#أحببتك_أكثر_مما_ينبغي 💔
#الفصل_الثاني_عشر 🍃
حسنا ..
جمانة ، تجاهلي عبدالعزيز .. لن أطلب منك نسيانه الآن لأنني
أدرك كم هو صعب نسيانه .. لكن تجاهلي وجوده ، تجاهليه ..
أخشى أن أنهار ..
أعدك بأن لن تنهاري .. سنكون بجوارك ..
حسنا ، أراك في الغد ..
تقلبت طوال الليل في فراشي ، لم أتمكن من النوم .. نسجت
حوارات طويلة وتخيلت أحداثا كثيرة ، كنت في حيرة من أمري ..
مرت الأحداث الماضية عليّ كالحلم ، شعرت وكأنني في لعبة .. لعبة
ستنتهي ويعود كل شيء كما كان ، شعرت بأنني ساكنة وإن كنت
أفتقد السكينة .. غاضبة ومقهورة وخائفة وحزينة وموجوعة لكنني
ساكنة على الرغم من كل هذه الآلام .. أنتظر شيئا يحدث !.. أستيقظ
كل يوم بانتظار أمر سيحدث .. امر ينهي كل هذا الوجع كجراحة
يستأصل خلالها الورم ، فيشفى الجسد وينتهي الألم ..
غفوت من كثرة التفكير بعدما بزغ الفجر .. أيقظتني هيفاء في
الثامنة فأخبرتها بأنني متعبة ولن أتمكن من الذهاب .. قضينا حوالي
الربع ساعة في صراخ متبادل ( استيقظي !.. لن أذهب .. قلت لك
استيقظي !. قلت لك لن أذهب ، إلى متى ؟! .. لا شأن لك!..)
خرجت هيفاء من غرفتي بعد صرختين وشتيمة ، تنبهت على صوت
زياد يملأ رأسي ، فتحت عيني فوجدت هيفاء ممسكة بهاتفها واضعة
إياه على المكبر الصوتي ..
Hello ! jumanah!
اهلا
What is wrong lady?!
لا شيء ، متعبة فقط ..
Wake up lady ..!.. did you forget your promise?
No , I didn’t!
So?
سأحضر للجامعة في الغد .. لا قدرة لي على مغادرة فراشي
اليوم يا زياد ..
جمانة .. فلتغادري فراشك الآن .. وإلا سأطلب من هيفاء
انتشالك منه ..
لا .. لا .. لا داعي لهذا .. أراك هناك ..
Good girl
قالت هيفاء بشماتة : يسعدني أن تخافي مني !.. أسرعي كيلا نتأخر ..
لم أتمكن من القيادة ، فقادت هيفاء السيارة .. قلت لها في الطريق ..
هيفاء ! .. ماذا أفعل لو رأيته ؟
لا تفعلي شيئا .. تجاهليه !..
مو عيب ..؟
أنت حالفة تموتيني قهر ؟! .. شاللي عيب ..؟! .. عيب عليك أنت
الي تسوينه بروحك ..
تسارعت نبضات قلبي عندما وصلنا ، شعرت وكأنني سأفقد
توازني وسأقع على مرأى من الجميع .. حاولت أن ابدو طبيعية قدر
الإمكان .. وقع نظري عليك جالسا مع زياد .. كنت تنظر إليّ مباشرة ،
شعرت وكأن سهما مسموما أصاب قلبي !.. تجاهلت النظر باتجاهك
وكأنني لم أنتبه إليك ..
همست لي هيفاء : الصهيوني هنا ..!.. لا تنظري إليه ..
قلت لها : أعرف ..
لا ومن قلة الحياء يخز بعد !
افتعلت الضحك وأنا أصحبها من يدها ، كنا نبحث عن مكان
نجلس فيه حينما ارتفع صوت زياد مناديا : هيفاء ، جمانة!
التفت إليه ، كنت بجواره .. متكئا على الكرسي تنظر إليّ وفي
يدك قلم تعبث به .. أتراك تذكر يا عزيز بأنني من أهداك إياه ؟
الا يزال هذا القلم ملهما لك ؟ .. قلت لي مرة بأنك لا تجيد الكتابة إلا
به !.. وبأن الأفكار تتدفق من خلاله .. قلت لي بأنه ملهمك الأول
لكتابة مقالاتك ..
