Forwarded from نور الوجود....
عاهدتُ النّبي سِرًا..
أنّي لن أميلَ ومِلت، لن أضعُفَ وضَعفت، لن أنطفئ وانطفأت، وفي كلّ مرةٍ أجدهُ في قلبي أكبر مكانًا وأثبَتَ حُبًّا، كلّ مرةٍ كان طيفُ النّبي يهمس لي لا أتهُن وقلبُ مُحمَّدٍ ربّاك؟ تجذَّر حُبّه بالنّبض حتى رافقهُ وأحياه.
صحيحٌ أنّي لم أراك، لَم تخطو قدماي معك، لم أحتمي بظهرك بعد خوف، لم أسمع صوتك في محرابِ الفجر، لم ألمس يدك في بيعة، ولم أرَ جلال وجهك وتقاسيم الجمال، وحينَ احتضنكَ معاذٌ راكبًا خلفك على حمار، ليتني كنتُ حينَ صببتَ من ماء وضوئك على صاحبك وهو يشكو الألم، وحينَ أفاقَ رآك!! ليتَ صدري كابن الوقّاص، حين لمستَه بيدك ودعوتَ الله له، كأني أسمعه حينَ قال قبل موته (فأنا الآن أحُسُّ ببرد يده على صدري)!
ليتني أختبئ خلف عظيم هيبتك و وقار صوتك، وأخشعُ من اتّزان مشيتك، وأنسى الدنيا ببهاء بسمتك، صحيحٌ أنّي ما وُلدتُ في زمنٍ تشرّف فيكَ وليدًا، وما وقفتُ في صَفٍ يُلامس صلابة الكتف، وما سرتُ في دربٍ تسامَت له خُطاك، وما تنفّستُ هواءً لامس يومًا صدرك، لكنّي أُحبُّك! أحبَبتُكَ راضيًا، واشتاقُك راجيًا، لو أني مكان "كعب بن مالك" حينَ قاطعته، و كنتَ تنظُرُ إليه خِفيةً مع علمك أنّه الآن في هجرة، كان ينصهر داخله راجيًا بسمَتَك، وكنت أرحم به منه، كان يخاف الموت وأنت غير راضٍ عنه! .. وأنا؟
أتراك راضٍ عني؟ سترضى حين اللقاء يا رسول الله؟ ستفرح بالغرس الذي حاولت؟ ستفاخر بيَ أمّتك؟ وتقول مُشيرًا إليّ "ذاكَ غرسُ نبي الله لم يذبل"! أحبَبتُك رغم كلّ الثقوب، رغمَ سقوطي المتكرر، وضعفي المرير، أسندتُ قوّتي لخطاك فازددتُ بكَ شدّة، اتّكأتُ بكلّ جرحٍ بي على سُنّتك، فأقامَت ظهري دون مَيل، جهلتُكَ فأظلمت الدنيا والليل بقلبي قد سجى، وآن لضحى النّبي من بزوغ بي..تبزُغ يومًا فأنتظر دومًا هاتيك اللحظات
حينَ تسجد تحت عرش الرّحمن مناديًا: أمّتي.. أمّتي، سيرتجفُ قلبي ألفًا، سأرتعدُ كبرقِ السّماء صمتًا، أدعو بكلّ ما أوتيت؛ أن يا رب، فلتضُمّني شفاعته، خذني بينهم يا رب! وإن أذِنَ لي برحمته. وقُبلت ُبعفوه ورضاه، و ينادي المُنادِ أن "ادخلوها بسلامٍ آمنين" سأكون أول راكضٍ إليك، أول سائر يشُقُّ الصّفوف نحوك، أوّلَ مُحِبٍّ يرجو النّظر إلى وجهك.. ترى كيف هو اللقاء الأول؟ كيفَ يكون الحُبّ حينها؟ أدرك أن عبارات لساني ستقف، ستُحذف من عقلي كلّ لغةٍ نطقتها، سأحاول بكل شدّتي أن أنطق كلمةً واحدة: أحبّك .. أ ح ب ك .. يا رسول الله.
