Stories 📖
21.2K subscribers
40 photos
162 files
111 links
قصص وروايات متنوعة
➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹⋅➹

نضجت للحد الذي استبدلت وجود الاخرين بقراءة كِتاب 📙
🌿18/10/2019🌾

follow us Instagram : 💚
https://www.instagram.com/mantury.vdo/


للتواصل ... 💚
@Stories_3_bot
Download Telegram
بيفتح براء الباب ، وأول مايشوفو نضال بيقرب عليه بلهفة ليضمو، بس براء بيبعد عنو وبيقلو بجفاء:
-(تفضل فوت)
بيدخل نضال وهو حاسس بالغصة..بيسألو:
-(وينها إمك؟)
-(تفضل منحكي بغرفتها منشان يكون الحديث إلو معنى أكتر..)
بيمشي براء وبيلحقو نضال على غرفة ناهد اللي كانت متسطحة بفرشتها..
أول مايشوفها نضال بيبتسم ابتسامة ارتباك وبيقلها بحرج:
-(كيفك حبيبتي؟ شو مارح تلاقيلي؟)
براء بسخرية: -( اي طبعاً ، رح تلاقيلك وتضمك بالأحضان)
ناهد: -(براء؟!)
وبتدير وجهها عن نضال وبتصير تبكي بقهر..
براء بيقعد جنبها وبيضمها وبيقلها:
-(بعتذر إمي..)
نضال لحد هلق ماعرفان إنو مرتو صارت مقعدة وكل فكرو إنها متسطحة بس ومارضيانة تقوم وتستقبلو..
بيقلهم بضيق:
-(ياجماعة أنا تعبان ومشتاقلكم كتير وبحاجتكم ، جاي حتى إشبع منكم وارتاح من ضغط الحياة ، بترجاكم لاتزيدوها عليي وخلونا ننسى الماضي ومستعد اشرحلكم كل شي واعتذرلكم للصبح؟)
براء بيقوم بعصبية وبيقلو بنبرة غضب مع استهزاء:
-(مشتاقلنا؟ وبحاجتنا؟ وبدك ترتاح؟ كأنو الأنا عندك شغال على أعلى مستوى؟!وكل شي بحياتك بيدور محورو حولين رغباتك ومشاعرك وحاجاتك؟كأنو هالمعاني فضفاضة عليك ومو قدران تمارسها مع الناس وبدك بس الناس تمارسها معك؟)
نضال: -(براء ابني بتفهم غضبك وعتبك بس هاد مابيعطيك الحق تتجاوز حدودك معي؟!)
-(حدودي؟! ليش انت بتعرف حدود لشي يااا....نضال بيك؟ليكون بعلمك أنا تجاوزت من زمان حدودي معك من لمانسيت وجودك بحياتي، من لما تركتنا وراك متل الكلاب من دون ماتسأل مرة وحدة ، مرة وحدة بس شو صاير فينا..من لما درت ضهرك بهداك اليوم وتركت إمي عم تموت بين إيدي ومابقى ترد على اتصالاتي..تجاوزت حدودي لمااحتجتك مرة واتنين وتلاتة وعشرة لتكون معي وتسندني وترفعني لماوقعت وتعثرت وتعبت ومالاقيت منك إلاالتخلي والخذلان...ذكرك ياسيادة العمييد كم مرة قلتلي كيف حالك من أربع شهور لهلق؟ كم مرة قلتلي شو لازمك؟شو ناقصك؟ كيفها إمك؟ شو مشاعرها بعد الخيبة اللي عيشتها ياها؟ كيف صحتها؟ عديتهم ياترى؟ أكيد مابحاجة تعد ، لأنو ولامرة ، ولامرة سألت؟ قلتلي إنك بحاجتنا؟ يعني إنت إجيت لماحسيت بحاجتك إلنا؟ كتر خيرك والله..منيح تذكرت إنو عندك ابن وزوجة تحتاجهم..بس للأسف ماتذكرت ولامرة إذا هنن احتاجوك).
نضال بيحس بالحرج من نفسو بس بيبرر:
-(ابني بشو قصرت معكم ،صح أنا غبت فترة بس إنتو متعودين على غيابي وكنت عم ابعتلكم مصاري على طول؟ إنت مابتعرف ظروفي لهيك لاتحكم عليي هيك..وأنا مارديت عليك يومها لأني كنت خجلان من حالي ومابعرف شو لازم قول وبنفس الوقت موقدران برر وفسر وأنا بهديك الحالة..صدقني أنا مابستاهل منك كل هالقسوة..)
بيضحك براء ضحكة عالية وبيقلو بسخرية مع لوعة ظاهرة:
-(مابتستاهل؟ صح معك حق والله مابتستاهل؟ لك امي انشلت بسببك ، انجلطت من عملتك، انجلطت لماكنت عم اتصل فيك لتساعدني إسعفها وحضرتك ماعم ترد؟ مابتستاهل وابنك صار يتصل فيك ويتصل ليخبرك إننا بحاجتك وانت ولاعبالك خجلان من أفعالك؟! ولمااتكرمت واتصلت ماغلبت خاطرك وسألت كيف وضعنا بس حكيت لتخبرني عن مشغولياتك وضغوطك يعني عن حالك متل عادتك وسكرت قبل ماتعطيني فرصة انطق حرف؟ صح مابتستاهل وابنك صرف كل قرش كان متخبي لجامعتو ليقدر يدفع تكاليف المشفى والعلاج ومع ذلك ضلت الديون متراكمة عليه..ولما اتصلت فيك اطلب مصاري صفقتني محاضرة عن التبذير والتدبير والاقتصاد وكالعادة ماتعبت حالك تسمع حتى أنا ليش محتاج هالمصاري؟
قسيت عليك لاتواخذني ، إنت بحاجتنا هلق ، وابنك اللي صار يشطف أراضي المطاعم حتى يقدر يدفع مصاريف المشفى والعلاج لأمو ماكان بحاجتك..)
بيغص وبتنزل دمعة من عينو وبيكمل:
-(ابنك اللي دمر حلمو بإنو يدرس طب ودفنو بسابع أرض لأنو ماضل معو قرش يقدر يأمن فيه تكاليف دراستو واختار فرع تاني حتى يقدر يكون قريب من أمو ويقدر يوفق بين شغلو ودراستو واهتمامو بأمو اللي قضى أبوه على صحتها..ابنك هاد قاسي صح..صح أبي أنا قسيت لأنو الزمن قساني عليك وقسي عودي الغض على بكير..)
ناهد عم تسمع ابنها ومنهارة من البكي..
أما نضال عم يسمع ومصدوم ومو مصدق..حس الدنيا عم تدور فيه..وكلام براء كان متل الصاعقة عليه..تمنى لو كان كابوس لدرجة صار يتمتم ويحكي:
-(لا..هاد كابوس..أكيد أنا بكابوس..قلي إني مو صاحي)
براء بيبتسم ابتسامة حرقة ووجع:
-(للأسف نضال بيك، يمكن هلق أكتر وقت إنت صاحي فيه من شهور..وطولت بنومك كتير)
نضال بيحط إيديه على راسو بعدم تصديق وبيصير يحكي متل المجنون:
-(لك إنت شو عم تحكي؟ كيف صار فيكن كل هاد ومالي خبر؟ لك ليش ماخبرتني)
براء بيفقد أعصابو أكتر :
-(لك ليش إنت سألت؟ ولاعطيتني فرصة إحكي وإشرحلك؟ جربت تسمعني بالمرات القليلة اللي اتصلت فيها وحاولت تعرف كيف وضعنا؟ كل همك كان تبرر ظروفك وضغوطك ومابدك تسمع كلام يزعجك..مفكر حالك عم تهرب من اللوم والعتب بس انت كنت عم تهرب من واجبك كزوج وكأب..هربت من أبوتك لإلي وأنا استغنيت وتعودت ، مو إنت قلت إني شب بطولك ولازم كون قد المسؤولية؟ وأنا فعلاً كنت قدها أبي بس علمتني استغني عنك وعن دعمك وعن وجودك بحياتي...)
نضال بيقعد بصدمة وبيضرب راسو بإيدو لسه مو مستوعب ومو رضيان يصدق الحقائق اللي تواجه فيها..فجأة بيفقد السيطرة على دموعو وبيصير يبكي وبيطلع ببراء وبيقلو بعتاب وقهر:
-(لك إنت كيف بتتخلى عن حلمك؟ كيف بتدمر أحلامي وأحلامك..معقول يصير هيك بغيبة كم شهر؟)
-(أحلامك؟ يبدو يانضال بيك أحلامك كلها نامت هنيك..وأحلامي أخدت مسارها الواقعي..وغيبة الكم شهر اللي عم تحكي عنها كانت بمثابة غيبة عمر بالنسبة إلي..أحياناً يوم واحد بحياتك بيكون كفيل يغير حياة كاملة ويقلب حياتك..)
كل هالوقت عم يحكوا وناهد عم تسمع وساكتة ودموعها بس عم تعبر عن لوعتها..
بيطلع فيها نضال وبيقلها بحسرة:
-(سامحيني..سامحني ابني ، غلبتني ظروفي وهربت منكم..ماقدرت واجهكن بعد الحقيقة اللي ظهرت..ولما رحت واجهت واقع مريع..وضغوط كبيرة لدرجة كنت إنسى حتى حالي..ماكنت قدران واجه حدا ولااحكي مع حدا..مرتي ولدت قبل الأوان...وصار معها نقص تروية بالدماغ وبقت بغيبوبة أكتر من 3شهور ولما صحت كانت بحاجة علاج فيزيائي طويل ومداراة ومراعاة وبحضني طفلتين مو قدران اتركهم..وفوق هاد ضغوطات الشغل اللي مابتخلص و...)
بيقطع كلامو صوت ناهد المصدوم:
-(طفلتين؟ بحضنك طفلتين؟ ليش من كم سنة وإنت متزوج؟ قديش إلك معيشني بكذبة معك؟)
-(ليش براء ماخبرك؟)
-(بشو بدو يخبرني؟!)
براء خاف على صحة أمو من صدمة تانية:
-(بابا بيكفي ، بعدين)
نضال: -(لا مو بعدين، مابقى عندي شي اسمو بعدين..رح إعمل اللي كان لازم إعملو من زمان وإحكي كل شي ،ماعاد بدي يبقى شي مخبا بحياتي )
بيطلع بناهد وبيكمل:
-(ناهد أنا تزوجت عليكي من 12سنة تقريباً ، تزوجت الانسانة اللي حبيتها من زمان من قبل حتى ماإتزوجك، واللي منعتني ظروف ظالمة إني إتزوجها..وتزوجتك لإهرب منها ومن مشاعري تجاها..هي الحقيقة وبعرف إنها مرة وقاسية بس صار لازم تعرفي..)
براء بيقاطعو: -(بيكفي أبي مو وقت هالكلام هلق)
نضال بيكمل:
-(براء خليني كمل وإخلص من هالعبء، إجاني منها بنت بعد زواج سنتين وسميتها أمل..لأنها كانت الأمل الجديد بحياتي وكانت ثمرة الأمل بعلاقتي مع أمها..حاولت كمل حياتي معكم بشكل طبيعي وخبيت الحقيقة كرمال ماإخسركم ومايأثر هالشي على علاقتنا الزوجية وعلى نفسية براء اللي كان النور الأول والأكبر بحياتي..ولما إجاني هداك التلفون وعرفت فيه إنها عم تولد وحياتها بخطر تحطمت وانهرت وعشت أزمة نفسية صعبة..خلتني مو قدران إحكي مع حدا ولاشوف حدا وخلتني إنشغل حتى عنكم..قلت فترة وبتمر وبس تطيب وترجع تنور حياتي برجعلكم وبصلح كل شي..وهاد اللي صار...بس ماتوقعت إني كون دمرتكم هيك مع دماري..أنا دمرتكم لما تدمرت من دون ماحس)
ناهد انهارت والصدمة من كلامو خلتها مو قدرانة تتنفس ، الوجع اللي صابها من كلامو والحقائق اللي سمعتها هد كيانها وأضعف قلبها..
براء بيمسح وجهها بمحرمة مبللة بالمي وبيحاول يهديها:
-(إهدي إمي لاتزعجي حالك..)
ناهد بتنطق كلمة وحدة بصعوبة:
-(طلقني...)
نضال: -(شوو؟ شو عم تقولي لاتجني ناهد إنتِ بتضلي مرتي وإم ابني لاتعملي هيك)
ناهد بإصرار: -(طلقني..)
نضال: -(مستحيل طلقك..بترجاكي لاتعاقبيني على مشاعري وصراحتي..كان بدك ياني ضل عم إكذب عليكي)
براء بيقلو بعصبية:
-(هلق إنت جايي بعد كل هالشهور حتى تسمعنا هالكلام ، سكتت عمر ونطقت بأكتر وقت نحنا بحاجة فيه لراحة الأعصاب والهدوء وبحاجة تعوضنا عن الخيبة اللي عشناها بسببك..! همك ترتاح من هالعبء حتى لو على حساب دمارنا النفسي وعلى حساب صحة إمي..شفت كيف مرة تانية أثبتت إنك محور نفسك والدنيا كلها عم تدور حولين الأنا تبعك؟ مشاعرك همومك حبك عبئك ..أنا أنا أنا !! بيكفي بترجاك ارحمني وارحم إمي اللي عم تنهار صحتها بسببك)
ناهد: -(طلقني نضال طلقني..طلقنننني..)
نضال بيطلع ببراء وبيقلو:
-(براء أنا إجيت آخدك لعندي..بدي ياك تضل جنبي وجنب إخواتك اللي بحاجة تكون معهم ويكون عندهم أخ سند إلهم..وهنيك رح عوضك عن كل شي وخليك ترجع تدرس الفرع اللي بدك ياه وكون حدك بكل خطوة..أنا رح اترقى بشغلي ومابقى إقدر وفق بين بيتين بمحافظتين بعاد عن بعض..وإذا حبت إمك تجي معنا رح آخدلها بيت قريب مننا وحطلها أحسن ممرضة ودخلها أحسن مشافي..وإذا حبت تبقى هون مارح قصر معها ورح أمن كل نفقات علاجها ومصاريفها وحطلها ممرضة واتنين وعشرة إذا بتحب..المهم إنت تبقى معي ابني...أنا بحاجتك ومافيي اتنفس بلاك..)