حييتكم مشيرة بيدي ..
أشار زياد بيده إلى مقعدين مجاورين : تفضلا ..
قالت هيفاء .. شكرا زياد ! .. لدينا محضارة ..
ظننت بأن محاضرتكما في التاسعة !.. أمامكم أكثر من
ربع ساعة ..
نريد أن نجلس في المقاعد الأمامية ..
قال زياد ممازحا : ليش قدام ..؟! عينك على الدكتور ..؟
والله كريس يجنن ..
أخاف بتعرسين عليه بس !..
قالت هيفاء .. لا عيوني .. تحسبني مثل غيري ..!.. يوم
جاء يتزوج لقط أقرب بنية من الشارع !..
لم تعقد حاجبيك غضبا كعادتك حينما توجه لك هيفاء بعض رسائلها
المبطنة ..!.. كنت كمن لم يسمعها ..
تنحنح زياد محاولا تغيير مجرى الحديث : good to see you jumanah
Good to see you too ziyad
قال عزيز بصوت أقرب إلى الهمس : جمان! .. كيف حالك ..؟
طيبة يا عبد العزيز .. أنت شلونك ..؟
عبدالعزيز !! .. منذ متى تقولين لي عبدالعزيز يا جمان ..؟؟
انهرت على الكرسي وأنا أنتحب ، كنت أشهق كطفل خائف ،
خارت قواي وأحلامي وكل جزء فيّ على مقعد قديم وعلى مرأى
من العشرات .. كنت أبكي غضبا ، حزنا .. ضعفا .. خوفا .. وعتبا ..!..
كان بكائي عتبا !.. كان عتبا أكثر من أي شيء آخر .. كنت
اسمع صوت زياد وهيفاء وأصواتا كثيرة .. أصواتا وكلمات لا أفهم
معناها ولا تصل !.. لم أشعر إلا بصدرك ، بدفئك .. ضممتني بقوة
إلى صدرك ، شعرت بأنه صدرك على الرغم منأنني لم أنظر إليك ،
لكن دفئا كهذا لا يمكن أن يكون سوى دفئ بيتي !.. بيتي الذي
تسكنه امرأة أخرى ، صدرك الذي لم تضمني إليه في ذروة حبنا
والذي تضمني إليه بعدما سكنته إمرأة غيري ..
امرأة يطلق عليها ( زوجتك ) .. امرأة قضت أسابيعها الثلاثة الأخيرة بين أحضانك وعلى
صدرك .. صدرك هذا ، دفئك هذا !.. فتحت عيني على بياض
قميصك الملطخ بدمعي الأسود .. كنت تهمس بأذني وأنت تشدني
بقوة ( آسف يا بيبي .. يا دنيتي آسف !.. والله يا بيبي آسف ..)
كنت أصرخ وأنا على صدرك .. ليه .. ليه بس ليه ؟!..
شعرت بدموعك ت
#الفصل_الثاني_عشر 🍃
حسنا ..
جمانة ، تجاهلي عبدالعزيز .. لن أطلب منك نسيانه الآن لأنني
أدرك كم هو صعب نسيانه .. لكن تجاهلي وجوده ، تجاهليه ..
أخشى أن أنهار ..
أعدك بأن لن تنهاري .. سنكون بجوارك ..
حسنا ، أراك في الغد ..
تقلبت طوال الليل في فراشي ، لم أتمكن من النوم .. نسجت
حوارات طويلة وتخيلت أحداثا كثيرة ، كنت في حيرة من أمري ..
مرت الأحداث الماضية عليّ كالحلم ، شعرت وكأنني في لعبة .. لعبة
ستنتهي ويعود كل شيء كما كان ، شعرت بأنني ساكنة وإن كنت
أفتقد السكينة .. غاضبة ومقهورة وخائفة وحزينة وموجوعة لكنني
ساكنة على الرغم من كل هذه الآلام .. أنتظر شيئا يحدث !.. أستيقظ
كل يوم بانتظار أمر سيحدث .. امر ينهي كل هذا الوجع كجراحة
يستأصل خلالها الورم ، فيشفى الجسد وينتهي الألم ..
