طيران للذاكرة
.
الإلحاح على المسكين الذي أخذك معه إلى السوق فقط كي لا تزعج جدتك؛ فابتلي بإزعاجك وطلباتك التي لا تتوقف، وصوتك الذي مع أنه يتلاشى في ضوضاء الجموع إلا أنه يدوّي في آذان القريبين منك كدويِّ جرس الإنذار. وبعد الطلب السابع بين الحلوى والفشار والعصير وبعض ملابس لن ترتديها طيلة عمرك، تقع عينك -أو دعني أقول ترتفع- على أشياء ملونة تطير خلف السائر بها كأنه يقتاد سرب فراش؛ فتخلب لبّك واحدة من ذاك السرب.
"ماما.. ماما! أبغى حصان يطير!!"
صرختك هذه سمعها كل من في السوق، بين رجلٍ ضاحكٍ من بعيد لأنه يعرف مآل هذا الحصان المسكين، وخالةٍ عجلى تريد الخلاص والعودة، وأمٍ رؤومٍ خجلى تريد إسعادك بإصماتك. فتهرع ومعك عشرة ريالات -لعلها الآن ثلاثون- إلى راعي سرب البلالين، نعم هكذا كان اسمها كما اكتشفتَ في دهشة، وأخذتَ حصانكَ الأيهم الأبي، الذي من إبائه اقتاد الهواء وتأبى الأرض مطية.
أخذت الحبل وعدتَ حيث كنت، لم يختلف أي شيءٍ عدى أن في يدك حبلًا معلقًا في السماء، لا تدرك نهايته لصغر قامتك، وتكسر رقبتك كلما حاولت النظر إلى بالونك المدهش. قررت في لحظة فضولٍ وسذاجة أن تخفف الثقل على حصانك، وتنزع عن ذيل الحبل الحلقة التي كانت تجره إلى الأرض عنوة. وفي لحظة مرَّ بك شريط أحلامك وآمالك في حياتك كلها؛ أفلت الحصان من قبضتك، قاصدًا سقف السوق الأشم البعيد.
طار على أنغام بكائك الدرامية، وضحكات الرجل وقد تعالت، ومواساة أمك رغم أنك الغبي الذي فك قيد الحصان بنفسه.
.
الإلحاح على المسكين الذي أخذك معه إلى السوق فقط كي لا تزعج جدتك؛ فابتلي بإزعاجك وطلباتك التي لا تتوقف، وصوتك الذي مع أنه يتلاشى في ضوضاء الجموع إلا أنه يدوّي في آذان القريبين منك كدويِّ جرس الإنذار. وبعد الطلب السابع بين الحلوى والفشار والعصير وبعض ملابس لن ترتديها طيلة عمرك، تقع عينك -أو دعني أقول ترتفع- على أشياء ملونة تطير خلف السائر بها كأنه يقتاد سرب فراش؛ فتخلب لبّك واحدة من ذاك السرب.
"ماما.. ماما! أبغى حصان يطير!!"
صرختك هذه سمعها كل من في السوق، بين رجلٍ ضاحكٍ من بعيد لأنه يعرف مآل هذا الحصان المسكين، وخالةٍ عجلى تريد الخلاص والعودة، وأمٍ رؤومٍ خجلى تريد إسعادك بإصماتك. فتهرع ومعك عشرة ريالات -لعلها الآن ثلاثون- إلى راعي سرب البلالين، نعم هكذا كان اسمها كما اكتشفتَ في دهشة، وأخذتَ حصانكَ الأيهم الأبي، الذي من إبائه اقتاد الهواء وتأبى الأرض مطية.
أخذت الحبل وعدتَ حيث كنت، لم يختلف أي شيءٍ عدى أن في يدك حبلًا معلقًا في السماء، لا تدرك نهايته لصغر قامتك، وتكسر رقبتك كلما حاولت النظر إلى بالونك المدهش. قررت في لحظة فضولٍ وسذاجة أن تخفف الثقل على حصانك، وتنزع عن ذيل الحبل الحلقة التي كانت تجره إلى الأرض عنوة. وفي لحظة مرَّ بك شريط أحلامك وآمالك في حياتك كلها؛ أفلت الحصان من قبضتك، قاصدًا سقف السوق الأشم البعيد.
طار على أنغام بكائك الدرامية، وضحكات الرجل وقد تعالت، ومواساة أمك رغم أنك الغبي الذي فك قيد الحصان بنفسه.
لا تغفلوا عن نصرتهم في الليالي الفضيلة، بكل ما تسطيع انصر، احتسب النية في كلمة تقولها نصرة لهم، في امتناعك عن شيء من ملذاتك لأجلهم، في لجئك إلى الله ودعائك. اللهم هذا جهد المقل، القلوب لك مفضية، وتعلم أنا لو ملكنا أكثر من هذا لبذلناه، أنت حسبنا يا أمان الخائفين وناصر المستضعفين.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ابن القيم ومراتب الشكوى
رحمة الله على إبراهيم، لا تنسوه من دعواتكم..
X (formerly Twitter)
حذيفة (@sunflowa__) on X
بدأني بالسلام، والسؤال عما أريد تدقيقه، بدا مهتمًا جدًا كأنه أخي الأكبر، يراقب طيشي الكتابي بروية، ويرفع أدنى ما كتبتُ لمرتبة أعلى ما قرأ. عرض علي بكرمه أن يدققها لأنشرها، وخلّد بهذا ذكرًا في خاطري لا ينقطع لأول من قوّم عرجة قلمي.
مدين لإبراهيم في كل كلمة…
مدين لإبراهيم في كل كلمة…
محاسن الدعاء - سالم العماري - ط1.pdf
864.3 KB
هذا الكتيّب الجليل من جمع وتحقيق والدي حفظه الله، وهو جامع لمحاسن الدعاء مما ورد عن النبي ﷺ فضله، وحوى أصول ما يطلبه الداعي من ربه. ادعوا بما فيه، واذكروني وأبي في دعواتكم..
طيب يخوان والله ما انتبهت لمناديل مرح اللي في الخلفية أنا كنت مركز على هدفي وكتبت عنه هههههههههه
Forwarded from عامر بهجت
فيا ليت أني بعدما اسمك قد روى
عروقي سأروى منكِ يا خير إرواءِ
عروقي سأروى منكِ يا خير إرواءِ
خليليّ طال الليلُ والجفنُ ساهِدُ
فيا ويح نفسٍ راعها ما تجاهدُ
ويا ويحها خلّفتماها وحيدة
وهل طاب عيشٌ للفتى وهو واحدُ؟
ليالي كنّا و"الأتايُ" نديمنا
تعللنا بعد الكؤوسِ القصائدُ
أناشدكم منها طِرابًا فأنتشي
كنشوة سكرانٍ بطيفٍ يعاوِدُ
فمالي وقد غبتم سوى رجعة الصدى
عليَّ فوا لهفي جفتني العوائدُ!
إذا قيلَ شَدّوا للمطارِ رحالهم
بكَتهم معي من فرطِ وجدي الجلامِدُ
إذا أنا كابدتُ الوداعَ وثقلَهُ
أطارَ فؤادي خلفَهم ما أكابدُ
وأذكرهم وحدي كئيبًا فلا تسَل
غريبًا عن الوجدِ الذي هو واجِدُ
وحيدًا من الخلّانِ في كل بلدةٍ
إذا عظُمَ المطلوبُ قلَّ المساعِدُ
تخطّفهم منّي ديارٌ نعيمها
جحيمٌ، ومنها بؤسهم والشدائدُ
وقد خلفوا عندي بيثربَ معهدًا
عفى مثلما تعفو الرسوم الهوامدُ
بهِ خلّفوني في دجى الليلِ داعيًا:
لحى الله نجدًا كم خليلٍ تباعدُ!
- حذيفة
فيا ويح نفسٍ راعها ما تجاهدُ
ويا ويحها خلّفتماها وحيدة
وهل طاب عيشٌ للفتى وهو واحدُ؟
ليالي كنّا و"الأتايُ" نديمنا
تعللنا بعد الكؤوسِ القصائدُ
أناشدكم منها طِرابًا فأنتشي
كنشوة سكرانٍ بطيفٍ يعاوِدُ
فمالي وقد غبتم سوى رجعة الصدى
عليَّ فوا لهفي جفتني العوائدُ!
إذا قيلَ شَدّوا للمطارِ رحالهم
بكَتهم معي من فرطِ وجدي الجلامِدُ
إذا أنا كابدتُ الوداعَ وثقلَهُ
أطارَ فؤادي خلفَهم ما أكابدُ
وأذكرهم وحدي كئيبًا فلا تسَل
غريبًا عن الوجدِ الذي هو واجِدُ
وحيدًا من الخلّانِ في كل بلدةٍ
إذا عظُمَ المطلوبُ قلَّ المساعِدُ
تخطّفهم منّي ديارٌ نعيمها
جحيمٌ، ومنها بؤسهم والشدائدُ
وقد خلفوا عندي بيثربَ معهدًا
عفى مثلما تعفو الرسوم الهوامدُ
بهِ خلّفوني في دجى الليلِ داعيًا:
لحى الله نجدًا كم خليلٍ تباعدُ!
- حذيفة