ناهد بتنهار من كلامو أكتر وبتصير تبكي بتفجع ومسكت قلبها اللي صار يوجعها أكتر ..
براء بيطلع بأبوه بغيظ وغضب ونيران شاعلة من عيونو وبيقلو:
-(طلاع لبرا..)
نضال بصدمة: -(شو؟ براااء..ابني!!)
براء بحزم أكبر: -(قلتلك طلاااع لبرا..طلااع)
وبيقوم وبيدفعو لبرا الباب وهو عم يقلو:
-(طلاع ، طلاع من حياتنا..انسانا وإنسى وجودنا وعيش حياتك ومشاعرك ورغباتك..طلاااع لاتخليني شوف وجهك..ومتل ماتنفست كل هالشهور بدوني بتقدر تتنفس باقي عمرك..طلااااع..)
وبيطلعو من باب البيت وبيسكر الباب بوجهو وبيركع عند الباب وبيبكي بقهر وحرقة..
من وقتها براء مابقى يتقبل أبوه بحياتو..وكل محاولات نضال ليصلح علاقتو ببراء باءت بالفشل..
صار نضال يتابع أخبارو من بعيد وفتحلو رصيد بإسمو بالبنك ورغم إنو براء ماعم يتصرف بليرة ممكن توصلو من أبوه بس نضال بقي يحول مصاري لرصيدو وأخد أرقام كل رفقاتو ليتواصل معن ويعرف أخبار ابنو وكان على اتصال دائم معهم من دون علم براء وخاصة طارق وكرم ومازن..
وكان كل فترة يجي على بيت براء ويحاول يراضيه ويجتمع فيه بس براء قسي قلبو عليه ومابقى يقدر يسامحو ولايتقبلو بحياتو لهيك كان كل مايشوفو يتركو ويمشي من طريقو..
***
صحي براء من ذكرياتو على لمسة إيد أبوه على وجهو..
بيقفط براء وبيبعد إيد أبوه عن وجهو بقسوة وبيقلو:
-(إنت شو جابك لهون؟ شو بدك؟)
نضال: -(معقول تكون بهالحالة وماتسمحلي كون حدك ابني؟ بيكفي عناد بترجاك..أخدت عقوبتي كل هالسنين بيكفي؟)
براء: -(أنا مريت بحالات أسوء من هالحالة وقدرت اتخطاها بدونك..لهيك ماني بحاجة وجودك حدي..)
بيدخل عنصر أمن عالغرفة وبيقول لنضال:
-(سيدي عرفنا الشخص اللي اقتحم غرفة براء بيك واسمو ناصر عبد المعطي وعممنا إسمو وصورو متل ماطلبت..)
-(بدي تفاصيل كل سلالتو)
-(حاضر سيدي)
بيطلع العنصر..وبراء عم يطلع بدهشة واستنكار بأبوه وبيقلو:
-(لك شو عملت؟ انت شو دخلك بحياتي؟ مين طلب منك تتدخل وتعمل هيك؟)
نضال بحدة : -(شو مين طلب مني؟هالكلب حاول يقتلك عينك عينك ، بدك ياني اسكت وصفقلو يعني؟)
براء بتذمر: -(اي بتسكت..متل ماسكتت كل هالسنين بتضل ساكت ..ومابتتدخل بأي شي بيخصني)
-(بيكفي براء أنا تعبت منك ومن عنادك..)
-(وأنا تعبت من تدخلك بحياتي وتخريبك إلها بكل مرة بتتدخل)
فجأة بينوجع براء وبيحط إيدو على صدرو..بيقرب نضال وبيمسكو بخوف ولهفة:
-(براء صرلك شي؟ رح اطلب الدكتور)
براء بصوت مخنوق:
-(لاتطلب حدا ، بس اتركني بحالي وروح من هون)
نضال بيضطر يساير ابنو من خوفو على صحتو:
-(رح اطلع من هون ،بس يكون بعلمك إني مارح اتركك ورح أعرف مين عمل فيك هيك وندمو عالحليب اللي رضعو)
بيفتح الباب وبيطلع..وبراء بيحس بالضيق والتوتر..
بيقرب من الهاتف جنبو بصعوبة وبيتصل على رقم طارق..
براء: -(ألو ..طارق)
طارق بلهفة: -(براااااء!! كيفك ياصاحبي دخيل هالصوت..طمني عنك انت منيح؟)
لبنى وجنّة أول مايسمعوا اسم براء بيركضوا بلهفة لجنب طارق..
براء: -(أنا منيح..ماقدرت شوف حدا وإسأل عن وضع أمي طمني كيف صحتها؟!)
-(منيحة منيحة لاتاكل هم ، قلبها تعب شوي بس الدكتور قلنا أنو مافي خطر ورح تتحسن بسرعة انشالله)
-(انشالله..وينكن انتو؟ وكيفها جنّة ؟ قدرت تخبيها؟!!)
-(اي اي قدرت خبيها هيي بخير..وليكها جنبي)
جنّة بيصير يرفرف قلبها بين ضلوعها وصوت خفقانو صار مسموع ..لبنى حست بالغيظ والغيرة..
جنّة بتقلو بحرج ولهفة:
-(فيي إحكي معو؟)
طارق: -(براء، جنّة بدها تحكي معك؟!!)
براء: -(اي طبعاً اعطيني ياها)
جنّة بتمسك الموبايل بلهفة بس لماتحط السماعة على إدنها بتحتار شو تقول..بتغص الدمعة بعيونها وبتقلو:
-(براء أنا بعتذر سامحني) وبتصير تبكي..
براء بيتضايق على حالها وبيقلها:
-(لاتخافي كل شي رح يتصلح خليكي قوية)
بتبتسم بأمل ، وحست بعاطفة قوية اجتاحت كيانها لدرجة تمنت لو كانت حدو وتضمو بكل قوة لتعبر عن كل شعور جواها، مشاعر الامتنان والشوق والاعجاب و...الحب..اي مشاعر الحب اللي عم تتغذى جواها وتكبر اتجاهو بسرعة هائلة وماعم تقدر تسيطر عليها..
بياخد طارق الموبايل منها وبيقلو:
-(ارتاح هلق براء وبكرا الصبح بكون عندك)
براء: -(طارق أنا لازم إطلع من المشفى بكرا ، حاول تأمن بيت إقدر إبقى فيه..)
طارق بصدمة: -(شووو؟ انت أكيد جنيت..لك صحتك تعبانة ولازمك علاج طويل مافيك تطلع من المشفى قبل ماتكمل علاجك ، بعدين عيلة الجلباوي مراقبينك بدك تطلع لمكان يقدروا يوصلولك بسهولة ويقتلوك؟عالأقل بالمشفى في حراسة وتحت حماية أبوك)
براء بتذمر: -(أووف طارق لاتلعيلي قلبي..أنا لهيك بالضبط بدي اطلع..مابدي كون تحت حماية أبي..وبالنسبة لعيلة الجلباوي انا عم قلك تأمنلي بيت وتساعدني اطلع بأمان من دون ماينتبهوا..بعدين تعا لهون مين خبر أبي بالقصة؟أكيد انت!؟)
طارق بيسكت ومابيعرف شو يرد..
براء: -(بكل الأحوال منتحاسب بعدين..فكرلي بطريقة للصبح..ناطرك) وبيسكر..
طارق: -(مجنوون..)
جنّة: -(حالو شي؟!)
طارق: -(لاأبداً بس جانن وبدو يجنني..)
بيتركهم وبيدخل على غرفتو..
ولبنى عم تطلع بجنّة نظرات حسد وغيرة..
***
بيتونيا
(الحلقة10)
بعد مايسكر براء بيندق الباب وبيدخل منو رفيقو كرم..
كرم بيفتح إيديه ليحضنو وبيقلو بأسلوبو الفكاهي اللي مابيتخلى عنو حتى بأحلك الظروف..
-(برااااء ، شو صاار فيك ياااصاحبي..الله يفجعني فيهم)
وبيمسك وجه براء بإيديه وبيصير يتفحصو ويقول:
-(له له لك شو صاير فيك..والله صار بينعطى درس جغرافيا على وجهك)
براء: -(بلامزحك الغليظ هلق ، تعا ساعدني إجيت بوقتك..بدي روح شوف إمي)
-(شو قلت؟ لادخيلك لاتبليني فيك هلق بيصرلك شي وبيعلق نضال بيك مشنقتي..شكلك ماسمعت إنو أعضاءك الحيوية كلها بخطر من كتر الاحتفال اللي احتفلوه فيك!!)
براء بيحاول ينهض وهو عم يقلو:
-(حاجتك فزلكة وتصرف بنخوة وساعدني)..
كرم مسك إيدو ومقطوع قلبو: -(لك وين قايم؟ طول بالك يامجنون ..)
بيحط براء رجليه عالأرض وبيحاول يمشي وفجأة بيركع وبيحط إيدو على خصرو وبيصرخ من الوجع ..
كرم بيرتعب عنجد هالمرة وبيمسكو بلهفة وبيقول بخوف:
-(براااء شو صرلك؟)
براء بياخد نفس ليتمالك وجعو وبيقلو:
-(لاتخاف..يبدو كليتي منتهية مو أكتر)
كرم: -(اي لا إذا هيك طمنتني..!! ولك براء والله أنا بحاجة للنسل مابدي ينقطع نسلي بسببك)
بينفتح الباب بهاللحظة وبيدخل نضال وبيلاقي ابنو راكع عالأرض وكرم ماسكو..
بيركض لعند براء برعب:
-(لك شو في؟ ليش قايم من تختك؟)
براء بيتجاهلو وبيحاول ينهض مرة تانية ، بيجي نضال ليساعدو ويمسك دراعو بس براء بيبعد إيد أبوه عنو وبيوقف وبيقول لكرم:
-(يلاإمشي..)
نضال: -(وين تمشي؟مو شايف حالتك؟ وين رايح بدك تجنني؟!)
براء مابيرد وبيصير يمشي ببطئ وكرم عم يساعدو وقلبو مقطوع..
نضال لكرم: -(وين آخدو كرم؟)
كرم بيوقف وبيتلعثم: -(قال بدو يشوف أمو ويطمن عنها)
نضال: -(براء إمك منيحة وأنا اطمنت عن وضعها..وبتكون منيحة أكتر إذا انتبهت على صحتك )
براء بيزفر بضيق:
-(كرم إذا بدك تضل واقف اتركني بروح لحالي)
نضال بيستسلم لعناد إبنو اللي مالو حدود وبيتركو يروح وقلبو متل النار عليه..
براء بيلقي نظرة على أمو وبيطمن عليها وبيطمنو الدكتور إنها بخير وصحتها عم تمشي للأحسن..
***
سعاد (إمو لناصر) وصلت لبيت أخوها وهيي رح تجن ومنهارة من خوفها على ابنها بعد ماعرفت إنو الشرطة ملاحقتو..
بتصرخ بوجه حكمت:
-(شفت شو إجانا من ورا راس بنتك؟! هي عقوبتي لإني حبيت إستر عليها وجيبها لبيتي وإعملها كنتي ومتل بنتي؟!)
حكمت: -(روقي إختي ، ولاتلوميني على كل شي، ابنك متهور ودفع تمن تهورو واستهتارو)
-(لك ليش خليتو براسو عقل؟!)
ناصر قاعد عم يسمع وأعصابو متوتر..بيصرخ فجأة:
-(بيكفي صرعتوني، خلص..ليكون بعلمكن ماني خايف وآخر همي ومارح ارتاح لإقتلو وإشفي غليلي منو لو ماضل بعمري إلايوم واحد..وهيك هيك رايح عالحبس)
سعاد بتصير تضرب حالها..
تيسير(أبوه) : -(خراس ولا ، لعمى شو صرلك فلتت ومابقى نقدر نضبك؟ إهدى وكن بقى)
حكمت: -(اسمعوني منيح كلكن، ماحدا يتصرف من راسو ، وبدي أعرف بكل خطوة عم تخطوها..أولويتنا هلق نلاقي جنّة وبعدها لكل حادث حديث..وانت ناصر أفندي خليك مختفي عن الأنظار هالفترة بلا ماتعلق بالحبس ومانقدر نخلصك فهمت؟)
فجأة بيطلع سامر عم يصرخ:
-(بابا ، إمي مدري شو صرلها بسرعة)
***
الصبح بيصحى طارق على ريحة القهوة..بيروح عالمطبخ بيلاقي جنّة عم تغلي قهوة وصافنة..
بيصير يتأملها بإعجاب..ويتذكر لما شافها أول مرة وحملها وجابها لبيتو، ولما حملها مرة تانية وقت هربها من بيت براء..وكل ماشافها بتحرك مشاعر حلوة جواه..وعم يتمنى يقدر يقرب منها أكتر وتقرب منو أكتر..بيصحى على صوت لبنى:
-(صباح الخير ، صار فيي روح على بيتي؟)
طارق وجنّة بيقفطوا مع بعض وبيطلعوا باستغراب وارتباك..
لبنى: -(شبكن؟ ليش هيك ارتعبتوا؟!)
طارق: -(ليش بدك تروحي..؟ اصبري شوب بترجاكي والله مخي ماعم يستوعب شو لازم إعمل؟ وهداك كمان ناطرني هربو من المشفى..حاسس حالي رجل المهمات الصعبة)
لبنى وجنّة: -( شوو؟)
لبنى: -(ليش بدو يهرب من المشفى؟ شو جن؟)
طارق: -(ليش يعني؟ عم يجاكر أبوه..ماتعب من مجاكرتو كل هالسنين..)
جنّة: -(لك صحي ماصحلي أسألكم..وين كان أبوه لبراء؟!..مافكرتو عايش؟!)
