Stories 📖
21.3K subscribers
40 photos
162 files
106 links
قصص وروايات متنوعة
➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹

نضجت للحد الذي استبدلت وجود الاخرين بقراءة كِتاب 📙
🌿18/10/2019🌾

follow us Instagram : 💚
https://www.instagram.com/mantury.vdo/


للتواصل ... 💚
@Stories_3_bot
Download Telegram
طارق: -(شو عم تحكي يارجل؟! اي مو لهالدرجة..صح البنت مجنونة شوي وجنانها أغلبو بسببك بس هاد مو معناه إنو مابتصون الأمانة وبتحفظ السر ، نحنا منعرفها للبنت من زمان ومنعرف أخلاقها..)
-(والله وقت بتوصل الأمور عندها لمرحلة الجنان مابقى بتعرفها ، ولاهيي بتعرف حالها ، على كل حال انشالله ماتخيب أملنا..)
بيوصلوا عالبيت ..بيدخل براء بيطمن على إمو اللي أول ماتشوفو بتسألو بلهفة:
-(طمني ياابني انشالله لقيت لورا؟!)
بيرد بارتباك:
-(اه؟! اي اي لقيتها..اضطرت تطلع لسبب مستعجل من دون ماتخبرنا..)
بيطلع بنسرين وبيقلها:
-(شكراً نسرين عذبناكي معنا)
: -(ولو هاد واجبي..صار فيي استأذن)
: -(طبعاً الله معك)
بعد ماتطلع بيقول براء لإمو:
-(ماما طارق يمكن ينام عندي هاليومين)
-(اي اهلا وسهلا فيه ، وين هالشقي والله اشتقتلو)
-(اطمني رح تروي اشتياقك وتملي منو لأني رح اضطر اتركك معو عندي درس لازم اعطيه)
-(اي الله معك ياابني ويعطيك الف عافية..)
بيطلع براء لعند طارق وبيقلو:
-(انتبه على إمي لبين ماإرجع..)
-(لوين رايح؟!)
-(بعد شوي موعد درسي مع أخوها لجنّة ومضطر روح ، مابعرف كيف بدي إتخلص من هالمهمة المزعجة)
-(مافينك تعتذر؟!)
-(حاطط ببالي اعتذر وماكمل معو ، بس قلت بنتظر فترة حتى ماإلفت نظر ويظهر إني تركت بعد ماهربت بنتهم مباشرة..يعني عالأقل إعطيه درسين تلاتة وبعدها بخترع حجة وبنسحب..)
-(معك حق ، الله يكون معك..ولاتاكل هم خالتي ناهد بعيوني)
***
جنّة صحت ولاقت حدها بنت غريبة وفاتحة كتاب عم تقراه..بتقول بتوتر والتعب ظاهر على صوتها :
-(وين أنا؟! إنتِ مين؟!)
بتلتفت عليها لبنى وبتقلها:
-( اطمني لاتخافي إنتِ بأمان ..أنا إسمي لبنى )
-(مين لبنى؟ ووين أنا؟ شو عم أعمل هون؟)
-(والله ياقلبي أنا متلك مابعرف شو عم تعملي هون بس اللي بعرفو إنو براء وطارق وصوني إنتبه عليكي لحتى تطيبي..)
هون بتتذكر جنّة متل الحلم لما صحت أول مرة وشافت براء فوق راسها..وبترجع بذاكرتها لكل شي صار من لما طلعت من بيت براء عم تبكي ولحقها شب قال إنو رفيقو لوقت ركعت عالأرض وصارت تبكي وبعدها ماعادت تذكرت شي ..
بتسأل لبنى:
-(بيت مين هاد؟)
-(هاد بيت طارق)
-(وطارق رفيقو لبراء؟!)
بتطلع فيها لبنى بفضول وبتقلها:
-(بفهم من كلامك إنك مابتعرفيه لطارق؟ شكلك مابتعرفي حدا غير براء؟! احكيلي شو قصتك؟!)
بتفهم جنّة إنو لبنى مابتعرف شي عن قصتها ، لهيك بتحاول تخفي توترها ومابترد على سؤالها..
ولمابتلاحظ لبنى سكوتها بتحاول تفتح أحاديث معها تتقرب منها وتخليها تثق فيها..
وفعلاً بيصيروا يتسايروا ويضحكوا ويتبادلوا الأحاديث بمتعة حتى إنو جنّة نست تعبها وكأنها كانت مشتاقة كتير لرفقة وصحبة وحدا قريب منها تحكي وتتساير معو..كانت فعلاً بحاجة لرفيقة وكانت لبنى خيارها لتروي هالحاجة..
***
وصل براء للبيت المشؤوم ، بس كان متحلي بقوة وثقة كبيرة وقرر يكون طبيعي قدر الإمكان ويواجه أي مصير بتفرضو عليه الظروف..
هالمرة البيت كان هادي على غير العادة ، وكأنهم امتصوا الصدمة وابتدوا يتعايشوا معها..
سامر كان منتظر أستاذو ومامصدق يدخل عالدرس ليهرب من جو العيلة المكهرب..
بيسلم براء وبيردوا الكل ببرود..بس مابيهتم وبيدخل مع سامر لغرفة الدراسة..
مباشرة بيكتب براء تمرين اختبار لسامر من دون أي كلام وكأنو عم يحاول يهرب من أي حديث..بس سامر كالعادة حابب يلتهي بأحاديث جانبية..
: -(شو أستاذي ؟ مافي استراحة من الاختبار؟! شايف ظرفي بيسمحلي إني أدرس؟)
: -(والله إذا الإنسان بدو ينتظر ظروفو ليدرس بعمرو مابينجح بشي)
-( والله كلامك حكم أستاذي مافيي خالفك..بس عنجد وضعي مختلف ماقدرت إدرس حرف من اللي عطيتني ياهن..بيتنا مابينطاق وإمي مرضت وتعبت وإخواتي جانين وأبي على طول عم يصرخ..وبيت عمتي على طول عنا عم يشكوا ويتذمروا ، صرت متمني لو إقدر هج متل أخي سومر وسافر لغير بلد وارتاح من هالعيلة..)
براء عم يحاول ما ينجر للحديث عن أمور العيلة قدر الإمكان رغم رغبتو إنو يكون عندو فكرة عن الوضع ، بس مابدو يلفت نظر بإنو مهتم بالقصة أو عندو فضول فيها..بيقلو بلهجة مواساة:
-( سامر أنا مقدر ظرفك ومتعاطف معك، بس أنا هون بصفتي أستاذك وعندي وقت معين إعطيك ياه وعم آخد أجرتي عليه ، لهيك مافيي قضي وقتي بإني إسمع ظروفك أو قدرها حتى إستحق إجرتي..بس إذا بتحب نوقف دروس فترة حتى ترتاح ويهدا الوضع ببيتكم ماعندي مشكلة؟!)
سامر بيصفن ، ولأول مرة بيحس براء إنو في ملامح حزن واضحة على هالشب الشقي الاستفزازي ..بيتعاطف معو فعلاً وبيسألو:
-(كيف وضع إمك؟!)
سامر كان وكأنو كل الوقت لابس قناع اللامبالاة وهلق سقط عن وجهو وظهرت ملامح مختلفة تماماً ، ملامح كلها انكسار واكتئاب..بيرد عليه بنبرة حزن:
-( تعبانة ، ماعلى لسانها إلا كلمة وحدة "بدي بنتي" بصراحة بالبداية ماكنت كتير مهتم ولافارقة معي لإني تعودت على مشاكل هالبيت ، بس بعد ماشفت إمي بهالحالة مابعرف شو صرلي؟ يمكن حسيت بخوف من إني إخسرها ، لأول مرة بحس بقيمة إمي ،البيت صار بعد مرضها متل الجحيم ، وماعاد في حدا يهتم فيي ولايتحمل غلاظتي وتقل دمي وكترة طلباتي..)
بتغص دمعة بعينو ، وبيحس براء إنو سامر كان مكبوت وبحاجة حدا يفضفضلو ويشكيلو همو..
بيحاول يواسيه ويقلو:
-(إهدى سامر ، انشالله إختك بترجع عن قريب وبيرجع كل شي لوضعو الطبيعي..)
-( بتصدق إني مابتمنى إختي ترجع؟!)
براء باستغراب :
-(شو؟! ليش مابتتمنى ترجع؟!)
-(لأنو النتائج بوجودها رح تكون أسوء من غيابها ، ويمكن تكون نهاية إمي معها.. إنت مابتعرف أبي وإخواتي ، مستحيل يشوفوها ويتركوها عايشة، رح يأذوها ويعنفوها ويمكن يقتلوها وقدام عيون أمي كمان ، ولا هداك المجنون ناصر..خليني ساكت وبلا ماإتخيل أكتر أحسن..)
براء مو مصدق كمية الجهل والتخلف والعنف الموجود بهالعيلة ، معقول يقتلوا إختهم لأنها هربت من عنفهم وهمجيتهم...!
بس رغم نفورو من الكلام اللي سمعو بيحاول يحكي مع سامر بلهجة تطمين :
-(لاتفكر هيك ، مو معقول يقتلوها ، هنن حالياً معصبين وطبيعي يهددوا ويتوعدوا ، بس لما يشوفوها رح يحن قلبهم صدقني ، انت إهدى ولاتفكر بشي سلبي ..)
بيسكر الكتاب وبيقوم وبيكمل:
-(خلينا نأجل درسنا لظرف أحسن تكون مرتاح فيه)
سامر :
-(بشكرك أستاذ لإنك سمعتني وتحملت نكدي)
بيبتسم وبيربت على كتفو وبيطلع من الغرفة ..
بيكون حكمت وولادو سمير وسهيل قاعدين بالصالون وصافنين والغضب لسه مااختفى من ملامحهم بس العجز واضح إنو مسيطر عليهم..
لمايطل براء من الباب اللي بيودي للصالون ،بيكون سمير قاعد عالكنبة اللي قبال الباب ، وبتلتقي نظراتهم...نظرات براء وسمير..
وأول ماتلتقي نظراتهم بيتذكر سمير الموقف اللي دافع فيه براء عن إختو جنّة وكيف دفعو عنها ورماه بالأرض..وتذكر كلامو عن الإنسانية والدين..وتحولت نظراتو لبراء لنظرات شك وريبة وحقد..
براء لاحظ نظراتو بس استقبلها بقوة وثقة..ماهزت نظراتو شعرة منو..بالعكس زاد نفورو منهم أكتر بعد الكلام اللي سمعو من سامر..وصار على قناعة إنو جنّة كان معها حق باللي عملتو وكان الصح إنها تهرب من غابة الوحوش هي ..لهيك نظرات براء لسمير كانت نظرات ازدراء وتحدي..
حكمت بيقطع نظراتهم الغريبة وبيقول لبراء
: -(تفضل أستاذ نشربك قهوة؟)
براء: -( لاشكراً ، غير مرة انشالله ) وبيستأذن وبيطلع من الباب..
بعد مايطلع مباشرة بيقول سمير لسهيل:
-( سهيل قوم إلحق الأستاذ من دون مايحس واعرفلي وين بيتو؟)
سهيل باستغراب: -(ليش شو بدك ببيتو؟)
سمير بانفعال: -(قوم بسرعة وبلاكترة غلبة ، وإوعك يحس عليك)
بيقوم سهيل هو لسه مستغرب وبيلحق براء..
سامر وحكمت بيطلعوا بسمير باستغراب
سامر بيقلو بتذمر :
-(شو هاد؟ وليش عم تراقب إستاذي كمان؟)
بيجاوب وهو صافن بنظرات كلها مكر وخبث:
-(بس يدوب التلج رح تعرفوا..)
***
بيتونيا
(الحلقة5)
سهيل عم يلاحق براء اللي توجه لمعهد عم يدرّس فيه وضل سهيل ناطرو بملل لحتى خلص ، بعدها توجه براء لمشروع سكني وهنيك شاف سهيل منظر أثار دهشتو..هالأستاذ المثقف الراقي عم يشتغل عامل نقل بلوك..اشتغل واشتغل واشتغل حتى مل سهيل وتعب من مجرد النظر..مسك موبايلو واتصل بسمير وقلو:
-(لك شو هالورطة اللي ورطتني فيها يازلمة ، هاد لهلق لسه ماراح على بيتو وهو من شغل لشغل؟ لو كان رجل آلي كان تعب يارجل وهو ماتعب..)
سمير: -(ليش شو عم يشتغل؟ هاد كل شي بيعملو يقعد ورا مكتب ويحكيلو كلمتين وياخد قرشين مرتبين عليهن..)
-(أي مكتب يارجل؟..لك هاد عم ينقل بلوك صرلو أكتر من ساعتين..وقبلها كان بمعهد..لسه ماأخد نفس من لما طلع من عنا؟!)
سمير باستغراب: -(عم ينقل بلوك؟! )
بس بيحاول يتجاهل استغرابو ومايهتم بهالتفاصيل وبيقلو:
-(هلق ماعلينا من كل هالحكي ، المهم تخليك مراقبو لحتى يدخل على بيتو لو بدك تضل ناطرو للصبح..)
-(والله ماعم إفهم شو قصتك معو ، بس أمري ل الله رح ضل وراه لشوف آخرتا..)
بعد ما يسكر سهيل مباشرة بيشوف براء طالع من المشروع السكني ، بيلحقو بسرعة..بيروح براء على محل لبيع الكراسي المتحركة، بيشتري كرسي وبيطلع بياخد تكسي وبيروح على بيتو، وكل هالوقت سهيل وراه بسيارتو ، لاحقو خطوة بخطوة ..
بيوصل براء عالبيت وهو كلو لهفة ليفاجئ إمو بالكرسي اللي جبلها ياه..
بينادي لإمو بكل حماس..
طارق بيكون لسه عندو بالبيت بيطلع على صوتو وبيقلو:
-(شبك عم تصرخ هيك ، وطي صوتك يازلمة لسه هلق نامت..)
بس لما يشوف الكرسي مع براء بيبتسم بسعادة وبيقول: -(جبتها..؟)
بيهز براء براسو وبيكمل على غرفة إمو وهو عم يقول بنفس الحماس:
-(مو وقت النوم هلق..)
بيحط الكرسي عند الباب وبيصير ينادي:
-(ناهد ، ياناهد..قومي شوفي إبنك شو جبلك)
بتفتح ناهد عيونها وبتطلع فيه باستغراب وبتقلو:
-(شبك ولك إبني صواتك عبت الدنيا ، بعدين شو هي ناهد؟ شايفني رفيقتك؟!)
-(هلق وقفيلي الحكي شوي وشوفي المفاجأة)
بيجيب الكرسي من عند الباب وبيقربو لعندا..
بتفتح عيونها بصدمة والسعادة عم تلمع جواتن وبتشهق من فرحتها ، بس بسرعة بتختفي ملامح السعادة عن وجهها وبتنملى عيونها بالدموع وبتطلع فيه وبتقلو وهيي عم تبكي:
-( كيف قدرت تجيبو؟! حطيت كل تعبك عليه ماهيك؟)
بيقعد جنبها وبيمسح دموعها بإيديه وبيقلها بحنية:
-(حطيت تعبي على سعادتي اللي مابشوفها إلابعيونك..لهيك لاتنزعي فرحتي وفرحتك بهالدموع الغالية ناهد خانوم)
بتحضنو وبتبكي بحرقة وهيي عم تدعيلو:
-(الله يرضى عليك ومايحرمني منك ومن حنيتك ياحبيب قلبي)
***
سهيل: -(ألو سمير مشي الحال أنا هلق قدام بيتو شو بدك إعمل؟!)
