Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
ليس غريباً رؤية انحياز القوى الغربية إلى المحتلين القتَلة، ولا كونهم ينظرون بعين عوراء إلى مآسينا وجراحنا؛ فلا يبصرون كل هذا الدمار الشديد والقتل للأطفال والإبادة الجماعية التي تحصل في غزة، على الرغم من كونها موثقة في كل وسائل الإعلام.
هذا كله ليس غريبا على من يعرف سبيل المجرمين من القرآن ثم التاريخ والواقع.
وإنما قد يكون ذلك غريباً على من كان يراهم الأنموذج البشري الكامل، وكانت غاية أمنياته أن يدرس في بلادهم، أو يتغذى على ثقافتهم ويعيد استنساخ حضارتهم.
القضية اليوم قضية عميقة الجذور، يجب أن تستثير فينا الحمية الإيمانية، وتعيد تشكيل وعي الغافلين منّا، والأهم من ذلك أن يكون لها أثر في الرجوع الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى، وترك سبل الضياع والغفلة والتيه والتفاهات وإهدار الأعمار والأوقات، ومن ثم القيام بالمسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين بكل ما يمكن.
ومن لم توقظه كل هذه الآلام والمآسي وتكالب الأعداء فقد لا يستيقظ بعد ذلك إلا في قبره: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
#كلنا_مع_غزة
#غزه_تحت_القصف
هذا كله ليس غريبا على من يعرف سبيل المجرمين من القرآن ثم التاريخ والواقع.
وإنما قد يكون ذلك غريباً على من كان يراهم الأنموذج البشري الكامل، وكانت غاية أمنياته أن يدرس في بلادهم، أو يتغذى على ثقافتهم ويعيد استنساخ حضارتهم.
القضية اليوم قضية عميقة الجذور، يجب أن تستثير فينا الحمية الإيمانية، وتعيد تشكيل وعي الغافلين منّا، والأهم من ذلك أن يكون لها أثر في الرجوع الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى، وترك سبل الضياع والغفلة والتيه والتفاهات وإهدار الأعمار والأوقات، ومن ثم القيام بالمسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين بكل ما يمكن.
ومن لم توقظه كل هذه الآلام والمآسي وتكالب الأعداء فقد لا يستيقظ بعد ذلك إلا في قبره: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
#كلنا_مع_غزة
#غزه_تحت_القصف
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
هؤلاء المحتلّون جبناء، قد بيّن الله لنا جبنهم فقال: (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) وقال عنهم: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة).
ولأجل ذلك؛ وبدلاً من أن يواجهوا من نكّل بهم وأذلّهم ودنّس كرامتهم كما يواجه الأبطال الأبطال، صبّوا نيرانهم على رؤوس المدنيين من وراء مسافات وأدوات، فقتلوا الأطفال ودمروا المساكن وقطعوا المياه والكهرباء؛ فازدادت أسباب غضب الربّ عليهم وأسباب عقابهم، وازداد المسلمون عليهم حنقاً وغضباً وسقطت أقنعتهم أمام المخدوعين بهم.
وستبقى صفة الجُبن فيهم إلى ذلك اليوم الموعود الذي سيختبؤون فيه وراء الشجر والحجر، كما أخبر بذلك نبينا محمد ﷺ في الحديث الصحيح والوعد الصادق.
#كلنا_مع_غزة
ولأجل ذلك؛ وبدلاً من أن يواجهوا من نكّل بهم وأذلّهم ودنّس كرامتهم كما يواجه الأبطال الأبطال، صبّوا نيرانهم على رؤوس المدنيين من وراء مسافات وأدوات، فقتلوا الأطفال ودمروا المساكن وقطعوا المياه والكهرباء؛ فازدادت أسباب غضب الربّ عليهم وأسباب عقابهم، وازداد المسلمون عليهم حنقاً وغضباً وسقطت أقنعتهم أمام المخدوعين بهم.
وستبقى صفة الجُبن فيهم إلى ذلك اليوم الموعود الذي سيختبؤون فيه وراء الشجر والحجر، كما أخبر بذلك نبينا محمد ﷺ في الحديث الصحيح والوعد الصادق.
#كلنا_مع_غزة
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
القصف الليلة على غزة شديد جداً جداً،
اللهم إنا نستودعك أهلنا في غزة،
ونسألك أن تجعلها عليهم برداً وسلاماً،
حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
اللهم إنا نستودعك أهلنا في غزة،
ونسألك أن تجعلها عليهم برداً وسلاماً،
حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
إن كنتم مؤمنين"
تدبر في هذه الآيات في المقطع، ففيها الدواء والشفاء والله.