طارق: -(قصة طويلة..لازم روح لعندو هلق قبل مايتصرف من راسو ويورطنا بمصيبة..لبنى إذا مو قدرانة تبقي فيكي تروحي بس اقفلي الباب منيح جنّة)
لبنى: -(لا خلص رح ابقى لشوف شو بيصير معكم ، وين بدك تاخد براء؟)
-(مو لأعرف إذا رح إقدر طالعو؟ بس عالأغلب آخدو على بيت ستو لكرم ماعندي غير هالحل)
***
نضال بمكتب الأمن بالمشفى ..سأل:
-(هاتوا لشوف شو المعلومات اللي عرفتوها عن هالواطي)
ضابط الأمن:
-(سيدي اللي عرفناه انو بيشتغل ببيع الأنتيكا ورث هالشغلة عن أبوه..مافي اي إشكالات عليه او سوابق..بس خالو تاجر كبير ومعروف ويعتبر أكبر تاجر حبوب بالبلد اسمو حكمت الجلباوي..)
نضال بصدمة: -(حكمت الجلباوي؟)
***
عيلة الجلباوي بحالة حداد..
ماقدرت ميساء تقاوم قهرها وزعلها..وماتت من حزنها وكدرها..صابتها نوبة قلبية حادة أودت بحياتها..
الحزن مخيم بكل مكان...بس سامر كان أكتر واحد منهار ومو مستوعب موت أمو المفاجئ..
سمير وسهيل مشاعرهم كانت عم تميل للنقمة أكتر وعم تتغذى بالحقد تجاه إختهم اللي قلبت حياتهم رأساً على عقب..
ناصر ماقدر يحضر الجنازة ومراسم الدفن من خوفو ينكمش وبقي متخبي وعم يخطط شو لازم يعمل وكيف..!
وأول ماابتدوا يستقبلوا المعزيين ، بيطل عليهم شب بإيدو شنتة سفر..
سهيل بيصيح بلهفة: -(سووومر؟)
***
طارق وصل لعند براء اللي كان مستنيه ..
براء: -(تأخرت طارق ، قلي أمنت طريقة لإطلع من دون مايشوفوني حراس نضال بيك؟)
طارق: -(ولك حاج تنادي أبوك بإسمو..معقول مافيك تقلو أبي؟)
-(هلق ماوقت مواعظك ، جاوبني؟)
-(ولك انت مو مصلي عالنبي..كيف بدي طالعك..ابوك عامل طوق أمني عالمشفى..بعدين بدك تورطني معو والله بيجيب آخرتي؟)
-(هلق أنا صرلي من الصبح ناطرك لتسمعني هالديباجة؟! خلص بطلع لحالي وبلا منيتك بس اعرفلي مخرج للمشفى غير المخرج الرئيسي)
بيزفر طارق بنفاذ صبر وبيقلو:
-(يالطيف ماأعندك..خلص رح ساعدك بس بدنا نأمن حجة نطلع فيها من الغرفة وبعدها منشوف)
-(الحجة موجودة ، قوم..) وبينهض براء بدون تفكير..
طارق: -(ولك شبك استعجلت هيك وين رايح)
-(ماعندي وقت ضيعو بالحكي..بدي اخلص من هالمشفى)
بيطلع براء وطارق من باب الغرفة بيلاقي عنصرين أمن واقفين عالباب..
بيزفر براء بضيق وبيقول لطارق بتذمر :
-(كلو منك..)
عنصر الأمن: -(لوين يابيك..؟ في أوامر مانسمحلك تطلع)
براء بعصبية: -(تعال حطلي الكلبشة على ايدي كمان!!)
العنصر: -(العفو يابيك بعتذر..القصد منشان صحتك)
-(صحتي انك تبعد عن دربي وتخليني اطلع اتنفس)
-(والله نضال بيك بيخرب بيتي..)
-(خلص قلو براء أصر يطلع وإذا سألك وينو قلو بالحديقة عم يشم هوا)
وبيمشي براء ومعو طارق وبياخدو باتجاه مدخل فرعي وبيروحوا عالحمامات وهنيك بيطالع مراويل ممرضين كان جايبهم طارق معو بكيس وبيلبسوهم حتى تصير حركتهم أسهل وبيطلعوا من الباب الخلفي للمشفى من دون ماحدا يلاحظهم ومين ماشافهم يفكرهم ممرضين..!!
براء تعب وحركتو صارت أصعب..بيأسرع طارق وبيوقف تكسي وبيساعد براء ليطلع فيها وبياخدو على بيت ستو لكرم..وطبعاً طارق كان مخبر كرم وكان ناطرهم عند ستو الختيارة الوحدانية واللي مابتشوف ولابتسمع منيح..
***
سومر عم يضم سامر ويواسيه ويخفف عنو وعم يرمق إخواتو كل شوي بنظرات لوم وغضب..
كان منتظر ليخلص وقت التعزية ليفجر كل الغضب اللي جواه منهم..
بيسأل سامر:
-(ماانعرف وين جنّة..؟)
سامر: -(عرفوا بس قدرت تهرب مرة تانية)
-(عنجد؟ ووين كانت؟!)
بيحكيلوا سامر كل شي صار بغيابو..
***
وصلوا براء وطارق ودق طارق الباب فتحلن كرم وكان طارق ساند براء اللي كان واقف بصعوبة وماسك خصرو بإيدو..
كرم بيمسك براء مع طارق وبيساعدوه يتمدد عالكنبة..وبيقلو: -(والله اشتقنا للأكشن تبعك ياصاحبي..ياترى شو المشهد الجاي اللي مخبيلنا ياه؟)
الست مريم عم تركز نظرها عليهم وتتطلع فيهم باستغراب :
-(ولك شبكن هيك حايشين بعض متل القرقة وصيصانا؟ اللي بيشوفكن بيفكركن شواذ)
كرم بسخرية: -(ولاشي ستي بس مشتاقين لبراء وحابين نعبر عن مشاعرنا تجاهو..)
مريم: -(شو عمل نتنياهو؟)
كرم عيونو جحظت: -(لك مين جاب سيرة نتنياهو هلق؟ بترجاكي ستي ارحميني ولاتوقعيني بامتحان شرح مفردات)
بهالوقت بيرن موبايل طارق..وأول مايشوف الرقم بيتوتر وبيطلع ببراء بانزعاج:
-(تفضل ، وهي أبوك عم يتصل شو بدي قلو هلق؟؟)
-(لاتقلو شي، مابدي يعرف وين أنا ، تصرف ، و متل ماجبتو لهون وحطيتو بدربي بدك تبعدو عني)
طارق بيتلبك ، بيروح على جنب وبيرد:
-(أهلين عمو)
نضال بعصبية: -(وين أخدت براء؟)
-(عمو بعتذر بس إنت بتعرف عنادو ويباسة راسو والله ماقدرت عليه وكنت مجبور ساعدو)
-(ووينكن هلق؟!)
طارق بحرج وارتباك:
-(عمو بتمنى تتفهمني والله إذا خبرتك رح تخرب العلاقة بيننا وهو من غير شي معصب مني لإني خبرتك عن وضعو)
نضال بيتنهد وبيحاول يستوعب الموقف وبيقلو:
-(طيب خليه على راحتو هلق لشوف آخرتها معو ، بس انتبه عليه منيح وبتخبرني عن أي شي بيصير معو)
-(ماشي عمو ماتاكل هم)
بيرجع لعند براء اللي لسه عم يطلع فيه نظرات لوم:
-(شو انشالله عطيتو إحداثيات الموقع تبعي؟)
طارق: -(اي خليك عم تذلني قد مافيك..شو كان بدك مني اعمل اترك المشفى يزتوكن برا؟ لو كان عندي خيار تاني ماحكيت)
-(اي وهي إنجاز جديد من إنجازاتك ، صار عليي دين برقبتي لنضال بيك..لك ماعرفتوا تاخدوني على مشفى حكومي؟)
-(براء وضعكن كان سيء وأقرب مشفى حكومي بيبعد ساعة عن بيتك ، والله بوقتها كان همنا نلحق ننقذ حياتكن ونسعفكن لأقرب مشفى ومافكرنا بالفاتورة لاتواخذني؟!)
-(اي خلص خلص..مابيقدر الواحد يقنعك بغلطة..)
الست مريم: -(مين وقعان بورطة؟)
كرم: -(لاإله إلا الله..)
طارق: -(هه تفضل براء أفندي فهمني هلق كيف بدنا نتركك مع ستي وانت بهالحالة..لك إذا بتقلها عم موت بتقلك كول توت؟!)
براء: -(أنا بهتم بحالي ماتخاف)
كرم: -(اي صح بيهتم بحالو مابتعرف صاحبنا سلفستر ستالون صار عم يدخل معارك وحروب عصابات وقتال شوارع معقول مايعرف يهتم بكليتو وكبدو وضلعو المكسور؟الله يسامحك )
براء بيضربو بمخدة جنبو وبيقلو:
-(لاتبطل غلاظة اي)
الست مريم بتصيح: -(شبو رشدي أباظة؟ مو مات هاد؟)
بيطلعوا ببعضهم وبيضربوا على راسهم باستسلام ..
***
ناهد فتحت عيونها وصارت تهلوس بإسم براء وتبكي..
بتدخل الممرضة لعندها:
-(الحمدلله على سلامتك..)
-(براااء ، وينو براء..وينو ابني)
-(اطمني هو بخير..)
وصارت ناهد تتذكر مشاهد الضرب والعنف اللي تعرضلو ابنها ..
وصار يعلى صوت بكاها أكتر..
طلعت الممرضة تخبر الدكتور ..
وكل المحاولات ليهدوها بتفشل وبتبقى ناهد تبكي وتطالب ببراء..وصل الخبر لنضال قبل مايمشي من المشفى بثواني..بيرجع لعندها بسرعة..وأول مايدخل من الباب وتشوفو ناهد بتطلع فيه بصدمة وبتقول:
-(هاد إنت؟) وفجأة بتتحول ملامحها لخوف وبتقول برعبة:
-(براااء ، براء صرلو شي لهيك إجيت..شو صار لإبني؟)
وبتصيبها حالة انهيار أشبه بالهيستيريا
الدكتور: -(اهدي يامدام منشان صحتك مابيصير هيك)
بيركض لعندها نضال وبيمسك إيدها وبيقلها:
-(صدقيني براء منيح حتى إنو إجى واطمن عنك وإنتِ نايمة وطلع من المشفى كمان)
-(مابصدق لشوفو بعيني)
-(رح اتصل فيه وتسمعي صوتو منيح؟!)
بتهز راسها بلهفة..
بيتصل نضال بطارق وبيقلو يعطي الهاتف لبراء ليحكي مع أمو..
براء بلهفة: -(إمي حبيبتي..الحمدلله على سلامتك ياروحي)
ناهد بتنهار من البكي وبتحكي وبتشهق:
-(برااااء..ياروحي شو صار فيك)
-(ماما صدقيني أنا بخير..أنا بعتذر لأني رعبتك عليي سامحيني..رح إجي لعندك بأقرب فرصة)
-(الحمدلله الله طمني عليك..انتبه على حالك ياقلبي)
بعد هالمكالمة بتاخد ناهد نفس وبيرتاح قلبا..
نضال: -(الحمدلله على سلامتك)
ناهد مابترد ..
نضال: -(ناهد بترجاكي خلينا ننسى الماضي..وساعديني لإكسب براء من جديد..ساعديني ضمو لحضني ويكون معي ، بيكفي عذاب كل هالسنين..معقول ماخلص عقابي؟!)
ناهد: -(هاد ابنك والمفروض إنت تعرف كيف تكسبو.. متل ماخسرتو بإهمالك حاول تكسبو بإهتمامك)
-(لك ياريت بس يعطيني فرصة لحتى غرقو باهتمامي..لك براء عم يرفض حتى يطلع بوجهي..حتى إنو هرب من المشفى حتى مايلتقي فيي؟ مابعرف من وين جاب كل هالقسوة؟)
-(القسوة مابتجي بين يوم وليلة ومانها نتاج موقف..صدقني الإنسان لمايقسى بيكون قلبو عايش خيبات وصراعات فوق مستوى احتمالو لحتى يوصل لدرجة يتحجر ويقسى ..بس قسوتو بتكون على أسباب خيبتو بس وبالواقع قلبو بيكون كلو عاطفة وحنية..وبراء عندو أكبر وأحن وأطيب قلب بالعالم كلو..)
-(ياريت يتقبلني ويرجعني لحياتو.. مابتتصوري قديشني بحاجة وجودو بحياتي وهو كمان بحاجتي..ناهد فكري وساعديني إذا مو منشاني منشانو..فكري ياناهد براء ماإلو بالدنيا حدا غيري من بعدك إذا صرلك شي بعد عمر طويل رح ينهار ورح يكون وحيد وتعيس..أنا بقدر كون حضن ونور لحياتو وبقدر إدعمو وعوضو وريحو من حياة الذل اللي عم يعيشها ، انتِ مبسوطة لما عم تشوفيه عم يشتغل ليل نهار وينطق الدم ويشتغل شغل مابيناسبو ولابيليق بمستواه بس ليأمن متطلباتكن؟ وأنا قادر عيشو عيشة مرفهة وكريمة..؟ مبسوطة بهالشي؟ إذا براء كان مضحي منشانك فلازم تبادليه التضحية وماتكوني أنانية وتخلي حقدك عليي يحرم إبنك الراحة والسعادة)
ناهد عم تسمع كلام نضال وتصفن وتفكر والدموع بعيونها..
***
طارق بيرجع على بيتو بيلاقي مازن عندو مع البنات..
مازن: -(لك انتو كيف بتجنوا هيك؟ معقول تساعد براء يطلع من المشفى وهو لسه ماطاب؟وماشفت غير الست مريم تقدر تهتم فيه؟ وهيي إذا بتشوفك بيكون منيح؟)
طارق: -(شو إعمل يعني؟ راسو أيبس من راس التور)
لبنى: -(خدوني لهنيك أنا بهتم فيه)
مازن: -(إنتِ صار لازم ترجعي عالبيت لأنو أهلك ابتدوا يعصبوا من غيبتك وهلكوني تحقيق من مبارح وخاصة بعد اللي صار)
لبنى: -(ليش شو صار؟!)
