قناة عبد الله بن سليمان التميمي
9.74K subscribers
156 photos
45 videos
273 files
900 links
قناة شخصية لنشر الفوائد والمقالات والردود

مع محاولة لاختصار المقالات المنشورة في المدونة

مدونتي : https://altameme1.blogspot.com/?m=1
Download Telegram
{ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا }

قال مجاهد والحسن البصري : هم الكفار

وقال مجاهد وابن إسحاق : والمنافقون

وقال الشعبي : هم يهود

وقال الطبري : وَلَا يَحْزُنْكَ يَا مُحَمَّدُ كُفْرَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ بِمُسَارَعَتِهِمْ فِي الْكُفْرِ شَيْئًا

[ تفسير الطبري الآية - تفسير ابن أبي حاتم 4542 ]

#ولا_تعارض بين هذه التفاسير الآية عامة
تشمل من يشمله اسم الكفر والنفاق
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ }

قال الحسن البصري : لا يطلع على الغيب إلا رسول

وقال مجاهد : يجتبي : يمتحن , وقال : يختصهم لنفسه

وقال أبو مالك : يجتبي يستخلص

وقال ابن إسحاق : يجتبي من رسله : يعلمه

[ تفسير ابن أبي حاتم 4567 وما بعده ]

#ولا_تعارض بين هذه التفاسير
فالله عزوجل يبتلي ويعلم ويختص ويستخلص من عباده من يشاء
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }

روي أن فضل الله هنا : الإيمان
والإسلام والقرآن واتباع الرسل
والهداية والعلم

وكلها متداخلة مترابطة #ولا_تعارض بينها


يقوا ابن القيم :

فأمر الله سبحانه عباده المؤمنين المهتدين أن يفرحوا , بفضله وبرحمته ( يعني بالإيمان والهداية )

وقد دارت عبارات السلف على أن الفضل والرحمة هو :

العلم , والإيمان , والقرآن , واتباع الرسول

قال : وهذا من أعظم الرحمة التي يرحم الله بها من يشاء من عباده

فإن : الأمن , والعافية , والسرور , ولذة القلب ونعيمه وبهجته وطمأنينته , مع الإيمان والهدى إلى طريق الفلاح والسعادة

والخوف , والهم , والغم , والبلاء , والألم , والقلق , مع الضلال , والحيرة...

[ إغاثة اللهفان 2 / 912 ]
#من_قصص_القرآن [ ٥ ]

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ }


قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما :


كَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ خَرَجُوا فِرَارًا مِنَ الطَّاعُونِ ،


قَالُوا : نَأْتِي أَرْضًا لَيْسَ فِيهَا مَوْتٌ . 


حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا،


قَالَ لَهُمُ الله : مُوتُوا فَمَرَّ عَلَيْهِمْ نَبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ،


فَدَعَا رَبَّهُ أَنْ يُحْيِيَهُمْ ، فَأَحْيَاهُمْ , فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ :


{ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ

لَا يَشْكُرُونَ }


[ الطبري في تفسيره٤/٤١٤ ]


وعَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ قالوا فَرُّوا مِنَ الطَّاعُونِ ، {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} لِيُكَمِّلُوا بَقِيَّةَ آجَالِهِمْ.

[ تفسير عبد الرزاق ]


وعَنْ قَتَادَة:
مَقَتَهُمُ اللهُ عَلَى فِرَارِهِمْ مِنَ الْمَوْتِ
فَأَمَاتَهُمُ اللهُ عُقُوبَةً
ثُمَّ بَعَثَهُمْ إِلَى بَقِيَّةِ آجَالِهِمْ لِيَسْتَوْفُوهَا
وَلَوْ كَانَتْ آجَالُ القَوْمِ جَاءَتْ مَا بُعِثُوا بَعْدَ مَوْتِهِمْ.

[ تفسير الطبري ]


وعن قتادة قال :
أَجْلاَهُمُ الطَّاعُونُ، فَخَرَجَ مِنْهُمُ الثُّلُثُ، وَبَقِيَ الثُّلُثَان
ثُمَّ أَصَابَهُمْ أَيْضًا فَخَرَجَ الثُّلُثَان
وَبَقِيَ الثُّلُثُ
ثُمَّ أَصَابَهُمْ أَيْضًا فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ
فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ عُقُوبَةً.