أم حسبتم..؟
أم حسبتم..؟
أم حسبتم..؟
#كلنا_مع_غزة
إن كنتم مؤمنين"
تدبر في هذه الآيات في المقطع، ففيها الدواء والشفاء والله.
أم حسبتم..؟
أم حسبتم..؟
أم حسبتم..؟
#كلنا_مع_غزة
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
ارتكبت قوات الاحتلال اليوم #مجزرة_جباليا وهي من أبشع المجازر من بداية الحرب.
اللهم عليك بالمحتلّين المجرمين الظالمين،
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك،
اللهم انصر إخواننا وثبتهم واحفظهم، اللهم تقبل شهداءهم، واشف جرحاهم.
ونسألك اللهم بعزتك أن تخذل من خذل عبادك المسلمين في غزة، وأن تعاجلهم بقارعة في الدنيا قبل الآخرة.
حسبنا الله ونعم الوكيل،
لا إله إلا الله العظيم الحليم،
لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم،
الله مولانا نعم المولى ونعم النصير.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
#StopGenocideInGaza
#WarCriminalIsrael
اللهم عليك بالمحتلّين المجرمين الظالمين،
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك،
اللهم انصر إخواننا وثبتهم واحفظهم، اللهم تقبل شهداءهم، واشف جرحاهم.
ونسألك اللهم بعزتك أن تخذل من خذل عبادك المسلمين في غزة، وأن تعاجلهم بقارعة في الدنيا قبل الآخرة.
حسبنا الله ونعم الوكيل،
لا إله إلا الله العظيم الحليم،
لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم،
الله مولانا نعم المولى ونعم النصير.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
#StopGenocideInGaza
#WarCriminalIsrael
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
حين تبذل كل ما تستطيع لنصرة إخوانك في هذه المعركة الشريفة، وتشفع ذلك بالدعاء الصادق من خالص قلبك لهم،
ثم في نفس الوقت يخذلهم القادرون على تغيير المعادلة ميدانياً من القريب والبعيد،
ولا يبقى لإخواننا إلا التوكل على الله وحده؛
فثق أنّ الله بعزته معهم، وأن هذه هي النتائج:
١) نصْرُ الله لهم [والنصر لا يعني بالضرورة الغلبة بل قد يعني النجاة ورد كيد الأعداء، كما في قوله سبحانه {جاءهم نصرُنا فنُجّي من نشاء} وقد يعني التثبيت وإعلاء الكلمة أمام الأعداء على الرغم من كثرتهم]
٢) معاقبة الله لمن خذلهم من القادرين، طال الزمن أم قصر، بالفتن وأنواع المصائب؛ لعموم حديث: {إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه}
٣) إهلاك المجرمين المعتدين، إذْ إنّ لهم عند الله أجلاً لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون، وهذا الأجل له أسباب، من أهمها: زيادة الظلم والإفساد.
فلا تحزن، ولا تهن، واستمرّ في البذل بكل ما تستطيع، والدعاء، وأحسن الظن بالله، فالمبشرات كثيرة ومن أعظمها: تمييز الخبيث من الطيب؛ فهي من مبشرات النصر.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
ثم في نفس الوقت يخذلهم القادرون على تغيير المعادلة ميدانياً من القريب والبعيد،
ولا يبقى لإخواننا إلا التوكل على الله وحده؛
فثق أنّ الله بعزته معهم، وأن هذه هي النتائج:
١) نصْرُ الله لهم [والنصر لا يعني بالضرورة الغلبة بل قد يعني النجاة ورد كيد الأعداء، كما في قوله سبحانه {جاءهم نصرُنا فنُجّي من نشاء} وقد يعني التثبيت وإعلاء الكلمة أمام الأعداء على الرغم من كثرتهم]
٢) معاقبة الله لمن خذلهم من القادرين، طال الزمن أم قصر، بالفتن وأنواع المصائب؛ لعموم حديث: {إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه}
٣) إهلاك المجرمين المعتدين، إذْ إنّ لهم عند الله أجلاً لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون، وهذا الأجل له أسباب، من أهمها: زيادة الظلم والإفساد.
فلا تحزن، ولا تهن، واستمرّ في البذل بكل ما تستطيع، والدعاء، وأحسن الظن بالله، فالمبشرات كثيرة ومن أعظمها: تمييز الخبيث من الطيب؛ فهي من مبشرات النصر.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
يعيش الكثير صدمة بسبب "خذلان الأمة لغزة"، وهذه الصدمة لا تأتي إلا إذا كان الإنسان قد توقع أن الأمة ستتحرك ثم تفاجأ بخلاف توقعه.