مازن بيطلع بجنّة وبيقول بتردد:
-(لحقوني عالبيت وسألوني عن عناوين معارف براء)
جنّة بتوتر: -(شوو؟ لا ياربي مارح يتركوه بحالو لحتى يعرفوا مكاني..)
-(خلص حليت الموضوع لاتخافي..وبراء وجودو منيح عند الست مريم مارح يعرفوا مكانو)
طارق: -(انتبهت منيح انت وجاي لهون مايكون حدا لحقك؟)
-(اي طبعاً معقول ماآخد احتياطاتي)
جنّة بعد تردد بتقول بحرج:
-(طيب ممكن تاخدوني لعندو؟ عم تقولوا مافي حدا يهتم فيه..أنا ممكن انتبه عليه)
طارق: -(بس..!)
مازن: -(برأيي أنسب حل نترك جنّة هنيك منو مابتكون لحالها ومنو بتنتبه على براء وبنفس الوقت البيت بعيد عن الشبهات..يعني بيتك هون خطر وأنا خايف يوصلولو بشي طريقة، وكمان لبنى مابتقدر تبقى معها هون)
طارق: -(معك حق..خلص منتكل ع الله ومناخدها لهنيك)
وفعلاً بياخدوا جنّة وبيروحوا على بيت الست مريم..
***
فرع الشرطة..
عنصر دخل بسرعة لمكتب ضابط التحقيق:
-(سيدي سيادة اللواء وصل..)
بيقوم الضابط من ورا مكتبو وبيطلع بينتظرو عند الباب لحتى يوصل وبيرحب فيه:
-(أهلين سيادة اللواء تفضل..)
نضال بيقعد ورا المكتب وبيسأل:
-(خبرني لشوف لوين وصلتوا بالتحقيق..عرفتوا مين عمل هيك بإبني وشو صار؟)
الضابط: -(حققنا مع الجيران واللي عرفناه إنو اقتحم بيتو مجموعة رجال وصار بينو وبينهم عراك وبعدها تجمعوا عليه وضربوه وصار سحب سلاح وكان في محاولة ليقوصوه لو ماوصلنا بهالوقت)
نضال بيفور متل البركان:
-(شو يقتلوه؟ لك مين هالكلاب؟ ماعرفتولي ياهن؟)
-(سيدي سحبنا تسجيلات الكاميرات عالطريق قدام بيت البيك وقدرنا نحدد وجوهن وناطرين تقرير فريق المعلومات لنحدد أسمائهم)
-(احكي واستعجلهم بدي التقرير خلال خمس دقايق يكون عندي)
بعد وقت قصير بيندق الباب وبيدخل عنصر بيقدم تقرير بأسماء الرجال اللي ظهرت وجوههم عالكاميرات..
بيفتح نضال التقرير وبتسيطر الصدمة على ملامحو وبيهمس:
-(ولاد الجلباوي؟)
وبعدها بيضرب إيدو عالطاولة وبيصرخ:
-(بتروحوا بتشحطولي هالكلاب كلب كلب لهون..بدي ياهن عندي خلال نص ساعة)
الضابط: -(أمرك سيدي)
بتقتحم الشرطة صالة عزاء عيلة الجلباوي وبيقبضوا على سمير وسهيل وسط دهشة واستغراب الموجودين..
وحكمت لاحقهم وعم يصرخ:
-(ليش آخدينهم؟ ،هاد عزا إمهم اتركوهم..)
بيجاوبهم شرطي: -(ولادك مطلوبين بتهمة محاولة قتل براء بيرقدار..واي كلام عندكم بتقولوه بالفرع)
سومر بيطلع بسامر وبيسألو: -(براء هاد أستاذك؟؟)
سامر: -(اي هوي)
حكمت بيطلع بسومر وبيقلو:
-(امشي نلحق إخواتك)
سومر: -(بعتذر أبي مابترك عزا أمي كرمال طيش وهمجية ولادك)
حكمت بتذمر: -(رح تضل طول عمرك مغضوب ومافيك خير)
وبيتركو وبيروح يلحق ولادو..
***
جنّة وصلت مع البقية على بيت الست مريم..
ضربات قلبها عم تسبق خطواتها ، ولهفتها عم تفقدها السيطرة على حركاتها..عيونها عم تسابق المسافات لتوصل للصورة اللي بتعطي الراحة والهدوء لقلبها..
بتشوفهم الست مريم:
-(لك شبكن رايحين جايين..متل إم الولدانة؟)
طارق: -(جايبنلك ضيفة..)
-(مين لطيفة؟)
-(ضيفة ستي ضيفة ،خلص المهم كيفو براء)
-(شو قلت؟)
كرم بيحط تمو عند دانها: -(برااااااء كيفووووو براااااااء)
-(اه، براء..لساتو نايم عالكنبة من لما وصل تقول مانايم بعمرو)
بيدخلوا الكل عالصالون بيلاقوا براء نايم وعم يعن..
بتركض جنّة بلهفة عليه وبيلحقوها البقية..
كرم: -(ولك ستي ماسمعانتيه عم يعن طيب ماشايفتيه كيف عم يرجف ويتعرق)
-(شو؟ وين كنت رح تغرق؟)
كرم: -(لاياربي بيكفي عذاب..)
طارق: -(اتركك من ستك هلق واعطيني كيس أدويتو)
جنّة بتلمس جبينو وبتقول بقلق:
-(حرارتو مرتفعة)
لبنى بتطلع فيها بحنق ونظراتها بتوتر جنّة أكتر..
بيحاول مازن يصحيه:
-(براء قوم خود أدويتك)
بيفتح براء عيونو بصعوبة ومازن بيساعدو يرفع راسو وبياخد حبة الدوا وبيرجع بيغمض وبيرجف..
طارق: -(هي نتيجة يباسة الراس ولسه لازمو إبرة)
كرم: -(خلص عندي أنا رح إعطيه ياها بتعرفوا اختصاصي تشريح)
مازن: -(اي كرم اعطيه إبرة احقنها حقن مو تطعنو طعن هي مو عملية تشريح حاكم بعرفك وبعرف إيدك بالإبر)
-(هلق هيك؟ الله يسامحك ياصاحبي..)
-(يلا لبنى لازم بقى نرجع عالبيت)
لبنى: -(معلش نستنى شوي حتى اطمن عليه؟)
جنّة بينفض قلبها بشعور مزعج من جديد
مازن: -(لاإختي أهلك صرعونا بالتلفونات كل الطريق بلاماتعلقينا معهم أكتر..وبعدين براء منيح ومافي شي خطير انشالله وهاد مجرد تعب عادي لأنو ماالتزم بالراحة)
طارق: -(وأنا اتأخرت على شغلي وصار لازم روح)
وبيمشوا الكل لأشغالهم وبتبقى جنّة ببيت الست مريم عم تهتم ببراء..
***
بغرفة سجن منفردة كانوا سهيل وسمير متكلبشين وحوليهم مجموعة عناصر ، لما بيفتح الباب وبيدخل منو نضال بيك وبيصير يرميهم بنظراتو الغاضبة اللي عم تشعل نار وكأنها بركان..وبيقلهم بلهجة كلها غل واحتقار:
-(والله لندمكم عاليوم اللي خلقتوا فيه..ونسيكم الحليب اللي رضعتوه)
بيسأل شرطي جنبو:
-(كلابهم اللي كانوا معهم قبضتوا عليهم كمان؟)
الشرطي: -(نعم سيدي وعناصرنا عم يقوموا بالواجب معهم متل ماأمرت)
بيرجع بيقرب منهم وبيرميهم بنظراتو المرعبة:
-(وهلق ياكلاب رح عرفكم شو بيصير باللي بيتجرأ يمد إيدو على ابن اللواء نضال بيرقدار)
حكمت مع محاميه بالفرع طلب يشوف ولادو بس ماسمحولوا وحاول يدفع كفالة ويطالعهم وكمان انرفض الطلب..
وبيرجع عالبيت كلو غيظ وغضب، وبيصير يحكي مع حالو وهوي عم يكز على سنانو:
-(بدك تكسرلي أنفي وإجتك الفرصة..بسيطة بتهوون)
__
سمير وسهيل عم يتعرضوا لأقسى أنواع الضرب والتعذيب وصراخهم معبي السجن ونضال عم يتفرج ويضحك ، مبسوط إنو عم ينشفى غليلو ، بس لسه بدو كتيير لحتى ينشفى عالآخر..
وهو بقمة لحظات الاستمتاع بيرن تلفونو..بيرد:
-(ألو..) بعدها بيبتسم ابتسامة تشفي وشماتة:
-(أهلييين حكمت أفندي بعد زمااان)..
***
بيتونيا
(الحلقة11)
نضال:
-(أهلييين حكمت أفندي ، بعد زمان)
حكمت: -(اي والله بعد زمان ، يبدو إنك بقمة سعادتك نضال بيك..إجتك فرصة لعند رجليك؟)
-(اي طبعاً سعادتي مابتنوصف وخاصة وأنا عم إسمع صريخ ولادك ، مابتتخيل قديش هالصوت عم يطربني)
-(نضال بيك، خلي ولادنا على جنب ولاتدخلهم بخلافاتنا)
بيضحك نضال ضحكة عالية بيرن صداها بكل السجن:
-(ضحكتني وماكان عبالي إضحك..خلافاتنا قلتلي؟ ودخلك اللي بيني وبينك بتسميه خلاف؟ بعدين يبدو نسيت حالك إنت اللي ابتديت ودخلت ولادنا بالنص ولاذكرك شو عملتوا بابني؟!؟)
-(اللي صار مع ابنك مالو علاقة باللي بينا، وأصلاً ماكنت بعرف إنو ابنك..خلينا نلتقي وبشرحلك القصة بالتفصيل)
-(اي وأنا صدقتك بصراحة ، اسمعني منيح حكمت أفندي..ابني كان رح يموت بين إيدين ولادك وفوق هاد حاولوا يقوصوه ولولا لطف الله كنت خسرتو، وهالشي تمنو مو كلمتين منك؟ ولادك رح يدفعوا تمن كل آهة طلعت من ابني بطلعة روح من أرواحهم السبعة الخبيثة)
-(بترجاك نضال روق وخلينا نتفاهم وإشرحلك كل شي وبعدها اعمل اللي بدك ياه ،لاتتهور وتعمل شي تندم عليه بعدين؟)
-(انت بدك تندمني ولاا؟ يبدو لسه مابتعرف حجمك منيح..بنصحك تنكمش على نفسك وتتمنى الرحمة مني وتذكر إنو العين مابتقاوم المخرز..وبالمناسبة انت بتعرف إني بقدر خلي ولادك يتختخوا بالحبس ومابعمرن يشوفو الضو بس رح إعمل مكرمة مني وابعتلك ياهن بكرا بهيئة تعجبك حتى تستمتع بمنظرهم متلي)
وبيقفل الخط بوجهو..
وحكمت بيفور وبيعصب وبيكسر وبيصرخ ، بعدين بيهدا شوي وبيصير يرجف ويكز على سنانو ويقول:
-(إنت أعلنت الحرب نضال بيك..)
****
براء بيفتح عيونو بيلاقي جنّة فوق راسو وعم تحط كمادات باردة على جبينو..بتنتبه عليه جنّة وبتسألو بلهفة:
-(برااء؟ إنت منيح؟)
بيبتسم وبيهز راسو..وبترجع ذاكرتهم بنفس اللحظة لنفس اليوم والوقت ، لما جنّة كانت مريضة وفتحت عيونها وكان براء فوق راسها..وهلق تبادلوا الأدوار..
بيصير يتأملها بتمعن..ويسأل حالو كيف ماانتبه لجمالها الفتّان من قبل..نظراتو عم تلتهم ملامحها التهام وعيونو عم تشع بطريقة غريبة..
بتلاحظ جنّة نظراتو وبتحس بالحرج وبتحاول تهرب بنظرها منو بس قلبها عم ينفض بين ضلوعها..
ولما براء بيحس بحرجها بيبعد نظرو عنها وبيصير يعاتب حالو:
-(شو صرلك..إوعى على حالك ولاتجن)
بعدين بتقوم جنّة وبتجيب أدوية براء وبتعطيه ياها،وبعد وقت قصير بيرجع بيغفى ، وبتبقى سهرانة جنبو عم تنتبه عليه للصبح..
بيصحى مابيلاقيها..بس بيلاقي الست مريم فوق راسو وعم تزاورو..بيقلها باستغراب:
-(ستي شو حالك؟)
مريم مافهمت شو قال بس محضرتلو البهدلة
: -(ولا من إيمتى إنت كسول هيك ، لك نمت نومة أهل الكهف ماناموها)
بيضحك وبيقلها:
-(معك حق لاتواخذيني صاير كسول)
بيتلفت حوليه وبيسألها:
-(وينها جنّة؟)
مريم: -(مين إجا لعنّا؟)
-(جنّة ستي جنّة)
-(مين بدك تستنى ولا؟)
بيزفر براء بملل: -(آخ ياربي)
بيطلع صوت جنّة الرقيق عم تقلو:
-(ليكني أنا هون)
بيطلع فيها ، بتكون حاملة صينية الفطور وجايي لعندو..بتبتسم وبتقلو بصوتها الحنون:
-(حضرتلك أطيب فطور ممكن تاكلو، طمني كيف صرت؟)
-(الحمدلله تمام)
بتحط الفطور عالطاولة ، بتضحكلا الست مريم وبتقلها:
-(والله إنك شاطرة ،كان لازمني وحدة متلك بالبيت)
بيطلعوا جنّة وبراء ببعض وبيضحكوا..
بيمد إيدو براء لياكل بتمسكها جنّة وبتقلو:
-(لا، أنا بدي طعميك بإيدي..انت بس بترتاح وبتطلب)
بينحرج براء منها وبيسحب إيدو ، وهي بينها وبين حالها بتستغرب من جرأتها بس كانت فعلاً حابة تهتم فيه وتدللو..مو ه‍اد أقل شي ممكن تعملو ياه بعد كل شي عملو كرمالها؟..