سأركض كما لَم أفعل من قبل، سأظمأ؟ لا بأس فهناك حوضٌ منتظر! ويدٌ تبلِّلُ جفاف روحي، ستتسّعُ يداي الكون أجمع، سأكونُ شغوفًا برؤياك، أنتظر همسًا من فمك باسمي، و صلاة الحُبّ خلفك، وأرنو أول سجودٍ معك، كيف هوَ صوتك بالقرآن؟ سأسمع منك كل آية أحببتها، ليتني سمعت منكَ الدّعاء وقلتُ من خلفك آمين، ستُفرغ ثقل كاهلي، ستنفجر ينابيع الشّوق رجفةً واحدة! ستزول كلّ آهات الحياة بنظرة! كلّ الكلمات بحضرتك مختلفة، كانوا يقولون أن الحُبّ يجُبّ ما قبله من وَهم، ليتني أُجَبُّ أنا إن كنتُ وهمًا! كلّ يومٍ أقول أنّي على خطاك ما استطعت، وإن وقَعَت! فليرحل العالم، والناس وكلّ أحدٍ سواك
حتى يتوقف النّبض..
سأقرأ عنك لأعلم كلّ تفصيلٍ غابَ عن ذهني فأظلمت منه خُطاي، سأعلمُ حرفك وقولك وحركتك وسيرك والنّهج.. حتى يتوقف النبض، سأدافع عنكَ حُبًا لاجهلًا، سألتمسُ الصّراط فيك ما حييت، ليتني لَم أضيّع يومًا دون أنفاسك يا رسول الله، من اليوم سأستنشق راجيًا أن يسكن صدري زفيرًا خرج من صدرك.. حتى يتوقف النّبض سأستقيمُ سرًا وأغرس دهرًا، وأتّزن جهرًا، وأستظلُّ بحُبّ الصّديق وشغف الفاروق، وجلال الزّهراء إذ بكت حينَ اقتراب موتك وابتسمت حينَ عَلِمَت أنها أول من يلتحق بك.
عهدًا..من اليوم..سألتحق بك.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
#تمكين
#قلب_النبي
أنّي لن أميلَ ومِلت، لن أضعُفَ وضَعفت، لن أنطفئ وانطفأت، وفي كلّ مرةٍ أجدهُ في قلبي أكبر مكانًا وأثبَتَ حُبًّا، كلّ مرةٍ كان طيفُ النّبي يهمس لي لا أتهُن وقلبُ مُحمَّدٍ ربّاك؟ تجذَّر حُبّه بالنّبض حتى رافقهُ وأحياه.
صحيحٌ أنّي لم أراك، لَم تخطو قدماي معك، لم أحتمي بظهرك بعد خوف، لم أسمع صوتك في محرابِ الفجر، لم ألمس يدك في بيعة، ولم أرَ جلال وجهك وتقاسيم الجمال، وحينَ احتضنكَ معاذٌ راكبًا خلفك على حمار، ليتني كنتُ حينَ صببتَ من ماء وضوئك على صاحبك وهو يشكو الألم، وحينَ أفاقَ رآك!! ليتَ صدري كابن الوقّاص، حين لمستَه بيدك ودعوتَ الله له، كأني أسمعه حينَ قال قبل موته (فأنا الآن أحُسُّ ببرد يده على صدري)!
ليتني أختبئ خلف عظيم هيبتك و وقار صوتك، وأخشعُ من اتّزان مشيتك، وأنسى الدنيا ببهاء بسمتك، صحيحٌ أنّي ما وُلدتُ في زمنٍ تشرّف فيكَ وليدًا، وما وقفتُ في صَفٍ يُلامس صلابة الكتف، وما سرتُ في دربٍ تسامَت له خُطاك، وما تنفّستُ هواءً لامس يومًا صدرك، لكنّي أُحبُّك! أحبَبتُكَ راضيًا، واشتاقُك راجيًا، لو أني مكان "كعب بن مالك" حينَ قاطعته، و كنتَ تنظُرُ إليه خِفيةً مع علمك أنّه الآن في هجرة، كان ينصهر داخله راجيًا بسمَتَك، وكنت أرحم به منه، كان يخاف الموت وأنت غير راضٍ عنه! .. وأنا؟
أتراك راضٍ عني؟ سترضى حين اللقاء يا رسول الله؟ ستفرح بالغرس الذي حاولت؟ ستفاخر بيَ أمّتك؟ وتقول مُشيرًا إليّ "ذاكَ غرسُ نبي الله لم يذبل"! أحبَبتُك رغم كلّ الثقوب، رغمَ سقوطي المتكرر، وضعفي المرير، أسندتُ قوّتي لخطاك فازددتُ بكَ شدّة، اتّكأتُ بكلّ جرحٍ بي على سُنّتك، فأقامَت ظهري دون مَيل، جهلتُكَ فأظلمت الدنيا والليل بقلبي قد سجى، وآن لضحى النّبي من بزوغ بي..تبزُغ يومًا فأنتظر دومًا هاتيك اللحظات
حينَ تسجد تحت عرش الرّحمن مناديًا: أمّتي.. أمّتي، سيرتجفُ قلبي ألفًا، سأرتعدُ كبرقِ السّماء صمتًا، أدعو بكلّ ما أوتيت؛ أن يا رب، فلتضُمّني شفاعته، خذني بينهم يا رب! وإن أذِنَ لي برحمته. وقُبلت ُبعفوه ورضاه، و ينادي المُنادِ أن "ادخلوها بسلامٍ آمنين" سأكون أول راكضٍ إليك، أول سائر يشُقُّ الصّفوف نحوك، أوّلَ مُحِبٍّ يرجو النّظر إلى وجهك.. ترى كيف هو اللقاء الأول؟ كيفَ يكون الحُبّ حينها؟ أدرك أن عبارات لساني ستقف، ستُحذف من عقلي كلّ لغةٍ نطقتها، سأحاول بكل شدّتي أن أنطق كلمةً واحدة: أحبّك .. أ ح ب ك .. يا رسول الله.
سأركض كما لَم أفعل من قبل، سأظمأ؟ لا بأس فهناك حوضٌ منتظر! ويدٌ تبلِّلُ جفاف روحي، ستتسّعُ يداي الكون أجمع، سأكونُ شغوفًا برؤياك، أنتظر همسًا من فمك باسمي، و صلاة الحُبّ خلفك، وأرنو أول سجودٍ معك، كيف هوَ صوتك بالقرآن؟ سأسمع منك كل آية أحببتها، ليتني سمعت منكَ الدّعاء وقلتُ من خلفك آمين، ستُفرغ ثقل كاهلي، ستنفجر ينابيع الشّوق رجفةً واحدة! ستزول كلّ آهات الحياة بنظرة! كلّ الكلمات بحضرتك مختلفة، كانوا يقولون أن الحُبّ يجُبّ ما قبله من وَهم، ليتني أُجَبُّ أنا إن كنتُ وهمًا! كلّ يومٍ أقول أنّي على خطاك ما استطعت، وإن وقَعَت! فليرحل العالم، والناس وكلّ أحدٍ سواك
حتى يتوقف النّبض..
سأقرأ عنك لأعلم كلّ تفصيلٍ غابَ عن ذهني فأظلمت منه خُطاي، سأعلمُ حرفك وقولك وحركتك وسيرك والنّهج.. حتى يتوقف النبض، سأدافع عنكَ حُبًا لاجهلًا، سألتمسُ الصّراط فيك ما حييت، ليتني لَم أضيّع يومًا دون أنفاسك يا رسول الله، من اليوم سأستنشق راجيًا أن يسكن صدري زفيرًا خرج من صدرك.. حتى يتوقف النّبض سأستقيمُ سرًا وأغرس دهرًا، وأتّزن جهرًا، وأستظلُّ بحُبّ الصّديق وشغف الفاروق، وجلال الزّهراء إذ بكت حينَ اقتراب موتك وابتسمت حينَ عَلِمَت أنها أول من يلتحق بك.
عهدًا..من اليوم..سألتحق بك.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
#تمكين
#قلب_النبي