دروب الخير 🕋
1.92K subscribers
38.2K photos
14.1K videos
6.55K files
44.2K links
إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي
Download Telegram
#حقائق_الأقوال (23)

#فائدة_غزالية_تربوية
قال الغزالي في إحيائه:
عَنْ أبي طَلْحَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال : (( لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ )) متفق عليه من حديث أبي طلحة الأنصاري
والقلب بيت هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم والصفات الرديئة مثل والغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ونور العلم لا يقذفه الله تعالى في القلب إلا بواسطة الملائكة وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء وهكذا ما يرسل من رحمة العلوم إلى القلوب إنما تتولاها الملائكة الموكلون بها وهم المقدسون المطهرون المبرءون عن الصفات المذمومات فلا يلاحظون إلا طيبا ولا يعمرون بما عندهم من خزائن رحمة الله إلا طيبا طاهرا
#ولست أقول المراد بلفظ البيت هو القلب وبالكلب هو الغضب والصفات المذمومة ولكني #أقول هو #تنبيه عليه وفرق بين تعبير الظواهر إلى البواطن وبين التنبيه للبواطن من ذكر الظواهر مع تقرير الظواهر ففارق الباطنية بهذه الدقيقة فإن هذه طريق الاعتبار وهو مسلك العلماء والأبرار إذ معنى الاعتبار أن يعبر ما ذكر إلى غيره فلا يقتصر عليه كما يرى العاقل مصيبة لغيره فيكون فيها له عبرة بأن يعبر منها إلى التنبه لكونه أيضا عرضة للمصائب وكون الدنيا بصدد الانقلاب فعبوره من غيره إلى نفسه ومن نفسه إلى أصل الدنيا عبرة محمودة فاعبر أنت أيضا من البيت الذي هو بناء الخلق إلى القلب الذي هو بيت من بناء الله تعالى ومن الكلب الذي ذم لصفته لا لصورته وهو ما فيه من سبعية ونجاسة إلى الروح الكلبية وهي السبعية
#واعلم أن القلب المشحون بالغضب والشره إلى الدنيا والتكلب عليها والحرص على التمزيق لأعراض الناس كلب في المعنى وقلب في الصورة فنور البصيرة يلاحظ المعاني لا الصور والصور في هذا العالم غالبة على المعاني والمعاني باطنة فيها وفي الآخرة تتبع الصور المعاني وتغلب المعاني فلذلك "يحشر كل شخص على صورته المعنوية فيحشر الممزق لأعراض الناس كلبا ضاريا والشره إلى أموالهم ذئبا عاديا والمتكبر عليهم في صورة نمر وطالب الرياسة في صورة أسد .."
الحديث أخرجه الثعلبي في التفسير من حديث البراء بسند ضعيف
وقد وردت بذلك الأخبار وشهد به الاعتبار عند ذوي البصائر والأبصار

انتهى من إحياء علوم الدين لحجة الاسلام أبو حامد محمد الغزّالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي الأشعري، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري، (450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م).


https://ⓣelegram.me/ahlussonna
Forwarded from @@@ @@@
لبْس الدُّبْلَة للرجل والمرأة، في أي وقت جائز ولا بأس به؟

الدليل على ذلك من السنة النبوية، وأقوال علماء الأمة.

١- عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتخذ خاتمًا من وَرِق -أي: فضة- نقشه: محمد رسول الله".ورد في "الصحيحين"
#ولكن هذا الجواز مقيد بألَّا يكون الخاتم من ذهب فإنه حينئذ يمتنع لبسه على الرجال ويحل للنساء؛
#وذلك لما رواه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَأُحِلَّ لإِنَاثِهِمْ»رواه الترمذي.
#وكذلك ما رواه أبو داود عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ حريرًا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبًا فجعله في شماله ثم قال: «إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي».