وبتصير تطعميه وهيي عم تنظرلو نظرات كلها عاطفة وإعجاب..وهو حاسس بالحرج وبنفس الوقت حاسس بسعادة لدرجة ماكان حابب تخلص لحظات الدلال اللي عم يعيشها بين إيديها..وقلبو ابتدا يخفق بتوتر..خفقان أول مرة بيخفقو..معقول متوتر منها لهالدرجة؟ ولاهاد خفقان من نوع تاني؟..
الست مريم عم تراقبهم ومركزة نظرها عليهم حتى تقدر تشوف منيح..بعدها بتضحك ضحكة عالية بيقفطوا براء وجنّة منها وبيطلعوا فيها باستغراب..
بتقلهم: -(ذكرتوني بشبابي لما كنت عروس جديدة ،كنت هيك غنجو لجدك أبو نبيل.. وهو كان يخجل هيك متلك) وبتضحك مرة تانية..
جنّة وبراء بيضحكوا وملامحهم كلها حرج من كلامها..
فجأة بيندق الباب بتقوم جنّة بتفتح بيكون مازن ولبنى..بترحب فيهم بحماس بس لاحظت أنو ملامحهم مو طبيعية وكأنو في شي زاعجهم..
لبنى بينشرح صدرها لما تشوف براء صحيان ووضعو منيح بتقلو بسعادة:
-(الحمدلله على سلامتك ، قلقتنا عليك)
ومازن كمان بيرتاح لمايشوفو هيك وبهنيه بالسلامة..
براء: -(الله يسلمكن، وشكراً على كل شي عملتوه معي )
مازن: -(ولو ياصاحبي..نحنا أخوة)
بيحس براء بالارتباك ظاهر على مازن بيسألو:
-(حالك شي مازن؟)
بيطلع بجنّة وبيقلها:
-(ممكن تعمليلنا فنجان قهوة انتِ ولبنى؟)
جنّة: -(أكيد طبعاً)
وبتدخل هيي ولبنى عالمطبخ..
براء: -(شو حالك مازن؟ شكلك مو على بعضك؟)
مازن: -(ماحبيت إحكي قدام جنّة بس في خبر سيء)
-(خير؟ إحكي لاتخوفني!)
-(إمها لجنّة توفت)
-(شوووو؟)
بالمطبخ جنّة عم تغلي القهوة ولبنى عم تتفحصها بنظرات الغيرة المعتادة..كان جواها إحساس إنو في شي عم يصير بينها وبين براء وكانت حابة تقطع عليها الطريق بأي شكل..بتقلها من دون مقدمات:
-(اللي عملو براء كرمالك مابيعملو أي حدا وبتمنى منك تقدري هالشي ولاترميه بالخطر مرة تانية)
جنّة بتستغرب كلامها وبتحس بالضيق من أسلوبها بس بتحاول تستوعب الموقف وخاصة إنو اللي حكتو صح ومعها حق فيه..بترد بأسلوبها المساير:
-( وأنا مقدرتلو وقفتو معي ومارح إنساها بعمري)
-(شوفي جنّة، أنا مقدرة وضعك بس مو أي وحدة بتتقبل تشوف صبية عم تحوم حولين حبيبها كل الوقت وكل شي إلو حد لهيك بتمنى منك تقدري وضعي كمان)
بيوقع فنجان من إيد جنّة متل ماوقع قلبها تماماً ، بتقلها بصدمة: -(حبيبها؟ مين قصدك؟ براااء؟ حبيبك؟)
بتبتسم لبنى بخبث وبتقلها:
-(شبك انصدمتي هيك؟! اي حبيبي ليش مستغربة؟ أنا وبراء منحب بعض من زمان..)
جنّة حست بانهيار حقيقي جواها..وكأنو عالمها انهار من جديد متل ماعم ينهار كل مرة فوق راسها..بس هالانهيار كان مختلف، قاسي وموجع بشكل مختلف ..
مابتعرف ليش وشو السبب بس حست وكأنو آخر أمل إلها بالحياة اندفن..رغم إنو مافي شي حقيقي وواضح بينها وبين براء ، بس اللي تأكدت وتيقنت منو بعد هالموقف ومن دون أدنى شك إنو جواها كان عم ينبض حب ، وحب قوي كتير كان عم يعطيها قوة وأمل ، وهلق انهار الأمل متل جبل من الجليد..
بتصحى من شرودها وصدمتها على صوت لبنى:
-(شو قصتك؟ وين صفنتي؟ يلا الشباب عم يستنونا عالقهوة..)
جنّة بتتدارك نفسها وبتحاول ترجع طبيعية ، بتبتسم وبتهز براسها وبتحمل صينية القهوة وبتمشي...
براء: -(إصحك تخبر جنّة شي هلق، البنت مارح تتحمل هيك صدمة ومستحيل تقدر تحضر جنازة إمها بهالظروف والله بيدبحوها..انتبه مازن)
-(خلص ماتهتم ، أنا قلت بخبرك بالأول حتى أعرف رأيك..بس أكيد رح تسمع في ألف طريقة ليصلها الخبر!)
-(نحنا علينا نأخر معرفتها قدر الإمكان..خلص اسكت وصلوا..)
بتطل جنّة مع صينية القهوة ووراها لبنى..
بتضيفهم القهوة وملامحها فيهن شرود غريب..
براء بيقلق تكون لبنى خبرتها، بيطلع فيها وكأنو عم يسألها بعيونو..بس لبنى كانت عم تطلع بعدم اكتراث..
بيشربوا قهوتهم وجنّة كل الوقت صافنة ..
بعدها بيقوم براء وبيقلهم:
-(أنا لازم روح عالمشفى إطمن على إمي)
مازن: -( كيف بدك تروح؟ يمكن يراقبوك ويأذوك؟)
-(شو متوقع إبقى متخبي منهم يعني؟! ماعندي شي خاف منو ورح كون حريص برجعتي لهون حتى ماينعرف مكان جنّة ، أما أنا إذا عندهم حساب معي يتفضلوا يصفوه)
جنّة بتقلق بتقلو بلهفة:
-(بترجاك بلاها طلعتك هلق عالأقل لتطيب منيح)
-(ياجماعة لاتبالغوا، شو شايفين الدنيا سايبة؟ بعدين مو معقول اترك إمي لحالها وماإطمن عليها؟)
جنّة: -(معك حق)
لبنى بتقرب من براء وبتضم ذراعو بإيديها وبتقلو:
-(معناها حبيبي خليني ساعدك) وبتطلع بجنّة باستفزاز..
براء بيتوتر منها وبينحرج ، بيسحب إيدو بسرعة وبيقلها: -(لاشكراً مابدي مساعدة)
بيطلعوا كلهم وبيتركوا جنّة مع خيباتها اللي مابتنتهي..
***
خلصت مراسم العزا ورجع حكمت مع ولادو سومر وسامر عالبيت..
بيسألو سومر: -(شو صار مع إخواتي؟)
حكمت: -(على أساس كتير بيهمك؟!)
-(بصراحة مابيهمني بس مابيمنع إسأل..)
فجأة بيطلع صوت واحد من حرس البيت عم يصرخ:
-(حكمت بيك ، حكمت بيك..)
بيفتح حكمت الباب بلهفة وبيسألو:
-(شبك ليش عم تصرخ؟)
-(يابيك في سيارة رمت سمير وسهيل بيك قدام الباب وحالتهم حالة)
-(شووووو؟)
وبيركض بلهفة وخوف وبيلحقوه سومر وسامر..
وبيلاقي ولادو مرمين عالأرض مسبحين بدمهم وغايبين عن الوعي..بيضرب على راسو وبيصرخ وبينادي رجالو:
-(اطلبوا الإسعاف بسرعة)
سومر: -(شو نطلب الإسعاف ، مافينا ننتظر ماشايف حالتهم..خلونا نحملهم ونسعفهم بسرعة)
بيحملوهم وبيحطوهم بالسيارة وبيسوقها سومر عالمشفى بأقصى سرعة..
عالطريق بيجي اتصال لحكمت من نضال ، بيرد بعصبية:
-(والله لدفعك التمن؟)
نضال بيضحك ضحكتو العالية المعتادة:
-(شو يبدو وصلتك الأمانة؟)
حكمت بيكز سنانو وبيقلو:
-(لاتفكر إنك ممكن ترهبني بمنصبك، انت لسه مابتعرفني منيح ومابتعرف نفوذي ، والله لخليك تدفع التمن أغلى ماممكن تتوقع)
نضال بيقلو ولسه ماوقف ضحك:
-(أعلى مابخيلك اركبو...هاد إذا ضل عندك خيل من أصلو)
وبيسكر وهو لسه عم يضحك بشماتة..
براء وصل عالمشفى ودخل على غرفة أمو ، وفوراً وصل الخبر لنضال بيك عن طريق رجال الأمن اللي وصاهم يخبروه لما يجي براء عالمشفى، وترك كل أشغالو وراح بسرعة عالمشفى ليلحق يشوف براء..
ناهد لماتشوف براء بتنملى عيونها دموع وبتفتح إيديها بكل لهفة لتحضنو ، وهو بيركض وبيضمها وبيحط راسو بحضنها..وبتصير ناهد تبكي بحرقة وتقلو:
-(نور عيوني الحمدلله الله حفظلي ياك، ياأغلى من روحي)
بيرفع راسو وبيبوس إيدها وبيمسح دموعها وبيقلها:
-(مابدي شوفك عم تبكي مرة تانية ، الحمدلله أنا بخير وباقي بس إطمن عنك)
-(وأنا منيحة ياروح قلبي ، بس بالي مو مرتاح..بدي أعرف شو سبب اللي صار ومين هالكلاب اللي هجموا عالبيت هيك؟ وليش ضربوك بهالوحشية؟ وهالبنت اللي كانت عنا ليش قلتلي اسمها لورا؟ شو قصتها؟ في ألف سؤال براسي؟)
بيبتسم براء وبيحاول يحول الموضوع لمزح:
-(على مهلك عليي ناهد خانوم كل هالأسئلة دفعة وحدة صعبة يستوعبها عقلي البسيط..سبقتي المحقق كونان بأسئلتك)
-(اي يلا غيّر الموضوع وسخفو كعادتك حتى تهرب من الأجوبة)
-(حبيبتي ماما صدقيني رح خبرك كل شي ، بس المهم راحتك هلق، طيبي بسرعة حتى نطلع ونسهر ونحكي للصبح بكل شي بدك ياه)
بتحط إيدها على خدو وبتبتسم بحنية..
على نفس المشفى بيوصل حكمت وولادو وبينقلوهم عالإسعاف مباشرة..
وبعد لحظات قليلة بيوصل نضال اللي بيتوجه فوراً لغرفة ناهد حتى يشوف براء..
بيفتح الباب وبيدخل بلهفة وبيقرب من براء بشوق كبير وبيقلو:
-(ياروح قلبي ، الحمدلله قدرت شوفك)
براء لما بيشوفو بيطلع الدم لوجهو وبيعصب وبيقلو:
-(شو خبروك جواسيسك إني إجيت لهون؟)
ناهد: -(براء..!!)
نضال: -(معلش اتركيه خليه يحكي اللي بدو ياه) بيطلع ببراء وبيكمل : -(انت جبرتني حط جواسيس لأنك عم تحرمني شوفك وماكان قدامي حل تاني)
-(طالما بتعرف إني عم إحرمك شوفتي معناها بتعرف إني مابدي شوفك..لهيك اتركني بحالي وحل عني)
ناهد بعصبية: -(براء ! بيكفي..عيب تحكي هيك مع أبوك..أنا ماربيتك هيك)
براء: -(انتِ عم تقولي هيك إمي؟ نسيتي شو عمل فيكي؟)
-(لامانسيت وهاد شي ماإلك علاقة فيه ومابيعطيك الحق تقلل من إحترامك لأبوك)
بيطلع فيها براء باستغراب وغيظ بنفس الوقت وبيرد:
-(اي طيب متل مابدك، طالما ماإلي علاقة باللي بينكم فاسمحيلي اترككم لحالكم تتفاهموا ، أما أنا من حقي قرر إذا بقبل هالشخص بحياتي أو لا ..وإذا بعترف فيه كأب أو لا ، لأنو الأبوة بالنسبة إلي أفعال مو مجرد لقب..عن إذنكن)
وبيتركهم وبيطلع ..وأمو بتناديه: -(براااء برااء) بس مابيرد..
بيلحقو أبوه بسرعة وبيمسكو من إيدو:
-(براء استنى ، مو ملاحظ إنك زودتها؟)
بيسحب إيدو من إيد أبوه بعنف وبيقلو:
-(أنا هيك متعود ، زودها بكل شي..ممكن تعتقني بقى؟)
-(براء ابني أنا محتاجك جنبي ،وإخواتك البنات بحاجتك..مو حابب تشوفهن وتتعرف عليهن؟ مو حابب تكون سند إلهن وتحميهن من بعدي؟ بترجاك إعطيني وإعطيهن فرصة لنكون بحياتك ، بترجاك)
-(أنا مابعترف بأي شي بيخصك..عن إذنك)
بيتركو وبيمشي وبيلحقو نضال مرة تانية وبيمسكو بقوة وبيقلو بحزم هالمرة:
-(اي مو على كيفك..بدك تعترف فينا وبدك تطري هالراس اليابس ولاتخليني إتبع معك أسلوب تاني..خلص بيكفي نفذ صبري منك)
براء بيبتسم بسخرية وبيقلو:
-(اي هيك ها..رجاع لوجهك الحقيقي..وشيل هالقناع المقرف عن وجهك لأنو التمثيل مو ظابط عليك)
بيفقد نضال أعصابو وبلحظة غضب بيرفع إيدو وبيصفع براء كف على وجهو بيرن صداه بالمشفى..
***
حكمت مع سومر وسامر ناطرين تطمينات الدكاترة عن وضع سهيل وسمير..
بيطلع دكتور..
حكمت: -(طمني دكتور كيف وضعهم؟!)
