قصص وروايات
4.65K subscribers
227 photos
6 files
452 links
#قصص_وروايات

تحتوي قناتنا على العديد من القصص المنوعه والروايات الشيقه نتمى ان تنال رضاكم💜

🔥مانحلل
حذف معرف القناه عند اخذ القصص🔥

💭تاريخ الانشاء
٥ نوفمبر ٢٠١٦

🌟بوت التواصل :-
@NovelsStoriesBot

🌟فهرس القناة:-
@Novels_Story
Download Telegram
#هذا_الحبيب « ١٥ »
السيرة النبوية العطرة ((إلتماس المراضع له صلى الله عليه وسلم ))
_________________

تشرف الكون بسيدنا {{ محمد صلى الله عليه وسلم }}وأرضعته أمه سبع أيام على التوالي .. ثم ألتمس له المراضع .
_
لماذا أُلتمِس له المراضع ؟؟
كان من عادة قريش أصحاب السيادة[[ أي الذين يملكون المال ]]
يحبون أن يتربى أبنائهم خارج مكة [[ تقريباً مثل أيامنا هذه ، الذي يملك المال ، يضع أولاده في أفضل ، مدرسة خاصة ]]
فلم يكن يسترضع في مكة كلها ، إلا الأغنياء وأصحاب السيادة .
وذلك لثلاثة أسباب
____
١_ يخافون على أولادهم من وباء مكة في مواسم الحجيج
[[ كان يأتي ناس كثير للحج ، والتجارة من شتى البلاد ، ومنهم من يحمل الأمراض المعدية معه ، فيخافون على أطفالهم الرضع ، من أنتقال الأمراض ، فالكبار يستطيعون التحمل ، أم الرضع لا يتحملوا ]]
فكانوا يحبون أن يربى الولد في أول عمره ، في البادية عند الهواء النظيف والبيئة النقية ، وعندما يكبر ويشتد عوده ، يرجع إلى أهله .
_________
٢ _ اللغة العربية ، في مكة ، لم تكن بتلك الفصاحة المطلوبة
[[ كان أهل البادية ، في ذلك الزمن ، مشهورون بفصاحة اللسان ، فكانت اللغة العربية عندهم أكثر فصاحة ]]
فيتعلم الطفل الصغير ، فصاحة اللسان من صغره
[[ كيف في هذا الزمن تجردنا من عروبتنا ، واكثر أهتمامنا تعلم لغة الغرب ، هو فعل جيد لا أحد يُنكره ، فمن تعلم لغة قومٍ أمنهم ، ولكن لا يعني ذلك أن نهمل لغتنا لغة القران ، ونجعلها وراء ظهورنا ]]
____
٣_ أسياد مكة ، كانوا يحبون من الزوجة ، أن تتفرغ لزوجها ، وتتزين له ، لإنه من الأشراف ولا تنشغل عن زوجها ، بالرضاعة والحضانة .
وربما يسأل احدهم ، إذا كان ذلك أحد الأسباب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولد يتيماً ، ولا يوجد لآمنة زوج ، لكي تتفرغ له ؟؟
[[ السبب لان جده عبدالمطلب ، لم يرضى بنقص قدر هذا المولود اليتيم ، امام بقية الأولاد في مكة ، وأراد أن يجبر خاطر آمنة وقلبها ، ولوكان يتيماً يا آمنة ، فإن محمداً ، سيسترضع مثله مثل أبناء الأشراف ولن ينقص عليه شيء ]]
صلى الله عليه وسلم
___________
المراضع ، وهم نساء ، كانوا يأتون ، من البادية لمكة مع أزواجهم في العام إما مرة أو مرتين .
فجاء قوم من بني سعد [[ هم أهل حليمة السعدية ، مرضعة الحبيب صلى الله عليه وسلم ]]
يريدون رؤية ، أطفال رضع في مكة ، من يطلب مرضعة حاضنة ، يطوفون بين اسياد قريش ، ويسألون
هل منكم من يريد مرضعة ؟؟
هل منكم من يحب أن نحتض ولده ؟؟
فلم يبقى منهم مرضعة إلا عُرض عليها ، النبي صلى الله عليه وسلم
فيسألوا :_ من أبو هذا الصبي [[ يريدون رؤية ابوه ، فالأب هو الذي سيدفع لهم المال ]]
فيقال لهم :_ أبوه عبدالله ، مات وأمه حامل به !!
فتتغير ملامحهم ورغبتهم في حضانته ، ويقولون لا رغبة لنا ، لعلكم تجدون غيرنا ، ثم ينصرفوا [[ لانهم يريدون الأجر والكرم من والد الصبي ، صحيح أن جده عبد المطلب شيخ مكة ، ولكن المعروف لدى الجميع أن الكرم الأكثر يكون من الأب ]]
ومهما كانت الأسباب
إنها إرادة الله عزوجل ، أليس هذا محمد صلى الله عليه وسلم {{حبيب الله }} ألم يخبره بمنزلته عند رب العالمين {{ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }}
نترك الأسباب ، وننظر الى إرادة المسبب ، فالله عزوجل سبحانه ، صرف كل المراضع عنه ، إلا حليمة السعدية
#الأنوار_المحمدية
يتبع بأذن الله …
#هذا_الحبيب « ١٦ »
السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية الجزء الأول ))
_______________

صرف الله عزوجل ،كل المراضع عنه صلى الله عليه وسلم ، إلا {{ حليمة السعدية }}
تقول حليمة :_
والله مابقي من صواحبي [[ يعني صاحباتي ]] إمرأة إلا أخذت رضيعاً غيره ، وأنا لم أجد غيره ، فكرهت أن أرجع من غير رضيع [[ حليمة السعدية ، وزوجها ابو كبشة ، الذي يقرأ السيرة ويتعمق فيها ، يدرك أنهما كانا ، طيبين ، وحظهم في الدنيا قليل ، ولكن الله إذا أعطى أدهش ]]
__
فعزمت حليمة السعدية على أخذ هذا اليتيم ، هي لم تراه بعد
تقول حليمة :_ فذهبت الى عبدالمطلب ، فأستقبلني
قال :_ من أنتِ ؟؟
قلت :_ حليمة السعدية
فقال :_ بخٍ بخ ، سعد وحلم ، خصلتان إذا أجتمعتا ، ففيهما خير الدهر وعز الأبد [[ تفائل بأسمها ]]
يا حليمة عندي غلاما يتيماً ، وقد عرضتهُ على نساء بني سعد فأبين أن يقبلن ، فهل لك أن تُرضيعه ، فعسى أن تسعدي به ؟؟
فقلت له :_ حتى أسال صاحبي [[ أي زوجها ، أبو كبشة ]]
تقول فرجعت فسألت زوجي ، فتهلل وجهه وأشرق ، وكأن الله قذف في قلبه الفرح والسرور
فقال لي :_ نعم يا حليمة خذيه ، ماذا تنتظرين ؟؟
فرجعت الى عبد المطلب فوجدته ، جالساً ينتظرني ، فأستهل وجهه فرحاً ، عندما رأني .
ثم أخذني وأدخلني على آمنة
فرحبت بي آمنة وقالت لي :_ أهلاً وسهلاً ، تفضلي بالدخول
تقول حليمة :_ فدخلت في البيت الذي فيه محمد
فلما نظرت إليه !!!
{{ فإذا هو مُغطى في صوف ، أبيض من اللبن ، يفوح منه المسك ،وتحته حريرة خضراء نائمٌ على ظهره ، فأشفقت أن أوقظه لحسنه وجماله }}
تقول حليمة :_ فأقتربت منه رويداً ، رويدا ، و وضعت يدي على صدره
فلما وضعت يدي ، تبسم ، ثم فتح عيناه ، ونظر إليّ ،
فخرج من عينيه نور دخل عنان السماء ، فما كان مني إلا أن حملته وضممته و قبّلته ، ثم أخذته ورجعت الى رحلي .
____
تقول حليمة :_ فحملته وكان معي أخاه [[ اي تقصد أبنها الذي ولدته واسمه عبدالله ، اخو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الرضاعة ]]
ثم ... أعطيت إبني لأبيه أبا كبشة [[ أي زوجها ]]
وكنت قد أتيت الى مكة على أتان [[ أي انثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها [[ حتى الناقة التي مع حليمة ليس فيها حليب ، وكانت سنة جفاف ]]
#الأنوار_المحمدية

يتبع بأذن الله …
#هذا_الحبيب « ١٧ »
السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية ، الجزء الثاني ))
___

اخذت حليمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجعت الى رحلها
تقول وكنت قد أتيت الى مكة على أتانِ [[ أي انثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها .
فكانت تركب على هذه الحمارة وهم ذاهبون لمكة
تقول حليمة :_ فكانوا يسبوقني ، وأتاني [[ انثى الحمار ]] التي ، أركبها لا تستطيع أن تلحق بهم !!
فيقولون :_ يا حليمة ، يا حليمة قد أعييتي الركب [[ أي اسرعي قليلاً ، فقد تأخرنا ، جميعاً ، تعبنا منك ،
بسبب سيرك البطيء ]]
تقول حليمة :_ فلما أخذت محمد ، ورجعت به الى راحلتي ، عرضت عليه ثديي ، وما كان في صدري مايشبع إبني [[ عبدالله اخو النبي في الرضاعة ، كان لا يرتوي من حليب أمه حليمة ]] فلا ننام الليل من بكاءه
فلما وضعت محمداً ، في حجري ، وعرضت عليه ، ثديي الأيمن ، فأهتز صدري وأنفجر فيه اللبن .
فشرب حتى إرتوى {{صلى الله عليه وسلم }} ففرحت فأعطيته ، ثديي الآخر فلم يأخذه [[ وكأن الله عزوجل ، ألهمه أن له شريك في هذا اللبن ، فأخذ واحد وترك الآخر لأخوه عبدالله ، لإنه صلى الله عليه وسلم جاء بالعدل ، فإن لم يعدل محمد رسول الله ، فمن يعدل ؟؟ ]]
تقول حليمة :_ فلم يأخذ الثاني طوال سنتين
قالت :_ فوضعت ابني على الثاني ، فرضع وشبع .
________________

