفظه ولعلي أكتبه هنا بسهولة، أما القلب فمفلس مسكين!
.
كيف وصلت إلى هذا الحال القلبي؟!
كيف هانت الدنيا في قلبها إلى هذه الدرجة؟!
كيف عظُم المبدأ والقيمة وصوت الضمير في قلبها في وسط كل هذه المغريات الهائلة؟!
وكيف تمسكت بحجابها وبمبادئها وهي تعيش بين ظهرانيهم وتُغمَر بثقافتهم كل يوم؟!
.
والسؤال الأشد عليّ: هل يفعل المرء فعلها لو كان مكانها؟! هل تنفعه الكتب التي قرأها والدروس التي حضرها في موقفٍ كهذا؟!
إنا لله!
.
وكما أن هذا الموقف يطرح في نفسي تساؤلات لا حصر لها عن الجدوى من العلم وصلته بحياتنا، وعن ماهية التدين الحقيقي، وعن الصراع الوجوديّ بين المادة/المصلحة والقيمة/المبدأ الأخلاقيّ.
فكذلك يفجّر في نفسي سؤالا آخر حول ماهية النجاح والفشل!
سؤال ينبغي أن يطرحه الأبناء اليوم على آبائهم والآباء على أبنائهم:
هل ابتهال اليوم فشلت؟
هل ابتهال اليوم حمقاء؟
وهل مصطفى الذي كانت تخاطبه ناجح؟ وهل كان حكيمًا؟
وما الفشل وما النجاح؟ ... وما الشجاعة وما التهور؟ .. وما الحِكمَة وما الجُبن؟
أسئلة ينبغي أن نجلس مع أنفسنا ومع أولادنا في بيوتنا اليوم لنطرحها على مائدة الحوار بجدية..
لأني أزعم أن مثل هذه المناقشات قد تغير مسار حياتنا بالكامل!
شكرًا ابتهال على هذه الصفعة..
والله يتولانا برحمته!
.
هذه الفتاة الشابة، على مقاييس النجاح المادية التي حُشينا بها منذ نعومة أظفارنا، مرورًا بأيام كلية الهندسة = قد بلغت ذروة المجد بوجه ما!
.
مهندسة برمجيات، خريجة جامعة هارفارد، تعيش بأمريكا، وتعمل في مايكروسوفت، مرتّب مادي مجزٍ، ووضع اجتماعي مرموق، ومواليد 99! = عبارات مختصرة كافية لتصوغ حلمًا يداعب خيال الملايين في بلادنا هنا، ولو بلغه أحدنا لصار أيقونة عائلته ومنطقته وربما قريته ومدينته، ولطاروا به فخرًا ولدندنوا باسمه في المحافل بسبب ودون سبب!
.
وهذه الفتاة تضحي بكل شيء، تضحي بأمانها، وسُمعتها، ومنصبها، وحساباتها، وعلاقاتها، وربما مستقبلها المِهنيّ، وربما تُعتقل أو تُرحَّل، وغير ذلك من مغارم! لأجل كلمة! كلمة لا ينتظرها جمهورها فيشكلون عليها ضغطًا ما! ولو سكتَت -أو حتى امتنعت عن الحضور لأي عذرٍ- ما التفت إليها أحد!
لكنَّ صوت ضميرها الداخليّ كان أشد عليها من كل هذا! هكذا قالت!
.
وهذه الفتاة لن تجد لها دورات عقيدة وتزكية على اليوتيوب تحدثك فيها عن الزهد في الدنيا.. وعن الولاء والبراء.. وعن المبادئ والقيم.. وعن كلام كثير أحفظه ولعلي أكتبه هنا بسهولة، أما القلب فمفلس مسكين!
.
كيف وصلت إلى هذا الحال القلبي؟!
كيف هانت الدنيا في قلبها إلى هذه الدرجة؟!
كيف عظُم المبدأ والقيمة وصوت الضمير في قلبها في وسط كل هذه المغريات الهائلة؟!