#أقول_علماء_الأمة_في_ذلك.
١- يقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: [(وحرم عليهما أصبع) من ذهب أو فضة، فاليد بطريق الأولى (وحلي ذهب وسن خاتم منه) أي من الذهب]شرح المنهج" (2/ 31، ط. الحلبي)

٢- علق الشيخ البجيرمي في "حاشيته" على قوله: (وسن خاتم منه) قائلًا: [والسن هو الشعبة التي يستمسك بها الفص لا الدبلة التي تجعل في الأصبع فإنها من قبيل الخاتم فتحرم من الذهب وتجوز من الفضة] اهـ.

٣- يقول الإمام ابن حجر الهيتمي في: [(ويحل له) أي الرجل (من الفضة الخاتم) #إجماعًا، بل يسن ولو في اليسار، لكنه في اليمين أفضل؛ لأنه الأكثر في الأحاديث، وكونه صار شعارًا للروافض لا أثر له، ويجوز بفصٍّ منه أو من غيره ودونه، وبه يعلم حل الحَلْقَة؛ إذ غايتها أنها خاتم بلا فصّ] اهـ.
تحفة المحتاج" (3/ 276، ط. دار إحياء التراث العربي)

#هذا_فيما_يتعلق_بلبس_الدبلة_من_حيث_هو_أما_لبسها_بهيئة_معينة_يجعلها_علامة_على_الخطبة_أو_التزوج فلا بأس به أيضًا؛ لكون هذا الفعل داخلًا تحت العادات.

والعادات تشمل كل متكرر من الأقوال والأفعال سواء أكان صادرًا من الفرد أو الجماعة، وسواء أكان مصدره أمرًا طبعيًّا أو عقليًّا أو غير ذلك. يُراجع: "العرف والعادة" للدكتور أحمد فهمي أبي سنة (ص: 10، ط. مطبعة الأزهر 1947م).

والأصل في العادات الإباحة ما دامت لا تتعارض مع الشرع فيستصحب الحِلُّ فيها؛

#يقول الشيخ تقي الدين ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (4/ 13، ط. دار الكتب العلمية): [والعادات الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرمه الله وإلا دخلنا في معنى قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا﴾ [يونس: 59]؛ ولهذا ذم الله المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، وحرموا ما لم يحرمه في سورة الأنعام من قوله: ﴿وَجَعَلُوا للهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا للهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَمَا كَانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ۞ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: 136-137] اهـ.

ولا يقال: إن هذا الفعل من أفعال غير المسلمين فيصير التلبس به تشبُّهًا بهم؛ لأنا لو سلمنا هذا فغايته أن يكون من أمور العادات، وما كان من العادات وانتفى فيه قصد التشبه لا يكون ممنوعًا؛ فقد صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جبة شامية كما روي في "الصحيحين" من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وترجم الإمام البخاري لهذا الباب بقوله: "باب الصلاة في الجبة الشامية".

وعلَّق الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/ 473، ط. دار المعرفة) على هذا فقال: [هذه الترجمة معقودة لجواز الصلاة في ثياب الكفَّار ما لم يتحقق نجاستها، وإنما عبر بالشَّامية مراعاة للفظ الحديث، وكانت الشام إذ ذاك دار كفر] اهـ.
وكذلك قد حاكى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأعاجم في عمل الدواوين ولم يكن فعله ممنوعًا. يُراجع: "الأحكام السلطانية" للعلامة الماوردي (ص: 249، ط. دار الكتب العلمية).

والمسلمون الآن يلبسون ألبسة أصل هيئتها أنها لغير المسلمين ولم يُعَدّ هذا تشبهًا بهم؛ لأنه قد تُنوسي أصل التشبه فلم يَعُد شعارًا لهم، ونظير هذا الدبلة؛ فيقال: إنها عادة شاعت بين الناس، وتُنوسي أصلها، لو كان.

