س/ج 💎ما يلزم المسلم💎
252 subscribers
31.2K photos
11.3K videos
4.76K files
37.3K links
Download Telegram
🌟 *فاصدقوا في التوجه إلى الله، واصدقوا في الإقبال على الله، واصدقوا في الأدب مع الله سبحانه وتعالى، وأخذ نصيبكم من المَجمع وما فيه، وهِمّتكم في إقامة أمرِ الرحمن في أنفسكم وفي أهلكم وأولادكم ودياركم، لتكون ديار المؤمنين، ديار الموقنين، ديار الصالحين، ديار الذين ترعاهم عناية الرحمن..*

*🔖
#اقرأ:*

📝 محاضرة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 اغتنام مواسم الخير في تحقيق الوجهة إلى الله والقرب منه والتوكل عليه*

🎙 ألقاها عبر الزوم ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، بدار المصطفى بتريم، ليلة الجمعة 2 ذي القعدة 1445هـ

📜 للقراءة، أو الاستماع:
https://omr.to/M021145

📜 نص المحاضرة:

الحمدلله جامعكم على الوِجهة إليه سبحانه وتعالى، والتذلُّل بين يديه، واستمطار رحمات جوده الواسع، لِتنالوا النصيب الوافي من حضرة هذا الحقِّ سبحانه وتعالى، وفضلهِ المتتابع، وغيثهِ الهامع، بالفضل والإحسان تجتمعون هذا الاجتماع، في ليلة الجمعة مجتمعة قلوبكم على الرّحمن -جل جلاله- وعلى الوِجهة إليه سبحانه وتعالى، وعلى الاقتفاء لحبيبه محمد ﷺ، والصلاة والسلام عليه ﷺ.

ويتابعكم في تتبُّع هذا المَجمع وما ينزل فيه من شرق الأرض وغربها أعدادٌ كثيرة، يتلقّون عطايا الله الوفيرة -جلّ جلاله وتعالى في علاه-، فاحمدوا الذي هيّأ لكم هذه الخيرات، ويسّر لكم هذه المِنَن الزاهيات العاليات الغاليات، خرجتم من شهر رمضان شهر الصيام ومرَّ بكم شهر شوال، وإن شاء الله ظهرت آثار قبول الصيام عليكم، وآثار قبول القيام وآثار قبول التلاوة للقرآن، وما وُفِّقتُم له من الخيرات في خلال ذاك الشهر الكريم، قبله الله منّا وأعادنا إلى أمثاله في عافية.

وكمل شهر شوال واستقبلكم شهر ذو القعدة، (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) انتهى أولها وأنتم في ثانيها، و(مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) هذا أولها من المُتتابعة، شهر ذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المُحرم، والفرد شهر رجب، فهي مواسم عمر هذا الإنسان للقُرب من ربه، ولإدراك المَزيّة والمِنّة والعطيّة في خلال بقائه على ظهر هذه الأرض، كيف وهو من خير أمة، مِن أمة الحبيب الأعظم ﷺ، خيرهم كبير وعطاؤهم وفير، وجود الله عليهم غزير -جلّ جلاله وتعالى في علاه-.

وأنتم في هذه الساعة نائبون عن بقيّة الأمة في التضرُّع إلى الله، ومشاركون للمتضرعين والمُبتهلين سواء من كان في الحرمين الشريفين أو في بيت المقدس، أو في غيرها من بقاع الأرض، من كان في هذه الساعة على توجّه وعلى ذِكر أنتم مشاركون لهم، ومن كان على غفلة أو على انقطاع فأنتم نائبون عن بقيّة الأمة المحمدية، تسألون لهم الله وتتوجهون إلى الله وتتذللون بين يديه ليرحم، لِيحوِّل الأحوال إلى أحسنها.

فإن الأرض كما تشاهدون امتلأت بأنواع الغفلات، وبأنواع الفساد وبأنواع الضر، وبأنواع اعتداء الناس على بعضهم البعض، والتعدي على الحقوق إلى غير ذلك، ولكن مالك الأرض ومالك السماء واحد، وهو مالك المُلك -جلّ جلاله-، (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، بعظمته وجلاله يُولجِ الليل في النهار ويُولج النهار في الليل، فهل من قوة غيره تتصرّف في الليل والنهار؟ أحد من أهل التقدم، أحد من أهل التطور، أحد من أهل أسلحة الدمار التي يفتخر بها من يُحِب الدمار والعياذ بالله -تبارك وتعالى-، أحد منهم يُكور النهار في الليل أو الليل في النهار؟ لا إله إلا هو -جلّ جلاله وتعالى في علاه-.