ثم قام زوجي ابو كبشة ، الى الناقة [[ الناقة التي معهم ضرعها قد نشف ، ليس فيها حليب ]]
فقام إليها وإذا ضرعها قد إمتلأ باللبن
فقال أبا كبشة لحليمة :_ وهو يضحك من الفرح ، يا حليمة
ألم أقل لك أن هذا الصبي بركة ؟؟
فحلبها وشربنا ونمنا بخير ليلة
_

في الصباح ، تجهز القوم للسفر ، ليعودوا لديارهم ، ديار بني سعد [[ المسافة من مكة ، لديار بني سعد ، حوالي 150 كم ،
منطقة جبلية ومرتفعة عن سطح البحر ، جوها لطيف ]]
{{ هناك صورة في التعليقات }}
تقول حليمة :_ ركبت أتانِ [[ الحمارة ]] كانت لما تركب حليمة
هذه الحمارة من كثر ماهي نحيفة ، تضرب أقدامها بعضها ببعض ، حتى جرحت
تقول :_ فلما ركبت وحملت محمداً معي ، وإذا بها أنطلقت وكأنها تسابق الركب
وصاحباتي يقولون :_ يا حليمة ، يا حليمة ، أتعبتينا في طريقنا الى مكة ، ونحن ننتظرك لتلحقي بنا
والآن أتعبتينا ونحن نلحق بك
أليست هذه أتانك [[ الحماره ]] التي أتيتي بها من ديارنا ؟؟
فترد عليهم حليمة :_ بلى هي
يقولون لها :_ قولي لنا ، ماشأنها مالذي حل بها [[ أي ماقصتها ]]
تقول :_ لا أدري
فيقولون لها :_ فعلاً إن أمرها لعجيب [[ كانت ضعيفة جدا مالذي جعلها بهذه القوة ]]
{{ ذلك ببركة نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم }}
_______


حتى أقتربوا من سوق عكاظ [[ كانت قبائل العرب ، تجتمع في هذا السوق للتجارة ، وتعرض بضاعتها ، وتبدأ كل قبيلة تلقي الشعر والقصائد بمدح قبائلهم ويتافخروا ، فيعكظ كل واحد على الآخر بالشعر ، أي يتفاخر ، لذلك كان هذا سبب تسميته سوق عكاظ ]]
طبعاً كل منطقة تجارية ، من الذي يتواجد فيها دائماً ؟؟
{{ اليهود طبعاً ، فاليهود إذا بحثت عنهم ،تجدهم عند المال ، هم أهل المادة ، سياستهم مسك العصب الرئيسي للأقتصاد}}
لما نظر أحبار اليهود ، لقافلة بني سعد قادمة من بعيد ، عرفوا أنها هذه القافلة تحمل رسول الله !!!
كيف عرفوا ؟؟؟

#الأنوار_المحمدية
يتبع بأذن الله …
#هذا الحبيب 19 –
السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية ، الجزء الرابع ))
_________
تقول حليمة :_ وصلنا إلى ديار بني سعد ، فلم يبقى بيت في ديار بني سعد ، إلا فاح منه ريح العود
كانت أرضنا عجفا [[ أي أصابها الجفاف من قلة الماء ، ناشفة ، لا يوجد ربيع في الارض ]]
وكانت الأغنام ، تسرح وترجع هزيلة ، و لم يدخل في بطنها شيء من طعام وليس في ضرعها اللبن .
________

تقول حليمة :_ فلما قدمنا بمحمد ، أصبحت أغنامي تعود وقد شبعت ، وقد امتلأ ضرعها باللبن
كنا نرى الخضرة في أفواهها ، وليس في أرضنا نبته [[ ترجع الأغنام ، وما يزال موجود أثر الاعشاب في فمها ، والارض قاحلة ليس فيها عرق أخضر ]]
فيصرخ أصحاب الأغنام بالرعاة [[ الرعاة الذين يعملون عندهم ]]
_ويحكم !!!! إسرحوا بالأغنام حيث تسرح أغنام حليمة
ألا ترون أغنامهم !!! ترجع وقد شبعت والخضرة ، في أفواههم
ألا تعلمون أين تسرح أغنام حليمة ؟؟!!
فيقول الرعاة :_ والله إنا لنسرح معاً ، وترجع أغنامها معنا
ولكن نرى أغنام حليمة ، لا ترفع رؤوسها عن الأرض ، وهي تأكل وتمضغ ، وليس في الأرض نبتة واحدة خضراء [[ أغنام حليمة ، تأكل من الارض ، الارض عبارة عن رمل وحجارة ، لا يوجد عشب ليُأكل ، والرعاة مستغربين ]]
وذلك ببركته {{ صلى الله عليه وسلم }}
_______
تقول حليمة :_ فكنا نحلب أغنامنا ، ولا نهمل أهلنا
[[ عام جفاف ، بني سعد ليس عندهم حليب ، كانت حليمة ، ترسل لهم بالحليب الذي عندها ]]
تقول :_ ففاض الخير كله ، على ديار بني سعد {{ ببركته صلى الله عليه وسلم }}
________

هنا الناس ، أصبحوا يتفاءلوا ، بهذا الصبي اليتيم
_________
تقول حليمة :_ وأخذ محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} يشب شباب ليس كشباب الصبي
يشب في يوم ما يشب غيره في شهر[[ كان يكبر بسرعة صلى الله عليه وسلم ]] حتى إذا بلغ عمره عام ، وكأنه عامين
فلما رأينا هذا الخير والبركة منه ، وقد أصبح عمره سنتين
رغبت أنه يبقى عندي بعد السنتين [[ لأن مدة الرضاعة سنتين ]]
وكنت قد وعدت ، أمه آمنة ، أن نرجعه لها بعد عامين ، فعزمت أن أرجعه لأمه وانا عندي نية في داخلي أن أرجع محمد معي ، بعدما أستأذن أمه
_____________
التي تروي الحديث {{ حليمة السعدية ، رضي الله عنها }}
أسلمت وقد أدركت نزول الوحي ، وهي صحابية ، ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أطال الله في عمرها
حتى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفنت بالبقيع في المدينة المنورة ، بجانب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولأن حليمة صحابية يؤخذ بحديثها ، وكانوا الصحابة الكرام ينادونها {{ أم النبي }}
تقول رجعنا به إلى مكة فلما رأته أمه آمنة وجدّه عبد المطلب وكأنه غلام جفر [[والجفر الذي يبلغ من العمر أربع سنين ، عمره سنتين ، ولكن اعتقدوا عمره اربع سنين ]]
تقول سرّو بحسن التربية ونموه السريع صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨ »
السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية ، الجزء الثالث ))
_______
فلما رأى احبار اليهود المتواجدين في سوق عكاظ ، قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة ، علِموا أنها تحمل ، رسول آخر الزمن وخاتم الأنبياء والمرسلين {{ صلى الله عليه وسلم}}
فكيف عرف أحبار اليهود ؟؟
يوجد في كتبهم ، صفات نبي آخر الزمان من صفاته عندهم أنه {{ مظلل بالغمام ، صلى الله عليه وسلم }}
______
بني سعد قادمون نحوهم ، ومعهم حليمة تحمل رسول الله ، أحبار اليهود جالسين في سوق عكاظ
فلما نظر الأحبار للقافلة ، تأتي من بعيد ، كان فوقها غمامة ، والسماء كُلها ، لا يوجد فيها غيمة ، إلا هذه الغيمة !!
كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم ، وإذا مشوا تمشي معهم !!!
فنظر الأحبار الى بعضهم البعض ، مندهشين
فقال أحدهم :_ وربِ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد !!!
فأتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة ، على أنهم عرافين
[[ تمثيلية يقومون بها على القافلة ، أنهم عرافين مايعرف عندنا اليوم فتاحين ، يقرأو الكف ، ويتنبأ بالمستقبل ويقرأ الفنجان ، فمن خلال هذه التمثيلية ، يستطيعون أن يعرفوا من خلالها ، على أحمد وله علاماته عندهم ]]
فعرضوا أنفسهم ، على القافلة وكانوا أكثر من حبر فتهافت الناس عليهم ،
حليمة السعدية ، أحبت مثل باقي النساء معها ، أن ترى ما هو سر هذا المولد الذي تحمله ، فقد أحست هي وزوجها ، ببركته صلى الله عليه وسلم
وكان عندهم جهل في هذه الأمور .
_____

فقالت حليمة لأحدهم :_ أُريد أن أُريك ، هذا المولود
فقال لها الحبر :_ أين ولدك ؟؟
فعرضت عليهم النبي {{ صلى الله عليه وسلم }}
فلما نظروا إليه ، وأخذوا يتفحصون صِفاته ، أرتسمت في وجوههم الدهشة ، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون الى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا لها :_ ماهذه الحمرة في عينيه ؟!!
{{ وكان في بياض عيونهِ صلى الله عليه وسلم ، حمرة لا تفارقه ، وهي نوع من أنواع الجمال ، عروق رقيقة حمراء في بياض عيونه }}
فقالت حليمة :_ لا أدري هي في عينيه من ساعة ولادته !!
فقالوا لها :_ أيتيمٌ هو ؟؟
هنا حليمة أحست بسؤالهم ودهشتهم ، بشيء غريب ، خوُّفها منهم
فقالت حليمة :_ لا ، ليس يتيم ، وهذا أبوه ، وأشارت الى ابي كبشة
فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر :_ أتراه هو ؟؟
فأجابه الآخر :_ إي وربِ موسى وعيسى هو !!!
قال تعالى {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }}
ثم صرخ في الركب [[ أي بقبيلة بني سعد ، قوم حليمة ]]
أيها الناس أقتلوا هذا الصبي ، فإنه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهن أحلامكم ،وليبدلنّ دينكم ، وليكفرنّ من مضى من آبائكم ، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب ..
فصرخت حليمة في وجهه
وقالت :_ ويلٌ لك أنت ، أطلب لنفسك من يقتلك ، أما نحن فلا نقتل ولدنا !!!!!
فقال الآخر :_ ألم تقل لك أنه ليس يتيم
فقال له :_ نعم ، لوكان يتيماً ، لقتلته الآن
فلما سمعت حليمة قولهم ، ضمته لصدرِها وهربت فيه بين الناس وأختفت عنهم ، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم
وتأكدت حليمة ، أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية .
__________
تقول حليمة
وصلنا إلى ديار بني سعد فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود ، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم ، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء ....
{{ هناك صورة في التعليقات بيت حليمة }}