وأما من كان على وعي بالواقع فإنه لم يتفاجأ بما حصل؛ فهذا هو المتوقع تماماً؛
وذلك لأن الأمة مكبلة بقيود قديمة لم تُصنَع اليوم، وإنما صُنِعَت لها منذ عقود،
بالإضافة إلى أن أسباب الغفلة واللهو قد ازدادت في السنوات الأخيرة حتى قُطعت صلة كثير من شباب الأمة بقضاياها فلم تعد محلّ اهتمام حقيقي لديهم، فلم يتربوا على معاني نصرة الدين والتضحية وكيفية التأثير والإصلاح؛ فازداد الفراغ وتعمّق الداء.
فلما حصلت الحرب في غزة أحدثت حالة هائلة من الصدمة للغافلين واللاهين والحالمين، ثم ازدادات مع الأيام بقدر ازدياد الدماء والآلام والمصائب.
فالبعض لم ينكشف له زيف القوى الغربية إلا مع هذه الأحداث، فعلم أن شعاراتهم القيمية كانت كاذبة حين نزلت على المسلمين، مع أنه كان مفتوناً بهم قبل ذلك.
والبعض لم يدرك إلا الآن بأن أصحاب القدرة والقرار لن يتحركوا في مثل هذه الأحداث بل قد يكون لبعضهم دور عكسي فيها؛ وهذا ليس بجديد لمن له قدر من الوعي والاطلاع.
والبعض للتو اكتشف أن المكوّنات الفاعلة من أبناء الأمة قد تم تغييبها وإبعادها سابقا، وربما كان ممن يحاربهم بجهل قبل ذلك.
ولذلك اضطرب الكثير واهتزت القلوب حين أدركَتْ حالة العجز الرهيب التي لم تُكتشف إلا الآن مع كونها كان واضحة قبل ذلك للقلة الواعية.
ولذلك فقد كان من أهم المشاريع التي عمل عليها البعض من هذه القلة فيما قبل هذه الأحداث: صناعة المصلحين؛ نظراً لإدراكهم حجم الفراغ الرهيب في الواقع وتوقع مثل هذه الأزمات في ظل غياب المكوّنات الفاعلة.
على أية حال؛ هذه الصدمة حين تتحول إلى يقظة حقيقية واعية وتكون سببا لتغير حال أبناء الأمة من الغفلة واللهو والضياع إلى إدراك حقيقة الصراع، وإبصار مقدار الداء وعظم التكبيل وشدة الحرب ومن ثم السعي للإصلاح؛ فإن هذا -والله- نصر رباني عظيم لهذه الأمة ما كان ليحصل بتخطيط أو ترتيب،
وأسمّيه نصراً لأن فيه قطعا لمراد الأعداء وتخييباً لسعيهم الطويل وإنفاقهم العظيم وتخطيطهم المحكم لإلهاء الأمة وتضليلها؛ فتأتي هذه الأحداث لتقطع كل ذلك؛ وهذا في ميزان القرآن نصر.
حسناً؛ وماذا بعد كل هذا الكلام؟
أولاً يجب أن نؤكد ونثبّت ونعزز هذا المعنى، وهو أن هذه اليقظة نصر يجب المحافظة عليه وتنميته، وألا تكون لحظة عاطفية فحسب.
ثم نعلم أن كل خير يمكن أن يحصل بعد ذلك فهو مرهون بتحقق هذه اليقظة أولا،
ثم أزعم أن حالة الصدمة واليقظة هذه ستقود الأحرار من نخب هذه الأمة إلى مستوى مختلف للتعاطي مع المشكلات؛ والخروج بحلول جديدة ستترك أثرها الحقيقي في الواقع خلال المرحلة القادمة، فلن يتعامل أحد مع الواقع بعد الآن كمثل السابق.
ولذلك فإنه لا شك عندي أن الأمة ستقبل على صفحة عظيمة من الخير المستقبلي، الذي سيأتي عقب التفاعل الصحيح المتراكم مع هذه الأحداث والتفكير المختلف في التفاعل معها وبعدها.
حسناً؛ هذا في المستقبل؛ وماذا عن الآن؟
الجهود الحالية المتفرقة التي تبذلها الشعوب المكبلة اليوم لغزة: مهمة وطيبة في حدود ما يمكن،
والمطلوب استمرارها وزيادتها،
والتفكير في وسائل نصرة جديدة قد تثمر بشكل أفضل،
والمحافظة على الزخم بكل صوره،
والضغط والمقاطعة،
وعدم اليأس،
و الابتعاد عن الدور السلبي العقيم الذي يقوم به الكثير؛ وهو تثبيط العاملين والتقليل من قيمة الممكن الذي يقدمونه، والظن أن بيدهم تغيير المعادلة كلها بكلمة أو بقرار شخصي ومن ثم اتهامهم بالخذلان، وهذا والله من قلة الوعي،
فلنتق الله في أنفسنا ولنكمل جهود بعضنا، فكلنا نسعى ونجتهد، وستثمر الجهود بإذن الله، وأعداؤنا إنما هم المثبطون والمخذلون والمشككون وليسوا الباذلين ما يمكنهم!