فَثِقُوا به واعتمدوا عليه، وخذوا نصيبكم من هذه المجالس والمجامع، وقد سمعتم القصائد المباركة وسمعتم التوجه إلى الله تعالى، وسمعتم الكلمة من الولد حامد ومن السيد محمد في ارتباطنا بالنبي ﷺ وأموره وأحواله، وفي تعليمه لنا التوكُّل عليه والاعتماد عليه - جلّ جلاله وتعالى في علاه -، والاستناد إليه وطرح الحَمل بين يديه، (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) [الطلاق: 3]، وفي القراءة الأخرى (بَالِغٌ أَمْرَهِ)، (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 3] -جلّ جلاله وتعالى في علاه-.

فاغنموا سِرّ هذه المجالس وما آتاكم الله من هذه الخيرات، وأنتم في هذه البلدة المباركة كثيرة الأنوار، كثيرة الخيرات، كثيرة البركات، كثيرة الرحمات بالفضل الرباني والجود الامتناني، جعل فيها من الصحابة، وجعل فيها من التابعين، وجعل فيها من تابعي التابعين، وجعل فيها من آل بيت النبي الأمين، وتريم تزهو وتفخر، بآل النبي المطهر..

📜 لمتابعة القراءة:
https://omr.to/M021145
__
https://t.me/HabibOmar
🌟 *توجّهوا بالصدق مع الله، وفينا مَن ينوب عن الأمة في الوفادة إلى البيت الحرام وإلى رحاب خير الأنام عليه الصلاة والسلام، قبلهم الله وتولاهم، وأعاد عوائد فضله عليهم وعلى الأمة بفرج يُعجِّله للمسلمين، وبلاء يدفعه عن المؤمنين في الشرق والغرب..*

*🔖 #اقرأ:*

📝 محاضرة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 انفتاح أبواب الخير و الرحمة للأمة لتتوثق عرى اتصالها بالله ورسوله والتمسك بهديه ونصرة دينه*
🎙 ألقاها عبر الزوم ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، بدار المصطفى بتريم، ليلة الجمعة 9 ذي القعدة 1445هـ

📜 للقراءة، أو الاستماع:
https://omr.to/M091145

📜 نص المحاضرة:

الحمد لله جامعكم؛ لينفعكم وليرفعكم، وليجود عليكم مِمَّا هو أهله -سبحانه وتعالى- بعطاياه وهِبَاتِهِ وهداياه، ومغفرته ونظره، وتوفيقه وتسديده، وتأييده ومِنَحِهِ، وجوده الواسع الذي فتح لنا أبوابه بإنزال الكتب وإرسال الرسل، وفتح لنا الأبواب من أول ما أنزل أبانا آدم عليه السلام على ظهر هذه الأرض، أنزله بالهدى (فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَایَ فَلَا یَضِلُّ وَلَا یَشۡقَىٰ).

ولم يزل يفتح لنا سبحانه في هذا الشأن أبواب بعد أبواب بإنزال الكتب وإرسال الرسل، حتى جاء الحبيب الأعظم والرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وأهل محبته وولائه ومتابعته، وآبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الذين بشّروا به، وأُخِذ عليهم العهد أن يؤمنوا به، وآلهم وأصحابهم والتابعين، وعلى الملائكة المُقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلى أهل هذا الجمع ومن فيه ومن يسمعهم ومن يتعلَّق بهم، وعلينا وعلى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.