#الأنوار_المحمدية

يتبع بأذن الله …
#هذا_الحبيب « ٢٠ »
السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية ، الجزء الخامس ))
________

تقول حليمة :_ رجعنا بهِ إلى مكة ، فأخذتُ أحدث آمنة وجدّه عبدالمطلب عن محبتنا له وحبهُ لنا .
[[ تمهد لهم الحديث ، في محاولة منها ، لإقناعهم أن يرجع معها ، كم نُحب محمد وتعلقنا به ، وهو أيضا يحبنا ومتعلق بنا ]]
هنا آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ، فهمت من كلام حليمة أنها تريد أن ترجعه معها
فقالت آمنة :_ ماشأنك يا حليمة ؟؟!!
[[ يعني إلى أي شيء ، تريدين أن تصلي ، أدخلي بالموضوع]]
فسكتت حليمة ثم رفعت رأسها بخجل
وقالت :_ أحببناه يا آمنة !!!
_ولا نتحمل فراقه ، وإنا رأينا البركة فيه ، وإنا نُحب أن يبقى عندنا عامين آخرين نأمن عليه من وباء مكة
[[وفعلاً في ذلك الوقت بدأت تظهر أمراض بمكة ، بعد هلاك جيش أبرهة ، في حادثة الفيل ، واجساد جنوده التي تعفنت ]]
وظلت حليمة تقنع آمنة ، فمازالت تحدثها وتقنعها ، حتى وافقت آمنة
ثم قالت آمنة :_ يا حليمة ألا أخبرك عن ولدي هذا ؟؟
[[ أي هل احدثك عن ولدي اشياء لا تعرفيها ]]
يا حليمة ، إحرصي عليه فإن لإبني هذا شأن
[[ وأخذت تحدثها ، عن حمله و ولادته ، وكيف نزل ساجداً ، وعن النُور الذي خرج منه ]]
إحرصي عليه يا حليمة .
________
رجعت حليمة وأخذت النبي {{ صلى الله عليه وسلم }} معها إلى ديار بني سعد ، ليقيم عند حليمة عامين آخرين معها في بني سعد .
تقول حليمة :_ ونحن في طريقنا ، مررنا بركب من الحبشة ، وفيهم أهل الكتاب
[[ قافلة من الحبشة ، فيهم من اهل الكتاب الذين على دين سيدنا عيسى عليه السلام ، النصارى ، والحبشة كان منتشر فيها النصارى ]]
تقول حليمة :_ فعرضت الصبي عليهم بغيت ، أن أتأكد وأتعرف
[[ حليمة رضي الله عنها ، كان عقلها مشغول بالتفكير ، مالسر الذي يحمله هذا الصبي ، وخاصة ما رأته من بركته ، وحديث أمه آمنة عنه ، فأحبت أن تعرف من أهل الكتاب الرهبان لان عندهم علم من الكتاب ]]
تقول :_ فعرضته على راهب فيهم
فقلت له :_ ألا ترى ولدي هذا ؟؟!!
قال الراهب :_ مابه ؟؟
قلت له :_ إن له أمور غريبة ، أنظر إلى حمرة عينيه هذه !!!
قالت فنظر فيه الراهب وأخذ يتفحصه
فقال متعجباً :_ ما هذه الحمرة أيشتكي شيء في عينيه ؟
فقلت له :_ لا هي ترافقه منذ ولادته !!
ثم نظر إليه ، واستمر في تفحصه
ثم قال :_ما اسمه ؟
قلت له :_ {{ محمد }}
فقال وهو مندهش :_ هل ولد يتيماً ؟؟!!!
تقول حليمة :_ فأحببت أن أصدقه الحديث
قلت له :_ نعم قد ولد يتيماً
تقول فأخذ الصبي يقبلّه وقال لمن معه
إي وربِ عيسى ، إي وربِ عيسى ، إنه نبي !!
فأقبل من معه مسرعين ، وأمسكوا الصبي ، ثم أخذوا يقبلوا رأسه ، ويضموه الى صدرهم
ثم قالوا لها :_ لنأخذن هذا الغلام، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا ، فإن هذا الغلام كائن لنا وله شأن، نحن نعرف أمره
[[ اصبحوا يتحايلون على حليمة ، يريدون أن يأخذوه معهم الى ملك الحبشة ، فلقد عرفوا أمره ، وإنه نبي آخر الزمان ]]
تقول حليمة :_ فلم أكد انفلت به منهم [[ يعني ما صدقت أخذه منهم وامشي ]]
______

هل لاحظتم النصارى ، ما كان منهم خوف على الرسول من القتل ....... أما اليهود فهم أهل الأذية والقتل والغدر في الارض ، قال تعالى
{{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى }}
يتبع هذه الليلة إن شاء الله
(( حادثة شق الصدر كاملة ، في بوست طويل ))

