عمار خضير
700 subscribers
3 photos
1 link
محاولات لإكمال الأيام القادمة
Download Telegram
أنا القادمُ من الغابة:

فيلاً متعباً من فرط الإشارة لسيارات الأجرة..
أبواب المطاعم ضيقة وأشجار المدن ملوثة لا تصلح للمضغ
أسرة النوم أعمدة كونكريتية وهذا لا ينفع ظهره الذي أنهكه ثقّل الايام.
يزاحم خرطومه عوادم السيارات بحثاً عن فقاعة من الأوكسجين..
فيلاً تلقفتهُ الوحدة
كلاب السيرك تراقب ستائر عينيه..
الايام تمر عبر نافذة صمتهِ الطويل مثل أي مخلب عبر جلده..
ولكن لا جدوى!
استسلم اخيراً مسك عتبة باب السيرك..
إلا أن هنالك سؤالاً قاتلاً يطوف خلف وجهه السميك:
كيف لحزين مثلهِ لا يستطيع إسعاد ذاته أن يوهم جمهوراً كاملاً بانه مضحك وممتع؟

عمار خضير
ولاننا (تربينا سوه) على حد قولكِ..
أنا أعي واعرف جيداً ماذا يعني ان تكونين اماً عراقية
اماً تخوض الحرب مرتين
مرة برفقة اطفالها الجنود
ومرة مع سرادق العزاء لأطفال نساء أخريات
وانا اعرف ايضاً ماذا يعني ان تشهرين بوجه الحرب والرصاص ادعية صادقة..
تخاطبين الله وأولياؤه وجهاً لوجه كانهم اخوة وأشقاء لا يردون طلباً
ان تجتازين هذهِ المأساة بلطف غريب وبمضغ الايام السيئة بصورة هادئة
فاعتقد ان هذهِ عظمة لا نهاية لها
مبارك لكِ كل الايام وكل اللحظات
واتمنى لكِ عمراً مديداً مليئاً بالحب يا حبيبة كل ايامي

طفلكِ الدائم
عمار خضير
سأحبكِ في الليلة القادمة..
هذهِ الليلة سيكون لي حمام طويل
أغسل ما تيسر من ذاكرتي..
الأسماء العالقة التي تجعلي ايامي داكنة وبقع الجراح وبرك الدمع سامحوها بكل تأكيد
أحبكِ لاحقاً
بدون تأريخي
طفل نحيل بلا ذاكرة ولا سجلات
قرر أن يحبكِ لاحقاً
سميه ما تحبين
أرهقتهُ الأسماء والصفات
عاش في الوهمِ طويلاً
لكنهُ قرر ان يحبكِ لاحقاً

عمار خضير
أحبكِ لأنكِ لا تشبهيني
تجتازين غابة مليئة بالوحوش الكاسرة كما يجتاز الصمت الفراغ..
أنا الضوضاء مثل قذيفة تسير ببطىء فوق سوق شعبي

عمار خضير
كيف سأتجاوز هذهِ الليلة؟
ثيابكِ التي تطوق اعمدة الإضاءة مليئة بالأسلاك الشائكة والمواعيد المظلمة.
والطريق يعترضه خنجركِ الفضي
والسماء غيوم من الملح
وأنا هش لا شيء يفصل جلدي عن الجراح القادمة إلا أمنيات بالية..
أنا الآن لا أحبكِ بشدة
مثل أي طائر احترقت شجرة كان عليها
يحاول الهرب دون التفات أو ثأر أو ذاكرة..
فقط يحاول أجتياز هذهِ الليلة القاسية.

عمار خضير
ربما لن اكون مصيباً لو قلت لكِ الان إنك سيئة..
لكنني أعرف جيداً انكِ تشبهين الآلام القادمة
بشعة ومؤجلة ولا يمكن الفرار منها.

عمار خضير
كان يسير للخروج من مأزق بين أضلاعه
وهذا طريق طويل جداً.

عمار خضير
عانقيني مثل بحر يحيط سمكة.

عمار خضير
أحبكِ بجدية مفرطة مثل جدية غزال بالهرب من مائدة نمر.

عمار خضير
لا تطرق بابي..
لا يوجد خلفهُ إلا اجتماع لفراغ كثيف…
لا تطل الوقوف.
الإشارات الحمراء ابتلعت كل الالوان الأخرى
عليك الهرب.
الشوارع التي تنبت على يدي داخل كل مسامة منها عزاء طويل
لا يمكنك مصافحتي.
أنا ظلال على سطح بحيرة للتماسيح.

عمار خضير
لا أملك تصريحاً جديداً
أنا بانتظار الرد ايها العالم النتن
فقد استنفذت نهراً من الحبر
وكل اوارق الدنيا.

عمار خضير
Channel photo updated
أنا شخص مُر
لا تنمو الفاكهة على عنقي
كلماتي متصلبة
كل من أكلمهُ يصاب بكدمات غير ظاهرة
ثمة صبارة وحيدة وحزينة داخل أضلاعي تواسي هذا الضجيج والزحام بصمتٍ طويل
والسلام.

عمار خضير
يتألف المرء من أيامه.

عمار خضير
الطائر الذي تظنين مازال يغني داخل أضلاعي غادر منذ زمن بعيد.
الان:
ثمة طائر آخر صامت يغرس الوحشة بمنقاره الحاد بكل ذكرى جميلة.
طائر يحول الأسماء الندية إلى كتل من الأشواك، والأغنيات اللذيذات إلى جمل من العتاب الطويل.

عمار خضير
لستُ ممن يستعير ذكريات الآخرين ليكتب تأريخه.
أنا ايضاً غابة من الايام والدم.

عمار خضير
أيها الشارع المؤدي إلى ايامي القادمة:
أرجوك بلا نقاط تفتيش
ولا جدران موشومة بالتحذير
ولا اشارات مرور حمراء
ولا وجوه وهمية
أرجوك دعني اتخطى الساعات برشاقة
فقد قضيت عمراً طويلاً وانا مكبل برصيف الخيبة والخذلان.

عمار خضير
قد تكونين أجمل انثى في التأريخ
ولكن هذا لا يمنع ان تشبهين القنبلة اليدوية، بمظهرها الجميل وفعلها البشع.

عمار خضير
ثمة طفل بداخلي مازال يبحث عن باب في شارع الدنيا..
أخاف ان يصبح كهلاً قبل ان يزول هذا الليل الطويل.

عمار خضير
ان تحاولين السفر إلى قلبي:
تعالي دون ان تتسوقين الشك من الباعة المتجولين
تعالي محملة بالحب والعناق
فمن يسافر الشك معه كمن يحمل قنبلة إلى داخل الفرن

عمار خضير
الان وبعد ان فرغت من التوديع
اقفل باب الايام على ذاتي
أتجول بذاكرتي جيداً.

أنا الآن قاتل متسلسل جديد،
ينتقل بخفة بين ساعة وأخرى، موعد واخر, انتصار وخذلان
ينحر ضحاياه دون رحمة
دون ان يعلموا ما حصل لهم
سيكونون احياء ولكنه لا يراهم أبداً…

عمار خضير