فانفتح باب كبير من رحمة الله الكبير -جَلَّ جلاله- بالخير الكثير؛ سَبَقَت به السَّوابِق من الإله الخالق، أن يُقَرِّبَ هذا، وأن يُدني هذا، وأن يُسعِدَ هذا، وأن ينوِّر قلب هذا، وأن يُصفّي باطن هذا، وأن يربط هذا في قلبه وسره وروحه بالكتاب المُنزَل، بالنبي المرسل ﷺ، فقامت الأسباب من مجامع ومجالس، ومن قراءات ومن تعليم، ومن تعاون على البر والتقوى.. إلى غير ذلكم من حبال الاتصال وحبال الإقبال على ذي الجلال -جَلَّ جلاله-، وحبال الاتباع لخاتم الإنباء والإرسال ﷺ.

وفتح الله من الأبواب هذا المَجمع الذي يُعقَد عندكم، والذي تحضر فيه الملائكة وتحضر فيه الأرواح الطاهرة، والذي ينتشر خيره في قلوب الحاضرين وديارهم وأهل ديارهم، وفي منازلهم وفي بلدانهم، ويتابعه مَن يتابعه هنا وهناك بمختلف الوسائل، والغيث هاطل، والجود من الله -سبحانه وتعالى- نازل، والرحمة والسكينة.. مِنَّة من منن الله؛ لمن يتذَكَّر، لمن يتطهّر، لمن يتنوّر، لمن يستبصر، لمن يدَّكِر، لمن يُقبِل، لمن يُنبيب، لمن يقبَل العطية، لمن يقبل الهدية من حضرة ربِّ البرية -جَلَّ جلاله وتعالى في علاه-.

فالحمد لله جامعكم على هذه الخيرات، والحمد لله الذي مَدَّ لكم هذه الحبال القويات المتينات؛ لنتنوَّر، لنتبَصَّر، لنهتدي، لتتوثّق لنا العُرَى بالاتصال به وبخير الورى رسوله محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله.

ونغنم سِرَّ الأيام والليالي، إذ استقبلنا الشهر الثاني من أشهر الحج، وهو من الأشهر الحُرُم: شهر ذو القعدة، ومرَّت علينا فيه الليالي، الله يجعلها من أشهر العطاء الواسع وأشهر قبولنا عنده وعند النبي الشافع، وقبول الشفاعة في صلاح البلاد والعباد والأمة، وكشف الغُمَّة عنَّا وعن جميع الأُمَّة.

وهذا البساط سمعتم الكلام عن زيارة الأكابر الذين فرّقهم الله تعالى في البلدان وفي مختلف أنحاء الأرض..
فَلِكُلِّ أَرْضٍ حَظّهَا مِنْهُمْ ** فَلَا يُخْشَى عَلَى الدِّينِ اغْتِيَالُ الْغَائِلِ

وتواصل وتوافق وارتباط ما كان من قبل 1200-1300 سنة إلى ما هو في أيامنا هذه، ونحن في ظِل عناية من عناية الله بحبيبه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، قال عنها: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من ناوأهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون) وقال عنها: (يحمل هذا العلم من كل خَلَف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).

📜 لمتابعة القراءة:
https://omr.to/M091145
__
https://t.me/HabibOmar
🔸 *اتقوا الله أن تَستقبلوا العشر الأُولَ من ذي الحجة وأنتم في غفلةٍ عن تصحيح وجهاتكم، وصحِّحوا وجهتكم إلى الحي القيوم، (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا)..*

📜 #اقرأ:
🖌 #خطبة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 تقويم وجهات أهل الإسلام بما شرع الله من الذكر والصلاة وتفضيل المساجد الثلاثة والحج لبيته الحرام*
📆 23 ذو القعدة 1445هـ
https://omr.to/K231145

📜 نص الخطبة:

الحمد لله الواحد العلي العظيم، الأحد الغني الكريم، الفرد العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده ملكوت كل شيء وإليه تُرجعون، وأشهد أن سيدنا ونبينا وقُرة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، وصفوته الأمين المأمون، سيد من يهدون بالحق وبه يعدلون.