الدكتور: -(أنا مشرف على وضع السيد سمير ووضعو متأزم شوي..في عدة كسور بجسمو ونزيف حاد بالبطن..والدكاترة عم يبذلوا جهدهم لينقذوه..)
-(يعني وضعو خطر؟؟)
-(اطمنوا مافي خطورة على حياتو انشالله)
بعد ثواني بيطلع دكتور تاني بملامح خيبة على وجهو..بيقلهم: -(انتو أهل السيد سهيل الجلباوي؟)
حكمت بلهفة: -(اي أنا أبوه، طمني كيفو؟)
بتردد وحزن بيقلو الدكتور:
-(بعتذر ، تعرض لضربة قوية عالدماغ تسببت بنزيف حاد وماقدرنا ننقذوا..بسلامة راسكم)
الصدمة ألجمت أفواههم وكأنهم مو مستوعبين ولامصدقين اللي سمعوه..وبعد لحظات ،وأول مايستوعب الصدمة، بيصدح صوت صراخ حكمت بكل المشفى..
***
براء عم يطلع بصدمة بأبوه ، واللي كان كمان مصدوم من اللي عملو..بس بيحاول يتدارك الموقف بسرعة و يعتذر:
-(أنا آسف ابني، والله ماكان قصدي، مابعرف كيف فقدت أعصابي هيك؟)
وبيقرب منو بدو يحضنو بس براء بيرجع لورا وبيطلع فيه نظرة احتقار وبيتركو وبيمشي من دون ماينطق بحرف..
بيلحقو نضال وبيناديلو بس براء بيكمل طريقو بعصبية وبيطلع من المشفى من دون مايرد عليه..
نضال بيرجع من الباب والخيبة على ملامحو وعم يلوم حالو على ردة الفعل اللي عملها مع إبنو ..
هو وداخل بيسمع أصوات ودوشة بقسم الإسعاف..
بيقرب بفضول ليشوف شو هالأصوات وبيلاقي حكمت وولادو منهارين وحكمت راكع وعم يبكي متل النسوان..بيستغرب منظرهم لأنو مو معقول يكون كل هالانهيار كرمال كم كف وكم بوكس أكلوهم ولادو..
بيسأل ممرض جنبو بقسم الاستعلامات:
-(شبهم هدول؟)
الممرض: -(توفى ابنهم يابيك)
نضال بصدمة وكأنو مو مستوعب:
-(شو؟توفى؟ من شو؟)
-(إجى بحالة إسعافية كان متعرض لضرب عنيف)
نضال بتزيد صدمتو: -(انت متأكد إنو ابنو لهاد اللي راكع عالأرض هو المتوفي؟ قلي شو اسمو ابنو؟)
-(اي متأكد يابيك ، اسمو سهيل ابن حكمت الجلباوي)
نضال بتشعل نار بقلبو ،نار غضب من العناصر اللي كلفهم بالضرب..ونار خوف على براء..بيطلع جهة باب المشفى اللي طلع منو براء من شوي وبيهمس بقلق:
-(براااء..)
وبسرعة بيحمل غضبو وبيتوجه لفرع الأمن وبيطلب العناصر اللي كلفهم بمهمة تعذيب سهيل وسمير وبيصير يصرخ فيهم:
-(لك ياحيوانات..قلتلكم اعطوهم درس، ربوهم، شوهوهم بس ماقلتلكم اقتلوهم؟ ولك بعمركم مامعذبين سجين أو متهم؟ مابتعرفوا كيف تتفادوا الضربات القاتلة والمميتة؟ لك انتو بهايم شي؟)
العناصر موطيين روسهم وماعم يتجرؤوا ينطقوا بحرف..
نضال بيكمل توبيخ فيهم:
-(بدي أعرف مين الكلب فيكم اللي ضرب الشب ضربة على راسو جابت أجلو ، أحسن ماعاقب الكل دفعة وحدة)
بيقول واحد من العناصر:
-(سيدي والله مامنعرف نحنا ضربنا الاتنين بشكل عشوائي ومامنعرف مين اللي ضرب الضربة القاتلة وأي ضربة منهم تسببت بموتو؟)
نضال بحنق:
-(بشكل عشوائي قلتلي ؟! والله لخلي مصيرك عشوائي متل وجهك) وبيأشر لعنصرين جنبو ياخدوه..
وبيصير يستغيث: -(سيدي الرحمة ياسيدي ببوس رجلك) وبيشحطوه لمصيرو المجهول..
بيرفع سماعة الهاتف عندو وبيقول:
-(سماع ، ابعتلي من عندك عنصر فهمان ونبيه وياويلك يكون بهيمة متل هالبهايم اللي قدامي!)
وبيطلع بالعناصر اللي قدامو وبيقلهم:
-(وانتو انقلعوا من وجهي وبكرا قرارات نقلكم للهفا بتكون جاهزة)
بعد دقايق بيدخل عنصر بيضرب تحية: -(احترامي سيدي)
نضال: -(سمعني منيح ركز وانتبه وياويلك تغلط ، بتروح على بيت حكمت الجلباوي وبتراقب الوضع هنيك وشو عم يصير ومن دون ماينتبه حدا عليك..بدي النملة اللي عم تدب أعرف فيها..وحاول تفهم كل شي وإذا فينك تسمع شو عم يتهامسوا حتى بيكون ممتاز ، وإذا أنجزت المهمة منيح رح تكون مكافئتك أمنح..)
بيضرب تحية: -(حاضر سيدي)
وبيطلع لينفذ المهمة..
***
طارق وكرم ببيت الست مريم كانوا حابين يطمنوا عن براء بس ماشافوه بالبيت..
الست مريم عم تكبي عالكنبة بيقلها كرم:
-(ستي قومي ساعدك تدخلي على تختك)
بيسندها وبياخدها على غرفتها..
طارق عم يطلع بجنّة نظراتو المعجبة وجنّة حست بالحرج منو..
بيحس برغبة كبيرة يقرب منها ويبادر بتصرف يخفف الحواجز بينهم..
بيقلها بجرأة: -(بتعرفي إنك حلوة كتير؟)
جنّة بتنحرج وبتنزعج بنفس الوقت ومابترد..
بيقرب منها أكتر وبيهمس:
-(مابعرف شو بيصرلي بس طلع فيكي..عندك سحر غريب)
بتضل ساكتة..
طارق: -(لاتخجلي مني جنّة ، اعطينا فرصة نقرب من بعض وين الغلط بهالشي؟)
وبيمد إيدو وبيمسك إيدها..جنّة بتنتفض وبتسحبها بسرعة..
طارق مصر يستمر بمحاولاتو:
-(جنّة..أنا بعرف إنو مافي حدا بحياتك لهيك أنا طمعان تعطيني فرصة كون فيها وصدقيني مستعد حارب الكون منشانك)
جنّة بتطلع فيه باستغراب وبتقلو:
-(تحارب الكون منشاني؟ معقول لحقت تحبني لهالدرجة؟)
-(ليش لا؟ إذا تعارفنا وتفاهمنا وقربنا من بعض شو بيمنع إني إحميكي وحارب منشانك؟هي براء عم يحارب كرمالك من دون مايكون في سبب يدفعو لهالشي؟ صحيح ممكن اللي بقلبي حالياً إعجاب بس هالإعجاب بيكفي ليتحول لحب جارف إذا بادلتيني نظرة..)
بيطلع صوت دق عالباب...
كرم طلع من غرفة ستو وبيقول لطارق:
-(خليك أنا بفتح)
بيفتح كرم الباب وبيكون براء بيدخل وظاهر الانزعاج على ملامحو..
كرم: -(خير أبو الفضل مين نافض غبرتك هالمرة؟)
براء بيعبس بوجهو ومابيرد عليه..
بيدخل وبيسلم على طارق وجنّة اللي كمان بيستغربوا حالتو..
طارق: -(حالك شي؟ الخالة ناهد منيحة)
براء: -(منيحة منيحة ، بس تعبان شوي وبدي نام)
كرم: -(معك حق صرلك أربع ساعات بلانوم)
طارق: -(بلاغلاظتك هلق كرم اتركو ماشايفو متضايق)
كرم: -(على أساس شي غريب عليه ، أصلاً الغريب إنو مايكون متضايق)
براء بيسحب مخدة وبيضرب كرم فيها وبيقلو:
-(اي خراس بقى أحسن ما فرجيك حالي وأنا متضايق عالمظبوط)
كرم: -(خلص خلص استسلمت)
بيرن موبايل طارق..وبيلاقي المتصل نضال بيك..
بيقوم وبيروح على جنب بعيد عن براء..
-(ألو، أهلين عمو)
نضال: -(طارق وينو براء؟)
-(ليكو قاعد جنبي)
-(وين انتو لازم تخبرني ضروري)
-(عمو سبق وقلتلك..)
بيقاطعو نضال:
-(طارق حياة براء بخطر ولازم إخفيه عن الأنظار فترة..ضروري أعرف وينو القصة مافيها مزح)
طارق بيتوتر وبيحتار:
-(شو قصدك حياتو بخطر؟ صاير شي جديد يعني؟)
-(مافيي إشرحلك هلق ، قلي وينكن لإجي لعندكن)
-(بس...)
-(طاااارق..عم قلك حياتو بخطر!)
طارق مفكر إنو نضال عم يحكي هيك ليقنعو يحكي عن مكان براء..ووقع بتوتر وحيرة..
ولما بيطول صمت طارق بيقلو نضال: -(خلص سكر رح إحكي مع كرم)
وفعلاً بيحكي مع كرم واللي بعد محاولات قليلة قدر نضال يعرف منو مكان براء..
***
حكمت وولادو صاروا بالبيت ، حكى تلفون مع ناصر وطلب منو يلاقي طريقة آمنة ويجي بسرعة..
وبيطلب من سومر يتصل بكل أعمامو وكبار عيلة الجلباوي وشبابها ويخبرهم يجتمعوا عندو بالبيت..
المسا بيكون رجال العيلة كلها وشبابها مجتمعين ببيت حكمت ومعظمهم تجار كبار وأصحاب نفوذ وسلطة وعندهم رجال وناس منتظرين رضاهم..وهالعيلة معروفة بتمسكها بالعادات القديمة واعتمادهم على بعض بقصص الحقوق والواجبات والمشاكل والمصايب..
محمود العنصر اللي بعتو نضال ليراقب الوضع عم يراقب البيت عن كثب، وبيلاقي طريقة يغافل الحرس ويطلع سور الحديقة من جهة مافيها حراس وبكل خفة بيطلع السور وبينزل للحديقة وبيزحف باتجاه البيت لحتى يوقف جنب شباك بيطل عالصالون اللي كانت العيلة كلها مجتمعة فيه وبيحاول يركز سمعو ليعرف شو عم يحكوا..
حكمت بيبدأ حديثو بإنو يخبر العيلة بكل قوة وحزم ورباطة جأش خبر موت إبنو سهيل..والكل بيستقبل الخبر بصدمة كبيرة وبيصير دوشة وأخد ورد وأحاديث وأسئلة واستفهامات كتيرة بينهم..
بيقطع حكمت جدالاتهم وسجالاتهم وبيقول بصوتو القوي المتماسك:
-(اسمعوني ياجماعة ، اللي صار صار وماعاد فينا نرجع الميت..بس الشي الأكيد إنو فينا ناخد بتارو ونخلي اللي قتلو يدفع تمن دمو غالي..)
بيحكي أخوه جمال وهو كمان واحد من أكبر تجار البلد:
-(يعني سهيل انقتل قتل؟ ومين هالخسيس اللي تجرأ يعمل هالعملة وليش؟)
حكمت بيرد:
-(لازم تحطوا ببالكم إنو علقتنا مارح تكون سهلة وغريمنا واحد من كبار مسؤولي البلد وممكن يستخدم نفوذو وسلطتو علينا ليعرقلنا تماما متل مااستخدمها ليقتل ولادي واللي لطف الله حمى واحد منهم ، ولهيك أنا جمعتكم كلكم لأنو إذا قدر يستخدم نفوذو على واحد واتنين وعشرة مننا مارح يقدر يستخدمو عالكل ولارح يقدر يوقف بوجه الكل وهيك إذا غاب واحد بيكون في إلو بديل ليكمل انتقامو وينفذ المهمة الواجبة عالعيلة واللي فيها كرامة وشرف العيلة كلها)
جمال: -(مين هالمسؤول اللي بدو يقدر يجابهنا مهما علت مرتبتو؟ إذا كان هو صاحب منصب ونحنا كمان أصحاب سلطة وهيبة وقوة وماننا من الناس اللي بينهابوا بسلطة ولابيخافوا من مناصب)
بتطلع أصوات تأييد من الكل والكل على كلمة وحدة ونفس واحد: -(ماعاش اللي بيدوس لعيلة الجلباوي على طرف)
بيحس حكمت بالقوة والثقة والفخر للدعم اللي حظي فيه ، بعدها بيطلع صورة من جيبتو وبيحطها قدامهم عالطاولة وبيقول:
-(براء بيرقدار ابن اللواء نضال بيرقدار...دمو من اليوم مستباح)
***
.(الحلقة12)
حكمت: -(براء بيرقدار ابن اللواء نضال بيرقدار ، دمو من اليوم مستباح)
ناصر بيسأل بصدمة والغيظ أكل ملامحو:
-(يعني هالكلب هو اللي قتل سهيل وحاول يقتل سمير؟)
حكمت: -(هو السبب بس الفاعل أبوه ولهيك الانتقام رح يكون بإبنو..هاد الشب مااكتفى إنو خطف بنتي ولعب بعقلها وخلاها تترك أهلها وبيتها ، فوق كل هاد استعان بنفوذ أبوه حتى يقتل ولادي ..)
ناصر بيثور متل البركان :
-(هاد غريمي وقتلو واجبي..)
حكمت: -(قتلو صار واجب العيلة كلها ، أول حدا بتطالو إيدو بينفذ المهمة)
ناصر بكل حقد وغل : -(أول حدا بيطالو بيجبلي ياه لهون حتى مزمز عليه أول واقتلو بطريقتي)
سامر وسومر عم يسمعوا الحديث والنقاشات اللي عم تصير ويطلعوا ببعضهم ومو عاجبهم كل شي عم يسمعوه..