#الأنوار_المحمدية
يتبع بأذن الله …
#هذا_الحبيب « ٢١ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة شق الصدر ، كاملة ))
واعذروني على الإطالة
________________
تقول حليمة رضي الله عنها :_ رجعنا إلى ديار بني سعد ومعي {{ محمد }} صلى الله عليه وسلم
وأخذ يشب شبابه مع إخوته في الرضاعة بعدما فطمته عن الرضاعة
{{ هنا نبدأ بالسيرة ، و أول نطقه وكلامه، صلى الله عليه وسلم }}
___________________
تقول حليمة :_ نطق مبكراً ، وكان أفصح الصبيان بالنطق والكلام .
تقول :_ جاء محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} في يوم من الأيام
فقال لي :_ يا أماه مالي لا أرى إخوتي في النهار ؟
فقلت له :_ يا بني ، إنا لنا أغنام يسرحون بها ، إلى الليل .
فقال :_ إني أحب أن أراهم في النهار
في اليوم الثاني ، أراد اخوته الخروج ، لرعاية الأغنام
فقال لها :_ يا أماه ، هل تأذني لي أن أرعى الغنم معهم ؟؟
فقلت له :_ يا بني ، أنت صغير !!
فقال إخوته :_ يا أماه يا أماه ، دعي محمد يسرح معنا ، نحن نرعاه ، لا تخافي عليه سنعتني به
[[ إخوته من حليمة هم ، الشيماء ، وعبدالله ، وانيسة ، وكانت الشيماء دائما تلاعب النبي وتقوم برعايته مع أمها وتحبه ، وعندما تبحث عنه حليمة تجده مع الشيماء تلاعبه وهي تنشد له الشعر
هذا أخٌ لي لم تلدهُ أمي .. وليسَ من نسلِ أبي وعمي
ويكون حولها يضحك ويلعب ، صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عن الشيماء ، فقد اسلمت وكانوا يسموها ايضا ام النبي ]]
فخرج معهم ، وكان لم يُكمل السنة الثالثة من عمره ، صلى الله عليه وسلم
فأصبح يخرج ويسرح معهم بالأغنام ، حتى أصبح لا يفارق اخوته ، فلما كاد أن يتم الرابعة من عمره [[ يعني إلا شهرين أو ثلاثة ]]
_________
تقول حليمة :_ وفي يوم من الأيام ، خرج معهم كعادته فما أن إنتصف النهار حتى جاء إبني عبد الله ومعه أخ له وعدد من الصبية يركضون ويصرخون
يا أمااااه يا أمااااه ، أدركي أخي القرشي ، فلا أراكي تدركينه [[ بمعنى يا تلحقيه يا لا ]]
تقول حليمة :_ ففزعت وقمت أنا وأبوه بسرعة و قلنا
:_مالخبر ما بال محمد ؟!!
قالوا :_ ونحن بين الأغنام ، جاء إلينا رجلان ، طوال القامة ، عليهم ثياب بيض ، أخذوا محمداً من بيننا ، ثم صعدوا به أعلى الجبل ، فلحقناهم
ماذا تريدون منه ، أتركوه ، إنه ليس منا أتركوه ، إنه قرشي إبن سيد مكة ، فلم ينطقوا بأي كلمة ، ولم نستطيع اللحاق بهم
ورأيناهم من بعيد قد أضجعاه في طشت معهم ، وأخذوا يشقوا بطنه
تقول حليمة :_ فأنطلقت انا وابوه بسرعة مفزوعين
واخذت تصيح حليمة بأعلى صوتها وتقول :_
وااا ضعيفاه ، يا وحيداه ، يا يتيماه
_____________
فلما وصلت حليمة وزوجها ، نظروا الى الجبل
تقول :_ فرأيناه جالس على قمة الجبل ، منتقع لونه أصفر ، ينظر الى السماء
تقول :_ فأنطلقت نحوه مسرعة ، ثم أحتنضته وقبلته ، ثم احتضنه ابوه
قلت يا بني :_ مالذي جرى لك ، أخبرني ؟!
قال :_ إني بخير ، بينما أنا بين إخوتي أقبل إلينا رجلان عليهم ثياب بيض فأخذاني من بين الصبية
قال أحدهم للآخر .. أهو؟
فقال له :_ هو
ثم وضعاني في شيء معهما بكل لطف ثم شق أحدهما من صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر إليه لم أجد لذلك مساً
[[ يعني لايوجد وجع وألم ]]
وأخرج أحشائي ثم أخرج منها شيء لا أعرفه ثم غسلها بالثلج ، ثم أعادها مكانها
فقال له صاحبه :_ قد قُمت بما وكّل إليك فتنحى [[ بمعنى أنها انتهت مهمتك ، التي قد وكلت بها ]]
ثم جاء الآخر فوضع يدهُ على صدري ومسح عليه فرجع صدري وإلتحم
وكشف لهم عن بطنه أي انظروا .. فلما نظروا رأوا مثل جرح وكأنه ملتحم جديد
ثم قال لصاحبه :_ زنه بعشرة من قومه [[ أي ضع الميزان و أوزنه]]
فوضعوني في شيء ووضعوا عشرة رجال في شيء آخر [[يعني مثل الميزان الكفتين ]] فوزنتهم
فقال له :_ زنه بمئة
فوضعوا مئة رجل فرجحتهم وطاش الميزان [[ في لغتنا اليوم ، طبش الميزان ]]
قال :_ زنه بمئة ألف
فوضعوا مئة ألف في كفة ، فلما وضعوني في الاخرى ، فرجح الميزان ، وتتطاير الرجال في السماء ، فرأيتهم كأنهم يتساقطون عليّ
فقال له :_ دعه ، فوالله لو وزنته بأهل الأرض لرجحهم جميعا ً
ثم قالوا :_ لا تخف يا {{ حبيب الله }} فإنك لو تعلم ما يراد منك لقرة عينك ثم ضموني لصدرهم وقبلوني .. ثم طاروا في السماء وها أنا أنظر إليهم يا امي فلن يعودوا [[ هذا حديث صبي عمره 4 سنين ، سبحانك يارب
_________________
يُحدث النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عن حادِثة شق الصدر
عندما اقبلت حليمة وهي تصيح وتقول وااا ضعيفاه واا وحيدا ، واا يتيما ،سمعتها الملائكة من بعيد وهي قادمة
فلما قالت :_ وا ضعيفاه
يقول صلى الله عليه وسلم
فأكبوا عليّ ـ يعني الملائكة ، وضموني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وما بين عينيّ ، وقالوا حبذا أنت من ضعيف
ثم قالت :_ يا وحيداه ، فأكبوا علي فضموني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وما بين عيني
وقالوا :_ حبذا أنت من وحيد وما أنت بوحيد ، إن الله معك وملائكته والمؤمنين من أهل الأرض
ثم قالت :_ يا يتيماه ا
#هذا_الحبيب « ٢٢ »
السيرة النبوية العطرة (( آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم))
______________
رجع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه آمنة وإنتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية .
فأصبحت ترى آمنة ، من إبنها محمد ، خصال فيه تتعجب منها !!!
{{ وكان صلى الله عليه وسلم ، له أدب رفيع }}
كان دائماً يجلس وينظر إلى السماء أكثر من الأرض
تقول أمه آمنة :_ كان ينظر إلى السماء أكثر من نظره إلى الأرض
خلوته أكثر من جلوته [[يعني كان معتزل أكثر من إنه يختلط بالصبية والأهل]]
كان إذا وُضع الطعام لا يبدأ ويمد يده قبل أحد ، ينتظر إذا قيل له كُل .. مد يده وأكل
وهكذا ما زالت آمنة ترى خصائصه حتى مضى عندها عامين وأصبح في عمر السادسة
_______________
الآن الذي ستروي لنا ، مالذي حدث للرسول صلى الله عليه وسلم عند آمنة هي
{{ بركة الحبشية أم أيمن }} رضي الله عنها وارضاها
بركة صحابية جليلة ، كانت من الأوائل من العبيد الذين أسلموا
كانت من العبيد في مكة ، وكان الذي يملكها ابو النبي (( عبدالله المتوفى ))
وانتقلت في الوراثة ، للنبي صلى الله عليه وسلم
فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها (( لزيد بن حارثة )) رضي الله عنه
أنجبت لزيد (( أسامة بن زيد )) الصحابي الجليل رضي الله عنه ، بركة كانت (( حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ))
تقوم برعايته وخدمة آمنة ام النبي ، وكانت تلازمهم دائماً
____________
تقول بركة :_
قالت آمنة لعبد المطلب يوماً ، ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة ، فنزور أنا ومحمد قبر عبد الله وأعرفه على قبر والده ؟
قال :_ نعم يا امنة ، ولكن حتى أجد قوم آمن عليكم معهم أرسلتكم
قالت :_ فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب ، جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم .
خرجت آمنة مع ولدها ومعها بركة حتى وصلوا يثرب {{ المدينة المنورة }} فذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول صلى الله عليه وسلم وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله
____________
أخذت آمنة بيد إبنها محمد ، ووقفت عند قبر أبيه
وقالت له :_ يا بني هذا قبر والدك عبدالله
فقال لها :_ لِما يا أمي ، لا يكلمنا ؟!
فقالت :_ يا بني إنه قد مات ، والذي يموت ، لا يتكلم أبدا ، ولا يرجع إلى أهله ، يا بني هذا مكان جسده ، ولكن لن نلتقي به أبداً
[[ هنا تعرف على معنى الموت ، لم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي ، حتى وقف على قبر أبيه ، وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه ابدا ]]
صلى الله عليه وسلم
______________
جلسوا في يثرب حوالي شهر ، وكان يخرج صلى الله عليه وسلم ، يلعب مع الصبيان من بني النجار
وتعلم السباحة عندهم
كان يلعب كما يلعب الصبية ، و لكن كان مميز بينهم ، بأدبه وأخلاقه
وكان اليهود منتشرين حول يثرب ، وهم أهل كتاب
فلفت أنتبهاهم أمر غريب !!
كانوا يسمعون صراخ الأطفال وهم يلعبون {{ ها قد جاء محمد المكي ، محمد القرشي ذهب ، محمد المكي تعال معنا هنا ، محمد القرشي هي نذهب هناك }} كأي أطفال يلعبون ، ويعلو صوتهم بلعب
ومعروف عندهم في كتبهم ، بهذه الأسماء من صفات نبي آخر الزمن {{ محمد المكي المدني القرشي }}
ولاحظ اليهود ، غمامة [[ غيمة]] عليهم تظلهم وهم يلعبوا وإذا إنفرد محمد لوحده ، وبقي الصبية لوحدهم أصبحت الغمامة فوق رأسه .. فأصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي
{{ يتبع إن شاء الله الليلة ، وفاة امه آمنة }}

#الأنوار_المحمدية
#هذا الحبيب 23 –
السيرة النبوية العطرة (( وفاة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ))
________


أصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي
تقول بركة :_ كنت لا أفارقه بوصية من أمه آمنة .
تقول :_ فرأيت أهل الكتاب ، يختلفون إليه كثيرا [[ تقصد اليهود ، يأتي واحد ويذهب الآخر ، يراقبون النبي صلى الله عليه وسلم ]]
تقول :_ يترددون إليه كثيرا ويسألونها عنه
كيف ينام ؟
كيف يأكل ؟
ماذا يعمل ؟ يسألوها عن أحواله
تقول :_ فجاء إليه حبران من اليهود
فقالوا :_ ما إسمك يا غلام ؟
قال :_ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
قالت :_ فأخذوا ينظروا في عينيه ورأسه وتفحصوه كثيراً ثم كشف أحدهم بين كتفيه فوضع يده على خاتم النبوة
وقال :_ هو ، هو ، وربِ عيسى وموسى إنه هو !!!
فقال الآخر :_ أأنت واثق مما تقول ؟
قال :_ نعم وهذا خاتم النبوة بين كتفيه .. ثم إنصرفوا
تقول :_ ثم رجعت به إلى أمه قالت فلم ينتصف النهار حتى جاء رهط منهم إلينا [[ رهط يعني مجموعة]]
قالوا يا بركة :_ أخرجي لنا أحمد [[ معروف في كتبهم إسمه أحمد ]]
قالت لهم :_ ما عندنا أحمد
قالوا لها :_ هذا الذي تقولون عنه محمد
فقالت لهم :_ إسمه محمد وليس أحمد
قالوا :_ محمد أو أحمد شيء واحد ، أخرجي لنا محمد .. فقلت لهم :_ إنه نائم ، تقول ولم أخرجه لهم وأخبرت أمه بالأمر وبما أسمع من أهل الكتاب
فأخبَرت آمنة أخواله من بني النجار .. فخافوا عليه من اليهود .. وسمحوا لها أن ترجع إلى مكة .. وكان في قافلة راجعة لمكة ركبت معهم ، خرجت آمنة ومعها إبنها وبركة
____________


وفي الطريق عصفت الريح والرمال ، فتوقفت القافلة أيام وأصاب آمنة المرض وأخرت القافلة ، فإستأذنوا الناس بالقافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعوها وكان مرضها في قرية يقال لها الأبواء [[ الابواء منطقة بين مكة والمدينة، وهي أقرب للمدينة ، وسميت بذلك لأن السيول تتبوّأه ، يعني تحل وتستقر فيه ]]
تقول بركة :_ فمكثنا أيام نعالج مرضها ولكنها لا تستجيب .. والمرض يشتد بها
وذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنه أنها ستموت
فقالت آمنة :_ يا بركة .. قربي مني محمدا
قالت :_ فقربته ، فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وهي تنظر إليه وعمره 6 سنين
وتقول : بـارك فيك الله مـن غلام .. يا إبن الذي من حومة الحمام
نجا بعـون الملك المنعـام .. فُودي غداة الضرب بالسهام
بمائـة مـن إبـل سـوام ..