[ تفسير ابن أبي حاتم ]
{ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا }


في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :

عرفتم منهم رشداً

وعن سعيد بن جبير ومجاهد وأبي مالك نحوه

وفيها عنه قال :
إن عرفتم رشداً في حالهم والإصلاح في أموالهم

وعن الحسن البصري نحوه


وروي عن ابن عباس من وجه آخر قال : إذا أدرك اليتيم بحلم وعقل ووقار , دفع إليه ماله


وقال مجاهد : رشداً : عقلاً


وقال قتادة : صلاحاً في عقله ودينه


وقال الحسن : رشداً في الدين  , وصلاحا وحفظا للمال


وقال الطبري : الرُّشْدِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْعَقْلُ وَإِصْلَاحُ الْمَالِ؛ لِإِجْمَاعِ الْجَمِيعِ


[ تفسير ابن أبي حاتم 3 / 866 - تفسير الطبري ]


وقيل غير هذه الأقوال مما لا يخالفها
كقول بعضهم : إذا أقام الصلاة ونحو ذلك
#ولا_تعارض بين هذه الأقوال
فهذه علامات وآمارات للعقل والرشد ينظر فيها كلها
{ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } - يعني من مال اليتيم -

فيها أوجه :

[ يأكل بغير إسراف ]

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد فيه مقال أنه قال : بالمعروف غير مسرف

وروي عن ابن عباس بإسناد فيه ضعف قال : يأكل بثلاث أصابع ( يعني من طعام اليتيم )

وقال الحسن : هو يقوم بما يصلحهم فليأكل من حواشي أموالهم وأطرافه بالمعروف

[ يأكل بقدر قيامه عليه ]

قالت عائشة وأبو العالية : يأكل بقدر قيامه عليه

[  يأكل من مال نفسه بالمعروف ]

قال ابن عباس : ياكل من ماله  , يقوت على نفسه حتى لا يحتاج لمال اليتيم
وعن مجاهد في رواية وميمون بن مهران والحكم نحو ذلك
( يعني يصرف من جيبه على نفسه ومصلحة اليتيم ولا يأخذ من مال اليتيم شيئاً إن قدر )

[ يأكل من مال اليتيم قرضاً ]

في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : القرض ( يعني يستقرض من مال اليتيم ثم يرجعه )
وروي هذا عن عبيدة السلماني وأبي العالية وأبي وائل وسعيد بن جبير في رواية ومجاهد في رواية والضحاك والسدي وغيرهم مثل ذلك ومعناه

وقال الشعبي : لا يأكل منه إلا أن يضطر إليه كما يضطر إلى الميتة , وإن أكل منه قضاه

[ يأكل من مال اليتيم قرضاً ولا قضاء عليه ]

قال سعيد بن جبير : قرضاً , وإذا حضرته الوفاة ولم يجد ما يؤدي فليستحله من اليتيم وإن كان صغيراً فليستحله من وليه
وقال السدي : يأكله قرضاً فإن أيسر قضاه , وإلا كان في حل الله
وعن مجاهد وأبي وائل نحوه

[ يأكل سد جوعه وستر عورته ]

قال إبراهيم النخعي : ليس المعروف بلبس الكتان ( يعني القطن الغالي الثمن ) ولكن المعروف ما سد الجوع ووارى العورة

[  أن يأخذ مطلقاً ولا قضاء عليه ]

قاله إبراهيم النخعي والحسن وعطاء وعكرمة والعوفي


#ولا_تعارض إن شاء الله بين هذه الأقوال
وجامعها أنه يأخذ تملكا أو قرضا بقدر حاجته على أن لا يضر بمالهم ولا ياخذ في سرف أو مخيلة أو بلا حاجة
عن ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟
قَالَ: "قُولِى: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى".
رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وروى ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت: إني لو عرفت أي ليلة ليلة القدر، ما سألت الله فيها إلا العافية.