غفوت من كثرة التفكير بعدما بزغ الفجر .. أيقظتني هيفاء في
الثامنة فأخبرتها بأنني متعبة ولن أتمكن من الذهاب .. قضينا حوالي
الربع ساعة في صراخ متبادل ( استيقظي !.. لن أذهب .. قلت لك
استيقظي !. قلت لك لن أذهب ، إلى متى ؟! .. لا شأن لك!..)
خرجت هيفاء من غرفتي بعد صرختين وشتيمة ، تنبهت على صوت
زياد يملأ رأسي ، فتحت عيني فوجدت هيفاء ممسكة بهاتفها واضعة
إياه على المكبر الصوتي ..
Hello ! jumanah!
اهلا
What is wrong lady?!
لا شيء ، متعبة فقط ..
Wake up lady ..!.. did you forget your promise?
No , I didn’t!
So?
سأحضر للجامعة في الغد .. لا قدرة لي على مغادرة فراشي
اليوم يا زياد ..
جمانة .. فلتغادري فراشك الآن .. وإلا سأطلب من هيفاء
انتشالك منه ..
لا .. لا .. لا داعي لهذا .. أراك هناك ..
Good girl
قالت هيفاء بشماتة : يسعدني أن تخافي مني !.. أسرعي كيلا نتأخر ..
لم أتمكن من القيادة ، فقادت هيفاء السيارة .. قلت لها في الطريق ..
هيفاء ! .. ماذا أفعل لو رأيته ؟
لا تفعلي شيئا .. تجاهليه !..
مو عيب ..؟
أنت حالفة تموتيني قهر ؟! .. شاللي عيب ..؟! .. عيب عليك أنت
الي تسوينه بروحك ..
تسارعت نبضات قلبي عندما وصلنا ، شعرت وكأنني سأفقد
توازني وسأقع على مرأى من الجميع .. حاولت أن ابدو طبيعية قدر
الإمكان .. وقع نظري عليك جالسا مع زياد .. كنت تنظر إليّ مباشرة ،
شعرت وكأن سهما مسموما أصاب قلبي !.. تجاهلت النظر باتجاهك
وكأنني لم أنتبه إليك ..
همست لي هيفاء : الصهيوني هنا ..!.. لا تنظري إليه ..
قلت لها : أعرف ..
لا ومن قلة الحياء يخز بعد !
افتعلت الضحك وأنا أصحبها من يدها ، كنا نبحث عن مكان
نجلس فيه حينما ارتفع صوت زياد مناديا : هيفاء ، جمانة!
التفت إليه ، كنت بجواره .. متكئا على الكرسي تنظر إليّ وفي
يدك قلم تعبث به .. أتراك تذكر يا عزيز بأنني من أهداك إياه ؟
الا يزال هذا القلم ملهما لك ؟ .. قلت لي مرة بأنك لا تجيد الكتابة إلا
به !.. وبأن الأفكار تتدفق من خلاله .. قلت لي بأنه ملهمك الأول
لكتابة مقالاتك ..
حييتكم مشيرة بيدي ..
أشار زياد بيده إلى مقعدين مجاورين : تفضلا ..
قالت هيفاء .. شكرا زياد ! .. لدينا محضارة ..
ظننت بأن محاضرتكما في التاسعة !.. أمامكم أكثر من
ربع ساعة ..
نريد أن نجلس في المقاعد الأمامية ..
قال زياد ممازحا : ليش قدام ..؟! عينك على الدكتور ..؟
والله كريس يجنن ..
أخاف بتعرسين عليه بس !..
قالت هيفاء .. لا عيوني .. تحسبني مثل غيري ..!.. يوم
جاء يتزوج لقط أقرب بنية من الشارع !..
لم تعقد حاجبيك غضبا كعادتك حينما توجه لك هيفاء بعض رسائلها
المبطنة ..!.. كنت كمن لم يسمعها ..