____

تقول بركة :_ كانت امنة ، تكرر بيت الشعر أكثر من مرة .. وهي تنظر إلى أبنها وكأنها تودعه
ثم قالت :_ يا بركة لا تغفلي عن محمد ، فإن أهل الكتاب يعتقدون أنه نبي مبعوث ، وإن ألد أعدائه يهود فأنا لا آمنهم عليه فلا تجعليه يغيب عن ناظرك
ثم قالت :{{ يا بني ،كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير يفنى }} ثم ماتت ويدها على النبي صلى الله عليه وسلم، قالت بركة : وأخذ محمد يكلمها فلا ترد عليه ،وعلمت أنها ماتت فأغمضت عيناها وضممت يدها إلى صدرها
وحاولت أن أبعد الصبي عنها ولكنه تمسك بها
وهو يقول وينادي :_ أمي أمي
ثم نظر إليّ وقال :_ لما لا ترد أمي عليّ ؟؟!!
تقول بركة :_ فأضررت أن أقول له لقد ماتت يا بني !!!
قالت :_ فذرف دمعاً غزيراً وهو متعلق بها
تقول :_ فحاولت أن أبعده عنها
فقال القوم الذين معي :_ دعيه يا بركة بجانب أمه
_____



قالت فلما كان النهار شققنا لها قبر في الرمال ، واخذنا نحفر لها القبر ، وهو يحفر معنا ويبكي
و أخذت ام ايمن يده لتذهب
حتى اذا وصلت مكة وتوجهت ام ايمن الى بيت جده عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح الباب ثم نظر للصبي
وقال :_ أين أمك يا محمد ؟
فبكى واخذ يردد .. ماتت ، ماتت
فضمه عبد المطلب وقال له : أنت ابني ، أنت ابني
رجعت ام ايمن تحضن اليتيم المضاعف يتمه إلى جده عبد المطلب .
صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يارسول الله

#الانوار المحمدية
يتبع بإذن الله .....
#هذا الحبيب 24 –
السيرة النبوية العطرة (( كفالة عبدالمطلب للنبي صلى الله عليه وسلم ))
_______
رجع الصبي المضاعف يتمه إلى جده بعد وفاة أمه آمنة
تقول بركة :_ لما رجعت مكة وأنا أحتضن محمد ، نظر إلينا عبد المطلب ، بعد أن علم بوفاة آمنة، وإحتضن الصبي ، وبكى
ثم أخذنا وأسكننا في داره [[ أي في دار عبد المطلب ]]
وقال :_ يا بركة لا تدعي محمد يغيب عن نظرك ليلاًً ولا نهاراً فإني لا آمن عليه أهل الكتاب
___________
يقول العباس رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم
يقول :_ فَرَقَّ له رقة لم نعهدها من قبل !!! [[ يقصد عبد المطلب ، كان الحنان بقلبه للنبي بشكل لا احد يتخيله ]]
وصب به صبابة لم يصبها بولد من أبنائه
أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ، عند جده عبد المطلب كل شيء بحياته تعلق فيه كثيراً
فكان إذا وضع الطعام لا يقربه ، إلا إذا جاء محمد ووضعه في حجره وأعطاه أفضل طعامه
________
يقول العباس رضي الله عنه :_كان لعبد المطلب سيد مكة فِراش في حجر الكعبة يجلس عليه ولا يجلس عليه غيره
[[ حجر الكعبة ، هناك صورة في التعليقات ]]
كان له فراش فيه ، لا يجلس عليه غيره حتى كان حرب بن أمية [[ حرب بن امية ، وهو شيخ من شيوخ قريش يكون أبوه لأبو سفيان ، وكان بمثابة السيد الثاني في مكة بعد عبد المطلب ]]
حتى حرب بن أمية ومن دونه .. يجلسون على الأرض حول الفراش
وعبد المطلب يجلس على الفراش
فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يافع في السابعة من عمره فيجلس عليه ، يجلس على مفرش جده عبد المطلب
فيذهب أعمامه يبعدونه !!!
فيقول عبد المطلب :_ دعوا إبني يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف [[ يعني يحس أن له مكانة ]] وأرجو من الله أن يبلغ من الشرف مالم يبلغه عربي قبله ولا بعده
[[ والله يا جد نبينا ، لقد حقق الله رجاءك ، فأي مخلوق من خلق الله جميعا ، بلغ الشرف الذي بلغه صلى الله عليه وسلم ؟ ونحن الآن بعد 1400 سنة ، نفديه بأرواحنا صلى الله عليه وسلم]]
ثم يجلس عبد المطلب ويجلسه على يمينه يمسح على ظهره ورأسه
ويقول :_ إن لإبني هذا شأن فاعرفوه يا أبنائي [[ يكلم أولاده عن إبن أخيهم محمد ]]
__
يقول العباس :_وكان عبد المطلب جالس يوم في حجر الكعبة وعنده ضيف
وهو أسقف نجران وهو من أهل اليمن [[الأسقف يعني أعلى رتبة عند الرهبان النصارى]]
وكما قلنا من قبل ، أن عبد المطلب عنده أصدقاء كثير ومعارف من اليمن ، عندما كان يسافر رحلة الشتاء إلى اليمن .
هذا الأسقف كان جالساً مع عبد المطلب ، ويتكلم معه
فقال الأسقف لعبد المطلب :_ إنا نجد في كتبنا صفة نبي من ولد إسماعيل ، في هذا البلد مولده [[ أي مكة ]]
وإن من صفاته كذا وكذا ، وأخذ يحكي له أوصافه ، وهو يتحدث معه
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره 8 سنين دخل على جده ، فنظر الأسقف إليه فقام الأسقف وأخذ يتفحصه وينظر إلى عيونه وظهره وقدميه
________
قال له عبد المطلب :_ ما الأمر ؟
فقال الأسقف :_هو ذا ، هو ذا ، يا شيخ مكة
قال عبد المطلب:_ ما هو ؟ !!
قال الأسقف :_ هو ذا الذي أحدثك عنه نبي هذه الأمة
يا عبد المطلب :_ من يكون هذا الغلام
قال له :_ هذا إبني
قال الأسقف :_ لا .. إنه يولد يتيماً !!!
فقال عبد المطلب :_ نعم إنه إبن إبني عبد الله
قال الأسقف :_ما فعل أبوه ؟
فقال له :_مات وأمه حبلة به
قال الاسقف :_الآن أنت صدقتني ، إنا نجد في كتبنا أنه يولد يتيماً ويموت أبوه وهو في بطن أمه
يا عبد المطلب هل تضاعف يتمه ؟ ألم يفقد أمه ؟
قال :_ بلى ماتت أمه وهو الآن في حضانتي
فقال الأسقف :_ أنظر يا عبد المطلب إلى قدم هذا الصبي .. ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم
[[قصده عن مقام إبراهيم عند الكعبة الذين ذهبوا للعمرة ورأوا علامات قدم سيدنا إبراهيم بالصخر في مقام إبراهيم عليه السلام الذي بجنب الكعبة قفص ذهبي]]
أنظر يا عبدالمطلب إلى قدم هذا الصبي ، ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم التي في المقام
فهل تجد قدم أشبه بها من قدم هذا الصبي ؟؟
قالوا :_ فنظرنا فوجدناها تشبهها ، مع فارق الحجم
فنظر عبد المطلب إلى أولاده
{{يقول العباس كنا إذا جاء أبونا عبد المطلب سيد مكة وجلس على فراشه في حجر الكعبة وقفنا على رأسه ، وكان عدد أولاده تسعة يقول كنا نقف على رأسه وحوله ، خدمة له وتعظيماً }}
فنظر عبد المطلب إلى أولاده وهم واقفين
وقال :_ يا أبنائي تحفظوا على إبن أخيكم محمداً
ألا تسمعون ما يقال فيه ؟!!!!!
فقال الأسقف :_ إني أوصيك يا عبد المطلب أن تحذر عليه يهود
هل لاحظتم كم تحذير جاء في السيرة من اليهود
حتى النصارى يعرفون بأن ألد أعداء محمد وأمته هم يهود ..
وعندما وصل المدينة صلى الله عليه وسلم وكان اليهود يسكنون حولها ينتظرون نبي اخر الامة يخرج منهم ، نزلت عليه صلى الله عليه وسلم ، أطول سورة في القران {{ سورة البقرة }} جلها تتكلم عن اليهود وغدرهم وملخصها
{{ يهود .. وعهود .. لا يلتقيان أبداً .. أبداً .. أبدا }} فليت المسلمون خير امة ، يفهمون .
...يتبع ان شاء الله .....
#هذا_الحبيب « ٢٥ »
السيرة النبوية العطرة (( أهل الفترة ، والدي النبي صلى الله عليه وسلم ))
_________________