ثم إن التشبه لا يُسمى تشبهًا بمجرد حصول المشابهة، بل لا بد من القصد والتوجه لحصول الشبه؛ لأن التشبه: تَفَعُّل، وهذه المادة تدل على انعقاد النية والتوجه إلى قصد الفعل ومعاناته؛
Forwarded from @@@ @@@
شيخ من الجزائر يدعى (أبو بكر حسوني)، كتب ينتقد مذهب الأشاعرة في صفة الرحمة الإلهية ..
وقد طلب مني أحد الأفاضل الرد على كلامه ففعلت ..

#وهذا_ما_كتبه_الشيخ :
من بواعث التعطيل، الجهلُ بالوضع واللسان :
يقولون : (إن الرحمة رِقَّة في القلب وانعطافٌ يقتضي تفضلا وإنعاما، وما كان من الصفات من هذا القبيل فهي مأخوذة بالغايات لا بالمبادئ، بمعنى أن الرحمة لها مبدأٌ وغايةٌ تنتهي وتؤول إليه، فمبدؤها رِقّة وانعطاف وهو انفعال، والانفعال والكَيْف محالٌ في حقه عز وجل، فلزِم أن نؤوّلها بالغاية التي هي فِعلٌ، فيُقال إنه تفضُّل و إحسان تنزيها للباري).

هذا هو المنهج العامُّ الحاكمُ لتعامل المتكلِّمين مع الصفات حيث استحالةُ المُبتَدى فتعيَّن المُنتهى.

وهذه طريقة غيرُ مُخَلِّصة، إذ لا يُسَلَّم لهم المُبتدى، فيُقال إن تفسير الرحمة بما ذُكر هي رحمة المخلوق، فلا يُسلم لهم تفسير الرحمة الإلهية بما ذُكر، قد خافوا التشبيه فدرؤوه بما ذُكر وهو عين التعطيل.

فالتحصيل :
أن حقيقة الرحمة هنا مرادَةٌ لأنه عز وجل لمّا أراد لازِمَها وهو التفضّل والإنعام صرّح بها ..

كما (في المجيء) و (مجيء أمره) ..
فالله لما أراد (مجيء أمره) بيّن فقال :
(إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) ..
ولمّا أراد (المجيء الحقيقي) قال: (وَجَاءَ رَبُّك) ..

فمن زعم أن المجيء لازِمٌ له الانتقالُ جهل لسان العرب،
وإلا فإن العرب قالت: جاء الرجُل وجاء المطر وجاء النّوم،
فهل الانتقال في كل هذه لازِمٌ غيرُ منفك فيها ؟

فمن عطَّل ضاق به اللسان والوضع ..
ولازِمُ كلامِ المتكلّمين أن السّلف قلّ عِلمهم وضَعُفت فصاحتُهم فقَصُروا عن دَرْك المراد أو أنهم عرَفوا ولم يُبَلِّغوا، فكلاهما محال ..
سبحان القائل: ( أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه)
___________

#أقول_أنا_عبدالقادر: هذا الكلام دال على جهل قائله بمذهب السادة الأشاعرة وعدم تحريره لكلامهم في مبحث الرحمة الإلهية، وقلة بضاعته في العلوم العقلية والمفاهيم المنطقية ..

وقبل الشروع في الكلام لا بد من بيان مذهب السادة الأشاعرة كما قرروه في كتبهم ..

جمهور الأشاعرة على أن الرضى والغضب والرحمة والخلق والإماتة والإحياء والأستواء وغيرها، أفعال لله تعالى وليست صفات ذاتية ..

فالتخليق والترزيق والإحياء والإماتة والغضب والرحمة وغيرها عند السادة الأشاعرة الذين نفوا قيام الحوادث بالله تعالى هي عبارة عن أفعال وتعلقات القدرة التنجيزية وليست صفات ذاتية ..
وهذه التعلقات حادثة لأنها أمور اعتبارية ذهنية فقط ..