وهذا وقت الاعتصام بالله ليثبت القلوب؛ فالبلاء شديد، وقد يطول ويشتد، ولا بد من التمسك بحسن الظن بالله، ولا يمكن ذلك إلا بفهم ميزان الله الذي بينه في كتابه والذي يُفهم من سننه.
اللهم ارحمنا وثبت إخواننا في غزة وانصرهم وأهلك أعداءهم، وصل على سيدنا محمد.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
وأما من كان على وعي بالواقع فإنه لم يتفاجأ بما حصل؛ فهذا هو المتوقع تماماً؛
وذلك لأن الأمة مكبلة بقيود قديمة لم تُصنَع اليوم، وإنما صُنِعَت لها منذ عقود،
بالإضافة إلى أن أسباب الغفلة واللهو قد ازدادت في السنوات الأخيرة حتى قُطعت صلة كثير من شباب الأمة بقضاياها فلم تعد محلّ اهتمام حقيقي لديهم، فلم يتربوا على معاني نصرة الدين والتضحية وكيفية التأثير والإصلاح؛ فازداد الفراغ وتعمّق الداء.
فلما حصلت الحرب في غزة أحدثت حالة هائلة من الصدمة للغافلين واللاهين والحالمين، ثم ازدادات مع الأيام بقدر ازدياد الدماء والآلام والمصائب.
فالبعض لم ينكشف له زيف القوى الغربية إلا مع هذه الأحداث، فعلم أن شعاراتهم القيمية كانت كاذبة حين نزلت على المسلمين، مع أنه كان مفتوناً بهم قبل ذلك.
والبعض لم يدرك إلا الآن بأن أصحاب القدرة والقرار لن يتحركوا في مثل هذه الأحداث بل قد يكون لبعضهم دور عكسي فيها؛ وهذا ليس بجديد لمن له قدر من الوعي والاطلاع.
والبعض للتو اكتشف أن المكوّنات الفاعلة من أبناء الأمة قد تم تغييبها وإبعادها سابقا، وربما كان ممن يحاربهم بجهل قبل ذلك.
ولذلك اضطرب الكثير واهتزت القلوب حين أدركَتْ حالة العجز الرهيب التي لم تُكتشف إلا الآن مع كونها كان واضحة قبل ذلك للقلة الواعية.
ولذلك فقد كان من أهم المشاريع التي عمل عليها البعض من هذه القلة فيما قبل هذه الأحداث: صناعة المصلحين؛ نظراً لإدراكهم حجم الفراغ الرهيب في الواقع وتوقع مثل هذه الأزمات في ظل غياب المكوّنات الفاعلة.
على أية حال؛ هذه الصدمة حين تتحول إلى يقظة حقيقية واعية وتكون سببا لتغير حال أبناء الأمة من الغفلة واللهو والضياع إلى إدراك حقيقة الصراع، وإبصار مقدار الداء وعظم التكبيل وشدة الحرب ومن ثم السعي للإصلاح؛ فإن هذا -والله- نصر رباني عظيم لهذه الأمة ما كان ليحصل بتخطيط أو ترتيب،
وأسمّيه نصراً لأن فيه قطعا لمراد الأعداء وتخييباً لسعيهم الطويل وإنفاقهم العظيم وتخطيطهم المحكم لإلهاء الأمة وتضليلها؛ فتأتي هذه الأحداث لتقطع كل ذلك؛ وهذا في ميزان القرآن نصر.
حسناً؛ وماذا بعد كل هذا الكلام؟
أولاً يجب أن نؤكد ونثبّت ونعزز هذا المعنى، وهو أن هذه اليقظة نصر يجب المحافظة عليه وتنميته، وألا تكون لحظة عاطفية فحسب.
ثم نعلم أن كل خير يمكن أن يحصل بعد ذلك فهو مرهون بتحقق هذه اليقظة أولا،
ثم أزعم أن حالة الصدمة واليقظة هذه ستقود الأحرار من نخب هذه الأمة إلى مستوى مختلف للتعاطي مع المشكلات؛ والخروج بحلول جديدة ستترك أثرها الحقيقي في الواقع خلال المرحلة القادمة، فلن يتعامل أحد مع الواقع بعد الآن كمثل السابق.
ولذلك فإنه لا شك عندي أن الأمة ستقبل على صفحة عظيمة من الخير المستقبلي، الذي سيأتي عقب التفاعل الصحيح المتراكم مع هذه الأحداث والتفكير المختلف في التفاعل معها وبعدها.