***
كرم ظهر عليه الارتباك بعد ماخبر نضال عن مكان براء ، وطارق لاحظ هالشي وشك بالسبب لأنو نضال خبرو إنو رح يحكي مع كرم..
بيقرب من كرم وبيهمس بإدنو:
-(لاتقلي إنك خبرت العم نضال عن مكان براء)
بيطلع فيه كرم بحرج وتوتر وبيفهم طارق من هالنظرة إنو خبرو. بينفعل عليه: -(الله لايعطيك العافية)
كرم:- (اي شو إعمل؟ قلي إنو براء بخطر حتى نبهني ماخليه يطلع من البيت)
طارق: -(بيكون منشان يجي ويشوفو)
-(ماحسيت هيك ،من صوتو كان باين إنو قلقان)
براء كان عم يحكي تلفون مع نسرين وبعد مايخلص بيقوم وبيقلهم:
-(أنا رايح على بيتي ،لازم جهزو منشان لما تطلع إمي يكون جاهز)
طارق وكرم بصوت واحد:
-(لا شو تطلع؟)
براء بيطلع فيهم مستغرب من ردة فعلهم..
جنّة: -(بس إخواتي صاروا بيعرفوا بيتك وأكيد رح يضلوا يضايقوك ويمكن يأذوك؟)
-(شو يعني لازم ضل هربان من بيتي؟ سبق وقلت الدنيا مو سايبة وأنا بعرف كيف اتصرف ماتقلقي وانتِ رح تبقي هون لحتى نلاقي حل منطقي لمشكلتك)
-(بتحب اجي معك ساعدك؟)
-(لا شو تروحي لسه هلق كنتِ عم تحكي عن خطورة الروحة ،حكيت مع نسرين ورح تروح وتنضفو والمصلح صلح الباب بيبقى شوية ترتيبات بظبطها بطريقتي..)
جنّة بتحس بالحزن والانكسار مرة تانية وخاصة لما تتذكر اللي صار بهداك اليوم..
بيتجه براء عالباب ليطلع بيوقف كرم قدامو وبيقلو:
-(مافي طلعة)
براء باستغراب: -(شو قصتك حدا عيّنك سجّان شي؟)
-(لك مو هيك، قصدي، قصدي انتظر لحتى تهدا الأمور شوي ، روحتك لهنيك لسه خطر عليك)
طارق: -(اي براء برأيي كرم معو حق اصبر شوي هلق)
بيزفر براء بتذمر: -(أوف مليت من هالديباجة)
وبيبعد كرم عن طريقو: -(بعد عن طريقي ولاتطلع جناني هلق ..)
وبيطلع من البيت من دون مايرد على حدا..
***
نضال عالطريق عم يسوق سيارتو بيجيه اتصال من محمود(جاسوسو على عيلة الجلباوي)بيرد:
-(اي محمود قلي ، عرفت شي؟)
محمود بصوت متوتر:
-(ياسيدي الوضع خطير ، الجلباوي جمع العيلة كلها كبارها وشبابها وأعطاهم تعليماتو ليلاحقوا براء بيك ويهدروا دمو)
نضال بيرجف قلبو :
-(شو قلت؟انت متأكد؟)
-(شفتهم بعيوني ياسيدي وكلهم كانوا عم يحرضوا بعضهم حتى يأنجزوا المهمة بأسرع وقت)
بتشعل النار بعيونو وبيكز على سنانو بتوتر:
-(والله لإحرق الأرض من تحكتن)
وبيسوق بسرعة جنونية باتجاه بيت الست مريم(مكان وجود براء)
***
طارق وكرم منتظرين جيّة نضال بحرج وجنّة تعبت من وجودهم واستأذنت تفوت تنام..
ثواني وبيندق الباب..بيفتح كرم وبيدخل منو نضال متل المجنون وهوي عم يقول بتوتر وينادي:
-(وينو ، براااء براااء ، لك وينو براء؟)
كرم: -(اهدا عمو طلع من شوي وماقدرنا نمنعو)
بينفعل زيادة وبيصرخ عليهم:
-(لك كيف بتخلوه يطلع ، قلتلكم حياتو بخطر)
بتطلع جنّة عالأصوات مرعوبة: -(شو في، مين حياتو بخطر؟)
طارق: -(والله ياعمو ماقدرنا نمنعو ، قلي شو صاير والله خوفتني؟)
نضال: -(وين راح ماقلكن؟)
بيطلعوا كرم وطارق ببعضهم
بيصرخ نضال بنفاذ صبر:
-(لك ردوا وينووو؟)
كرم: -(راح على بيتو)
بيطلع نضال بسرعة وبيلحقوه كرم وطارق ، أما جنّة كانت واقفة مذهولة ومافهمانة شو صاير..
بيوصلوا عالبيت بيشوفو نسرين عم تنضفو بيسألها نضال: -(وينو براء ماوصل؟)
نسرين بتطلع باستغراب..بيقلها طارق:
-(هاد عمو نضال أبوه لبراء .)
نسرين: -(أهلين عمو تشرفنا)
طارق: -(وينو براء؟)
-(مابعرف ليش قلكن رح يجي لهون؟)
كرم باستغراب: -(قال رح يجي يساعدك ويجهز البيت!)
-(ماقلي رح يجي! ،قلي عندو شغل بيخصلو وبكرا بيجي)
نضال بيضرب كف على كف وبيقول بتذمر ونفاذ صبر:
-(رح يجنني أقسم بالله رح يجنني ، جربوا احكوا معو عالموبايل)
طارق: -(طيب عمو فهمنا شو صاير ، والله قلقتنا)
-(بعدين بعدين ، المهم تضلوا حوليه وتقنعوه مايضل ميبس راس..دقلو لشوف)
بيدقلو طارق وبيطلع مقفل وبيحاولوا كتير ومافي فايدة ، بيسألو مازن عنو وكمان مابيعرف..والنار عم تاكل قلب نضال بس فقد السبل ليوصلو واضطر يرجع عالفندق وينتظر للصبح لعل وعسى يرجع ويشوفو...
براء كان بورشة البناء وضل يشتغل كل الليل من دون رحمة أو شفقة على حالو لأنو كان لازمو مصاري منشان يكمل تكاليف علاج أمو ويرد الدين لأبوه..
وهالشغل كان يدعمو مادياً لأنو الأجر منيح وكان يقدر يطلب سلفة من مدير المشروع، وكل مازاد شغلو كان يزيد أجرو ويكرمو لهيك كان مضطر يشتغل هالشغل الصعب ولو إنو مابيناسبو..
اشتغل بصعوبة وتوجع بسبب جروحو اللي لسه ماطابت..بس كابر وقاوم لحتى خلص الشغل المترتب عليه..
بعد ماخلص رجع على بيتو منهار من التعب والوجع..وكانت نسرين خلصت تنضيف البيت وراحت ، بيدخل على غرفتو وبيرمي حالو عالتخت، بس شدة وجعو خلتو ماقدران ينام ، بيطلع ظرف الدوا من جيبتو وبياخد دواه وبعد وقت قصير بتهدا أوجاعو وبينام بعمق..
رجال الجلباوي قدام بيت براء..بيتصل واحد منهم بحكمت:
-(ألو ، الهدف دخل عالبيت من شوي يابيك)
حكمت: -(لاتتصرفوا أي شي خليكم مراقبين الوضع ، يمكن أبوه يكون حاطط حماية للبيت ويوقعنا بفخ)
-(أمرك يابيك)
وبالفعل عناصر الأمن كانوا محوطين بيت براء من كل الجهات بناءً على توجيهات نضال..بس متخفيين بطريقة ماينكشفوا فيها إنهم أمن..
نضال أعصابو متوترة وقلقان والأفكار عم تتصارع بذهنو..وبعد مايصفن شوي بيتصل بحكمت وأول مايشوف حكمت رقمو بيبتسم بشماتة ، بيرد عليه:
-(شو يبدو ابتدت أعراض القلق عند سيادتو؟)
نضال بحنق: -(فشرت ، ليكون بعلمك إني راصد كل تحركاتكم وياويلك تلعب بديلك النجس هيك أو هيك)
-(ولووو ياسيادة اللواء، إنت رجل قانون وبتعرف إنو لكل جريمة عقاب بس الفرق إننا منحب ناخد حقنا بإيدنا، والعين بالعين والدم بالدم)
-(نسيت تكمل ياأفوكادو زمانك"والبادي أظلم" إنت وولادك حاولتوا تقتلو ابني والقدر هو اللي ساعدو وأنقذ حياتو وبماإنك طلعت بتفهم بالحق والقانون معناها لازم تعرف إنو لكل فعل رد فعل وتتقبل عاقبة أفعالك)
بتحتد نبرة حكمت وبيرد بعصبية:
-(البادي أظلم قلتلي؟ لك مين البادي أنا ولاإنت وابنك؟ ابنك اللي حط كرامتي وشرفي بالأرض؟ واللي خطف بنتي وخفاها عن أهلها ولما حاولوا إخواتها يجيبوها من بيتو تهجم عليهم ليقتلهم ويمنعهم ياخدوها؟ شو منتظر من إخواتها يعملوا؟ يصقفولوا مثلاً؟)
نضال بينصدم من الكلام اللي سمعو ، بيقلو باستغراب :
-(براء؟ ابني براء خطف بنتك؟)
-(بنتي اختفت من بيتي وقلبنا الدنيا عليها لنكتشف بعدين إنها متخبية ببيت ابنك المصون وابنك عامل حالو حامي الحمى بدو يمنعها ترجع لبيتها وأهلها، بدو يحميها من إخواتها بالعنف والضرب، ولساتها لهلق معو ومانعها ترجع لبيتي..مين أعطاك إنت وإبنك هالحق..تطفلوا على أعراض الناس؟)
-(انت كذاب ، ابني مابيعمل هيك)
-(اي روح اسألو لكن ، أنا من الأول قلتلك خلينا نلتقي وتسمعني واحكيلك القصة بس فضلت تبرز عضلاتك وتستعرض نفوذك كعادتك وكان الضحية ابني اللي راح من بين ايدي ظلم و غدر بس صدقني رح دفعك انت وابنك التمن غالي لو ماضل بعمري غير يوم واحد)
وبيقفل الخط بوجهو ، والصدمة والغضب احتلت كل ملامح نضال...
فوراً بيتصل نضال بكرم وبيقلو:
-(كرم سؤال واحد بدي جوابو من دون أخد وعطا..بتجاوبني بس اي او لا)
كرم بارتباك: -(اه؟ اي عمو إذا بعرف الجواب رح جاوبك)
-(بنت الجلباوي موجودة مع براء؟)
-(اه..هي القصة صارت...)
بيقاطعو: -(اي أو لا..جاوبني بس اي أو لااا)
كرم بيزيد ارتباكو وبيرد بتردد: -(اي..بس..)
نضال بيغمض عيونو بانزعاج وضيق وبيقلو:
-(خلص ماشي سكر)
***
الصبح بتصحى جنّة ع صوت دق الباب..بتستغرب مين اللي جاي بكير ؟ بتقوم تفتح بيكون مازن ولبنى..
بيسأل مازن بلهفة:
-(وينو براء مارجع؟؟!)
جنّة باستغراب: -(ليش مانام ببيتو مبارح؟)
مازن: -(مابعرف اتصل فيي طارق وسأل عنو لأنو مالاقوه بالبيت وبعدها مابعرف شو صار معو؟)
ثواني وبيوصل طارق واللي أول مايوصل بيسألو مازن بلهفة: -(لاقيتو براء؟)
طارق: -(مابعرف، اجيت بوجهي لهون لإني توقعتو يكون هون؟)
جنّة: -(شو في ياجماعة ليش كل هالقلق؟ صاير شي جديد؟)
لبنى بترد بغيظ:
-(ولاشي جنّة خانوم ، ماخايفين أبداً من مفاجآت عيلتك؟)
مازن: -(لبنى؟)
طارق: -(خلص خلونا نفوت نحكي على رواق ، خطر ببالي حل مناسب للكل وبعتقد هو أنسب حل لمشكلة جنّة) وبيطلع فيها بسعادة وبيكمل: -(إذا عجبها طبعاً)
__
براء طلع من البيت وأول مايطلع مباشرة بيتصل عنصر من العناصر وبيخبر نضال ..
أما رجال الجلباوي فبتكون عينهم عليه وبيحاولوا يلحقوه، ولأنو براء محتاط من هالناحية كرمال سلامة جنّة وعم يسلك طرقات ومداخل مخفية بيضيعوه ومابيقدروا يعرفوا طريقو..
بيوصل براء لبيت الست مريم بالوقت اللي ابتدى فيه طارق حديثو:
-(مبارح فكرت كل الليل واتخذت قرار ممكن يكون مصيري بس برأيي لاقيتو حل مناسب لكل المشاكل اللي عم نواجهها..)
مازن: -(وشو هالحل؟)
بيرن الجرس اللي كان عبارة عن زمور إنذار وانوضع مخصوص منشان سمع الست مريم و بتفتح الست مريم:
-(ولك براااء ليش بتضل ياضايع يانايم؟)
مازن: -(هاد براء إجى بوقتو)
براء : -(لاتواخذيني ستي هيك تعودت)
مريم: -(أنا ختيرت ولااا)
بيتدخل مازن: -(ستي فوتي كملي نومك لسه الوقت بكير)
مريم: -(حقير وستين حقير عم يقلي ختيرت؟)
براء: -(لاحول الله) بيتركهم عالباب وبيفوت...
ومازن بيدخل الست مريم على غرفتها حتى ماتضل تبهدل فيهم بكل مناسبة..
طارق: -(أهلين براء لك وينك يارجل ، قلبنا الدنيا عليك مبارح)
براء: -(ليش شو في؟)
مازن: -(هلق بعدين منعرف شو في ومنحكي بهالتفاصيل ، خلينا نعرف هلق شو الحل اللي تمخض عنو تفكير السيد طارق)
بيطلع براء باستغراب..
طارق: -(بصراحة منيح اجيت براء ، كنت عم قول إني فكرت مبارح كتير منيح ووصلت لحل ينهي معاناة جنّة ويرضي كل الأطراف ويمكن نقدر بعدها نخفف غضب وثورة أهلها وشوي شوي تصحح علاقتها فيهم)
براء وجنّة بيطلعوا ببعضهم باستغراب..
بيسأل براء بفضول:
-(قول عم نسمعك)
بيطلع طارق بجنّة نظرات مختلفة هالمرة ، نظرات ظاهر فيها الرغبة والعشق وبيلاحظها براء وبيحس بالغيظ..
لبنى بتقطع سلسلة نظراتو: -(اي خلصنا بقى احكي شو الحل نطف قلبنا)
طارق بعد تردد بيقول بحرج:
-(أنا قررت إطلب إيد جنّة واتزوجها على سنة الله ورسولو..وإذا تكرمت ووافقت منكتب كتابنا فوراً ووقتها ماحدا رح يكون إلو عندها شي ورح تكون مرتي بالشرع والقانون وأنا مستعد بعدها اتواصل مع أبوها وإخوتها وإقنعهم وإرضيهم)
لبنى بتبتسم وبينشرح صدرها..
أما براء فبركان حقيقي شعل بقلبو ، عاصفة اجتاحت أعصابو ، وإعصار هاج بعيونو..
وفجأة بيفور متل البركان وبيقول لطارق بعيون مليانة غضب:
-(انت كيف بتتجرأ؟ هاد اللي طلع معك؟ اي هيك أظهر نواياك العاطلة ..ولك أنا مأمنك عليها كأخ وصديق وانت عينك زايغة عليها وعم تفكر بسفالة؟)
الكل مستغرب ومصدوم من ردة فعل براء العنيفة..
طارق بيرد بصدمة:
-(شو صرلك براء؟ كيف بتحكي معي هيك؟ شو صار إذا طلبتا بالحلال؟ بتكون عيني زاغت وبكون سافل بنظرك؟)
براء لسه بنفس حالة الغضب:
-(اي سافل وستين سافل لما بتحاول تستغل ظروف البنت لتحقق مآربك الشخصية وطمعك فيها بتكون سافل)
مازن: -(شبك براء إهدا شوي؟)
-(كيف بدي إهدا مو سامعو شو عم يحكي؟ بدو يستغل ضعف البنت وقلة حيلتها ليفرض عليها خياراتو)
مازن: -(ماحدا رح يفرض عليها شي، طارق عم يعرض عرض ويقترح اقتراح وهيي من حقها تقبل أو ترفض..القرار عندها يعني)
-( ولو كان..هاد يعتبر ضغط غير أخلاقي عليها، ممكن يخليها تقبل بسبب الضغوط اللي عم نعيشها ومحملة حالها الذنب فيها..والواقع إنها هربت من هيك ضغوط)
طارق بيبلش يفقد أعصابو:
-(أنا مافهمت إنت شو مشكلتك؟ ولالتكون صدقت حالك ولي أمرها وصاحب قرارها؟ أنا عرضت عرضي ومنتظر منها القبول أو الرفض والقرار إلها وانت بتصف على جنب)
براء بيفقد أعصابو وبيهجم بدو يضربو بس بيمسكو مازن..وطارق بالمقابل بيهجم بدو يرد على محاولة براء وكمان بيبعدو مازن وفجأة بيوقفهم صرخة جنّة:
-(بيكفييي..)
بيطلعوا الكل فيها باستغراب..
بتصير تبكي وتقول:
-(شكراً عنجد لأنكم حسستوني إني رخيصة،وإني سبب لكل أذى وكل إهانة وكل دمار عشتوه وعم عيشوا معكم ..بيكفي بقى..اتذكروا إني إنسانة حرة وإلي كيان تذكروا إنو إلي وجود وحاج بقى تفكروا وتقرروا وتخططوا وتنفذوا كل شي بيخصني وكأني مجرد لعبة بينكم)
لبنى بترد عليها بحنق:
-(الحق عليهم لسه عم يسعوا منشانك ليخلصوكي ويخلصوا حالهم من المصايب اللي وقعت فوق راسهم بسببك؟ ما كل شي عم يصير بسببك؟ كان ناقص بس تخربي العلاقة بين الرفقات كمان)
براء بيحتد على لبنى: -(لبنى اسكتي)
جنّة: -(لا مافي داعي ، أنا بعرف إنو معها حق بكل حرف وأنا اللي حطيت حالي وحطيتكم بهيك موقف)
بتتركهم وبتمشي وهيي عم تبكي..بيمسكها براء من إيدها وبيقلها:
-(جنّة أنا بعتذر ، مابعرف شو صرلي حتى فقدت أعصابي هيك)
بهاللحظة بيرن جرس الباب..لبنى بتروح وبتفتح وبيدخل نضال بعصبية وهو عم يصرخ:
-(براااء ، وينك ، براااء ..)
براء بينصدم لمابيسمع صوت أبوه وبيطلع بطارق بغضب مضاعف ..بس طارق بيقلو بغيظ:
-(ماأنا خبرتو عن مكانك اطمن براء أفندي)
نضال أول مايشوف براء بيطلع فيه بحدة وغضب وفجأة بيرفع إيدو وبيصفقو كف بيرن صداه بكل البيت وقبل مايستوعب براء أول صفعة بيرجع نضال بيصفقو كف عالخد التاني..
مازن بيركض بلهفة وبيمسك نضال وبيقلو:
-(إهدا عمو شو صرلك؟)
والكل عم يطلعوا والصدمة جمدتهم وغيرت ألوانهم ومو مستوعبين اللي عم يصير..
بس غضب نضال كان مخيف، غضب مؤذي مابيرحم ، وكعادتو بكل ردود أفعالو الكارثية بيخرب وبيحطم وبيكسر كل شي بشكل مابيترك فيه مجال للتطييب والجبر..
بيدفع مازن وبيهجم على ابنو وبيمسكو من قميصو وبيصير يصرخ فيه وهو لسه عم يصفعو بدون إدراك:
-(ياقليل الترباية أنا هيك ربيتك؟ ولا صح استغنيت عن تربايتي وربيت لحالك حتى تطلع هي نتيجة الترباية الشوارعية اللي تربيتها)
الكفوف ماعم توقف..نضال كان كأنو أعمى ، وجنّة مصدومة وعم تصرخ:
-(بيكفي بترجاك شو عم تعمل؟)
ولبنى وضعها ماكان كتير أحسن، ومازن لسه عم يحاول يخلص براء من دون فايدة..
أما طارق كان عم يراقب بصمت وكأنو انزرع بقلبو حقد على براء لدرجة مابقى يعنيلو اللي عم يصير..
صفعة قوية جديدة بتطال خد براء وبترميه عالكنبة، مازن بيمسك نضال وبيقلو:
-(بيكفي عمو شو صرلك؟)
براء بيلمس الدم اللي نزل من تمو من أثر الصغعات، وبيصير يضحك بعالي صوتو ، بس ضحكتو كانت من نوع تاني، ضحكة فيها سخرية وكلها مرارة وخيبة ووجع، الحقيقة هيي كانت ضحكة بتختصر خيباتو وأوجاعو بالحياة..
بتركض جنّة لعندو بس لبنى بتسرع حتى تسبقها وبتقعد جنبو وبتقلو: -(حبيبي انت منيح) وبتطلع بجنّة نظراتها الكيدية المعتادة..
هون جنّة بتوقف مكانها رغم إنو قلبها كان رح ينفطر على براء..
نضال لسه عم يحكي بعصبية وخيبة:
-(إنت أكبر خيبة أمل بحياتي ، لك أنا كنت متأمل فيك تكون سند وعز وفخر إلي ولإخواتك البنات ، طلعت واحد فاضي مراهق مستهتر مابيهمك شرف الناس ، واللي مابيهمو شرف بنات العالم مابيهمو شرف إخواتو)
الكل عم يسمعوا ومستغربين كلامو ومافهمانين شي ، بس براء كان عم يسمع بلامبالاة لأنو صار يعرف أبوه وأحكامو المسبقة وأفعالو المتهورة اللي دمرت حياتهم..
بيوقف وبيطلع فيه بحزم وقوة ولو إنو الدموع المتخبية بعيونو بتفضح حجم الوجع اللي جواتو وبيقلو:
-(شايف كل هالصفعات اللي صفعتني ياهن، صدقني ماوجعوني ومابيعادلوا صفعة وحدة من الصفعات والخيبات اللي تسببت فيها بحياتي، مابيعادلوا ذرة وجع موجود هون بقلبي بسببك ، لأنو وجع الروح بيضل أقسى وأمر من أي وجع تاني)
نضال بيبتدي يصحى شوي من غضبو ولو إنو لسه حاسس بالانفعال والخيبة من براء..بيرد نضال بانفعال:
-(لك أنا غلطت بس ماقصدت وجعك، غلطي كان خارج إرادتي ، بس انت وجعتني الوجع الأكبر لما دمرت كل أحلامي فيك، وفوقها بتفاجأ إنك مستهتر بأعراض الناس وعم تتصرف بطيش وقلة أخلاق وقلة مسؤولية وماهمك سمعتك ولاسمعتي ومكاني ومركزي ، بدك تفضحني بين الناس وتحط راسي بالأرض؟!)
براء: -(أنا استهترت بأعراض الناس؟خير شو سمعان عني ومن مين حتى تهاجمني بهالوحشية من دون حتى ماتسألني أو تعرف مني؟ ولا صح نسيت إنو آخر شي بتفكر فيه إنك تسمعني ،صح؟ بس اطمن بحب قلك إنو مابيهمني شو بتفكر فيي ولابيهمني صحح نظرتك أو بررلك أو إشرحلك لإنك باختصار مابتعنيلي شي)
وبيمشي بدو يطلع من البيت بيمسكو نضال من إيدو وبيسحبو بعنف وبيقلو:
-(وين رايح تعال لهون ، وحاج تهرب بكل موقف، انا لسه ماخلصت كلامي)
براء بينظرلو نظرة احتقار وبيرد:
-(وأنا مابيهمني إسمع باقي كلامك، عندي إم بحاجتي بالمشفى وهيي أهم من كلامك الفاضي)
نضال بيزيد غضبو:
-(براء لاتجنني لسه ساعتين على مواعيد الزيارة بالمشفى ،حاج تهرب بقى واقعد وفهمني متل الخلق مين هالبنت اللي خطفتها من أهلها وعم تمنعها ترجع لبيتها وواجهت إخواتها وتعرضت للضرب بسببها؟)
نظرات الدهشة والذهول سيطرت عالكل..
براء عم يطلع بأبوه باستغراب كبير..
وجنّة من كتر توترها بتخبي وجهها بكفيها وكأنها عم تصفع حالها، ماصدقت اللي سمعتو وماعم تستوعب اللي عم يصير والدمار اللي عم يزيد حوليها بسببها..
نضال بيصرخ بوجه براء:
-(احكييييي، ليش ساكت؟)
مازن بيتدخل: -(عمو إنت فهمان القصة غلط)
براء: -(لوسمحت مازن، خليه فهمان القصة متل ماحب يفهمها، أساساً هو سمع وقرر وأصدر حكمو وماطلب توضيح لأنو مو بحاجتو)
لبنى بتهمس لجنّة: -(انشالله تكوني مبسوطة؟)
جنّة بتحمل دموعها وبتركض عالغرفة واللي كانت قاعدة فيها الست مريم وما دريانة بشي..
وبتصير جنّة تبكي بحرقة وتلوم حالها:
-(لك أنا شو عملت؟ خربت ودمرت كل شي بسبب أنانيتي)
بتشوفها مريم عم تبكي وبتقلها:
-(ليش عم تبكي يابنتي؟ لتكوني مفكرة الحياة بتمضي من دون مصايب وهموم؟)
وبتقوم وبتقعد حدها وبتمسحلا دموعها وبتقلا:
-(امسحي دموعك وتعلمي تواجهي الحياة بصبر وقوة لأنو همومها رح تعيش معك لآخر لحظة بحياتك)
اطلعت فيها بامتنان وحطت راسها بحضنها لأنها كانت بحاجة للمواساة ولحضن دافي يحضن أوجاعها..
نضال وبراء لسه عم يتجادلوا والتوتر بينهم عم يزيد..
نضال: -(قلي مين هي البنت اللي سرقت عقلك وخلتك تنسى أخلاقك والأصول اللي تربيت عليها)
براء بانفعال: -(قلتلك ألف مرة طلاع من حياااتي ولابقى تتدخل فيها، وهلق برجع بقلك يا بتطلع من هون ياأما أنا رح إطلع لأنو ماممكن نجتمع تحت سقف واحد)
نضال عم يحاول يضبط جرعة غضبو الجديدة ولسه عم يطلع ببراء بحدة وانفعال..لهيك بيقرر براء يتركو ويطلع من البيت بس بيوقفو صوت نضال وهو عم يقلو:
-(هي عقوبتي؟أنا اللي كنت مستعد إحرق الدنيا كرمالك؟ لك انت مابتعرف أنا شو عملت من ورا غلطتك هي!)
بيلتفت براء عليه وبعيونو نظرات تساؤل وبيسألو والقلق ظهر عليه:
-(ليش شو عملت؟)
بهالوقت بيطلع صوت دق قوي عالباب..بيفتح مازن وبيدخل منو كرم وهو عم يقول بلهفة:
-(سمعتوا شو صاير؟)
مازن: -(شو في؟)
كرم: -(الفيس والجرايد مطروشين بخبر مقتل سهيل الجلباوي معقول ماسمعتوا؟)
بيطلع براء بصدمة كبيرة بأبوه وكأنو فهم إنو هاد الشي اللي عملو وكان عم يحكي عنو..
الكل مصدوم من الخبر، ونظرات براء ونضال عم تتقاطع مع بعضها متل الشرارة..
بس..
صوت طارق وهوي عم يقول باستغراب: -(جنّة!)
بيحول نظر براء عليها وبيلاقي جنّة واقفة ومصدومة وكأنها تمثال من الجليد..
___