تنحنح زياد محاولا تغيير مجرى الحديث : good to see you jumanah
Good to see you too ziyad
قال عزيز بصوت أقرب إلى الهمس : جمان! .. كيف حالك ..؟
طيبة يا عبد العزيز .. أنت شلونك ..؟
عبدالعزيز !! .. منذ متى تقولين لي عبدالعزيز يا جمان ..؟؟
انهرت على الكرسي وأنا أنتحب ، كنت أشهق كطفل خائف ،
خارت قواي وأحلامي وكل جزء فيّ على مقعد قديم وعلى مرأى
من العشرات .. كنت أبكي غضبا ، حزنا .. ضعفا .. خوفا .. وعتبا ..!..
كان بكائي عتبا !.. كان عتبا أكثر من أي شيء آخر .. كنت
اسمع صوت زياد وهيفاء وأصواتا كثيرة .. أصواتا وكلمات لا أفهم
معناها ولا تصل !.. لم أشعر إلا بصدرك ، بدفئك .. ضممتني بقوة
إلى صدرك ، شعرت بأنه صدرك على الرغم منأنني لم أنظر إليك ،
لكن دفئا كهذا لا يمكن أن يكون سوى دفئ بيتي !.. بيتي الذي
تسكنه امرأة أخرى ، صدرك الذي لم تضمني إليه في ذروة حبنا
والذي تضمني إليه بعدما سكنته إمرأة غيري ..
امرأة يطلق عليها ( زوجتك ) .. امرأة قضت أسابيعها الثلاثة الأخيرة بين أحضانك وعلى
صدرك .. صدرك هذا ، دفئك هذا !.. فتحت عيني على بياض
قميصك الملطخ بدمعي الأسود .. كنت تهمس بأذني وأنت تشدني
بقوة ( آسف يا بيبي .. يا دنيتي آسف !.. والله يا بيبي آسف ..)
كنت أصرخ وأنا على صدرك .. ليه .. ليه بس ليه ؟!..
شعرت بدموعك ت
#فلتغفري 🍃
#الفصل_الثاني_عشر 📚
فتحت بريدي الإلكتروني ككل صباح ، كنت أبحث عن رسالة تحمل
اسمك من بين عشرات الرسائل الدعائية اليومية ، كنت أنزل بالمؤشر
بحثاً عن حروف اسمكِ ليحبطني غيابه من جديد .
وجدت بانتظاري رسالة من موقع future me الشهير ، الموقع الذي
يسمح لمستخدميه إرسال رسائل مستقبلية لأنفسهم .
جاءتني الرسالة بعنوان
(( رسالة من الماضي إلى السيد عبد العزيز )) ، كنت قد كتبتها معكِ
قبل أربعة أعوام في مقهى Mash .. فتحت الرسالة وذاكرتي تحاول
استرجاع ما كتبته ، كنت قد كتبت فيها بأنني أجلس معكِ في المقهى
، وبأن كل واحد منا يكتب الآن رسالة إلى مستقبله الذي اتفقنا على
أن يكون استقبالنا له في منتصف 2008 م ، تحديداً في مثل
هذا اليوم !
كتبت رسالة طويلة إلى نفسي ، قلت فيها بأنني في أفضل حالاتي
بل في أسعدها ، وبأنني لم أحب يوماً امرأة بقدر ما أحببتكِ ، كتبت
بأنك تخنقينني بغيرتك وبأنني متأكد من أنك ستكونين قد تخلصتِ من
هذا الطبع في الوقت الذي سأستقبل فيه الرسالة ، أوصيت نفسي
في الرسالة أن أتمسك بكِ ، وأن لا أفرط فيكِ مهما حدث بيننا ،
كتبت : (( إن كنت معها الآن فلتحافظ عليها ، وإن كانت الأيام قد فرقت
بينكما فابحث عنها واستردها )) ، في نهاية الرسالة تركت ملحوظة
صغيرة لكِ : (( جمان ،عودي إلى الحروف المرفقة إن أضعتِ
الحقيقة يوماً )) !
قرأت الرسالة وكأنني لم أكتبها قط ،كنت قد نسيت أمرها تماماً ،
جاءت تلك الرسالة من الماضي في وقتِ دقيق وحساس وكأنها
إشارة من الله إلي ، إشارة إلى أن أحاول استردادكِ ودعوة لكِ بأن
تستفتي قلبك !