وهي كسائر الأفعال متعلقة بإرادة الله تعالى من حيث التخصيص، ولذا قالوا هي بمعنى: إرادة الإحسان وهذا قبل التنجيز، وإلا فهي نفس الفعل عند التنجيز، فهي حادثة بحدوث الفعل ..

أما عند السادة الماتريدية فهي صادرة عن صفة التكوين الذين فرقوا بين التكوين و المكوَن ..
فالصفة قديمة قائمة بالله تعالى وما صدر عنها من فعل حادث غير قائم بالله تعالى ...

فالماتريدية نظروا للصفة فقالوا بالقدم ..
والأشاعرة نظروا للمفعولات فقالوا بالحدوث ..
_____________

#ثانيا: الإشتراك بين الأشياء نوعان :
1- إشتراك بالمعنى (حقيقي): وهو الإشتراك في حقائق الصفات الخارجية وذاتياتها ...

2- إشتراك باللفظ (رسمي): هو الأشتراك باللوازم والآثار أي بالعرضيات وليس بالحقائق والماهيات ....

الأشاعرة يقولون أن حقائق صفات الله تعالى لها معانٍ مغايرة تماماً لحقائق صفات الخلق ومعانيها، فلا يوجد أدنى تشابه بينهما في الحقائق ..
والقدر المشترك بين صفات الخالق والمخلوق هو فقط في اللوازم والأحكام والتعلُّقات ...

فالاشتراك اللفظي سببه الاشتراك في اللازم، والاشتراك في اللوازم لا يقتضي الاشتراك في الحقائق مطلقا ..
إذ التشبيه هو التشريك في الأمور الوجودية وحقيقة الصفات ..

وكما هو معلوم فالفرق شاسع بين الصفة ومتعلَّقها ..
_____________

#ثالثا: الأشاعرة رحمهم الله يمنعون قيام الحوادث بالله تعالى، ولذلك جعلوا صفات الفعل من متعلقات القدرة التنجيزية، والتعلقات حادثة لأنها أمور اعتبارية ذهنية ..

فأفعال الله تعالى مثل الرزق والخلق والإحياء والرحمة والغضب هي أفعاله تعالى في غيره وليست في ذاته ..
وإثبات هذه الصفات له تعالى لا يلزم منه حلول الحوادث في ذات الله تعالى عن ذلك !
____________

بعد هذا البيان نأتي إلى أقوال الشيخ لنحاكمها على ميزان العقل والعلم ..

#فمثلا_قوله :
(فيُقال إن تفسير الرحمة بما ذُكر هي رحمة المخلوق، فلا يُسلم لهم تفسير الرحمة الإلهية بما ذُكر، قد خافوا التشبيه فدرؤوه بما ذُكر وهو عين التعطيل) ..

#أقول : كلام الشيخ هنا هو أعتراض على القاعدة التي قررها الأشاعرة فيما يخص الرحمة والرضى والغضب والإحياء والإماتة وغيرها ..
Forwarded from @@@ @@@
فالأشاعرة قالوا بأستحالة حلول الحوادث بالذات الإلهية وأن الله تعالى لا يتصف بالأنفعالات والتغيرات ..
وهذه الأفعال لها أوائل وغايات كالغضب مثلا ، أوله إنفعال وهو غليان دم القلب وغايتة إرادة الأنتقام ..

والأنفعال والتغير هي حوادث كانت بعد أن لم تكن ومحال أن يتصف الله بها .. لذلك تُحْمَلُ هذه الأفعال على غايتها وهي إرادة الانتقام ..

فحقيقة أعتراض الشيخ هنا يدور على منع الأشاعرة قيام الحوادث بالذات الإلهية .. فهو يدندن حول ذلك ..
______________

#وأما_قوله:
(فالتحصيل : أن حقيقة الرحمة هنا مرادَةٌ لأنه عز وجل لمّا أراد لازِمَها وهو التفضّل والإنعام صرّح بها) ..

#أقول :مما قرره علماء الأصول أن فهم الخطاب والاشتراك في الأسماء ليس متوقفًا على وجود اشتراك خارجي وتواطؤ في المسميات أو شيء من الذاتيات.
فإن الاشتراك في الأحكام المترتبة على معنى الاسم هي المصححة لإطلاق الاسم عليه ..

ويدل على أن الرحمة ليست صفة من صفات الذات وإنما هي صفة فعل نصوص كثيرة من الكتاب والسنة:

كقوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)
والكتابة هي القضاء وصفات الذات قديمة قدم ذات الله تعالى فليست مقضية وإنما القضاء يتعلق بالأفعال ...

وكذلك قوله تعالى:
(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم) ..
وصفات الذات لا يقال فيها : (ترسل وتمسك) ونحو ذلك حيث أن الإرسال والإمساك أفعال وليست صفات ..

وقوله تعالى: (قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) ..

فالرحمة هنا مكتوبة .. وهذا لا يقال في صفات الذات وإنما في الأفعال ..

وهناك أدلة كثيرة غير ذلك يضيق المقام عن ذكرها والتي تدل على أن الرحمة هي فعل من أفعال المولى تعالى ومن متعلقات صفة القدرة وذلك بتخصيص الإرادة ..
___________

#وأما_قوله :
كما (في المجيء) و (مجيء أمره) ..
فالله لما أراد (مجيء أمره) بيّن فقال :
(إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) ..
ولمّا أراد (المجيء الحقيقي) قال: (وَجَاءَ رَبُّك) ..

فمن زعم أن المجيء لازِمٌ له الانتقالُ جهل لسان العرب،
وإلا فإن العرب قالت: جاء الرجُل وجاء المطر وجاء النّوم،
فهل الانتقال في كل هذه لازِمٌ غيرُ منفك فيها ؟

#أقول : ليس فيما نقله الشيخ هنا أي دليل على ما يرمي إليه من كلامه ..

فالمراد من قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا)
كما ورد في أغلب الروايات والتفاسير هو أن المراد
(بمجيئه تعالى) هو (مجئ أمره) ..
ومما يؤييد هذا الوجه قوله تعالى: (والامر يومئذ لله)

ومثل هذا واقع في الخطاب القرآني بكثرة ..

كقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر) ..
يقابله قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك) ..

فهناك مضاف محذوف والتقدير جاء أمر ربك أو نسبة المجئ إليه تعالى من المجاز العقلي.

ومثله أيضا قوله تعالى: (وجيء يومئذ بجهنم)
لا يبعد أن يكون المراد بالمجئ بجهنم هو إبرازها لهم كما في قوله تعالى: (وبرزت الجحيم لمن يرى)
فالقرآن يفسر بعضه بعضا ..

وإسناد المجيء لله تعالى في الآية هو إما مجاز عقلي، أي: جاء قضاؤه، وإما استعارة بتشبيه ابتداء حسابه ..

وما نقلناه هنا هو قول جمهور المفسرين كالقرطبي والبغوي وابن عاشور وغيرهم كثير ..
_____________

#وأما_قوله :
(فمن زعم أن المجيء لازِمٌ له الانتقالُ جهل لسان العرب،
وإلا فإن العرب قالت: جاء الرجُل وجاء المطر وجاء النّوم،
فهل الانتقال في كل هذه لازِمٌ غيرُ منفك فيها) ؟

#أقول : الجاهل بلسان العرب هو من يجهل التفريق بين الوضع الحقيقي والوضع المجازي للألفاظ !!

والمجيء لا يكون إلا بحركة وأنتقال وهي سمات الأجسام والله منزه عن الجسمية ..

فمن جهة يصرح الشيخ بأنها صفات حقيقية ومن جهة أخرى يستدل عليها بالمجاز ؟!!!
لا تعليق ...

والله أجل وأعلم ..

تقوية السنّة بتحطيم الوهابية
https://t.me/ahlussunnavaljamaa