دروب الخير 🕋
1.92K subscribers
38.2K photos
14.1K videos
6.55K files
44.2K links
إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي
Download Telegram
#سلسلة_المسائل_العلمية:
#المسألة_الرابعة:
#موالاة_الكفار_وموالاة_المؤمنين :
♦️ #أولا: موالاة المسلم للكافر على ثلاثة أقسام :
▪️ القسم الأول :أن يكون المسلم راضيا بالكفر ويحب الكافر ويتولاه لأجل كفره ، فهذا كفر لأن كل من فعل ذلك كان مصوبا له في ذلك الدين ، وتصويب الكفر كفر والرضا بالكفر كفر ، فيستحيل أن يبقى مؤمنا مع كونه بهذه الصفة .
قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) [الممتحنة : 1 ]
وقال تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
▪️القسم الثاني : مجرد المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر، مع بغضه للكفر وعدم مناصرته فيما يخالف الدين الاسلامي القويم ، فذلك غير ممنوع بل هو جائز شرعا.
قال تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
▪️القسم الثالث : قسم مختلف في كفر صاحبه وجمهور الفقهاء أنه ليس بكفر ولكنه كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.
وهو موالاة الكفار بمعنى الركون إليهم و معاونتهم ، ونصرتهم إما بسبب القرابة، او العصبية الوطنية أو القبلية مع اعتقاد أن دينهم باطل والإقرار بأن دين الإسلام هو الدين الحق فهذا لا يوجب الكفر إلا أنه كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ، لأن الموالاة بهذا المعنى قد تجره إلى استحسان طريقته والرضا بدينه، وذلك يخرجه عن الإسلام فلا جرم هدد الله تعالى فيه فقال ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ).
ومن العلماء من قال أنه كفر لأن ذلك علامة على أنه يحب الكفر ولا يحب الإسلام .
وهذا الكلام مرجوح لأن نطقه بالشهادتين صريح في إسلامه .
وليس هذا العمل الظاهر بصريح في الردة عن الاسلام ولو كان صريحا في الردة لكفر سيدنا حاطب بن أبي بلتعة لما أخبر الكفار بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وكان غرضه من ذلك لمصلحة دنيوية فناصرهم بهذه النصيحة وارسل إليهم رسالته المشهورة.
وكذلك جعلها الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم الميزان الذي يتعامل به المسلم مع الناس .
فقال تعالى " ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا "
فبمجرد إلقاء تحية المسلمين وهي السلام دل على الإيمان ،فكيف بالمولود على الإسلام الذي يصلي ويشهد الشهادتين وغيرها من الدلائل القطعية على إسلامه فإنه لا يعارض بالدلائل المحتملة لكفره فإن نصرته للكفار أمر يحتمل الرضا بكفرهم وبغض الإسلام .ويحتمل أنه يحب الإسلام وأهله وأنه فعله لأجل خوف من الكفار أو لدفع مفسدة أعظم عن المسلمين أو حتى لشهوة من شهوات الدنيا مع حبه للإسلام والمسلمين. والقرائن النطقية الصريحة شاهدة على إسلامه يقينا واليقين لا يزول بالشك .
ويشهد لهذا المعنى حديث البخاري ومسلم عن عتبان بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويل المشهور .... قال قائل ممن اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين مالك بن الدخشن؟
فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله»
قال: الله ورسوله أعلم، قال فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» فألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالات احتمال الكفر التي ذكرها الصحابي وهي نصح مالك بن الدخشن وموالاتهم التي يرونها.
وردهم إلى العلامة القطعية الظاهرة التي هي عنوان عصمة الدين والعرض والنفس والمال .
والله أعلم بالصواب .
وهذا من باب حسن الظن والأحوط للمسلم عند حكمه على غيره من المسلمين .
ولكن يجب أن يحذر المسلم كل الحذر من مناصرة الكافرين على المسلمين فإن خطره عظيم على الدين.
♦️ #ثانيا : موالاة المؤمنين :
●ـــ يجب على المؤمن أن يحب المؤمن لرضا الله تعالى لأنهم مسلمين مؤمنين بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .لا لشيء من حظوظ النفس ، وكلما زاد الإنسان من الله تعالى تقربا كانت محبته أعظم.
ومسألة توثيق عُرى الإيمان والحب بين مسألة مهمة نحتاجها اليوم كثيرا فإذا عظُم هذا الحب المتولد من الإيمان بالله ومحبته ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرّع عنه حب صنعة الله - الذي أتقن كل شيء- بلا تكلف أيا كانت..