وكيف تمسكت بحجابها وبمبادئها وهي تعيش بين ظهرانيهم وتُغمَر بثقافتهم كل يوم؟!
.
والسؤال الأشد عليّ: هل يفعل المرء فعلها لو كان مكانها؟! هل تنفعه الكتب التي قرأها والدروس التي حضرها في موقفٍ كهذا؟!
إنا لله!
.
وكما أن هذا الموقف يطرح في نفسي تساؤلات لا حصر لها عن الجدوى من العلم وصلته بحياتنا، وعن ماهية التدين الحقيقي، وعن الصراع الوجوديّ بين المادة/المصلحة والقيمة/المبدأ الأخلاقيّ.
فكذلك يفجّر في نفسي سؤالا آخر حول ماهية النجاح والفشل!
سؤال ينبغي أن يطرحه الأبناء اليوم على آبائهم والآباء على أبنائهم:
هل ابتهال اليوم فشلت؟
هل ابتهال اليوم حمقاء؟
وهل مصطفى الذي كانت تخاطبه ناجح؟ وهل كان حكيمًا؟
وما الفشل وما النجاح؟ ... وما الشجاعة وما التهور؟ .. وما الحِكمَة وما الجُبن؟
أسئلة ينبغي أن نجلس مع أنفسنا ومع أولادنا في بيوتنا اليوم لنطرحها على مائدة الحوار بجدية..
لأني أزعم أن مثل هذه المناقشات قد تغير مسار حياتنا بالكامل!
شكرًا ابتهال على هذه الصفعة..
والله يتولانا برحمته!
تخصصٌ ثالث أبدأ فيه أولى خطواتي الأكاديمية؛ التربية والتعليم،
واخترت منه أقرب أقسامه إلى عقلي وقلبي: التصميم التعليمي أو تصميم المناهج التعليمية؛
فهو المهندس الذي يشيد كل شيء من الصفر، ويفكر في كل شيء!..
وهو المايسترو الذي يقود الأوركيسترا بكل تفاصيلها ليضمن خروج السيمفونية في تناغم وانسجام تام.
.
وأزعم أننا جميعا، وفي عصر التعليم الحر الموازي الذي نعيشه ويقبل العالم عليه = نحتاج إلى تعلم أساسيات في علم تصميم المناهج التعليمية تحديدًا.. فيعيننا على تصميم منهج أو خطة تعليمية كاملة لنا أو لأولادنا على الأقل.
.
وأكثر ما أثارني وأعجبني في التدريب الكلام عن التفكير التصميمي Design Thinking أو (كيف تفكر كمصمم).. وأنصح بالقراءة عنه.
.
تجربة جديدة.. ماتعة ومفيدة، وعلم جديد.. بل وعالَم جديد تتوق النفس إلى الاستزادة منه ")
واخترت منه أقرب أقسامه إلى عقلي وقلبي: التصميم التعليمي أو تصميم المناهج التعليمية؛
فهو المهندس الذي يشيد كل شيء من الصفر، ويفكر في كل شيء!..
وهو المايسترو الذي يقود الأوركيسترا بكل تفاصيلها ليضمن خروج السيمفونية في تناغم وانسجام تام.
.
وأزعم أننا جميعا، وفي عصر التعليم الحر الموازي الذي نعيشه ويقبل العالم عليه = نحتاج إلى تعلم أساسيات في علم تصميم المناهج التعليمية تحديدًا.. فيعيننا على تصميم منهج أو خطة تعليمية كاملة لنا أو لأولادنا على الأقل.
.
وأكثر ما أثارني وأعجبني في التدريب الكلام عن التفكير التصميمي Design Thinking أو (كيف تفكر كمصمم).. وأنصح بالقراءة عنه.
.
تجربة جديدة.. ماتعة ومفيدة، وعلم جديد.. بل وعالَم جديد تتوق النفس إلى الاستزادة منه ")