حسناً؛ هذا في المستقبل؛ وماذا عن الآن؟
الجهود الحالية المتفرقة التي تبذلها الشعوب المكبلة اليوم لغزة: مهمة وطيبة في حدود ما يمكن،
والمطلوب استمرارها وزيادتها،
والتفكير في وسائل نصرة جديدة قد تثمر بشكل أفضل،
والمحافظة على الزخم بكل صوره،
والضغط والمقاطعة،
وعدم اليأس،
و الابتعاد عن الدور السلبي العقيم الذي يقوم به الكثير؛ وهو تثبيط العاملين والتقليل من قيمة الممكن الذي يقدمونه، والظن أن بيدهم تغيير المعادلة كلها بكلمة أو بقرار شخصي ومن ثم اتهامهم بالخذلان، وهذا والله من قلة الوعي،
فلنتق الله في أنفسنا ولنكمل جهود بعضنا، فكلنا نسعى ونجتهد، وستثمر الجهود بإذن الله، وأعداؤنا إنما هم المثبطون والمخذلون والمشككون وليسوا الباذلين ما يمكنهم!
وهذا وقت الاعتصام بالله ليثبت القلوب؛ فالبلاء شديد، وقد يطول ويشتد، ولا بد من التمسك بحسن الظن بالله، ولا يمكن ذلك إلا بفهم ميزان الله الذي بينه في كتابه والذي يُفهم من سننه.
اللهم ارحمنا وثبت إخواننا في غزة وانصرهم وأهلك أعداءهم، وصل على سيدنا محمد.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
يتساءل البعض: لماذا انخفض مستوى التفاعل مع أحداث غزة عن أيام البدايات؟
هل هو بسبب الاعتياد ومن ثم العودة إلى الحياة الطبيعية والركون إليها؟
أم بسبب المشككين الطاعنين وشبهاتهم؟
أم بسبب عدم الشعور بالجدوى من الكتابة أمام حجم الأحداث وألمها وقلة الخيارات الممكنة؟
لا شك أن هذه الأسباب كلها مؤثرة إلا أنّ من أشدها تأثيرا: عدم الشعور بقيمة هذا التفاعل على شبكات التواصل، والاستخفاف بدور الكلمة والخبر والإعلام، وهذا خطأ كبير.
ويؤسفني أن أقول إن من أهم ما عزز من هذا الشعور: الكلمات الطائشة من بعض المتحمسين الذين يزايدون على المتفاعلين ويهوّنون من جهدهم، ويطلبون منهم النصرة بدرجات لا يستطيعونها، فيشعر المُتفاعلون بعدم الجدوى من كتاباتهم وتفاعلهم؛ لأنهم في الأصل مثقلون بالآم الدماء والخذلان؛ فيزدادون -بسبب كلام هؤلاء- عجزاً إلى عجزهم وإحباطا إلى إحباطهم؛ فيسكتون.
ثم إذا سكتَوا رجع أولئك المتحمسون إليهم، فصرخوا في وجوههم من جهة أخرى: "لماذا لا تتفاعلون؟ ما بالكم فترتم؟ هل ركنتم إلى الدنيا؟"
والحقيقة أن سكوتهم إنما كان بسببهم لا بسبب الدنيا والركون إليها.
وهذا الدور الذي يقوم به هؤلاء المتحمسون في غاية الخطورة، ويفتّ في العضد، ويسعد الأعداء ، مع أنهم هم في أنفسهم لا يزيد دورهم عن الكتابة في شبكات التواصل أيضا.
والحقيقة أن التفاعل مع أحداث غزة في شبكات التواصل أمر مهم جدا، ولولا أهميته في هذه الحرب لما تمّ استدعاء (إيلون ماسك) إلى الأراضي المحتلة، ولما وقف معه رئيسهم بنفسه يشرح له؛ طمعاً في تغيير موقفه والتقليل من حجم تأثير الشبكة التي يقوم عليها، ولما صرَّحت صحفهم وإعلاميّوهم بالألم من تفاعل الناس وتأثير هذا التفاعل.
نعم، هذا التفاعل لا يغني عن غيره، ولا يُكتفى به، والمسلم مطالَبٌ بتقديم ما يمكنه في مختلف الميادين كلٌّ بحسب استطاعته، ولكن التقليل من قيمته جهل كبير بالواقع.
هذا؛ ونسأل الله العليّ القدير أن يعزّ دينه، ويعلي كلمته، وينصر جنده، ويذل أعداءه.