أهل الفترة هو مصطلح يطلقه الباحثون في شأن العقيدة الإسلامية على الناس الذين لم ينزل إليهم رسول ولا نبي ولم يتبعوا أحد الأديان السماوية.
_________________________
سؤال لن اتجاهله ، وسأعطيه حقه
{{ هل والدا النبي صلى الله عليه وسلم من اهل الجنة ام النار ، هذا ما سأفصله بأذن الله ، بالأدلة من القران وانصف والدا النبي الكرام }}
____________
الكلام سيكون طويل ، ولن اختصره ، حتى أتناوله من جميع جوانبه ، نصرةً لوالدي النبي الكرام صلى الله عليه وسلم
___________
نحن لا نزال في بداية السيرة ، طبعاً لن نجد الكثير من العلم الديني والفقهي في بدايتها ، كل ما كان من قبل فهو مقدمة .
ولكن السيرة لا تتم إلا إذا بدأنا بها من البداية ، خطوة خطوة
فالسيرة
{{ كالبناء مبني كل حجر على حجر ، كل الاجزاء التي كتبناها في السيرة من قبل ، عبارة عن أساس بُنيت عليه السيرة }}
وهنا لا بد لنا بالوقوف ، عند سؤال مهم !!
فأنا اعلم ، أن أكثر من يقرأون السيرة ،قد فكروا كثيراً
وسألوا أنفسهم ما مصير أبوي رسول الله ؟؟
البعض ممن درس السيرة ، قد حكموا على أبوي النبي بالكفر والشرك ، واستندوا بحديثين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
لذلك انا لا احب ، أن أكمل السيرة ، قبل أن أغسل أذهان المسلمين من تلك الشوائب العالقة في عقولهم .
___________________
أما ما تمسك به بعض طلاب العلم من أنه ورد في {{ صحيح مسلم }} أنهما في النار فا إليكم نص الحديث
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس {{ أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار ،فلما قفى دعاه فقال: إن أبي وأباك فى النار }}
___________________________
اولاً .. أبسط الموضوع لمن ليس عنده علم شرعي بالاحاديث .
علماء الحديث ، وضعوا قواعد ودلائل سموها {{ الجرح والتعديل }}
للتحقق من صدق او كذب اسناد الحديث
[[ ما هو الاسناد ، هم الاشخاص الذين نقلوا الحديث قال فلان عن فلان عن فلان صعودا ، لحتى نصل للصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله ، هذا اسمه سند ]]
وقالوا مهما تأكدنا من صدق السند ، يبقى هناك شرط أساسي لا يصح الحديث إلا به ، والشرط هو {{ ألا يخالف نص صريح بالقران الكريم }} طبعا هذا الحديث ، تناقض مع أكثر من آية صريحة بالقران ، سنأتي على ذكرها
أية واحدة صريحة ، تبطل الحديث وسنده ، لأن القران ثابت محفوظ بحفظ الله تعالى
______________________
بعض طلاب العلم ، إذا تأكدوا من صحة السند ، أصبحوا يتعاملوا مع الأحاديث طواعية ، ومن المستحيل رفضه ، حتى لو خالف القران بنص صريح .
والآن انظروا الى هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه {{ إن ابي واباك في النار }} وتابعوا معي السند
_________
حدثنا {{حماد بن سلمة }}عن ثابت عن أنس
في السند {{ حماد بن سلمة }} قال رواة الحديث أنهم لم يتفقوا على رواية [[ حماد بن سلمة ]]
لماذا لم يتفقوا :_ ليس لان حماد رحمه الله ، كاذب لا ، ولكن ليس هناك مجاملة عند العلماء بشرع الله ، والسبب
لان حماد شكك علماء الحديث في حفظه ، ولأنه كان يخطئ كثيراً ، وقد ساء حفظه في اخر عمره ، حتى البخاري لم يخرج له ولا حديث في صحيحه لأن وجد عنده ضعف في راوية الحديث حتى مسلم لم يخرج له ولا حديث في الاصول
وقالوا الرواة عنه {{ لما كبر حماد في السن ساء حفظه. فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات }}
الآن يوجد لفظ اخر لهذا الحديث عن راوي اتفق عليه العلماء اسمه {{ معمر }}وهو من الثقات ، وروايته للحديث مختلفة عن حماد
عن معمر عن ثابت عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: فى النار [[ يعني ابوه كافر ، أدرك الرسالة ومات ولم يسلم ]]
فلما قفى دعاه فقال له : اذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار }}
وهذه اللفظة الاخيرة لا دلالة فيها على أن والد الرسول صلى الله عليه وسلم انه في النار
ومعمر كلامه اثبت عند علماء الحديث من حماد
فإن حماد تكلم الرواة في حفظه وتجادلوا فيه
اما {{ معمر }} فلم يتكلم في حفظه احد، ولا استُنكر شي من حديثه ، واتفق على التخريج له ، الشيخان [[ اي البخاري ومسلم]]
فرواية {{ إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار }}هي الاثبت
ورواية {{ ابي واباك في النار }} لم تثبت
وإليكم الدليل الأقوى من كتاب الله .. وكفى به دليل
يقول تعالى {{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا }}
ملاحظين القران ، شرط العذاب مرتبط ، أن يبعث فيهم رسولا
____________
فكل اباء النبي صلى الله عليه وسلم ومن علا ، عبدالله ، عبدالمطلب ، هاشم ...... الخ لنصل الى عدنان
كلهم ماتوا ، دون ان يبعث فيهم نبي
والله عزوجل ، اخبرنا أنه لن يعذب وماكان معذب امة حتى يبعث فيها نبي او نذير
فالله أخبر نبيه وقومه [[ أي اهل مكة وما حولها من قرى ]] أنه لم يبعث في اهل مكة نبيا ولا نذير قط ، حتى ابراهيم عليه السلام لم يبعث في مكة ، وحتى اسماعي
#هذا_الحبيب « ٢٦ »
السيرة النبوية العطرة (( تكملة لما حدث ، بعد حادثة شق الصدر ورجوعه الى امه ))
_
قبل ان نُكمل {{ معذرة فقد فاتني أن أذكر لكم ،في حادثة شق الصدر ، كيف خُتم كتف النبي صلى الله عليه وسلم ، بخاتم النبوة }}
يقول صلى الله عليه وسلم عن يوم شق الصدر
قال أحد الملائكة للآخر إختمه بختم النبوة
قال فوضع شيء كأنه النجمة بين كتفيي ، فأصبح صلى الله عليه وسلم يشعر وكأن بين أكتافه خاتم
يصف الصحابة رضوان الله عليهم ، خاتم النبوة !!
قالوا :_ من نظر إليه ، هو لحمٌ بارز وفيه شعرات ، والشعرات التي في هذا اللحم ، من تأملها وأمعن النظر في ترتيب الشعرات
يقرأ فيها {{ منصور }} بمعنى أنك يارسول الله صلى الله عليه وسلم ، منصور وأمرك ظاهر .
[[خاتم النبوة سيأتي ذكره كثيراً في السيرة ، لهذا أحببت أن نشرحه ]]
وهو من بعض العلامات الموجودة عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، من وجدت بين كتفيه فهو نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء والمرسلين .
_____
تقول حليمة :_ فأخذناه وحدثنا قومنا في بني سعد فخافوا عليه من الجن والشيطان
وقالوا يا حليمة :_ أحضري له كاهن يرى ما القصة
تقول حليمة :_ فأخذنا محمد إلى كاهن ومحمد يقول مالي ومال الكاهن ليس بي شيء أنا بخير ولكن لأنه صغير بالعمر غلبناه وأخذناه إلى الكاهن
___

هذا الكاهن يهودي كان يسكن في قرية بجانب ديار بني سعد
تقول حليمة :_ دخلنا على الكاهن ، وأخذت أقص عليه ، ما رأى محمد من أمور غريبة
فقال لي الكاهن :_ أصمتي يا امرأة ، ودعيني أسمع الصبي
ونظر الى محمد ، وقال حدثني يا غلام ماذا جرى لك ؟
تقول حليمة :_ فحدثه كما حدثنا أنا وأبوه من قبل ، فلم يزد كلمة ولم ينقص كلمة
قالت فلما سمع الكاهن حديثه كاملا ً.. قام من مكانه فزع ووقف على قدميه ، ثم أمسك بمحمد ، وضمه إليه ،
وصاح بأعلى صوته :_ يااا للعرب ياااا للعرب من شرٍ قد اقترب ، اقتلووا هذا الصبي ، وأقتلوني معه ، لئن تركتموه ، وبلغ مبلغ الرجال [[ أي اصبح رجل ]]
ليبدلن دينكم ، وليسفهن عقولكم ، وعقول آبائكم وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا به ، أقتلوه واقتلوني معه
تقول حليمة :_ فأنتزعت الصبي من بين يديه ، وصرخت في وجهه ، أجّن أعتّه [[ يعني أنت واحد مجنون ، ومعتوه ]]
أطلب لنفسك من يقتلك
أما نحن فلا نقتل ولدنا ، ثم أخذت محمدا ، وخرجت به مسرعة ، فمازل يصرخ ، أقتلووه لا تدعوه أقتلوه وأقتلوني معه حتى وقع مغشياً عليه
تقول حليمة :_ثم علمت بعد حين أنه قد هلك [[ما كان مغمى عليه سقط ميت]] هكذا هم اليهود اعداء ، لله ورسله
_____________
تقول حليمة :_ رجعت بمحمد ، إلى ديار بني سعد ، ففاح ريح المسك ، أكثر مما كنا نجد من قبل
تقول :_ واصبحنا نتخوف على محمد بعد تلك الحادثة
فقال قومنا لزوجي أبا كبشة :_ نرى أن ترجع الصبي لأهله قبل أن يظهر منه شيء [[ أي نخاف ان يحدث له مكروه ، وتظهر له أمور عجيبة اخرى ]]
يا أبا كبشة :_ أرجعه الى أهله ، فقد أنتهت مدة كفالته
تقول حليمة :_ وأنا لا أريد أن أرجعه ، فقد تعلق قلبي به
ولكن قومنا غلبونا وخوفونا من الأمر فقررنا أن نرجعه لأهله
_____

تقول حليمة :_ فأكرموني أكثر ما يكرم قوم مرضع
فرجعنا ونحن نفرح
أن محمد الذي ربيناه سيكون له شأن أكثر من فرحتنا بالعطايا التي أعطونا إياها
{{ وحق لك أن تفرحي ، يا حليمة ، هنيئاً لكِ ، يا مرضعة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم }}
________
رجعت حليمة رضي الله عنها وأرضاها
فقد شهد أنها أسلمت هي وزوجها أبا كبشة وإبنها
تقول حليمة :_ رجعت [[ وهي تكمل حديثها هذا الذي ترويه لعبدالله بن جعفر رضي الله عنه ]]
تقول :_ فما رأيت محمد صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا مرتين
بعد زواجه بخديجة رضي الله عنها جئت أبارك زواجه .. وشكوت إليه ضعف حالنا .. فكلم خديجة رضي الله عنها فأعطتني عشرين ناقة وأعطتني خيراً كثيراً
ورأيته يوم حُنين حين ظفر بأعدائه [[ إنتصر عليهم]]
جلس يقسم غنائم حُنين فأقبلت إليه
فلما رآني وثب قائمً على قدميه وفتح ذراعيه مرّحباً
وهو يقول :_ أمي .. أمي .. مرحبا بأمي !!!
وافسح لي
ثم خلع ردائه عن كتفيه ووضعه على الأرض وأجلسني عليه وأكرمني غاية الإكرام صلى الله عليه وسلم .


يتبع بأذن الله …
#هذا الحبيب -27–
السيرة النبوية العطرة
(( وفاة عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم))
___
ومازال النبي صلى الله عليه وسلم بكفالة جده عبد المطلب يرعاه خير رعاية ، ويعزه ويقدمه على أعمامه
حتى بلغ صلى الله عليه وسلم سن الثامنة من عمره
_______
تقول بركة :_ غفلت عنه يوماً [[ أي لم تنتبه له ، نامت ]]
واذا بعبد المطلب عند رأسي يصرخ بي بأعلى صوته
ياااا بركة !!!
ألم أقل لك لا تغفلي عن محمد ؟
قلت له :_ هو ذا يلعب عندي
قال :_ أين هو ؟ أتعلمي أين وجدته ؟
وجدته عند الصبية عند السدرة ، ألم أقل لك أني لا آمن عليه يهود ؟
[[ هل لاحظتم ، عبد المطلب هنا أيقن أن اليهود لا أمان لهم]] لا تجعليه يا بركة يغيب عن نظرك
_______
بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر 8 سنين
مرض عبد المطلب وجلس في سريره
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بقى جالساً عند سريره لا يفارقه
شعر شيخ مكة عبد المطلب بدنو الأجل
فأرسل لأولاده وبناته الستة
ووقفوا حول سريره تسعة رجال ومحمد صلى الله عليه وسلم واقف عند رأسه
ثم نظر إليهم وبكى بكاءً مُراً ، فقال له أبو طالب [[وأبو طالب لم يكن أكبر أولاده]]
قال أبو طالب :_ ما هذا الخوف يا شيخ مكة ما عهدناك كذلك ؟ [[ أي لماذا هذا الخوف لم نعهدك تخاف من شيء ، كل حياتك رجل شجاع ، وسيد قومك ]]
قال :_ يا بني إني لا أخاف الموت فإن الموت مصير كل حي ، لقد مات إبراهيم وإسماعيل وهما عند الله خير مني ولكن الذي يحزنني ويؤلم قلبي {{ هذا اليتيم }}
إني أوقن [[ أي متأكد ]] أن له شأن وأنّا كل أهل الكتاب رأيتهم يجمعون أنه نبي منتظر
ليتني أدرك ذلك الزمن [[ تمنى عبد المطلب أن يرى محمد صلى الله عليه وسلم لما يبعث ]]
فقال أبو طالب :_ لا تحزن يا شيخ مكة نحن نعاهد الله ونعاهدك أن يكون محمداً أحب إلينا من أولادنا وأنفسنا
__________
فوكّل عبد المطلب كفالة محمد إلى أبي طالب [[ أبو طالب العم الشقيق للرسول صلى الله عليه وسلم يعني أبو طالب وعبد الله والد النبي أخوة من أب وأم واحدة ]]
إنتقلت الكفالة إلى أبي طالب ومازال عبد المطلب حي على سريره
ثم نظر عبد المطلب إلى الصبي اليتيم الذي تعلق فيه كثيراً [[وايضا تعلق صلى الله عليه وسلم فيه كثيراً ، فقد رأى منه حنان الأب والأم رأى منه كل العطف ]]
نظر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ من العمر 8 سنين ووضع يده عبد المطلب على رأس النبي ومسح عليه وهو ينظر إليه ثم خرجت روحه ويده على رأس النبي وعينيه تنظر إليه .
_____
هنا أدرك صلى الله عليه وسلم أن جده منبع الحنان بعد أمه قد مات
تقول بركة :_ فبكى الصبي بكاءً مُراً ، وأنا أنظر إلى محمد يقف عند سرير جده يصب دمعاً غزيراً فما إستطعنا أن نبعده عنه .
ثم دفن عبد المطلب في الحجون [[مقبرة معروفة بمكة لحد الآن ]]
وإنتقل صلى الله عليه وسلم إلى كفالة عمه أبي طالب..

....يتبع بإذن الله......
#هذا الحبيب --28 –
السيرة النبوية العطرة ((
كفالة أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم))
___________
إنتقل صلى الله عليه وسلم ، مع حاضنته بركة {{ أم أيمن }}
الى كفالة عمه ، أبو طالب ، بعد وفاة جده عبد المطلب
اسم ابو طالب لقب ، أما اسمه الحقيقي {{ عبد مناف }}
ابو طالب ابوه لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ابن عم رسول الله ، وزوج أبنته فاطمة رضي الله عنها
زعم شيعة علي رضي الله عنه ، أن أسم ابو طالب {{ عمران }}
لقوله تعالى {{إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }}
وقد أخطؤوا في ذلك خطأ كبيرا، ولم يتأملوا القرآن قبل أن يقولوا هذا البهتان ، فلو تابعوا تتمت قراءة الايات لوجدوا بعدها
قوله تعالى {{إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا }} وكانت تعتقد الذي في بطنها ذكر ، فولدت أنثى ، فولدت السيدة مريم بنت عمران
عمران هو أب للسيدة مريم بنت عمران ام نبي الله عيسى عليه السلام ، جد نبي الله عيسى عليه السلام
____________
اسمه {{ عبد مناف }} ملقب أبا طالب .
________
كان ابو طالب ، قليل المال ، لم يكن من أصحاب الأموال ، وعنده كثرة بالأولاد
ولكن كان صاحب شرف في قومه ، وكرم نفس ، وكان قد حرم الخمر على نفسه ، كما حرمها ابوه عبدالمطلب على نفسه من قبل
وكان محبوباً للجميع
فورث الزعامة من أبيه ، عبد المطلب واصبح شيخ مكة
_______
انتقل صلى الله عليه وسلم ، الى دار عمه ابي طالب ، وعاش بينهم ، كأنه واحد من أولاد ابي طالب
حتى أن ابا طالب كان يعزه ، أكثر من أولاده
كان أبو طالب لا يقبل أن ينام إلا
أن ينام النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه ، ويفضله على جميع أولاده
عاش النبي صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه وعمره 8 سنين إلى أن بلغ الرجولة ، ولم ينفصل عن عمه إلا بعد زواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
[[ يعني من عمر 8 سنين حتى سن 25 سنة كان في بيت أبو طالب]]
____________
تقول بركة (( أم أيمن ))
إنتقلنا إلى دار أبي طالب وكان كثير الأولاد قليل المال
كان إذا وضع الطعام إنتشلت الصبية الطعام إنتشال .. حرصاً على الشبع
[[ أول ما يوضع الأكل ياكلوا الاولاد بسرعة ، من أجل الشبع مثل السباق قبل أن ينفذ الطعام ]]
تقول بركة :_ فكان عيال ، ابو طالب إذا أكلوا جميعاً ، أو فرادى لم يشبعوا !!!
وكانوا إذا شربوا لبنا من القعب ، شربوه بسرعة ولم يشبعوا [[ القعب ما نسميه الآن ، زبديه ، نفس الشكل لكن مصنوع من الخشب ]] لم يشبعوا لأن اللبن قليل ، و ما كانوا يشربوه دائماً
وكان أبو طالب يؤثر الحجيج وزوار البيت على أولاده في الدار [[ يعني كان يتكارم على ضيوف الحرم أكتر من أولاده ]]
______
تقول بركة :_ فلما كان صلى الله عليه وسلم يأكل معهم يشبعوا جميعاً ، ويزيد فضلة من الطعام وإذا أكلوا ولم يكن موجود معهم لم يشبعوا ولم يكفيهم الطعام
أبو طالب لاحظ هذا الشيء
فمنع ابوطالب ، أولاده ان يمدوا إيديهم قبل أن يبدأ محمد بالأكل
فإذا بدأ وأكل شبعوا جميعاً وزاد من الطعام
ويحضر ابو طالب ، القععب من اللبن ، ويعطيه لمحمد اولا
يقول له :_ أشرب يا بني
فيقول له صلى الله عليه وسلم :_ بل أنت يا عم [[يعني أنت أول يا عمي ]]
فيقول له أبو طالب :_ لا أنت أولاً ، إنك نسمة مباركة
فإذا بدأ بالشرب محمد ، شربوا جميعاً وشبعوا ،وبقي من اللبن زيادة
وإذا شربوا قبله لا يشبعوا
فكان يقول أبو طالب :_ إن محمداً صبي مبارك
____
تقول بركة :_كان يصبح الصبية كعادتهم شعثاً رمصاً [[ وهذا شيء طبيعي كل الأطفال من اللعب والركض والغبرة لما يصحى من النوم تجد شعره غير مرتب مجعد منفوش شعثاً ، والرمص الصفار الذي يكون في عيون الصغار ، لما يصحوا من النوم ]]
كان يصبح الصبية شعثاً رمصاً .. وكان محمد من دون كل الصبية
يصبح كحيلاً دهيناً طيب الرائحة كأنما الدهن على رأسه [[يعني شعره صلى الله عليه وسلم مرتب ناعم ما فيه تجاعيد كأنه داهنه بالزيت ، عيونه كحيلتين لا أثر للرمص فيها ]]
تقول بركة :_ وما زلنا نلتمس من بركاته صلى الله عليه وسلم كلما تقدم بالعمر أحداث كثيرة في كفالة أبو طالب

......يتبع بإذن الله .....
#هذا الحبيب -- 29–
السيرة النبوية العطرة
((قصة الراهب بحيرا كاملة))
_____
ولم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الطيبة الصالحة ، برعاية له من الله عز وجل
ويشب مع شباب مكة ، حتى بلغ من العمر ١٢ سنة
وجاء موسم رحلة الصيف إلى الشام .
وكان من عادتهم برحلة الشتاء والصيف ، يخرج مع القافلة الزعماء [[ من أجل ان يحافظوا على القافلة ، ولا احد يتعرض لها في الطريق من الناس ]]
فكان أبو طالب على رأس هذه القافلة وصار يستعد للسفر .. فلما اجتمعوا يوم السفر وقف أبو طالب يودع أهله .
_______________