سمير: -(ماتعمل شي، خلص رجاع بس إتأكد إنك حفظت العنوان منيح )
-(حفظتو ماتاكل هم..)
***
جنّة عم تطلع بلبنى بحيرة وكأنها حابة تسألها شي بس مترددة..لبنى بتلاحظ عليها وبتقلها:
-(كأنو في فولة بتمك؟! قولي قولي ماتخجلي )
جنّة بتردد:
-(بس كنت حابة إعرف إذا رح يجوا لهون؟!)
-(مين قصدك؟براء وطارق..)
-(اه؟! اي اي براء وطارق..)
-(ليش ماتختصري وتقولي إنك حابة تعرفي إذا رح يجي براء؟!من شوي عرفنا من حديثنا إنك مابتعرفيه لطارق!بقى ليش اللف والدوران؟!)
جنّة بتخجل وبتنحرج وبيحمروا خدودها..ولبنى لاحظت عليها وحست بالضيق بينها وبين حالها بس بنفس الوقت ارتاحت لجنّة وحبتها وحبت تعرف قصتها..بتسألها بفضول:
-(أنا من لما شفتك وحاسة وجهك مو غريب عليي ، احكيلي شو قصتك؟!)
كالعادة جنّة بتتوتر ومابتعرف ترد وبتضل ساكتة، ولبنى مابتضغط عليها وبتتركها على راحتها..
**
براء ساعد إمو لتقعد عالكرسي وصار يمشيها فيه ، وناهد الدنيا ماسايعتها من الفرحة..وأخيراً رح تقدر تقوم من التخت وتطلع من غرفتها اللي صارت بالنسبة إلها متل القبر، أخيراً صار ممكن تتحرك لحالها ولو على كرسي متحرك ، وصار ممكن تطلع برا البيت وتشوف الضو والسما والشجر والناس..كانت سعادتها مابتنوصف سعادة مليانة بدموع بتحمل أوجاع روحها الماضية ووحدتها وعذابها..
بتقلو بحماس:
-(قديش رح تفرح لورا بكرا..أنا واثقة أول ماتشوفني رح تاخدني درس رياضة ونروح جري أنا وهيي على طريق البحر..قديش هالبنت بتعطي روح لكل شي) وبتضحك من قلبها..
بيطلعوا براء وطارق ببعض ..
براء حس قديش إمو حبت جنّة وأخدت روح فيها ، وقديش جنّة غيرت من نفسيتها وعملت جو وحياة بالبيت باليومين اللي قعدت فيهم..بس مابيعرف إذا رح ترجع جنّة مرة تانية ولإيمتى رح تستمر هالقصة وكيف ممكن يخبرها الحقيقة...!
بيتذكر إنو لازم يحكي ويطمن عنها..بيدخل عالغرفة
وبيتصل بلبنى..
لبنى: -(أهلين براء..)
جنّة بترتبك لماتسمع إسم براء ..
براء: -(طمنيني كيف صارت؟)
-(اطمن ممتازة، فاقت وتحادثنا وتسلينا وصرنا رفقات كمان)..
-(أوف ماشاالله بهالسرعة صار كل هاد؟!)
-(اي طبعاً نحنا بعصر السرعة ..)
-(طيب معناها خبريها بكرا الصبح بجي بطمن عنها وبرجعها عالبيت)
لبنى بتتغير لهجتها لاستغراب وضيق:
-(أي بيت؟!)
-(بيتي؟)
-(وليش ترجعها على بيتك؟)
براء بتذمر: -(أوف لبنى ، هلق بدي إشرحلك قصة حياتي ، خلص اعملي متل ماقلتلك وبشكرك من قلبي على مساعدتك..)
بتسكر لبنى والضيق ظاهر عليها..
بترجع بتقعد جنب جنّة والضيق ظاهر عليها..بتسألها جنّة باستغراب:
-(شو حالك؟ قلك براء شي؟)
-(لا ولاشي..بس بيقلك بكرا رح يجي يطمن عليكي ويرجعك عالبيت..)
جنّة بتفرح من جواها بس لساتها حاسة بالضيق منو وكرامتها عم تصعب عليها رجعتها على بيتو..
وبتقضي كل الليل عم تفكر بكل شي صار معها ، وشو الحل الأنسب لحياتها الجاي..
أما لبنى كانت قاعدة بالصالون عم تتصفح النت لماطلع بوجهها منشور خلاها تتفاجأ وتحكي مع حالها بصدمة:
-(وأنا كل الوقت عم قول وين شايفتها؟ لك هي البنت هيي البنت المفقودة اللي انطرش الفيسبوك بصورها! كيف ماانتبهت لهالشي؟ لك شو عم تعمل عند براء؟ وليش ماخبروني؟ معقول ماتوقعوا إني شوف هالمنشور؟)
تاني يوم الصبح بيجي براء وطارق ، بتكون لبنى عاملة قهوة وعم تشربها هيي وجنّة بالصالون..وطبعاً لبنى ماحسست جنّة بشي ولاجابتلها سيرة المنشور اللي شافتو عنها..
أول ماتفتح لبنى الباب ويدخل منو براء بيرجف قلب جنّة ، وبتلتقي نظراتهم..
دوامة تساؤلات عم تدور بذهنها..وكلها تساؤلات عن مشاعرها الغريبة..! ليش حاسة إنها مشتاقتلو؟ ليش الغضب اللي جواها كلو راح مجرد ماشافتو؟ ليش بيرجف قلبها كل ماسمعت إسمو أو لمحت صورتو؟
بيقرب براء منها ، وكل ماقرب خطوة زاد نبض قلبها ألف نبضة..بيسألها بلهجة دافية بعيدة كل البعد عن لهجتو الحادة اللي تعودت عليها منو:
-( كيفك جنّة؟ انشالله صرتي أحسن؟!)
بتحاول تسيطر على مشاعرها وتقوي حالها ويكون ردها عليه ناشف:
-(منيحة الحمدلله)
-(إمي ناطرتك، محضرتلك مفاجأة ومستنيتك ع أحر من الجمر)
بتهز براسها وبتقلو:
-(ممكن نحكي بالغرفة على انفراد؟!)
طارق: -( خدوا راحتكن أنا ولبنى رح نطلع نتمشى شوي)
لبنى كانت النار عم تشعل جواها وخاصة وهيي عم تراقب براء ولهجتو مع جنّة ونظراتو إلها..الغيرة كانت عم تاكلها أكل وحست إنو في شي بينهم بس يمكن لسه مانضج منيح بس اللي بتعرفو إنو تعامل براء مع جنّة مو متل تعاملو مع أي بنت عادية ..
بتطلع مع طارق على مضض وقلبها وعقلها ضل مع براء..
جنّة بتقول بعد تردد:
-(أنا مبارح مانمت الليل وأنا عم فكر ، فكرت بكل شي صار ، واكتشفت إنو كان معك حق بكل شي ، ومعك حق بكل ردة فعل عملتها تجاهي..أنا فرضت حالي على حياتك وورطتك بقصة مالك فيها وجبتلك وجع راس وممكن يجيك مشاكل كتير لسه من ورايي ، وكل هاد كنت مجبور عليه مو من اختيارك ، وأنا كنت أنانية ومتهورة لمافكرت بحالي من دون ماإحسب حساب للمشاكل والإحراج اللي رح سببلك ياهن..لهيك قررت صحح هالغلط ولو إني تأخرت شوي ، بس هاد القرار الصحيح والسليم ومافي حل منطقي غيرو وإلا رح نضل بنفس الدوامة..دوامة مامعروف شو نهايتها..)
-(وشو هوي قرارك هاد؟)
-( اليوم رح إرجع لبيتي ..وأنا مستعدة واجه كل النتائج ، والمفروض إني واجهها ، أنا لازم إتقبل واقعي وإتعايش معو وحل مشاكلي بنفسي..وقد ماكان هدول أهلي ورح يسامحوني أول عن آخر حتى لو قسوا عليي فترة بس مصيرهم ينسوا ويسامحوني)
براء بيقلها بتوتر وحزم:
-(مستحيل خليكي ترجعي)
بتطلع فيه باستغراب..وهو بيتلبك من جوابو العفوي وبيحاول يبرر قصدو:
-(قصدي انتِ مابتعرفي شو ممكن يعملولك والوضع مو مناسب لرجعتك أبداً ،لأنو إخواتك وابن عمتك جانين ومو بعقلن أبداً ، ورجعتك وهنن بهالحالة خطر عليكي..عالأقل انتظري حتى يخمد غضبهم شوي وبعدها منلاقي مخرج وطريقة ترجعي فيها بأمان)
بتسألو بفضول وقلق:
-(كيف عرفت؟! رحت لهنيك مرة تانية؟! احكيلي شو صاير؟ وإمي كيفها؟!)
-(إهدي جنّة ، ماصاير شي ، بس طبيعي يكون الغضب عاميهم وأكيد ردة فعلن لمايشوفوكي مارح تكون عقلانية..إنتِ أدرى بإخواتك مني..وإذا كنتِ رغبانة ترجعي بسبب اللي عملتو معك وجفاصتي وقلة ذوقي فأنا بعتذر منك ، يمكن كنت قاسي وعدواني شوي معك بس يمكن لاني كنت لسه مو مستوعب القصة و..)
بتقاطعو:
-(مو مستوعب الواقع اللي انفرض عليك فرض صح؟)
-(بغض النظر إذا انفرض عليي أو لا ، بس المهم بالنتيجة اكتشفت إنك معذورة ومابتنلامي على ردة فعلك وانتِ لجأتيلي وأنا كان لازم ساعدك برحابة صدر ، وأنا هلق مستعد ساعدك بكل طاقتي لتلاقي مخرج منطقي وآمن لمشكلتك)
بتصير تطلع فيه نظرات إعجاب وامتنان ..
والحقيقة مو بس هيك ، هي عم تطلع فيه بطريقة غريبة ماعم تعرف معناها، اللي بتعرفو إنها ماعم تشبع من النظر فيه وماحابة تشيل عيونها عنو..
بيلاحظ براء نظراتها وبيحس بالارتباك ، وهي كمان بتنتبه على حالها وبتتدارك الموقف بإنها ترجع تسألو عن إمها:
-(طيب وإمي ماقلتلي كيف وضعها؟ عندك فكرة؟!)
براء محتار شو ممكن يجاوبها بس اللي بيعرفو إنو مالازم يكذب عليها بهيك أمور:
-(بصراحة إمك تعبانة شوي ، وغيابك مأثر عليها ..بس مافي شي بيخوف لاتقلقي ، كل الموضوع زعل عليكي مو أكتر)
بتحط إيديها على راسها وبتصير تبكي وتلوم حالها: -(كلو بسببي ، قلتلك لازم إرجع..)
براء: -(جنّة فات الأوان لهالحكي ، صدقيني الوضع مو منيح ولازم تهدي وتلاقي طريقة ترجعي فيها بس بأمان..)
بتطلع فيه بفضول وقلق وبتقلو:
-(شو بتعرف أستاذ براء خبرني؟! سامر قلك شي؟!)
بيسكت ومابيرد عليها..بترجع بتسألو بإلحاح:
-(أستاذ براء خبرني شو بتعرف؟ وإلا صدقني مارح انتظر إسمع شي منك ورح روح شوف بنفسي واطمن على إمي وشو ماصار يصير)
براء بيقلها بتردد:
-(سامر خوفني من ردة فعل إخواتك وابن عمتك إذا رجعتي لدرجة تمنى إنك ماترجعي، عم تفهمي عليي؟)
بيسيطر الخوف على ملامحها هيي وعم تقول:
-(كان لازم أعرف ، هاد الشي الطبيعي ، إذا كان عندهم استعداد يقتلوني لأتفه الأسباب فمابالك وأنا هربانة وبنظرهم إني فضحتهم وحطيت سمعتهم وكرامتهم بالأرض)
براء بيحاول يهديها ويطمنها:
-(إهدي ولاتفكري بشي هلق، وإلا مانلاقي حل للقصة ، قومي جهزي حالك خلينا نمشي )
بتهز براسها وبتدخل عالغرفة لتلبس تيابها..
بهالوقت بيدخل طارق ولبنى..
طارق: -(شو رضيت ترجع معك؟!!)
بيهز براسو بإيجاب..ولبنى بتحس بالاستفزاز وبتقلو بعصبية:
-(ممكن أعرف ليش خبيتوا عني إنو هالبنت هربانة من أهلها؟! ماتوقعتوا إني شوف منشور البحث عنها عالفيس؟)
براء: -(ماخبينا عنك لبنى ، ومازن بيعرف كل القصة ، كل الفكرة إنو ماحدا كان إلو خلق للشرح والتفسير والتبرير وإلا كنا رح نخبرك ، أكيد ماوثقنا فيكي عن عبث )
-(طيب ليش مرجعها لبيتك؟! ماخايف من وجع الراس اللي رح يجيك؟)
-(شفتي؟ لهيك بالضبط ماكنت حابب إحكي مبارح).
-(طيب خلص خلوها عندي)
-(لا رح ترجع معي ، مابدي حدا تاني يتورط بالقصة ويجيه أي مشاكل، بعدين شو رح تقولي لأهلك؟)
بتطلع جنّة من الغرفة وبتقلو :
-(أنا جاهزة..)
بياخدها وبيطلع ولبنى عم تشعل بنار الغيرة..وأما طارق فكان ابتدا ينظر لجنّة نظرات من نوع آخر...
***
حكمت: عم يحكي تلفون: -(ماشي سيادة الضابط ، شكرا)
بيسكر وبيقول بعصبية:
-(ماإلها إسم لابمخافر ولابمشافي ولابشركات السفر، انشقت الإرض وبلعتها..)
سمير: -(رووق أبي ،طالما هيك معناها هيي لسه بالمدينة هون وماصايرلها شي ، وهالشي بيحدد خيارات البحث عنا ، لازم نركز أكتر شي عالمنشورات بوسائل التواصل والجرايد ونضل نعيد ونكرر فيها لأنها مارح تبقى محبوسة ومتخبية كل العمر وإلا ماتظهر، وبرأيي نحط مكافأة مبلغ محرز للي بيخبرنا عنها)
حكمت: -(معك حق)
بيطلع سمير بسامر وبيسألو:
-(إنت إيمت عندك درس مع الأستاذ براء؟)
سامر باستغراب:
-(وليش مهتم بدرسي معو؟! من إيمتى هالاهتمام؟)
-(جاوب على قد السؤال ولا)
-(مابعرف منتظر تلفون مني)
بيهز سمير براسو وهو عم يفكر بمكر..
***
براء واقف مع جنّة قدام باب بيتو ، بس مابيفتح الباب بمفتاحو وبيرن الجرس ، جنّة بتستغرب وبتسألو:
-(ليش مافتحت بالمفتاح؟! في حدا جوا ممكن يفتحلك؟!)
براء بيبتسم وبيقلها:
-(هلق بتشوفي بعينك)
ثواني وبيفتح الباب ، بتطلع جنّة باستغراب ، بتلاقي الست ناهد عالكرسي المتحرك عم تطلع فيها وتبتسم..
