قناة الشيخ عبدالحميد بن يحيى الزُّعكُري
13K subscribers
2.72K photos
2.69K videos
632 files
22.8K links
ينشر في القناة كل ما يخص الشيخ حفظه الله من فتاوى ومقالات ومحاضرات وخطب ونصائح ودروس وكتب.
للمزيد موقع الشيخ alzoukory.com
Download Telegram
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 3_ *صلة الرحم وقطيعة الرحم.*


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

في يومنا هذا ٤ / من شهر رمضان / لعام ١٤٤١ .

نذكر أمرين عظيمين جليلين متقابلين.
أحدهما: سبب للسعادة، والآخر: من أسباب الشقاوة.
ألا وهو *صلة الرحم* و *قطيعة الرحم*.
فصلة الرحم سبب لكل خير، وقطيعة الرحم من أسبابب الشر والضير.
والأدلة على ذلك كثيرة منها، ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه: *«إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾. [محمد:22- 23].»*

فمن وصله الله عز وجل وصله لكل خير، ومن قطعه الله عز وجل قطعه من كل خير، والله المستعان.
وفي "صحيح البخاري" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: *«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ, فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»*.
من أحب سعة الرزق فعليه أن يكون وصالا للرحم، ومن أحب طول الأجل على قول لأهل العلم في تفسيرها فعليه بصلة الرحم.
ويكون مذكورا بالجميل، ولهذا حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان من مبادئ دعوته الأمر بصلة الأرحام، كما في حديث أبي سفيان وقد تقدم مرارا، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في طريق فجاءه رجل فأخذ بزمامة ناقته، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - أَوْ يَا مُحَمَّدُ - أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ ، وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: *«لَقَدْ وُفِّقَ، أَوْ لَقَدْ هُدِيَ»*، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ»* الحديث في الصحيحين عن أبي أيوب رضي الله عنه.
وشاهدنا منه أن الله أمر بالتوحيد والصلاة والزكاة ثم أمر بصلة الرحم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصالا للرحم قبل بعثته، ولهذا حين دخل على خديجة رضي الله عنها ترتجف بوادره قالت خديجة: *«كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ»*.
تصل الرحم، فشأنها عظيم اشتق الله اسمها من اسمه كما في حديث عائشة وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، مَن يَصِلُها يَصِلُه، و من يَقْطَعُهَا يقْطعْه، لها لَسِانٌ طلقٌ ذَلْقٌ يومَ القيامةِ»*. [صحيح الأدب المفرد: ٣٩، حديث عبدالله بن عمرو].
الرحم شجن من الرحمن قال الله *« مَن يَصِلُها يَصِلُه ومن يَقْطَعُهَا يقْطعْه»*، وفي حديث خارج الصحيح بين أن معنى شجن من الرحمن اشتقت لها من اسمي، نعم عباد الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: *«لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ»* أي: رحم كما في "الصحيحين" من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه.
*«لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ»* رحم كثير مما ينوب الناس ويحصل لهم في هذه الدنيا بسبب ما يقع منهم من البغي وقطيعة الأرحام، ولذلك جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه: *«ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البغيِ وقطيعةِ الرحمِ»* أخرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد.

قطعت الأرحام ووقعت بينها العداواة والمباغضات والقتال وسفك الدماء وغير ذلك.
ويجب أن يكون الإنسان واصلا لرحمه وإن فرط في حقه، في "صحيح البخاري" عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: *«ليس الواصلُ بالمكافِئ ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها»*، وصلني ابن عم وصلته، وصلني خال وصلته، وصلني أخي وصلته، *«ليس الواصلُ بالمكافِئ»* هذا يجازي على ما حصل له من الخير، *«ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها»*، من أجل الله، ولله سبحانه وتعالى، وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة: أَنَّ رجلًا قَالَ: يَا رَسُول اللَّه، إِنَّ لِي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُوني، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِم وَيُسِيئُونَ إِليَّ،
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 4_ *التوحيد والشرك.*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

في هذا اليوم ٥ / من رمضان / لعام ١٤٤١ .

نذكر أمرين على أحدهما مدار سعادة العبد في الدنيا والآخرة.
وعلى الآخر مدار شقاوة العبد في الدنيا والآخرة.
ألا وهما التوحيد والشرك.
التوحيد الذي من أجله خلق الله الخليقه، قال الله عز وجل: *﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)﴾*. التوحيد الذي من أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، قال الله عز وجل: *﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ﴾*
وقال الله عز وجل: *﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)﴾*. التوحيد الذي من أجله شرع الله عز وجل الجهاد، قال الله عز وجل: *﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)﴾*. التوحيد الذي هو رأس الفضائل، قال النبي ﷺ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم *«الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شُعْبة، فأفضلُها قولُ: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبة من الإيمان»*. التوحيد الذي من مات وهو يعله دخل الجنة، قال الله عز وجل *﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ﴾* وعنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : *«مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله دَخَلَ الْجَنَّةَ»*. أخرجه مسلم. التوحيد الذي هو أعظم ما يؤدي إلى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في العبد، بل لا شفاعة لغير موحد، قال الله عز وجل: *﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨)﴾*. وفي حديث: أبي هريرة رضي الله عنه عند "البخاري" قَالَ: يا رَسولَ اللهِ مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: *«لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُرَيْرَةَ أنْ لا يَسْأَلُنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ»*.
التوحيد الذي لا يدخل الجنة إلا أهله، في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي: *«وَالذِّي نَفْسِي بِيَدِه لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ»*. مبدأ الدعوة إلى التوحيد، كان رسول الله ﷺ يسير في الأسواق ذي المجاز يعرض نفسه على قبائل العرب يقول: *«يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»*. قَالَ رسُولُ الله ﷺ: *«أُمِرتُ أَنْ أُقاتِل النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا لاَ إِلهَ إِلاَّ الله فَمَنْ قَالهَا، فقَدْ عَصَمَ مِني مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّه، وَحِسَابُهُ عَلى الله»* متفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنه.
وقال النبي ﷺ: *«مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَفَرَ بما يُعْبَدُ مَن دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ علَى اللهِ»*.
التوحيد حسنته لا تحبط إلا بالشرك، وإلا فهو أعظم حسنة، كما في حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَخْلِصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ قَالَ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَوْ حَسَنَةٌ ؟فَيُبْهَتُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَاحِدَةً، لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: أَحْضِرُوهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ، قَال: فَطَاشَتِ