يقول العباس رضي الله عنه :_ فبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فعانقه صلى الله عليه وسلم ، وتعلق بعنقه ، و تمسك فيه وصب دمعاً غزيراً
[[ حال نبينا صلى الله عليه وسلم ، كأي صبي عمره ١٢ عام ، لا يوجد له أب ، ولا أم ، ولاجد ، ولما تعود على عمه وحنانه ، وعطفه ، أصبح لا يقدر على فارقه ]]
قال :_ يا عم لمن تتركني في مكة ؟؟
قال له أبو طالب :_ لقد أصبحت رجلاً يا بني !!
قال :_ ولكن لا أحب أن أفارقك ، وأحب أن أرحل معك وأتعلم التجارة
يقول العباس :_ فرق له أبو طالب [[فاض الحنان بقلبه عليه]] وقال له :_ لا والله لن أدعك لأحد
وإني عند عهدي لعبد المطلب ، ستذهب معي يا محمد
فودع الأهل أبو طالب وأركب محمد أمامه على البعير وانطلق به إلى بلاد الشام
_____
يقول العباس عم النبي وهو راوي الحديث :_
فو الله الذي لا إله إلا هو .. ما أن خرجت القافلة من أرض الحرم والموسم صيف حتى رأينا غمامة جاءت من بعيد [[غيمة]] وأظلت البعير الذي يركبه صلى الله عليه وسلم مع عمه أبا طالب
وانتبهت لذلك قريش ، فكانوا لايجدون الظل إلا على البعير الذي يركبه أبو طالب ومحمد
إذا مشى تمشي الغمامة معه ، وإذا توقف توقفت فوقه .. فعلمت قريش أن هذه الغمامة تظل محمد [[ و لم يعطوا لهذا الأمر أهمية ، كانوا يقولوا يتيم ، تعطف عليه السماء ]
حتى إذا وصلوا مشارف الشام [[ المقصود بمشارف الشام هنا ، أول الدخول من المنطقة الجنوبية من الأردن لفلسطين لسوريا ولبنان كلها بلاد الشام ، كانوا يقولوا وصلنا لبلاد الشام ]]
فدخلوا الى بصرى الشام
[[ اختلفت الأقوال عن بصرى الشام ، اين تقع ؟ ولكن اغلب الاقوال الصحيحة بصرى الشام المقصود فيها {{بصيرة }} مايعرفه اهل الاردن الآن بالطفيلة ]]

وكان هناك راهب من رهبان النصارى إسمه بحيرا
من هو بحيرا ؟؟
بحيرا لقب وليس إسمه الحقيقي [[ بحيرا ، لقب عند النصارى يعطى لمن يملك علم النصرانية الحق من غير تحريف ، أي وراثة من فلان الى فلان الى فلان الى سيدنا عيسى عليه السلام ]]
لقبه بحيرا ، أما إسمه الحقيقي {{ جورج }}
فكان هذا الراهب عنده علم الكتاب الحق ، وكان عنده العلم الكبير .

فالقافلة التي أتت من مكة ، وتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم مرت من جانب صومعة العابد بحيرا
وكانت قريش كل سنة تمر من جانبه ، ولم يكن بحيرا يهتم فيهم ، ولا يتكلم معهم ، إلا في حال إذا طلبوا منه الماء يسقيهم ويسلم عليهم ولا يهتم بهم .
__________
فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه القافلة
[[ طبعا بحيرا ، كان عنده علم بمولد نبي آخر الزمن مثل باقي الأحبار والرهبان ، وقت عرفوا ليلة مولده أنه ولد نبي آخر الزمن وطلع نجمه ، لأنه عندهم علم بالكتاب وأسرار النجوم ، فكان عندهم علم بالنجوم مرتبطه بكتبهم ، لما رأو النجم عرفوا انه ولد نبي آخر الزمن ، ومولده في أرض الحرم ]]

فكان بحيرا ، يجلس في صومعته ، ويراقب القوافل
فلما قدمت قافلة مكة [[ وكان لقافلة مكة ، موعد متى تأتي ، ومتى ترجع من الشام ]]
نظر بحيرا من صومعته ، فرأى قافلة قريش ، فوقها غمامة ، كانت تظل الركب ، تمشي إذا مشوا ، وتقف إذا وقفوا ____
فنزل مسرعاً من صومعته يسلم عليهم ويستكشف
فقال :من شيخ القوم فيكم ؟ قالوا :أبا طالب
فقال :يا أبا طالب يا سيد قومه ، قد صنعت لكم الطعام وأريد أن تحضروا جميعاً ، ولا يتخلف منكم رجل واحد قالوا : يا بحيرا إن لك شأن في هذا اليوم !!!
لقد مررنا بك أعواماً فما عهدناك تقري ضيفاً أو عابر سبيل [[ يعني كيف نزل عليك هذا الكرم كله ، تعزمنا على الأكل في إن بالموضوع ، دائماً نمر من عندك ولا تستضيف احد ولا تهتم ]]
قال :_ أنتم أهل الحرم وأحببت أن أكرمكم [[طيب طول عمرهم أهل حرم ؟؟ لماذا اليوم ]] فأجيبوا دعوتي
فقال أبو طالب :_ قد أجبنا جهز طعامك
_______________
جلس أبو طالب والقوم معه واستراحوا تحت شجرة ، الى أن حان وقت الضيافة وجهز الطعام
فقاموا جميعاً ولكن {{ النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم معهم }}
قالوا له :_ قم يا محمد إذهب معنا
فقال لهم :_ اعذروني سأبقى عند الركب
لما دخلوا على بحيرا صار بحيرا يتفحصهم فلم يرى أحداً منهم ينطبق عليه وصف نبي آخر الزمن !!!!
فقال :يا أبا طالب قال له: نعم
قال :_ أقسمت عليكم بربكم أن لا يتخلف أحد عن وليمتي هذه
قال له :لم يتخلف منا أحد [[كل الرجال حضروا للعزيمة]] إلا غلام صغير لم يبلغ مبالغ الرجال بقي عند ا
#هذا الحبيب --30–
السيرة النبوية العطرة
((شبابه صلى الله عليه وسلم وعمله في رعي الأغنام))
_______
رجع النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب إلى مكة وما زال الله ينبته نباتاً حسناً على مكارم الأخلاق إستعداداً لما يعدّهُ له من حمل الرسالة ، فاشتغل برعاية الأغنام
____________
شباب من الصحابة من أهل المدينة ، كانوا جالسين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
[[ فحبوا يعرفوا ، أكثر عن الرسول ]]
قالوا :_ يا رسول الله حدثنا عن بدء أمرك
فقال لهم صلى الله عليه وسلم :_ بعثت وأنا أرعى الغنم لقومي وما بعث الله نبي إلا ورعى الغنم
_________
مالحكمة من رعي الأغنام ؟؟
لماذا اختار الله هذه المهنة لنبيه ؟؟
لأن رعاية الأغنام ، تعلم الصبر ، وتعلم الرحمة ، تعلمك كيف تعتني بالصغير منهم ، وإذا ولدت مولود ، يأتي ليحمل طفلها ،
ويصبر عليه حتى يرعى ، ويصبر عليهم عندما يسرحون
لان الذي يصبر على هذه المخلوقات الضعيفة ، ويرعاها ويألفها ، ويصبر على تفرقها ، ويجمعها ويساعد الضعيف منها ،ويرد العدو من الحيوانات المفترسة عنها
هنا يتعلم كيف يرعى أمور الرعية
فينتقل
{{ من رعاية الغنم إلى رعاية الأمم ، حتى يتعلم كيف يرعى الأمم ويقود أمته .. صلى الله عليه وسلم }}
_______________
يقول :_ صلى الله عليه وسلم عن نفسه ،كنا نرعى الأغنام خارج مكة ، فإذا كان الليل أتينا أطراف مكة و رجعنا بالأغنام ثم نسرح بها في اليوم الثاني
فسمعنا يوماً عزفا [[ مثل صوت عرس من بعيد]]
فقال صاحب لي :_ يا محمد إعتني أنت بغنمي حتى أسمر مع من يسمرون [[يعني أروح أسهر معهم بالحفلة]]
وسمعنا عزفاً على الغرابيل [[ يعني صوت عزف على الدفوف الكبيرة وغناء][
يقول :_صلى الله عليه وسلم وجاء يحدثنا سمعت وسمعت وكان عرساً لأحد أبناء مكة [[ هذا الراعي الشاب صاحب رسول الله بالرعي ، اخذ يحدث النبي مالذي رأه ، وكيف كان سعيد ، مثل ما بنحكي كانت سهرة شباب من الاخر ]]
يقول صلى الله عليه وسلم :_
فتشوقت للذهاب وأنا شاب في السادسة عشرة من عمري [[عمره 16 سنة صلى الله عليه وسلم ، وحب من حكي صاحبه إنه يذهب ليرى تلك السهرة ]]
فتشوقت للذهاب
قال فقلت له :_في الليلة الثانية إعتني أنت بأغنامي لعلي أذهب إلى مكة وأسمر كما سمرت
يقول :_ فذهبت حتى إذا كنت عند أطراف مكة بمكان أكاد أسمع منه الصوت .. فضرب الله على أذنيي فنمت
[[ أنزل الله عليه النوم ونام صلى الله عليه وسلم ]]
فما أيقظني إلا قرص الشمس [[ يعني ما صحي لحتى طلعت الشمس]]
فلما رجعت
قال لي صاحبي :_ ماذا صنعت ، قلت لا شيء ضرب الله على أذنيي فنمت قبل أن أصل
قال :_ لا عليك إذهب الليلة لعلك كنت متعب !!
قال :_ فلما كانت الليلة الثانية فذهبت فلما وصلت الى نفس المكان ، في الليلة التي قبلها ، ضرب الله على أذنيي فنمت في مكاني ولم أصل إليهم ، فلما رأيت ذلك علمت أن الله لا يحبه لي .. فلم أرجع إليه أبداً
{{العصمة للأنبياء قبل البعثة وبعد البعثة}}
الله عزوجل يعصم نبيه من المعازف والغناء
ماذا يعني ذلك ، يا خير امة ؟؟
______________
أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم ، يكسب قوته من تعبه يرعى أغنام لقريش ويعطوه الأجر على ذلك ويصرف على نفسه من عرق جبينه وتعبه صلى الله عليه وسلم ، ومازال صلى الله عليه وسلم يرعى الأغنام ويعمل بها ، إلى أن بعثه الله سبحانه وتعالى .
________________
و لم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الصالحة من مكارم الأخلاق حتى بلغ من العمر 25 سنة
و استعدت قريش للخروج إلى رحلة الصيف إلى بلاد الشام وكان هناك في مكة سيدة فاضلة
إسمها {{خديجة بنت خويلد الأسدية}} رضي الله عنها وأرضاها....
......يتبع بإذن الله.......