دهشة وسعادة مابتنوصف بتحتل ملامح جنّة ، بتغمرها بقوة وهي عم تهتف بفرحة:
-(خالتو ناهد ماعم صدق ، أخيراً تحقق حلمك)
ناهد: -( ورح تنفذي وعدك ونروح أنا وانتِ جري ع شط البحر)
بتنملى عيون جنّة بالدموع، دموع مختلطة بين حزن وفرح..بتمسحلا ناهد دموعها وبتقلها:
-(هالعيون مابيلبقلا إلاالفرح يابنتي، تفضلي فوتي بلامانضل واقفين عالباب)
بيدخلوا عالبيت وبتعمل جنّة قهوة بيشربوها بسعادة وهنن عم يتبادلوا الأحاديث والقصص، وبين فوضى الأحاديث كانوا كمان عم يتبادلوا النظرات ، نظرات بتحمل مشاعر مجهولة وخاصة نظرات جنّة اللي كانت أوضح وأقوى وبتفضح كل شي جواها..ولاحظتا الست ناهد كتير منيح..
بعد ماتدخل الست ناهد لتنام بيقوم براء بدو يروح وينام عند طارق كالعادة..
جنّة بتلحقو عالباب وبتقلو:
-(أستاذ براء، ممكن إطلب منك طلب؟!)
-(طبعاً ممكن بس إذا بطلتي تقوليلي أستاذ ،غير هيك مافيكي تطلبي)
بتبتسم بخجل وبتقلو:
-(ياريت تبقى تنام هون ببيتك ، صدقني هالشي مابيحرجني بالعكس بيحسسني بالأمان أكتر ،وكمان هيك بتخلص من شعوري بالذنب بإني حرمتك تنام ببيتك)
-(لاتفكري بهالطريقة أبداً ، بيت رفيقي متل بيتي كمان وأنا مو متضايق أبداً ، المهم انتِ تاخدي حريتك وتكوني مرتاحة)
-(صدقني بكون مرتاحة أكتر إذا بقيت ، أنا رح نام مع الست ناهد بنفس الغرفة ومنو بنتبه عليها بالليل وإنت بتنام بغرفتك ، يعني مو معروف لإيمتى رح إبقى معكن ومو معقول تبقى تنام برا بسببي ، لهيك إذا بقيت رح كون مرتاحة أكتر ، وكمان ممكن يصير معنا شي أو نحتاجك بالليل ، وجودك معنا بيحسسنا بالأمان)
بيفكر بتردد ، وبتلاحظ جنّة حيرتو ، بترجع بتقلو:
-(إذا مابقيت صدقني مارح إتقبل ضل ببيتك وإنت برا بسببي)
براء بعد تردد:
-(خلص متل مابدك ، طالما هالشي بخلي ضميرك مرتاح أكتر رح إبقى)
بتقلو بسعادة: -(شكراً كتييير أستاذ ..! عفواً قصدي براء)
براء: -( بس بشرط ، إنتِ بتنامي بغرفتي وأنا بنام بغرفة إمي ، مو معقول تنامي عالكنبة جسمك بيتكسر)
-(وإنت معلش جسمك يتكسر؟)
بيضحك ضحكة عالية وبيقلها:
-(اطمني أنا متعود ، ومتعود على أمور أصعب من النومة عالكنبة بكتير)
بترجع تنظرلو نظراتها الغريبة المليانة إعجاب..وبينتابها فضول تعرف كل شي عن حياتو ..
براء بيرتبك من نظراتها وبيحاول يتهرب منها ، بيقلها:
-(صار لازم تنامي وترتاحي، لسه جسمك ماتعافى منيح)
بتنتبه على حالها إنها شردت بنظراتها إلو وبتقلو بحرج:
-(معك حق ، تصبح على خير)
بالليل لاقت جنّة صعوبة بالنوم ، كانت عم تتأمل كل تفاصيل غرفة براء، وحاسة بعاطفة غريبة لدرجة حبت إنها تحضن مخدتو بقوة وتشمها وتتذكر ريحة عطرو الساحرة..بس بعدين صارت توبخ حالها وحست بالقلق من مشاعرها الغامضة اللي ماعم تفهمها ولا عم تقدر تسيطر عليها...
أما براء كان سهران جنب أمو النايمة وعم يحضّر دروس ونماذج امتحانية للطلاب..بيتعب وبيحاول يرتاح شوي، بيوقع نظرو على جزدان جنّة وبيتذكر لما حطت مكياج لأمو وبيصير يضحك بينو وبين حالو ، بعدين بينتبه على دفتر صغير ظاهر جزء منو من جزدانها..بيدفعو فضولو ليفتحو ويقراه بس بيتردد ، بيرجع بيطلع عالدفتر بفضول وبيمد إيدو وبيفتح أول صفحة وبيتأملها بطرف عينو وبيقرا:
- (كطير سجين ، يخفق هذا القلب بين أضلعي، أرهقني خفقانه العبثي ، وكأنه يخفق فقط ليتعبني وهو على يقين أنه لن يفلح في التحرر والخروج من بين تلك الأسلاك الشائكة التي ستجرح جسده الضعيف وتدميه..)
وقبل مايكمل بيسكر الدفتر بسرعة وبيتذكر لما عصب عليها وقت شافها بغرفتو عم تفتش بمفكرتو..
**
الصبح بتصحى جنّة وحاسة براحة كبيرة،وبس تتذكر إنو براء هون بتتفائل وبتغمرها السعادة ، بتقوم بسرعة لتجهز فطور قبل مايطلع لأشغالو..
بتدخل المطبخ وبتجهز سفرة مرتبة وبعدها بتروح على غرفة الست ناهد ، بتدق الباب دقة خفيفة..
الست ناهد: -(تفضل)
بتفتح الباب وبتقول بحماس:
-(صباح الخير..) بس هالحماس بيختفي فوراً لما ماتشوف براء موجود بالغرفة..
بتبتسم ناهد وبتقلها:
-(صباح النور يابنتي)
جنّة بتحاول تخفي انزعاجها وتتظاهر بالحماس من جديد:
-(جهزت الفطور..وين الأستاذ براء؟! طلع؟!)
-(لا، كان عالبلكون عم يسقي الزريعات)
بيرجع الحماس لجنّة وبتروح بسرعة ولهفة عالبلكون اللي ماسبق شافتو ولاطلعت عليه ..
أول ماتشوف البلكون بتنبهر من المنظر الرائع اللي شافتو..كان مليان ورود ونباتات زينة بس في نبتة مميزة كان موجود منها كتير لدرجة منظرها مسيطر وغالب على كل النبتات التانية، وكان براء واقف عم يسقيها بعناية..
بتقلو: -(صباح الخير)
بيلتفت عليها وبيبتسملا وبيرد:
-(صباح النور ، كيف كانت ليلتك؟)
-(مريحة كتير..شكلك بتحب الورد ونباتات الزينة )
-(في حدا مابيحبن؟)
-(اي بس مو كل الناس عندا اهتمام فيهن)
-(أنا برتاح نفسياً لماشوف شي بيذكرني بالطبيعة والخضار والورد)
-(معك حق..)
بتقرب وبتلمس وحدة من النبتات وبتقلو:
-(شكلك بتحب هالنوع هاد بشكل خاص ، في عندك منو كتير..شو اسم هالنبتة؟)
بيرد هو وعم يتأملها:
-(بيتونيا..هي زهرتي المفضلة)
-(بيتونيا؟! اسم غريب؟!)
-(وهيي كمان نبته غريبة ، وعلى قد ماهيي غريبة وحلوة ومميزة على قد مابحاجة عناية واهتمام)
-(وشو لسه كمان؟)
-(بتحب الضو والمي..كل ماانسقت وشافت الضو كل مازهرت وعطيتك ألوان حلوة وخلابة)
بتصفن بحزن وهيي عم تهمس:
-(بتحب الضو ، وبتحب العناية والاهتمام ، ولازم على طول حدا يسقيها ، تماماً متل الروح!)
بيطلع فيها باهتمام، كلامها لفت نظرو وأثار عاطفتو تجاهها..بيقلها بحنية:
-(صح متل الروح..بس الفرق إنو هالنبته بتحب تضل مكانها متشبثة بجذورها..أما الروح بتحب تحلق وترفرف متل الطير)
بتطلع فيه بتوتر وصدمة وكأنها حست إنو قرأ شي من ملاحظتها المكتوبة عالدفتر..
بتحاول تخفي ارتباكها وبتقلو بحرج:
-(الفطور جاهز ..)
وبتدخل بسرعة وكأنها عم تهرب من كلامو..
بيلحقها براء عالمطبخ..بيحس بحجم حرجها وارتباكها..وقبل مايحكي معها بتهرب مرة تانية
: -(أنا رايحة ساعد خالتو ناهد حتى تجي..)
بيمسكها من إيدها وبيقلها:
-(خليكي أنا بساعدها..)
وبيفطروا سوى بس الصمت كان غالب عليهم وناهد عم تراقب حالتهم وسكوتهم الغريب وعم تنظرلهم بطريقة وكأنها فهمانة كل شي عم يصير بينهم..
***
سمير قاعد بمكتب شركتهم وجنبو سهيل ، بيجيه اتصال :
-(ألو، أهلين.....اي صح نحنا منزلين المنشور..)
وفجأة بينتفض عن الكرسي وهو عم يقول:
-(شووو؟ طلعت معك؟ وين وصلتها؟! اعطيني كل التفاصيل بسرعة..)
سهيل جنبو منتظر كلام أخوه بلهفة وتوتر..
سمير: -(شكراً إلك وكراميتك محفوظة رح ابعتلك عنوان شركتنا بتجي وبتاخد نصيبك)
بيسكر التلفون وبيطلع بسهيل..
سهيل بيقلو بنفاذ صبر:
-(احكي مين هاد؟ وشو قلك؟)
سمير: -(هاد شوفير تكسي عم يقول إنو إختك طلعت معو من كم يوم ووصلها لشارع الأهرام)
-(اي؟! وشو عرفك إنو صادق؟ بلكي عم يكذب لياخد المكافأة؟!)
-(ياذكي ماذكرك اسم الشارع بشي؟)
سهيل بيصفن شوي وبعدها بيطلع فيه بصدمة:
-(بيت الأستاذ براء؟؟؟؟!!!!)
***
#يتبع
بيتونيا
(الحلقة6)
سهيل بيصفن وبيطلع فيه بصدمة وبيقلو:
-(بيت الأستاذ براء؟؟!)
سمير: -(منيح اشتغل هالمصدي اللي براسك..وأكيد ماصدفة يعطينا هالشوفير عنوان ويطلع نفس الشارع اللي ساكن فيه الأستاذ لهيك توقعتو يكون صادق ، ومو بس هيك قلي إنها طلبت منو يلحق سيارة إجرة ومشي ورا هالسيارة لحتى نزلها بهاد الشارع)
-(بس معقول؟ شو بيعرفها ببيتو؟وشو ممكن ياخدها لهنيك؟ بلكي كانت صدفة؟)
-(عم قلك لحقت تكسي يمكن تكون لحقتو وعرفت بيتو..على أي حال كل شي رح يبان..إمشي معي عالبيت هلق ، بس بدي منك ماتخبر حدا عن قصة الأستاذ خلي القصة بيني وبينك لحتى نتأكد)
بسرعة بيروحوا عالبيت ، وبيخبر سمير أبوه بالاتصال اللي إجاه ..
حكمت بحماس : -(قوموا لكن انكتوا شارع الأهرام بيت بيت!)
سهيل: -(طول بالك أبي شو بدنا ننكت لننكت..شو الدنيا فوضى؟؟خلونا نشوف مين من معارفنا ساكن هنيك )
سمير بيطلع بسامر وبيقلو:
-(قلتلي أستاذك ناطر منك تلفون ليعطيك درس؟)
سامر باستغراب: -(اي أنا طلبت هالشي لحتى كون مرتاح وحس حالي مركز ..!) وبيكمل بسخرية: -(بس شو جاب سيرة أستاذي هلق؟معقول اشتقتلو؟!)
سمير: -(اي خراااس وبلاغلاظتك..قوم إحكي معو وخبرو إنو بدك تاخد درس)
-(وليش بقى؟شو قصتك مع الأستاذ؟)
-(بربي إنت بدك إعدام أكتر من إختك..روح اعمل اللي قلتلك عليه ولا..مابدي انشغل فيك هلق!)
-(ماشي ، حاضر سمير بيك)
ميساء طلعت من غرفتها بصعوبة وإجت عالصالون عم تسألهم بقلق:
-(شو في؟طمنوني وصلتو لخبر عن بنتي؟)
بيقوم سمير وبيسندها وبيقلها:
-(اطمني أمي ، هانت رح نوصللها انشالله ،بس انتِ ارتاحي)
بتطلع فيه بقهر وبتقلو بترجي:
-(حلفتك بغلاوتي عندك ماتأذوها وترجعولي ياها سالمة، برضايي عليك)
بيجاوبها بلهجة مسايرة:
-(ماشي ماشي فوتي ارتاحي ونامي ولاتتعبي حالك بشي هلق؟!)
وبيطلع بسامر وبيقلو:
-(وإنت احكي متل ماقلتلك لبين ماوصل إمك لفرشتها)
بيتصل سامر ببراء وبيطلب منو يجي يعطيه درس، وبراء بيعطيه موعد بعد ساعة ليخلص درسو بالمعهد..
براء بيحس بالضيق من روحتو لهنيك وبيقرر يخبر سامر إنو قرر يعتذر عن إعطاء الدروس ويخترع أي حجة بتخطر ببالو ، المهم يخلص من الفوتة لهالبيت المشؤوم..
وفعلاً براء بيجي بعد ساعة ، وبيدخل مع سامر على غرفة الدرس..
**
سمير وسهيل وصلوا بهالوقت لبيت براء..وكان معهم اتنين من رجال المرافقة اللي كتافهم عريضة وعضلاتهم منفوخة كأنهم متصممين خصيصاً ليرعبوا الناس بجثثهم الضخمة..
بيطلع سمير وبيدق باب البيت وبيوقف على جنب حتى مايظهر وجهو على عين الباب..
الست ناهد كانت بالصالون لماسمعت طرق الباب وجنّة بالمطبخ عم تحضر أكل وماسمعت صوت الباب من أصلو..
بتدفع الست ناهد كرسيها بتجاه الباب وبتقول :
-(مين؟)
بيرد سمير:
-(أنا عامل توصيل ، الأستاذ براء بعت شوية غراض على هالعنوان)
***
براء قبل مايبدا درسو بيحاول يطمن عن الوضع بحجة إنو عم يطمن عن حالة سامر..
-(شو سامر انشالله صرت أحسن وصار فيك تركز وتستوعب معي؟!)
-(انشالله ، اليوم بالذات حاسس إني أحسن بعد ماصار عنا أمل نشوف إختي)
بيطلع براء فيه بصدمة ورعب ماقدر يخفيهم من ملامحو وبيسألو بتوتر:
-(شو؟ كيف يعني؟ قصدك عرفتوا وينها؟)
-(لاماعرفنا بالضبط بس فيك تقول إنو مسكنا طرف الخيط)
-(كيف مافهمت؟)
-(اليوم اجى اتصال من شخص عم يقول إنو شوفير تكسي وإنو أختي طلعت معو ووصلها لشارع الأهرام)
وبعد مايسمع براء اسم الشارع بينتفض قلبو وبيصفر لونو ، وبيسيطر التوتر على كل مفصل من مفاصلو..
بيقوم بسرعة ولهفة وهو عم يقول:
-(سامر بدي اعتذر منك ،تذكرت شي مهم ولازم امشي بسرعة)
وبيطلع متل المجنون وعم يضرب بالغراض بطريقو ، وسامر عم يطلع فيه بدهشة ومو فهمان شي..
براء عم يركض لياخد تكسي وماعم يشوف قدامو..
بيطلع موبايلو وبيتصل بجنّة بس مابترد..بيرجع بيدق عالهاتف الأرضي كمان ماحدا بيرد..بتشعل النار جواه أكتر..وبيوقف بنص الطريق على أمل يوقف أول سيارة بتطلع بدربو..
***
بتفتح الست ناهد الباب ، وأول ماتفتحو بيضربو سمير برجلو وبيدخل متل الوحش هو وعم يصرخ:
-(جنّة ، وينك ياعديمة الشرف..)
جنّة بالمطبخ أول ماتسمع الصوت بيوقع الصحن من إيدها وبتصير ركبها ترجف..وبتغبش عيونها من كتر الرعبة..
**
براء بالتكسي أعصابو عم تحترق ومامصدق يوصل للبيت وخايف يكون فات الأوان ومايلحق يوصل قبل ماتوقع كارثة..
بيتصل بطارق :
-(ألو طارق إنت قريب من بيتي شي؟)
-(موكتير، ليش قلي في شي؟)
-(قديش بدك لتوصل يعني!؟)
-(يعني مو أقل من ربع ساعة)
بيزفر بضيق ونفاذ صبر:
-(مااستفدنا شي ، نفس الوقت اللي بدي ياه تقريباً)
طارق بتتحول لهجتو لقلق:
-(قلي شغلتني شو صاير؟!)
-(اسمعني منيح ، حاول تروح لبيتي بأقصى سرعة وأنا كمان رايح لهنيك المهم حدا فينا يوصل بأسرع وقت وينبه جنّة وإمي مايفتحوا الباب لحدا..)
طارق بلهفة وخوف:
-(شو صاير رعبتني؟؟)
-(بترجاك لاتضيع وقت..إخوات جنّة عرفوا الشارع اللي راحت عليه ومابعرف إذا عرفوا عنوان بيتي وإنها عندي وأنا رح جن وماحدا عم يرد عالتلفون)
طارق بيرد وهو عم يركض بلهفة بعد ماسمع هالكلام: -(ماشي أنا رايح بسرعة)
براء لشوفير التكسي:
-(بدي أقصى سرعة عندك وبضاعفلك إجرتك)..
***
ناهد بتصرخ فيه:
-(مين جنّة؟! وكيف بتدخل لبيتي هيك؟)
بيدخل وراه سهيل والرجال اللي معهم..
بتقلهم بغضب وخوف:
-(لك انتو مين؟ شو بدكن من بيتي؟)
سمير بيقلها:
-(بنصحك تخبريني وين مخبيين إختي أحسن ماإقلب البيت قلب وكسر كل شي فيه)
-(مين إختك؟ إنت شو بدك؟)
جنّة ضايق نفسها وركعت على ركبها من الرعبة .. زحفت لتحت طاولة المطبخ وتخبت بس ماعم تقدر تحبس أنفاسها اللي صارت مسموعة من كتر الخوف..
سمير: -(إختي جنّة أكيد ابنك اللي خباها ببيتو)
ناهد: -(مين جنّة؟ صدقني مابعرف حدا بهالاسم)
سمير بيقلها بنفاذ صبر:
-(شكلك مارح تجي بالحسنى ورح إدخل وفتش بنفسي)
بتحرك كرسيها وبتوقف بدربو وبتقلو بغضب:
-(مابسمحلك تدخل لبيتي وتفتش فيه ، روحوا انقلعوا لبرا)
وبكل وحشية بيضرب كرسيها برجلو وبيوقعها عالأرض ، وبتصرخ ناهد من وجع سقطتها عالأرض..
وبيدخلوا سهيل والرجال اللي معو ليفتشوا البيت..
جنّة لما تسمع صرخة الست ناهد..بيوقع قلبها وبتحس عضام جسمها وجعوها من الخوف ومع ذلك بتكابر خوفها على حالها وبتطلع بلهفة لعند الست ناهد هيي وعم تصرخ :-(خالة ناااهد)
وبهاللحظة بتجي عيونها بعيون أخوها سمير اللي كانت عم تقدح شرار وتشعل نار..منظرهم لوحدو أرعبها وجمّد الدم بعروقها وخلاها تحس إنو الأرض وقفت عن الدوران وصارت هيي اللي عم تدور..
بيهجم عليها متل الوحش المفترس..
وبيضربها كف بيوقعها عالأرض هو وعم يقول:
-(إنتِ هون ياعايبة، والله لإشرب من دمك)
وبيشدها من شعرها وبيصير يشحطها عالأرض وهيي عم تصرخ..
بهالوقت براء بيوصل وبيشوف المنظر المريع..
أمو مرمية عالأرض وكرسيها مقلوب..وسمير عم يشحط جنّة من شعرها وصريخها معبي البيت..
بيهجم براء على سمير وبيصرخ فيه:
-(ياواااطي..)
بيمسكو بكل عزم وبيبعدو عن جنّة وبيضربو بوكس على وجهو بينطقو الدم وبيقلبو عالأرض..
وبيركض براء لعند أمو ليطمن عليها..بس قبل مايوصللها بيهجم سهيل ورجالو عليه..بيثبتوه وبيضربوه بكل وحشية..
أمو بتصير تصرخ وهيي مو قدرانة تتحرك:
-(برااااء..اتركوه ياكلاااب)
جنّة بتركض بلهفة وفزع وبتركع وبتمسك برجلين أخوها سهيل وبتصير تترجاه وتقلو:
-(بترجاك ياأخي اتركوه ، هوي مالو ذنب ..)
بيضربها سهيل برجلو على وجهها بينطقها الدم..
وبيرجع سمير عليها وبيصير يصفعها كفوف على وجهها من دون رحمة..
براء رح يجن من الوحشية اللي عم يشوفها.. بيستجمع كل قوتو وبيضرب سهيل برجلو على بطنو..وبيضرب واحد من الرجال اللي ماسكينو على بطنو بكوع إيدو وبيضرب التاني على وجهو..وبسرعة بيجيب كرسي وبيضرب المرافقين على راسهم ضربات قوية بيوقعهم عالأرض..
وبيركض يخلص جنّة من إيدين الوحش سمير..
بهالوقت بيوصل طارق وبيشوف سهيل هاجم بدو يضرب براء من ورا ضهرو وهو كان ماسك سمير ومثبتو عالأرض وعم يضربو..
طارق بيمسك سهيل وبيثبتو من رقبتو..جنّة منهارة وعم تبكي ووجهها كلو دم ،وناهد عم تصرخ شي من وجعها وشي من خوفها على ابنها ، وبراء عم يتضارب هو وسمير..
بينتبه براء على طارق ..بيقلو بلهفة:
-(طارق خود جنّة من هون بسرعة)
طارق بيتردد ، كيف بدو يترك براء لحالو مع كل هالوحوش..
براااء بيصرخ بعصبية وهو لسه مثبت سمير بصعوبة:
-(بسرعة طااارق قبل مايقوموا هدوك الكلاب..)
جنّة بتصرخ:
-(لا مستحيل اتركك معهم..رح يقتلوك..)
بيبدا واحد من الرجال اللي وقعهم براء ينهض بصعوبة...
بيصرخ براء بنفاذ صبر:
-(طااااارق عم قلك بسرعة روحوا من هوون..رح يقتلوها)
طارق بيضرب سهيل بوكس بيبطحوا عالأرض حتى مايعيق طريقهم..وبيمسك جنّة من إيدها وبيسحبها لتطلع...بس جنّة بتقاوم مابدا تطلع معو وهيي عم تصيح بلهفة:
-(اتركني..مابترك براء لوحدو..خليهم يقتلوني أنا ، هو مالو ذنب..)
قام واحد من المرافقين بس لسه مو متوازن وابتدا التاني ينهض كمان..
براء بلهفة: -(طارق بسرعة قبل مايفوت الأوان)
طارق بيحمل جنّة غصباً عنها وبيركض فيها لبرا البيت وهيي عم تصرخ بعالي صوتها:
-(لااا ، برااااااااااااااء)
سمير بيصرخ برجالو:
-(الحقوهم لاتخلوهم يهربوا)
وقبل ما يستوعبوا الأمر منيح بيركض براء بسرعة عالباب وبيسكرو وبيقفلو..كان عم يحاول يلهيهم لبين مايختفي طارق وجنّة عن نظرهم..بس التمن كان غالي..!
الناس ابتدت تتجمع قدام بيت براء رغم إنو الدنيا شتي والناس ببيوتها مقفلة بوابها..بس صوت صرخات جنّة الأخيرة لما كان طارق عم يطالعها من الباب لفتت انتباه بعض الناس بالبيوت القريبة..
**
طارق قدر يوقف تكسي بسرعة وحط جنّة فيها وطلع وقلو يمشي بسرعة..
جنّة لسه عم تبكي بكاء هستيري ، ماعم تتخيل شو ممكن يصير ببراء وبالست ناهد..حاسة دماغها رح ينفجر وعقلها ماعم يستوعب مجرد التخيل..
بتصير تترجى طارق:
-(بترجاك طارق خلينا نرجع ، رح يقتلوهم ، هدول وحوش إذا فقدوا عقلهم مابيهمهم نتائج أي شي رح يعملوه..)
طارق بيحاول يهديها:
-(إهدي جنّة رح إتصل بالشرطة وحطك بمكان آمن وإرجع لعندو..وانشالله براء بيقدر يخلص حالو لاتخافي )
بس كل هالكلام ماعم يطمن جنّة وبتصير تبكي بحرقة أكبر..
طارق بيتصل بالشرطة وبيعطيهم عنوان بيت براء..
وبيوصل جنّة لعند لبنى اللي انصدمت لما شافت حالتهم..
بيقلها طارق بعجلة ولهفة:
-(لبنى انتبهي عليها ولاتفتحي الباب لحدا..أنا مضطر روح)
مازن بيكون بالبيت بيسمع صوت طارق وبيروح لعندو وبيسألو بلهفة:
-(طارق ! شو في ؟! شو صاير؟!)
طارق:
-(ماعندي وقت للشرح ، لازم إلحق براء..)
جنّة لماتسمع إسم براء بتنهار أكتر..وبكاها بيعلى..
لبنى بتقلو بقلق:
-(لك شو في؟! شو حالو براء؟!)
طارق بيتركهم من دون مايجاوب وبيروح بسرعة..بيلحقو مازن وهو عم يقول:
-(انتظرني جاي معك..)
***
ميساء قلبها على نار وسامر عم يحاول يطمنها ويهديها..وحكمت عم يتصل بسهيل وسمير ليعرف شو صار معهم بس ماحدا فيهم عم يرد..
بيندق الباب ..بيفتح سامر..بيدخل ناصر هوي وعم يتلفت يمين وشمال ويقول بعنجهية:
-(وينها؟! لقيتوها؟!)
حكمت:
-(لسه مامنعرف شي..راحوا عالعنوان اللي عطاهم ياه الشوفير ولسه ناطرين..وماحدا فيهم عم يرد على تلفونو)
-(عطوني العنوان؟)
حكمت: -(ماعرفنا العنوان ، عرفنا بس اسم الشارع)
-(اي عطوني اسم الشارع..)
ميساء رح يوقف قلبها من الخوف والقلق..بتصير تتنفس بصعوبة..وسامر بيحاول يهديها:
-(اهدي إمي انشالله رح ترجع جنّة لحضنك سالمة)
ناصر بيقول بكل حقد ولئم:
-(انشالله ترجع سالمة وإدبحها بحضنك)
سامر بيعصب وبيقوم بيوقف بوجهو وبيقلو بغضب:
-(إنت بدك تدبحها؟! جرب تمد إيدك بس وشوف كيف رح إقطعها)
بيهجم عليه ناصر وبيمسك بقبة قميصو وبيقلو:
-(انت بدك تواجهني ولاا..ماشفت أكبر منك؟)
حكمت بيقوم وبيخلصهم وبيقلهم بتذمر:
-(بيكفي انت وياه بلاحركات صبيانية)
ناصر: -(ماشي خالي كرمالك بس ، اعطيني اسم الشارع)
بيقلو بحزم وتذمر:
-(خللللص..اهدى وكن وانتظر ليجوا ولاد خالك ونشوف شو صار معهم..؟)
بيحبس غيظو وبيقعد على مضض والحنق والغيظ ظاهر بعيونو..
**
بعد ما سكر براء الباب بيهجموا عليه رجال الجلباوي..براء بيحاول تكون استجابتو سريعة..أول مايوصل واحد فيهم لعندو بيضربو بوكس على أنفو ولمايوصل التاني بيمسك مزهرية جنبو وبيضربو فيها ، كان عم يقاومهم بكل شجاعة..بس الكترة خلتو يضعف..
سمير بيهجم عليه بوحشية وبيضرب براء على وجهو ضربة قوية بينطق منها الدم بس براء بيرد الضربة بضربة أقوى منها وبعدين بيمسك سمير وبيصفعو كفوف متتالية ومابيعطيه فرصة ليقاوم..
بس سهيل من وراه بياخد كرسي وبيضرب براء على راسو ..وبتصدح صرخات ناهد المفجوعة من جديد..
..
الناس برا عم تخبط عالباب..واحد عم يصيح:
-(إهدوا ياجماعة ، وافتحولنا الباب..)
براء بيختل توازنو بعد الضربة وبيتكاتروا عليه..
بيمسكوه مرافقي الجلباوي بقوة وبيصيروا يضربوه بعنف على كل مكان بيطالوه من جسمو..وصرخات أمو العاجزة عم تعلى أكتر وأكتر..وبكاها عم يضعف قلب براء اللي ماقدران يخلص حالو ويساعد أمو..
سهيل وسمير بيستفردوا ببراء بعد مامسكوه رجالهم
وبيمارسوا أبشع أنواع العنف والهمجية معو..
كل أشكال الضرب والتعنيف انهالت عليه..
وأمو قلبها رح يوقف من اللوعة..
الناس برا سامعين أصوات الضرب وصرخات الست ناهد ..وبيتحادثوا بينهم:
-(خلونا نخلع الباب..)
-(رح يقتلوه للزلمة..)
براء انهار وركع من كتر الضرب ومع ذلك لسه ماوقفوا ، عم يضربوه بنفس الهمجية والوحشية من دون رحمة..
الناس برا عم يحاولوا يخلعوا الباب ولسه ماقدروا..
سمير بيرمي براء عالأرض وبيتجمعوا الأربعة حوليه وبيصيروا يركلوه برجليهم بكل عنف على ضهرو وصدرو وبطنو ووجهو ماتركوا مكان بجسمو ماصابتو ضرباتهم ..
الجيران رح يخلعوا الباب ، بيروح سهيل والرجال وبيحاولوا يسدوه حتى مايقدروا الجيران يفتحوه..
براء عم يتلوى من الوجع حتى النفس صار عم يتنفسو بصعوبة ..
سمير بيوقف فوق راسو وبيقلو بحقد وتشفي:
-(هاد درس إلك ماتحشر أنفك بحياة العالم..ولسه رح دفعك التمن غالي كتير)
وبيسحب سكين بدو يطعنو..
ناهد بتشهق ومن عزم الخوف على ابنها بتزحف وبتمد إيدها وبتمسك سمير من رجلو ، بس سمير بيركلها بوحشيتو المعتادة ..براء لما شاف سمير عم يركل أمو بيتحامل على جروحو وبينهض شوي وبيمسك سمير من رجليه وبيسحبو وبيوقعو عالأرض بس سهيل ورجالو بيهجموا مرة تانية على براء وبينهالوا عليه ضرب وركل..
الجيران قدروا يخلعوا الباب..
سمير سحب مسدسو هالمرة وصار يقوص بالهوا ليبعد الناس عن طريقو..وبعدها بيوجه المسدس على براء اللي عم يتلوى من الوجع وابتدا يغيب عن الوعي ..
صريخ إمو بيعلى لحتى انهارت..
بهالوقت بيطلع صوت إنذار سيارة الشرطة..
سهيل بيقول لسمير:
-(خلينا نمشي قبل ماتوصل الشرطة وبعدين منصفي حسابنا معو على رواق..،)
الجيران بيحاولوا يمنعوهم يهربوا بس سمير وسهيل بيهددوهم بالسلاح وبيبعدوهم عن طريقهم .. وبيقدروا يطلعوا ويركبوا سياراتهم ويهربوا قبل ماتوقف سيارة الشرطة..
مازن وطارق وصلوا وشافوا تجمع ناس وشرطة عند باب براء..بيركضوا بلهفة وفزع لبيتو..
ناهد عم تحاول تزحف لعند براء اللي كان غاب عن الوعي والدم مغطي كل ملامحو..وهيي لسه عم تبكي وتصرخ بلوعة وحرقة وقهر:
-(برااااء ..ياروح قلبي..ساعدوووني ياعااالم)
والجيران عم يحاولوا يهدوها ..ويسألوا عن حدا معو سيارة حتى يسعفوه..
طارق ومازن بيركضوا بلهفة لعند براء لماشافوه بهالحالة..ومازن بيصرخ:
-(اطلبوا الإسعاف..وين الإسعاف بسرررعة)
الشرطة بتوصل وبتبعد الناس ، الضابط لمايشوف حالة براء بيفضل إنو مايحركوه وينتظروا الإسعاف تحسباً منشان إذا كان في كسور أو رضوض خطيرة مايتأزم وضعو من أي حركة غلط..لأنو لازم يتم إسعافو بعناية ومداراة..
وبيحققوا مع الناس عن اللي صار ، والجيران بيخبروهم باللي سمعوه مو أكتر وإنو اللي عملوا هيك هربوا..
مازن وطارق بيساعدوا الست ناهد لتقعد عالكرسي بس ناهد كانت منهارة تماماً من حزنها وخوفها على براء لدرجة بتتوجع من قلبها وكأنها عم تعاني بوادر أزمة قلبية..وخوف طارق ومازن بيتضاعف..
وبنفس الوقت الجيران كانوا عم يعملوا إسعافات أولية لبراء ويضمدوا أماكن النزيف براسو ووجهو ..
وبعد دقايق بيوصل الإسعاف..هالدقايق اللي مرت على مازن وطارق كأنها ساعات..
***
جنّة منهارة من الخوف والبكي..ولبنى عم تعقملا جروح وجهها بس ماعم تقدر تفهم منها شي ولاتعرف شو صار..
وعم تتصل بمازن وطارق لتطمن ماحدا عم يرد..
ولما ينفذ صبرها بتقول لجنّة بعصبية:
-(جنّة نفذ صبري منك، حاج تبكي وتنوحي وخبريني شوصاير لأني رح جن)
جنّة عم تلتقط أنفاسها بصعوبة ، وبتقلها بصوت متقطع من البكا:
-(إخواتي هجموا علينا ببيت براء..)
لبنى بتقلا بفزع:
-(شوووو؟ وشو صار؟يعني هنن اللي ضاربينك هيك؟ طيب وبراء شو صار فيه!؟ إحكي قولي..)
جنّة بتحط إيديها على أدنيها وبتصرخ :
-(بيكفييييي ،مابعرف ، مااابعرف..)
وبتنهار مرة تانية من البكي..
ولبنى بتضطر تراعي وضعها وحالتها النفسية وتسكت وقلبها شاعل نار..
***
سهيل وسمير وصلوا عالبيت..وواضح من ملامحهم والكدمات على وجوههم إنهم كانوا بمشاجرة ومتضاربين مع حدا..
الكل عم يطلع فيهم باستغراب وفضول..
سامر قاعد جنب أمو وماسك إيدها وخايف عليها من أي خبر يزعجها..
حكمت بيسألهم:
-(شو حالتكم هي؟ شو صاير معكم ؟ احكولنا؟)
ناصر:
-(وينها المغضوبة ؟ مالقيتوها؟!)
سمير بتذمر:
-(خلونا ناخد نفس ماشايفين حالتنا؟)
ناصر بيرد بعصبية:
-(شبها حالتكن؟ حالتي أضرب منها بألف مرة..لاتقولولي رجعتوا من دون ماتعرفوا وينها؟)
سهيل:
-(لا اطمن عرفنا...ومارح يخطر ببالكم وين كانت متخبية؟)
حكمت بفضول:
-(وين كانت؟!)
ناصر: -(وينها؟! وليش ماجبتوها؟!)
سهيل: -(للأسف قدرت تهرب وبعدها إجت الشرطة ماقدرنا نلحقها؟)
ناصر بيجن وبيشعل متل البارود:
-(شو قلت؟ انتو أكيد مجانين؟ معقول تفلتوها من إيدكن بعد مالقيتوها؟)
سمير: -(اي اصبر ابن عمتي، صدقني صارت ضمن طوقنا..طالما عرفنا عند مين كانت)
حكمت: -(قلولي عند مين كانت بقى)
سمير بيطلع بسامر وبيقلو :
-(إختك كانت متخبية عند أستاذك الشهم).
الكل بصوت واحد:
-(شوووو؟؟؟!)
***
مازن وطارق بالمشفى ناطرين يطمنوا على براء والست ناهد..
بيطلع دكتور من عند الست ناهد ، بيسألوه بلهفة:
-(طمنا دكتور كيف وضع الست ناهد؟؟،)
الدكتور: -(للأسف قلبها تعبان وصار معها بدايات أزمة قلبية..)
طارق: -(شو يعني دكتور؟ في أمل تطيب وتستعيد صحتها؟)
-(اللي ساعدنا إنو لحقناها قبل مايتأزم القلب أكتر ورح نعمل انشالله كل اللازم ، أهم شي هالفترة الراحة والمراقبة، ورح نستمر بمراقبة وضع القلب عندها ونعطيها العلاجات اللازمة ، وانشالله تقدر تتخطى المرحلة الصعبة ووقتها كل شي بيصير أسهل)
بيطلعوا ببعضهم بضيق ..
وبينتظروا بتوتر يطمنوا عن حالة براء..
,***
ناصر عم يغلي ويفور ويقول والغضب عم ياكلو أكل:
-(لك هي خيانة علنية، تركتني وهربت لعند واحد تااني؟ والله الدبح قليل عليها وعليه)
سامر بصدمة ومو مصدق اللي سمعو:
-(مستحيل ، إنتو أكيد عم تمزحوا؟ شو دخل أستاذي بالقصة؟ مو معقول؟)
سمير :
-(لامعقول ونص ، وحالتنا هي اللي شايفنا فيها بسببو، وبسببو قدرت أختك تهرب مرة تانية)
تذكر سامر كيف طلع براء من عندو بلهفة بعد ماخبرو إنهم عرفوا مكان جنّة..
بيطلع فيهم بتوتر وبيسألهم:
-(شو عملتوا فيه؟ قتلتوه؟)
سهيل: -(كنا على وشك نقتلو لولا تدخل الجيران والشرطة ، بس ماتخاف كسرنا عضامو ويمكن بشهر مايقدر يمشي خطوة)
سامر بيحس بالضيق ، وماكان حابب يتعرض أستاذو للأذى..
ميساء بتبكي وبتقلهم بلهفة:
-(وبنتي؟وين بنتي؟شو عملتوا فيها حتى هربت من ظلمكم مرة تانية؟ لو جبتوها بحب ماكانت هربت؟)
سمير بعصبية:
-(بحب؟؟ انتِ خليها تجي لحضني ورح ورجيها كيف بيكون الحب على أصولو)
حكمت بينهرو: -(سمير!!)
سمير: -(شو أبي شو؟! بنتك ماكفاها إنها هربت وفضحتنا ،لا ، وكمان كانت نايمة ببيت شب غريب والله العليم شو بيكون في بينهم؟ والله لإشرب من دمها ودمو والله)
ميساء بتضرب على حالها وبتصير تبكي بقهر وبعدا بتتركهم وبتروح على غرفتها لإنها مابقى قدرانة تتحمل كلامهم..
حكمت بعد ماتروح ميساء بيعاتب سمير :
-(ولك ابني ضب لسانك شوي ، ماضروري تعبر عن مشاعرك العتيدة قدام إمك ماناقصنا يصرلها شي و نبتلي فيها هيي كمان)
سامر بيقلن بعصبية:
-(انتو مافيكن إحساس ، مابيكفي خليتوا إختي تهرب وكمان بدكن تموتوا إمي قهر وحسرة)
سمير : -(انت خراس وماتحكي بالمرة ، مابيكفي اللي إجانا من ورا فشلك ،حابب تتعلم وتصير خريج جامعات وماعندك مخ ، حتى جبرتنا نجيب أستاذ غريب على بيتنا لتتثقف وتفهم وشوف كيف كانت النتيجة)
ناصر بيقاطعهم وبيسأل بنفاذ صبر:
-(هلق خبروووني كيف عرفتوا إنها عند هالواطي؟!وكيف قدرت تهرب منكم؟!)
سمير: -(أنا كان جواتي شكوك وخاصة لما تذكرت دفاعو عنها لما كنت عم ربيها وأدبها وإكسر عنادها، تذكرت كيف تدخل بعنجهية وعطانا محاضرة بالأخلاق وأصول التربية..وطلبت من سهيل يراقبو ويعرف بيتو تحسباً منشان إذا صدقت شكوكي..بس لوقتها ماكنت آخد هالشكوك على محمل الجد وعم كذب عقلي وإقنع حالي إنها مجرد وساوس ومستحيل يكون إلو علاقة بهربها وخاصة إنو جنّة مابتعرفو ولابتعرف بيتو وهو كمان بقي يدخل لبيتنا ويبدو كان مابدو يلفت الشكوك حوليه ..لحتى إجاني الاتصال من شوفير التكسي واللي خبرني فيه إنو جنّة طلعت معو ولحقت سيارة تكسي تانية ونزلها بشارع الأهرام وهو نفس الشارع اللي ساكن فيه الأستاذ..وقتها بس تأكدت إنو شكوكي بمحلها وإنو جنّة لحقتو وتخبت عندو..لهيك طلبت من سامر يتصل فيه ويجي يعطيه درس حتى نقدر ندخل بيتو براحتنا ونجيب جنّة بس مابعرف شو اللي خلاه يلحقنا بعد وقت قصير ويخرب كل شي...قدر يقاومنا وساعدو رفيقو اللي دخل وأخد جنّة وهربها، وبعدين سمعوا الجيران بالاصوات وتدخلوا ومع هيك رفعت مسدسي وكنت بدي خلص عليه لو ماوصلت الشرطة بهاللحظة ..)
ناصر باستهزاء:
-(ماشاءالله عليكم، رجال واحد قدر يوقف بوجهكم ويعرقلكن إنتو ورجالكم؟! لا ومبسوطين إنكم تكاترتوا عليه وكسرتوه؟ بعد شو بعد ماطبع وجوهكم وهرب إختكم قدام عيونكم وانتو واقفين ماقادرين تمنعوه..بصراحة عجبتني بطولتكم ورجولتكم)
سمير بيقرب عليه بعصبية وبيقلو بحنق:
-(شو قصدك ولااا..انت بدك تعلمنا الرجولة؟! كنت ورجينا شو فيك تعمل لو كنت معنا؟!)
-(اي لو كنت معكم كنت ورجيتكم شو بينعمل؟)
سهيل بيتدخل:
-(إهدوا ياجماعة..مافي فايدة من هالكلام هلق وخلونا نفكر شو لازم نعمل؟!)
ناصر:
-(اللي لازم نعملو إنو نكفي المهمة اللي ماكفيتوها..ونخلص عليه وبعدها ندور بكل بيت من بيوت معارفو)
سمير:
-(رح إحكي مع رجالنا يشوفوا بأي مشفى موجود ، ويراقبوه وبعدها منلاقي طريقة نخلص عليه)
ناصر:
-(ماحدا بيقتلو غيري..انتو بس اعرفولي بأي مشفى موجود واتركوا الباقي عليي، والله لخليه يتمنى الموت هوي وياها ومايلاقوه..)
**
#يتبع
بيتونيا
(الحلقة7)
بعد انتظار بيطلع أخيراً الطبيب المشرف على وضع براء..
مازن وطارق بيسألوه بلهفة:
-(طمنا دكتور كيف وضعو؟)
الدكتور: -(للأسف تعرض لضرب وحشي سببلو أذية بأكتر من عضو من أعضاء جسمو إضافة لارتجاج دماغي بسيط وكدمات ورضوض متفرقة وكسر بأحد أضلاع صدرو)
الخوف بيسيطر عليهم..بيسأل مازن بقلق:
-(يعني وضعو خطر دكتور؟)
-(اطمنوا مافي خطر على حياتو ، بس رح يعاني من مضاعفات خطيرة شوي خاصة إذا ماالتزم بالراحة..
الضرب المبرح اللي تعرضلو بمناطق مختلفة من البطن وأسفل الصدر والظهر تسبب بنزيف داخلي للكبد وتلف بأنسجة الكلية اليمنى ...
نزيف الكبد رح نحاول نسيطر عليه بالأدوية والحقن والتدخل العلاجي وإذا ماسيطرنا عليه ممكن نضطر لعمل جراحي رغم إني بستبعد هالشي لأنو النزيف مانو نزيف حاد لحسن الحظ..بس الكدمة اللي تعرضلها عالكلية ممكن تسبب وذمة وورم دموي ورح يعاني من آلام حادة وضروري كتير يلتزم بالراحة حتى مايتأزم الوضع أكتر ونضطر كمان لتدخل جراحي..)
كلام الدكتور كان متل الصاعقة على مازن وطارق، والحزن على الحال اللي وصلو براء وأمو أدمى قلوبهم..
مازن قاعد وحاطط إيديه على راسو والهم عم يعصر قلبو ،وفجأة بيتذكر أختو وجنّة ، إنو نسوهم ومااطمنوا عنهم..بيطلع بطارق بقلق وبيقلو:
-(انت حكيت مع لبنى بعد ماتركناهم بالبيت؟)
طارق: -(لاوالله، ليش وعيت بعدها!)
بيطلع موبايلو بيلاقي مكالمات كتير فائتة من إختو، بيدقلها فوراً ..
لبنى بترد بلهفة وعصبية بنفس الوقت:
-(لك وينكم إنتو؟ معقول كل هالوقت مابتردوا ولابتطمنونا؟)
جنّة جنبها بتقرب عليها بلهفة منتظرة تسمع أي تطمين..
مازن بيرد: -(آسف لبنى ، صدقيني ماكان في فرصة..قليلي كيف الوضع عندكن؟ وجنّة كيفها؟)
-(جنّة منيحة ، طمني عن براء والخالة ناهد ، شو صار معكم؟)
مازن بيزفر بضيق ومابيعرف شو يقول بس بيحاول يتهرب من الشرح وبنفس الوقت مايشغلهم:
-(مناح مناح ، رجعوا أهلي شي؟!)