كنا قد اتفقنا أن نتبادل الرسائل فور وصولها حتى لو كنا قد افترقنا ،
أعدت توجيه الرسالة إليكِ ، أرسلتها من دون أعلق عليها بحرف ،
بقيت أنتظر طوال اليوم أن تعيدي توجيه رسالتك إلي ، لكنكِ لم تفي
بوعدكِ ولم تفعلي .
كنت أفكر وأنا أنتظرك ، كيف تخلفين بوعدك ؟ وكيف أصبحتِ بهذه
القسوة فجأة ؟!
مكسور أنا (( كعادتك )) ، قاسية أنتِ (( كعادتي )) !
*
مضى شهر كامل بعد انهيارك ذاك ، شهر كامل لم يعدكِ الحنين فيه
إلي ولم تشاركيني فيه الحياة .
لا أعرف كيف قدرتِ على الغياب ، وكيف تمكنتِ من أن تكوني قاسية
إلى هذا الحد ! ، أفكر أحياناً أن الجزاء من جنس العمل ، لكن يمامة
مثلك لا تعرف للحقد درباً ، و لا أعرف كيف قدرتِ على أن تغادري خارج
السرب ؟! ، السرب الذي لا يشكله سوانا ، أنا وأنتِ يا جمان ،
أنا وأنتِ فحسب .
لمحتكِ يوم أمس في الجامعة ، كنتِ تجلسين في الزحام ، تخفين
عينيك بنظارة سوداء كاحلة ، كنت تهزين رجلكِ كعادتك وأنتِ تعبثين
بالدبلة التي اشتريناها معاً ، الدبلة التي تعلقينها في سلسلة حول
عنقك منذ لأن ابتعناها بانتظار أن يأتي يوم أضعها حول إصبعك .
سرت في جسدي رعشة خفيفة ما إن لمحتكِ ، ارتبكت لرؤيتك
فجلست في ركن بعيد أرقبكِ ، أرقب قدمك التي تهتز بطريقة
لا يشبهكِ فيها أحد و لا يميزها أحد غيري ، أنتِ لا تهزين قدمكِ بتوتر
كما يفعل الناس ، تهزين قدمكِ بعبث مغرور وغنج ناعم ، تهزينها ببطء
مكابر وكأنك تحركين العالم من خلالها .
رأيتك تزحين شعركِ بنظارتكِ ، رفعت نظارتكِ فوق رأسك لتطالعي
هاتفك المحمول ، كنتِ تكتبين شيئاً في هاتفكِ ، شيئاً كنت أحترق
فضولاً وغيره وخوفاً كي أعرفه !
كنت أفكر فيما لو كنتِ قد لمحتني أيضاً ، فيما لو كنت تعرفين أنني
أراقبك ولو كنتِ قد رفعتِ نظارتكِ عن وجهكِ لتساعديني على
ارتشاف ملامحكِ من جديد ، مدرك أنا بأنكِ لا تجيدين الألاعيب ، لكنني
كنت أرجو أن يكون غيابكِ لعبة هذه المرة ، كنت أدعو الله أن يكون
ابتعادكِ عني عقاباً ستنتهي مدته قريباً ، لتعودي إلي بعد انتهاء
(( المحكومية )) وعفا الله عمن أذنب .
فكرت فيما لو رفعتِ رأسكِ ونظرتِ إلي وابتسمتِ ، فيما سأقوله
وفيما سأفعله ، لكنكِ لم تفعلي ، أعدت إخفاء عينيكِ بنظارتكِ ،
لممتِ أوراقكِ وحملتِ حقيبتكِ ، تركتني خلفك ورحلتِ .
كنت أرجو الله طوال غيابكِ أن يجود علي بلحظاتِ ألمحكِ فيها ، ولم
أكن أعلم أن رؤيتكِ بهذه الصورة ستزيدني حرقة وتزيدني وجعاً .