●ـــ نصرة المسلمين والتعاون معهم بالنفس والمال فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم قال الله تعالى"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".
وقال تعالى "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق".
●ـــ التألم لألمهم والسرور بسرورهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
#سلسلة_المسائل_العلمية: #المسألة_الرابعة_والأربعون
#ماحكم القول بفناء النار:

جاء في الفقه الأكبر (ص: 157) والفقه الأبسط (ص: 157)
(وَمن قَالَ إِن الْجنَّة وَالنَّار ليستا بمخلوقتين فَقل لَهُ هما شَيْء اَوْ ليستا بِشَيْء وَقد قَالَ الله تَعَالَى {وَخلق كل شَيْء} وَقَالَ الله تَعَالَى {إِنَّا كل شَيْء خلقناه بِقدر} وَقد قَالَ الله تَعَالَى {النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا}
فَإِن قَالَ إنَّهُمَا تفنيان فَقل لَهُ وصف الله نعيمهما بقوله {لَا مَقْطُوعَة وَلَا مَمْنُوعَة} وَمن قَالَ إنَّهُمَا تفنيان بعد دُخُول اهلهما فيهمَا فقد كفر بِاللَّه تَعَالَى لِأَنَّهُ انكر الخلود فيهمَا.)
وهذا قول عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى نقله الإمام الكوثري مؤكداً له في تأنيب الخطيب وهو يرد بعض الأكاذيب عن الإمام أبي حنيفة ومنها هذه الشبهة ونقل وقال بكفر من قال بفناء النار كما في التأنيب ص 145 وما بعد ويمكن الرجوع إليه بسهولة ففيه فوائد وفرائد

ويقول الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي في "شرح العقيدة الطحاوية" للميداني (ص: 119، ط. دار الفكر): [والجنة والنار مخلوقتان، لا يفنيان أبدًا ولا يبيدان] اهـ.
وذكر ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4/ 69-70، ط. مكتبة الخانجي): [اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان، وأبا الهذيل العلاف، وقومًا من الروافض] اهـ.

وقال شيخ الإسلام تقي الدين السبكي : ولذلك أجمع المسلمون على اعتقاد ذلك وتلقوه خلفًا عن سلف نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مركوز في فطرة المسلمين، معلوم من الدين بالضرورة، بل وسائر الملل غير المسلمين يعتقدون ذلك، ومن رد ذلك فهو كافر، ومن تأوله فهو كافر كمن تأول الآيات الواردة في البعث الجسماني، وهو كافر أيضًا بمقتضى العلم، وإن كنت لا أطلق لساني بذلك.
راجع: "الاعتبار ببقاء الجنة والنار" (ص: 57-58).

وقال الإمام العضد الإيجي في "المواقف" (3/ 499، ط. دار الجيل):
[أجمع المسلمون على أن الكفار مخلدون في النار أبدًا، لا ينقطع عذابهم] اهـ.
وقال الإمام السعد التفتازاني: لا خلاف في خلود من يدخل الجنة، ولا في خلود الكافر عنادًا أو اعتقادًا في النار، وإن بالغ في الاجتهاد؛ لدخوله في العمومات، ولا عبرة بخلاف الجاحظ والعنبري... أجمع المسلمون على خلود أهل الجنة في الجنة وخلود الكفار في النار. انظر: "شرح المقاصد" للتفتازاني (5/ 131، ط. عالم الكتب).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (11/ 421): [قال القرطبي: من زعم أنهم يخرجون منها، أو أنها تبقى خالية أو تفنى فهو خارج عما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمع عليه أهل السنة] اهـ.
وقال الإمام السفاريني الحنبلي في "لوامع الأنوار البهية" (2/ 234، ط. مؤسسة ومكتبة الخافقين): [فثبت بما ذكرنا من الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة خلود أهل الدارين خلودًا مؤبدًا، كل بما هو فيه من نعيم وعذاب أليم، وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة، فأجمعوا على أن عذاب الكفار لا ينقطع، كما أن نعيم أهل الجنة لا ينقطع] اهـ.
وقال العلامة الآلوسي في "روح المعاني" (12/ 164، ط. دار إحياء التراث العربي): [وأنت تعلم أن خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون، ولا عبرة بالمخالف، والقواطع أكثر من أن تحصى] اهـ.
#سلسلة_المسائل_العلمية:
#المسألة_الرابعة:
#موالاة_الكفار_وموالاة_المؤمنين :
♦️ #أولا: موالاة المسلم للكافر على ثلاثة أقسام :
▪️ القسم الأول :أن يكون المسلم راضيا بالكفر ويحب الكافر ويتولاه لأجل كفره ، فهذا كفر لأن كل من فعل ذلك كان مصوبا له في ذلك الدين ، وتصويب الكفر كفر والرضا بالكفر كفر ، فيستحيل أن يبقى مؤمنا مع كونه بهذه الصفة .
قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) [الممتحنة : 1 ]
وقال تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
▪️القسم الثاني : مجرد المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر، مع بغضه للكفر وعدم مناصرته فيما يخالف الدين الاسلامي القويم ، فذلك غير ممنوع بل هو جائز شرعا.
قال تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
▪️القسم الثالث : قسم مختلف في كفر صاحبه وجمهور الفقهاء أنه ليس بكفر ولكنه كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.
وهو موالاة الكفار بمعنى الركون إليهم و معاونتهم ، ونصرتهم إما بسبب القرابة، او العصبية الوطنية أو القبلية مع اعتقاد أن دينهم باطل والإقرار بأن دين الإسلام هو الدين الحق فهذا لا يوجب الكفر إلا أنه كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ، لأن الموالاة بهذا المعنى قد تجره إلى استحسان طريقته والرضا بدينه، وذلك يخرجه عن الإسلام فلا جرم هدد الله تعالى فيه فقال ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ).
ومن العلماء من قال أنه كفر لأن ذلك علامة على أنه يحب الكفر ولا يحب الإسلام .
وهذا الكلام مرجوح لأن نطقه بالشهادتين صريح في إسلامه .
وليس هذا العمل الظاهر بصريح في الردة عن الاسلام ولو كان صريحا في الردة لكفر سيدنا حاطب بن أبي بلتعة لما أخبر الكفار بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وكان غرضه من ذلك لمصلحة دنيوية فناصرهم بهذه النصيحة وارسل إليهم رسالته المشهورة.
وكذلك جعلها الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم الميزان الذي يتعامل به المسلم مع الناس .
فقال تعالى " ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا "
فبمجرد إلقاء تحية المسلمين وهي السلام دل على الإيمان ،فكيف بالمولود على الإسلام الذي يصلي ويشهد الشهادتين وغيرها من الدلائل القطعية على إسلامه فإنه لا يعارض بالدلائل المحتملة لكفره فإن نصرته للكفار أمر يحتمل الرضا بكفرهم وبغض الإسلام .ويحتمل أنه يحب الإسلام وأهله وأنه فعله لأجل خوف من الكفار أو لدفع مفسدة أعظم عن المسلمين أو حتى لشهوة من شهوات الدنيا مع حبه للإسلام والمسلمين. والقرائن النطقية الصريحة شاهدة على إسلامه يقينا واليقين لا يزول بالشك .
ويشهد لهذا المعنى حديث البخاري ومسلم عن عتبان بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويل المشهور .... قال قائل ممن اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين مالك بن الدخشن؟
فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله»
قال: الله ورسوله أعلم، قال فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» فألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالات احتمال الكفر التي ذكرها الصحابي وهي نصح مالك بن الدخشن وموالاتهم التي يرونها.
وردهم إلى العلامة القطعية الظاهرة التي هي عنوان عصمة الدين والعرض والنفس والمال .
والله أعلم بالصواب .
وهذا من باب حسن الظن والأحوط للمسلم عند حكمه على غيره من المسلمين .
ولكن يجب أن يحذر المسلم كل الحذر من مناصرة الكافرين على المسلمين فإن خطره عظيم على الدين.
♦️ #ثانيا : موالاة المؤمنين :
●ـــ يجب على المؤمن أن يحب المؤمن لرضا الله تعالى لأنهم مسلمين مؤمنين بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .لا لشيء من حظوظ النفس ، وكلما زاد الإنسان من الله تعالى تقربا كانت محبته أعظم.
ومسألة توثيق عُرى الإيمان والحب بين مسألة مهمة نحتاجها اليوم كثيرا فإذا عظُم هذا الحب المتولد من الإيمان بالله ومحبته ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرّع عنه حب صنعة الله - الذي أتقن كل شيء- بلا تكلف أيا كانت..
●ـــ نصرة المسلمين والتعاون معهم بالنفس والمال فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم قال الله تعالى"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".
وقال تعالى "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق".