-(لا لسه ، بتعرفهم مابيرجعوا للمسا)
-(طيب، لبنى اسمعيني منيح ، إصحك تفتحي الباب لأي حدا ولاتطلعوا لبرا،وانتبهوا كتير منيح لبين ماكون إجيت)
لبنى بتقلو بتوتر:
-(لك مازن لاتخوفني ، احكيلي منيح كيف وضعو براء والخالة ناهد..فهمني وينكم انتو؟!)
مازن بتذمر:
-(أووووف لبنى ، بترجاكي لاتصرعيني وتضغطي عليي..نحنا بالمشفى بيجوز اتأخر شوي لحتى نطمن على براء والخالة ناهد منيح هيك؟وهلق بدي سكر واعملي متل ماقلتلك..باي)
بيسكر مازن وبيترك لبنى بحيرة وخوف وقلق..
جنّة بتسألها بلهفة:
-(طمنيني لبنى وينن؟ شو صار معن؟)
لبنى بتقلها بتوتر:
-(بس اطمن ببقى بطمنك جنّة..لأني مافهمت شي..)
وبتتركها وبتروح على غرفتها..وجنّة عم تشعل النار بقلبها أكتر..
**
طارق بيقول لمازن:
-(غلط وجودنا نحنا الاتنين هون وتاركين البنات لحالهم بالبيت)
مازن: -(طيب شو نعمل؟!)
-(لازم واحد فينا يكون معهم..لاتنسى إنك ممكن تخطر ببال عيلة الجلباوي كونك انت اللي عرفتهم على براء وممكن كتير يخطرلن يروحوا لبيتك)
مازن بتوتر:
-(لعمى ، كيف فاتتني هالقصة؟!)
بيزفر بضيق وبيكمل:
-(وبراء هون بخطر كمان، لك هدول مجرمين مابقى رح يتركوه بعد ماعرفوا إنو كان مخبي إختهم..آخ براااء آخ شو هالورطة اللي وقعت حالك فيها)
طارق:
-(مافي فايدة من الكلام هلق ، بعدين انت بتعرف كيف صارت القصة ، شو كنت منتظر من براء يعمل؟ يسلمهم ياها ويقلهم اعملوا فيها الي بدكن ياه اصطفلوا؟! بتعرف هالتصرف مانو من الشهامة أبداً!)
-(يعني هيك أحسن؟! خلص متل ماقلت مافي فايدة من الحكي..أنا رح روح لعند البنات وشوف شو لازم إتصرف)
-(برأيي خدهم على بيتي أأمن حالياً من بيتك لأنهم مابيعرفوني ولابيعرفوا بيتي وكمان منشان إمك وأبوك مايلاحظوا شي لما يرجعوا من دوامهم ، خود هي المفتاح)
-(ماشي بشوف، وانت انتبه منيح وخبرني إذا صار أي شي)
-(ماتاكل هم)
***
سمير عم يحكي تلفون:
-(متأكد؟! كتير منيح؟خلوا عينكم مفتحة منيح)
بيسكر وبيخبرهم:
-( الأفندي بمشفى الزاهرة..ورجالنا عيونهم عالمشفى ومراقبين الوضع منيح)
ناصر:
-(ممتاز، بقي نعرف وين ممكن تكون جنّة؟؟ أكيد رح تفكر تجي لعندو عالمشفى لهيك لازم تكون مراقبتنا مشددة)
سهيل: -(مابظن تعمل هيك حركة غبية وتجي عالمشفى لإنها رح تتوقع إنو نراقبها)
ناصر: -(معناها لازم توصلوا للشب اللي أخدها وهرب..عن طريقو بس ممكن نعرف مكانها)
حكمت:
-(تذكرت، نحنا تعرفنا عالأستاذ عن طريق شب بيشتغل وسيط بينا وبين شركة الحبوب وإسمو مازن مختار)
ناصر بامتعاض:
-(ولسه ساكت خالي عن هيك معلومة مهمة؟)
سمير: -(مازن مختار ما غيرو؟!! معناها لازم نبلش فيه لأنو أكيد عن طريقو لازم نعرف معلومات مهمة..بابا بتعرف عنوان بيتو؟)
حكمت: -(أكيد موجود بإضبارتو بسجلات الشركة)
سمير لسهيل: -( بتروح بتنكت الديوان بالشركة على عنوانو وبتجي)
سهيل: -(فوراً)
***
مازن بيوصل عالبيت ، بيدق الباب ، جنّة بتحس بالرعبة وبتقول بفزع:
-(مين هاد؟)..
لبنى بتهديها:
-(لاتخافي يمكن يكون مازن وماحب يفتح بالمفتاح منشانك..رح شوف)
بتقول: -(مين؟!) وبتطلع من عين الباب
مازن: -(لاتخافوا هاد أنا..)
بتفتح الباب بلهفة وبتقلو:
-(وأخيراً..)
بيدخل وبيقفل الباب وراه..
جنّة بتركض لعندو بلهفة وعيونها كلها ترجي وأمل إنو يطمنها..
بتقلو لبنى بنفاذ صبر:
-(ممكن تطمنا بقى شو صار؟!وليش كنت بالمشفى؟ قلي شو في؟)
جنّة بتقول برعبة: -(بالمشفى؟! لااا...لاتقلي إنهم أذوا براء بترجاك..)
مازن بيطلع فيها بحنق وبيفجر كل ثورة غضبو فيها:
-(لا اطمني ماأذوه ، بس كان بينو وبين الموت شعرة..شو متوقعة يكون وضعو؟؟! عم يدفع تمن تهورك واستهتارك..اطمني إخواتك ماتركوا محل بجسمو سليم..وفوق هاد إمو صابتها نوبة قلبية من قهرها عليه..انشالله تكوني مبسوطة هلق؟ وعشتي الحرية اللي بدك ياها؟!)
لبنى بتشهق وفقدت السيطرة على دموعها:
-( شو عم تقول؟شو صرلو؟)
جنّة بتوقف لحظات بصدمة ، تجمدت ملامحها.. ودموعها بس عم تعبر عن اللوعة اللي عم تحرق قلبها.. وفجأة بتنهار وبتركع عالأرض وبتصير تبكي بحرقة وتقول: -(أنا السبب ، مارح سامح حالي )..
لبنى بترق لحالها..بتمسكها وبتحاول تهديها وبترمي مازن بنظرات لوم وعتب..
مازن بيحس بالندم إنو قسي عليها هيك..بس بنفس الوقت حاسس إنو غضبو ماانطفى..
بيقلهم :
-(قوموا هلق خلونا نمشي من هون..احتمال كبير إخوات جنّة يجوا لهون لأنهم بيعرفوني وقادرين يوصلوا لعنوان بيتي بسهولة)
لبنى: -(لوين بدنا نروح؟!)
مازن: -(رح وصلكن حالياً لبيت طارق لبين مانشوف مكان آمن نحط فيه جنّة)
لبنى: -(أنا بدي روح عالمشفى عند براء بترجاك..)
مازن: -(لاتجني انتِ التانية..أصلاً وجود أي حدا فينا هنيك خطر على براء..أكيد رح يلحقوه عالمشفى ويراقبونا كلنا..)
جنّة عم تتذكر براء وهو عم يدافع عنها بكل شهامة..وكيف كانوا عم يتكاتروا عليه بوحشيتهم وهو عم يقاومهم وكل همو ينقذها حتى غامر بحياتو كرمالها..وكل ماتذكرت اللي صار بيزيد بكاها وبيعلى..
حست قلبها رح يطلع من بين ضلوعها ويروح لعندو يضمو ويداوي جراحو اللي تسببت فيهن..بس العجز مسيطر على كل حياتها اللي ولامرة استجابت لمشاعرها ورغباتها..
بتتمالك نفسها وبتتخذ قرارها وبتوقف وبتمسح دموعها وبتقلهن:
-(مافي داعي تروحوا محل ، ولاتحسبوا حساب حدا ..أنا رح خلص هالقصة وحط حد لعذاب الكل..)
مازن: -(شو قصدك؟!)
جنّة: -(أنا رح إرجع عالبيت واللي بدو يصير يصير ، مارح عرض حياة حدا للخطر مرة تانية ومارح إسمح إنو براء يبقى بخطر بسببي..بيكفي كل شي صار لحد هلق..إنت كان معك حق..أنا دفعت براء ودفعتكن تمن غبائي وتهوري واستهتاري..ودخلتكم بقصة مالكم فيها ، لهيك لازم صلح غلطتي وحط حد لكل هالمعاناة..)
وبتمشي باتجاه الباب..
بيمسكها مازن بحزم وبيقلها:
-(إنتِ أكيد جنيتي؟ مفكرة إنك هيك عم تعملي تضحية وتصلحي الوضع؟ ونسيتي إنك إذا تصرفتي هيك بتكوني عم ترمي كل شي عملو براء منشانك ورا ضهرك ..وبتكون كل تضحيتو واللي صار فيه وبأمو راحت عالفاااضي وبالآخر مارح يخلص منهم ورح يضل تحت سيف انتقامهم ورح يبقوا وراه لحتى يصفوا حسابهم معو وحضرتك بتكوني متل اللي قتل القتيل وقعد يتفرج على جنازتو..لوكنتِ حريصة فعلاً على سلامة الكل كان لازم تتصرفي هيك قبل مايصير اللي صار وترمي براء بالخطر وتتركيه بين أنياب الموت وتمشي)
جنّة بيزيد بكاها كل ماسمعت أكتر..بتحط إيديها على وجهها وبتبكي بقهر وبتقول:
-(طيب قولولي شو إعمل؟ كيف لازم إتصرف حتى ماورط براء وورطتكن أكتر؟ أنا غلطت بعترف بس ماعدت أعرف شو الحل الأسلم حتى ماينأذى حدا بسببي..أنا رح جن..)
مازن: -(هلق مافي وقت للتفكير..خلونا نروح من هون وبعدها منفكر بحل على رواق ، يلا إمشوا)
***
طارق قاعد جنب براء اللي كان لسه نايم من تأثير المخدر..بتدخل لعندو ممرضة وبتقلو:
-(لو سمحت لازم تروح للمحاسبة منشان تدفع الفاتورة)
طارق بيتلبك وكان نسيان هالقصة تماماً..بيقلها بارتباك:
-(مافينا نأجل الدفع شوي؟!)
-(للأسف تأخرتوا بالدفع أساساً، وإذا مادفعتوا خلال ساعتين رح نضطر نخرج المريضين من هون)
-(بس وضعهم مابيسمح إنو نطلعهم، معقول مافي رحمة؟)
-(لوسمحت ياسيد هيك قوانين المشفى وأنا مجرد موظفة هون ومافيي إخدمك بشي)
وبتتركوا وبتطلع..
طارق بيتوتر وبيفتش بجيبو ومابيلاقي معو إلا مبلغ صغير يادوب يكفيه حق أدوية..وأكيد مازن حالتو مارح تكون أحسن لإنو أكتر واحد مفلس فيهم..
بيحتار وبيفكر وبيحاول يلاقي مخرج..بس ماوصل لنتيجة لأنو أكيد المبلغ رح يكون كبير وخاصة إنو لشخصين (براء وأمو)
بيصفن شوي وبيطلع ببراء بأسف وبيقلو:
-(بعتذر ياصاحبي مضطر إعمل شي مايعجبك بس ماضل عندي خيار)
بيمسك موبايلو وبيتصل برقم.......
***
سهيل جاب عنوان بيت مازن وتوجهوا عليه فوراً هو وسمير وناصر..
بيدقوا الباب..بيفتحلهم رجال بالخمسين
سمير: -(مرحبا..هون بيت السيد مازن مختار؟)
-(إي أنا أبوه تفضل شو بتريد؟)
-(بدنا نشوف السيد مازن إذا سمحت)
عبدالرحمن(أبومازن): -( بعتذر مانو موجود بالبيت مين بقلو؟!)
سمير: -(مو مشكلة منرجع بعدين)
بيسكر الباب..بتسألو جيهان(إم مازن):
-(مين هدول؟)
-(مابعرف عم يسألوا عن ابنك بس شكلهم مو مريح)
-(انشالله خير..)
سهيل: -(شو نعمل هلق؟)
سمير: -(رح ننتظر قدام البيت لحتى يرجع)
ناصر: -(أنا عندي مشوار صغير لازم إعملو ، ببقى بتواصل معكم)
***
مازن بيوصل جنّة ولبنى لبيت طارق وبيقلهم:
-(انتبهوا كتير منيح..أنا رح إرجع عالمشفى وبعدها برجع لهون وبشوف شو نتصرف)
لبنى: -(مابتروح بدوني..بدي اطمن عن براء والخالة ناهد)
مازن: -(لبنى مافينا نترك جنّة لحالها..اصبروا بس شوي)
لبنى: -(مابقدر اتحمل ، جنّة بأمان هون ، بشوفو شوي وبرجع لعندها بترجاك)
جنّة رغبتها إنها تروح وتشوف براء كانت أكبر ولهفتها مدفونة بقلبها لأنها بتعرف هالشي مستحيل..وبنفس الوقت حست بالغيرة من لهفة لبنى على براء وهالشي وترها أكتر وخلاها تلوم حالها لأنها مرة تانية عم تفكر بأنانية..لهيك بتكابر كل مشاعرها وبتقول لمازن:
-(أنا رح كون بخير هون ماتقلقوا مارح يصرلي شي ، انتو روحوا اطمنوا وطمنوني..)
مازن متردد بس تعب من الأخد والعطا بيقول لإختو بتذمر:
-(ماشي إمشي خلصيني)
بيتركوا جنّة بالبيت لحالها برفقة دموعها وحسرتها وبيطلعوا..
***
طارق عند غرفة المحاسبة عم يحاول يقنعهم يصبروا بس ساعة تانية وقت بيوصل مازن ولبنى وبيشوفوه..
مازن: -(خير طارق شو في؟)
طارق بيقلن باستغراب:
-(ليش جايب لبنى معك؟ مين ضل عند جنّة؟)
-(ماقدرت عليها أصرت تجي وتطمن على براء)
-(معقول تتركوها لحالها؟)
لبنى بتذمر:
-(مو وقت نقاشكن هلق ..قلي وين غرفة براء بدي اطمن عليه)
طارق بامتعاض:
-(الغرفة رقم10 بالطابق التاني)
بتتركهم وبتمشي..
مازن: -(ماقلتلي شو في؟)
طارق: -(لك نسينا قصة الحساب ومامعنا هيك مبلغ عم حاول إقنعهم يصبروا لحتى يوصل العم نضال من العاصمة)
مازن بصدمة: -(شووو؟ حكيت مع العم نضال!)
***
براء بيفتح عيونو بصعوبة وحاسس بوجع قوي بكل جسمو..
الصورة قدامو لسه مغبشة ومو واضحة..
بيلتفت يشوف مين جنبو بيلاقي شخص غريب مابيعرفو عم يطلع فيه نظرات كلها شر..
بيستغرب وبيقلو وصوتو عم يطلع بصعوبة من وجعو:
-(مين إنت؟)
بيقرب هالشخص منو وبيحط إيديه على رقبتو وبيضغط عليها وبيقلو:
-(أنا رح كون أجلك..رح ندمك عالساعة اللي دخلت فيها بيني وبين خطيبتي ورح خليك تتمنى الموت وماتلاقيه)
براء عم يختنق وماعاد قدران ياخد نفس..عم يحاول يبعد إيدين ناصر بس حيلو الضعيف ماعم يساعدو..
بيضحك ناصر بسخرية وبيقلو:
-(شايف هاد العذاب؟ لسه ولاشي قدام اللي رح تعيشو..سمعت إنو ضلعك مكسور؟)
بيخلي إيد عم تضغط على رقبتو وبيحط الإيد التانية على صدرو وبيضغط بكل قوة..وبراء بيصير يتلوى من الوجع بين إيديه وبتطلع منو آه مكتومة..
ناصر: -(هيك بالضبط رح تكون كل حياتك، رح تبقى تتلوى من الوجع بين إيديي ياعديم الشرف..)
بهاللحظة بتفتح لبنى الباب وبتشوف براء وهو عم ينازع بين إيدين شخص مابتعرفو..
بتصرخ بفزع بعالي صوتها:
-(برااااء ، ساعدوني..)
ناصر بيتركو وبيطلع بسرعة بعد مايرمي لبنى بنظرة كلها شر ارتعدت منها مفاصلها..
بتركض لبنى بلهفة على براء اللي كان عم ياخد أنفاسو بصعوبة والشحوب سيطر على وجهو
بيوصلوا الممرضات والدكتور بس ناصر كان هرب..
لبنى جنب براء عم تبكي وترجف:
-(براء صرلك شي؟ طمني إنت بخير؟)
بس براء ماعم يقدر يحكي من وجعو..ولسه عم يحاول يستجمع أنفاسو المخنوقة..
بيقرب الدكتور بسرعة وبيقلها:
-(خليني شوفو لو سمحتي)
بتبعد لبنى وبيصير الدكتور يفحصو..
بيوصل مازن وطارق وبيستغربوا من التجمع اللي صاير بغرفة براء..
أول ماتشوفهم لبنى بتركض بلهفة وبترمي حالها بحضن أخوها وبتصير تبكي وتقول:
-(مااازن كانوا رح يقتلوا برااء قدام عيوني)
مازن وطارق بصدمة: -(شووو؟!)
***
قدام باب المشفى استنفار حقيقي..
سيارات فخمة ومرافقة..وكادر المشفى كلو مستنفر..
الممرضات عم يحكوا ويتهامسوا:
-(عم يقولوا في ابن مسؤول مهم عنا بالمشفى)
من بين السيارات الفخمة اللي وقفت قدام باب المشفى..بينزل شخص خمسيني ، شخصيتو كلها هيبة ووقار ، مرافقتو بتشكل حاجز قدام المشفى..
وهو بيدخل ووراه اتنين من المرافقين ، بيعطيهم إشارة بإيدو مايلحقوه..
مدير المشفى بيستقبلو عالباب بحرارة:
-(أهلا وسهلا نضال بيك شرفتنا..)
نضال بيك بهيبتو ووقارو ماقدر يخفي اللهفة والقلق الظاهرين على ملامحو:
-(ابني وين؟؟ وين براااااء.؟!.)
***
#يتبع
.(الحلقة8)
الدكتور أعطى براء إبرة مسكن لأنو كان عم يتوجع كتير..وخاصة من صدرو ..
ورفقاتو لسه جنبو قلقانين عليه..
بهاللحظة بيفتح الباب وبيدخل منو نضال بيك
الكل بيطلعوا ببعضهم بتوتر..
براء منشغل بوجعو والدكتور لسه فوق راسو ، وماانتبه مين دخل..لحتى يسمع صوت ملهوف ومخنوق عم يقول:
-(براااء ، حبيبي..)
للحظة بينسى براء وجعو وبتغلب ملامح الصدمة ملامح الوجع على وجهو..
نضال بتزيد لهفتو وخوفو لمايشوف حالة براء والكدمات اللي بوجهو..بيقول بتوتر وخوف ممزوج بغضب:
-(لك مين عمل فيك هيك؟)
وبيقرب عليه بدو يضمو..بس براء بيبعد عنو وبيدفعو بإيدو وبيقول بجفاء:
-(إنت شو جابك لهون؟!)
نضال بخيبة أمل:
-(مارح تكسر عنادك؟؟ لإيمت رح تضل تبعدني عن حياتك)
براء بيغلبو وجعو مرة تانية..
نضال بيقول للدكتور بقلق:
-(ليش عم يتوجع هيك؟ إعطيه شي يريحو بترجاك)
الدكتور: -(عطيتو مسكن بس بدو شوية وقت لياخد مفعولو ويرتاح)
-(وليش انتظرت لهلق لتعطيه المسكن؟! لازم ينوجع كل هاد لتفكروا تريحوه؟)
الدكتور: -(وجعو ازداد بسبب الضغطة اللي تعرضلها من شوي على صدرو قريب من ضلعو المكسور)
بيطلع نضال بالكل بقلق وحيرة وتوتر:
-(ضغطة شو؟ مين اللي ضغطو على صدرو؟ ومين عمل فيه كل هاد خبروني؟!)
بس الكل بيسكت وماحدا بيعرف شو لازم يرد..
براء ابتدا يغفى بعد ماأخد المخدر مفعولو..
نضال بيطلع فيه بقهر وبيمسح بإيدو على وجه إبنو..
وبيصير يهمس:
-(وين في أب بالعالم محرم عليه يلمس وجه إبنو إلا إذا كان إبنو غايب عن الوعي؟!)
وبتنزل دمعة من عينو..
بعدها بيرجع بيطلع بمازن وطارق نظرة حادة وبيقلهم بحزم:
-(هلق بدكم تشرحولي شو صاير؟ مين اللي حاول يقتل ابني وليش؟ إحكوا لشوف)
مازن بيقول بمغمغة:
-(عم نضال قصدي نضال بيك، بفضل نترك الموضوع لبراء هو يشرحلك)
نضال: -(خايفين تخبروني ويزعل منكم براء ماهيك؟ لك هاد ابني ، ابني ، حتى لو قسي عليي وطلعني من حياتو رح يبقى ابني غصباً عنو وعن الكل..لهيك من حقي أعرف وتخبروني)
ومرة تانية بيلتزموا الصمت..
نضال بتذمر:
-(هيك لكن..معناها أنا رح أعرف بطريقتي..)
***
سمير وسهيل بسيارتهم ولسه ناطرين قدام بيت مازن..
بيرد سمير على تلفون إجاه من واحد من رجالو اللي مراقبين المشفى:
-(شو ؟ شو الوضع؟ في شي جديد؟)
-(يابيك في موكب لمسؤول وقف قدام المشفى ، حاولنا نتحرا عنو وعرفنا إنو موكب اللواء نضال بيرقدار رئيس أفرع الأمن الداخلي بالبلد كلو..)
-(شو؟ اللواء نضال بيرقدار؟ طيب ماعرفتوا لعند مين جايي!؟)
-(اللي فهمناه إنو إبنو بالمشفى بس ماعرفنا تفاصيل أكتر)
سمير بيحكي مع حالو بتذمر:
-(هاد اللي كان ناقصنا ، هلق وقتو هاد!)
-(عفواً يابيك!؟)
-(لا ولاشي ، بتعرفلي فوراً مين إبنو وشو وضعو وإذا مطول هون ، بدي تفاصيل دقيقة فهمت؟!)
-(حاضر يابيك)
سهيل جنبو بيسألو بفضول:
-(شو صاير؟)
سمير بعصبية:
-(صاير كل شي بيخليك تاكل هوا ، منيح؟!)
سهيل بيسكت لمايشوف عصبية أخوه وبيكتم فضولو..
***
نضال معصب وعم يصرخ على مدير المشفى والطاقم الإداري..
: -(فهموني كيف بيدخل شخص على غرفة ابني وبيحاول يقتلو بهالسهولة وانتو ولا عند سيدكن خبر؟!)
مدير المشفى:
-(سيدي الاطباء والممرضات كانوا بغرفة جنبو وعم يطلوا عليه بشكل دائم ولما تركتو الممرضة آخر مرة كان رفيقو جنبو)
نضال بعصبية أكبر:
-(يعني تاركين مهمة الاهتمام فيه على رفيقو؟! أنا بدي إفهم كيف بيدخل مجرم على غرفة مريض عندكم بهالسهولة؟! شو هالحماية الأمنية بمشفاكم واللي بترفع الراس)
-(منعتذر يابيك وانشالله رح نتفادى هالغلط)
-(بدي كل مشاهد تسجيلات الكاميرات تكون عندي بأسرع وقت..وبدي كل أسماء حراس الأمن والمسؤولين عن دخول وخروج الزوار لأنو كلهم رح يتحولوا للتحقيق)
وبيطلع بعصبية وبينظر بغضب لرفقاتو اللي كانوا ناطرين عند الباب وبيقلهم:
-(مين هالشخص اللي كان بدو يقتل براء؟! بتعرفوا إني رح أعرف كل شي متل ماعرفت بقصة هالندل..بقى خبروني بالقصة وتفادوا غضبي)
الكل بيلتزم الصمت..
بيهز براسو بحنق وبيقلهم :
-(خليكن ساكتين هيك إياكن تنطقوا بحرف)
بياخد نفس عميق بيحاول يمتص فيه غضبو وبعدها بيسألهم:
-(ناهد كيف وضعها؟!)
طارق بحزن:
-(للأسف قلبها تعبان وعم يقولوا إنها ممكن تحتاج لقسطرة لانو عندها شريان مسدود)
بيزفر بضيق:
-(ليش هيك صار ، آخ بس ، انتو ارجعوا لبيوتكم أنا رح ابقى هون جنب براء )
مازن: -(بيضل حدا فينا معك عالأقل)
بيرد بحزم:
-(قلتلكن روحوا..براء بأمان بوجودي وللصبح فيكن تجوا تشوفوه)
بيطلعوا من المشفى وهنن عم يتبحاثوا شو ممكن يتصرفوا..
رجال عيلة الجلباوي المكلفين بمراقبة المشفى لسه ناطرين وأول مايطلعوا بيتصل واحد من الرجال بسمير وبيقلو:
-(يابيك الأشخاص اللي كانوا مع الإستاذ طلعوا كلهم من المشفى)
سمير: -(متأكد إنهم اللي كانوا معو؟)
-(متأكد يابيك..هنن شبين وصبية كانوا كل الوقت معو بالمشفى)
-(سماع منيح لكن..بتلحقوهم وبتخبروني وين بيروحوا وبتترك اتنين من الرجال قدام المشفى ولاتنسى تتابعلي تفاصيل زيارة اللواء فهمت منيح؟)
-(بأمرك يابيك)
**
طارق: -(جية لبنى لهون كانت غلط ، كيف بدنا نرجعها لبيتي؟ بخاف يكون حدا مراقبنا هون ويلحقنا؟)
بيرن تلفون مازن : -(هاد أبي..اي بابا..لبنى معي ، خلص بس اجي بشرحلكن..ماقالولك مين؟ طيب ماشي..)
بيسكر وبيقلهم: -(تفضلوا وهي سألوا عني بالبيت، وأهلي انشغل بالهم لأنو تأخرنا)
لبنى: -(طيب وشو لازم نعمل هلق؟من وين إجتنا هالمصيبة؟ مابيكفي اللي صار لبراء من تحت راسا..)
طارق: -(خلص لبنى انت مانك مجبورة تروحي..أنا رح روح وحاول ضيعهن بالطريق وبحاول آخدها لبيت خالتي)
مازن: -(لك شو تاخدها لبيت خالتك؟ مابدنا عالم تانية تعرف أو تتورط بالقصة خلص خليها عندك ولبنى بتروح معك ، أساساً مابيصير يبقوا لحالهم لازم يكون رجال معهم..)
بيطلع بلبنى وبيكمل:
-(اتحملي اليوم وابقي معها ، المخلوقة حياتها بخطر..براء عمل كل هاد لينقذها مو معقول نروح تضحيتو بالأرض ونرميها بالخطر ..أنا رح قول لأهلي إنك عند رفيقتك ولبكرا بيحلها ألف حلال)
لبنى بامتعاض: -(أووف ، ماشي بس كرمال براء)
مازن: -(انتبه منيح طارق لاتخلي حدا وراك)
طارق: -(ماتاكل هم)
أول مايمشوا بيلحقوهم رجال الجلباوي..
طارق بيتبع حيلة وبيضللهم ، بياخد تكسي وبينزل بشارع قريب من بيتو وبيدخل هو ولبنى بسرعة من مدخل بحارة ضيقة مابتدخلها السيارة وبيكمل مشي لبيتو بطرقات وشوارع متداخلة ببعضها..
**
مهدي(واحد من رجال الجلباوي):
-(ألو سمير بيك،ضيعنا أثر الشب والصبية ، وفي شب رجالنا لسه ملاحقينو)
سمير بينفجر من الغضب:
-(لك كيف بتضيعوهم ياحمييير، مابتصلحوا غير لأكل العلف ، وشو صار بالمعلومات اللي قلتلك عليها؟)
مهدي: -(كلفت نزار يتابعها بالمشفى ورح يخبرك أول بأول، أنا شو أعمل إرجع للمشفى؟)
-( إي رجاع طبعاً لازم تكون عيونكم عشرة على عشرة على هداك الواطي..بيكفي ضيعت أثر رفقاتو مابدي تضيعوا أثرو هوي كمان)
-(أمرك يابيك)
سهيل بيقلو بلهفة بعد مايسكر:
-(شوف في شب جاي وكأنو وراه سيارة من سياراتنا)
سمير: -(معناها هاد مازن لأنو رجالنا ملاحقينو..الحمير لاحقولي هاد وضيعولي المهم)
مازن بيدخل من مدخل البناية ، سمير وسهيل بينزلوا من السيارة وبيدخلوا وراه..
سمير: -(سيد مازن)
مازن بيلتفت بتوتر: -(سمير بيك؟؟ أهلين؟)
-(كنا عاوزينك بموضوع مهم لو سمحت)
-(تفضلوا؟)
-( الأستاذ براء ، إنت عرفت أبي عليه وتواسطت ليعطي دروس لأخي بتتذكر؟)
مازن بيزيد توترو:
-(اي طبعاً، خير شبو؟ ليكون ماعجبكن أداؤه؟)
سهيل بسخرية:
-(لابصراحة عجبنا كتير وفوق ماتتصور)
سمير بينهرو: -(خراس انت)
بيطلع بمازن وبيقلو:
-(يعني مابتعرف شو عامل؟! حسب علمي كنت عندو بالمشفى؟)
مازن بيصير يتصبب عرق..مابيعرف كيف فاتتو القصة ونسي إنهم بيعرفوا وجودو بالمشفى مع براء..
بيجاوب بارتباك:
-(اي ، اي صح ، خبروني إنو عامل حادث ورحت إطمن عليه ، ليكون زاعجكن بشي؟)
سمير بينظرلو نظرات كلها شك وبيقلو:
-(شوف سيد مازن ، نحنا مابدنا نأذيك أو نزعجك لأننا محترمين علاقة الشغل اللي بيناتنا وأبي بصراحة بيقدرك وبيحترمك ،لهيك بتمنى تكون عند حسن الظن وتتعاون معنا)
توتر مازن عم يزيد وماعم يعرف يسيطر على ارتباكو:
-(مافهمت؟ بشو؟! بشو إتعاون معكم؟)
-(بدنا منك كل عناوين رفقات وأقرباء رفيقك براء..)
مازن تمنى بهاللحظة تنشق الأرض وتبلعو ليخلص من هالورطة..بيضل دقايق مابيعرف شو يرد ، سكوتو بيستفز سمير بيقلو بحنق:
-(شو قلت؟ منتظر ردك؟)
مازن بيستجمع طاقتو وبيرد بانزعاج :
-(على أي أساس بدي إعطيك هالعناوين؟ وليش؟ شو شايفني جاسوس على رفيقي مثلاً؟!)
سمير بلهجة كلها شر:
-(على أساس إنك تثبت حسن نيتك وبراءتك من تصرف رفيقك الأرعن؟!)
-(ماني مضطر إثبتلك شي ، ومابعرف عن شو عم تحكوا ، وهلق عن إذنكن عندي شغل)
بيدير ضهرو بدو يفوت لبيتو..
بيمسكو سمير وبيحط إيدو على رقبتو وبيثبتو عالحيط وبيقلو بلهجة تهديد:
-(سمعني منيح ولااا، رفيقك خطف إختي وتعدى على كرامتنا وعلّم على شرفنا بتصرفو الأهوج، لهيك معك لبكرا بس يابتجبلي مكان إختي ياإما رح إطلع بروحك وروحو وإمحيكم عن وجه الأرض فهمت؟)
مازن عم يختنق ومو قدران يحكي ، وأبوه سمع صوات قدام البيت ، بيفتح الباب بيلاقي إبنو بين إيدين سمير..بيهجم عليه وبيبعدو عن إبنو وبيصرخ فيه:
-(شو بدك من إبني ولا؟ انقلع أحسن ماإطلبلك الشرطة)
سمير بيطلع بمازن بكل حقد وبيقلو:
-(تذكر كلامي منيح) وبيمشي هو وسهيل..
عبد الرحمن: -(مين هدول؟ وشو بدن منك؟)
مازن عم يلتقط أنفاسو: -(لاتشغل بالك أبي قصة فاضية)
-(كيف قصة فاضية؟ الزلمة كان رح يخنقك)
-(خلص أبي قلتلك مافي شي ،خلاف بسيط عالشغل وبكرا بحلو)
بيدخل عالبيت بعصبية بتلاقيلو إمو:
-(شو صاير؟ ووينها إختك؟)
-(أختي عند رفيقتها بكرا الصبح بتجي ،تصبحوا على خير)
بيدخل على غرفتو وبيسكر الباب وراه وأهلو محتارين من حالتو..
***
طارق ولبنى وصلوا عالبيت..بتلاقيلهم جنّة بلهفة:
-(طمنوني كيف صار براء ؟ والخالة ناهد كيفها)
لبنى بتقلها بعصبية:
-(إنت ِمن وين طلعتيلنا؟ كل هالمصايب بسببك؟ قلقتي راحة الكل..ومابيكفي اللي صار ببراء من وراكي لسه كانوا لاحقينو عالمشفى وبدهم يقتلوه..شفتو بعيوني كيف كان عم يحاول يخنقو،
ولو مالحقتو بآخر لحظة أبصر شو كان صار..)
جنّة بخوف وتوتر : -(شووو؟ شو صار؟ مين كان رح يقتلو؟!)
-(لسه مامنعرف مين؟ لأنو براء ماكان قدران ينطق من وجعو؟! انشالله تكوني مبسوطة؟ مابلوم أخي لما عصب عليكي كان معو حق )
جنّة بتنهار مرة تانية ، صار البكي رفيق كل لحظة من لحظاتها..
طارق: -(بيكفي لبنى ، شايفة المخلوقة منهارة خلص بقى لاتزوديها)
جنّة بتسألو بخوف:
-(مين عند براء طيب؟ أنا خايفة يحاولوا يأذوه مرة تانية)
طارق: -(ماتخافي هوي بأمان هلق، أبوه موجود ومرافقتو حاصرت المشفى، مابقى الطير بيتجرأ يقرب)
جنّة باستغراب: -(أبوه؟!)
***
سمير وسهيل أول مايطلعوا بالسيارة بيلاقوا ناصر رجع لعندهم..
سمير: -(وين كنت كل هالوقت؟!)
ناصر: -(في مهمة عملتها وريحت قلبي)
-(مهمة شو؟)
-(بعدين بتعرف، المهم شو صار معكم انتو؟)
-(ماصار شي، ماقدرنا ناخد معلومات منو، بس اطمن رح نضل وراه لنحصل عاللي بدنا ياه ، امشوا عالبيت هلق)
بيرن تلفون سمير ، بيرد:
-(اي نزار، عرفتلي لعند مين جاي اللواء؟)
-(يابيك ، الأستاذ براء طلع ابن اللواء نضال بيرقدار)
سمير بيصفر لونو وبيتعرق وجهو:
-(شششو ، شو قلت؟! انت أكيد مخربط؟! ، ولاك روح تأكد من معلوماتك وبعدها خبرني)
-(متأكد يابيك ، حتى هو عندو هلق وقلب المشفى فوقاني تحتاني لأنو في حدا دخل على غرفة ابنو وحاول يقتلو ، وطاقم الحراسة للمشفى كلو تحول للتحقيق من ورا القصة)
-(لك انت شو عم تخرف؟! خلص سكر سكر وراقبلي الوضع منيح)
بيسكر سمير والصدمة على ملامحو وبيصير يتصبب عرق..
بيسألو سهيل باستغراب:
-(شو حالك؟ ليش اصفريت هيك؟)
بيطلع فيه بعصبية:
-(ولاااا، انت متأكد إنك شفت الأستاذ براء عم يشتغل بنقل البلوك ولااا؟ لتكون كذبت لتسكتني؟)
-(طبعاً متأكد ، ماأنا ضليت وراه لحتى عرفت بيتو شو نسيت؟)
-(وشفتو بعينك عم يعتل بلوك؟)
-(لك اييي شفتو بعيني، حتى اشتغل شغل الحمار مابيشتغلو)
ناصر: -(لك شو قصتك؟ ليش عم تسأل ومستغرب ؟ شو في؟)
بينظرلو سمير كمان نظرة حنق وغضب وبيقلو بامتعاض:
-( وانت التاني هي مهمتك اللي رحت تعملها؟! دخلت على غرفة براء وحاولت تقتلو؟!)
ناصر: -(شو عرفك؟!)
-(شو عرفني؟؟! والله لنزلغط ويزلغط معنا اللي خلفوني وخلفوك، ولك غبي ليش تتصرف من راسك من كل عقلك كان بدك تقتلو بالمشفى؟)
-(ماكان بدي اقتلو ، هددتو وعلمت عليه بس وفشيت خلقي ،وإلا الموت بكير عليه لازم يموت ألف موتة قبل ماقرر إنهي حياتو)
-(والله شكلك إنت اللي رح تموت ألف موتة وتصير وجبة دسمة للدبان الأزرق)
-(شو قصدك؟ ليش هالحكي هلق؟)
-( ليش هالحكي؟ لك براء طلع ابن رئيس أفرع الأمن الداخلي بالبلد ، ابن اللواء نضال بيرقدار)
سهيل وناصر بيصفر لونهم وبيزرق وبيقولوا وعيونهم رح تنفجر من الصدمة: -(شووووووو؟!)
***
نضال قاعد جنب براء اللي كان لسه نايم ، عم يتأملو بحنية وشوق..بترجع ذاكرتو عشر سنين لورا..كان عمر براء وقتها 19سنة تقريباً وكان عم يستعد يسجل بالجامعة الفرع اللي بيحلم فيه وهو الطب وكان حابب يختص بطب الأعصاب..هاد كان حلم حياتو ودرس بالثانوية باجتهاد وجاب مجموع عالي يأهلو للفرع اللي بيحلم فيه..
نضال بحكم طبيعة شغلو كان يسافر ويغيب كتير وكان بوقتها ضابط عميد ورئيس فرع الأمن الداخلي بالعاصمة..ورغم غيابو المتكرر كان معيش عيلتو حياة كريمة ومرفهة..وكان براء بالنسبة إلو الدنيا كلها..
بيرجع لذاكرة نضال هداك اليوم اللي قلب حياتو وحياة عيلتو رأساً على عقب..
كان بإجازة يومها..قاعد مع براء عم يخطط لمستقبلو ويبنوا أحلام..وين رح يفتحلو العيادة لمايتخرج وكيف رح يجهزها ماترك تفصيلة صغيرة أو كبيرة إلا وخطط إلها معو ، كانت سعادتو مابتنوصف بإبنو وحاسس بالفخر فيه..
وبوقت كان نضال منهمك مع براء بهالأحلام..بيرن الهاتف الأرضي بترد عليه ناهد..
-(اي موجود ، مين قلو؟! مشفى؟ مشفى شو؟! مين؟!)
صدمة ، ذهول ، رجفة احتلت جسمها..
بيطلع فيها براء بقلق:
-(ماما شبك؟)
وناهد عيونها تسمرت على نضال ، نظراتها مابتنوصف ، بس الشي الوحيد اللي ممكن يتفسر منهم هو الصدمة..والدموع اللي ابتدت تتجمع بكثافة على صفحة عيونها..
نضال بتوتر:
-(ناهد شبك؟ شو في؟)
براء بيقرب منها وبيحاول يوعيها بيلمس وجهها وبيمسح عرق جبينها:
-(ماما حبيبتي ، إصحي ، شو صرلك؟)
بياخد نضال التلفون وبيحكي:
-(الو، الو..) بس يبدو انو اللي كان عم يحكي سكر..
براء قلقو عم يزيد:
-(ماما رعبتيني شو حالك؟!)
ناهد ابتدت تتحول نظراتها لنضال لنظرات غضب وخيبة ، وبتقلو بقهر:
-(مرتك إجاها الطلق بكير ، وضعها خطر ، روح إلحقها)
براء بيطلع بذهول بأبوه اللي كان عم يتصبب عرق وملامحو مابقى تتفسر..
بعدين بيركض نضال على موبايلو بيلاقي مكالمات فائتة كتيرة ومامنتبه عليها لأنو كان عالصامت ، بيضرب على راسو..وبياخد جاكيتو وبيتوجه عالباب بسرعة ولهفة لما بيوقفو صوت براء:
-(بابا..وين رايح وتاركنا ورا ضهرك من دون ماتفسر شي؟)
نضال: -(بعدين براء بعدين..)
بيتركهم وبيمشي ، بهاللحظة ناهد بتنهار وبتظهر عليها أعراض الجلطة..براء بيصرخ بخوف:
-(ماما..) وبتوقع بين إيديه من دون حراك..
العجز ، الخوف ، القهر ، الوحدة ، الحيرة ، مشاعر كتيرة وقع ضحيتها براء..ومابقى عرفان شو يعمل وشو يتصرف..أمو بين إيديه فاقدة الوعي ومو عرفان كيف يتصرف وكيف يسعفها..
الدنيا ليل وبيتهم بعيد عن الطريق..وصعب يلاقي سيارة ليسعفها؟
بيتصل بأبوه ودموعو عم تنزل على خد أمو بحرقة..بس أبوه مابيرد..بيحاول مرة واتنين ومابيرد..
بيتصل بالإسعاف..وبيوصل بعد أكتر من نص ساعة تلفت خلالها أعصاب براء وخلصت دموعو..
كان براء عندو أمل لو رد عليه أبوه إنو يسعفها بسرعة أكبر ..بس أبوه خذلو و مارد ، ومع هيك بقي كل الطريق وهو بسيارة الإسعاف عم يحاول يتصل فيه بس مافي أي جواب..
وانقطعت أخبار أبوه..شهر كامل..شهر كامل مافي أي اتصال ولا زيارة ولاخبر..كأنو نسيهم ومافكر يسأل شو صار فيهم وكيف بيكون حالهم..
ناهد صابتها جلطة تسببتلا بشلل نصفي..وبراء عاش أيام أمر من القطران..
تكاليف المشفى والدوا والعلاج خلصت كل قرش موجود معهم ، حتى المبلغ اللي كانوا تاركينو لتكاليف التسجيل بالجامعة وأقساطها اضطر يصرفو ، ولسه براء بحاجة يدفع إجرة التكاليف الباقية والتحاليل ومبلغ بقيان من قسط المشفى..
ضاقت الدنيا ببراء أكتر..وكرامتو مابقى طاوعتو يتصل بأبوه اللي مارد ولامرة على اتصالاتو ، ولحد هلق ماسأل عنهم ولااتصل ولافي عنو أي خبر..وأمو وضعها بيأسي والطبيب خبرو إنها رح تبقى عاجزة وصعب ويمكن مستحيل تقدر ترجع تمشي من جديد..انقلب عالم براء بين يوم وليلة..وكان كل ماينام ويفيق يتمنى لو كان كل شي مر فيه عبارة عن كابوس وصحي منو..بس للأسف كل شي كان واقع أمر من العلقم..
براء حاول يقنع إدارة المشفى يصبروا عليه ليدفع المبالغ المترتبة عليهم ويقدر يخرج أمو..وكانوا بالمشفى عم يعطوه فرصة منشان اسم أبوه..
بيحمل براء كل مشاعر القهر والخيبة اللي عايشها وبيصير يمشي بالشوارع متل التايه..وعم يفكر بمخرج للمصيبة اللي وقعان فيها..
وهوي ماشي سارح بأفكارو وهمومو بتوقع عينو على لافتة على باب مطعم مكتوب فيها:
-(مطلوب عمال تنظيف أرضيات وبأجر جيد)
بيصفن بقهر وبتغص الدمعة بعينو ، بس ماضل عندو خيار..وقرر يدخل ..كانت أول مرة بيجرب فيها براء يشتغل وبيجرب طعم الذل بكل معنى الكلمة..
سأل صاحب المطعم عن الشغل والأجرة..وكان الأجر منيح وممكن يسندو بضيقتو هي..
براء: -(طيب إيمتى أوقات الدوام وإيمت فيي بلش؟)
صاحب المطعم: -(أنا لازملي أكتر من عامل وبأكتر من دوام فيك تختار اللي بيناسبك..ممكن تبدأ هلق بدوام نهاري ست ساعات ، وممكن تبدأ بدوام ليلي بتجي بعد ال12 بس بوقت دوامك مالازم تترك زاوية بالمطعم ماتتنضف، نظامنا كل ساعة لازم تعقيم وتنضيف لكل المطعم لأنو بتعرف بحكم الزباين الطالعة والفايتة بيتوسخ بسرعة ومابيليق بمطعمنا يظهر بمظهر مو نضيف)
براء: -(فيي اشتغل بالدوامين وآخد أجرين؟!)
صاحب المطعم بدهشة:
-(فيك طبعاً ، بس مو صعب عليك ولك ابني)
-(لاأبداً ماصعب..أنا محتاج لهالمبلغ..وببدا فوراً إذا بتحب)
-(متل مابدك..فيك تبلش لكن..)
وهيك بيقدر براء يأمن قسط للمشفى بشق الأنفس..وبيقدر يطالع أمو ويوقع على سند بالمبلغ الباقي..
بس ضل عندو عائق..وهو البيت..بيتهم بعيد عن الطريق وعن الجامعة وشغلو ومابيقدر يترك أمو لوحدها بهيك مكان بعيد وهيي عاجزة هيك..وصار لازم يأمن ممرضة تبقى مع أمو بغيابو ، وبتكبر الصعوبات وبتزيد..وبتضيق الدنيا فيه أكتر..والوقت عم يمضى ولسه مافي من أبوه أي خبر..