وصلتني رسالة هاتفية انتشلتني من ولعي ووجعي ، لوهلة من أمل
ظننتكِ من أرسل ، فتحت الرسالة بأصابع راجية ، ليطالعني
اسم ياسمين
Hello Husband did you miss your wife?,she missed you
تمتمت بداخلي وأنا أتلفت حولي بحثاً عن خيال عودتك : تباً لك
ياسمين ، لطالما كنتِ السبب ! .. يا لكِ من ورطة ! .
لم أجب ياسمين ، ولم تعودي بعد مغادرتك ، فبقيت في باحة الجامعة
عالقاً بين وصلها وبين جفائك !
*
اشتقت لأغانيكِ ! ، لذوقكِ الغنائي الذي لا يمتّ لعمركِ بصلة ، أنتِ
التي تحب الأصالة بالطرب سواء كان عربياً أم أجنبياً ، من يراك
لا يصدق ما تحبينه و ما تسمعينه ، التناقض الحاد بين عصرية مظهرك
وكلاسيكية ذوقك لا يتخيله أحد و لا يعرفه سواي .
أصب
#الفصل_الثاني_عشر 📚
فتحت بريدي الإلكتروني ككل صباح ، كنت أبحث عن رسالة تحمل
اسمك من بين عشرات الرسائل الدعائية اليومية ، كنت أنزل بالمؤشر
بحثاً عن حروف اسمكِ ليحبطني غيابه من جديد .
وجدت بانتظاري رسالة من موقع future me الشهير ، الموقع الذي
يسمح لمستخدميه إرسال رسائل مستقبلية لأنفسهم .
جاءتني الرسالة بعنوان
(( رسالة من الماضي إلى السيد عبد العزيز )) ، كنت قد كتبتها معكِ
قبل أربعة أعوام في مقهى Mash .. فتحت الرسالة وذاكرتي تحاول
استرجاع ما كتبته ، كنت قد كتبت فيها بأنني أجلس معكِ في المقهى
، وبأن كل واحد منا يكتب الآن رسالة إلى مستقبله الذي اتفقنا على
أن يكون استقبالنا له في منتصف 2008 م ، تحديداً في مثل
هذا اليوم !
كتبت رسالة طويلة إلى نفسي ، قلت فيها بأنني في أفضل حالاتي
بل في أسعدها ، وبأنني لم أحب يوماً امرأة بقدر ما أحببتكِ ، كتبت
بأنك تخنقينني بغيرتك وبأنني متأكد من أنك ستكونين قد تخلصتِ من
هذا الطبع في الوقت الذي سأستقبل فيه الرسالة ، أوصيت نفسي
في الرسالة أن أتمسك بكِ ، وأن لا أفرط فيكِ مهما حدث بيننا ،
كتبت : (( إن كنت معها الآن فلتحافظ عليها ، وإن كانت الأيام قد فرقت
بينكما فابحث عنها واستردها )) ، في نهاية الرسالة تركت ملحوظة
صغيرة لكِ : (( جمان ،عودي إلى الحروف المرفقة إن أضعتِ
الحقيقة يوماً )) !
قرأت الرسالة وكأنني لم أكتبها قط ،كنت قد نسيت أمرها تماماً ،
جاءت تلك الرسالة من الماضي في وقتِ دقيق وحساس وكأنها
إشارة من الله إلي ، إشارة إلى أن أحاول استردادكِ ودعوة لكِ بأن
تستفتي قلبك !
كنا قد اتفقنا أن نتبادل الرسائل فور وصولها حتى لو كنا قد افترقنا ،
أعدت توجيه الرسالة إليكِ ، أرسلتها من دون أعلق عليها بحرف ،
بقيت أنتظر طوال اليوم أن تعيدي توجيه رسالتك إلي ، لكنكِ لم تفي
بوعدكِ ولم تفعلي .
كنت أفكر وأنا أنتظرك ، كيف تخلفين بوعدك ؟ وكيف أصبحتِ بهذه
القسوة فجأة ؟!
مكسور أنا (( كعادتك )) ، قاسية أنتِ (( كعادتي )) !
*
مضى شهر كامل بعد انهيارك ذاك ، شهر كامل لم يعدكِ الحنين فيه
إلي ولم تشاركيني فيه الحياة .
لا أعرف كيف قدرتِ على الغياب ، وكيف تمكنتِ من أن تكوني قاسية
إلى هذا الحد ! ، أفكر أحياناً أن الجزاء من جنس العمل ، لكن يمامة
مثلك لا تعرف للحقد درباً ، و لا أعرف كيف قدرتِ على أن تغادري خارج
السرب ؟! ، السرب الذي لا يشكله سوانا ، أنا وأنتِ يا جمان ،
أنا وأنتِ فحسب .
لمحتكِ يوم أمس في الجامعة ، كنتِ تجلسين في الزحام ، تخفين
عينيك بنظارة سوداء كاحلة ، كنت تهزين رجلكِ كعادتك وأنتِ تعبثين
بالدبلة التي اشتريناها معاً ، الدبلة التي تعلقينها في سلسلة حول
عنقك منذ لأن ابتعناها بانتظار أن يأتي يوم أضعها حول إصبعك .
سرت في جسدي رعشة خفيفة ما إن لمحتكِ ، ارتبكت لرؤيتك
فجلست في ركن بعيد أرقبكِ ، أرقب قدمك التي تهتز بطريقة
لا يشبهكِ فيها أحد و لا يميزها أحد غيري ، أنتِ لا تهزين قدمكِ بتوتر
كما يفعل الناس ، تهزين قدمكِ بعبث مغرور وغنج ناعم ، تهزينها ببطء
مكابر وكأنك تحركين العالم من خلالها .
رأيتك تزحين شعركِ بنظارتكِ ، رفعت نظارتكِ فوق رأسك لتطالعي
هاتفك المحمول ، كنتِ تكتبين شيئاً في هاتفكِ ، شيئاً كنت أحترق
فضولاً وغيره وخوفاً كي أعرفه !
كنت أفكر فيما لو كنتِ قد لمحتني أيضاً ، فيما لو كنت تعرفين أنني
أراقبك ولو كنتِ قد رفعتِ نظارتكِ عن وجهكِ لتساعديني على
ارتشاف ملامحكِ من جديد ، مدرك أنا بأنكِ لا تجيدين الألاعيب ، لكنني
كنت أرجو أن يكون غيابكِ لعبة هذه المرة ، كنت أدعو الله أن يكون
ابتعادكِ عني عقاباً ستنتهي مدته قريباً ، لتعودي إلي بعد انتهاء
(( المحكومية )) وعفا الله عمن أذنب .
فكرت فيما لو رفعتِ رأسكِ ونظرتِ إلي وابتسمتِ ، فيما سأقوله
وفيما سأفعله ، لكنكِ لم تفعلي ، أعدت إخفاء عينيكِ بنظارتكِ ،
لممتِ أوراقكِ وحملتِ حقيبتكِ ، تركتني خلفك ورحلتِ .
كنت أرجو الله طوال غيابكِ أن يجود علي بلحظاتِ ألمحكِ فيها ، ولم
أكن أعلم أن رؤيتكِ بهذه الصورة ستزيدني حرقة وتزيدني وجعاً .
وصلتني رسالة هاتفية انتشلتني من ولعي ووجعي ، لوهلة من أمل
ظننتكِ من أرسل ، فتحت الرسالة بأصابع راجية ، ليطالعني
اسم ياسمين
Hello Husband did you miss your wife?,she missed you
تمتمت بداخلي وأنا أتلفت حولي بحثاً عن خيال عودتك : تباً لك
ياسمين ، لطالما كنتِ السبب ! .. يا لكِ من ورطة ! .
لم أجب ياسمين ، ولم تعودي بعد مغادرتك ، فبقيت في باحة الجامعة
عالقاً بين وصلها وبين جفائك !
*
اشتقت لأغانيكِ ! ، لذوقكِ الغنائي الذي لا يمتّ لعمركِ بصلة ، أنتِ
التي تحب الأصالة بالطرب سواء كان عربياً أم أجنبياً ، من يراك
لا يصدق ما تحبينه و ما تسمعينه ، التناقض الحاد بين عصرية مظهرك
وكلاسيكية ذوقك لا يتخيله أحد و لا يعرفه سواي .
أصب