🔮 الحركات الإسلامية في ظل أعاصير العولمة، هي الرّواسي التي تمنع البلدان الإسلامية من الانزلاق نحو منحدرات الفوضى الكاملة وأعاصير الاقتتال الشامل. وكما أن للرواسي جانبين: جانب بارز على سطح الأرض وهي الجبال، وجانب منغرس في باطن الأرض وهي الأوتاد؛ فإن على الحركات الإسلامية أن تعتني بالجانب غير الظاهر وهو التربية، إذ تلعب دور الأوتاد وتقوم بتمتين الأواصر التي تضمن بقاء الحد الأدنى من التضامن بين مُكونات الأمة.
أ.د. فؤاد البنا

طوبى لكل الذائدين عن اليمن
طوبى لمن
للمؤمنين بحتفهم
للصابرين على المحن
للصارخين بصمتنا
للراحلين بلا كفن
للمعتقين رقبانا
من حكم عباد الوثن
طوبى لكل منافح
عن كل أحلام الوطن
طوبى لحرفك سيدي
البسته الثوب الحسن
🌹🌹🌹

د/إيمان القباطي

🔮 حَصِّنوا مأرب من فتَن أهل المآرب، حيث تستهدفها المؤامرات من كل جهة واتجاه، ويتسلل إليها الأعداء من أي ثقب ينفتح في أسوار مناعتها الاجتماعية، فهي الغُصّة التي سكنت في حلوقهم والشوكة التي انغرست في أعينهم، وكانت وما تزال الحَجَرة التي تتكسّر عليها أمواجُ مؤامراتهم. إنها قلعة الشرعية وحصن الوطنية، وصارت مأوى الثوار ومثوى الرجال الأحرار. ولقد قدمت نموذجاً مشرّفاً في فرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن والبناء وفي امتزاج المشاعر وقوة اللحمة الوطنية.
أ.د. فؤاد البنا

🌟 *حُداةُ (قطوف الفكر)* 🌟
احتفائية مرتجلة من عدد من الشعراء ب(قطوف الفكر) للدكتور فؤاد البنا.

1- ألا بُورِك البنَّا وبُورك سعْيُهُ
فلله كم طابت لديه قُطوفُ
*
ولله ما أحلى جاَناها وشَهدَها
كأنّا بجنات النعيم نطوف
*
2- يفيض كمافاضت عذوبة أنهر
وينثر من در القطوف حروف
*
وإبداعه أضحى لدينا كوجبة
لها تلقف الأروح وهي صنوف
*
3- تضوعُ نسيما في الفؤاد ولحنها
ضياء المعاني للجمال رديف
*
نعانقها شوقا لسحر بريقها
ومنشدها فذ الجَنانِ حصيفُ
*
4- لها مثل أنسام الصباحات في الرُّبا
عبيرٌ أريجيُّ الشذى وحفيفُ
*
كما أنها في كل عينٍ ومهجةٍ
لِكل مدارات الفصول خريفُ
*
5- وإنّ الذي قد أدهشَ العقلَ أنها
قطوفٌ تنير الدرب وهي حروف
*
ولكنّها فجرٌ تفجَّرَ بالضيا
فضمّ نداها الأُفقُ وهو شغوفُ
*
تجيئ كغيثٍ ثمّ تنداحُ لؤلؤاً
فـ منها ..وعنها يستحيل عزوفُ
*
تضمّد جرحاً نازفاً في قلوبنا
وتسعف فكراً إن أتاهُ نزيفُ
*
6- تُحلقُ بالأرواح في رحْبِ أُفْقنا
إذا اطبقَتْ فوق الرِّعاع كهوفُ
*
هي الغيثُ نفعاً والفضاءُ رَحابةً
هي الشمسُ نوراً والمَضاءُ سيوفُ
*

7ـ وتنهض بالهِمّاتِ وهي علاجها
وترشدُ للقرآن وهي رفيف
*
به نهضة الدنيافياسعدأهلها
إذابادرواللحق وهو شريف
*
8- نَطُوفُ ونَسعَى والفُؤادَ يَحُفُنْا
بِأفنانِ فِكْرٍ كُلَهُنَّ قُطُوفُ
*
فَبَنّاءُ يَبْنِيّ الفكر لله دَرُهُ
صَفاءً وإن رَغِمَتْ بِذاكَ أُنُوفُ
*
فُؤادٌ لهُ نبضٌ وللنبضِ قِيمَةٌ
وهل تلقى نَبضٌ يعتريهِ وقوفُ
***

*الشعراء*:

1- علي السيفي
2- أبو فارس المخلافي
3- جميلة الرجوي
4- فيصل البريهي
5- رمضان الشميري
6- محمد حسان
7- فؤاد السيفي.