وروى ايضا عن عائشة رضي الله عنها قالت: لو علمت أي ليلة ليلة القدر، كان أكثر دعائي فيها أسأل الله العفو والعافية.
{ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا }

ورد عن المفسرين
نفع الدنيا
و
ونفع الآخرة

#ولا_تعارض بينها فلا تدري أيهم أقرب في أمر الدنيا وأمر الآخرة

وقال ابن زيد في الدين والدنيا

واختاره الطبري

[ تفسير ابن أبي حاتم  4910 ]
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }

قال ابن بطة رحمه الله تعالى :

هذه الآية جمعت القول والعمل والنية

فإن عبادة الله لا تكون إلا من بعد الإقرار به

وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة لا يكون إلا بالعمل

والإخلاص لا يكون إلا بعزم القلب ونيته

[ الإبانة الكبرى ٢ / ٢٣٦ ]
{ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ }


الفاحشة المبينة :

قال ابن عباس في رواية في إسنادها ضعف : الزنا .


وعن ابن مسعود وابن المسيب والحسن والشعبي وسعيد بن جبير ومجاهد وابن سيرين وأبي قلابة وعطاء الخراساني , وأبي صالح والسدي وزيد بن أسلم وسعيد بن أبي هلال مثله
ورواية عن عكرمة والضحاك


وقال ابن عمر : خُرُوجُهَا مِنْ بَيْتِها فَاحِشَةٌ.



وقال ابن عباس في رواية : أن تفحش المرأة على أهل الرجل وتؤذيهم
وروي عن أبي بن كعب ورواية عن عكرمة نحوه


وقال ابن عباس في رواية ثالثة : النشوز وسوء الخلق , كان يقول : إذا نشزت وساء خلقها , أخرجها من بيته
وروي عن ابن عمر , ورواية عن الضحاك , وقتادة ومقاتل وغيرهم معناه


[ تفسير ابن أبي حاتم 3 / 904 ] [ ابن أبي شيبة في المصنف١٩٥٤٩ ]

#ولا_تعارض بين هذه الأقوال فرأس الفاحشة الزنا
وما ورد غيره فهذا من أنواع الفواحش أخف درجة

والمسألة الفقهية وهي سقوط النفقة عن من أتت بفاحشة مبينة وخرجت من بيتها عليه عامة أهل العلم
وتبحث في مظانها من كتب الفقه ...
{ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا  }

روي عن أبي الدرداء وأبي هريرة ومعاذ ( رضي الله عنهم ) بأسانيد فيها ضعف : القنطار ألف ومائتا أوقية

وقال سعيد بن المسيب : القنطار ثمانون ألفاً

وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ملء مسك ثور ذهباً ( مسك يعني جلد )

وروي عن ابن عمر بإسناد ضعيف : سبعون ألفاً
وعن مجاهد وطاوس مثله

وقال الحسن البصري : القنطار : ألف ومائتا دينار ( يعني من ذهب ) وعنه رواية : إثنا عشر ألفاً

وقال أبو صالح القنطار مائة رطل , وعن الشعبي وقتادة والسدي نحوه وروي عن عمر بسند ضعيف

وقال الضحاك : من العرب من يقول : القنطار ألف دينار , ومنهم من يقول إثنا عشر ألفاً

[ تفسير ابن أبي حاتم 3 / 908 وما بعدها ]

#ولا_تعارض هنا فالرقم غير مراد لذاته والمعنى عموماً : لو كان المهر المدفوع عالياً جداً لا يجوز أخذه بعد الزواج بأي حال
إلا في أبواب الخلع وهذه باب آخر يراجع في مظانه من كتب الفقه
تحقيقات ومؤلفات الشيخ عادل آل حمدان
نسخ مخفضة ومخصصة لأهل سوريا

https://t.me/adelAlhamdan1/863?single
قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: 

وأما ما يهيج من الحياء عند ذكر دوام النعم،
وكثرة الإحسان،
وتضييع الشكر،

وذلك موجود في الفطر أن من دام إحسانه إليك،
وكثرت أياديه عندك،
وقلت مكافأتك له
غضضت طرفك إذا رأيته حياء منه،

فكيف بمن خلقك ولم تك شيئا،
ولم يزل محسنا إليك منذ خلقك،
يتبغض إليه العبد،
ويتهتك فيما بينه وبينه،
وهو يستر عليه حتى كأنه لا ذنب له لم يتهاون بنظره،

وإن تغير العبد أو لم يتغير فنعم الله تعالى عليه دائمة،
وإحسانه إليه متواصل،
وذلك كله مع تضييع الشكر،

بل ما رضى بالتقصير عن الشكر،
حتى نال معاصي ربه بنعمه،
واستعان على مخالفته بأياديه،

فإذا ذكر المستحي دوام النعم،
وتضييع الشكر،
وكثرة الإساءة،
مع فقره إلى الله تعالى،
وإحسان  الله تعالى إليه هاج منه الحياء،
والحصر من ربه عز وجل حتى كاد أن يذوب حياء منه،

فإذا هاج ذلك منه استعظم كل نعمة وإن صغرت،
إذ عرف تضييعه للشكر فيستكثر ويستعظم أقل النعم له،

إذ علم أنه أهل أن يزال عنه النعم
فكيف بأن يدام عليه،
ويزداد فيها لأن من أسأت إليه فعلمت أنك قد استأهلت منه الغضب،

فألطفك لكلمة استكثرتها،
لعلمك بما قد استوجبت منه من الغضب والعقوبة،

فإن سأل الله تعالى دوام النعم والزيادة فيها،
سأله بحياء وانكسار قلب،

لولا معرفته بجوده وكرمه وتفضله ما سأله،
فيكاد أن ينقطع عن الدعاء حياء من الله تعالى،

ثم يذكر تفضله وجوده وكرمه،
فيدعوه بقلب منكسر من الحياء،
خوفا أن لا يجاب،

ويبعثه ذلك على الشكر لما لزم قلبه الحياء من تضييع الشكر،
فإذا لزمت هذه الذكور قلبه، و

أهجن الحياء منه فاستعملهن كما وصفت لك،
فقد استحيى من الله تعالى بحقيقة الحياء،

وإن كان لا غاية لحقيقة الحياء،
إذ المستحيى منه لا غاية لعظمته عند المستحيي منه ألا ترى إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 

«استحيوا من الله حق الحياء» 

قالوا: إنا لنستحي والحمد لله، 

فقال: «ليس ذاك» 

فدل أن للحياء حقيقة فوق ما أوتوا من الحياء، 
فقال: ليس ذاك حق الحياء، ولكنه حياء دون الحقيقة، 

ثم قال: «ولكن الحياء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر والبلى» 
فأخبر أن الحياء حق الحياء أن يستحي العبد من الله تعالى أن يراه ناسيا للمقابر والبلى،
فإذا استحيى من ذلك دام منه الذكر للمقابر والبلى لا ينسى ذلك حياء من ربه تعالى، 

وقال: «وليحفظ الرأس وما وعى» 
يعني ما احتوى عليه الرأس من سمع وبصر ولسان 

«وليحفظ البطن وما حوى» ، 
وقال بعضهم: «الجوف وما وعى» 
وذلك يجمع كل ما أضمر عليه العبد، وكل ما دخل جوفه،

فقد اجتمع في الحياء من الله تعالى الخير كله من الفرض والتطوع جميعا،

وذلك كله من الإيمان. 

[ كتاب تعظيم قدر الصلاة ]
Forwarded from قناة أبي حمزة
من الظواهر المؤسفة التي باتت شائعة في الحرم المكي انشغال كثيرٍ من الزوار بتوثيق لحظاتهم عبر الهواتف، حتى طغى التصوير على روح العبادة وأضعف معاني الخشوع والإخلاص.

فتجد بعض الطائفين يقطعون طوافهم لالتقاط الصور للحجر الأسود أو مقام إبراهيم أو باب الكعبة، بينما ينشغل آخرون بتصوير مشاهد الزحام، وكأنهم في معلم سياحي لا في بيت الله الحرام. بل انتشر مؤخرا نقل المعتمر مناسك العمرة عبر البث المباشر لأهله وأقاربه وأصحابه أثناء طوافه وسعيه! متشاغلا بذلك عن ما شرعت العمرة لأجله.

بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى ممارسات غريبة؛ فمنهم من يطلب من رفيقه أن يصوره وهو يدعو، فيرفع يديه متظاهراً بالتضرع، لا ابتغاء وجه الله، بل ليُخلّد صورته أمام الكعبة! وآخر يمسك المصحف في هيئة خشوع مصطنع، فقط ليؤخذ له صورة وهو يقرأ القرآن! بل ومن النساء من تكشف وجهها خصيصًا ليصورها زوجها! أو حتى تطلب هي أو زوجها من غيرهما من الرجال أن يلتقطوا لهما صورة.

إن هذا السلوك يعكس ضعف استشعار قدسية المكان، فالمسجد الحرام لم يكن يومًا موضعًا للاستعراض والتصوير، بل هو محضنٌ للعبادة والخضوع والخشوع لله وحده. فأين الإخلاص الذي ينبغي أن يكون ركنًا أصيلًا في كل طاعة؟ وأين التذلل والانكسار بين يدي الله في بيته العتيق؟

لقد تحوّل الحرم عند بعض الناس من موطنٍ للتعبد والتقرب إلى الله إلى ساحة لالتقاط الصور ونشرها، وكأنها غاية في ذاتها، فهل من متّعظ؟ وهل من ناصحٍ يُذكّر بأن الإخلاص هو جوهر العبادة؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

بل قد رأيت منذ أيام مقطعا لأحد الأئمة في أحد بلاد الإسلام يصلي التارويح بالناس وقد وضع جواله أمامه ونقل صلاته عبر بث مباشر في أحد تطبيقات البثوث وظل يختلس النظر ليرى تفاعل الناس معه.

فالله المستعان على ما آلت إليه الأمور فنسأله العصمة من مثل هذا بمنه ورحمته.
Forwarded from قناة أبي حمزة
❖لا تُجزِئُ القِيمَة في زكاةِ الفِطرِ❖

❒- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
«أنّ رسولَ الله ﷺ فَرَضَ زكاة الفِطرِ مِن رمضان على كل نفسٍ مِن المُسلمين؛ حُرٍّ أو عَبد، أو رجُل أو امرأة، صغير أو كبير: صاعا مِن تَمر، أو صاعا مِن شعير» ①

❒- قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
«كنّا نُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله ﷺ زكاة الفطر عن كل صغير وكبير، حُرِّ أو مملوك: صاعا مِن طعام، أو صاعا مِن شعير، أو صاعا مِن تمر، أو صاعا مِن زبيب» ②

❒- قال الإمام المطلبي الشافعي رحمه الله:
«أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ فَرَضَ زكاة الفِطرِ مِن رمضان ... أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ فَرَضَ زكاة الفِطرِ ... أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، أنه سَمِعَ أبا سعيد الخدري يقول: كنّا نُخرِجُ زكاة الفِطرِ ... قال الشافعي: وبهذا كلّه نأخُذ، وفي حديث نافع دلالة على أن رسول الله ﷺ لم يفرضها إلا على المسلمين، وذلك موافقة لكتاب الله عز وجل، فإنه جَعَلَ الزكاةَ للمسلمين طهورا؛ والطهور لا يكون إلا للمسلمين» ③

قلت: والقيمة لا تجزئ في الكفارة، مثل كفارة الظّهار، قال الله ﷻ: ﴿فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ وكفارة اليمين، قال الله: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾ وغير ذلك.

❒- قال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله:
«توضعُ السُّنَنُ على مواضعها! قال الله: ﴿فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ ولم يأمرنا بالقيمة ولا الشيء، نُعطي ما أُمِرنا به، وحديث ابن عمر: (فرضَ رسول الله ﷺ صَدَقَة الفِطرِ ...) فيُعطى ما فَرَضَ رسولُ الله ﷺ - وقال: لم يلتفت أبو سعيد ولا ابن عمر إلى قيمة مقومة»④
وقال رحمه الله أيضا: «لا يُعطى قِيمَتُه - قيل له: يقولون عمر بن عبد العزيز كان يأخذُ القيمة، قال: يدعونَ قولَ رسول الله ﷺ ويقولون قال فلان؟! قال ابن عمر رضي الله عنه: (فَرَضَ رسول الله ﷺ ...) وقال الله: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ وقال قوم يردون السُّنَن: قال فلان وقال فلان!» ⑤