#ألم_وأمل
#كلنا_مع_غزة
هل هو بسبب الاعتياد ومن ثم العودة إلى الحياة الطبيعية والركون إليها؟
أم بسبب المشككين الطاعنين وشبهاتهم؟
أم بسبب عدم الشعور بالجدوى من الكتابة أمام حجم الأحداث وألمها وقلة الخيارات الممكنة؟
لا شك أن هذه الأسباب كلها مؤثرة إلا أنّ من أشدها تأثيرا: عدم الشعور بقيمة هذا التفاعل على شبكات التواصل، والاستخفاف بدور الكلمة والخبر والإعلام، وهذا خطأ كبير.
ويؤسفني أن أقول إن من أهم ما عزز من هذا الشعور: الكلمات الطائشة من بعض المتحمسين الذين يزايدون على المتفاعلين ويهوّنون من جهدهم، ويطلبون منهم النصرة بدرجات لا يستطيعونها، فيشعر المُتفاعلون بعدم الجدوى من كتاباتهم وتفاعلهم؛ لأنهم في الأصل مثقلون بالآم الدماء والخذلان؛ فيزدادون -بسبب كلام هؤلاء- عجزاً إلى عجزهم وإحباطا إلى إحباطهم؛ فيسكتون.
ثم إذا سكتَوا رجع أولئك المتحمسون إليهم، فصرخوا في وجوههم من جهة أخرى: "لماذا لا تتفاعلون؟ ما بالكم فترتم؟ هل ركنتم إلى الدنيا؟"
والحقيقة أن سكوتهم إنما كان بسببهم لا بسبب الدنيا والركون إليها.
وهذا الدور الذي يقوم به هؤلاء المتحمسون في غاية الخطورة، ويفتّ في العضد، ويسعد الأعداء ، مع أنهم هم في أنفسهم لا يزيد دورهم عن الكتابة في شبكات التواصل أيضا.
والحقيقة أن التفاعل مع أحداث غزة في شبكات التواصل أمر مهم جدا، ولولا أهميته في هذه الحرب لما تمّ استدعاء (إيلون ماسك) إلى الأراضي المحتلة، ولما وقف معه رئيسهم بنفسه يشرح له؛ طمعاً في تغيير موقفه والتقليل من حجم تأثير الشبكة التي يقوم عليها، ولما صرَّحت صحفهم وإعلاميّوهم بالألم من تفاعل الناس وتأثير هذا التفاعل.
نعم، هذا التفاعل لا يغني عن غيره، ولا يُكتفى به، والمسلم مطالَبٌ بتقديم ما يمكنه في مختلف الميادين كلٌّ بحسب استطاعته، ولكن التقليل من قيمته جهل كبير بالواقع.
هذا؛ ونسأل الله العليّ القدير أن يعزّ دينه، ويعلي كلمته، وينصر جنده، ويذل أعداءه.
#ألم_وأمل
#كلنا_مع_غزة
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
تعليقا على هذه الرسالة المؤلمة التي وصلتني من السودان أقول:
مع توجّه أنظارنا وقلوبنا وأفكارنا إلى غزة فإننا لا ننسى ما يجري في السودان على أيدي ميليشيات المفسدين المجرمين الذين عاثوا فيها فساداً، وأدوا إلى تهجير كثير من إخواننا السودانيين واستولوا على أموالهم وانتهكوا حرماتهم.
وأدعو كافة المؤثرين إلى الاهتمام بالشأن السوداني وعدم نسيان إخواننا هناك ولو بالقدر المتيسر مع عدم التقصير في نصرة إخواننا في غزة، والله المستعان.
#كلنا_مع_غزة
مع توجّه أنظارنا وقلوبنا وأفكارنا إلى غزة فإننا لا ننسى ما يجري في السودان على أيدي ميليشيات المفسدين المجرمين الذين عاثوا فيها فساداً، وأدوا إلى تهجير كثير من إخواننا السودانيين واستولوا على أموالهم وانتهكوا حرماتهم.
وأدعو كافة المؤثرين إلى الاهتمام بالشأن السوداني وعدم نسيان إخواننا هناك ولو بالقدر المتيسر مع عدم التقصير في نصرة إخواننا في غزة، والله المستعان.
#كلنا_مع_غزة
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
كثير من الوعي واليقظة الذي كان ينقص الأمة تحقق في أحداث غزة مع جرائم الاحتلال والقوى الداعمة له والمتواطئة معه.
والمشاريعُ الإفسادية الموجهة إلى شباب الأمة عادت سنين طويلة إلى الوراء.
وكثير من الزيف الخادع انكشف.
وكثير من المصلحين والعاملين عرفوا جوانب النقص في مناهجهم ومشاريعهم بعد هذه الأحداث، وسيعيدون ضبط البوصلة لتتفق مع قضايا الأمة ولتكون مشاريعهم مُنتجة بصورة صحيحة.