●ـــ التألم لألمهم والسرور بسرورهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
#سلسلة_المسائل_العلمية:
#المسألة_الرابعة:
#موالاة_الكفار_وموالاة_المؤمنين :
♦️ #أولا: موالاة المسلم للكافر على ثلاثة أقسام :
▪️ القسم الأول :أن يكون المسلم راضيا بالكفر ويحب الكافر ويتولاه لأجل كفره ، فهذا كفر لأن كل من فعل ذلك كان مصوبا له في ذلك الدين ، وتصويب الكفر كفر والرضا بالكفر كفر ، فيستحيل أن يبقى مؤمنا مع كونه بهذه الصفة .
قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) [الممتحنة : 1 ]
وقال تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
▪️القسم الثاني : مجرد المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر، مع بغضه للكفر وعدم مناصرته فيما يخالف الدين الاسلامي القويم ، فذلك غير ممنوع بل هو جائز شرعا.
قال تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
▪️القسم الثالث : قسم مختلف في كفر صاحبه وجمهور الفقهاء أنه ليس بكفر ولكنه كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.
وهو موالاة الكفار بمعنى الركون إليهم و معاونتهم ، ونصرتهم إما بسبب القرابة، او العصبية الوطنية أو القبلية مع اعتقاد أن دينهم باطل والإقرار بأن دين الإسلام هو الدين الحق فهذا لا يوجب الكفر إلا أنه كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ، لأن الموالاة بهذا المعنى قد تجره إلى استحسان طريقته والرضا بدينه، وذلك يخرجه عن الإسلام فلا جرم هدد الله تعالى فيه فقال ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ).
ومن العلماء من قال أنه كفر لأن ذلك علامة على أنه يحب الكفر ولا يحب الإسلام .
وهذا الكلام مرجوح لأن نطقه بالشهادتين صريح في إسلامه .
وليس هذا العمل الظاهر بصريح في الردة عن الاسلام ولو كان صريحا في الردة لكفر سيدنا حاطب بن أبي بلتعة لما أخبر الكفار بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وكان غرضه من ذلك لمصلحة دنيوية فناصرهم بهذه النصيحة وارسل إليهم رسالته المشهورة.
وكذلك جعلها الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم الميزان الذي يتعامل به المسلم مع الناس .
فقال تعالى " ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا "
فبمجرد إلقاء تحية المسلمين وهي السلام دل على الإيمان ،فكيف بالمولود على الإسلام الذي يصلي ويشهد الشهادتين وغيرها من الدلائل القطعية على إسلامه فإنه لا يعارض بالدلائل المحتملة لكفره فإن نصرته للكفار أمر يحتمل الرضا بكفرهم وبغض الإسلام .ويحتمل أنه يحب الإسلام وأهله وأنه فعله لأجل خوف من الكفار أو لدفع مفسدة أعظم عن المسلمين أو حتى لشهوة من شهوات الدنيا مع حبه للإسلام والمسلمين. والقرائن النطقية الصريحة شاهدة على إسلامه يقينا واليقين لا يزول بالشك .
ويشهد لهذا المعنى حديث البخاري ومسلم عن عتبان بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويل المشهور .... قال قائل ممن اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين مالك بن الدخشن؟
فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله»
قال: الله ورسوله أعلم، قال فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» فألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالات احتمال الكفر التي ذكرها الصحابي وهي نصح مالك بن الدخشن وموالاتهم التي يرونها.
وردهم إلى العلامة القطعية الظاهرة التي هي عنوان عصمة الدين والعرض والنفس والمال .
والله أعلم بالصواب .
وهذا من باب حسن الظن والأحوط للمسلم عند حكمه على غيره من المسلمين .
ولكن يجب أن يحذر المسلم كل الحذر من مناصرة الكافرين على المسلمين فإن خطره عظيم على الدين.
♦️ #ثانيا : موالاة المؤمنين :
●ـــ يجب على المؤمن أن يحب المؤمن لرضا الله تعالى لأنهم مسلمين مؤمنين بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .لا لشيء من حظوظ النفس ، وكلما زاد الإنسان من الله تعالى تقربا كانت محبته أعظم.
ومسألة توثيق عُرى الإيمان والحب بين مسألة مهمة نحتاجها اليوم كثيرا فإذا عظُم هذا الحب المتولد من الإيمان بالله ومحبته ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرّع عنه حب صنعة الله - الذي أتقن كل شيء- بلا تكلف أيا كانت..
●ـــ نصرة المسلمين والتعاون معهم بالنفس والمال فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم قال الله تعالى"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".
وقال تعالى "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق".
●ـــ التألم لألمهم والسرور بسرورهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "