سًيًدِتّيً

▫️

حكم المتأول لأصول التطبيقات وأهدافها :

□ وهذا هو الحال الذي عليه كثير ممن يمارس التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية من المسلمين، وأحدهم لا يخلو من إحدى حالتين: :
• أن يكون عالما بالفلسفة الاستشفائية التي تقوم عليها التطبيقات، ولكن يتأولها ويحملها على معان شرعية. وهذا قد سبق ذكر استحالته في غير
موضع. .

• أن يكون عالما بالفلسفة الاستشفائية وأخطارها العقدية وإنما يظن إمكانية تجريد التطبيقات من تلك الفلسفة والاستفادة مما فيها من المنافع المفترضة.

•• وهذا - كذلك - لا يخرج عن إحدى حالتين:

أ- أن يقصد بتجريد التطبيقات من الفلسفة الأصلية عدم التعرض لما فيها من المخالفات الصريحة كالفيض والاتحاد ووحدة الوجود مع إبقائها على صورها ومسمياتها.
وهذا لا يعتبر تجريدا بقدر ما يعتبر تلبیسا وتضليلا
- فكيف ستُفسر الطاقة الكونية وال (شاکرات )وغيرها من الفلسفات الشرقية التي ليس لها أي تفسير علمي إلا من خلال الفلسفة الأم؟
- وكيف سيَمنع هؤلاء قراءهم وأتباعهم من الرجوع إلى أشخاص ومؤلفات أخرى للاستزادة والتبحر في تلك التطبيقات ممن لا يحملون نفس الفكر؟.
فهذا مما يستحيل تطبيقه في الواقع، بل يشبه فعل الباطنية الذين لا يظهرون حقائق معتقدهم إلا بعد أن ينغمس المريد في طرقهم البدعية.
- مع ما فيه من مشابهة الكفار في طرقهم ومصطلحاتهم التي هي في الأصل مأخوذة عنهم. وقد عاب عمر رضي الله عنه على كعب «مضاهاة اليهودية - أي: مشابهتها - في مجرد استقبال الصخرة، لما فيه من مشابهة من يعتقدها قبلة باقية وإن كان المسلم لا يقصد أن يصلي إليها».

¤ ولكن هذا في تأوله لا يكفر لأنه لا يعتقد شيئا من الكفر، والواجب تعليمه وإقامة الحجة عليه ليظهر له أنه لا يمكن العمل بالتطبيقات إلا من خلال فلسفتها،
• فإن أقر وعاند كان حكمه حكم العالم
• وإن لم يقر وبقيت عنده الشبهة كان على أهل العلم والاجتهاد تقدير ما إذا كان المعين يعذر بها «فقد يعذر بعض الناس بشبهة دون أن يعذر بها غيرهم الاختلاف أحوال الناس، وظهور آثار الرسالة أو خفائها وما يحيط بالمعين من ملابسات خاصة ونحو ذلك...

••• وذلك أن الكلام في الإعذار من حيث الأصل فيه تحديد لمناط الحكم الشرعي، وأما تطبيق ذلك على معين فهو تحقيق لذلك المناط، وقد يقع الاختلاف في تحقيق المناط مع الاتفاق في أصل مناط الحكم».
• فتكفير الشخص المعين «موقوف على تبليغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها، وإلا ليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر »،
• ولذلك لما استحل بعض الصحابة والتابعين الحمر في عهد عمر به الشبهة عرضت لهم، اتفق علماء الصحابة على أنهم يستتابون، فإن أصروا على استحلالها بعد قيام الحجة کفروا".

ب- أن يقصد بتجريد التطبيقات من فلسفتها وأهدافها التجريد الحقيقي الذي لا يبقى معه ارتباط بين الوسيلة العلاجية وبين الفلسفة الشرقية، لا في المفاهيم ولا في المصطلحات ولا فيما له تعلق بها من أي وجه.
فهذا إن أمكن فعله في بعض التطبيقات لم يصلح معها جميعها. وهو عند ذلك يبقى على أصل الإباحة ما لم يتلبس بمحرم غيره

📚 التطببقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية ( ٥٣٦- ٥٣٨)

http://t.me/Easternphilosophies

▫️

265 views03:21