اللهم صلّ وسلّم وبارك وكرّم على القدوة العظمى والأسوة الكبرى، سيد أهل الدنيا والأخرى، عبدك المختار سيدنا محمد، وعلى آله المطهرين وأصحابه المُكرمين، وعلى من والاهُم فيك واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آلهم وصحبهم والتابعين، وعلى ملائكتك المُقربين، وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعدُ عباد الله، فإنّ في تربية الرحمن لنا لِوِجهاتِنا، أنْ وجَّهَنا إلى بُيوته وإلى المساجد:

- في الصلوات الخمس
- ثم بوَجهٍ خاص في يوم الجمعة للجوامع التي تُقام فيها فريضة الجمعة،
- ثم بوَجه أخص للمساجد الثلاثة المميزة عن سواها من المساجد على ظهر الأرض،
- ثم بوَجه أخص إلى البيت الحرام، أول بيت وضع للناس، للعمرة في طول العام، ولموسم الحج في الوقت المعلوم المُعيَّن المخصَّص.

وَجَّهَ الوِجْهاتِ إلى تلكم الأماكن ليظلَّ المؤمن على ظهر الأرض:
- مُربى مُزكًّى في وُجهته،
- يتجه إلى الله،
- ويلجأ إلى الله،
- ويلوذ بالله،
- ويعتمد على الله،
- ويضع حاجاته على مولاه،
- ويرجو الفرج من إلهه تعالى في علاه،
- ويُنَمِّي التذلل بين يديه،
- والخضوع لجلاله،
- وصدق التوجه إليه

من خلال الصلوات الخمس، والجمعة، وقصد المساجد الثلاثة، والعمرة، ثم الحج ركن دين الله تبارك وتعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) -جلّ جلاله وتعالى في علاه-.

وجعل الواجب على كل مؤمن في توجُّهِه للصلوات أن يُقبِل بقلبٍ خاشعٍ خاضعٍ مُنقّى مُطهرٍ مُصفى، ليقوم بين يدي عالم السّر وأخفى ـجل جلاله وتعالى في علاهـ، فنُدِبَ ألا يمشي إلى المسجد إلا بالسكينة وإلا بالوقار والطمأنينة، تعظيماً للشعائر في امتثال الأوامر من خير آمر، وتنقيةً للسرائر والبواطن والضمائر، ثم الوقوف بين يدي الحي القيوم -جل جلاله-

وجُعِلت المساجدُ من شعائر الله على ظهر الأرض، وقال عنها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ).

ونَدب الأمة أن يكون في بيوتهم أثرٌ من شِعار التّوجُه إليه؛ بأن يُخصّصوا في البيت موضعًا للصلاة فيكون مُصلى البيت، خصوصًا للنساء اللاتي اعتكافَهُنّ في البيوت أعظم من خُروجهن إلى المساجد، حتى قال الإمام ابن حنيفة: إن المُصلى في البيت يصِحُّ فيه اعتكافُ المرأة، فتنوِي الاعتكافَ وتَحوُز الثواب الذي يحوزُه الرجل إذا اعتكف في مسجدٍ من المساجد، إذا اعتَكَفَت في الموضع المُخصص للصلاة والعبادة من بيتها ومن وسطِ دارها.

    أيها المؤمنون بالله -جل جلاله- يرعى الله وجهة المؤمنين أن لا تَزِل وأن لا تسقُط وتَنزِل، فيدوم على التوجه إلى الإله الحق -جل جلاله-، مُتَذكرين نعمة الإيمان به، مُستزيدين منها، مُقوّين لها بالذكر والصلاة والطاعة، وتذكير أنفسهم بالعبادة له والسجود لجلاله سبحانه وتعالى: (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ).

أيها المؤمنون بالله، تربيةٌ في الشريعة غَفِلت عنها قلوب أكثر المسلمين وأكثر المؤمنين، فيُصبح أحدهم ووجهته مُشتّتة في المكانة عند الناسِ أو كيفية كسب الفلوس والقروش والمال، أو المكانة في وظيفة أو في هيئة أو مع جماعة إلى غير ذلك، بل ولُعِب بكثيرٍ من عقول المسلمين، فيصبحُ والوجهةُ مُشتّتة ما بين لعبٍ وما بين مصارعةٍ وما بين لعبِ كرةٍ، وما بين تمثيليات وما بين برامج مبثوثات من هنا وهناك..

⬇️ لمواصلة القراءة:
https://omr.to/K231145
__
T.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/
🔸 *حقيقة الإيمان أن يُبذرَ في قلوبكم محبة الرحمن، والشوق إلى اللقاء والتدان، ومرافقة سيد الأكوان، والنبيين والمرسلين والشهداء والصالحين؛ من فقد هذا الشوق فلا إيمان له، لا حقيقة في الإيمان عنده، وكلما ازداد الإيمان ازداد الشوق إلى الرحمن وإلى رسوله ﷺ وإلى المرافقة الكريمة..*

📜 #اقرأ:
🖌 #خطبة عرفة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* في صعيد عرفات الطاهر بعنوان:
*💡 عرفة وعهد الله وشريعته والشوق إليه وإلى حبيبه*
📆 9 ذو الحجة 1439هـ
https://omr.to/k-arafah39

📜 أما بعد: أيها الوافدون على الإله الحق الرحمن علام الغيوب، الذي بيده ملكوت كل شيء، عالم السر وأخفى، الذي وسعكم جودًا ورحمةً ولطفًا، والذي منه مُبتدأكم وإليه مرجعكم ومنتهاكم - تعالى في علاه-، الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون. أنزلكم سبحانه وتعالى منزل الوفادة عليه، وأمركم في هذه العشية أن تخرجوا من حدود حرمه لتستمطروا سحائب كرمه، ولتتصفوا فتتأهلوا للدخول إلى الحرم مرة أخرى وأنتم بحالة أخرى، وبتلقي الفائضات أحرى، جارين في خير مجرى، صادقين مع ربكم سرًا وجهرًا.

أيها الوافدون على الله الكريم الرحمن الرحيم جل جلاله، نعم الوفادة لكل من صدق في الإرادة، وتطيّبَ له الباطن عن كل التفات إلى غير الرب فتلكُم السعادة، يا مُسعد السعداء أسعدنا بسعادتك الكبرى.

أيها الوافدون على الله، لاحظوا معنى الوفادة على رب العالمين، أول الأولين وآخر الآخرين، ذي القوة المتين، راحم المساكين، أرحم الراحمين، الذي أحاط بكل شيء علمًا، وهو على كل شيء قدير. قبل الله وفادتكم وأكرمها، وبسط لكم بساط المِنة، ونشر لكم سبحانه في مغفرته ومحبته عَلَمها، إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.

وإذ قد وفدتم ووفد الألوف ومئات الألوف والملايين إلى المنطقة المباركة المكرمة، حول حرم الله تعالى، بجوار مكان أخذ العهد والميثاق في الأزل علينا، بجانب وادي نعمان الأراك، حيث جمع الله الأرواح إذا أخرجها من ظهر آدم وأشهدها على أنفسها: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}، {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ}. فيا أهل أرواحٍ قالت للملك الأعلى: بلى إنه ربها وحده لا رب سواه: أوفي بعهدك يوفي الله لك بكرامته الكبيرة ومِنته الوفيرة.

يا أيتها الأرواح، أيغركم شيء مما على ظهر الأرض من زخرف القول وزخرف المظاهر المنقضية الزائلة التي غرت كثيرًا من عباد الله، وحقيقتها: (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ).

يا حامل الروح التي قالت: بلى، ولبّت نداء العلي الأعلى، ثم جئت تجدد عهدك مع مولاك: ب "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك". ارعَ حق هذه الروح، واجعل لك في فهم معناها وواجبها المعلق برقبتك واسعًا من النظر، تقتفي به الأثر، وتكون به من أهل العبرة فيمن اعتبر وادْكر، مُستعدًا متزوّدًا من هذه الحياة القصيرة للبرزخ والمحشر، بل وللوقوف بين يدي من خلق وفطر.

ألا إنه وقوفٌ بعرفة، كم من سعيد يحوز به السعادة ساعة الوقوف بين يدي الله يوم القيامة، فيكرم بأعظم كرامة، ويقول الرحمن: "ادخل جنتي برحمتي"، وينادي المنادي على رؤوس الأشهاد: "لقد سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدًا".