ونص على أن إعطاءَ القيمة خلاف السُّنّة ⑥

❒- قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
«لا يُجزئ أن يجعلَ الرَّجُلُ مكان زكاة الفِطرِ عرضا مِن العروض، وليس كذلك أمَرَ النبي عليه الصلاة والسلام» ⑦

قلت: وكذا فإن الأصناف المذكورة وغيرها مِن الأقوات متباينة فيما بينها بالقيمة، فبعضها أعلى قيمة مِن بعض، والكيل متفق، وفي ذلك دلالة على أن القيمة لا تجزئ ⑧

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. الصحيحين، واللفظ لمسلم: (٩٨٤).
⑵. الصحيحين، واللفظ لمسلم: (٩٨٥).
⑶. كتاب الأم للشافعي: (جـ٢ صـ٦٧).
⑷. مسائل صالح بن أحمد: (١٢٣٦).
⑸. كتاب المُغني: (جـ٢ صـ٣٥٢).
⑹. مسائل أبي داود: (جـ١ صـ١٢٣).
⑺. المدونة الكبرى: (جـ٢ صـ٣٨٥).
⑻. النوادر والزيادات: (جـ٢ صـ٣٠١).
تقبل الله منا ومنكم
وغفر الله لنا ولكم تقصيرنا
وكتبنا واياكم من أهل رحمته بمنه وكرمه وجميل عفوه

كل عام وأنتم بخير وإلى الله أقرب وبطاعة الله أسعد
وصل الى مكتبات السعودية والحمد لله
لا يشترط من صدق المحبة .. اللقاء !



* قيل للإمام أحمد : مات بشر الحافي ..
فقال : رحمه الله .. كان فيه أُنس .. وما رأيته قط ..!



* وقال جعفر بن برقان : قلت لميمون بن مهران ( الإمام التابعي ) : إن فلاناً يستبطيء في زيارتك ؟
فقال : إذا ثبتت المودة فلا بأس وإن طال المكث ..

[ حلية الأولياء ترجمته ]



* عن سفيان الثوري قال :
أن يونس بن عبيد ( التابعي الإمام ) أصيب بمصيبة
فقيل له إن ابن عون لم يأتك ؟ ( ابن عون هو عبد الله بن عون إمام صديق ليونس )
فقال يونس : إنا إذا وثقنا بمودة أخينا , لم يضرنا ألّا يأتينا....

[ الخطابي في العزلة ص 45 والبيهقي في الشعب بإسناد يحتمل مثله ]



* قال الحافظ عبد الله بن المبارك :
أصيب ابن عون بابنه، وأبطأ عنه بعض إخوانه، قال: ثم جاء يعتذر .
فقال له ابن عون: إذا عرفت أخاك بالمودة فلا تعاتبه.

[ شعب الإيمان 7994 ]



قال الحافظ وكيع بن الجراح :
اعتل سفيان الثوري فتأخرت عن عيادته، ثم عدته فاعتذرت إليه
فقال: يا أخي لا تعتذر، فقل من اعتذر إلا كذب .
واعلم أن الصديق لا يحاسب على شيء، والعدو لا يحسب له شيء.

[ شعب الإيمان 7995 ]



* اعتذر رجل لبعض الحكماء فقال له :
قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا ... وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك.

[ تاريخ بغداد / ترجمة جعفر بن يحيى البرمكي ]



* قيل : وكل مودةٍ لا تزداد إلا بالالتقاء ... مدخولة ! [ روضة العقلاء ص162 ]



* وقيل للحافظ أبو مسهر الدمشقي إن فلاناً يسلم عليك فأنشد يقول :
فلا بُعدي يغير حال ودي
عن العهد القديم ولا اقترابي
وذكر أبياتا [ المخلصيات ]



و عن الأوزاعي قال :

كَتَبَ إِلَيَّ قَتَادَةُ : لأَنْ كَانَتِ الدَّارُ نَائِيَةً ..... فَإِنَّ أُلْفَةَ الإِسْلامِ لَجَامِعَةٌ ..

[ أحاديث أبي الحسين الكلابي - مخطوط مفرغ في الشاملة ]