ولو علمت قوات الاحتلال الإسرائيلية ومن يساندها من الدول مقدار الخسائر المعنوية التي خسروها من هذه الحرب على مستوى الأمة الإسلامية لأوقفوها الآن وفوراً، ولسعوا لإصلاح ما أفسدوا.
ولكنها إرادة الله وحكمته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
#كلنا_مع_غزة
والمشاريعُ الإفسادية الموجهة إلى شباب الأمة عادت سنين طويلة إلى الوراء.
وكثير من الزيف الخادع انكشف.
وكثير من المصلحين والعاملين عرفوا جوانب النقص في مناهجهم ومشاريعهم بعد هذه الأحداث، وسيعيدون ضبط البوصلة لتتفق مع قضايا الأمة ولتكون مشاريعهم مُنتجة بصورة صحيحة.
ولو علمت قوات الاحتلال الإسرائيلية ومن يساندها من الدول مقدار الخسائر المعنوية التي خسروها من هذه الحرب على مستوى الأمة الإسلامية لأوقفوها الآن وفوراً، ولسعوا لإصلاح ما أفسدوا.
ولكنها إرادة الله وحكمته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
#كلنا_مع_غزة
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
"حكمة الله تتجلى في حرب غزة"
الله سبحانه يحب من عباده أن يلاحظوا آثار أفعاله في الأحداث التي يعيشونها ويشاهدونها، ويكره لهم أن يمرّوا عليها بجمود وكأنها صنع بشري محض.
ومن يتأمل في أحداث غزة منذ بدايتها إلى اليوم فسيرى فيها من آيات الله وآثار أسمائه وصفاته وحكمته الشيء الكثير، ومن ذلك:
١- ما شاهدناه من تثبيت المؤمنين وتقوية قلوبهم في مواجهة أعدائه سبحانه، وصبرهم وإقدامهم وإثخانهم، حتى إن المشاهد ليوقن أن وراء تلك الشجاعة والثبات إيماناً عظيماً ومدداً إلهيًّا، وقدرة متجاوزة للمشاهد البشرية المعتادة: ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا﴾
٢- ما شاهدناه من شدة عداوة أعداء الله لعباده المؤمنين، ومدى وحشيتهم في قتل المستضعفين والتنكيل بهم؛ حتى إنك لترى الفرق جليًّا بين من كان الشيطان وليّه، ومن كان الرحمن وليّه.
وفي هذا الفرقان حجة من الله على خلقه: أن يفهموا إلى أي مدى من السوء يمكن أن يصل الإنسان إذا هو استغنى عن الرحمن، وإلى أي مدىً يمكن أن يرتقي الإنسان إذا هو اتبع هدى الله، وهذا الفرقان حجة عظيمة: ﴿ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم﴾
٣- ما شاهدناه من إقبال كثير من الكفار على الإسلام، ودخولهم فيه حبًّا وطوعاً، وذلك لرؤيتهم الحجة والفرقان، ولمشاهدتهم أثر الإيمان على صاحبه في الثبات أمام المصائب العظيمة، ولرؤيتهم أولياء الشيطان كيف كفروا بشعاراتهم وتبرؤوا من بشريتهم وصاروا آلات قتْلٍ بغير هدى، وما كانت هذه الأعداد من الناس لتُقبِل على دين الله في مثل هذا الوقت اليسير إلا بقدَر الله وحكمته؛ ﴿ليدخل الله في رحمته من يشاء﴾
٤- ما شاهدناه من يقظة ما لا يحصى من الغافلين من المسلمين، الذين يئس المصلحون من إيقاظهم بالمواعظ والحجج والبراهين؛ فأيقظهم الله -برحمته- بهذه الأحداث المهولة الشديدة؛ ليستقبلوا حياة جديدة بعد التوبة من الغفلة، والسعي إلى العمل، وهذا كله مِن فعل الله ومن آثار صفاته سبحانه؛ فإنه (لا أحد أحبّ إليه العذر من الله) كما في الحديث الصحيح.
٥- ما شاهدناه من مواقف المنافقين والمتآمرين والمستهزئين ممن ينتسبون إلى الإسلام، بل ويتزيّا بعضهم بزيّ العلم ولغة الشرع.
والله سبحانه يريد منّا أن نعرفهم ونبغضهم ونعاديهم ونقطع صلتنا بهم، فإنه: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾. ولم يكن ليحدث كل هذا الظهور والكشف لولا هذه الأحداث العظام، والخطوب الجسام.
٦- ثم -وهو الأهم-: أنّ كل هذه المشاهد المذكورة، وغيرها الكثير مما لم أذكره، هي: حجج وبيّنات وآيات، وقد يُفهَم من ضخامتها وشدتها وعظمتها أنها متعلقة -في سنن الله- بأمور أعظم منها لم تقع بعد؛ وأن الله يريد من هذه الأمة أن تتهيأ لها بمراجعة شاملة ويقظة وبصيرة ووعي وإيمان، كما أنه يريد بأعدائه الذين طال ليلهم واشتد ظلمهم أن تُطفأ نارهم ويأفل نجمهم -والعلم عنده سبحانه-.
فما أتعس الغافلين بعد كل هذه المشاهد والأحداث،
وما أسعد المستبصرين الذين استقبلوا حياة جديدة شعارها هذه الآيات:
- ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾
- ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾
- ﴿استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾
#مدرسة_غزة
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
الله سبحانه يحب من عباده أن يلاحظوا آثار أفعاله في الأحداث التي يعيشونها ويشاهدونها، ويكره لهم أن يمرّوا عليها بجمود وكأنها صنع بشري محض.
ومن يتأمل في أحداث غزة منذ بدايتها إلى اليوم فسيرى فيها من آيات الله وآثار أسمائه وصفاته وحكمته الشيء الكثير، ومن ذلك:
١- ما شاهدناه من تثبيت المؤمنين وتقوية قلوبهم في مواجهة أعدائه سبحانه، وصبرهم وإقدامهم وإثخانهم، حتى إن المشاهد ليوقن أن وراء تلك الشجاعة والثبات إيماناً عظيماً ومدداً إلهيًّا، وقدرة متجاوزة للمشاهد البشرية المعتادة: ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا﴾
٢- ما شاهدناه من شدة عداوة أعداء الله لعباده المؤمنين، ومدى وحشيتهم في قتل المستضعفين والتنكيل بهم؛ حتى إنك لترى الفرق جليًّا بين من كان الشيطان وليّه، ومن كان الرحمن وليّه.
وفي هذا الفرقان حجة من الله على خلقه: أن يفهموا إلى أي مدى من السوء يمكن أن يصل الإنسان إذا هو استغنى عن الرحمن، وإلى أي مدىً يمكن أن يرتقي الإنسان إذا هو اتبع هدى الله، وهذا الفرقان حجة عظيمة: ﴿ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم﴾
٣- ما شاهدناه من إقبال كثير من الكفار على الإسلام، ودخولهم فيه حبًّا وطوعاً، وذلك لرؤيتهم الحجة والفرقان، ولمشاهدتهم أثر الإيمان على صاحبه في الثبات أمام المصائب العظيمة، ولرؤيتهم أولياء الشيطان كيف كفروا بشعاراتهم وتبرؤوا من بشريتهم وصاروا آلات قتْلٍ بغير هدى، وما كانت هذه الأعداد من الناس لتُقبِل على دين الله في مثل هذا الوقت اليسير إلا بقدَر الله وحكمته؛ ﴿ليدخل الله في رحمته من يشاء﴾
٤- ما شاهدناه من يقظة ما لا يحصى من الغافلين من المسلمين، الذين يئس المصلحون من إيقاظهم بالمواعظ والحجج والبراهين؛ فأيقظهم الله -برحمته- بهذه الأحداث المهولة الشديدة؛ ليستقبلوا حياة جديدة بعد التوبة من الغفلة، والسعي إلى العمل، وهذا كله مِن فعل الله ومن آثار صفاته سبحانه؛ فإنه (لا أحد أحبّ إليه العذر من الله) كما في الحديث الصحيح.
٥- ما شاهدناه من مواقف المنافقين والمتآمرين والمستهزئين ممن ينتسبون إلى الإسلام، بل ويتزيّا بعضهم بزيّ العلم ولغة الشرع.
والله سبحانه يريد منّا أن نعرفهم ونبغضهم ونعاديهم ونقطع صلتنا بهم، فإنه: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾. ولم يكن ليحدث كل هذا الظهور والكشف لولا هذه الأحداث العظام، والخطوب الجسام.
٦- ثم -وهو الأهم-: أنّ كل هذه المشاهد المذكورة، وغيرها الكثير مما لم أذكره، هي: حجج وبيّنات وآيات، وقد يُفهَم من ضخامتها وشدتها وعظمتها أنها متعلقة -في سنن الله- بأمور أعظم منها لم تقع بعد؛ وأن الله يريد من هذه الأمة أن تتهيأ لها بمراجعة شاملة ويقظة وبصيرة ووعي وإيمان، كما أنه يريد بأعدائه الذين طال ليلهم واشتد ظلمهم أن تُطفأ نارهم ويأفل نجمهم -والعلم عنده سبحانه-.
فما أتعس الغافلين بعد كل هذه المشاهد والأحداث،
وما أسعد المستبصرين الذين استقبلوا حياة جديدة شعارها هذه الآيات:
- ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾
- ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾
- ﴿استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾
#مدرسة_غزة
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل