يقول العز بن عبد السلام في كتابه [قواعد الأحكام في مصالح الأنام]: "يجب على مالك الدابة علفها ورعيها بقدر ما تحتاج إليه، والرفق في تحميلها ومسيرها، وألا يحلب من ألبانها إلا ما يفضل عن أولادها، وأن يهنأ جرباها، ويداوي مرضاها، وإن ذبحها فليحسن ذبحها، ويسرع جرته مع إضجاعها برفق، وألا يتعرض لها بعد ذبحها حتى تبرد، وإن كان بعضها يؤذي بعضا بنطح أو غيره فليفرق بينهم... ويجب على مالكها علاجها بنفقة مثلها إن مرضت".
بُنى الإسلام على فلسفة عبادة الله واتباع أوامره؛ فالله خلق الإنسان لعبادته، وسخر له الطير والحيوان وجعل للإنسان سلطانا عليهم، على أن هذا التسخير له ضوابط وقواعد لا يجوز مخالفتها، وإلا آثم مخالفها، فلا يجوز له تعذيب الحيوان أو إيلامه بأي صورة كانت، وتجب عليه رعايته ونفقة علاجه حال مرضه، وألا يكلفه فوق طاقته فيسبب له الألم أو المرض أو العجز، ومع ذلك حثت الشريعة على ذبح الأنعام تضحية وتقربا من الله تعالى، بشروط محددة تضمن عدم تأذي الحيوان، فلا الإنسان له الحق المطلق في ملكية الحيوان بكل الصور، ولا هو ممتنع تمام الامتناع عن الاستفادة منه وامتلاكه بغرض الأكل أو التربية أو الصيد وخلاف ذلك من المنافع والعلاقات التي أباحها الشرع.
#عيد_الأضحى #الذبح_والفداء

https://www.facebook.com/100069028932458/posts/pfbid0e6XMWkSy5jxHFyNYxLCvT2Tc2c8kxJFmwnsupdvgQWjhSC2zftV5jf7VZ96mJnPKl/?sfnsn=mo