عمار خضير
700 subscribers
4 photos
1 link
محاولات لإكمال الأيام القادمة
Download Telegram
الطائر الذي تظنين مازال يغني داخل أضلاعي غادر منذ زمن بعيد.
الان:
ثمة طائر آخر صامت يغرس الوحشة بمنقاره الحاد بكل ذكرى جميلة.
طائر يحول الأسماء الندية إلى كتل من الأشواك، والأغنيات اللذيذات إلى جمل من العتاب الطويل.

عمار خضير
لستُ ممن يستعير ذكريات الآخرين ليكتب تأريخه.
أنا ايضاً غابة من الايام والدم.

عمار خضير
أيها الشارع المؤدي إلى ايامي القادمة:
أرجوك بلا نقاط تفتيش
ولا جدران موشومة بالتحذير
ولا اشارات مرور حمراء
ولا وجوه وهمية
أرجوك دعني اتخطى الساعات برشاقة
فقد قضيت عمراً طويلاً وانا مكبل برصيف الخيبة والخذلان.

عمار خضير
قد تكونين أجمل انثى في التأريخ
ولكن هذا لا يمنع ان تشبهين القنبلة اليدوية، بمظهرها الجميل وفعلها البشع.

عمار خضير
ثمة طفل بداخلي مازال يبحث عن باب في شارع الدنيا..
أخاف ان يصبح كهلاً قبل ان يزول هذا الليل الطويل.

عمار خضير
ان تحاولين السفر إلى قلبي:
تعالي دون ان تتسوقين الشك من الباعة المتجولين
تعالي محملة بالحب والعناق
فمن يسافر الشك معه كمن يحمل قنبلة إلى داخل الفرن

عمار خضير
الان وبعد ان فرغت من التوديع
اقفل باب الايام على ذاتي
أتجول بذاكرتي جيداً.

أنا الآن قاتل متسلسل جديد،
ينتقل بخفة بين ساعة وأخرى، موعد واخر, انتصار وخذلان
ينحر ضحاياه دون رحمة
دون ان يعلموا ما حصل لهم
سيكونون احياء ولكنه لا يراهم أبداً…

عمار خضير
سأخذلك حتماً.
لم يبقَ في جيب أيامي إلا الخيبة.
لا تقترب، أنا خشن العشرة.
الدنيا حولت جلدي الطري إلى قميص من الصبار البري.
ولا أملك صوتاً، أنا أنتج الصمت الآن.
تخيل أن تفقد حبالك الصوتية بسبب الصراخ خلف آلاف المغادرين.

عمار خضير
بدأ ينبت لي رأس جديد،
لا احد يعرفه
لا احمل ملامحي السابقة
عين لا تتسع إلى الماضي
أنف لا يشم الكلمات السيئة
فم لا يكلم من لا يعرفه
رأس ورقبة طويلة سمراء
نخلة تتكلم كل موسم
بدلاً من نهر كان ينزف كل ثانية.

عمار خضير
قبل ثلاثة أيام تناولت الحلوى،
لكن هذه المرة بلا أصدقاء،
بلا قسمة مع طفل يتناول حلوى من نوع آخر كما كنا نفعل.
إنها تمضي يا رفيقي بسرعة غريبة.

عمار خضير
كلُّ اتجاهاتي جنوب، وهذا أمرٌ مفزع.
أن يكون الأسى علامةَ كل شيء،
أن تفرح الشوارع بالدموع،
والنوارس بالسواد،
والأطفال بالصمت.
كلُّ اتجاهاتي جنوب،
وهناك السلاح يحتل مقاعد الزهور.
ليست لي حبيبة لأهديها بندقية،
وكيف يكون لي، وأنا منذ صغري قد اختبأت خلف كل جدار ممكن.
من لعبة (الغميضة) حتى مطاردات رجال الأمن،
كلُّ اتجاهاتي جنوب.
أنام متوجهاً إلى الجنوب، أصلي وأُصلب وأركض وأسْكَر، وتسوقني الأميال إلى الجنوب.
مُتُّ في منفاي ودُفنت، وقالوا دُفنت إلى الجنوب.

عمار خضير
هذهِ التذاكر ايها الرفيق بلا وجهة
هذهِ المحطة بلا قطار
هذهِ المسافة الموشومة على كتفك باب للرحيل الأخير.
ومثل اول طائر في الدنيا اكتشف شروق الشمس وطارده..
ستبقى تطارد أشياء لا تعرفها ايها الحصان البري.
عمار خضير
ليلاً
أطفئ المصباح
واخلع جمجمتي،
أضعها على رف من السكون،
أمدد عظامي بصورة مرتبة،
أحذف من سجلات الأحلام كل الأشخاص الذين أحببتهم والمألوفين،
أترك ليد الشمس فتحة في شباكي،
وأترك الليل يبتلعني بصورة جيدة.
هذه ليلة تعرفها كل جدران غرفتي.

عمار خضير
نوبةُ حُبٍّ.
ثَمَّةَ رغبةٌ في الحُبِّ مُوَجَّهَةٌ إلى المَجْهُولِ،
مُبَاغِتَةٌ دونَ مُقَدِّمَاتٍ تُشْبِهُ دُخُولَ وَقْتِ النَّهَارِ إلى الأغطيةِ والأسِرَّةِ.
عرفتها مؤخَّرًا:
إنها بقايا حُبٍّ خَبَّأْتُهُ لِقَائِمَةٍ طَوِيلَةٍ من الأسماءِ السَّوْدَاءِ،
ومَنَعَتْنِي الخيبةُ من استخدامِه.

عمار خضير
وهذا انت الفتى الذي ينثر الزهر من قلبهِ أينما حل..
أذكرُ آخر مرة ندمتُ فيها،
كأنني ابتلعتُ جدارًا إسمنتيًا.
لا يمكنني تمريرُ أي ذرة هواء إلى رئتي.
أركض في الشارع بحثًا عن ممرٍّ للهواء.
لا أعرف كيف تعثّرتُ ببكائي حينها.
أنا الآن أحاول ألّا أندم.
ملتزمٌ بكل العلامات المرورية،
ومواعيد النوم والأدوية.
أنا الآن ظلٌّ عابرٌ لا يترك ذكرى على جبين الوقت.

عمار خضير
القلوب لمن يواسيها.


عمار خضير
إنها أغصان سامة تلتف حول القلب.
لم تكن شرايين تمده بالأيام.
إنها أسماء زائفة تبتلع الأيام تباعاً.
إنه قلبي يلوذ بالفرار الآن،
كأي غريب يلوذ بالفرار من مدينة لا تحبه.

عمار خضير
الآن، لا أملك رغبة إلا بالقفز سريعاً إلى الأيام القادمة،
والهروب من ثياب هذا الوقت السميك.
أقفز من الرفقة والحب إلى الفراغ.
ليتني كنغراً رشيقاً، بلا جيب ولا ذاكرة،
أقفز عبر الحقول، من فخاخ الحب، من فخاخ العناق، من فخاخ الكلمات اللينة.

عمار خضير
أنك لا تجيد النسيان
وهكذا بقيت تظن انك ذات الشجرة
بعدما احترقت الغابة
وانت الآن جذر بفم ماعز!

عمار خضير