14/12/2016م

🔮 إن الأماني التي لا تستقيم على ساق الأسباب ولا ترتوي من مياه العمل والدأب، إنما هي في الحقيقة مجرد أضغاث أحلام، وعندما يحصحص الحق سيكتشف أصحاب الأماني كم كانوا يخدعون أنفسهم وسيدركون أنهم لم يحصدوا سوى السراب!
أ.د. فؤاد البنا

🔮 لا يختلف عاقلان على أن الحركات الإسلامية تتعرض لحرب شاملة من أعداء أقوياء ماكرين ومتسلحين بالكثير من الوسائل والأساليب، لكن ذلك لا يعني أن المعركة محسومة وأنه ليس أمام الإسلاميين إلا الاستسلام ورفع الراية البيضاء، بل يجب أن يكون ذلك المكر سببا إضافيا لحسن قراءة الواقع وإحكام الخُطط ولتمتين الروابط وإعلاء البناء. ويجب أن يرسي الإسلاميون الاستراتيجيات ويرسموا التكتيكات التي تجعل أسلحة الأعداء ترجع إلى صدورهم، وتجعل أيديهم ترتد إلى أفواههم حينما يعضّون أناملهم من الحنق والغيظ ومن الحسرة والندم!
أ.د. فؤاد البنا

🔮 لأن كثيرين منا يعانون من فتوق فكرية ونفسية خطيرة في شخصياتهم؛ فإنهم في مواقفهم من غيرهم يندفعون بقوة للبحث عن المثالب والتفتيش عن أوجه القصور، ولا يتورعون عن تصيد الأخطاء والفرح بالعثرات. إن هؤلاء كلما وجدوا في أحد حالة إبداع اتهموه بالركاكة أو السرقة أو الغرور أو الانحراف، وكلما سمعوا عن شخص قدّم إحساناً للمحتاجين نسبوه إلى الرياء وشككوا بأمواله أو اتهموه بالانتماء إلى طائفة أو جماعة لا يحبها عامة الناس، وكثيرا ما يجتهدون في البحث لهؤلاء عن نواقص في شخصياتهم أو أخطاء في اجتهاداتهم أو عن هفوات في سلوكياتهم ليجعلوا منها سبباً للانتقاص مما قاموا به من خير وما قدموا من نفع، وهكذا دواليك، وكأن بينهم وبين الخير عداوة أو كأنهم حُرّاسٌ للشر، وأكثرهم ليسوا كذلك، لكن التربية المعلولة والتدين المنقوص قد صنَعا منهم معاولَ هدم في صرح مجتمعاتهم!
أ.د. فؤاد البنا

🔮 ما أكثر الذين أوقفوا أنفسهم للقوامة على الآخرين والتجسس على أفعالهم، ونذروا طاقتهم لمراقبة تصرفات غيرهم بل وتصوراتهم، ولترقب هفواتهم وتصيد أخطائهم. إن هؤلاء لا يُجيدون شيئاً كما يجيدون التشكيك بكل شيئ والاعتراض على كل أحد، ولو تجسدت لهم النجوم والشمس والقمر في أشكال آدمية لقالوا فيها ما لم يقله مالكٌ في الخمر! وعلّتهم الكبرى هي أنهم يعتقدون في عقولهم الباطنة بأنهم لن يتعملقوا إلا بقدر ما يُقزّمون الآخرين !
أ.د. فؤاد البنا

🔮 في ظل تلاطم أمواج الإغراء وضخامة لُجَج الإغواء التي تعصف بالمسلمين في هذا العصر؛ ينبغي للداعية أن يذهب إلى مدعويه بقدمي العلم والإخلاص ولا ينتظر مجيئهم إليه، فيُحاورهم في حواريهم ويُناديهم في نواديهم، ويُحسن تسويق دعوته في أسواقهم. وينبغي أن يستغل ظروف ضعفهم فيطرق حديد قلوبهم وهي ساخنة، وذلك بأن يُحسن مخاطبتهم في خطوبهم، ويمد يديه إليهم في دواهيهم، وبأن يحرص على إظهار كامل رحمته بهم ويُبرز منتهى شفقته عليهم.
أ.د. فؤاد البنا

هكذا علَّمتني (الأفعال) في اللغة العربية!
✍ أ. د. فؤاد البنا

▪بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية توقفت مرات عديدة مع الأفعال لأتعلم منها ما يمكن تعلمه، ووجدتني وقد تعلمتُ منها الأمور الآتية:

▪ تعلمتُ أن أكون (مُتعدياً) بأفعالي الصالحة إلى الآخرين وأن لا أبقى رهينَ الأفعال (اللازمة) التي ينحصر صلاحُها في ذاتي؛ فإن أجور الأفعال المُتعدّية أجلّ وأكبر بل وأبقى بعد موت الإنسان، حتى أن مصطفانا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن إنساناً قد دخل الجنّة لأنه سقى كلباً شربة ماء، فكيف بمن جعل الله إحياءَ نفسه إحياءً للناس جميعاً، وجعل دمَه أشد حُرمةً من حرمة الكعبة المشرّفة؟!

▪ تعلّمتُ أن أستخرج من الفعل (الماضي) العِبَر والعظات سواء كانت إيجابية أو سلبية، وتعلمت من الفعل (المضارع) الاستمرار والمداومة على الصالحات، فقليلٌ دائم خير من كثير منقطع، حتى ولو ظهرت علامات الساعة الكبرى فسأحاول أن أغرس فسيلةً إن استطعت ذلك قبل أن تقوم. وتعلمت من (فعل الأمر) أن أتخذ منه مرتقىً لأتمكّن من استشراف الآتي وارتياد المستقبل؛ حتى أكون من عباد الله الصالحين الذين يستحقون وراثة الأرض.

▪ لقد تعلّمتُ أن أظلّ (فاعلاً مرفوع الرأس)، وأن لا أسمح باستذلالي من قبل أهل (الجَرّ) والذين يَجُرّون الناس بنعمهم ولو أعطوني الملايين، أو أهل (الكَسْر) ممن يمارسون الترهيب والتخويف، وأن لا أمكِّن (النّصَّابين) من الضحك على ذقني ورميي على قارعة الخرافة!

▪لقد تعلمتُ أن تكون (الأفعال) لسان حالي قبل الأقوال، وذلك في التفاعل مع التحديات التي أحاول أن أحيلها إلى فُرص، وفي التعامل مع الخصومات التي أحاول أن أمدّ أيدي الوُدّ لأصحابها، فلقد شبعت الآذان من الكلام بينما الأعين جائعة لرؤية الأعمال والمنجزات.

▪وقد تعلمتُ أن تكون (أفعالي) منطلقةً من أعماق ذاتي وأنجزها بخُطواتي، وأن أضبطها بالسير في خَطّي والالتزام بتَخطيطي، وأن لا تكون ردّ فعل على استفزازات الشانئين أو صدًى لأفعال المُحبّين!

▪ وتعلمتُ أن تكون (أفعالي) جسراً يربط بين المبادئ التي أؤمن بها وبين المقاصد التي أسعى لتحقيقها، وأن تكون جسراً بين أطراف المسلمين الذين يقتلهم التحزّب وتفتك بهم العصبيات، والذين صاروا في كل مَحَكّ طرائقَ قدَداً وصاروا جزراً معزولة عن بعضها.

📚 منتدى الفكر الإسلامي 📚

حلق بحرفك حيث شئت وطف به
حول     المدار فإن   حرفك ألهما

قل إنني    أشدو   بلحن مشاعري
قلمي صديقي    للمشاعر ترجما

لن تسكتوا حرفي وبوح مشاعري
من ذا يطال النجم في كبد السما

 أسرج إلى    العلياء حرفك كن به
حرا وكن كالغيث    في قفر همى

*ابوفارس المخلافي*

🔮 لو كنا أناساً عمليين لاحتفلنا باليوم العالمي للغة العربية بطريقة عملية لا تكتفي بإبراز العواطف الجيّاشة ورصّ الكلمات الرائعة التي تتغنى بالعربية وتمتدح عظمتها؛ وذلك عبر أمور كثير تعيد للغة العربية بعض اعتبارها كأمٍّ للغات العالم، وأدنى هذه الأمور هي كتابة أسمائنا وشعاراتنا في وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية وليس بالإنجليزية، وليس وراء ذلك حبة خردل من حُبّ للغة القرآن، وخاصة في هذا الزمن الذي تتعرض فيه هُوية أمتنا لأخطار وجودية جسيمة، وصلت إلى حَدّ تسويد كل جميل في التأريخ الإسلامي الزاخر بالإشراقات والصفحات البيضاء، وتسفيه كل ما له علاقة بالإسلام بل ومُروق بعض الشباب منه إلى الإلحاد، أو إلى ملل ونحل مليئة بما ظنوا أنهم قد فروا منها من خرافات؛ نتيجة قلة وعيهم ووقوعهم ضحية للتجريف الثقافي والإعلامي الرهيب الذي يقوم به أعداء الإسلام وخصوم العروبة، بجانب تأثيرات عقدة النقص التي تنشأ عند المغلوبين أمام غالبيهم!
أ.د. فؤاد البنا

ظلت الكويت عبر عقود عديدة من الزمن شلّالَ الجُود الخالي من الشروط، وواحة العطاء الذي لا يتبعه مَنٌّ ولا أذى!

ليتنا نتفنّن في بناء الرُّكّع السُّجود كما يتفنن بعضُنا في بناء المساجد؛ فإن تربية العابد أولى من بناء المعابد!

🔮 لو كشف الكثير من زعماء العالم الثالث عن حقائقهم لاتضح أنهم يَحملون كافة صفات القبح عند عتاة الطغاة. ولو افترضنا بأن طاغية عربياً قد حَسَر عن رأسه لوجدناه يغصّ بالكثير من الجهل والغرور، ولو أسفر عن وجهه لرأينا قبحاً شديدا وشرا مستطيرا، ولو فغَر فاه وكَفّ عن التبسم الأصفر لرأيناه يُكشِّر عن أسنان تنغرس بشدّة في حقوق الرعية وعن نابَين حادّين ينغرسان بوحشية في لحوم المعارضين، وبالمثل سنجد ليَديه مخالب ولقدميه حوافر، وبالجملة سنكتشف أنه وحش في صورة إنسان!
أ.د. فؤاد البنا

🔮 كما أن المسلمين ليسوا بمستوى الإسلام فإن العرب ليسوا بمستوى اللغة العربية، فهي (أغنى) لغات العالم في مشتقاتها وتصريفاتها وفي مبانيها ومعانيها، غير أن أهلها (أفقر) شعوب العالم في الإحاطة بلغتهم وأشدهم زهداً في لغتهم. واللغة العربية هي (أدَقّ) لغات البشر في تحديد المعاني المقصودة، حيث أن كثافة مفرداتها تتيح للمتكلم التعبير بدقة عما يريد قوله مع مراعاته للفروق الدقيقة بين الأشخاص وبين الأشياء وبين المعاني، وأهلها أكثر شعوب العالم (فوضوية) لدرجة أن بعضهم لا يبالون بما ينطقون وقد لا يقصدون ما يقولون تماماً. واللغة العربية هي أكثر اللغات قدرة على استيعاب الأمور العقلية الخفية التي تحتاج إلى الكثير من الذكاء، لدرجة أن الله اختارها كآنية لاستيعاب كلامه الذي هو معجزة عقلية في الأصل، وعجائبه لا تنقضي ومعانيه لا تنتهي، حيث تتجدد معانيه باختلاف الظروف الزمانية والمكانية والحياتية، أما اغلب المسلمين فقد ابتعدوا عن مَحجّة العقل وتوجّسوا خيفةً من التفكير ووضعوا المفكرين في قفص الاتهام أو في مواضع الازدراء والانتقاص!
أ.د. فؤاد البنا

🔮 لقد وصف الله تعالى القرآن الكريم بما يحمل في ثنايا نصوصه من أوامر وزواجر، بالقول الثقيل: {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}، ذلك أن مفروضاته ومحرماته ثقيلة على النفوس نتيجة أصلها الترابي، فقد جُبلت على عشق الراحة وزُيّن لها حُبّ الشهوات، غير أن معرفة (عظمة) الخالق تجعل تطبيق القول الثقيل (هَيِّناً) ويسيراً.
أ.د. فؤاد البنا

🔮 من ثمار دورة الليل والنهار أنها تزرع في قلب المؤمن شجرة الأمل؛ ذلك أن الليل إذا عسعس فإنه لا يمنع الصبحَ من أن يتنفس، فمن رَحِم الليل الحالك يولد الصباح المُنير.
بارك الرحمن جمعتكم.
أ.د. فؤاد البنا