أيها المؤمن، يا حامل الروح التي لبت في القِدم نداء العلي الأكرم، وجئت تُجدد العهد الأعظم، وتلبي ربك سبحانه وتعالى الإله الأرحم الأكرم، يا حامل هذه الروح، تهيأ ليوم للوقوف بين يدي ربك جل جلاله وتعالى في علاه، إن في صحائفك ما لو آخذك عليه لاسوَدَّ وجهك، ولو آخذك به لخسرت الوقفة بين يديه، ونادى المنادي: لقد شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدًا. كم من مغتر بمال عاقبته هذا النداء فويل له. كم من مغتر بسلطة عاقبته هذا النداء فويل له، كم مغتر بصور أو جمال أو زخرف عاقبته أن يقال له: لقد شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدًا؛ فويل له، لا يغني عنه شيء مما اتخذ ولا مما ركن إليه، ولا مما فرح به ولا مما استند إليه، وقد فسد حسابه بينه وبين رب الأرباب، وساء حاله مع الإله الحق سبحانه وتعالى جل جلاله، فله بئس المآب.

⬇️ لقراءة الخطبة كاملة أو الاستماع:
https://omr.to/k-arafah39

🎥 للمشاهدة:
https://youtu.be/Io5FZGUXUdo
__
T.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/
📜 #اقرأ:

🖌 خطبة مكتوبة:
*مجال تقوى الرحمن في الأفراح، ونموذج دروس عيد الأضحى*

🎙 *للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ*
🕌  في جامع الإيمان، عيديد – تريم، 10 ذو الحجة 1441هـ

📃 لقراءة الخطبة:
https://omr.to/K101241

الحمد لله له المنَّةُ والفضلُ، والله أكبر.. وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له العَلِيُّ العليمُ القادرُ الأجلُّ الأكبر، استوى علمُه بما بَطَنَ وبما ظهَر، فهو الذي {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} {وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدً}. وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا هو وأنَّ سيدَنا محمداً عبده ورسوله، أَحْسَنَ البيانَ عن اللهِ وتركَنا على محجَّةٍ بيضاءَ فالسَّعِيدُ مَن اهتدى بِهُدَاه.

اللهم صَلِّ وسلِّم وبارِك وكَرِّم على مؤتمنِك لتبليغِ الرسالةِ، مَن دَلَّنا عليك فأحسنَ الدلالة، ختمتَ به النبوَّةَ وجعلتَه سيِّدَ المرسلين وسيدَ أهلِ الصدقِ والفُتُوَّة، فأدمِ اللهمَّ منك الصلواتِ على النبيِّ المصطفى سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار وأصحابهِ الأخيارِ ومَن سار في منهجِهم الأرشَد، وعلى آبائه وإخوانِه من الأنبياءِ والمرسلين أهلِ المراتب العُلَا والمقامِ الأسعَد، وعلى آلهِم وصحبِهم وتابعيهم وملائكتِكَ المقرَّبين وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

أما بعد، عبادَ الله: فإني أوصيكُم وإيايَ بتقوى الله، تقوى اللهِ التي لا يقبلُ غيرَها، ولا يرحمُ إلا أهلَها، ولا يثيبُ إلا عليها.

وهي السَّبِيلُ الأقوَمُ الأرشَدُ الأتَمُّ الأصلَحُ الأنجَحُ الأفلَحُ الأقوَمُ، سبيلُ الحذرِ مِمَّا يُغضِبُ الجَبَّارَ في السُّرورِ والفَرح، وفي الغَمِّ والتَّرَحِ، وفي الأقوالِ والأفعالِ، وفي المقاصِدِ والنِّيَّاتِ، وفي صُنُوفِ المعاملات؛ تقوم تقوى الله لِتُسَلِّمَ العبدَ في سِرِّه ونجواه من القُرْبِ مِن سخطِ الله تعالى في علاه.

إنَّ هذه التقوى التي هي الخصلةُ الكبرى التي يَهَبُهَا اللهُ المحبوبين تتَّصلُ بكُلِّ شؤونِ المؤمنين بهذا الإله، في أفراحِهم وأحزانِهم، وإسرارِهم وإعلانِهم، وأخذِهم وعطائهم، ومحبَّتهم وبُغضِهم. فلتكونوا على قَدَمِ التقوى وأنتم في يومٍ كان الأتقَى فيه صَلَّى الله عليه وسلم يُعَظِّمُ شأنَ التقوى في الشؤونِ والأحوال، ويُذَكِّرُ الأمةَ بالواجباتِ العَوَال، والمُهِمَّاتِ في التَّعامُلات والأقوالِ والأفعال. وسمَّاه "يومَ الحجِّ الأكبر" في حَجَّةِ وداعِه؛ إذ جاء إلى عند الجمرةِ والتفتَ يقول لِمَن حوله: أيُّ يوم هذا؟ قالوا: يومُ النَّحر. قال: (إنه يومُ الحجِّ الأكبر).

إنه يومُ الحجِّ الأكبرِ فيه يَقضِي الحجيجُ تفثَهم، وفيه يَطَّوَّفون بالبيتِ العتيق، وفيه يذبَحون دماءَهم ونُسكَهم وهداياهم، كما يذبحُ المؤمنون الأضاحي في مشارقِ الأرض ومغاربِها لكُلِّ مَن استجابَ لدعوة الله؛ فامتدَّ حبلُ التقوى إلى أحوالِه وشؤونِه في ظهورِه وبطونِه.. فهم في أيِّ بقعةٍ مِن بقاعِ الأرض يُعَظِّمونَ شعائرَ الله ويُصَلُّون عيدَهم وينحرُون أضاحيهم؛ تَقَرُّبَاً إلى الله في يومٍ ما مِن عملٍ أحب إلى الله فيه مِن إراقة الدِّمَاء، تقرُّبَاً إلى الحقِّ، وتعظيماً للشعائر، وتطهيراً للنفسِ مِن الشُّحِّ والبخل، وتقويماً للتوحيدِ في الذبحِ بــ "اسم الله"، ومواساةً للفقراءِ والمساكين، وصِلَةً للأرحام، وإحساناً إلى الأهل والجيران؛ لذلك قامت هذه الشعائرُ العظيمة. فإنَّ ما يُضَحَّى به لوجهِ الله وما يُهدَى لحرمِ الله عَدَّها الرحمنُ مِن شعائرِه في كتابِه {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}.

ولقد نحرَ صلى الله عليه وسلم في يومِ النَّحرِ بيدِه الكريمةِ ثلاثا وستين بَدَنَةً مِن الجِمال، ثم ناول الـمُديَةَ سيدَنا علي ليُكمِلَ باقي المائة عنه، كما جاء أنه نحرَ أيضا في ذلك اليوم بعضَ الشِّيَاهِ والأغنامِ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، ووزَّعَ وقَسَّم. وكان يعتَني بالأضحيةِ في حجَّتِه وفي عيدِه في المدينةِ المنوَّرةِ صلوات الله وسلامه عليه.

تقول السيدةُ عائشةُ رضي الله عنها: إنه دخل ﷺ عليَّ في يوم النَّحر وقال: ناوليني الشَّفرة. فقامَت فقال: فسنَّتها بالحجر، فتناولها منها، ثم عَمِدَ إلى كبشٍ له يطأُ في سواد ويمشي في سواد -إمَّا سَوَادٌ في آثار جوانبه وفي رجله وهو أبيض، وإمَّا أنَّ ذلك كنايةً عن كِبَرِه وسِمَنِهِ وضخامةِ جَسدِه يُظَلِّلُ ما حوالَيه ويمشي في السَّواد- قالت: فأضجعَه ووضع قدمَه على صفحتِه ثم ذبحه بيدِه الشريفة صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم تقبَّل مني ومن أهل بيتي، اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي).

📜 لمواصلة القراءة:
https://omr.to/K101241

__
T.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/
🤲 *اللهم لا تدع بقعة من بقاع الأرض إلا أشرقت فيها النور، وإلا بثثت فيها نور عبدك الهادي إليك في البطون والظهور، اللهم واجعلنا أسبابًا لنشر الهدى، وادفع عنَّا جميع الزيغ والرَّدَى..*

*🔖 #اقرأ:*

📝 محاضرة مكتوبة *للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ* بعنوان:
*💡 أقوى علامات الصدق في الإيمان ولاء الرحمن ومحبوبيه وتعظيم شعائره ومتابعة صفوته الأمين*
🎙 ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك بدار المصطفى بتريم، ليلة الجمعة 17 شوال 1445هـ

📜 للقراءة، أو الاستماع والمشاهدة:
https://omr.to/M171045

📜 نص المحاضرة:

الحمد لله رب العالمين، مَن بفِضْله جَمَعكم ليُضاعف لكم فضله، وبطَولِه أحضَركم ليُضاعف لكم طَوْله، وبجُوده أوفدكم ليُضاعف لكم جوده، إنه الله، إنه الله، إنه الله.

تعرَّف إليكم بمحمد بن عبدالله ﷺ، وبما أوحاه إليهِ وبعثه به إليكم، وخَتم به النبوّة والرسالة، وجعلَكم به خير أمة، فلله الحمد شكرا، وله المنّ فضلًا وطولا. لا إله إلا هو، منه المبتدأ وإليه المصير، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

خصَّصنا بهذا البشير النذير، والسراج المنير.. صلوات ربي وسلامه عليه، صاحب القدر الكبير لدى الإله الكبير، فلا يدري قدره عند مولاه الكبير إلا مولاه الكبير، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله. وهو الشافع الأعظم في يوم الرجوع والمصير، وفي يوم الهول الكبير، وهو صاحب مقام "أنا لها"، فاسمع لها، وعِهَا عن الصادق المصدوق، أكرم مخلوق على الإله الخالق -سبحانه وتعالى-

صلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه، و جعلنا وإياكم منهم، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين.

أولئك الأقوام هم مرادي ** ومطلبي من جملة العبادِ
وحبهم قد حل في فؤادي ** أهل المعارف والصفا والآداب

لم يُرِد ربي غيرهم، فعيبٌ عليّ أن أريد غيرهم، لم يرتضِ ربي سواهم، فحرامٌ عليّ أن أرتضي سواهم. جعل ولاءهم من ولائه، وجعل ولاءهم قربة إليه، وجعل ولاءهم علامة الإيمان به، وجعل ولاءهم ثمن الدخول إلى دائرة قُربه وحِزبه، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

أي: مَن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا يكن من حزب الله {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، فتكونُ من حزبه إذا واليت أهل قربه، إذا واليت أهل حُبه، ولاؤك لله ولرسوله وللذين آمنوا فَيْصَل؛ فَيْصَل بين الصدق والكذب، بين الإيمان والنفاق. والكاذبون والمنافقون تميل قلوبهم إلى الفجار، إلى الأشرار، إلى البعيدين عن الله -تبارك وتعالى- وقد قال صاحب الرسالة ﷺ: "لا تقولوا للمنافق سيدنا" لا تقولوا يا سيدنا، لا تقولوا يا سيدي للمنافق، "فإنه إن يكُ سيدكم فقد أسخطتم ربكم"، غَضِب عليكم جبار السماوات والأرض، سيدكم منافق؟ المُقَدّم بينكم منافق؟َ -والعياذ بالله تبارك وتعالى- أو أحد من هؤلاء الغافلين!

لكن: "إنَّ من إجلال الله توقير ذا الشيبة المسلم"، مَن شاب شيبة في الإسلام توقيره من إجلال الله، وهذا إذا قلتَ له سيدنا سَخَط عليك الجبَّار! فأقِم شان الولاء، واصدُق مع المولى -جل جلاله- ولا تُوَالِي إلا أولياءه، ولا تُحِب إلا محبوبيه، ولا ترتضي إلا مَن اِرْتَضَاهم.. إن كنت عبده حقًا، إن عرفتَ عبوديتك لهذا الإله!

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ..} وفي القراءة الأخرى: {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}.

كُلُّ ما يُفعل في معصية الله ورسوله ﷺ -بأي صورة وتحت أي مسمى- ضلالٌ مبين، حقيقة من حقائق القرآن، حقيقة من حقائق البيان. إن سمّوه هيئة، وإن سمّوه جماعة، وإن سمّوه تقدُّم، وإن سمُّوه تطوّر.. وإن سموه ما يسمونه؛ ما كان مُتضمّنًا معصية الله ورسوله ﷺ فهو الضلال المبين، وهو الجهل، وهو الخِزي المُوجِب لظهور الخِزي في يوم يُخزَى كل مَن كفر، ويُخزَى كل مَن استكبر، ويُخزى كل مَن اغترّ، ويُخزَى كل مَن انقطع عن خير البشر؛ {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

📜 لمتابعة القراءة:
https://omr.to/M171045
__
https://t.me/HabibOmar